![]() |
روايه عشق الادهم الفصل التاسع عشر 19 بقلم شهد السيد
• للقدر دائمًا صفعات غير متوقعة.! •
رمشات متتالية وهي لأ تعي شئ، هل من كثرة تخيلاتها نطق الحجر البارد كما تقول عليه.!
لكن ما جعلها تعلم بأنة ليس خيال قلبها الذي بدأ يقرع كـ طبول الحرب، بطئ تنفسها وجف لعابها وهي تهمس بصوت منخفض خاشية أن يكون مجرد خيال:
_قــقولت أي!
أبتسم بتسلية عليها وزفر مطولًا مقررًا العبث معها قليلًا:
_أي بحبك..زي أختي.
شعرت وكأن أحدهم صفعها صفعة قاسية ليظهر على ملامحها خيبة الأمل وأنطفئ بريق عينيها الذي كان مشتعلًا كـ اللهب..تريد البكاء.
أستشعر زياد هذا ليحتوي يدها بين يدية مقبلها برقة متحدثًا بنبرة صادقة ضاغطًا على الأحرف:
_بـ حـ بـ ك.
رغم معاودة قلبها لدقاتة الجنونية لكنها عقدت حاجبيها قليلًا بتوجس:
_زي أختك.؟
كبت ضحكتة محركًا رأسة بالنفي، ترك يدها عندما وجد ليليان وأدهم دلفوا للحديقة وأستقام بجلستة يتقدم منهم مصافحًا ليليان وملقيًا التحية عليها.
بينما جودي نظرت عليهم نظرة عابرة متشتتة وعادت تنظر ليدها التي كانت بين يدية، خرجت منها ضحكة قصيرة فرحة تعبر عن عدم تصديقها لما حدث، أبتسامة كبيرة شقت وجهها وكأن خُلق لها جناحين تود التحليق عاليًا من فرط سعادتها.
_______________♡
دلفوا جميعهم للمنزل وسط الصخب والضحكات والأحاديث ليجدوا جاسر جالس بالبهو وبجانبة حقيبة ملابسة ينظر بهاتفة ويده الأخري بها سيجارة التي يدخنها بهدوء أندفع مازن نحوه صائحًا بأسمة يجذبة لأحضانه متحدثًا بسعادة وصوت مرتفع:
_خطوبتي كمان تلات أيام يلا.
نظر لحقيبة ملابسة وأعاد النظر له بمرح يضربة بذراعة بقوة:
_لأ لأ الواحدة فينا ملهاش غير بيت جوزها ياختي تراجعي عن قرارك هو عشان أحنا ضرايرك تسبيلنا الراجل كدا وتمشي أتمسكِ بجوزك ياهبلة دا أدهم دا زينة الرجالة.
لم يستطيع زياد التماسك وأنفجر ضاحكًا يبصق المياة التي بفمة على ملابس مازن ليضربة الأخر بتقزز واشمئزاز:
_يخربيت أبوك أي القرف دا.
هدأت ضحكات أدهم ونظر لجاسر بتساؤل هادئ:
_رايح فين.
أغلق جاسر هاتفة وتركة أعلى الطاولة والجميع ينظر له بأهتمام، ليتحدث بنبرة هادئة أقرب للبرود:
_رجعنا أنا وسارة.
ظهر التساؤل على وجوة الجميع ليكمل بضيق وأقتضاب:
_مكنتش طلقتها لسه وطلعت حامل كمان.
ضرب مازن على صدره بصدمه مصتنعه وهو يُرفع نبرة صوته:
_يانصبتي!!! بقي ياراجل يانص كم سايب البنيه لوحدها وجاي غضبان عندنا قوم ياولا قوم أنجر روح لمراتك وابنك الواحد فينا ملوش غير بيته.
أبعد جاسر يد مازن بضيق وأختناق:
_مش فايق لهزار دلوقتي يامازن.
صمت مازن ونظر نحو أدهم الذي أنحني بجلسته قليلًا يربت فوق قدم جاسر بدعم:
_ألف مبروك باجسور يتربي فـ عزك واحسن خطوه أخدتها أنكم تصلحوا مشاكلكم وترجعوا عشان الطفل اللى جاي ملوش ذنب أنه يتربي ف بيئه متوتره بسبب انفصالكم..ساره بنت حلال وبتحبك أدي نفسك وأديها فرصه.
