رواية بطل من رواية الفصل الثامن والعشرون 28 والاخير بقلم سوما العربي

رواية بطل من رواية الفصل الثامن والعشرون والاخير بقلم سوما العربي

الاخير

يجلس عبد القوى يزفر بضيق دقيقة بعد الأخرى فقد طال الصمت ابنه مازال صامت غامض بطريقه مستفزه فهو رجل ضيق الخلق قصير البال ولا طاقه له ببال ابنه الطويل حتى لا يعلم من اين له به وممن ورثه... بالتأكيد ورثة عن امه فهى سيده حليمه رزينه تعرف كيف تمتص غضبه لأنه رجل عصبى بتركيبه غريبه ولولا انه رزق بسيده حكيمه مثلها لكان هدم بيته بعصبيته من اول عام زواج لكنها كانت قادره على قيادة الامور و سياسة وعلى مايبدو ان ابنه قد ورث عنها كل ذلك.

ولكن أكثر من ذلك لن يتحمل.. لقد حاول والله ولكنه هكذا خلقه الله عصبى بالفطرة لذا تحدث بغضب وهو يضرب سطع المكتب بمبسم ارجيلته يقول :اللهم طولك ياروووح.. ماتنطق يابنى ايه رأيك في العروسه.

هز عبدالرحمن راسه بحيرة يقول :مش عارف يا حاج.. لأ.. لأ.

عبد القوى:لأ ليه بس يابنى.. البت ماشاءالله عليها كشكل بدر منور.. كنسب ابوها الحاج لطفى المحمدى ده يبقى صاحبى وحبيبى وبينا عشره طويلة .. أصغر منك بخمس سنين يعنى احلى حاجة لا هى من سنك ولا هى صغيره وهبل وكده يبقى فين الاعتراض بس.

فى نفس الوقت كانت عاليا غاضبة جداً ومصدومه من ردة فعل ذلك المغرور من وجهة نظرها فقررت الذهاب لفاطمه لتخرج معها غضبها وغيظها تحكى لها ما حدث. 

وبالفعل ها هى ذاهبة  تمر بطريقها على محل عبد القوى فتوقفت باستغراب وهى تستمع لاسم أبيها أثناء حديثهم وهى تلمح من احد الزوايا ذلك الشاب الذى سبق وكان بييتهم وقام بضرب ريان يتحدث بضيق شديد ورفض:ايوه يا حاج بس لا ماتناسبنيش.. ده انا جايبها قبل كده من مع واحد مابقاش انا راجل ومانع نفسى عن اى حاجة وفى الاخر اروح اتجوز واحدة شوفتها قبل كده خارجه مع واحد.. لأ.

اتسعت عينها تأخذ هى الصدمه.. صفعه قويه سددت لها وهي تستمع لحديث ذلك الشاب.

التفت حولها تدرك وضعها الان ومن المؤكد سيراها احد ويعرف انها تتلصص عليهم فتحركت تسير مبتعده وهى مزهوله... مصدومه.

تتذكر اخطائها وأنها قد سبق وسمحت لحالها بالخروج مع عمر.. وبعدها مراد حتى لو قد فعلها وقام بخطبتها لكنها سمحت لنفسها بأن تحدثه بالهاتف هو مره وعمر مره.. ههه ضحكت بسخرية والم.. هل جاء اليوم الذى يتحدث عنهم شاب على انها أنثى غير مؤدبة ولا تملك اى حياء.

وجدت نفسها تجلس على الرصيف بضياع وكلمات ذلك المعيد تعاد بإذنها:تانى مره ماتجليش هنا تانى.. زى مانتى شايفه ده مكتبى لوحدى ومايصحش بنت زيك تجيلى هنا لوحدي.

بعدها يعقبه صوت ذلك الشاب كالرصاص:ده انا جايبها قبل كده من مع واحد مابقاش انا راجل ومانع نفسى عن كل حاجه وفى الاخر اروح اتجوز واحده شوفتها خارجه مع واحد.

