رواية عشق الذئاب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم إسراء على


 رواية عشق الذئاب الفصل الرابع والثلاثون بقلم إسراء على 



كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوماً


وكانت سماء الرّبيع تؤلّف نجماً...

ونجماً وكنت أؤلف فقرة حبّ..

لعينيك.. غنّيتها! أ


تعلم عيناك أنّي انتظرت طويلاً




كما انتظر الصّيف طائر




ونمت.. كنوم المهاجر




فعين تنام لتصحو عين.. طويلاً




وتبكي على أختها،




حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر




ونعلم أنّ العناق، وأنّ القبل طعام ليالي الغزل




وأنّ الصّباح ينادي خطاي لكي تستمرّ على الدّرب يوماً جديداً!




صديقان نحن،




فسيري بقربي كفّاً بكفّ معاً




نصنع الخبز والأغنيات




تحولت نظرات رائف النارية إلى نظرات أكثر نارية..عيناه تنطقان بشر مُهيب..وتحولت إلى جُمرتين من النار..إنتفضت من مجلسه بغضب عارم..وصاح بصوت جهوري مرعب..




-تتجوز مين يابن الـ**



ثم أمسكه من تلابيبه وأخذ يهزه بعنف




-سمعني بتقول إيه!!



-تحدث الحاج لطفي بزعر : الله..الله..جرى إيه يا جدع أنت!!..أنا قولت إيه غلط؟!




إحتقنت عيناه بشدة وتحولت إلى ظلام دامس..وبالرغم من إمتلاء جسد الحاج لطفي إلا أن رائف..قد رفعه من تلابيبه عن الأرض وأصبح مُعلق بالهواء..ليهدر بصوت محتد..ونبرته تنُم عن الشراسة..




-يا راجل يا *..عاوز تتجوز واحدة متجوزة بروح أمك...



لم يستطع الحاج لطفي الحديث..وتلون وجهه إلى حمرة طاغية دليلاًعلى قلة الهواء الواصل إلى رئتيه....ركض عبدالله محاولاً تخليصه من براثن هذا الذئب الهمجي




-خلاص يارائف باشا مكنش يعرف




ولكن ظلت نظرات رائف النارية مُسلطة على لطفي..الذي بدى عليه أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة..ركضت إسراء من أجل تخليص جثة ذاك الشخص من بين يدي رائف العازم على قتله..حدثته بصوت مرتجف




-را..رائف سيبه هيموت فـ إيدك...




ولكنه لم يجب..تابعت صفاء المشهد وهى تنتحب..كررت إسراء نداءها بقوة أكبر




-رااائف..




وأخيراً نظر لها بأعين قاتمة..لتقول له بخوف




-سيبه عشان خاطري




وكل ذلك ولطفي يشحب لونه أكثر..وأنفاسه تخفت شيئاً فشيئاً..ليدفعه بحدة..فسقط على الأرضية ويده مُلتفة حول عنقه يحاول أخذ أنفاسه المسلوبة..ويتبع ذلك سُعال شديد..أمسك رائف يدها قال بصوت غليظ



-معلش مستعجلين




حاول عبدالله إيقافه قائلاً بـ إعتذار




-أسف يا باشا




نظر له رائف بنظرات محتدة نارية..بينما حاولت إسراء تلطيف الأجواء قائلة




-محصلش حاجة يا بابا..مع السلامة...




قالتها ثم سحبها رائف خلفه.. عيناه مُحتقنتان بشدة..شدد بقبضته عليها فتأوهت وقالت بألم




-ااااااه..براحة يا رائف...




-حدثها بصوت حاد : براحة!!..دا بس لما أروحلك..




-ردت عليه بتبرم : طب أنا ذنبي إيه!!



وصلا أمام السيارة..ونظر لها شزراً..ثم قال

-خشي يا إسراء..خشي وإتقي شري

-أووووف...

دلفت مُتأفأفة لما يحدث..ولما هو يصب جام غضبه عليها..دلف هو الأخر وقاد السيارة في صمت حتى قطعته قائلة بسخط

-أنت متعصب عليا ليه دلوقتي!!

-نظر لها بطرف عينه وقال بجمود : مش متعصب


أمسكت يده بقوة وهتفت من بين أسنانها


-رااااائف


أوقف رائف السيارة فجأة..فـ إرتد جسدها إلى الأمام..تأوهت وقالت بغضب


-في إيـ...اااااه


أمسك رسغها بقوة وهتف بشراسة


-لما واحد قد أبوكي..أبوكي إيه قد جدك ويقول لابوكي عاوز أتجوز بنتك..اللي هي أصلاً متجوزة..لأ ومين مراتي..عوزاني أعمل إيه..أقوم أخده بالحضن وأقوله مبروك..

