رواية صراع احفاد السيوفي الفصل السابع
انتفضت شمس بخضه وشعرت بواخذه داخل قلبها ليس لها تفسير ولكن شعرت بهذه الوخزه الضعيفه داخل قلبها
عندما وقع بصرها على هذه الدماء الذي تنزف من ذراع جمال اقتربت منه بلهفه وامسكت زراعه بحذر ثم نظرت الى راجح من يراها يقول انها ليست طبيبه جراحه ......... حركت شفته دون ان يخرج صوته وقالت
=ده بينزف..... لازم يروح المستشفى حالا
اتسعت عيني جمال بشده.... ما هذا هي حركة شفتيها ولم يخرج صوت هي لا تستطيع التحدث او اني اتوهم.......نظره الى الجنرال عندما قال وهو ينظر للشمس
= قلنا له كده..... بس هو رافض يروح المستشفى فعشان كده جبناه وجينا على هنا... عشان تعالجيه
نظرت لجمال وبدون مقدمه قامت بسحبه من يده وتوجهت به الى الداخل...... اندهش جمال من فعلتها نظر الى يدها التي تمسك بيده.... عقد حاجبيه بغرابه فهي لم تكن تمسك يده بطريقه طبيعيه بل كانت تقبض عليها
نظر لها عندما التفتت اليه ..و امسكته من ذراعه واجلسته على هذه الاريكه العريضه الموجوده في بهو القصر..... وجمال كان مستسلم لها تماما نظرت شمس الى سلمى وحرك فمها واشارت بيدها
=هاتي لي المعدات اللازمه وشنطتي.... وكمان هاتي حاجه نظيفه
هزت سلمى راسها عندما فهمت ما تقوله شمس وتوجهت سريعا الى الاعلى..... ليس هي فقط من تفهم عليها بل الجميع يفهمون و يتقنون قراءه شفتيها.....فشمس على هذه الحاله منذ 28 عام
لذلك تكيف الجميع مع هذا الوضع و اعتادوا عليه حتى هي اعتادت على سكوتها
نزعت شمس سترتها السوداء ثم قامت بتشمير كوم بلوزتها السوداء قليلا ابتسم عامر وقال بمزح
=سيدتي سادتي الان سنشاهد الدكتوره شمس وهي تقوم باخراج الرصاصه من دراع چيمي
نظر له....چيمي...ااا...العجمي....ااا.....يوووه.... ما بك لقد اخبرتك عدت مرات عندما يكون بدون القناع فهو جمال..... اذا قام بارتداء القناع فهو العجمي
ركزي يا سالي
لما الصراخ.... غلطه ايه المشكله..... انا هنا من يكتب انا الكاتبه..... وانت تنفذ اوامري اسمعت يا عقلي
حقا.... انا هنا من يفكر وانت تنفذين اوامري
لا.... انت بدوني ولا شيء
اصمتي... وبشري مره اخرى في الكتابه
ومن هنا اعزائي القراء.... بدات معركه حميمه بين هذه الكاتبه المختله وبين هذا العقل المتخلف
وانا كنت اقف في نصفهما اشاهد هذه المعركه واقول.... غطوني وصوتوه....عااااا....بسسس هبل ..... اكتبي وانتي ساكته.....احم احم....
