![]() |
رواية أسيرة الجاسر الفصل الثالث بقلم أميره موسي
فيه، لكنه كان ماسكها جامد. فجأة الباب اتفتح ودخلت بنت جميلة وقالت:
مفاج...
جاسر بعد عن ليليان وهو بياخد نفسه، قامت ليليان بسرعة من على رجليها. جاسر بص ناحية الباب وقال:
رحمة حبيبتي... إيه اللي قدامك ده
رحمة بصدمة:إيه اللي إنت بتعمله ده بتخوني يا جاسر
جاسر وهو لسه بياخد نفسه ومش مصدق اللي حصل:لا يا حبيبتي، أنا مش قصدي... أنا قصدي إيه اللي دخلتي منه
سكتت رحمة شوية باستغراب، فقال جاسر:
"اسمه باب... الباب ده معمول عشان الناس متقتحمش المكان زي المتخلفين عقليًا
رحمة بنبرة غضب:أنا دلوقتي المتخلفة؟ مين اللي معاك دي يا جاسر
جاسر بضيق:ششش... دماغي وجعاني
ليليان باندفاع:إنت كويس
بصلها جاسر بحب وغمز لها وقال:متقلقيش يا زيتونة... أنا بخير
رحمة بصدمة:زيتونة مين؟ رد عليا! مين دي
جاسر ببرود:
وإنتي مالك
رحمة:
بتخوني يا جاسر
جاسر ببرود تام: معلش.
ليليان انسحبت من الأوضة وسابتهم مع بعض.
رحمة بصوت عالي:
بقى أسافر أسبوع عشان التخرج أرجع ألاقيك مع واحدة غيري
جاسر بحدة:بقولك إيه، اطلعي من دماغي."
وسابها لوحدها في الأوضة وطلع.
تاني يوم الصبح كانوا كلهم قاعدين على الفطار. شمس كانت قاعدة مع ليليان. ليليان بصت حواليها وقالت:
"هسألك على حاجة وإنتِ تردي بصراحة."
شمس:اسألي.
ليليان:مين رحمة
شمس:قصدك اللي كانت مع جاسر على الأكل
ليليان:أيوة
شمس:رحمة كمال... من أكبر العائلات هنا.
ليليان:وإيه علاقتها بجاسر
شمس:في اتفاق بين العيلتين إن جاسر يتجوز رحمة... عشان مفيش حد غريبة تدخل بين عيلة البحراوي وعيلة النجار.
ليليان:آه، يعني خطيبته
شمس:حاجة زي كده.
ليليان في سرها:طالما خاطب، عايز مني إيه
عند رحيم، كان بيدور على ليليان ومش لاقيها، لحد ما افتكر حاجة: السلة اللي معاها فيها جهاز مراقبة. طلع بسرعة على حد شاطر في الهكرز عشان يعرف مكان ليليان. بعد شوية، كان قاعد مع شخص قدام الكمبيوتر.
الشخص قال:
المكان غريب شوية... مفيش حد هناك غير في مكان واحد، وكل اللي حواليه فاضي
رحيم:المهم ابعتلي اللوكيشن ده على الواتس
أخد رحيم نفسه وطلع من عنده، وتحرك ناحية العنوان.
---
عند ليليان
واحدة قربت منها وقالت:ليليان هانم."
ليليان: في إيه
الخدامة:مرفت هانم محتاجة حضرتك
جاسر اللي كان مركز معاهم قال:امي بخير؟"
الخدامة:متقلقش يا جاسر بيه، بخير، بس هي طالبة تشوف ليليان هانم."
قامت ليليان معاها من على السفرة وراحت ناحية جناح مرفت هانم. خبطت على الباب ودخلت:
حضرتك طلبتني
مرفت بابتسامة:اقعدي يا حبيبتي.
قعدت ليليان، فبصلتها مرفت وقالت:جاسر لسه بيزعلك
ليليان:هو أصلاً عمره عمل حاجة تفرح
مرفت:جاسر حكالي كل حاجة... وعرفني إنك البنت اللي شافك في المستشفى وهو بيكشف عليها. جاسر بيحبك."
