![]() |
رواية جمر الجليدج2 (وأنصهر الجليد) الفصل السابع عشر بقلم شروق مصطفي
معتز، وقد ارتسمت الجدية على ملامحه:
"إزاي تقولي كده؟! مش بعد ما ألاقي الذهب في إيدي أروح أدور على الفالصو! أنا نويت، بإذن الله، نبدأ حياتنا مع بعض، ونعمل عمرة، ونرجع كأننا لسه مولودين من جديد، زي خلقتنا الأولى."
مي، مبتسمة بعدما لاحظت أنه لا يزال يحتفظ بخاتمه:
"حاجة كويسة جدًا... ياريت بجد ن..."
لكنها لم تكمل حديثها، إذ قطع كلمتها وقوف معتز فجأة، مبتسمًا لشخص ما. تتبعت عيناه، لتجده هيثم يدخل في أحضانه، يربت على ظهره ويبارك له:
هيثم، بفرحة صادقة:
"كان قلبي حاسس إنكم هتتصافوا... مبروك!"
جلس، ثم نظر إلى أخته مازحًا:
"نقول مبروك؟ أنا شوفت كل حاجة... كنت قاعد ورا، وشوفت معتز وهو بيتنطط!"
احمر وجه مي خجلًا، فقد فهمت الآن ما قصده بكلامه قبل دخولها للمكان، وعلمت أنه كان جزءًا من هذه الترتيبات.
معتز، وقد عادت الحياة إلى وجهه من جديد، ممتنًا:
"أنا بجد مش عارف أشكرك إزاي على وقوفك جنبي، ومساعدتك ليا."
هيثم، بابتسامة أخوية دافئة:
"يا بني، إحنا إخوات، وبعدين، لو كنت لاقيتك مش مناسب، أو إنك شاب طايش وتافه زي معظم شباب اليومين دول، مكنتش ساعدتك. لكن أنا شوفت فيك إنك راجل، أد المسؤولية، ويُعتمد عليك، وهتشيلها في عينيك."
معتز، متحمسًا:
"طيب، أقدر أتقدم رسميًا للبيت إمتى؟"
هيثم، ممازحًا:
"تتقدم إيه! ما أنتو لابسين خواتم الخطوبة، ولا استنى ألبس نظارة وأتأكد؟!"
قهقه ضاحكًا عندما أخفت مي يدها أسفل الطاولة، وشاركهما معتز الضحك، ثم نظر لها بحب، ولاحظ احمرار وجنتيها.
معتز، محاولًا كبح حماسه:
"طيب، نحدد كتب الكتاب إمتى؟ بلاش تأخير، كفاية كل اللي مرينا بيه. إيه رأيكم الخميس اللي بعد اللي جاي؟"
هيثم، معترضًا بلطف:
"إنت مستعجل ليه كده؟! مش لما عاصم يرجع بالسلامة هو ومدام سيلا الأول، وبعدين تكتبوا كتابكم؟ ولا إيه؟"
مي، متدخلة برأيها:
"آه، صح! مفيش حاجة هتتم غير برجوع سيلا."
معتز، موافقًا بعد تفكير:
"اللي أنتم شايفينه مناسب. أنا هكلم عاصم وأبلغه، وأعرف هينزل إمتى."
هيثم، ناهضًا من مكانه:
"على خير الله... إحنا هنمشي دلوقتي، لأني عندي شغل تاني في العيادة. يلا بينا يا مي."
معتز، مبتسمًا لها بجاذبية:
"ماشي... مع السلامة."
غادروا المكان، بينما أخرج معتز هاتفه ليهاتف أخيه عاصم، الذي فرح كثيرًا لفرحته. أبلغه عاصم بموعد رجوعهم، فأغلق معه معتز الهاتف، متنهدًا براحة واطمئنان. دفع الحساب، التقط متعلقاته، ثم غادر، حاملًا بداخله أملاً جديدًا لحياة قادمة.