رواية أعمى ولكن الفصل الثالث والعشرون بقلم اسراء محمود
ستبدأ الزهور في التفتح مره اخري ، ستعود الابتسامه الي واجهنا ، ستضحك لنا الحياه ، وسيشرق الصباح ونحن معاً "
فاق يامن علي يد احد تربط علي كتفه بحنيه وصوت أنوثي خلفه .. أقاعد سرحان في ايه
نظر لها ببتسامه فاها هي تقف علي قدميها وشعرها يتطاير خلفها ترتدي فستان طويل يطير من الهواء ابتسمتها المشرقه وجهها المبتسم .. كنت بفكر فيكي .
ضحكت .. طبعا متقدرش تفكر في غيري لانها هتكون نهايتك يا سي يامن .
يامن .. وحشتيني اووي يا ليان .
ليان .. ما انت اللي خطفتني هنا وسبتني ومشيت .
يامن .. مش قولتلك كدا أمان اكتر .
ليان .. بس مش فاهمه ايه اللي بيدور في دماغك .
ضحك يامن بشر .. كل خير .
ليان .. بعد الضحكه ديه اشك انك تعرف الخير اصلا .
فلاش باك .
في الصباح الباكر اتجه يامن نحو غرفة الطبيب ليطلب منه بأن يرأي ليان .
يامن ..كنت عايز أعرف حالة ليان دلوقتي في تحسن ولا مفيش جديد .
الطبيب ..هي وظايف جسمها كويسه وسليمه بس مستنين انها تفوق هي لسه عقلها رافض انه يستجيب .
يامن ..طيب وهي ممكن تفوق امتي .
الطبيب ..انا زي ما قولتلك حاله ليان لسه خطره ولو عقلها مستجبش وفاقت في خلال اليومين دول هي هتبقا ميته اكلينيكياٌ .
حاول ان يتماسك ..طيب ممكن ادخل اشوفها .
الطبيب ..هسمحلك انك تشوفها خمس دقايق بس .
يامن ..تمام .
اتجه يامن مع الممرضه لكي يرتدي ملابس التعقيم.
دلف الغرفه وهو ينظر إليها بحزن اقترب منها وجلس علي الكرسي وامسك يدها..مكونتش متخيل اشوفك كدا مستسلمه وهاديه..اتعودت عليكي عنيده وقويه..اتعودت علي ليان الشعنونه اللي بتعمل اي حاجه تيجي في دماغها..بس اول مره اكتشف انك كمام انانيه يا ليان..انانيه اووي..فوقي شوفي انتي عملتي فيا ايه اليومين اللي فاتوا دول..قومي شوفي قد ايه انتي كسرتيني..قومي وارجعي تاني اعندي معايا زي ما انتي عايزه بس متستلميش للموت يا ليان .
وضع رأسه علي يدها وبكاء بحرقه .
وجدها تحرك يدها وتمسح دموعه بحنيه ..
يامن بصدمه وعدم تصديق .. ليان حبيبتي انتي فوقتي .
ابتسمت ليان بتعب .. و .. وحشتك .
اخذها يقبلها قبلات متفرقه .. الا وحشتيني .
دخلت الممرضه وابتسمت فرحه عندما رأت ليان مستيقظه .. هنادي الدكتور حالا .
يامن .. لا استني عندك .
الممرضه .. في ايه .
يامن .. هتخرجي ومش هتقولي حاجه لاي حد ليان في غيبوبه زي ما هي وهتروحي اوضه الممرضين عادي وانا هخرج من هنا وهبلغ الدكتور .. واهم حاجه لو عرفت انك قولتي لاي حد ان ليان فاقت هتشرفينا في السجن شويه طبعا انتي عارفه اللي هيحصلك بعدها مش محتاجه اني اقولك .
هزت الممرضه رأسها بتفهم .. متخافش يا حضرة الظابط انا ولا كأني سمعت ولا شوفت حاجه .
يامن .. تمام ودا طبعا في مصلحتك .
خرجت الممرضه سريعا الي الخارج دون اي كلمه .
يامن .. ليان انتي حياتك لسه في خطر ارجوكي استحملي شويه وانا اوعدك هخرجك من هنا بسلام بس ارجوكي نفذي كل اللي هقولك عليه بالحرف الواحد ومن غير رفض .
هزت ليان رأسها بحب .
خرج يامن الي الخارج وهو يمثل الحزن واتجه الي غرفة الطبيب وابلغه بالأمر واتفق معه بكيفية اخراج ليان من الغرفه .
اتصل يامن بجاسم وبلغوا بالاحداث ..