حاولت تخليص يدها من بين يداه التي نبشت بها وقالت بصوت متحشرج


-إيدي يا رائف..


خفف قبضته..ولكنه لم يترك يدها..وجد الدموع تتلألئ في عيناها..مسح بيده الأخرى على وجهه..ثم حاول التحدث بنبرة شبه هادئة

-طب بتعيطي ليه


-مسحت بيدها دموعها بطريقة طفولية..ثم قالت ببراءة : عشان زعلان مني


-إبتسم بخبث وقال : يعني مش عشان ماسك إيديك جامد


هزت رأسها بنفي لتتسع إبتسامته..ليقول بنبرة ماكرة


-طب لو قولتلك ع حاجة تعمليها وأصالحك هتعمليها


أماءت رأسها بنعم..لتتسع إبتسامته أكثر..مال على أُذنها ثم همس بـ بضع كلمات..جعلت وجنتيها تشتعلان خجلاً..وغضباً..إبتعد عنها وعلى شفتيه إبتسامة شيطانية خبيثة..نظر لها ليجد وجنتاها مُتلطختان بحمرة قانية..ليردف بعدها بمكر ذئب


-ها قولتي إيه!!


-نظرت له بحدة وقالت بغضب : قولت إنك قليل الأدب..وخليك زعلان أحسن

قهقه رائف بشدة ثم قال بمكر


-خلاص براحتك بس مش هيعجبك الوضع بعد كدا يا مزة


-شهقت بفزع وقالت : أنا مزة!!

-غمزها بـ أحدى عينيه قائلاً : و مزة المزاميز كمان..


نظرت له بنارية..لتعلو ضحكاته أكثر..ومن ثم إنطلق بسيارته وهو يستمع إلى سبابها اللاذع..وسبتها "قليل الأدب" التي لا يعلم أهى المرة المائة أم الألف يستمع لها

******

ظل عبدالله يُهدئ من روع الحاج لطفي..الذي أماء مُتفهما قائلاً بسخرية


-حق الراجل طبعاً..جاي أطلب مراته..


ثم أكمل بعتاب مُحتد


-وليه مقولتليش يا حج عبدالله ولا أنتي يا ست صفاء

-رد عليه عبدالله : مكنش فيه ظروف مناسبة يا حج لطفي..

نهض الحاج لطفي وهو يحك عنقه الذي تُرك عليه أثار أصابع رائف قائلاً


-أنا قايم عشان سايب المحل لوحده


-حدثه عبدالله بحرج : أسف مرة تانية يا حج لطفي

-رد عليه بتنهيدة : حصل خير...سلامو عليكو

ثم رحل..نظر عبدالله إلى زوجته بغضب قائلاً


-مقولتيش ليه يا صفاء!!

-أجابته بتبرم : يوووووه..ما أنت شايف اللي كنا فيه


-لوح لها بيده في الهواء : قال يعني لو مكنش فيه ظروف كنتي قولتي


تأفأفت من هجومه عليها..ليُكمل هو بسعادة


-بس أنا فرحان عشان بنتنا رجعتلنا..ومتجوزة رائف باشا وباين عليها إنها مبسوطة

-إرتخت ملامح صفاء وأردفت هى بسعادة مُماثلة : أه والله..توبة لا كانت لا ع البال ولا ع الخاطر..


-ربنا يسعدهم..

-رفعت صفاء يدها وأمنت على دُعاء زوجها : ياااااارب....
********

جلس محي أمام ابنه يُحدثه بهدوء


-إسمع الكلام يا طارق وإعمل فرح


-فرد عليه طارق بحزم : قولتلك يا بابا هايدي مش عاوزة فرح..وأنا مش هضغط عليها..

هز رأسه بيأس بسبب عناد إبنه ليقول بجدية

-كلمت رائف

-حك طارق طرف ذقنه قائلاً : والله لسه بفكر فـ حاجة تخليها تجيبه

-تمام..

سكت محي قليلاً..ثم سأله إبنه مباشراً

-طارق!!..هتعمل إيه!!..يعني ناوي تشتغل مع أخوك خلاص؟!

-هز رأسه بقوة وقال بجدية : أه يا بابا..هكلم رائف وأقوله


-فقال والده بسرعة : خليها حجة إنه يجي..و برضو إتكلم معاه..