نظر له جمال وقال بهمجيه
= چيمي دي تتقال لواحد زيك يا فرفور..... هعلقك من لسانك لو قلت لي يا چيمي تاني انت سامع ياه
اقترب منه سليم سريعا وقال باهتمام
=هتعمل كده ازاي.... يعني ايه المعدات اللي هتحتاجها عشان تعلقه من لسانه.... الصبح يكونوا عندك
نظره جمال لعامر وقال بمزح
=واضح ان الكل هنا بيموت فيك....يلا يا عامر
قال عامر بغرور=طبعا ده انا اكتر واحد محبوب في البيت ده
رفع يوسف يده ....وضرب عامر على عنقه من الخلف وقال
=بحبك يا موري
قال عامر بنفس الغرور وهو ينظر لجمال
=شفت المحبه..... اهو كل يوم من ده
ضحك الجميع حتى جمال.... ضحكه من قلبه وقع بصره على يارا......التي كانت تجلس في احضان والدتها وتنظر اليه..... اخفضت يارا بصرها سريعا واكتسف ملامحها الخجل.... عندما راته ينظر اليها ويبتسم ابتسامه هادئه.... او هذه ما ظنته ولكن هي كانت ابتسامه من نوع اخر
كان هو ينظر الى يارا.... ولم يرى نظرات شمس التي كانت تراقبه.... وابتسمت تلقائيا عندما ضحك
لا تعلم لما شعرت بالحنان.... اتجاه هذا الشاب المجهول.... ابتسمت شمس في هذا اليوم الذي له ذكرى سيئه..... يوم ذكرى وفاة ابنها الراحل هذا اليوم الذي كان مثل الجحيم على الجميع وعليها هي بالاخص.... فلقد انشقت معدتها بابشع الطرق وزهقت روحها مع جنينها.... الذي لم تراه حتى الان
اتت سلمى بالمعدات اللازمه.... امسكت شمس منها الشرشف النظيف ثم قامت بفرشه على نصف الاريكه نظرت لجمال ثم اشارت له وهي تحرك شفتيها
=نام
وقف راجح الذي كان يجلس بجانب جاد وينظرون لكل شيء بدقه.... اقترب من جمال وامسك به من كتفه وساعده على التمدد..... نظره جمال الى يديه الموضوع على كتفه ثم نظر اليه بصمت.... واستسلم له وتمدد على الاريكه.... قال راجح لشمس
=ادي له بنج قوي.... عشان ما يحسش بالالم
=ما فيش داعي
نظر له الجميع باستغراب ....اما جمال لم ينظر لهم بالرفع بصره الى السقف وقال بنبره بارده
=طلعيها كده وخلاص.... ما لوش لازمه البنج
نعم.... كيف ذلك ما هذا الهراء يا رجل. من يراك وانت ... تتحدث بكل هذا البرود يقول انك مختوش ليس داخل زراعك طلقه ناريه
انحنى عليه راجح وقال باستنكار
=ازاي يعني دي رصاصه..... فاهم يعني ايه
نظر الى شمس التي كانت تنظر الى جمال واكمل بامر
=شمس اعملي زي ما قلت لك سيبك منه
ظفر جمال.... و نظر الى راجح وقال بضيق
=بقول لك ايه... انا ما بحبش اللي يجادلني جسمي مش هيخش في بينج.... امين كان بها مش امين هقوم امشي عادي
كاد راجح ان يتحدث مره اخرى ولكن قاطعه جاد حتى ينهي هذا النقاش
=خلاص يا راجح ... شوفي شغلك يا دكتوره
نظرت شمس الى جمال... لدقيقة تقريبا ثم فتحت حقيبتها عقمت يدها جيدا وارتدت قفازات بلاستيكيه
وفعلت سلمى مثلها.
اقتربت شمس من جمال....وهي تنظر اليه امسكت قميصه وقامت بتمزيقه بالمقص رفع جمال جسده قليلا ونزع القميص كليا ثم تتمدد مره اخرى
ظهر جزعه العلوي المعضل ....وهذه العضلات السداسيه الذي يوجد اسفلها في جانبه من الاسفل وشم مرعب
دققت شمس في هذا الوشم ...ضيقت عينيها يوجد شيء اسفل هذا الوشم او بالأحرى تم رسم هذا الوشم حتى يغطي شيء ما
لكن وضع جمال.... القميص الممزق على الوشم منعها من اكتشاف ما يوجد اسفله
نظرت له راته... ينظر الى السقف.... تنهدت ثم امسكت المشرط اقتربت من الجرح نظرت له نظره اخيرا.....ثم قربت المشرط من جرحه شعر اغمضت عينيها بالم عندما شعرت .... بواخذه داخل رحمها
ظنت بسبب هذا اليوم.... الذي وضعت فيه جنينها التي لم تراه..... ضغطت على جفونها بقوه ثم تنهدت بهم اخذت نفس عميق وفتحت عينيها مره اخرى
غرزت هذا المشرط داخل زراع جمال نظرت اليه بملامح متالمه.... ولكن انصدمت ليس هي فقط بل الجميع انصدم.... عندما لم يروا اي تعبير علي وجه جمال يدل انه متالم فقط كان ينظر الى السقف بملامح مسترخيه.....