يامن .. جاسم عايزك تكون الساعه ٢ بليل موجود عند باب المستشفي الخلفي .
جاسم .. ليه .
يامن .. اسمع بس اللي بقولك عليه فاهمني .. ٢ بليل يا جاسم اوعي تتاخر .
جاسم .. حاضر يا صاحبي .
ومن ثم اتجه نحو الطبيب وابلغه بأن يرسل احد افراد الأمن الي هذا الرجل الذي يراقب غرفة ليان ويشغله حتي يخرج ليان من الغرفه .
واتجه يامن نحو غرفة ليان التي كانت ترتدي ملابس الممرضين وتضع كمامه حول فمها ومن ثم خرجت مع الطبيب نحو الباب الذي يتجه الي خارج المشفي ووضع الطبيب احدي المرضي مكان ليان .
احتضنها يامن واجلسها في المقعد الخلفي كانت متعبه ومرهقه من هذا المجهود ولكن ابتسمت عندما رأت جاسم المصدوم امامها وراكشنه الغريب والمضحك في ذات اللحظه .
يامن .. مش وقت صدمه يا حبيبي اتحرك يلا .
جاسم .. امتي وازاي .
يامن .. هحكيلك علي الطريق .
ليان .. وبابا يا يامن .
يامن .. متخافيش هرجعله تاني المستشفي بس لازم احطك في مكان آمن الاول .
جاسم .. في شاليه في الساحل بتاع والدي محدش يعرف عنه حاجه ايه رأيك نروح هناك وبعيد عن السكان وكل واحد في حاله ومحدش هيعرفكم هناك .
يامن .. تمام اطلع عليه .
انتهي الفلاش باك .
يامن .. ان منتقمتش ليكي مبقاش انا يامن .
ليان .. انا مش عايزاك تاذي نفسك ارجوك .
يامن .. متخافيش يا ليان مفيش حد فينا هيتاذي تاني صدقيني كل دا هينتهي وهنبقا مع بعض من غير ما حد يقف ضددنا او قدمنا .
ابتسمت ليان بحب .
كان جاسم يجلس مع نانسي في الصالون ويحكي لها الاحداث .
نانسي .. يا خبر بس هي كدا هتفضل مختفيه .
جاسم .. لا يامن بيفكر في حاجه بس لسه مش عارف بيفكر في ايه او ايه اللي بيدور في دماغه .
نانسي .. ممكن اسالك سؤال يا جاسم .
ابتسم لها .. طبعا اسالي .
نانسي .. ايه اللي خلاك تثق فيا وتشاركني الاحداث ديه .
جاسم .. علشان انتي مراتي يا نانسي حتي لو علي الورق بس .. بس انا حابب ان تكون علاقتنا كدا نشارك بعض تفاصيل حياتنا لازم يكون في موده بينا علشان نعرف نربي ابننا صح .
نانسي .. انا مبسوطه اووي يا جاسم بالتغير اللي حصل دا ووضعت يدها علي بطنها .. وواثقه انك هتكون اب حنين وقدوه لولادك .
وضع جاسم يده علي يدها .. وانتي كمان انا واثق انك هتعرفي تربي ابني صح يا نانسي .
ابتسمت له بحب ومن ثم فاقت علي صوت آذان المغرب .. يلا قوم علشان نتوضاء وانت تنزل تصلي في الجامع يلا .
جاسم .. يلا .
اما عند سما وندي .
كانوا يقفوا ينظروا الي الطبيب وهو يفك الشاش من فوق اعين الطفلين كانت سما تدعوا ودموعها تتساقط تريد ابنها بأن يرجع يراي مره اخري .
فتح ادهم عينيه وبدأ ينظر حوله وسما تنظر له وهي تنتظر منه اي ردة فعل .
ابتسم ادهم وساره الي بعض بفرحه وفي نفس الوقت قالوا .. انا شايف/ه .
احتضنت سما ادهم وهي تبكي وندي احتضنت ساره بحب ..
سما .. الحمد لله .. الحمد لله .
أخذ يقبلها ادهم بحب ويلمس ملامحها .. انا بجد مبسوط اني شوفتك يا ماما .
سما .. يا قلب وعيون ماما انا اللي مبسوطه انك رجعت تشوف بعيونك الدنيا يا روحي .
نظر ادهم الي ساره مره اخري .. بس تصدقي طلعتي حلوه .
احمرت وجنتيه ساره وضحكت ندي وسما علي شقاوته ..
ندي .. دا مش راحم .
سما .. عيب يا بنتي احنا مبنضيعش وقت .
ندي .. طبعا اومال .