-لمعت عيني طارق وقال : حلوة الفكرة دي..

ثم نهض سريعاً وقال


-أنا قايم أكلمه...

-تمام يا طارق..وعرفني عملت إيه..

-أوك..

ثم تركه طارق و رحل..ليتنهد محي بأسى قائلاً


-ربنا يستر.....

*******

وصلت سيارة رائف إلى منزلهم..دلفت خارج السيارة سريعاً..ثم ركضت في إتجاة مدخل البناية..ضحك رائف كثيراً..ثم تبعها..وصل ليجدها قد دلفت المصعد وهمت بـ إغلاقه..ليهتف


-إستني يا بت..

-أخرجت له لسانها وقالت : إطلع ع السلم يا حلو

ثم أُغلق المصعد..هز رأسه بيأس من تلك العنيدة..ثم صعد الدرج ببطئ..وصل ليجدها تستند بجسدها على الباب..ويبدو على وجهها الضيق..إبتسم رائف وقد وصل إلى مبتغاه..وضع يداه في جيبي بنطاله.. بدأ يتمخطر في مشيته..ويُطلق صفيراً..إنتبهت له..فـ إنتصبت في وقفتها وقالت بحدة


-ساعة عشان تطلع

-رفع كتفيه ببرود وقال بلا مبالاه : أنا طالع الدور السابع ع رجلي..مش زي اللي طالع بالأسانسير...

-ضيقت عيناها بحدة وقالت بعصبية : إخلص وأفتح الباب عشان رجلي وجعتني

-رد عليها بعناد : تؤ..عجباني الوقفة

تقدمت منه بسرعة وأخذت تبحث في ملابسه..ليضحك ويرفع يده بها سلسلة مفاتيحه..ثم أطلق صفير وقال بمزاح

-بدوري ع دا يا زهرتي؟!

نظرت لما بيده وشهقت بغضب

-هات يا رائف

-تؤ..

-ردت عليه بحدة : بقولك هات

وظلت ترتفع علها تصل إلى يده..ولكن هيهات..وفارق الطول جعلها قزمة بالنسبة له..ظلت ترتفع..لُيخفض هو وجهه لها..لتلتقي الشفاه في عناق مُفاجئ لكلاهما..تسمرت إسراء من تلك الفعلة..بينما رائف إنتهز هذه الفرصة..وقبض على خصرها..لينعم بدفئ شفاها..دفعها ناحية الباب لتستند بجسدها عليه..وهو لا يزال قابض على خصرها..مُعانق لشفاها..

حاولت الإبتعاد..ليجده يقبض أكثر عليها..حاولت مراراً ولكنه لم يزده في الأمر سوى تعمقاً..فلم تجد حل سوى أنها بادلته..أدارت يدها حول عنقه مُقربة إياه لها.....

هُدمت حصونها المنيعة..إخترقها بمكر كما أخُترقت طروادة..تلك المدينة اليونانية التي تحدت مُدن العالم تفاخراً بحصونها الغير قابلة للإختراق..ولكنها أُخترقت..فتح رائف باب منزله وهو لا يزال في أحضان زوجته.........

*******

جلس أحمد مُحتضناً لزوجته..يُشاهدان التلفاز..لتقول سوزي فجأة

-أحمد!..هتعمل إيه مع رائف؟

-نظر لها بقوة ثم حدثها بجدية : هكلمه يا سوزي..بس مش دلوقتي..ليه بتسألي!!

نظرت له بتوتر..فرمشت بعينيها عدة مرات..فـ فطن أحمد أن هناك أمراً ما..نظر لها بنظرات ذات مغزى وسألها

-سوزي!!...مالك

-ردت بتوتر : هااا..مـ..مفيش

أمسك ذراعيها وقال بهدوء

-قولي مالك...أنا عارفك

-تنهدت بقوة وقالت : يعني..المفروض إننا نسافر..ونكون بعيد عن اللي هيحصل

أمسك يديها بحنو وقال بجدية وحنان

-مينفعش أسيب رائف لوحده يا روحي..أنا ورائف إتكلمنا وقولنا إننا هنتساعد ونقضي ع المنظمة دي..فمينفعش أسيبه وأطلع ندل

-ترتقرقت العبارات بعينيها وقالت : وتسبني أنا!!

-مسح على وجنتها وقال : ومين قالك إني هسيبك!!متخافيش أنا جمبك..