نظرا جاد وراجح الى بعضهم بذهول..... من هذا المسترخي..... يا رجل انا هنا واقشعر جسدي من مجرد التخيل.... من الواضح اعزائي ان العجمي اعتاد على هذا الالم..... هذه الملامح المسترخيه يوجد ورائها لغز كبير..... هذه العين الخاليه من الحياه يوجد وراها طفل..ااا
= يارررررا
التفت الجميع..... بفزع عندما صرخت سما هكذا.... اعتدل جمال سريعا ونظر باتجاه يارا.... اتسعت عينيه عندما راها تحاول ان تلتقط انفاسها..... وتلهث بقوه
اقترب جاد سريعا.... من ابنته وصرخ بفزع
=حد يجيب البخاخ بسرررررعه
ركضت الفتيات سريعا وذهب عامر لغرفه والدته حتى ياتي بقناع الاكسجين..... انحنت يارا الى الامام وهي تنحب بقوه...... جلس جاد امامها على الارض ومسحت سما على ظهرها واخذوا يتحدث معها حتى يهدؤوها.... كادت شمس ان تقترب منهم حتى تنبههم ان هذا الوضع خاطئ عليها
ولكن سبقها جمال...... عندما وقف وتوجه اليهم سريعا ابعدهم عنها وقال وهو يرفعها من كتفها
=انتوا بتعملوا ايه كده غلط
ابتعدت سما..... وابتعد جاد..... قليلا..... نظروا الى جمال عندما.... جعله يارا تجلس باستقامه على الاريكه.... ثم رفع وجهها للاعلى بيد.... وليد الاخرى
فتح سحابة الستره الخاصه به التي ترتديها يارا....
نظر لها وقال حتى يهدئها
=بس بس.... اتنفسي بالراحه.... على مهلك واحده واحده..... ايوه كده
حاولت يارا ان تتنفس بهدوء..... في ذلك الوقت نزلت شهد وساره ومن خلفهم عامر..... نتشا جمال هذه البخاخه من يد شهد.... ثم قربها من فم يارا وعندما تاكد انها داخل فمها.... ضغط عليها مره واحده سحبت يارا داخل راتيها..... وهدات قليلا..... وبعد 60 ثانيه.... ضغط عليها مره اخرى.... هدات يارا وبدات تتنفس بصوره طبيعيه.... رفع جمال سحابة الستره ثم ابتعد وتراجع تدريجيا للخلف..... وهو ينظر الى ملامح يارا التي شحبت وزرقت شفتيها بطريقه ملحوظه
اقترب منها والدها مره اخرى..... والتف حولها الجميع
نظرت يارا بضعف.... الى جمال الذي كان يقف بعيدا عن الجميع..... وكان ينظر اليها بنظره لم تفهمها
ابتسمت لا اراديا.... عندما رفع جمال اصبعين وحرك شفتيه وقال لها دون ان يلاحظ احد
=كده اتنين
نظرت الى الارض.... وبالطبع فهمت عليه.... فهو قال هكذا حتى يجعلها تبتسم وتخرج من هذه الحاله التي التبستها..... نظر لها جمال نظره اخيرا ثم نظر لهذه السيده التي كانت تقوم بتجهيز قناع الاكسجين
القى عليها نظره خاطفه
تراجع الى الخلف..... ثم التفت وذهب..... ولكن قبل ان يخرج من القصر.... شعر بهذه اليد على زراعه.... التفت ونظر لصاحب هذه اليد.... راه العقيد يوسف الذي لمحه وهو يغادر لذلك اقترب منه سريعا حتى يمنعه من المغادره.... قال يوسف
=رايح فين
انتبه الجميع ونظروا له..... نظر جمال الى يد يوسف الذي يمسك بها ذراعه ثم نظر اليه مره اخرى... ذهبت عينيه لهذا الضماد الموضوع على اذنه وبالطبع علم ما سبب هذا الضماد.... نظره داخل عينيه... وحدث نفسه داخليآ.... يا رجل انا عدوك.... وابغضك كثيرا حقا هذا القناع يخفي الكثير.... ويخشى منه الكثير