ضياع... تشعر بالضياع.. هذا هو حالها الان من اين قدمت والى أين هي ذاهبة لا تعلم.

تتسع عينها بجنون... هل جاء اليوم الذى يتحدث به الناس عنها وعن شقيقتها على انهن فتيات منحله.. طوال الوقت وهى تعد نفسها وشقيقتها أيضاً من الفتيات المؤدبه.

دائما ما كانت تتحدص وتتلمز مع صديقاتها بالجامعة وحتى على السوشيال ميديا عن الفتيات من رفقاتهن ممن يرافقن إحدى الشباب بأسم الحب.
كان حديثها نابع عن ثقه شديدة بحالها وأنها فتاه خلوقه جدا لا تفعل مثل هذه الاشياء.

ولكن وعند اول فرصة طرحت أمامها فعلت ما كانت تتلمز عليه.

فلا تتفاخر يميناً ويسارا بمبادئك العظيمه فهى لم تختبر بعد.

لا تسخر من السارق وتفتخر بشرفك فأنت لم تجرب مرارة الجوع بعد.

لك الحق بالتباهى فقط لو جربت احساس الفقدان من شئ وقاومت المغريات السيئة يومها فقط يمكنك الجزم بأنك من الشرفاء ولك كل الحق بالتباهى بحالك.

لكن دونا عن ذلك لا حق لك ولا تطلق على نفسك لقب شريف.

ويمكن قياس تلك القاعدة على كل الاشياء صفات وأشخاص.

وقفت من جلستها تترنح بتيه واستدارت عائدة للبيت.

يجب أن تعيد تفكيرها بكل شئ.. يجب أن تعيد بناء نفسها وافكارها من جديد او ربما يجب عليها إعادة اكتشاف ذاتها.

وصلت للبيت لا تتحدث مع امها او احد تدلف لغرفتها دون أن تنتطق حرف.

تجلس على الفراش وتبدأ في البكاء.. لقد اخذتها الدوامة لأشهر.. حولتها وجعلت منها شخص آخر... شخص هى نفسها لا تعرفه.

حزينه جدا بل غارقه فهل من منقذ.. فى هذا الوقت لم يأتي ببالها غيره.. عماد.

ابتسمت بحنين وسط دموعها تتذكر كم هو دوماً مرح معها ... وغزله اللطيف كان يدخل السرور على قلبها.

اخدت نفس عميق بأسى تتذكر تهربها من اتصلاته العديدة بعد ما قالته امها حتى انقطع نهائيا عن الاتصال.

بأمل ضعيف أخرجت هاتفها من حقيبتها تتصل به وهى على يقين أنه لن يجيب.

ولكن ثقل تنفسها وهى فرحه بشده فقد أجاب عليها من اول اتصال يقول بلهفه:اول.. عاليا.. انتى كويسه.

أغمضت عينها تريد صفع نفسها صفعات متتاليه قويه.. هل يوجد فتاه تجد شاب مثل ذلك الحنون وتتركه.. غبيه حقاً.

تحدثت بعد برهه تقول :انا كويسه مافيش حاجة.

اول ما اطمئن قلبه عليها ملاء صوته الجمود بعد نفس عميق أخذه يقول :امال فى ايه.. متصلة ليه؟ ايه اللي فكرك بعماد؟

تحدثت بتوتر واضح قائله :انا... انا بس... قاطعها ببعض الكبر المتعمد يقول :اصل إيه؟

عاليا ستظل عاليا... او بالاحرى حواء ترفض الخنوع حتى لو فى لحظه ضعف.

فعاد الكبر لها مره اخرى تمسح دموعها قائله :وهعوز منك ايه يعنى.. قولت اشوف فين اراضيك.. اصلك اختفيت مره واحده.. بس انا الغلطانه سلام.

قالت حديثها دفعه واحده بغيظ شديد وغضب ثم أغلقت الهاتف بوجهه وهو عينه مستعه منها يردد:بنت المجنونه... بحب واحده برج الجوزاء.. وقعتك سودا يا عماد.

