رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم مريم غريب


 رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الخامس والثلاثون

-مبروك علينا الشراكة عقبال النسب !
رد "عثمان البحيري" على عبارة صديق العمل الجديد غامزًا بمرح :

-أكيد.. مش هالاقي ليحيى ابني نسب احسن من كده.. بنات عاصم الصبّاغ من جميلات مصر.. إلا لو حاطط عينك على بنتي فريدة.. أنا مش ناوي أجوزها.. هي اصلًا بتعتبر نفسها مراتي من دلوقتي.

ضحكا الرجلين بانطلاقٍ ..

رفعا كأسيهما في نخبٍ للشراكة الحديثة بينهما..  و قال "عاصم الصبّاغ" بلهجةٍ لا تخفي إعجابه و غيرته في أنٍ :

-محدش يقدر يغلبك في أي حاجة يا راجل.. عثمان البحيري بصحيح.. انت مافيش حاجة بتهزّك أبدًا.

شعّ ألق سريع بعينيّ "عثمان".. و قال بابتسامةٍ جانبية :

-يبقى انت لسا ماشوفتنيش مع سمر حفظي.. مراتي !

و تلقائيًا طارت نظراته نحوها.. حيث تقف هناك في الطرف المقابل من القاعة المجهّزة.. بجوار أمه.. ضمن حلقة من سيدات المجتمع و قد كانت الوحيدة المتألقة و البارزة بينهن ..

في الحقيقة لقد تميّزت على كل امرأة هنا بالحفل.. بتفرّدها المُلفت للأنظار.. في ثوبًا أنيقًا و محتشمًا فضّي اللون .. و حجاب بنفس اللون مع مكياج بسيطٌ للغاية ..

و قد اكتملت اطلالتها الساحرة بطقمٍ من الألماس النادر كان قد أهداها زوجها إيّاه بعيد زواجهما الخامسة.. لقد ارتدته الليلة خصيصًا لأنها تعرّفت على تلك الذكرى بمجرد أن رأت الطقم بصندوق مجوهراتها ..

لم تخفى عنه نظراتها تجاهه منذ بدء الأمسية.. كان يشعر بها لحظً بلحظة حتى لو تظاهر بأنه لم يلاحظها.. الآن هو لا يرى سواها ...

-بابي !

-تعالي يا سيلين.. تعالي اعرفك على عثمان باشا البيحري ..

لو لم يسمع نداء صديقه بأذنيه لما أزاح عينيه عنها.. أدار رأسه نحو "عاصم الصبّاغ" ثانيةً.. و لم يكن بمفرده الآن.. وقفت بجواره فتاة شابة.. آية في الجمال و الجاذبية ..

شقراء.. نحيلة مثل قوام الغزال.. ملامحها ملكيّة.. و كأنها تنتمي لزمنٍ خلى.. زمنٍ لا يحاكي شيئًا إلا الأصالة.. مثلها تمامًا ..

مدت الفتاة يدها مصافحة "عثمان" و هي تقول بصوتٍ رقيق فريدٌ مثلها :

-Enchanté عثمان باشا !

لم يترك "عثمان" يدها فورًا و قال بلطفٍ :

-لأ باشا إيه.. البنات الجميلة اللي زيك يدّلعوا و بس.. و كلمة باشا و بيه دي ماتطلعش من بؤهم.. نوّرتي قصر البحيري و شرّفتيني يا سيلين.

و رفع يدها لمستوى فمه ليطبع قبلةً راقية فوق بشرتها الناعمة ..

ابتسمت "سيلين الصبّاغ" قائلة :

-Très Sincèrement.. انت لطيف أوي بجد.. لو كنت أدي كنت اتجوزتك فورًا.