حرك جاسر رأسه بالموافقه بحركه بطيئه ولم يتحدث ليتحدث حازم بحماس:
_لو ولد هتسميه أي.؟
صمت جاسر للحظه قبل أن تظهر على وجهة أبتسامه تكاد تري:
_آدم..كنا متفقين أنا وساره عليه من بدري.
همهم حازم وهو يوزع نظراته عليهم:
_حلو آدم ندلعه نقوله يا دودو.
تجهمت ملامح وجه جاسر وأمسك بالوساده الموضوعه على الاريكه يضربها بوجه حازم بعنف:
_جتك البلا كرهتني ف أسم الواد.
نهض بأغتياظ ونظر نحو حازم ومازن ومن ثم نظر لأدهم:
_دا انتَ ربنا يكون ف عونك عليهم لو مربي قرود هيكون أرحم أنا ماشي.
أنهي حديثه وتخطاهم نحو بوابة المنزل ليصيح مازن بصوت مرتفع للغايه:
_متنساااش يلااا خطوبتي كمان تلات أيام وانتَ مش معزوم.
أبتسم حازم بسماجه معُقبًا:
_وخطوبتي أنا كمان.
زفر مازن ببعض الضيق المصتنع وأعاد الصياح من جديد:
_وخطوبة البيضة دي معايا.
حاول زياد كتم ضحكاته من الصعود وهو ينظر نحو حازم الذي أرتفع حاجبه بخطوره:
_أنا بيضة.!
أومأ مازن بالموافقه يكمل حديثه بجديه:
_ايوه بيضة بس مش دلع لأ بيضة اللى بنسلقها دي وناكلها بكمون أصل شعرك بحسه قالب أصفر وانتَ أبيض ف تبقي أي غير بيضة.؟
ميلقش عليك ظابط بحسك ظابط نايتي أو ظابط إيقاع تنترارار تن تن.
أنهي حديثة وقفز من فوق ذراع الأريكه يفر من أسفل يد حازم التي كانت بينها وبينه سنتيمترات فقط.!
ببنما زياد غارق بنوبة ضحكه عليهم وأدهم الذي تابع ركضهم وصراخهم ومواصلة أستفزاز مازن لحازم، مهما مر بهم من سنوات لن يصبحوا ناضجين برفقة بعضهم بتاتًا.
نهض بثقل وهو يمرر كف يده على عضلات عنقه المشنجه قليلًا ونظر نحو زياد:
_أطلع نام انتَ وسيبك منهم علشان عندك جامعه الصبح.
أومأ زياد وهو مازال يضحك وأتبع أدهم فـ صعوده ودلف لغرفته وهو مازال مبتسم على أفعال أصدقاء شقيقه أو لنقول أشقائه.!
وبحركه سريعة نزع التيشرت الذي كان يرتديه والقاه بأهمال على الأريكه وتمدد على فراشه بعدما أغلق الضوء وأمسك بهاتفه يفتحه وفتح «ماسنچر» ليعبس وجهه قليلًا عندما قراء أن آخر ظهور لجودي كان منذ ثلاثة ساعات، لم ييأس وبعث لها برسالة محتواها كلمه واحده:
_صاحيه؟
لم تمر عشر ثواني ووجد آخر ظهور لها يتبدل
لـ«نشط الآن» أبتسامه بطيئه أحتلت وجهه وهو يزفر بعمق بأنتظار ما سترسلة، لم يمضي الكثير وتلقي أجابتها:
_آه صاحيه.
لم تزول أبتسامتة بل زادت أستمتاعًا وهو يضع ذراعه خلف رأسه ويكتب بيده الأخري:
_بتعملي أي؟.
وجدها تنتظر رسالته التي قُرئت فور وصولها وهى تجيبه برساله أخري وشعر كأنه يتخيل نبرتها وهيئتها وهى تنظر بعبوس وتمد شفتيها للأمام:
_صحابي بيحاولوا يعلموني ألعب ببجي ومش عارفه.
-طب مش المفروض تسيبك من اللعب وتذاكري.؟
تأفئفت هي على الجانب الآخر وهي تجيبه بضجر:
_ما أنا ذاكرت معاك هو أنا روبوت عشان اذاكر اربعه وعشرين ساعه.!!.
-لأ ياستي مش روبوت، بتلعبي مع مين.؟
_أنا ورانيا وهيثم وميدو أخواتها.
