رواية أعمى ولكن الفصل الثامن عشر بقلم اسراء محمود
استيقظت من النوم بهلع اخذت تنظر إلي ملابسها ويديها بخوف شديد حتي تأكدت ان كل هذا مجرد كابوس ..كانت تريد ان تهاتفه لكي تطمئن عليه ولكن كبريائها منعها .
في الصباح الباكر كان يقف أمام منزلها هو يعلم انها مازلت تخاصمه ولا تجيب علي اتصالاته ولكن لقد اشتاق إليها كثيرا طرق الباب ففتحت له وهي لا تنظر في وجهه.
جاسم..لسه بردو زعلانه مني .
ندي بعصبية..جاسم امشي من هنا علشان بجد مش طايقاك .
جاسم..ندي انتي المفروض تسمعيني وتفهميني اه انا غلط بس ممكن انتي ضغطي عليا في وقت مش مناسب .
ندي..كان ممكن تقولي مش فاضي دلوقتي هرجع اكلمك بهدوء من غير عصبيه .
جاسم ..انا اسف يا حبيبتي انا مقولتش اني مش غلطان بس الفكره ان اليومين دول مضغوط في الشغل لكن وعد الشغل يخلص وهكون هادي ونخرج ونعمل كل اللي انتي عايزاه .
ندي ..هعديها بس المرادي يا جاسم .
جاسم..انتي اصلا متقدريش تخصميني.
ندي ..لا واثق اووي .
جاسم بثقه..اووي اووي .
ندي ..طيب تعالي ادخل افطر معانا .
جاسم ..لسه فاكره دخليني.
ندي ..ما انا كنت مخصماك بقا .
جاسم ..المهم ان دلوقتي مفيش خصام بينا .
ندي ببتسامه..تؤ..تؤ خلاص راح لحاله بقا .
جاسم ..هو انا قولتلك النهاردة اني بحبك .
ندي ..لا مقولتش .
جاسم ..علشان انا مش بحبك بس انا بعشقك .
ضحكت ندي ..وانا بقا مش بحبك خالص ركضت نحو غرفتها لتغير ثيابها وتركته يضحك علي مشاكستها له .
اخذ يدردش مع والدة ندي في مواضيع عديده حتي رن هاتفه وكان الطبيب ليبلغه بأن التحليل قد انتهت .
استاذن جاسم سريعا من والدة ندي وخرج مسرعا نحو عيادة الطبيب .
خرجت ندي من غرفتها واندهشت عندما لم تجد جاسم وعلمت من والدتها انه ذهب مسرعا...ولكن قاطعها صوت رساله من جاسم .
"جالي تيليفون مهم وفي ورق قضيه لازم اسلمه اسف اني مفطرتش معاكي تتعوض يا حبيبتي "
حزنت ندي ولكن اقنعت نفسها ان هذا من عادات عمله ويجب أن تعتاد عليها .
ذهب الي مكتب يامن وهو لا يعلم اي شئ عن المهمه ولماذا وقع عليه هو الاختيار طرق الباب فاسمح له يامن بالدخول
مازن ..خير يا يامن..انا مش فاهم حاجه من اللي انت قولته في التيليفون .
يامن ..الموضوع باختصار المهمه ديه كانت من نصيب أسر وهو قدم اعتذار لان فرحه كمان كام يوم فاطبعا انت كنت واخد اجازة بقالك فتره كبيره فالاجازة اتغلت وانت اللي هتطلع المهمه ديه .
مازن بملل ..تمام مش مهم اديني تفاصيل .
يامن وهو مندهش من رد فعل صديقه فاهذه المهمه خطره وممكن تؤدي الي قتله ...المهمه في سيناء جالنا اخبار ان هيكون في هجوم علي مسجد كبير هناك ولازم نلحق الموقف ديه ارواح ناس .
مازن ..تمام ان شاء الله المهمه تنجح..هسافر امتي.
يامن ..كمان يومين .
مازن ..تمام هستاذن انا بقا علشان الحق اجهز نفسي واشوف مين طالع معايا .
اوقفه يامن ..مازن ..مش عايز تكلم في حاجه .
مازن ..حاجه زي ايه .
يامن ..زي سما مثلا وخطوبتك اللي جت فجاه .
مازن ..لو علي موضوع سما فاخلاص يا صاحبي الكلام في الموضوع دا منتهي اما لو عن خطوبتي فاليه لا هي بتحبني وكويسه ومحترمه وكمان بنت خالتي .
يامن ..هل انت بتحبها يا مازن زي ما هي بتحبك .
مازن بحزن ..مش مهم الحب المهم اني بحترمها وبقدرها..سلام يا صاحبي .
حزن يامن علي وجع صديقه فاهو يعلم انه مازال يحب سما ولن ينسها بسهوله .
وصل الي العياده في وقت قصير وذهب مسرعا نحو غرفه الطبيب .