بعد مرور ايام

جلست فاطمه أمام عماد الذى جلس يشكيها اختها بغيظ وهى بكل برود وكبر تحتسى مشروبها باستخدام شفاط من البلاستيك ثم تنظر له قائله :إزاى الكلام ده.
وتحتسى جرعه أخرى ثم تقول :لا مالهاش حق عاليا الى عملته ده ياسطا.

احتدت عيناه يسكنها الغضب وهو يتحدث بغيظ :انتى يابت انتى بطلى برود اهلك ده وركزى معايا عشان انا على اخرى منك ومن اختك ومن امك نعيمه هى كمان.

فاطمه :الله ومالها نعيمه بقا دى حته بتعزك والله.

عماد بغيظ :ماهى  الى قالت عاليا مخطوبه لعماد وعشمتنى وفوق ده وده هى الى جايبه بلوتين واحدة ليل نهار تقع فى مصايب وحاسس انها مسؤله منى.

صمت يصك أسنانه ويتحدث من بينهم بغل:والتانيه... التانيه سارقه قلبى وبتلعب بيه الكوره.

ارتشتفت القليل من العصير ثم قالت بكبر :لأ لأ عندك بقا وحاسب ياكبير.  كله الا نعنع حبيبة قلبى.. دى ست الحبايب يا حبيبه اه.. وان كان على الى قالته فأنا سألتها تانى يوم على فكره وقالت إنها قالت كده قدام اللزقه إلى اسمه مراد ده عشان يحل عنا وأننا مش ناقصين وجع دماغ.

زم شفتيه بغيظ يقول :كانت بتستخدمنى يعنى... بتلعب بيا زى ما بنتها بتلعب بيا.

فاطمه :لالا لا يا كبير عيب عليك ماتقولش كده.. وبعدين ماعلش يعني ماهو من اعمالكم سلط عليكم.. مانت مش هتبقى مدورها شمال ويمين وتيجى فى الاخر عايز تتجوز كده شوليطى موليطى من غير تعب وفرهده.. عماااد احنا دافنينوا سوا انت صاحبت بنات بعدد شعر راسك.. آخرهم البت الى قالتلك ده رقم بابا تعالى قابلوا.. فاكر؟

حمحم بحرج فقالت :ايوووووون... اهدى كده واعقل عشان ماضيك القذر كله عندى.. واهو...اعتبر عاليا تخليص ذنوب وادعى ربنا يحنن قلبها عليك.

نظر لها بغل يقول :كمااان؟!

فاطمه :امال انت مفكر إيه.

فى نفس الوقت كان عبد الرحمن بطريقه الى والده يبحث بسيارته عن مكان فارغ بجوار الرصيف يصف سيارته به وأثناء بحثه يميناً ويسارا وقعت عينه على فاطمه وهى تجلس مع ذلك الشاب. يتذكر انه رأه يومها عندهم.

لا يعلم لما كل هذا الغضب الذى يشعر به من جلستها مع آخر... وما دخله هو بالأساس... يشعر أنه يود الذهاب لعندها يطرد ذلك الرجل ويقم بصفعها صفعات متتاليه على وجهها ليعيد تهذيبها من جديد.

لكنه نفض رأسه بشده يخرج تلك الأفكار عنه فما دخله هو ومنذ متى وهو هكذا فلتفعل ماتريد وليذهب هو لوالده لما يقف من الأساس ينظر لها.

بالفعل خرج من سيارته بعدما قام بصفها أمام محل والدها.

فخطف عينه بهيئته المنمقه وهو يخرج من سيارته يسير بوقار وحب يبتسم للجميع ويلقى السلام.

_هااااااى.. روحتى فين يا بنتى.

كان هذا صوت عماد الذى انتشلها من شروها تقول :هااا!.. لا ولا حاجة.