ليليان:ده مش حب وبعدين ذنب الناس اللي محبوسة بسببي إيه
مرفت:متقلقيش، جاسر طلعهم كلهم النهارده، وقعدهم ياكلوا مع بعض في مجموعات
ليليان:في بنات لسه مفقودة! وبعدين أنا شغالة في المستشفى، أكيد حد هيلاحظ اختفائهم، وأهلهم هيبلغوا البوليس."
مرفت:جاسر مش بيتهدد بحاجة زي دي. ده ابني، وأنا عارفاه."
ليليان:اللي بيعمله ده مينفعش."
مرفت:بيعمل كده عشان بيحبك."
برا عند جاسر
كانوا قاعدين بياكلوا، كل خمس رجالة على سفرة. كان في واحد واقف جنبهم، حاطط سلاح في جيبه. صبري بص له بتوتر، وبعدها رفع عينه ناحية جاسر. فجأة، شد السلاح على واحد من الحراس.
الحراس:هات السلاح!"
كلهم وقفوا، وحاولوا ياخدوا السلاح منه. صبري بص لجاسر بشر، وضربه بالنار. الطلقة جت في كتف جاسر. الكل اتصدم، وجاسر مسك كتفه بألم.
قامت رحمة بسرعة وصرخت، وسندته. واحد من رجال جاسر رفع السلاح على صبري. مي صوتت وقالت:بابا
جاسر بتعب:نزلوا سلاحكم
---
عند مرفت وليليان
أول ما سمعوا صوت الطلقة، قامت ليليان بسرعة. مرفت حاولت تقوم من السرير، لكن ليليان منعتها وقالت:
"خليكي... الحركة غلط عليكي. أنا هشوف في إيه وأقولك."
طلعت ليليان بسرعة ناحية جناح الأكل. لقت جاسر واقع على الأرض، ودم نازل من كتفه، وأبوها ماسكينه حراسين.
ليليان بصدمه:بابا في إيه
مي جريت عليها بدموع وقالت:بابا ضرب جاسر بالنار في كتفه
بصت ليليان لجاسر بخوف على أبوها. زعقت رحمة وقالت:
اطلبوا الدكتور بسرعة
رد سيف، صاحب جاسر:خدوه الحبس الانفرادي، اتحركوا
سحبوا صبري، وقربت ليليان منهم وهي بتشد في أبوها، منهارة من العياط وقالت:
بلاش بابا خدوني أنا مكانه
شدوها عن أبوها وأخدوه. بصت ليليان ناحية جاسر بدموع وقالت بانهيار:
"عشان خاطري يا جاسر... بلاش ياخدوه! بلاش بابا
ردت رحمة بغضب:ابعدي عنه! إياكي تقربي منه
فكرت ليليان شوية، وقالت لنفسها إن لو ساعدت جاسر ممكن حد يشفق على أبوها. فقالت:أنا دكتورة، ممكن أساعده
رحمة:ابعدي عنه مالكيش دعوه
ليليان:جاسر، سيبني أساعدك
جاسر بتعب:سيبيها يا رحمة.
رحمة وهي لسه مسنداه:بس يا جا...
قطعها سيف وقال بحدة:سيبيها، بس اسمعي! لو حصل له حاجة، أقسم بالله هقتلك بنفسي.
ليليان:متقلقش، خدوه الأوضة بسرعة."
---
سحبوا جاسر على أوضته، ومشت ليليان وراهم. سيف بص للحراس وقال:
روحوا لدكتور كريم، هاتوا أدوات الجراحة منه.
هز الحراس رأسهم ومشوا. القصر اللي كان فيه جاسر كان في منطقة منعزلة عن العالم، عايش فيها هو وأهله والحراس لوحدهم. القصر فيه كل حاجة: أكل، أطباء، وأشخاص متعلمة.
نرجع لجاسر:
حطوه على السرير، وسيف بدأ يساعد ليليان تقلع قميصه. وصلت الأدوات. رحمة بصتلها بحدة وقالت:
عارفة لو حصل له حاجة، هعمل فيكي إيه
ليليان، وهي بتحاول تركز:لو سمحتوا، اطلعوا برا مش هعرف أركز كده."