اذا علمت اني انا هذا الشخص الذي تحاول ان تمسك عليه دليلا واحد منذ سنوات لقتلتني على الفور
نظره لشمس الذي وقفت امامه فجاه.... ونظرت له بقلق وايضا راى في عينيها بعض الخوف..... حركه شمس شفتيها وهي تشير بيدها
=انت رايح فين لسه ما خلصتش
نظره جمال الى يوسف عندما قال موضح حديث شمس
=بتقول لك هي لسه ما خلصتش
نظر مره اخرى الى شمس عندما حركة شفتيها وهي تشير على زراعه المصاب
=انا لسه ما قفلتش الجرح كويس
قال يوسف
=بتقول هي لسه ماااا
= انا فاهم
قال جمال هكذا وهو ينظر الى شمس ....ابتسم لها ابتسم هادئه..... ليست هذه الابتسامه المرعبه ولا هذه الابتسامه الشهوانيه المغلفه بالاعجاب التي خرجت الى يارا..... بل ابتسامه هادئه صادقه شعرت بها شمس لذلك بدلته الابتسامه...... نظره جمال الى يوسف وقال بمزح
=يا ابني هي بتتكلم عربي زينا يعني مش محتاجه مترجم.... اي حد يقدر يفهمها...ولا ايه يا دكتوره
ضحكه شمس من قلبها..... وابتسم الجنرال عندما راى إبتسامة شمسه التي اصبحت محرمه في هذا اليوم بل نادره..... هذه الضحكه التي خرجت من قلب هذه الام ....عندما دخل هذا الشاب الى هنا ولاول مره لا يشعر الجنرال بالغيره من احد هو معروف بغيرته المجنونه على زوجته ولكن يوجد شيء ما بهذا الشاب
هذه المشاعر التي تراودني عندما انظر اليه..... هذه المشاعر التي تحدثني وتحفزني كي انبش في الماضي....
افعل ذلك يا جنرال... من الممكن ان يكواا
كيف.... انا رايت كل شيء و تأكدت بنفسي ان ابني لا يوجد في هذه البلاد....ولكن انت تعلم انه ما زال على قيد الحياه.... لقد فقدت هذا الامل.... ماذا تعني يا جنرال
انا اعلم ان طفلي الرضيع كان على قيد الحياه عندما تم تهجير خارج البلاد في هجره غير شرعيه ولكن الان وبعد 28 عام مات هذا الامل بداخلي
لحظه يا جنرال.... كيف علمت ان طفلك تم تهجيره خارج البلاد.... كيف لطفل رضيع ان يخرج بمفرده خارج البلاد....وانت اين كنت في ذلك الوقت
انت قلت انك تعلم ان طفلك هاجر خارج البلاد.... اذا انت تعلم مع من خرج الطفل ارجو ان توضح لي ذلك هذه المعلومه....
اغمض الجنرال عينيه بهم.... وحدث نفسه بنبره متالمه.... نعم اعلم.... ولكن خطئي الوحيد ان تاخرت كثيرا.... لقد كسى الحزن والالم حياتي وجعل عقلي عاجز عن التفكير وعندما تحركت قد فات الاوان...
فتح عينيه ونظر الى جاد الذي كان ينظر له بحزن نظر الاثنين الى بعضهم ورجعوا بذكرياتهم الى الخلف....
فلاش
...........
بعد هذه اللعنه التي اصابت عائلة الجنرال....وبعد مرور شهرين على هذه الفاجعه قرر الجنرال ان ياخذ عائلته ويذهب خارج البلاد
ولكن قبل ان يذهب هو وعائلتة قرر ان يزور هذا المكان الذي انتهت فيه حياته قبل ان يرحل....
دخل الى هذا المخزن البالي...... وخاصة الى هذه الغرفه التي خرج فيها روح طفله....
وقف امام هذا الفراش الذي يغطيه الدماء التي جفت واصبحت رائحتها كريهه....
