قصة لن ينجو احد الفصل الثاني 2 والاخير بقلم بسملة لبيب


 قصة لن ينجو احد الفصل الثاني والاخير 


روحت وراه وأنا بقول في دماغي:
ـ أمال مين اللي قالي من شوية إنه خارج!

وماكنش فيه وقت استغرب.

نزلنا الشارع، ولما سألنا فيه إيه، عرفنا إن الحجة تهاني إللي في الدور التالت لقوها بنفس منظر أستاذ أيمن!

الكل كان متجمع في الشارع، بما فيهم البواب فقربت عليه وسألته:
ـ هو فيه إيه بالظبط، إيه إللي بيحصل ده!

قال لي:
ـ صدقني يا أستاذ كريم أنا متحركتش من قدام العمارتين من امبارح، ومتأكد إن ماحدش غريب دخل، كل إللي حصل إني كنت طالع بالصدفة أدي لأستاذة سلوى بنت الحجة تهاني طلبات، ولما خبطت وفتحت، قالت لي إن أمها قافلة الباب عليها بقالها مدة طويلة ومش بترد، وإنها مرعوبة يكون حصل لها حاجة.

فدخلت وحاولت أفتح الباب ماعرفتش، فقومت كسره، ولقينا أمها على السرير متغطية بملاية مليانة د.م، نفس منظر أستاذ أيمن، فأستاذة سلوى جريت رفعت الغطا، ولما شوفنا المنظر كنت هجيب إللي بطني، وقلبي وقع في رجلي وجريت طلبت البوليس.

ـ إللي بيحصل ده غريب أوي يا عم شعبان، ومخيف.

ـ ربنا يسترها علينا يا ابني.

ـ يا رب يا عم شعبان.

وسيبته ومشيت، دورت على بلال وروحت وقفت جنبه، وفضلنا واقفين لحد ما الشرطة والإسعاف جم، واتكرر إللي حصل وقت أستاذ أيمن.

وبعد حوالي تلت ساعات أو أكتر، الدنيا هديت وكل واحد مشي يرجع بيته، وأنا ببص أدور على بلال مالقتوش، فقولت يمكن رجع البيت، ورجعت أنا كمان.

وأول ما دخلت سمعت صوت بلال في اوضته، كان بيكلم حد! فروحت فتحت عليه الباب، فبص لي وبرق أوي، فاتخضيت وقولت له:
ـ فيه إيه مالك؟

مردش عليها، فقولت له:
ـ كنت بتكلم مين أنا مش شايف حد هنا يعني!

فضل ساكت شوية لحد ما نطق وقال لي:
ـ أنت كنت لسه معايا في الاوضة، ومسافة ما شوفت مين إللي بيفتح الباب، رجعت بصيت تاني كنت اختفيت!

رديت باستغراب:
ـ بس أنا لسه جاي من برا! وبعدين أنت جيت أمتى أصلًا وماعرفتنيش ليه؟

ـ كريم ده مش وقت هزار، منا جاي معاك من ربع ساعة.

ـ من ربع ساعة إزاي! بقولك لسه داخل، واكيد مش ههزر في وقت زي ده.

ـ يعني إللي كان معايا ده مين؟!

ـ مش عارف، أنا كمان حصل لي زي الموقف ده.

وبدأت أحكي له إللي حصل الصبح.

بان عليه الحيرة والقلق، ولولا إنه حصل معاه نفس إللي حصل معايا، أنا متأكد ماكنش صدقني.

وعدى الوقت وإحنا بنفكر ونحاول نوصل لسبب للي بيحصل، بس ماكنش فيه أي سبب منطقي، وفجأة سمعنا صوت عارفينه كويس، صوت الصريخ في الشارع، بصينا لبعض برعب وجرينا نزلنا..

كان فيه ضحية جديدة بنفس طريقة الم.وت البشعة، وفي نفس اللحظة سمعنا صريخ من شقة تانية، وتالتة، ورابعة، مش بس في العمارة إللي قدامنا، ده كمان في عمارتنا.