ضحكا كلًا من "عثمان" و "عاصم" على كلماتها المداعبة.. و رد "عثمان" بعد برهةٍ بدماثةٍ :

-لو ماكانتش في واحدة اسمها سمر حفظي اتخلقت في الدنيا دي.. ماكنش عثمان البحيري اتجوز أبدًا يا سيلين.. لكن بالنسبة لك ف أنا واثق.. اللي هايفوز بالجمال و الكيان الأصيل اللي قدامي ده.. أكيد راجل محظوظ جدًا.. و أمه داعية له كمان.. لو كان يحيى ابني من سنك صدقيني ماكنتيش هاتفلتي من إيدي لكن يا خسارة.

أفلت يدها الآن مديرًا رأسه حيث رأى زوجته منذ قليل.. رآها كما هي.. و لكنها لم تعد تنظر إليه و قد استشف الغضب في لغة جسدها و محيّاها الجامد ..

حتمًا غارت.. حتمًا غارت ..

ابتسم "عثمان" و تأهب ليترك صديقه و ابنته مجددًا ليذهب إلى زوجته ..

و لكن للمرة الثانية يستوقفه أحدهم.. و كانت "صفيّة" هذه المرة.. نادته من الخلف :

-عثمـان !

كزّ على أسنانه ناقمًا.. يريد أن يذهب إليها.. فما الذي يعيقه !؟؟

استدار كليًا نحو شقيقته بنزقٍ.. ليتلاشى تعبير الحنق بلحظةٍ فور أن رؤيته لأخته الثانية.. تقبل عليه برفقة "صفيّة" ..

المارقة.. المتمردة.. "شمس البحيري".. لا شك أنها تعمّدت الظهور الجريئ لتثير حفيظة أخيها.. لكنها و لا ريب لم تفكر بالعواقب ...

**

جاب نطاق الحفل كله مرتان بحثًا عنها.. و ها هي ظهرت من جديد ..

عثر "مراد" على زوجته "إيمان" بالقرب من المسبح الكبير.. كانت تتلفت حولها بسلوكٍ أقرب إلى الهستيرية.. هتف "مراد" ما إن صار ورائها و قد قبض على رسغها :

-كنتي فين يا إيمان ؟
بقالي ساعة قالب عليكي الدنيا.. مالك !؟

نظرت إليه "إيمان" بعينين متّسعتين و قالت :

-مراد.. إلحقني
حسين عزام هنا.. حسين عزام هنا !!

لم تكن صدمته أقل من صدمتها.. لكنه على الأقل كان أكثر تحكمًا بانفعالاته و ردة فعله كانت أكثر تعقلًا و هدوءًا ...

-فين لمى ؟ .. سألها "مراد" مباشرةً بصوتٍ خافتٍ حاد

جاوبته بوجلٍ بدى في صوتها و رعشة يديها :

-أول ما شوفته جريت بيها على جوا.. طلّعتها الأوضة و قفلت عليها.

تنفس "مراد" الصعداء و استرخى جسده قليلًا.. لكنه صوته لم يفقد حدته و هو يغمغم بعصبيةٍ :

-و ده جه إزاي و عرف ان احنا هنا منين ؟
إزاي دخل القصر أصلًا ؟؟؟

-ماعرفش.. ماعرفش يا مراد.. عشان خاطري اتصرف.. اعمل حاجة.

مراد بجزمٍ : قلت خلاص إهدي يا إيمان.. محدش يقدر يهوّب ناحية لمى طول ما انا بتنفس.. انا هاشوف شغلي كويس مع الراجل ده ..

و استدار باحثُا بعينيه عن صديقه المقرّب :

-انت فين يا عثمان !؟؟

**

صعدت فوق منصّة الاستعراض المضاءة متأبّطة ذراع أخيها.. كانت لا تزال تشعر بذبذبات غضبه تسري بذراعه من خلال قماش حلّته.. حتى بعد أن لحق بها قبل أن يلاحظها أحد بثوبها الجريئ ..

ارسال في طلب وشاحًا من الفراء ليغطي عري ظهرها و صدرها.. و في نفس الوقت يناسبها و يكلل أناقتها ..