هو لم يبالي بالرائحه..... فقط كان ينظر الى هذه الدماء ودموع تسهيل بحراره بحزن والكثير من الالم داخل قلبه....
هذه الدماء هي دماء زوجته وايضا طفله الذي لم جثمانه حتى الان.... وضع يده على هذه الدماء وخرج صوته الحزين
=سامحني يا ابني.... ما عرفتش احافظ عليك كل اللي حصل ده بسببي انا ما عرفتش احافظ عليكم
انت كنت من البدايه ضحيه.... وفي النهايه برده ضحيه...... زرعتك بالاجبار في بطن امك بعد ما اغتصبتها بطريقه بشعه ودلوقتي سحبوك من جواها.... خرجوك من بطنها بالاجبار .... وقتلوك بكل دم بارد.... انت وشمس كنتم ضحيتي....انتم ضحية الجنرال
بكى وبكى.... وتمزقت الجدران المتهالكه على هذا الاب الجريح تمزق قلبي... وتمزقت روحي على الجنرال ....ولكن يجب ان يكون متماسك دائما يجب ان يكون ما هو عليه .....يجب ان يكون الداعم لعائلته..... يجب ان يكون الجنرال
مسح دموعه ثم اعتدل في... وقفته نظر الى الفراش نظره اخيره ثم توجه الى الخارج
ولكن....توقف عندما السير والتفت الى الجانب عندما لمحه شيئا ما في احد الزوايا.... اقترب ثم انحنى ومد يده لهذا الشيء وقام بسحبه
اتسعه عينيه عندما راى ان هذا الشيء.... كاميرا يبدو ان هؤلاء الاندال كانوا يصورون كل شيء
تفحصها بلهفه ثم ضغط على زر التشغيل ولكن لم تشتعل من الواضح انها فارغه من الشحن... وقف سريعا وركض باتجاه سيارته صعد وانطلق بها بسرعه مهوله... امسك هاتفه وقام بالاتصال على جاد السيوفي ثم قال عندما اتاه الرد
=انت فين
استغرب جاد من طريقة حديثه لذلك قال بقلق
=انا في الشركه في ايه....حد حصل له حاجه
لف راجع عجلة القياده وتوجه الى شركات جاد وهو يقول
=انا في الطريق.... استناني
لم يعطيه الفرصه للتحدث بل اغلق الخط سريعا ودعس على مكابح البنزين وانطلق بسرعه مهوله
عندما اغلق راجح الخط وقف جاد الذي كان يعقد اجتماع.... وقال لفارس
=كمل انت الميتنج
وقف فارس وقال بقلق
=في ايه يا جاد
قال جاد وهو يتحرك الي الخارج
=مفيش حاجه.... كمل انت الاجتماع... شويه وراجع
اوقف سيارته فجاه مما جعل عجلات القياده تحتك بعنف في الارض الاسفلتيه.... خرج من السياره سريعا وانطلقك كالصاروخ داخل الشركه الخاصه بجاد السيوفي لم يستخدم المصعد بل ركض على الدرج....
وكان الاخر ينتظره امام المصعد يتحرك ذهاب واياب والقلق ينهش قلبه.... التفت جاد سريعا الى الدرج عندما استمع صوت راجح الذي اتى من خلفه توجه اليه سريعا وقال بقلق
=في ايه يا راجح.... ايه اللي حصل
امسك راجح يده وتوجه الى المكتب الخاص به وقال وهو يلهث
=تعال معي بسرعه
دخلوا هم الاثنين الى المكتب الخاص بجاد السيوفي.... اغلق راجح الباب جيدا ثم توجه بلهفه الى اللاب توب الخاص بجاد.... وكان جاد يراقبه بقلق والكثير من الاستغراب.... امسك راجح هذه الكاميرا ثم قام بفتحها من احد الزوايا اخرج هذه الشريحه الصغيره ثم قام بوضعها في احد الفتحات الموجوده باللاب توب من الجانب
اقترب منه جاد ونظر الى ما يفعله... راه يدخل على احد الملفات الموجوده في هذه الشريحه
ثم قام بضغط على هذا الفيديو.... وتابعوا ما حدث باهتمام.... ابتلعه راجح هذه الغصه المريره داخل حلقه.... وتالم قلب جاد... عندما راوا ما حدث في هذا المكان المتهالك
راوا كيف كانوا يصرخ الفتيات.... رؤوا كيف قام هذان الرجلان بتقييد شمس على الفراش.... رؤوا هذا الطبيب الذي اقترب منها.....ودون رحمه...دون ان يشفق بها.... دون ان يهتم لصرخاتها....قام بفتح بطنها دون اي مخدر.... شقه بطنها الى نصفين
تراجع راجح الى الخلف بصوره مفاجئه... حتى اصطدم بهذا الحائط بعنف....اخذ يتنفس بقوه وعينيه متسعه بذهول والدموع تحجرت في عينيه عندما راى هذا المشهد الدامي...