جاسم ..هاااا مش حامل صح .
الدكتور ..لا حامل وفي الاسبوع التامن كمان .
جاسم بصدمه ..طيب مينفعش تنزله .
الدكتور ..في الوقت دا هيكون خطر عليها .
وقع جاسم علي الكرسي يحاول التفكير في حل اخر ولكن دون جدوه خرج من العيادة وهاتف ندي .
جاسم ..الو يا ندي ..انتي فين .
ندي بدهشه ..في البيت .
جاسم ..طيب انا جايلك حالا .
ندي ..في ايه يا جاسم انا مش فاهماك انت مش لسه كنت عندي وقولت عندك شغل ونزلت .
جاسم ..في حاجه مهمه لازم نتفق عليها الاول .
ندي..تمام تعالي مستنياك .
اغلق جاسم مع ندي وركب سيارته واتجه نحو منزل ندي .
نزلت ليان الدرج وهذا الكابوس الشنيع يحتل تفكيرها قطع وصلة تفكيرها صوت والدها .
عاصم ..مالك يا ليان سرحانه في ايه .
ليان ..مفيش يا حبيبي .
عاصم ..فكرتي يا ليان في موضوعك انتي ويامن .
ليان ..بابا الموضوع خلاص منتهي انا خلاص حددت معاد سفري ولما ارجع هكون احسن.
عاصم ..هتندمي يا بنتي صدقيني هيجي الوقت اللي هتندمي فيه بس ساعتها الندم مش هيفيدك .
ليان ..انا رايحه لسما يا بابا سلام .
خرجت ليان وركبت سيارتها تنهدت بحزن وهي تفكر في علاقتها هي ويامن ولكن هي لا تستطيع نسيان ما فعله بها .
فتحت له الباب وهي مندهشه من تصرفاته الغريبه .
ندي ..في ايه يا جاسم .
جاسم ..موافقه نعمل الفرح في اخر الشهر.
ندي بصدمه ..نعم ليه .
جاسم ..انا مش شايف ان في داعي اننا نأجل الفرح كل الفتره ديه ما احنا عارفين بعض كويس .
ندي ..بردو مش فاهمه ليه السرعه ديه يا جاسم في ترتيبات للفرح وحاجات كتير مش هنلحق نجهزهم .
جاسم ..سيبي كل حاجه عليا وانا هخلصها..المهم انتي موافقه .
ندي ..لا يا جاسم مش موافقه..انت تصرفاتك غريبه اليومين دول وانا مش فاهمه اي حاجه وانت مش بتقولي حتي ليه بتعمل كدا .
جاسم بحزن وعصبيه..علشان خايف يا ندي ..خايف منكملش من بعض ..خايف تسيبيني خايف..اصحي الصبح القيكي مش جنبي ارجوكي يا ندي وافقي.
ندي ..وايه اللي هيخليني اسيبك يا جاسم.
جاسم..ممكن بسبب الماضي بتاعي .
ندي ..الماضي دا خلص وراح لحاله..وطالما دا اللي قلقاك خلاص انا موافقه .
ابتسم جاسم بفرح وجذبها الي حضنه ..بحبك ..بحبك اووي يا ندوشه .
أبتسمت له ندي بخجل وابتعدت عنه ببطء .
ندي ..عيب كدا يا جاسم ماما جوا .
جاسم .. ماشي كلها شهر وتبقي مراتي وهعمل اللي انا عايزة.
ندي بخجل ..طيب يلا روح شغلك ايه مش وراك شغل .
جاسم بغمزه ..اموت انا في خدودك الحمر دول .
ندي ..بيئه اووي .
ضحك جاسم وتركها ونزل الدرج وذهب نحو سيارته وركب واتجه نحو منزل نانسي .
وصلت الي منزل سما ولكن توقفت بدهشه عندما رأت مازن يقف امام منزلها وينظر له بحزن .
اقتربت منه ..بتعمل ايه هنا يا مازن .
مازن ..مفيش كنت معدي من تحت البيت بس .
ليان ..طالما انت اختارت انك تكمل مع واحده تانيه يبقا الاحسن ليك وليها انك تنساها خالص يا مازن
مازن ..بحاول يا ليان بس مش عارف.
ليان في سرها ..محدش عارف ينسي لان الحب مبيتنسيش.
مازن ..ليان ..ممكن متقوليش لسما انك شوفتيني هنا .
ليان ..حاضر يا مازن .
مازن ..سلام يا ليان .
ذهب مازن وصعدت ليان الي منزل صديقتها .
فتحت لها باب المنزل ولكن كانت الصدمه الكبرى لليان عندما رأت عيون سما المنتفخه من كثرة البكاء ووجهها الشاحب الذي يدل عن توقفها عن الاكل .
ليان ..مالك يا سما ايه المنظر دا .
سما ..مفيش يا ليان مالوا منظري .