أنتفض بجلسته وقد تبدلت ملامح وجهه مئة مرة وضغط شاشة الهاتف بغيره شديده يتصل بها وفور أن أجابت خرج صوته مرتفعًا رغمًا عنه:
_نعم ياختي ميدو وهيثم مين دول.!!
دا انتِ ليلة أهلك سودا إن شاء الله.
أغمضت أعينها بقوة وهي تضع يدها فوق فمها ويدها الأخري ممسكه بالهاتف الذي أبعدته قليلًا عن أذنها بسبب أرتفاع صوته، زفرت بتروي وهى تفتح أعينها ببطئ وتجيبه بهدوء تام معاكسًا لغضبه:
_استهدي بالله ونتكلم من غير مدّ أيد.!
ضغط على يده من ردها البارد من وجهة نظره وتحدث بنفاذ صبر:
_اخلصي ياجودي.
حمحمت وهي تحاول أخراج الكلمات التي تأبي الخروج من فرط توترها لهذا الموقف الذي لأول مره تتعرض له:
_د.دول يـيبقوا أخوات رانيا صاحبتي وكنت..كانوا بيعلموني بتتلعب أزاي مع بعض كلنا يعني ورانيا..رانيا معانا فـ التيم والله.
ضغط على أسنانه حتي شعر بألم طفيف برأسه لشدة ضغطه، تحدث بأمر قاطع وحده جعلتها تبعد الهاتف عن أذنيها:
_تخرجي حالًا سامعه.!
تزمرت بضيق وهي تجيبه بخفوات:
_حاضر.
أبعدت الهاتف عن أذنها عندما أغلق وفتحت التطبيق وخرجت من الفريق لكن ما جعل أصابعها تتعلق على شاشة الهاتف هو ظهور رسالة تخبرها بأن زياد الشرقاوي قد دعاها لمبارة.!
تسربت لوجهها أبتسامه هادئة لكن سرعان ما أختفت وهي ترفض بتصميم لكنه عاود دعوتها بتصميم، قبلت الدعوه تتحدث بضيق:
_خير.!!
-مش عاوزه تلعبي.؟
هلعب معاكِ وأعلمك.
رفضت بضيق:
_لأ شكرًا مش عايزة..
وقبل أن تكمل حديثها وجدت أنه تجاهل حديثها وبدأ المبارة وهي تناست رفضها السابق وبدأت تنصاع لأرشاداته لكيفية اللعب بحماس وضحك لازمهم لساعات.
_______________♡
أنتهت من تصفيف خصلات شعرها حالكة السواد لتنساب بنعومه على ظهرها وكتفيها تأملت جسدها بأبتسامة هادئه وهي تضع يدها على معدتها المسطحه وتحدثت بهمس:
_بدأت أتخن بسببك بقيت باكل كتير على ما اجي اولد هبقي شبه الفيل.!!
قاطع حديثها مع صغيرها طرق العامله لباب غرفتها، أذنت لها بالدخول لتفتح الباب ودلفت تتحدث بهدوء:
_أستاذ جاسر تحت وعزمي بيه بيبلغ حضرتك تنزلي.
أومأت بأبتسامة لطيفه وأعادت النظر لصغيرها بعدما غادرت العامله الغرفه:
_شوفت بابا بيحبك أزاي وجه عشان ياخدنا.؟
خرجت منها تنهيده طويله تعبر عن الحزن المخيم على قلبها:
_أو بالمعني الأصح جاي عشانك انتَ وعشان ياخدك..أنا بالنسبة له ولا حاجه.
أمسكت بمأزر منامتها الحريري ترتديه لتخفي ذراعيها العاريتين وتركته مفتوحًا وأخذت نفسًا عميقًا تسيطر له على مشاعرها وهبطت بتروي تدلف لغرفة الجلوس لتجد حالة سائده من الصمت والنظرات هي الوسيله الوحيده للحديث.
حيث كانت نظرات عزمي نحو جاسر تعبر عن الضيق وعدم الرضا التام لما سيحدث ومغادرة أبنته الوحيده معه من جديد.
وكانت على العكس نظرات جاسر، هادئه ولامباليه.