حمحمت بتوتر تفتح اى حديث جديد قائله :وعملت ايه بقا سبت شغلك عند مراد؟

عماد :اه الحمدلله ولاقيت فرصه احسن فى شركه أكبر وبوزشن اعلى كمان.

فاطمه :طب الحمد لله.. ماتعرفش انا كنت متضايقه ازاى اننا سبب فى مشكله كبيره ليك مع مراد المصري.

عماد :انا كده كده ماكنتش مرتاح فى الشغل مع الى اسمه حازم ده... عيل يا ساااااتر... كله نفخ.. حتى مخه نفخ.. كلمه تجيبه وكلمه توديه مشغل عصافير ليه فى كل مكان وانا مش بحب جو الشغل اللي كده خالص.. انا كده احسن كتير وهو اصلاً مابقاش طايقنى من بعد الى عملتيه معاه وان انا كنت متصدرلك فتمام.. كده احسن الحمد لله.

فاطمه :الحمدلله.

انتفض من على مقعده مره واحده فاتسعت عينيها تقول :ايه ده فى إيه؟!

عماد :انا قاعد معاكى اعمل ايه.. انا لا طايقك لا انتى ولا امك ولا اختك أقعد معاكى بتاع إيه... انا ماشى.

فاطمه :طب ما تمشى.. حد ماسكك.. امشى يالا ماتبقاش تيجى تشتكيلى تانى.. يالا امشى.

عماد :همشى طبعا عادى على فكره.. ولو على الشكوى.

صمت بهيام يقول :هبقى اتصل بعاليا.

فاطمه :هو القط مايحبش الا خناقه امشى امشى.

غادر سريعاً وهى ابتسمت عليه متمتمه:ربنا يهديكى يا عاليا.

فى المحل عند عبد القوي

جلس عبد الرحمن يرتشف قهوته التى طلبها له والده يقول :خير يا حاج.. كنت عايزنى ضروري واحضر حالا فى ايه لكل ده؟

عبد القوى :جايلك اكلمك عن فاطمه بنت عمك لطفى المحمدى.

بمجرد الحديث عنها غضب قليلاً يقول:تانى يا حاج؟

عبد القوى :اسسسمع بس.

صمت ينصت لحديث والده الذى قال :بقا انا البت دخلت دماغى وعششت.. سبحانك يارب فى ف وشها القبول... قعدت مع لطفى وبصنعة لطافه كده واحدة واحدة سحبته فى الكلام لحد ما عرفتلك الزتونه.

عبد الرحمن بسخرية :زتونه؟! وطلعت ايه الزتونه بقا يا حاج... اخوها فى الرضاعة!!

عبد القوى :لا يا خفيف.. اتكلم عدل بدل ما اناولك على وشك.

عبد الرحمن :تناولنى على وشى... هى حصلت يا حاج.

عبد القوى :استغفر الله العظيم... مانت إلى بتعصبنى.. اسمع بس.. الجدع ده الى كانت معاه واحد منهم كان متقدم لها وهى ماكنتش مرتاحه وراحت تخلص معاه الموضوع بهدوء كده مش عايزه تجرح محسوسياتو... والتانى ده واحد عايز يتجوزها عافيه.. وطلع تاجر سلاح وبلاوى سودا.. مانت شوفت بنفسك عمك لطفى قالى انك كسرت غضمه.. براوه عليك يا ولا.. ابن عبد القوى شديد بحق.

صمت قليلاً بحيرة شديدة فانتهز والده الفرصة يقول بمكر:صراحة البت حلوه وتدخل القلب..انا ابنى وعارفك وحافظك... البت عجباك...انا قاريك.. بص احنا ننزل بردو عندهم منطقتهم ونسأل عنها ونجيب تاريخها كله.. مايمكن ياخويا يكون ابوها بيدارى عليها ولا حاجة نعرف احنا الفوله... قولت إيه؟

يشعر بالتخبط ثم قال :يابا... يابا ده انا لسه شايفها قاعده فى المحل مع واحد.