ليان ..اكيد في حاجه كبيره شكلك دا يدل ان في مصيبه حصلت .
سما ..واللي حصل مش مصيبه .
ليان ..مش مصيبه طالما انتي اللي رفضتيه يا سما انتي كنتي تقدري توافقي بس انتي اللي اختارتي تتعذبي .
سما بانهيار ..وانتي بردو كان ممكن تختاري انك تسامحي يامن بس بردو اختارتي اللي هيتعبك لمجرد انك فكرتي في كرامتك...ليان كل واحد فينا بيفكر العلاقه ديه هتاذيه ازاي وازاي هتبسطه بس لما بيلاقي انه هيتاذي اكتر من انه هيتبسط بيختار الحل الاسهل وهو انه يتعذب شويه مقابل انه الأذى يكون اقل .
ليان بدموع ..وهو الأذي دلوقتي اقل ..لا يا سما انا كل يوم بموت...اوعي تفتكري اني مش عايزة اسامحه لا نفسي بجد اسامحه بس مش عارفه ..اما انتي كان ممكن توافقي وتحاربي معاه بس انتي اختارتي متحربيش اختارتي تستسلمي وتخرجي من المعركه ديه بأقل خساير ممكنه بس اهو بتموتي لمجرد انه خطب غيرك اومال لما يتجوزها يا سما هتستحملي وانتي شايفاه بيحضن غيرك هتستحملي وانتي شايفاه عنده أطفال من واحده تانيه غيرك هتعرفي تعدي كل دا هتعرفي تنسي ردي عليا....هتعرفي تنسي مازن يا سما؟؟؟
ارتمت في احضانها واخذت تبكي ..لا مش هعرف ومش عارفه وبموت يا ليان وانا شيفاه معاها بموت يا ليان لما عرفت انه خد خطوه فانه يكمل حياته من غيري انا يا ليان كنت هروح خطوبه ندي واصالحه واقولوا اني بحبه واني موافقه نتخطب ونكمل حياتنا سوا بس اتفاجات ..اتفاجات اني رايحه خطوبته وانه ماسك ايديها ..جت عينه في عيني وعمل نفسه مش شايفني واكلم معاها..ساعتها حسيت قد ايه انا هبله..حسيت بوجعه حسيت اني فعلا جرحته..انا تعبانه يا ليان تعبانه اووي .
اخذت ليان تربط علي خصلاتها الناعمه برفق وتحاول تهدئتها .
ليان ..كل حاجه هتبقا كويسه صدقيني دا اختبار من ربنا وهيعدي كل الوجع دا هيروح وهيجي مكانه فرح وسعاده ملهاش نهايه استني واصبري وصدقيني كله هيبقا كويس .
نظرت لها تحاول ان تصدق كلامها ظلت ليان معاها حتي نامت بعمق تركتها ليان وركبت سيارتها واخذت تفكر في كلام سما .
وصل امام منزلها وهو يفكر بالحديث الذي سوف يدور بينهم ..صعد درج المنزل بسرعه وطرق الباب ففتحت له وهي تبتسم بمكر نظر لها بحده .
جاسم ..اوعي تفتكري ان بعقلك الصغير دا هتقدري تفرقيني عن ندي او توقعي بينا..والطفل اللي في بطنك مجرد ما يتولد هيعيش معايا انا وندي وانتي هتخلي مسؤوليتك منه .
نانسي ..لا طبعا تكون غبي اووي لو افتكرت اني هسبلك ابني .
امسكها جاسم من شعرها ..احترمي نفسك يا نانسي والطفل شوفي انتي عايزة كام علشان تسيبيه وتخلي مسؤوليتك منه واللي هتعوزيه هتاخديه .
نانسي بدموع ..بس انا عايزاك انت .
جاسم ..يبقا بتحلمي ..واوعي تفتكري الشويتين دول هيدخلوا عليا انتي عايزه فلوسي ومنصبي لكن مش عايزاني احسنلك تفكري في عرضي وشوفي انتي عايزة كام وبلغيني ومجرد ما الطفل يتولد هتمضي علي ورق انك بتخلي مسؤوليتك منه وهتاخدي فلوسك وتسافري ولحد ما الفتره ديه تعدي اوعي تحاولي تعملي تصرف ميعجبنيش لان ساعتها ردت فعلي مش هتعجبك .
تركها جاسم وذهب اما هي فاخذت تفكر في انتقامها منه .
نانسي..تبقا غبي يا جاسم لو سبتك انت وهي تعيشوا مبسوطين .
في مكان آخر أتت مكالمة هاتف ليامن .
يامن ..الو..مين .
سمع صوت ضحكات عاليه ومن ثم جمله واحده ..موتك قرب .
اغلق هذا الشخص الهاتف وظل يامن واقف مندهش من هذه المكالمه وعنده الكثير من الاسئله من هذا وماذا يريد منه ولماذا يريد قتله .