تقدمت تجلس جوار والدها على الأريكه، ليقطع عزمي الصمت بضيق لم يستطيع أخفائه:
_جاسر جاي يرجعك يا ساره وبيقول أنك عرفتيه بحملك، الكلام دا صح.؟
رفع جاسر حاجبه الأيسر تدريجيًا وشبه أبتسامه متهكمه ظهرت على شفتيه وهو يعتدل بجلسته منحنيًا بجزعة العلوي للأمام قليلًا وهو يتحدث بسخريه ظاهره:
_وهو حمايا العزيز مكنش حابب أني أعرف أن مراتي حامل.؟
أندفع عزمي بالحديث بغضب مفاجئ:
_أيوه انتَ مش طلقتها وخلصنا راجع ليه تاني.!!
وما زاد من أستفزازه أبتسامة جاسر البارده التي جعلت وجه الأخر يشتعل غضبًا:
_جاي أخد مراتي بعد ما رديتها.
نهي تلك الجلسة السخيفة من وجهة نظرة ناهضًا وهو ينظر لساره:
_هستناكِ ف العربية غيري هدومك وحصليني.
وفور خروجه من الغرفه أستمع لصوت صياح عزمي ليبتسم بسخريه ويكمل طريقه للخارج.
بالداخل...
ألتفت عزمي لأبنته صائحًا:
_مسمعتلكيش صوت انتِ موافقه ترجعيله.!
دا بني أدم ولا عنده ريحة الدم ولا الذوق هتستحملي العيشه معاه أزاي هتقبلي ترجعيله من تاني بعد ما طلقك.؟
رغم أن معاملة جاسر مع والدها لم تكن باللطيفه لعدم تقبلهم لبعضهم وعدم رضاء والدها بزواجها منه من الأساس حاولت تهدئة والدها وهي تربت على كتفه بلطف:
_ممكن تهدي.؟
أنا لو كنت هرجعله ف أنا هرجع عشان أبني، عاوزه يتولد يلاقي نفسه أبوه وأمه منفصلين.!!
أنهت حديثها وهي تخصه بذلك الحديث فـ هو أشد العالمين بمعاناتها بأنفصاله هو ووالدتها لذلك صمت قليلًا واعاد الحديث بأعتراض:
_ولو..
قاطعته برفق وهدوء:
_بابا..مفيش ولو مش هقبل أن أبني يعيش ولو للحظه واحده وهو متأذي نفسيًا بسبب مشكله أنفصلنا بسببها أنا وابوه..وطالما هنقدر نتخطاها ونكمل يبقي مفيش أي داعي ننفصل نهائي.
أشاح بوجهه للجهة الأخري بتزمر وضيق:
_أنا مبقبلهوش وانتِ عارفه بحس بضيق تنفس لما بشوفه.
كتمت ضحكتها من الظهور لكنها أبتسمت تطبع قبله رقيقه على وجنته ونهضت:
_معلش يا أبو سوسو أنتَ الكبير.
وتركته صاعده لغرفتها لكن بعد أن محت تلك الأبتسامه التي كانت ترتسم على وجهها، القادم مع جاسر سيكون مختلف تمامًا هي كانت دائمًا تعطي ولا يبادلها بشئ، كانت دائمًا متاحة له تسانده وتستمع لحديثة وتحاول فتح الأحاديث مع وهو كان غير مباليًا بها يكتفي بالهمهمه فقط.!!
حان الوقت لآن تكون«غير متاح».
_______________♡
كانت تقف بغرفة مكتبها تطالع التصميم الموجود أعلي سطع المكتب بتفحص دام للحظات قبل أن تبدأ بتدوين ملاحظاتها عليه، قطع صمت الغرفة صوت طرقات خفيفة فوق باب المكتب لترفع خضراوتيها عن الأوراق تنظر نحو الباب وهي تتحدث بصوت مسموع:
_أدخل.
فتح الباب وظهرت جميلة بمنامتها الصفراء وخصلات شعرها المرفوعه على هيئة كعكه فوضوية تحكمها بشريط من الستان الأصفر وجهها مشعًا يظهر عليه الراحه والسلام الداخلي عكس أول مره رأتها بمنزل والدها.
أبتسمت ليليان وهي تسألها بلطف:
_عاوزه حاجه ياجيمي.؟
رفعت جميلة الكتاب التي أستعارته أمس من ليليان وهي تجيبها بأبتسامة سعيدة:
_خلصتة، حلو أوي.