تحاشت "شمس البحيري" النظر إلى عشرات الوجوه التي انجذبت نحوها الآن.. بمجرد تلقّي "عثمان البحيري" مكبّر الصوت حديث الطراز.. استقطب بسهولةٍ انتباه الحضور من أول كلمة تفوّه بها :

-مساء الخير !

انقطعت الموسيقى بعد بضع ثوانٍ.. استدار كل من بالساحة نحو "عثمان البحيري" و عمّ صمتٍ مطبق.. و سُلَّطت الأضواء أكثر عليه ..

ما إن ضمن الهدوء التام حتى قال من جديد :

-في البداية برحب بيكوا.. مبسوط جدًا بتشريفكوا حفلتنا.. و بقول حفلتنا لأنها مش بس بمناسبة الـLaunching الخاص بالـFashion House بتاع مراتي سمر حفظي.. لأ هي كمان ليها مناسبة تانية لا تقل أهمية عن الأولى ..

و رفع يد أخته نصف الشقيقة يمدّها قليلًا للأمام مستطردًا :

-بأسمي و باسم عيلة البحيري واحد واحد.. بقدم فرد ماكانش معروف بين الناس طول السنين إللي فاتت.. شمس يحيى صالح البحيري.. أختي ..

انطلقت موجة من الصيحات و الهتافات المباركة من كل حدبٍ و صوب.. و لكنها سرعان ما خبت عندما بدا للحضور أنه لم ينهي خطابه بعد ...

-شمس البحيري.. كل المعلومات المسموح تتعرف عنها انها تبقى فرد درجة أولى من عيلة البحيري.. طبعًا الصحافة و الاعلام معانا الليلة.. و الخبر ده مش جديد و لكن تفاصيله هي اللي تهمني اكتر.. عشان كده بحذر من أي حرف زيادة يتكتب بعد كلامي.. أرجو تحذيري يكون واضح.. كل الصحف اللي هنا في القمّة.. و انا متأكد انها أد الثقة ..

علا التصفيق الآن على إثر عبارته الأخيرة.. لكنه أضاف مختتمًا بصوتٍ طغى على الغوغاء الطفيفة :

-مرة تانية شكرًا لحضوركم و بتمنى لكوا سهرة سعيدة.. دقايق و الشو هايبدأ.. Enjoy It!

الآن فقط تفجّرت الهتافات بشكلٍ أعلى و أكثر صخبًا.. بينما يسحب "عثمان البحيري" أخته نحوه.. يقبّل جانب رأسها و يتمتم شيئًا لطيفًا في أذنها قد جعلها تبتسم أمام أعين الحضور و عدسات المصوّريين ..

ربما بدت ابتسامة عفوية بين أخوين.. لكنها حقيقةً كانت محض تكلّف.. لم تكن "شمس" أبدًا في وارد أيّ مزاجٍ طيب ...

_____________________

بعد خمس دقائق بالضبط.. بدأ العرض فعلًا.. و لم يتسنّى الوقت لـ"عثمان" حتى يتبادل كلمةً واحدة مع زوجته ..

أخذها ليجلسا بالصفّ الأول لفئة الـ"VIP".. و تابعا باهتمامٍ العارضات يسرن فوق الـ"Cat Walk" برشاقةٍ جديرة بالإشادة ..

انقسم العرض إلى قسمين.. حيث خرجت المجموعة الأولى من الفتيات يعرضن تصميمات "سمر حفظي".. و المجموعة الثانية يعرضن الآن مجموعة "فريال المهدي" ..

و قد كان أروع ما يكون ..

بحلول انتهاء العرض.. كانت كل المعروضات قد بيعت بالفعل.. و تم حجز عددًا مهول من القطع من كلا المجموعتين عبر البث المباشر ..

انتهى العرض و جمع "عثمان" زوجته و أمه في يديه ليجري بهما لقاءًا اعلاميًا.. التقطت لهم صور عديدة و تقابلا مع أشهر موّردي مجال الأزياء ..