الشرطة جت والاسعاف واخدوا الجث.ث، والمنطقة كلها اتشمعت، والظابط جاب قوة كبيرة من العساكر، فتشوا كل الشقق عشان يلاقوا الجاني أو حتى أداة الجري.مة، بس ملقوش أي حاجة! 

الظابط أكد علينا نخلي بالنا ونقفل شققنا علينا كويس، لأن القاتل واحد مننا، وهو هيحط عساكر للحراسة في كل حتة.

ورجعت أنا وبلال شقتنا وقفلناها كويس من كل حتة، بعد ما اتأكدنا إن ماحدش غيرنا في الشقة.

قعدنا في الصالة، الجو كان كئيب والهوا ريحته م.وت وخ.وف، الكل مرعوب وحزين على الناس إللي م.اتت.

وخصوصًا لما عرفنا الطريقة اللي اتقت.ل بيها كل الض-حايا، بتبدأ بتس-ميم الض-حية وبعد ما تم.وت، وشها يت-شرح وجسمها يتس-لخ، كل ده بيحصل إزاي وامتى، الله أعلم!

دماغي فضلت تودي وتجيب، لحدما قطع تفكيري بلال وهو بيقول لي:
ـ تفتكر مين بيعمل كده؟

ـ الموضوع صعب خصوصًا إن فيه ذكاء وسرعة غريبة في حالات الق.تل والهروب، أنا بجد خايف أوي.

ـ بقولك إيه، جمد قلبك كده، إللي محيرني أوي، إن يا ترى إيه هدفه، الناس إللي بتم.وت ملهاش أي علاقة ببعض عشان نقول تار ولا ان-تقام حتى.

ـ الحوار كله غريب وفيه حاجة..

ولسه هكمل كلامي لمحت خيال عدى بسرعة في اوضتي، بلعت ريقي بالعافية وعيني وسعت على آخرها وبصيت لبلال.

فاتفزع من منظري وقال لي بصوت واطي:
ـ فيه إيه؟

ـ أنا شوفت حاجة عدت بسرعة في اوضتي.

ـ بقولك إيه مش وقت تهيؤاتك دلوقتي خالص.

ـ والله متأكد مش تهيؤات.

بدأ يظهر على بلال علامات التوتر وقال لي:
ـ أنت متأكد.

ـ بص، تعالى ندخل اوضتك بسرعة ونقفل علينا الباب بالمفتاح، أو نخرج ننده لأي عسكري.

ـ لأ، خليك أنت هنا، أنا هشوف مين، لأني متأكد إن ماحدش في البيت غيرنا.

ـ أنت عبيط؟ أنت مش خايف ليكون الق.اتل ويق.تلك، ما يمكن كان مستخبي.

ـ أسكت أنت بس.

ـ طب استنى.

وروحت جبت له سك-ينة من المطبخ بسرعة وقولت له:
ـ يلا اق.تله أنت قبل ما يق.تلنا، وأنا هستناك هنا.

ـ أنت جبان كده ليه يالا، والسك-ينة دي هي إللي هتحميني يعني!

قال لي كده ومشي دخل الاوضة وأنا واقف برا مرعوب، لحد ما لقيت بلال خرج وقال لي إنه ملقاش حد، في نفس اللحظة سمعنا صوت جاي من اوضة بلال، اتفزعنا، ومشي بلال وأنا وراه للاوضة.. فتح الباب ودخل، بس أنا كنت خايف أوي ففضلت برا، لحد ما لقيت بلال بينده عليا، دخلت له ولقيته بيشاور لي على المرايا، ولما بصيت عليها لقيت مكتوب:
" لن ينجو أحد".

كانت مكتوبة بال.دم، وواضح لسه مكتوبة حالًا، بس ماحدش في البيت غيرنا!

بخطوات سريعة روحت استخبيت في بلال وقولت له:
ـ شكل الدور علينا.