أبتسمت ليليان لسعادتها وأشارت للمكتبة الممتلئة بالكتب التي تحتل حائط كامل من غرفة المكتب:
_ خدي اللى يعجبك منهم.
أقتربت جميله من أرفف المكتبة المنظمة وهي تتسأل وهي تنتقي أحدهم بعدما وضعت الذي بيدها:
_هو كل دول بتوعك.!
نظرت ليليان للأوراق من جديد وهي تجيبها بهدوء:
_أول تلات رفوف من فوق دول بتوع بابا الله يرحمه الباقي بتوعي.
تفحصت جميلة كتب والد ليليان وهي تتحدث بأعجاب:
_باباكِ ذوقه حلو أوي باين عليه كان بيحب أستاذ خالد توفيق.
همهمت ليليان وهي تنظر نحو الأرفف بحنين لوالدها الراحل:
_وطه حسين ونجيب محفوظ.
أبتسمت جميلة وهي تنظر لأعين ليليان الملتمعة عند ذكر أسم والدها وهي تتأمل الكتب، أطلقت ليليان تنهيدة طويلة وقد ألتمعت أعينها بطبقة رقيقة من الدموع:
_يمكن دي أغلي حاجة ورثتها منه.
أخذت نفس عميق وكتمته بداخلها وهي تعيد النظر للأوراق مغلقه الموضوع، وفضلت جميلة أيضًا الصمت لعدم أحزانها أكثر وأنتقت أحد الكتب وأبتسمت بمرح وهي تقف بجانب ليليان تحتضنها:
_سأحتل زيكولا من أجل أسيل..أو ليليان أيهما أقرب.
صدرت من ليليان ضحكة صغيرة ونظرت لجميلة:
_وافقي انتِ على سيف وهخليه يحتل المكان اللى عاوزاه.
تخبطت جميلة وأبتعدت عنها قليلًا وقد أختفت أبتسامتها لكن ليليان أستمرت بالحديث وهي تتابع حالة التشتت التي أصابة جميلة:
_يمكن انتِ متعرفيهوش غير من فترة قليلة ومتكلمتوش كتير علشان تعرفي شخصيتة بس كل اللى هقولهولك إن مش كل الرجالة زي بعض أو بمعني أصح مش كل مذكر يتقال عليه راجل، أدي نفسك فرصة تنسي القديم وتبدأي ف الجديد خطوبة شهر ولا شهرين مش هتضر والله أستحملتيه مع أنه غلس ولا يُطاق كان بها مستحملتيهوش خلاص شقلب وأقلب على رأي جودي.
ضحكت جميلة بخفة وأكتفت بإيماءة بسيطة وغادرت المكتب عائدة لغرفتها.
_______________♡
خرج من المرحاض للتو مرتديًا شورت قصير يصل لركبتيه يجفف خصلات شعره وعضلات صدره من المياه لكنه عقد حاجبية قليلًا عندما أستمع لصوت صياح زياد نظرًا لتقارب غرفهما.
ترك المنشفه وفتح باب غرفته واقترب من باب غرفة زياد يتأكد مما سمعه ليأتيه الصوت أكثر وضوحًا:
_ششش نامي على بطنك ومتتحركيش.
أتسعت أعين أدهم قليلًا وهو يردد بصوت هامس وعدم تصديق:
_نامي على بطنك.!!
أستمع لزياد يتابع حديثه:
_متخافيش محدش هيدخل أنا هحميكِ.
نهش الشك بقلبه وشعر بالغضب يعتريه وهو يفتح باب الغرفة وأندفاع:
_تحمي مين دا أنا هطلع ميتين...
أنقطع حديثه عندما وجد الغرفة ليس بها إلا شقيقه الذي كان مستلقيًا يضع السماعات بأذنه ممسكًا بهاتفه واعتدل سريعًا بفزع عندما دلف أدهم بتلك الطريقه الهجوميه.!
ثبت زياد نظراته المصدومه على أدهم وتسأل بدهشة:
_فى أي.!!
أقترب أدهم منه بشك وهو يتسأل:
_انتَ بتكلم مين يلا.!
رفع زياد شاشة الهاتف بوجه أدهم يجيبه ببراءة وقد أدرك ما فهمه أخيه:
_بلعب مع جودي.