-إحتضنته بقوة وقالت بتمني : يارب تفضل جمبي

ربت على رأسها بحنو..بينما هي سبحت في أفكارها..داعية الله بأن يُديم الله حياتها مع زوجها..والبدء من جديد..مع فرد جديد سيأتي لهما......


******

وقفا في الصالة يحتضن كلاهما الأخر..ورائف يتغزل بها..إحتضنت خصره وقالت بحب

-بحبك يا رائف..ومحبتش حد قدك..ولا هحب...

إبعدها بهدوء عنه..لينظر بعينيها بقوة..وحب..وهيام..ثم قال بنبرة ساحرة

-وأنا معشقتش غير زهرتي..قلبي ما أرتواش إلا بحبك..

أمسك كفها ثم لثمه بحب..ومن ثم أصابعها..رفع يدها على منكبه..وأحاط بيده الأخرى خصرها..وبدأ يتمايلان على ألحان صوته العذب...

"على طول الحياة نقابل ناس

ونعرف ناس ونرتاح ويا ناس عن ناس

وبيدور الزمن بينا يغير لون ليالينا

وبنتوه بين الزحام والناس

ويمكن ننسى كل الناس

ولا ننسى حبايبنا أعز الناس

حبايبنا أعز الناس حبايبنا

سنين وسنين تفوت

ما نحس بوجودها ولا وجودنا

ولحظة حب عشناها عشناها نعيش العمر تسعدنا

ومين ينسى ومين يقدر فى يوم ينسى ؟

شعاع أول شرارة حب

ونظرة من بعيد لبعيد تقول حبيت

ورمش قول غلبني الحب غلبني

ومين ينسى ومين يقدر في يوم ينسى

ليالي الشوق ولا نارها وحلاوتها

ولا أول سلام بالإيد ولا المواعيد ولهفتها

ولا ننسى ولا نقدر في يوم ننسى

حبايبنا أعز الناس حبايبنا

حبيب قلبي وروح قلبي حياة قلبي

يا أغلى الناس يا أحلى الناس يا كل الناس

لسه مشوار الحياة شايل لنا وقفات

معالم فى طريق الحب أحلى كتير


من اللي فات من اللي فات"

وبدأت في الذوبان كحبة اللوز في فنجان القهوة..ضمته لها بحب..ليهمس بجانب أذنها


-وعشقي ليكي..يتحكى فـ 100 حكاية..وغزلي فيكي..يتسافرله بلاد..توبت ع إيديك..توبت توبة عاشق في حضن مولاته..


نظرت لزرقاوتيه بعينان دامعتان..تلمعان بسعادة..وقفت على أطراف أصابعها ومن ثم قبلته بهدوء على شفتيه..في مُبادرتها الأولي من أجل التقرب منه..ليبادلها قُبلتها بشغف..ثم عانق نحرها بلثمة لم يعتقد.أنه حتى وبـ أكثر أحلامه شغفًا سيتحقق معها والآن .. وبعدها..حملها ودلف بها الغرفة..لتبدأ ليلتهما..أول ليلة حب بين الذئب والفريسة..نعما بها بنعيم العشق الجامح..عشق نبتت بذوره مُنذ عشر سنوات..والآن حان وقت حصاده.........


********

في صباح اليوم التالي...

جلس الجميع في إنتظار رائف..الذي طال تأخره..سأله محي وهو يزفر بضيق

-أنت كلمته يا طارق!!

-رد طارق بتوتر : أه والله يا بابا..ومعرفش إتأخر ليه!!

-لما كلمته قالك إيه!!

نظر طارق إلى جدته التي تحدثه بهدوء وبرود عجيب..ثم قال بجدية

-مرضاش يجي إلا لما يعرف أنا عاوزه ليه

-وبعدين!!..

-قولتله..وإتكلمنا شوية وفـ الآخر قالي جاي..بس معرفش إيه اللي أخره

ربتت هايدي على يده ثم تحدثت بصوت خافت

-متقلقش يا حبيبي

نظر لها بحب..وإبتسم لها بـ إمتنان....

أما رحمة جلست بجانب أختها بتوتر..فلاحظت منال توتر أختها ربتت على كتفها وقالت بخفوت

-إهدي يا رحمة..إن شاء الله كل حاجة هتبقى بخير

-ردت بفتور : إن شاء الله..


-فتابعت حديثها : و مقابلة رائف هتمر ع خير..قولي يارب


-يارب..


نظرت لها منال بحنو..بالرغم من إبعاد والدة منال رحمة عن حياتهم..إلا أن منال لم تقطع علاقتها بـ أختها بل ظلت بجانبها..تُساندها..ولكنها قررت إخفاء علاقتها بـ أختها حتى لا تتأذى..أو هى تتأذى...