ضرب عبد القوى كف بآخر يقول :لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... يابنى انت ليه دماغك دايما حادفه شمال كده... دى قاعده في محل يعنى سوق والسوق فيه العاطل والباطل مايمكن زبون انت ايش دراك.

اخذ نفس عميق يهز رأسه برأس مذبذب جداً يردد:لأ يابا لأ.. الواد ده هو نفس الواد اللي شوفته موصل اختها يومها انا فاكره كويس.

عبد القوي بنفاذ صبر:ماقولنا هنروح ونسأل واديك قولت متزفت داخل مع اختها مايمكن فى خطوبة ولا قرى فاتحه فى ايه؟

عبد الرحمن :انت فى ايه يا حاج مالك.. متمسك بيها اوى كده ليه؟!

عبدالقوى:عشان زى ماقوليتلك انت ابنى وانا قاريك والبت عسل وانا حبيتها.. وامك كمان.

اتسعت أعين عبد الرحمن يقول :انت لحقت يابا؟!!!

عبد القوي :اعذرنى يابنى.. احنا كلنا بناكل عيش.. بكرا تبقى زيى كده بردوا

ضحك بخفه فقال عبد القوى :أدام ضحكت كده يبقى معادنا بكره ان شاء الله نروح انا وانت منطقتهم نسأل عليها... قوم يالا امشى قلبت دماغى وطيرت النفسين.... قووم. 

مرت ايام كثيره على الجميع 

ولا يعلم من متى ولا كيف يجلس الان بصالون بيتهم لخطبتها. 

كل مايعلمه انها تعجبه كثيرا... بل كثيراً جدا وقد ارتاح قليلا لما سمعه عنها وعن سيرتها الطيبه هى والدتها وشقيقتها قاتخذ القرار وتقدم لخطبتها وقد رحبت امها كثيرا به.

بالفعل الان نعيمه لا تسعها الدنيا من الفرحه وهى ترى نفس الشاب الذى برح ذلك المجرم ضربا يتقدم لخطبة ابنتها.. تراه شاب أكثر من جيد. 

وفاطمه... تتقدم بجسد متوتر للداخل يعرفها والدها على العريس وابيه وامه مع شقيقاته. 

لا تلعم ماسر كل هذه الفرحه التى بداخلها الآن.. ولا تصدق انه وبعد كل ماحدث ومرت به من أجل قصة عشق أسطورية ستتزوج هكذا والأكثر انها سعيده ولم تعترض. 

بعد تعارف بسيط وراحه كبيره من الطرفين تمت قرأت الفاتحة ... واتفقت الاسرتين على ميعاد للخطبه بعد اسبوعين. 

ولكن بعد أيام ذهب إليها كى يذهب بها لشراء فستان للخطبه.

يذهب لها وهو يقود سيارته يدخل هواء شديد من نافذه السياره ينعش قلبه وهو دندن مع صوت الأغانى.. سعادة غريبه تغمره وهو ذاهب فى اول لقاء له معها بمفردهم.

صف سيارته يترجل منها ويذهب باتجاها يتحول وجهه من الفرحه للغضب وهو يرى رجل يقف بالقرب منها يمعن النظر بها وهى تقم بعرض إحدى الهواتف له ولكن تركيزه بها وليس بالهاتف.

لم يشعر بحاله إلا وهو يضرب سطح المكتب يقول بغيره:اى خدمه يا باشا.

رفعت انظارها له تأسرها طلته التى يعلم علم اليقين انه يعد لها منذ الأمس اى قميص سيرتدي مع اى سروال وقد سكب على جسده كمية هائلة من العطر.

وقد وفق بالأمر فعلاً تراه وسيم الى اقصى درجه كأنها لم تقابل رجال من قبل.

يخطف قلبها وهى تراه يتقدم خلف المكتب لجوارها قائلاً :انا هفرجه الموبايل.

تحدثت برقه تقصدها:مانت مش هتعرف انا حافظة إمكانياته اكتر.