أغمض أدهم أعينه وضغط على أسنانه وهو يسب بهمس قبل إن يتحدث بضيق:
_أتنيل أقفل الزفت دا ونام.
أعترض زياد بضيق وهو يبعد السماعات عنه حتي لا تستمع جودي لحديثهم:
_فى أي يا أدهم هو أنا عيل صغير.!
وبعدين أنا فـ أجازه مش هنقول بتقولي أنام عشان جامعتي.!
صفعه أدهم على مؤخرة رأسه بخفه يجيبه:
_لا يالمض معندكش جامعة بس هاخدك معايا الشركة بكرا تتعلملك أي حاجة ومهما كبرت ف أنتَ ف نظري هتفضل زياد أبني الصغير.!
وتركه مغادرًا الغرفة، زفر زياد وهو يعيد أرتداء السماعات ليجد أن المباراة أنتهت بفوزهم ليتحدث بأستنكار:
_انتِ قتلتي أخر واحد ف الروم.!!
سمعها تهمهم بالإيجاب ليبتسم بهدوء وهو يتابع:
_طب يلا كفايه كدا روحي نامي ياحبيبتي.
أجابته بالموافقة وودعوا بعضهما وأغلقوا الهواتف ساقطين بسبات عميق بعد يوم حافل مر على كلاهما.
_______________♡
_طب أنا أي ذنبي.!!
نطقت بها فرح وهي تكافح لعدم بكائها ليأتيها صوت حازم الغاضب:
_ذنبك إنك عاوزه تأجلي خطوبتنا عشان الست والدتك مش موافقه وعاوزه تسبيني وترجعي لبنان عشان تحاولي تقنعي سعادتها بيا وياهتسيبك ترجعيلي يا لأ.!
صمتت بقلة حيلة ولم يتلقي منها سوي نحيب خافت أثر بكائها، رغم إن علاقتها بوالدتها لم تكن قوية أو حتي متفاهمة خاصةً بعد زواج والدتها هي لأ تريد فعل شئ هي ليست راضية عنه، زفر حازم مطولًا قبل أن يجيبها بهدوء ظاهري:
_شوفي عاوزه تعملي أي واعمليه يافرح أنا مش هضغط عليكِ، تصبحي على خير.
_حازم.!
نطقت أسمه بهمس لكن لأ من أجابة حيث أنهي المكالمة لتلقي الهاتف من يدها وخبئت وجهها بالوسادة تكمل بكاء دام حتي أول خيوط الشمس.
_______________♡
تمددت على فراشها الكبير بعدما أغلقت الأنوار لترتخي عضلات جسدها وتغمض عينيها بهدوء تام قطعه مكالمة قبل النوم كما تطلق عليها.!
أمسكت الهاتف بأبتسامة هادئه تجيب على الأتصال قبل أن يأتيها صوته مقترحًا:
_ماتيجي نكتب الكتاب بعد خطوبة العيال دي.!
صمتت لثواني قبل أن تجيبه بهدوء:
_روح نام.
زفر بضيق يجيبها:
_يا ليليان خطوبة تلات سنين أي دي مش نزلالي من زُور...
قطع حديثه عندما أستمع لصوت تهشيم قوي يليه صرخة فزعة منها أنتفض قلبة على أثرها وهو يتحدث بخوف وقلق ظاهري:
_ليليان.!
ليليان حبيبتي طمنيني عليكِ أي أتكسر.
أما هي ف قفز قلبها خوفًا قبل أن تقفز هي خارج الفراش عندما تهشم زجاج نافذتها بالكامل ومن خلال ضوء الغرفة الخافت أستطاعة رؤية جسد رجل طويل البنية مُلثم بالكامل يسير فوق الحطام وأصبح بداخل غرفتها.
تعالت دقات قلبها وهي تضع يدها على صدرها لتتذكر ما ترتدية حيث كانت ترتدي بنطال رياضي وتشيرت ذو حمالات رفيعه بعض الشئ وفتحة صدر منخفضة.
نظرت للستره الملقاة أمامها على طرف الفراش وهمت بجذبة ليوقفها بصوته الغليظ يشهر آلة حادة أمامها وأعينة تتفحص جسدها برغبة وشهوانية جعلته يعيد التفكير فما خطط له فـ هو كان ينوي أخذ أي أموال والمغادرة لكن بعد رؤيته لها أختلف تفكيرة:
_مكانك ياحلوة.!!