رواية أعمى ولكن الفصل العشرون بقلم اسراء محمود
"لماذا...ماذا فعلت حتي استحق كل هذا الألم 💔"
التفت لها بصدمه ..ندي الموضوع مش زي ما انتي فاهمه .
نظرت له بحزن واغلقت عيونها عددت مرات ثم فتحتها لتنظر له مره اخري والدموع تتدفق من عينيها لم تعطيه فرصه للحديث وركضت خارج الشقه..دون ان تتفوه بشئ .
حاول ان يركض وراها ولكن اوقفته ليان بصدمه ..اوعي تتحرك ولا تيجي جمبها تاني يا جاسم...ندي وثقت فيك وانت مكونتش قد الثقه ديه ولحد هنا وكفايه اووي .
نظرت له والدة ندي قبل ان تتحرك ..وجعت قلب بنتي وقهرتها علشان اللي جمبك ديه..روح منك لله .
خرجت والدة ندي وليان يركضون وراه ندي وجدوها تجلس في السياره وتبكي بشكل هستيري.
اخذتها ليان من ذراعها واركبتها في الخلف بجانب والدتها وركبت مره اخري وقادت السياره .
نظر جاسم نحو نانسي وصفعها علي وجهها مما جعلها تترنح وتسقط علي السرير .
جاسم ... يا بنت ال*** لعبتي عليا انا علشان تخليني ابعد عنها ..فكراني هجوز واحده زيك بتبيع جسمها لليدفع اكتر..فاكره انك ممكن تلوي دراعي...اقترب منها وامسكها من وجهها بشده .. اوعي تفتكري خطتك نجحت لاني هرجع لندي وهتشوفي..وانتي تحمدي ربنا انك حامل في ابني والا كنت قتلتك .
نظرت له باستحقار ..انت اللي طماع واناني يا جاسم..وندي مش هترجعلك وهتشوف دا..انت ضعيف جدا وبتحاول تثبت العكس ودا مجرد بس انك ترضي غرورك..لو شايفني اني مستاهلكش ومستحقرني اووي كدا فانت لازم تستحقر نفسك وتعرف بردو ان ندي متستاهلكش ندي تستاهل شخص يقدرها ويحترمها ويعرف قيمتها..انا حبيت اعرفها حقيقتك حتي لو كان غرضي حاجه تانيه..
اخذ يصفعها عدت صفعات متتاليه حتي فقدت الوعي تركها جاسم ونظر لنفسه في المرأه باستحقار واخذ يتردد في ذهنه كلمات نانسي مع نظرة استحقار ندي له..انت ضعيف يا جاسم..انت اناني وطماع..اخذ يدشدش المرأه ...ندي هترجعلي ومش هتسبني لا .
تحرك مسرعا يرتدي ثيابه لكي يلحق بندي ويصلح الامر .
اوقفت السياره وامسكت يد ندي لكي توصلها الي غرفتها..
ليان ..ندي اهدي يا حبيبتي علشان تقدري تواجهي جاسم وتفهمي هو عمل كدا ليه .
ندي ..معلش يا ليان ممكن تسيبيني لوحدي.
احتضنتها ليان..صدقيني هو ميستاهلش دموعك ديه انتي غاليه اووي يا ندي وجاسم معرفش قيمتك فامتزعليش علي شخص هان انه يعمل فيكي كدا هسيبك لوحدك وانتي لو احتاجتي حاجه اتصلي عليا .
ندي ..حاضر .
خرجت ليان واقتربت ندي من المرأه تنظر الي فستان العرس بحسره اخذت المقص وبدأت في قص الفستان بشكل هستيري ..ليه عمل فيا كدا ليه..قطعت ندي الفستان إللي اجزاء ثم نظرت له مره اخري وبدأت فى البكاء..سمعت صوت جاسم يصرخ باسمها ووالدتها تحاول ان تطرده اخرجت ندى كل شئ يتعلق بجاسم ومسحت دموعها ثم فتحت باب الغرفه واندفعت نحوه اخذت تصرخ في وجه ..قولي ليك كام وش؟؟ليك كام قلب ؟؟ مين انت؟؟ مستحيل تكون جاسم اللي حبيته؟؟مستحيل ؟..انت خدت مني ثقتي بنفسي خدت منى كل حاجه انا بملكها ..خدت مني قلبي ..اخذت تضربه علي صدره عددت ضربات..عملت ليك ايه علشان تعمل فيا كل دا ؟؟..عملت انا ليك ايه غير اني حبيتك؟..متبصليش وتسكت..جاوبني عملت ليك ايه؟..