وجاد كان لا يقل عنه صدمه....شعر باختناق رهيب عندما راى كيف تم شق بطن هذه الصغيره التي عانت كثيرا....
هدء صراخ الفتيات بعد ان فقدوا الوعي ...وصدحت صرخه صغيره في المكان اقترب راجح مره اخرى من شاشه اللاب توب ونظر الى طفله الرضيع الذي اتى الى الحياه بكى بقوه شعر ان قلبه سيتمزق.... عندما توقع الخطوه التاليه عندما دخلت هذه المتجبره شيرين الى الغرفه وامسكت هذا الطفل بين يديها.... نظر الى جاد وقال بقهر ودموع حارقه
=هيقتلوه.... انا هشوف ابني وهو بيتقتل يا جاد
بكى جاد هو الاخر ....وكاد ان يتحدث ولكن التفتوا سريعا هما الاثنين الى شاشه اللاب توب عندما.... حدث العكس
في ذلك الوقت كانوا قد وصلوا... واقتحموا المكان امسكت شيرين الطفل وكادت ان تهرب ولكن خرجت امامها نورهان.... التي كانت تريد ان تاخذ الطفل.... ولكن هذه المتجبره اخرجت قتلتها بدم بارد.... نظرت الى الطفل الذي يوجد بين يديها ثم قالت بشر
=ما ينفعش تموت دلوقتي.... لازم اخرج من هنا الاول
وفقط.... انطلقت الى الخارج.... وسقطت الكاميرا في ذلك الوقت.... وانتهى الفيديو
نظره جاد الى راجح الذي قال بتوهان
=يعني ايه.... يعني انا ابني خرج من المكان ده عايش.... طب وبعد كده راح فين
قال جاد=انا دورت في كل مكان.... ما لقيتش اثر ليه.... ما لقيتش لا جثه الطفل ولا حتى شيرين
نظر له راجح وقال سريعا
=لازم نعرف ايه اللي حصل بعد كده يا جاد
انطلق سريعا الى الخارج.... سحبه جاد سترته من على المقعد ثم امسك هاتفه وركض خلفه
ومن هنا.... وانطلق الجنرال للبحث عن طفله او حتى جثمانه..... كانت المهمه صعبه بعض الشيء لان هذا المكان الذي كان فيه المخزن المتهالك خالي من اي كاميرات مراقبه او حتى مساكن
ولكن لم يياس... توجه في جميع الاتجاهات حتى ظهرت المباني تفحص كاميرات المراقبه الموجوده بالمحلات في جميع المحلات المنازل والشوارع والبيوت.... واخيرا وبعد اسبوع من البحث
راى هذا التسجيل الموجود في احد المطاعم الموجوده بعيدا نسبيا عن هذا المكان المتهالك
راى هذه المتجبره.... التي نزلت من سياره اجره وتوجهت داخل هذا المطعم وهي تحمل الرضيع بين يديها.... ثم توجهت الى المرحاض الموجود بهذا المطعم وخرجت بعد قليل ترتدي عباءه سوداء وتغطي وجهها بالنقاب.... ثم لفت الطفل في احد الكوفرتات الخاصه بالاطفال وخرجت مره اخرى
فعل المستحيل كي يعثر عليهم ولكن قد فات الاواني.... عندما علم انها خرجت خارج البلاد بالهجره الغير شرعيه وبهويه مزوره واخذت الطفل معها.... وهذا ما حدث... خرجت شيرين بالطفل خارج البلاد بعد ان غيرت اسمها
=مياده محمد عبد الرحيم
باك
.........