رحمة:لأ، مش طالعة، مستحيل أسيبكم لوحدكم
ليليان برد صارم:خلاص، خلي يموت
سيف بحزم:رحمة، اطلعي واسمعي الكلام إحنا هنستنى برا، ولو احتاجتي أي حاجة نادي علينا
طلعوا وقفلوا الباب وراهم. ليليان بدأت تطلع الرصاصة من كتف جاسر. جاسر كان نايم على السرير، بيحاول ياخد نفسه بصعوبة.
ليليان استغربت إنه ما اشتكاش ولا حتى طلع صوت. بصتله وقالت:
لو عايز تتوجع، اتوجع عادي! إحنا بشر، مش حرام ولا عيب إننا نتوجع
جاسر بابتسامة هادية:تصدقي لو قلتلك إني مش موجوع
ليليان بحدة:ليه؟ حيوان
ابتسم جاسر بعشق وقال:إيديكِ ناعمة على جسمي كأنها بلسم بيطفي نار الألم.
ما اهتمتش ليليان بكلامه وكملت اللي كانت بتعمله. بعد شوية، جاسر نام في مكانه وهو مش حاسس بحاجة. خلصت ليليان شغلها وغطته، بس تأكدت إنه الغطاء ما لَمَسهوش، وبعدها طلعت وسبته.
عند رحيم، كان ماشي بالعربية ورا السلة، لكن فجأة العربية عطلت. وقف يحاول يشغلها تاني، لكن ما اشتغلتش. نزل رحيم من العربية وهو بيشتم ليليان والعربية وكل حاجة في حياته. رن على واحد صاحبه علشان يجيب له بنزين وييجي.
في القصر، كانت الخدامة عند مرفت، وحكت لها اللي حصل. مرفت قالت بقلق:
خديني عند جاسر، خليني أطمن عليه."
الخدامة:خليكي مرتاحة يا مرفت هانم. ليليان اللي كانت عندك الصبح، اهتمت بيه، وعرفتها إن حالته بقت تمام."
مرفت:أنا عايزة أشوف ابني.
الخدامة:أول ما يفوق، أوعدك هوديكي عنده
مرفت:يعني هو كويس؟ متأكدة؟ أطمني عليه.
الخدامة:متقلقيش يا هانم، صدقيني، هو بخير."
---
بعد ساعتين، صحي جاسر وكان حاسس بوجع في كتفه. في اللحظة دي، دخلت ليليان علشان تشوفه، وشافته بيحاول يقوم من على السرير. قربت منه بسرعة وقالت:
"مينفعش تقوم، إنت لسه تعبان."
جاسر:رصاصة زي دي، مش هتأثر فيا."
قربت ليليان، وحطت إيدها تحت كتفه علشان ترجعوه على السرير وقالت:
جاسر، متعنتش. ارجع نام، الجرح لسه ملتهب."
جاسر بتعب:أنا كويس، بس مش متعود على النوم في السرير.
ليليان:بس مينفعش كده، لازم ترتاح.
ساندت ليليان جاسر لحد السرير، ونامت عليه. جاسر كان بص لها بعشق. هي نايمة على السرير، وبتوطي علشان تعدل وضعها، هو حاوط وسطها بإيديه السليمة وقال:
"خليكي قريب مني، وأنا هكون كويس."
شدها عليه أكتر علشان تخليه يحس بيها، لدرجة إنه لمس خدها. بعدت ليليان عنه بغضب وقالت:
"حتى وانت تعبان، ربنا يبعدك عني بقى!"
جاسر:هتكوني مبسوطه"
ليليان
أكثر مما تتخيل
مردتش عليه، لأنه حاسس إن كل محاولاته معاه رايحة على الفاضي. فتكلم وقال:
سيبيني لوحدي."
ليليان:ماشي."
طلعت ليليان من الأوضة وراحت المكان اللي فيه أهل الحارة.
---
بليل، رحيم وصل المكان، وكان شايف قصر كبير من بعيد، ومافيش أي حاجة حوليه. كان في حراس كتير، بس مش عارف يدخل إزاي. فقرر يعمل حاجة علشان يدخل. قرب منهم وقال:
لو سمحتوا يا شباب.