سقطت الدموع من عينه ..ندي انتي فاكره اني الوقف قدامك دلوقتي سهل عليا ...ولا فاكره انى اشوفك بالحاله ديه حاجه سهله.
ضحكت بسخريه..وكان سهل لما خونتني؟؟
جاسم ..انا بتعاقب دلوقتي يا ندي علشان اكفر عن ذنوبي ؟
ندي ..عقاب..طيب انت بتتعاقب انا بتعاقب علي ايه..علي حبي ليك..مكونتش اعرف ان الحب بياذي الانسان بشكل دا .
نظر لها بحزن وقهر هو لم يود ان تعلم بهذا الشكل..كان ينتظر فقط الوقت المناسب لكي يخبرها..كان يريد بعض الوقت فقط لا غير.. انا مكونتش عايز اذيكي يا ندي .
ضحكت بصوت مرتفع ..نعم..مكونتش عايز تاذيني ...اخذت تضحك بشده ولكن دموعها خانتها واخذت تتدفق ..انت اذتني اصلا..انا صدقتك ..صدقت انك توبة..انا اديتك فرصه تدخل حياتي ووثقت فيك..سلمتلك قلبي وقولتلك حافظ عليه علشان انا مش حمل وجع تاني..انت مكونتش بنسبالي زي اي شخص..انت كنت حياتي يا جاسم..كنت نقطه ضعفي..عملت انت ليا ايه..قولي الاول..ازاي قدرت تلمس ست غيري؟..من امتي وانت بتكدب عليا؟..من امتي وانت تعرفها؟..
نظر لها بحزن ..انا اسف يا ندي.
ندي ..اسف..اسف علي ايه ..هو انت كسرت مثلا المج اللي بحبه..انت كسرت قلبي..كل حاجه بينا انتهت..انت من طريق وانا من طريق ..ومش عايزة اشوفك قدامي تاني...حاجتك كلها موجوده فى الصندوق دا..ودبلتك اهى..خلعت ندى الدبله ورمتها فى وجهه ودخلت الغرفه..ظل جاسم يطرق الباب بشده ويصرخ.. ندى افتحى وهشرحلك كل حاجه يا ندى ارجوكى افتحى .
سقطت ندى بجانب الباب ووضعت يدايها على اذنها واخذت تبكي بشده .
جاسم ..ارجوكى اديني فرصه تانيه..اديني فرصه بس احكيلك انا عملت كدا ليه .
اقتربت منه والده ندى ..امشي دلوقتى يا جاسم لانك كدا بتعبها اكتر ندى مش هتسمع منك حاجه لانها مكتافيه باللى شافته بعنيها وكفايه اللى انت عملته فيها لحد كدا وابعد عنها زى ما هى طلبت منك .
جاسم..انا عايز اكلمها بس هى لو سمعتنى هتغير رأيها.
والدة ندي..ندى بنتى وانا عارفها كويس مفيش حاجه ممكن تغير رأيها انت خدعتها وكدبت عليها حتى لو انت بتقول مخونتهاش فاهى بنسبالها الكدب والخداع زى الخيانه بظبط وندى مش هتعرف تسامحك دلوقتى على الاقل سيبها تهدى وكفايه لحد كدا .
تحرك جاسم ببطء وخرج من المنزل .
كان يجلس يفكر في خطه ثانيه لكي يقبض علي هؤلاء الارهابين الذين هربوا المهمه اللي فاتت.
سمع صوت الهاتف وكانت المتصله والدته .
مازن ..الو يا ماما .
والدة مازن ..مبتتصلش عليا وقولت ماشي لكن متتصلش علي خطيبتك تسأل عليها دا ليه ان شاء الله.
مازن ..ماما هي نوال مقالتلكيش اننا سبنا بعض .
والدة مازن ..لا قالتلي بس مش مصدقه الهبل اللي قالته يا مازن وعارفه انك انت السبب.
مازن ..وانا السبب ليه .