عبد الرحمن بصوت منخفض غاضب:اعملى زى ماقولتلك.. روحى اقعدى ولا عجبك بحلقته فيكى كده؟

أجابت برقه مره اخرى :ايوه بس... قاطعها بنفاذ صبر:يالااا.

تحركت من جواره وهى تتمتم:حمششش... هيييييييح.. صبورتى. نولتى يابطوط. 

غادر الرجل دون شراء شئ وهو تقدم منها بغيظ يقول :مشى.. مش عاجبه اصل المزه الى كانت يتفرجه مشيت. 

تهلل وجهها لوقع تلك الصفه (مزه) وهو يصفها بها إذا هو يراها هكذا فقالت بعفوية :الله يخليك والله. 

عض على شفتيها يضع يديه بخصره وهو يهز رأسه بيأس ورغما عنه ضحك. 

غريبه هى فعلاً.. خفيفة ومرحه تدخل للقلب سريعاً. 

وهى انتهزت الفرصه تقول :النبى تبسم... تبقى مش زعلان.. صح. 

ابتسم يقول :ماشى مش زعلان.. بس ماتحصلش تانى.. وبعد كده شغلك حسابات وبس مش مع الزباين سامعه.. تجيبى حد يقف معاكى. 

فاطمه :حاضر. 

هز رأسه بيأس يقول :شكلك بتهاودينى بس. 

ضحكت تقول :امال اعاندك دلوقتي وانت متعصب هقولك حاضر دلوقتي ومع الوقت ابقى اجبهالك واحده واحده واعمل الى فى دماغى مش لازم ابقى حيطة كده. 

اتسعت عينه يقول بزهول :يانهارك اسود. 

فاطمه :يعنى اغشك يعنى.. الحق عليا انى بفطمك. 

ابتسم بقله حيله.. يبدو أنه قد وقع وانتهى امره. 

من منطلق المثل القائل لا يكيد الأنثى غير انثى مثلها حضر عماد خطبة فاطمه وهو يصطحب إحدى الفتيات معه طول الحفل تلتصق به. 

وعاليا تقف بفستانها الأبيض الجميل الذي أظهر روعة تفاصيلها وعذوبة ملامحها تهز ساقيها بغضب.. لن تذهب له.. لن تذهب حتى لو... حتى لو كانت تود الان البكاء كالأطفال من شدة الغيره لكنها لن تذهب. 

عنيده وذات رأس يابس يقسم بذلك.. مستفزه لاقصى درجة.

فلم يستطع.. ذهب هو لعندها كى يمارس هوايته المفضله وهى مشاكسة قطته عاليا. 

تراه يترك تلك الحية كما تراها بالظبط ويتقدم منها فتصنعت انشغالها بمشاهدة الحضور لا تنظر إليه ترفع رأسها بكبر. 

فوقف لجوارها بغيظ يقول :بس امك صارفه ومكلفه.. جاتوه وباتون ساليه وكرواسون شوكلاته وجبنه وحاجزه فى قاعة الؤلؤه ماشاء الله.. لا الصرف باين. 

نظرت له تخفى اشتياقها و تتحدث بكبر :عايز ايه.. فى حاجة.. سبت الاراجوز الى معاك وجاى لعندى ليه؟ 

تصنع الدهشه قائلا :نوجه!! .. نوجه اراجوز؟! لا اخص عليكى يا عاليا دى قمر.. هو فى حلاوة كده. 

عاليا بغضب فشلت فى مداراته هذه المرة :حلاوة ايه يابو حلاوه دى حلاوتها تموع وهى كل حاجه فيها صناعى حتى الرموش ولون العين. 

ابتسم لها بمكر يلكزها بكتفها قائلا :بتغير عليا يا وحش؟ 

ظهر الارتباك عليها بوضوح تقول :اللللا طبعا.. اغير ايه وهباب إيه. 

عماد:ابت... بتغيرى اقسم بالله.