قال لي بعصبية:
ـ بطل جُبن شوية.

ـ هو عشان خايف اموت أبقى جبان!

ـ أنت طول عمرك جبان إيه الجديد.

ـ يا عم الله يسامحك، أنا هروح أصلي عشان لو اتق.تلت أبقى مصلي.

قولت له كده واتحركت خطوتين ورجعت تاني وأنا بقوله:
ـ بقولك إيه، ما تيجي معايا أدخل اتوضى ليطلع مستخبيلي في الحمام.

ـ أنت لو ممشتش من قدامي أنا إللي هق.تلك، أنا متأكد ماحدش في الشقة غيرنا.

من سكات مشيت ودخلت اتوضيت، ولسه خارج من الحمام، عيني جت على اوضتي ولقيت حد قاعد بضهره على السرير، كان كله أسود في أسود وظاهر منه قرنين صغيرين في دماغه، رجلي خبطت في بعضها من الخوف، هموت من الرعب، ولسه هتحرك براحة أجري على اوضة بلال وأنا عيني على الكائن ده، لقيته بيلف وشه اتجاهي، رجلي تقلت ولزقت في الأرض، حاولت انده لبلال بس صوتي اتحاش، وفجأة الكائن وشه بقا في وشي.

قلبي هيقف، شكله كان مخيف، عينه كبيرة وكلها بيضة، بوقه كبير ومعندوش سنان وفي سائل أسود نازل من بوقه، وباصص لي وفيه إبتسامة مرعبة على وشه.

حسيت إني هيغمى عليا خلاص لحد ما حسيت بايد على كتفي، اتنفضت ووقعت على الأرض، وقبل ما أروح في عالم تاني سمعت صوت بلال، كان هو إللي حط أيده على كتفي، فمسكت فيه بسرعة، فكرر كلامه:
ـ مالك فيه إيه يا ابني؟

ماكنتش عارف أنطق، فغمضت عيني وأنا بشاور بايدي قدامي، فقال لي:
ـ فيه إيه!

فتحت عيني ولما بصيت مالقتش حد، هديت واتمالكت اعصابي وقولت له إللي شوفته، فقال لي:
ـ أحنا خلصنا من القات.ل عشان يطلع لنا عفريت!

قولت له وأنا بترعش من الخوف:
ـ بلال إحنا لازم نمشي من هنا وإلا هنم.وت.

ـ طب أهدى يا كريم، أهدى، هنمشي من هنا.

أول ما قال كده النور فضل يرعش، فجرينا على باب الشقة عشان نخرج، بس الباب ماكنش راضي يفتح، وفجأة نفس الكائن ظهر قدامنا، ضوافره كانت كبيرة وحادة وبدأ يقرب مننا.
 
ماقدرتش استحمل ووقعت على الأرض وفضلت أقول:
ـ أعوذ بالله من الشيطان الرچيم.
أعوذ بكلِمات الله التامات من شر ما خلق.

وكملت بقرآن، لحد ما الشيء ده اختفى والنور رجع، ولما حاولنا نفتح باب الشقة تاني اتفتح.

وفجأة سمعنا صريخ جاي من كل مكان، نزلنا جري على تحت ولقينا قوات الشرطة إللي واقفة للحراسة منتشرة في كل مكان، وكان إللي اتوقعناه، ض-حايا تاني، بس المرة دي العدد كان كبير جدًا.

عياط وصريخ وفزع من الناس كلها، وجت قوات أكتر من الشرطة مع عربيات إسعاف كتير عشان تنقل الجث-ث، وبعد مده طويلة، لقينا الظابط سمير جه وقال لنا:
ـ إحنا دورنا ورا الأستاذ أيمن وقدرنا نوصل لابنه، ولما شوفناه كان هو الشخص إللي ظهر في الكاميرا يوم ق.تل الأستاذ أيمن، وقال لنا إنه كان جاي له عشان يحذرة ويخليه يتراجع عن اللي بيعمله مرة أخيرة، بس كان فات الاوان، ولما طلع لقاه بالمنظر إللي شوفنا ده، وعشان ميعملش لنفسه حوار مشي ولا اكنه شاف أبوه م-قتول.