والدة مازن ..انك مش عارف تنساها يا مازن .
مازن ..وهي مين اللي مش عارف انساها .
والدة مازن ..سما البنت الارمله اللي عندها عيل وانت حبتها وهي رفضتك .
مازن ..وانتي عرفتي منين سما يا ماما وعرفتي عنها كل دا ازاي وعرفتي منين انها هي اللي رفضتني .
تذكرت والده مازن عندما قال ابنها انه يحب بنت وسوف يعرفها عليها وسمعته يوما ما وهو يتكلم في الهاتف ويقول انه سوف يذهب الي جمعية المكفوفين لكي يرأي واحده اسمها سما..ذهبت هذا اليوم وراه ورأته وهو يحتضن والد كفيف ووالدته تقف وراه اخذت تنظر الي ابنها وهذه الفتاه وهي تري مدي قربهم من بعض ومدي حب هذا الطفل لابنها..اتت اليوم التالي وقررت ان تقابل سما لكي تبعدها عن ابنها.
سما ..اهلا بحضرتك بس حضرتك مين .
والدة مازن ..انا مامت مازن..اكيد عارفاه .
سما بتوتر ..اه اهلا بحضرتك يا طنط بس بردو مش فاهمه ايه العلاقه.
والدة مازن ..انا اللي عايزه افهم ابه علاقتك بابني .
سما ..مفيش حاجه بينا .
والدة مازن..ومش هيكون فيه انا عمري ما اقبل ان ابني يجوز واحده ارمله وعندها طفل كمان..انا ابني لسه صغير ويستحق انه يحب ويجوز بنت بنوت..انتي بقا يا تعيشي لابنك يا تشوفي واحد كان مجوز قبل كدا واجوزيه انما ابني لا .
مسحت سما دمعه كانت هربت من عيونها ..حضرتك شكلك فاهمه الموضوع غلط انا ولا بحب ابنك ولا ليا علاقه بيه اما بقا لو ابنك بيحبني فاديه مشكلته مش مشكلتي انا خالص..وعموما تشرفت بمعرفتك والمعلومه وصلت .
تحركت سما خارج الجمعيه وهي تبكي بقهر وخجل .
قطع تفكير والدة مازن صوت مازن مره اخري .
مازن ..ماما انتي معايا علي تيليفون.
والدة مازن ..اه يا مازن معاك .
مازن بحده ..تعرفي سما منين يا ماما .
بدأت في سرد هذه الأحداث واحده تلو الاخره ومازن مندهش من تصرف والدته .
مازن بقهر..يعني انتي اللي فرقتي بينا..انتي اللي خلتيها تتعامل معايا كدا..انتي اللي بعدتيها عني علشان اجوز بنت اختك..حرام عليكي يا ماما ..كنتي بتشوفيني بموت قدامك ومقهور وعادي ..مكونتيش طيب بتشفقي علي حالتي .
والدة مازن ..انا كنت عايزة مصلحتك بس.
مازن بغضب ..مصلحتي كانت معاها..مصلحتي مع سما يا ماما مش مع غيرها .
والدة مازن ..وانا عمري ما هقبل انك تجوز واحده ارمله .
مازن ..ومالها الارمله يا ماما اكتب عليها انها متعش حياه تاني علشان جوزها توفي..مبقتش ست زي بقيت الستات..انا محبتش غير الارمله اللي مش عجباكي ديه وقلبي معاها ومش هجوز ولا هحب غيرها عايزاني مجوزش تمام معنديش مشكله لكن انا مش هظلم بنت تانيه معايا .
والدة مازن ..تمام يا مازن اعمل اللي انت عاوزه لكن لو اجوزت سما اعتبر ان امك ماتت .
اغلقت معه دون ان تنتظر منه رد..غضب مازن من كلام والدته فاختياره بين والدته وسما صعب.
كانت تقود السياره بتركيز ولكن جذب انتباها وجود سياره يامن وراها اوقفت سيارتها امامه واشارة له بنزول .
ليان ..ممكن افهم انت ماشي ورايا ليه.
يامن..مين قالك اني ماشي وراكي .
ليان ..يعني مثلا كنت بتعمل ايه .
يامن ..هو الشارع دا مثلا مكتوب باسمك انا ماشي علي ارض الحكومه .