كان صبورًا للغاية.. و ما إن سنحت له الفرصة.. ابتعد قليلًا بزوجته.. أخذها في منطقةٍ بمحاذاة الكواليس الخاصة بالعارضات ...

-مبروك يا بيبي !

-الله يبارك فيك.

عقد "عثمان" حاجبيه مستغربًا سلوك زوجته الغريب.. إنها حتى لا تنظر إليه و تؤثر الإشاحة للجهة الأخرى.. أمسك بيدها و ضغط عليها بلطفٍ قائلًا :

-انتي مش مبسوطة و لا ايه يا سمر ؟ ده الـCollection كسّر الدنيا.. لحد دلوقتي محجوز توريدات تكفّي لأخر الـSeason.. معقول مش فرحانة بنجاحك ؟

سمر بجفافٍ : فرحانة.

عثمان بحدةٍ : أومال قالبة وشك ليه ؟

نظرت له بصدمةٍ للحظاتٍ.. تمالك "عثمان" رباطة جأشه و قال بلهجةٍ أقل حدة :

-ممكن أعرف مالك ؟ اتكلمي عشان الموضوع مايوسعش !

بدا لها أسلوب التهديد في لهجته شديد الوضوح.. ما حثها على البوح له لأنها أدركت أخيرًا بأن لا مناص أمامه.. و إنه لو أحب أن يعرف أمرًا فإنه سيعرفه بأيّ طريقه.. و هي لا تخفي سرًا.. تخشى كثيرًا من أساليب ضغطه عليها.. جميعها بلا استثناء ...

-انت كنت مبسوط أوي من شوية وسط المودلز.. لأ و مش كده بس.. عينك كانت هاتطلع على البنت الشقرا أم فستان فراشة دي.. كانت عجباك لدرجة تبوس ايدها.. عجباك أوي كده !!؟؟

ابتسم "عثمان" غير قادرًا على حجب سعادته بغيرتها عليه.. و قال بهدوءٍ :

-سمر.. البنت دي مش هقول زي أختي.. لكن تقريبًا في عمر ملك أكبر منها بسنتين تلاتة.. يعني زي بنتي.. فكرك يعني أنا ممكن أبص لبنت أد بنتي ؟
فكرك ممكن أبص لأي واحدة غيرك أصلًا ؟ سمر..من يوم ما شوفتك و انتي ماسكاني من نقطة حساسة جدًا.. لحد إنهاردة مش قادر أحدد مكانها.. أنا بحبك انتي.. و مش شايف غيرك ..

لم ينتظر ليرى أوي يسمع ردة فعلها على كلماته.. سحبها نحوه لقبّلها على فمها بشغفٍ.. بعشقٍ و توقٍ جارف.. توق فريد من نوعه.. لا ينقص مثقال ذرةٍ.. بل في الواقع يزيد بمرور كل يومٍ جديدٍ معها ..

طالت القبلة.. و فقد كليهما الإحساس بالزمان و المكان.. كانت غريزته المتملّكة تصبو لتذكيرها بأنها قعلًا ملكًا له.. و كان قلبها بحاجة للشعور بلمحةٍ من حبّه ..

لكنه كالعادة لا يبخل عليها بأيّ شيء تطلبه.. كعهدها به كريمًا و يعطِ بسخاء.. حتى مشاعره لا يقطر عليها بها ...

-إحم.. عثمان !!

انقطعت القبلة ..

و اننفضت "سمر" بين ذراعيّ زوجها.. أرادت الابتعاد عنه فور أن برز هذا الصوت مناديًا "عثمان".. لكنه لم يسمح لها ..

أغلق "عثمان" عينيه بشدة.. و مرر جبينه على جانب رأسها.. و شعرت بشفتاه تمامًا فوق أذنها عندما همس لها :

-روحي لفريال هانم.. ماتتنقليش من جنبها طول السهرة.. لحد ما أجي أخدك بنفسي.. سامعة ؟

أومأت له محدقة بقوة إلى عينيه.. طبع قبلة خاطفة على حافة فمها و أفلتها.. فاستدارت بلحظةٍ مهرولة إلى حيث أملى عليها.. دون أن تنظر خلفها مرةً واحدة ..