عاد الجنرال الى الواقع عندما استمع لصوت جمال الذي كان يعترض على البقاء
=انا هظبط اموري... وبعدين يعني ده جرح صغير
قال سليم باستنكار مغلف بالذهول
=يا ابني جرح صغير ايه دي رصاصه يا حبيبي يعني لازم تقعد فتره كويسه لحد ما يطيب جرحك
قال عامر=انا برده مع سليم انت مش هتمشي من هنا يا برو غير لما تخفي تماما
كاد جمال ان يعترض مره اخرى ولكن صمت وانصدم عندما قالت يارا لوالدها
=بابي هو انقذني ومش بس كده ....دا جها من اسكندريه مخصوص عشان يرجع لي الموبايل بتاعي.... وكمان العربيه الي كانت معاه باظت خالص...... يعني كده صاحب العربيه اكيد هيحتاج فلوسها.... ومش بعيد يعملوا مشاكل.... وهيبقى كده هو عنده مشاكل وكمان من غير شغل.... انت لازم تعوضوا عن كل ده.... لانه حصل بسببي
نظر جمال الى سليم عندما اكد حديث شقيقته لذلك رفع حاجبيه بذهول... عندما استمع لحديث سليم
=ايوه يا بوب..... لازم نعوض.... لانه انقذ حياة يارا وكمان ندفع فلوس العربيه اللي باظت بسببها دي
لانه امبارح لما وصل عامر.... قال لنا ان العربيه دي تفاريحي.... وهيرجعها المعرض تاني.... يعني من الواضح ان هو بيشتغل في معرض..... لازم نعرف صاحب المعرض ده وندفع له فلوس العربيه كامله وكمان جمال يشتغل معانا..... ايه رايك يا جمال
هااا.... كان جمال ينظر اليهم وهو يفتح فمه مما قالوه عن من تتحدثون.... عن جمال او العجمي.... ان كنتم تتحدثون عن العجمي.... فانه لديه اطنان من المال وبالطبع نعلم ما هي مصدرها
وان كنتم تتحدثون عن جمال.... فهو لديه مؤسسه سيارات.... نعم لديه معارض سيارات باحدث الطراز في جميع انحاء الجمهوريه..... هذا الفتى الذي يبلغ من العمر 28 عام...... هو المالك لمحلات ((M_G))
للسيارات..... وهذان الحرفان.... هو الحرف الاول من اسم صديقه مينا..... ولا حرف الاخر من اسمه جمال
اقترب منه.... جاد وقال وهو يبتسم
=بص يا ابني انت من ساعه ما دخلت المكان هنا واحنا حبيناك.... مش عشان انقذت بنتي لا بالعكس انت فيك حاجه خلتن نحبك.... وعشان كده احنا مش هنخليك تمشي.... انت لازم تبقى معانا.... ولا ايه رايك يا راجح
اقترب راجح هو الاخر وابتسم وقال وهو ينظر لجمال الذي لا زال تحت تاثير الصدمه
=طبعا يا جاد.... جمال شاب جدع.... ولازم نعوضه واكيد طبعا مش هنسيبك ترجع اسكندريه في الوقت ده.... انت لو حابب تطمن اهلك عليك ممكن تكلمهم في التليفون والصبح.... العربيه هتاخدك توصلك لحد هناك تطمن عليهم وترجع.... علشان بعد ما تخفي يا بطل هتشتغل معانا.... ها قلت ايه
ضحك جمال بشده مما جعل الجميع ينظرون اليه باستغراب.... هم يريدوني انا العجمي اعمل لديكم...هههههه.... حقا.... لحظه لحظه... نظر الى يارا التي كانت تنظر له باستغراب..... توقف عن الضحك وقال في نفسه.... وماله.... ادينا هنتسل..... نظره الى راجح وقال ممثل البراءه المازحه
=هو في كلام بعد اللي انت قلته..... الشباب ما قصروش والله ....شحتوا عليا بطريقه ممتازه
ده انا لو شحنت لنفسي كده.... مش هطلع بكل ده في يوم واحد.... والله مش عارف اودي وشي منكم فين