ليان بعصبيه ..انت قاصد تستفزني .
يامن ..لا لسمح الله انتي مستفزه خلقه انا معملتش حاجه.
ليان ..انا مستفزه يا يامن .
يامن ببتسامه بارده ..مستفزه اووي اووي.
خبطته ليان في كتفه بطفوله وتحركت وركبت سيارتها مره اخري ولكن عندما تذكرت محدثتهم سوا ضحكت على ركشناته .
كانت تجلس حزينه عندما تذكرته تريد ان تسمع صوته ولو لمره سمعت صوت الهاتف يرن ولكن الرقم غير معروف ردت سما .
سما ..الو .
لم يجيب احد سمعت سما صوت انفاسه .
سما بحزن ..مازن..بتتصل ليه.
لم يجيب .
سما ..انا نسيتك راجع ليه تاني تفكرني بيك .
لم يجيب مازن ولكن هذه المره اغلق الهاتف وفرت من عينيه الدموع ..سامحيني يا سما سامحيني علي كل اللي عملته فيكي..لحد ما اصلح كل حاجه وابقي قادر اوجههك واطلب منك السماح .
اما سما فاسقطتت علي الارض تبكي .
مرت الايام واتي وقت السفر..كانت ليان تخرج من السياره ووراها يامن يراقبها دخلت ليان المطار ومعاها سما وابنها ادهم وندي ومعاها ساره وطفل آخر..توقفت ليان عندما سمعت صوت يامن وهو ينادي عليها.
يامن ..ليان استني .
ليان..نعم يا يامن ..عايز ايه تاني.
يامن ..ارجوكي متسافريش..سامحيني يا ليان وادي لحبنا فرصه تانيه..مهما سافرتي وحاولتي تعيشي حياتك مش هتعرفي تنسي حد انتي حبتيه اووي..الحب مبيتنسيش ابدا مهما حاولنا او عافرنا..والدنيا مش مستاهله اننا نضيعها في الخناقات والمشاكل واننا نبعد عن بعض..طالما احنا الاتنين بنحب بعض فاليه لا .
ليان ..بس انت كدبت عليا .
يامن ..انا كدبت اه بس كذا مره كنت هقولك الحقيقيه كذا مره اتمنيت اني اكون اعمي بس علشان تفضلي حباني..ليان اديني فرصه تانيه لو كدبت تاني ساعتها سيبيني .
نظرت ليان لندي وسما وجدتهم يبتسموا لها ويشجعونها انها توافق .
ليان ببتسامه .. يعني خلاص اخر مره ومش هتتكرر تاني .
ابتسم يامن ..وعد اخر مره .
ليان ..خلاص موافقه .
يامن بعدم تصديق ..موافقه علي ايه .
ليان ..موافقه نرجع لبعض تاني.
احتضانها يامن بعدم تصديق واخذ يدور بها عددت مرات وجميع من في المطار اخذوا يصفقوا لهم بشده انزلها يامن ونظر لها بحب ..بحبك .
ليان ..وانا كمان .
اخرج يامن من بنطاله علبه بها خاتم الماس ..تتجوزيني .
ابتسمت ليان ..موافقه .
وضع يامن الخاتم باصبعها واحتضنوها أصدقائها بشده .
ندي ..ارجعي يلا مع يامن وانا وسما هنسافر .
ليان .. مينفعش اسيبكم لوحدكم .
سما ..يا ستي هتيجي تعملي ايه معانا يلا روحي انتي مع يامن واحنا هنسافر .
ابتسمت لهم ليان ..تمام هكلمكم كل يوم علشان اطمن عليكم .
ندي ..تمام يا ستي .
وقفت ليان ويامن يودعون ندي وسما حتي اطمائنوا انهم ركبوا الطائره فاتحركت ليان ويامن نحو الخارج ولكن رأت ليان رجل من بعيد ممسك بسلاح يصوبه نحو يامن اخذت تتذكر هذا الكابوس المخوف عندما رأت يامن يموت امامها في الحلم..حضنت ليان يامن بشده ثم سمع يامن صوت الرصاصه التي اخترقت جسدها بقوه وصريخ جميع من حوله وارتخاع يد ليان الممسكه بقميصه شدد يامن من احتضانها دون تصديق كل هذا مر في ثواني .