تنفس "عثمان" بعمقٍ.. و تريّث بضع لحظاتٍ حتى استعاد نفسه من جديد.. ثم إلتفت نحو صديقه المقرّب ..

بدا الانزعاج جليًا على وجه "مراد".. الأمر الذي بدد شيئًا من حنق "عثمان" عليه لقطعه هذه اللحظة الحميمية بينه و بين زوجته ...

-مراد.. خير في حاجة و لا إيه ؟

اقترب "مراد" خطوتين من صديقه قائلًا بجمودٍ :

-انت عزمت حسين عزام على الحفلة يا عثمان ؟

عبس "عثمان" مرددًا :

-حسين عزام.. مين حسين عزام ماسمعتش الاسم ده قبل كده !!

مراد بتوترٍ عصبيّ :

-ده يبقى جد لمى يا عثمان.. و لو ماتعرفوش فهو راجل تقيل أوي.. و طول الوقت بيطاردنا و بيحاول ياخد لمى مننا بأيّ طريقة.. لولا احنا كنا في لندن و مافيش في إيده حاجة يعملها.. اتفاجئنا بيه من شوية داخل القصر.. حسين عزام جاي عشان ياخد لمى يا عثمان.. انا مش هاسمح له ياخد بنتي مني !!!

هدئه "عثمان" في الحال ممسكًا بكتفه :

-اهدا.. اهدا يا مراد.. محدش هاياخدها منك.. اسمعني كويس ..
انا ماعرفش الراجل ده و عمري ما شوفته.. لو كان زي ما بتقول موجود هنا في القصر ف اتأكد مش انا اللي دعيته.. مادلين أبيض المسؤولة عن تنسيق الحفلة كلها و توزيع الدعوات أكيد بعتت له.. لو راجل مهم زي ما قلت أكيد وصلته دعوة لحضور الحفلة.. انت شايف بنفسك الضيوف مين.. كلهم شخصيات مهمة و معروفة ..

مراد بانفعالٍ : انا ماليش دعوة بكل ده يا عثمان.. انا جاي لك عشان تتصرف.. الراجل ده لازم يمشي من هنا.. انا كمان هاخد ايمان و الولاد و هاكلع على المطار حالًا.. لازم نرجع لندن في اسرع وقت.

سيطر "عثمان" على غضبه بصعوبةٍ و هو يرد عليه محتدًا :

-يابني قلت لك اهدا.. مش طريقة دي.. خلّي عندك ثقة فيا.. لمى محدش هايقدر ياخدها منك و لا حتى جدها ده.. اطمن انا هاتصرف.. صدقني ..

رمقه بنظرةٍ مطولةٍ ملؤها الأسى ..

فلانت نظرة "عثمان" و قال بهدوءٍ رابتًا على كتف صديقه :

-ماتقلقش.. و مافيش سفر.. سيب الموضوع ده عليا و مابقاش عثمان البحيري لو ماحلتوش.. لا حسين عزام و لا غيره يقدروا يقفوا قصادي اصلًا ..

أومأ له "مراد" طاردًا نهدةً حارة من صدره.. ليضيف "عثمان" و هو يدفعه برفقٍ :

-يلا امشي قدامي.. خلينا نشوف مين حسين عزام ده.

أذعن له "مراد" و سار أمامه متشنج العضلات ..

بينما يتوقف "عثمان" لوهلةٍ.. محدقًا بمنضفة السجائر فوق إحدى الطاولات المجاورة ..

لفافة التبغ المحترقة هناك.. رائحتها.. ليست بغريبة عليه مطلقًا ...

-عثمان !

خرج من شروده اللحظي على صوت صديقه.. أدار وجهه نحوه هاتفًا بصوته القوي :

-جاي مراد.. وراك.

و تبعه على الفور بخطواته الواثقة ! 

تعليقات



×