قاله بلال:
ـ يحذره ويتراجع عن إيه؟

كمل الظابط كلامه وقال:
ـ الشخص إللي بيدعي إنه أستاذ ده كان دجال كبير ومعروف في المنطقة عندهم، وبسبب طمعه وجشعه قرر إنه يحضر نوع صعب من الجن، عشان يكون خادم ليه.. وده السبب إللي خلى أهله يتبرو منه ويبعدو عنه، وعشان كده جه هنا يعمل عملته دي.. وإحنا لما فتشنا شقته لقينا اوضة المخزن مليانة حاجات غريبة، وعضم حيوانات وهياكل لأطفال صغيرة تم الت-ضحية بيهم.. فجبنا شيخ ولما شاف كل ده، قال إن الجن إللي كان بيحضرو، بيتحضر بالسحر الأسود، بس وقت التحضير عمل غلطة وده خلاه مايعرفش يسيطر عليه، والجن يحضر بروح ان-تقامية هدفها إنها تخلص عليه هو وكل إللي موجودين هنا بالطريقة البشعة إللي شوفناها..

قطعه حد من الجيران وقال له:
ـ ده بقا سبب إللي كنا بنشوفه؟

رد عليه الظابط:
ـ لسه مافيش تأكيد على أي حاجة، وارد جدًا يكون ده فخ من ابنه ومراته، ما اهو محدش هيشوف أبوه مق-تول بالمنظر ده ويجري ينفد بجلده ويفضل ساكت، حتى لو كان أبوه ده إيه.

رديت على الظابط وقولت له:
ـ ازاي فخ؟ حضرتك بتقول إنه معاكم حاليًا، طب الناس إللي لسه م.يته دي إيه؟ لحق ي-قتلهم أمتى؟ وكلهم في نفس الوقت.. طريقة القت.ل والسرعة فيها، وعدم وجود دليل أو غلطة على الج-اني، كمان ماحدش غريب لا دخل ولا خرج، كل ده يثبت إن كلام إبنه صح.

ـ إحنا ناس متعلمه يا أستاذ، ما نقدرش نجذم إن كل الناس دي مات-ت بسبب جن.

ـ بس أنا شوفت...

كنت لسه هقول إن شوفت الجن في الشقة عندي، بس بلال ضغط على كتفي وبرق لي وقال للظابط:
ـ تمام حضرتك، هنعمل إيه دلوقتي؟

قاله الظابط وتجاهل كلامي:
ـ واضح جدًا إن فيه أكتر من مجرم والوضع لا زال خطير، عشان كده مطلوب من الكل يلمو حاجتهم ويمشوا من هنا حالًا مؤقتًا.

كلنا سمعنا كلام الظابط ولمينا حاجاتنا ومشينا في ساعتها ما عادا البواب، قال العمارتين أمانة في رقبته من صاحبهم إللي مسافر ومستحيل يسيبهم ويمشي!

وبعدها بكام يوم سمعنا إن البواب أتلقى م-قتول بنفس المنظر والعمارتين ولع-وا، ولحد الآن الشرطة ماقدرتش توصل للجاني، ومش مقتنعين بإن كل ده من فعل الجن!

أنا وبلال مشينا من المنطقة كلها وروحنا مكان بعيد، والحمد لله حياتنا استقرت، بس إللي حصل معانا مش قادرين ننساه، ليه حد ي-ضحي بحياته وحياة ناس تانية بسبب طمعه وجشعه وتخاريفه.

اه الإنسان حر وهو اللي بيتحاسب على أفعاله، بس الحرية دي بتنتهي أول ما الأذى بيطول ناس تانية.

إزاي الناس بتعمل الغلط من غير ما تفكر في العواقب لمجرد إن فيه إحتمال ولو واحد في المية لنجاحه!؟

تمت
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1