سما .. يلا انا هقوم اصلي ركعتين شكر وانتي حاولي توصلي لليان .
ندي .. انا كلمت يامن وقال انها كويسه متخافيش .
سما .. تمام اتصلي بيه بردو عرفيه ان ادهم وساره رجعوا يشوفوا تاني اكيد ليان هتفرح .
ندي .. ان شاء الله .
ذهبت سما الي غرفه تانيه وبدأت تصلي وتبكي .. تبكي فرحا لاول مره .. عوض ربنا اليها كان كبير بعد كل اللي حصلها ..
اما عند ندي فاكانت تفكر كيف ستعود الي مصر مره اخري .. كيف ستراه معاها .. فاهي تعلم بأنه تزوج نانسي .. كانت صدمه لها عندما رأت منشوره علي الفيس بوك يعلن فيه تزوجه من نانسي .. نعم شعرت بألم شديد في قلبها ومازالت تشعر .. نعم مازالت تحبه ولم تستطيع نسيانه ولكن صعب عليها بأن تراه مع احد غيرها ..
في هذا الوقت كانت والدة مازن تطرق باب غرفة ابنها فإنه منذ ان عاد من المهمه وهو لا يتكلم معاها يغلق باب غرفته عليه دائما لا يأكل و لم يخرج من البيت .
والدة مازن .. مكونتش اعرف انك بتحبها اووي كدا .
نظر لها مازن بحسره .. ومن امتي وانتي بتعرفي انا بحب ايه .
والدة مازن .. انا دايما بفكر في ايه اللي يسعدك يا مازن هو في ام متبقاش عايزة تشوف ابنها سعيد ومرتاح .
مازن .. وانا راحتي كانت معاها قلبي اختارها دوناً عن اي واحده قبلتها او عرفتها خلتيني شايفها انانيه دوست علي قلبها زي ما انتي دوستي عليها خلتيني خطبت واحده مبحبهاش ومش شايفها غير اخت وكسرت قلبها بسببك علشان مقدرتش احبها مقدرتش اديها مشاعر زي ما هي بتديني الحب مش بالغصب ولا بالوقت الحب بيجي يدق قلوبنا من غير استئذان مينفعش اقولوا ليه ديه اللي اختارتها ولا اعرف اكرها .. للاسف يا امي انتي ضعيتي حب عمري .. وضع يده علي قلبه .. هنا بيوجعني يا امي هنا حاسس انه هيقف .. هنا مشتاقلها .. تقدري تضيعي وجعي .. لو تقدري اعملي دا متستنيش انا تعبت يا امي تعبت .
بكت والدته واخذته في احضانها .. انا اسفه يا بني انا اسفه .. كنت انانيه وحبيت اشوفك مع واحده مجوزتش قبل كدا بس طلعت غلطانه كان لازم اسيبك انت اللي تختار اللي بتحبها .. سامحني ارجوك انا مقدرش اشوفك كدا مقدرش .
قبل مازن يدها .. وانا مقدرش اشوفك بتستسمحيني وانا مسامحكيش انا مسامحك يا امي وعارف ان اكيد كان قصدك وهمك كله اني اكون سعيد مع انسانه كويسه بس سما كويسه اووي يا امي .
والدة مازن .. وانا اوعدك انها هتكون ليك اوعدك يا بني .
في المساء كان يامن يقف في المشفي مع عاصم ويتحدثوا .
كان هذا الشخص يقف بعيد يراقب الوضع ولكن توقف فجأه مذهولا وهو يستمع لهذه الممرضه المسؤوله عن حالة ليان وهي تتحدث مع صديقتها تخبرها بأن البنت التي في غرفة العنايه ليست ليان وبأن يامن يخفيها في احد الإمكان ويعمل هذه الخطه لتكون ليان في أمان وبعيده عن الانظار .
ذهب هذا الشخص نحو الممرضه واغلق الغرفه عليهم هما الاثنين .
الممرضه بخوف .. انت مين وعايز مني ايه .
الشخص .. هديكي كل اللي انتي عايزاه مقابل تحكيلي موضوع ليان بتفصيل .
الممرضه .. لا انا اخاف اروح في الرجلين انت عارف دول الحكومه وممكن مستقبلي يضيع فيها دول يودوني ورا الشمس .
الشخص .. مستقبلك يضيع ولا تموتي يا حلوه فكري كدا فيها .
ابتلعت لعبها بخوف .. خلاص هحكيلك علي كل حاجه .
بدأت الممرضه في سرد الموضوع .
الشخص .. متعرفيش مخبيها فين .
الممرضه .. والله ما اعرف مقالش قدامي حاجه .