عاليا :لا مش بغير وانا بينى وبينك ايه عشان اغير اصلاً. 

تنهد بعمق ثم قال بهدوء :طب انا بحبك يا عاليا.. ايه قولك. 

عاليا :ها!!

عماد :حلووووو... خليكى فى وضع الصدمه ده لحد ما اروح اكلم ابوكى وارجع اوعى تتحركى. 

هم ليغادر سريعاً فاوقفته قائله:طب والاراجوز... قصدى نوجه؟ 
عماد :وانا مالى هى الى لازقالى وانا كنت ضربتها على ايدها.. ده هى الى طلبت كمان تيجى معايا هى حره بقا... وسبينى بقا عشان الحق اروح لحمايا يااا... يا قطتى. 

ضحكت تقول حماس :يالاااا بسررررعه. 

عماد :ع الطلاق هتموتى عليا انا عارف. 

عاليا :روووح يالا قبل ما اقلب انا برج الجوزاء وانت عارف. 

عماد :لأ لأ اوعى. 

ذهب لعند والدها سريعاً وهى تقف من بعيد تغمرها الفرحة وبعد ترحيب شديد من لطفى اندمج الكل برقصه جماعية مع العروسين. 

بعد مرور ثلاث سنوات 

جلست نعيمه وسط احفادها من ابنتيها تتسلى باللعب معهم تجد بهم أكبر فرحة بحياتها كلها. 

تبتسم متذكره إلحاح فاطمه عليها إن كانت تريد الزواج وهى دوما تخبرها انها حقاً لا تريد.. ان السعادة ليست برجل فقط فهى تشعر بسعادة كبيرة بالعيش وسط احفادها خصوصا بعدما تزوجت ابنتيها معها بنفس البنايه بعد إلحاح كبير منها على عبد الرحمن وعماد ان يسكنا معها بنفس البيت... هناك سبل كثير للسعادة غير الزواج والرجال حقا فالبشر أنواع وازواق... ولكل منا فكره الخاص. 

بالطابق الخامس 

فى الشرفة تحديدا جلست فاطمه لجوار عماد تستمع له وهو يفسر لما لم يعاود الاتصال بها اليوم فقد علق بمشكلة كبيره مع احد العملاء. 

وهى قررت الصفح عنه وإنهاء ذلك الخلاف بابتسامه رائعه منها. 

كذلك فى الشرفة المجاوره

جلست عليا تبرر لعماد لما تاخرت اليوم فى العمل فقد كانت الصيدلة خاصتها مكتزه بالزبائن وقد تغيبت إحدى العاملات معها. 

فى النهاية انتهى اليوم بعماد الذى غفى على كتف فاطمه من كثرة الارهاق وهى قامت بفتح إحدى الروايات التى قامت بشرائها اليوم وهى عائدة من العمل فعلى الرغم من كل شئ حدث بسبب هذه الروايات وبرغم عبرتها بما حدث لكنها لم تقلع ابدا عن قرأتها ولكنها باتت تفرق بين قرأتها وبين الحياه الحقيقة. 

تنظر للشرفه المجاوره وتنظر لشقيقتها تجدها هى الأخرى تلوح لها بإحدى الروايات تهز رأسها تخبرها انه لا فائده فقد جلبت هى الأخرى واحدة وستقرأها بعدما غفى عماد هو الآخر لجوارها. 

صدح صوت ضحكت كل منهما ثم شرعا بقراءة ما بين يديهم. 

يستمتعون بالهواءالعليل بليله صيفية رائعه صوت الهواء مع اهتزاز أغصان الشجر وكأن أمنية فاطمه منذ ثلاث سنوات تقريباً قد تحققت مع صوت اغنية جميل الروح بيتعاتب برمش العين والحاجب. 

صانعة جو رائع تسند كل منهم رأسها على رأس زوجها الغافى على كتفها تغرق فى قراءة رواياتها التى لن تقف عنها ابدا. 

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1