وإن كان محي سيختار رحمة..فـ هى تستحق..تعلم بحب رحمة له وحب محي لهل..ولم تكن هى سوى عقبة في طريقهما......

********

إستيقظت إسراء وهى بـ أحضان حبيبها..تذكرت ما حدث بينهما أمس..وأنها أصبحت زوجته أمام الله..لتبتسم بعذوبة..وكم كان رائف معها حنوناً..وإحتوى رجفتها وخوفها..قبلت جبينه بهدوء..ثم نظرت بالساعة لتجد أن الصباح قد أشرق..وأن ميعاد زوجها مع أهله قد إقترب..فطارق قد هاتفه أمس وإتفقا معاً على الحضور..حاولت النهوض ولكنه يده المطبقة أحالت دون ذلك..لتسمع صوته العذب يقول بخبث

-صباحية مباركة يا عروسة


-عضت على شفتيها بخجل وقالت بصوت خافت : صباح النور..


مسح على وجنتها بحب..ثم قال

-بحبك يا أجمل زهرة بعتها ربنا ليا..

-وأنا بموت فيك..

ثم أطبق على شفتيها بقُبلة ساحرة..إبتعد عنها وقال بمكر

-ما تيجي أقولك كلمة سر


-نهرته بخجل : بس بقى يا رائف..عيب


-قهقه رائف بشدة وقال بمزاح : عيب!!..يا شيخة..


ثم جذبها في أحضانه مرة أخرى وأخذ يُملس على خصلاتها بحنو..دام الصمت لدقائق ليردف بعدها

-عارفة يا حبيبتي..سألت نفسي مرة..أنا عملت إيه فـ حياتي عشان ربنا يكافئني بيكي..مش قادر أوصفلك أنا بحبك قد إيه..

ثم ضمها بقوة..لتُبادله الإحتضان..قائلة بنبرة خجلة

-وأنا مش قادرة أقولك إني بثق فيك قد إيه..وإمبارح بس أثبتلي قد إيه إنك بتخاف عليا..

ورغم سعادته إلا أنه قال بدهشة..


-إمبارح بس!!


-ضحكت وقالت بمزاح : مش إمبارح بس أوي يعني..من زمان..بس أنا كنت عاوزة أتأكد


-عاتبها بمرح : دا أنتي نشفتي دمي عما قولتي بحبك..بس سيبك كانت أحلى لحظة فـ عمري..زي إمبارح وأنتي فـ حضني ومش خايفة مني

تلونت وجنتها بحمرة قانية..كم كانت ليلة أمس ساحرة!..وكم كانت خيالية!..سحبها رائف إلى عالمه بغُمامة بيضاء..إحتوت مشاعرهما..نهضت عن أحضانه..وبادرته بثاني قُبلة..ولكنها على ثغره..لتشعر بيده تلتف حول عُنقها جاذباً إياها إليه أكثر..مُتعمقاً أكثر في مذاق شفاها..إبتعدت عنه عندما شعرت بحاجتها إلى الهواء..فتركها ليراها تلهث بقوة..


وكاد أن يُقبلها إلا أنها ذكرته بميعاده مع أخيه..تأفأف بضيق وقال بتبرم

-قال كنت ناقص..قومي ياختي..مش عارف مين مسلطك عليا..

ضحكت ثم نهضت..هى الأخرى..إرتدى رائف ملابسه..ثم عاون زوجته..في إرتداء عقدها وحذائها الرياضي..إبتسمت هى لكم يُدللها..تشابكت الأيدي..ثم رحلا........


******

توجهت الخادمة لكى تفتح الباب..رأت أمامها رائف يقف بوجه مُقتضب وملامح جامدة..ثم دلف دون إلقاء نظرة لها..وتساءل دون أن يلتفت


-هما فين!!

-أجابته الخادمة بـ إحترام : في الصالون منتظرين حضرتك..

دلف رائف ومعه إسراء وعيناها مُتسعتان من فرط دهشتها..ذلك القصر الضخم..ذو الأثاث الباهظ..والألوان المُتناسقة والكلاسيكية..دلفت معه ليقول طارق بترحيب


-رائف..أخيراً يا أخي


بادله رائف التحية ثم سأله بجدية

-خير يا طارق!!أكيد مش مجتمعين عشان خاطر الشغل!!..كلمتني وجبتني عشان أسمع منهم إيه؟!