الشخص .. تمام لو عرفتي حاجه تبلغيني علي طول ودا رقم تيليفوني فاهمه .
الممرضه هزت رأسها بخوف .. فاهمه والله فاهمه .
ذهب الشخص هذا من الغرفه واتصل بياسر .
الشخص .. الو يا باشا .
ياسر .. في اخبار جديده .
الشخص .. جديده اووي .
ياسر .. احكي .
بدا الشخص في سرد الحوار وهو يسمع صوت انفاس ياسر العاليه من الغضب .. بقا ابن *** دا يلعب عليا انا لعبه زباله زي ديه ان ما عرفته مين ياسر مكونش انا حسابه تقل معايا اووي .
الشخص .. اهدأ يا باشا علشان صحتك .
ياسر بتوعد .. تجبلي مكانها حالا وانا اللي هقضي عليها وعليه بايدي ديه مش هسيب حد فيكم يغلط نفس الغلطه بتاعت المره اللي فاتت .
الشخص .. حاضر يا باشا همشي وراه لحد ما اعرف مكانها وأبلغك .
ياسر .. تمام .
اغلق ياسر وهو يتوعد ليامن وليان بشر .
في اليوم التالي كانت تتجهز سما والاطفال .
سما .. ايه يا ندي مجهزتيش شنطتك ليه .
ندي .. انا مش هرجع مصر .
سما .. ليه يا ندي احنا جينا البلد ديه سوا ولازم نرجع سوا ايه اللي غير رأيك .
ندي بدموع .. اللي غير رأي .. ان انا لسه موجوعه .. انا مقدرتش اقفل الفراغ اللي هو سابه .. مهما حاولت انسي واكون مبسوطه مبقدرش بحس اني بضحك علي نفسي .. قوليلي اعمل ايه .. كل ما اقول اني بقيت كويسه بقيت بخير بقيت قويه زي زمان .. ومفيش لحظه واحده وبقع تاني في حفره الوجع والوحده والفراغ الكبير اللي في قلبي .. وجع قلبي مش عارفه اوقفه .. ومش قادره اكدب علي نفسي اكتر من كدا انا لسه بحبه ومش هقدر اشوفوا مع غيري .. فكرة انه دلوقتي ممكن يكون في حضنها .. بتوجعني .. عارفه يعني ايه يا سما الشخص اللي حبتيه في حضن ست تانيه غيرك .. اااااااه يا سما علي وجع الحب .. والف ااااااه ..
احتضنتها سما وبكت هي الاخري .. فهماكي يا ندي ومش هقدر اقولك تعالي معايا وانا شايفه حالتك ديه خدي وقتك ولما تحسي انك قادره ترجعي مصر وتشوفيه ارجعي هنكون في انتظارك كلنا .. وانا دايما هكون علي تواصل معاكي ربنا يبرد نار قلبك يا حبيبتي .
ندي .. يارب .. يلا انا هقوم البس اوصلكم لحد المطار .. يلا قومي اقفلي الشنط هنتاخر .
قامت سما واغلقت شنطها وارتدت ندي واوصلتهم لحد المطار وذهب كل من سما والطفلين الي مصر . اما ندي فاخذت تفكر كيف ستبدأ حياتها هنا في اميريكا .
كانت تجلس علي الشاطئ تكتب مذاكرتها وتنظر الي البحر ..
" مازلت أومن بأن بالمعجزات تتحقق .. وبأن كل هذه الألم ستنتهي يوماً ما .. و ستعود الابتسامه ترتسم علي وجوهنا يوماً وسنشعر بأننا لم نتألم قط " .
برغم كل هذه الغبطه والخوف الي بتواجهها مش علي نفسها لا علي اللي حواليها خايفه تتسبب في موت حد من احبائها هي مش مستعده لخساره تانيه .. وجدت رساله تاتي من يامن يخبرها بأن تتجهز فانه سيأتي اليها اليوم وبأن كل شئ سوف ينتهي هذه الليله .
كانت تشعر بالخوف يتزايد بداخلها فاهي تعرف مدي خطورة هذا الوضع ولكن هي لا تملك صلاحية الرفض .
في المساء كان هذا الشخص يتبع يامن بسيارته حتي وصل يامن امام الشاليه واحتضن ليان من الخلف اتصل هذا الشخص بياسر .
الشخص .. انا عرفت مكان ليان .
ياسر .. فين قولي بسرعه .
الشخص .. في شاليه في الساحل الشمالي علي طريق *** .
ياسر .. تمام عرفته ساعه زمن واكون عندك متتحركش من مكانك واوعي عينك تغيب عنهم .
الشخص .. حاضر يا كبير .