الحراس:
إيه الأوامر
رحيم:عربتي عطلت في الطريق، ومش عارف أرجع إزاي. ماعنديش مانع أروح أعمل أي حاجة.
الحراس:المنطقة دي بتاعت جاسر بيه البحراوي. اتفضل معانا جوا.
دخل رحيم مع الحراس جوه، وهو بيدور بعينيه على ليليان. وفجأة شافها ماشية قدام مرآة القصر.
الحراس قالوا:استنى هنا، هبلغ جاسر بيه."
رحيم:مستني.
مشي الحراس ناحية حجرة جاسر، وفضل رحيم مستني.
أول ما الحراس اختفوا، طلع رحيم بسرعة علشان يلحق ليليان. حست ليليان بحد وراها، وقبل ما تستوعب كان كتم بوقها. كانت بتحاول تقوم علشان تخد مكانه، وبعد ما بَعدت عنه، لفّت تشوف مين بغضب، وهي فاكرة إنه جاسر، لكن اتصدمت لما لاقت إنه رحيم.
ليليان:بتعمل إيه هنا
رحيم:إنتي اللي بتعملي إيه وخالتي فين
ليليان:هشش، حد يسمعك! إحنا مخطوفين."
رحيم:إزاي مخطوفين؟"
ليليان:في واحد خطفنا، ومشغلنا عنده."
رحيم:إزاي وامتى
ليليان:آخر مرة كلمتك... كملت بدموع: دول حبسين بابا يا رحيم بسبب إنه ضرب صاحب القصر بالسلاح.
قرب رحيم منها ومسح دموعها بإيده وقال:
متقلقيش، وعد مني هطلعكم من هنا."
ابتعدت ليليان عنه وقالت:رحيم، مستغلش ضعفي ولا فرصه علشان تقرب.
رحيم:أنا مش بستغل كده، أنا بجد نفسي أقرب من زمان، بس إنتي مانعة
ليليان:لما أكون مراتك... وبعدين، يلا بسرعة، اطلع من هنا قبل ما حد يشوفك.
رحيم:أنا مش خايف من حد."
ليليان:علشان خاطري يا رحيم، روح وارجع من المكان اللي جاي منه."
رحيم:المرة الجاية هرجع وإنتي معايا."
مشي رحيم واتحركت ليليان ناحيت جناح جاسر. بصت على الحراس وبعدين دخلت الاوضه. لقت جاسر قاعد نص قعدة على السرير. بصتله ليليان وقالت بتوتر: قاعد كده ليه
جاسر كانت عينيه حمر من الغضب، وبص لها وقال: قولتلك نص ساعة، ليه اتأخرتي"
ليليان بتوتر: كنت بطمن على أهلي.
جاسر: ساعة كاملة بتطمني
ليليان: طب أعمل إيه من الصبح وأنا معاك.
جاسر: روحيلهم، أنا بقيت كويس
ليليان: هبص على الجرح بتاعك وأمشي.
جاسر بغضب: قولتلك مش عايزك تفتحي، اطلعي برا
خافت ليليان من صوته، وطلعت وسابته. قام جاسر واقف وفضل يكسر في الأوضة.
في مكان تاني، كانت ليليان نايمة على السرير وسط أهل الحارة اللي نايمين على الأرض، وهي بتفكر في تصرفات جاسر وفي نفس الوقت خايفة إذا كان حد شاف رحيم ولا لأ. بعد وقت طويل، الباب خبط، ودخلت خادمة، وقالت: "اصحي، في حاجة ليكي."
ليليان: "في إيه؟"
الخادمة: "جاسر بيه بعتلك هدية."
أخدت ليليان العلبة وطلعت الخادمة. فتحت ليليان العلبة، شافت الورق المكتوب عليه: "كل مرة حد هقرب منك هتلاقي جزء منه عندك... إنتِ ليا وبس."
استغربت ليليان من الرسالة، ولما فتحت بقية الهدية، انصدمت من اللي شافت. رمت العلبة، وقامت تصوت.