-نظر له طارق بحرج وقال : معلش يا رائف الموضوع مهم


-رد عليه بتهكم : مهم!!..مهم بس مش خير..عيلة ميجيش من وراها الخير

-خلصت تهزيقك!!..ممكن تقعد..

قالها محي بجمود..نظر له رائف بسخط..ولكنه شعر بيد زوجته تشدد على قبضته..فجلس دون نبس حرف..حيت هايدي إسراء..وتبادلا أحاديث صغيرة..لتصمت كلتاهما عند سماع صوت محي يدوي بجدية


-طبعاً..الموضوع دا يهم الكل..رحمة....نظر لها ثم أكمل...أنتي عارفة إني بحبك من زمات ودي حاجة متكسفنيش ولا تكسفك..والوقت اللي ضاع لازم نعوضه وآآآ...


وقبل أن يُكمل قاطعته رحمة بجمود

-دا كان زمان يا دكتور..خلاص معتش البنت الصغيرة اللي حبتك..


-نظرت لها منال وقالت : كدابة يا رحمة..عنيكي بتقول غير كدا..

صمتت رحمة..ولم تجب..بينما تابع طارق ورائف المشهد بسخرية..لتردف منال بصوت مُتألم ولكنه هادئ


-أنا عاوزة أطلق يا محي..

-ماما


هتف بها طارق بقوة..فأشارت له والدته بيدها وأكملت

-بس يا طارق..أنا مش عاوزة أطلق عشان خاطر رحمة أو محي..دا لنفسي..أنا عمري ما حسيت بحب محي ليا..هو كان بيحترمني ودا كان بالنسبالي حاجة كبيرة..بس أنا خلاص معتش هستحمل إن يبقى محي قلبه لغيري..إنتهى يا طارق ودا اللي عندي


نظر لها محي..نظرة إحترام وقال

-وأنا مش همنعك من حقك..يا منال أنتي كنتي ونعمة الزوجة..بس مش عاوز أظلمك


-تظلمها!!..طب وأنا!!..بعد كل دا جاي تقول دا دلوقتي..

قالها طارق بغضب..فنهرته والدته بحدة

-بس يا طارق..متدخلش

-فرد عليها بعصبية : مدخلش إزاى..آآآ..

-قاطعته والدته بصرامة : أنا مش عيلة..أنا عارفة أنا بقول إيه

نظرت لمحي وقالت وعيناها تلمع بحزن..


-قولها يا محي..

-قالت رحمة بحدة : مناااال

نظرت لها منال فـ أسكتتها..بينما أخذ محي نفس وزفره على مهل وقال بصوت حزين


-إنتي طالق يا منال....

وأغمضت عيناها بألم..فنهض طارق وإحتضن والدته..نظر لوالده بكره..ولكنه أثر الصمت من أجل والدته..


تابع رائف ما يحدث بصمت..فخرج عن قوقعته وقال


-وأنا دخلي إيه فـ الليلة

-سعاد بهدوء : مامتك..


خفق قلب رحمة..ونظرت لولدها بتوجس خشية من ردة فعله..لينتفض بعنف

-أنا قفلت ع الموضوع دا ومحدش يفتحه..حد عنده حاجة تانية!!

صمت الجميع..ليقول بغلظة..

-محدش..يُستحسن..نظر لوالدته ثم أردف بقسوة...هتفضلي طول عمرك رحمة اللي عاشت معايا سنين وخدت بالها مني..إنما أمي..أنا مليش أم..كفاية عليا اللي حصلي منكوا..كفاية بقى..ملكيش ذنب بس سكتي سنين وأنتي شيفاني بضيع ومفكرتيش تقوليلي لأ..مش قادر أسامح ولا قادر أنسى..فياريت تنسوني

هطلت دموع رحمة ولم تستطع التحدث..فقد أصابها في مقتل..كاد أن يذهب قفالت سعاد بهدوء وهى تضرب عصاها بالأرضية الرخامية


-أستني..

وقف دون أن يستدير..ليسمع صوت خطواتها وهة تقول بغموض

-في حد لازم كلكوا تقابلوه..


نظرت إلى إحدى الخادمات وأمرتها بصرامة

-هاتي الضيفة اللي جوة..

أماءت الخادمة..ورحلت..ثوان وعادت ومعها ضيفة..كل ذلك ورائف لم يستدر..سمع صوت جدته الجامد وهو يقول

-نهلة الأسيوطي..أختك التؤام يا رائف..وبنتك يا محي أنت ورحمة...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1