ضحك الجميع بشده.... ضحكوا من قلوبهم.... حتى هذه الام ذو القلب الجريح.... ضحكت بشده صدح صوت ضحكاتهم السعيده داخل هذا القصر وتحديدا في هذا اليوم الذي اصبح كالكابوس عليهم هذا اليوم الذي حرمت فيه الضحكه..... ها هي جدران القصر الان تهتز من شدة الضحك السعيد
نظره جمال الى راجح وقال وهو يبتسم هذه الابتسامه المرعبه
=انا مش محتاج اطمن حد عليا
قال راجح باستغراب= قصدك ايه
قال جمال بنفس الابتسامه
=قصدي ان انا ما عنديش اهل عشان اطمنهم عليا انا يتيم.... ابويا وامي ماتوا وانا صغير
انقبض قلب شمس ونظرت اليه بشفقه والكثير من الحزن.... وايضا نظروا الجميع له بنفس النظره اقترب منه يوسف وعامر وسليم سريعا ثم حوطوه وقال يوسف بمزح
=يتيم ازاي بقى.... واخواتك راحوا فين
نظر له جمال بصمت.... ثم التفت الى سليم الذي وضع يده على عنقه وقال وهو يبتسم
=طبعا احنا من النهارده عيلتك.... انت بقيت واحد مننا
اقترب عامر ووقف امامه وقال بمزح
=وانا اعتبرني مراتك
ضحك الجميع بشده..... ثم سحبوه الشباب للداخل واخذوا يتمازحون.... في جو مبهج وسعيد مسحت شمس هذه الدمعه التي فرت من عينيها.... ابتسمت ابتسامه هادئه ونظرت الى راجح الذي وقف بجانبها انحنى عليها راجح وطبع قبله حنونه على راسها ثم التفت هما الاثنين ونظروا الى جمال والابتسامه الحنونه تزين وجههم
شعرت يارا بذبذبه داخل هذه الستره.... وضعت يدها في جايب الستره ثم اخرجت هذا الهاتف الخاص بجمال.... فبعد ما نزلوا من السياره.... امسكته ووضعته داخل الستره مره اخرى.... وقفت وتوجهت الى جمال الذي كان يتحدث مع عامر ويضحك بشده ماده يدها بالهاتف وقالت
=موبايلك بيرن
نظر لها جمال.... ثم امسك الهاتف وهو يبتسم هذه الابتسامه المختلفه.... تراجعت يارا وجلست مكانها مره اخرى وهو نظر الى الهاتف.... ولكن تلاشت هذه الابتسامه عندما راى اسم المتصل فصل المكالمه ثم اغلق الهاتف تماما.... وضعه بجانبه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
القت الهاتف بعنف في الحائط فتحشش على الفور نظرت الى نفسها في المراه وقالت بجنون
=فصل الخط..... ومش بيرد عليا
اقترب منها هذه الفتاه وقالت باللهجه الايطاليه
=اهدئي مدام..... هذه الانفعالات ليست جيده على صحتك..... من الممكن ان يكون منشغل في بعض الاعمال
التفتت ونظرت اليها وقالت بقسوه
=ولو انا امه.... يسيب كل اللي في ايده ويرد عليا
نظرت الى نفسها في المراه مره اخرى وقالت بقسوه عندما استرجعت ذكرياتها
=انا ربيته.... انا ضيعت شبابي عليه.... انا شفقت عليه ورجعت اخذته من الزباله تاني....... وبعد ده كله ما يردش عليا بعد اللي عملته عشانه
نظرت الى الخادمه مره اخرى وقالت
=رميني هنا في ايطاليا.... وهو في مصر....حذرته وقلت له ما ينزلش مصر.... بس من ساعه اللي حصل والواد ده خرج من تحت طوعي ...انا كان لازم اسيبه يتعفن في السجن بعد ما اولع في ابوه.
نظرت الى ملامحها المجعده مره اخرى في المراه وقالت بقسوه وقوه
=انا لازم انزل مصر لازم يعرف مين هي.... مياده هانم