قصة جريمة علي الطريق كاملة بقلم ياسر عوده
احيانا بيكون الجاني اخر شخص ممكن تتوقعه، واللى اتعلمته من شغلي كطبيبه في الطب الشرعي ان ممكن الجاني يكون شخص مسالم وطيب في عيون الناس، بس الحقيقه هو مجرم وقادر يقنع الناس انه فعلا بعيد عن كل الشبوهات، وقضيه النهارده اكبر دليل على الموضوع ده.
البدايه لما انتبه دوريه شرطه لعربيه مركونه على الطريق، ونزل ضابط الشرطه من عربيه الشرطه علشان يتأكد ان كل حاجه مظبوطه، ولما قرب من العربيه المجهوله اتصدم لما شاف ان جوه العربيه فيها سيده مقتوله، وكان واضح اوي ان السيده دي كانت حامل.
بعد ما بلغ الضابط المديريه، وصل فريق المعمل الجنائي لرفع البصمات وابتدت تحريات الشرطه المعتاده، وفي الوقت ده كنت موجوده في مكتبي، وقبل ما اكمل اللى حصل حابه افكركم بيا، انا الدكتوره ليلي، وشغاله في هيئه الطب الشرعي.
ولما كنت بمكتبي بكتب تقرير حاله كنت شغاله عليها، وساعتها جالي اتصال من الدكتور سمير رئيس قسم التشريح وطلب مني اروحله المكتب، وفعلا روحتله وساعتها اداني ملف وقالي:
-الملف ده عاوزك تشتغلي عليه يا دكتور، وطبعا تعمليلي تقرير مفصل عليه.
خدت الملف من الدكتور سمير ورجعت لمكتبي، وكنت خلصت تقرير الحاله الاولى وفتحت الملف ده وابتديت اقراء تحريات الشرطه عن السيده اللى لقوها ميته في عربيه على الطريق.
الاسم: عفاف حسين، السن: 35 سنه، اما مهنتها فهي شغاله مدرسه، ومتجوزه من شخص اسمه ايهاب، وشغال مهندس.
لما الشرطه لقت عفاف مقتوله في عربيتها عملت تحريتها عنها طبعا وعن جوزها، وساعتها عرفت الشرطه انه شخص فوق مستوى الشبوهات، والتحريات اكدت انه مستحيل يعمل أي شيء مخالف للقانون، حتى عمره ما اتعملتله مخالفه مروريه، ده غير اقوال الشهود اللى اكدوا انه شخص متسامح لابعد الحدود، وكمان اكدوا ان علقته بكل الناس اللى حوليه من جيران وزمايله في الشغل كويسه جدا، ورغم ان مراته عفاف ديما بتتعصب عليه قدام الناس بس هو كان بيتعامل معاها بطريقه كويسه قدام الناس، وديما بيقول لاي شخص بينصحه يتجوز عليها انه بيحبها وميقدرش يستغنى عنها.
وفي يوم الحادث قال ايهاب في التحقيقات وهو منهار لما عرف بخبر موت مراته انه مش قادر يصدق ان في حد يجيله قلب يموت عفاف، وما اتسأل على خط سيرها قال:
-النهارده كان زي كل يوم، المفروض مراتي عفاف هتروح المدرسه اللى شغاله فيها، وبعد ما تخلص شغلها هتروح للميكانيكي في ورشه السيارات علشان تاخد منه عربيتها اللى كانت بتتصلح، وانا كنت معاها على اتصال لغايه لما خرجت من المدرسه، وبعد كده انشغلت بس كنت طالب منها انها تطمني عليها لما تاخد عربيتها من عند الميكانيكي وتروح على البيت.
بس الغريبه انها معاملتش كده، ولما حاولت اكلمها لقيت تليفونها مقفول، بس كنت متوقع ان يمكن تليفونها فصل شحن وهي مش واخده بالها.
بس بعدها اتصلت بيا الشرطه وطلبت مني اجي.
واتأكدت الشرطه من كلام المهندس ايهاب، ولما راجعت سجل مكالمات المجني عليها من شركه الاتصال لقت ان جوزها حاول يكلمها فعلا بس كان تليفونها مقفول، ولما عملوا تحريات عن الميكانيكي ساعتها لقوا انه كان ليه سجل جنائي حافل، واتسجن في تهم سرقه بالاكراه وضرب مبرح، وكمال اتسجن قبل كده بتهمه التعدي على انثى.
طبعا كل ده خلى الميكانيكي واللى كان اسمه علام المتهم الاول في القضيه، وتم القبض عليه وتوجيه كل التهم، بس علام انكر كل ده وقال ان فعلا مدام عفاف جتله واستلمت العربيه، وبعدها هو ساب الورشه بتعته وراح يعمل جلسه علاج طبيعي على دراعه الشمال لانه مابيقدرش يحركه كويس من بعد الجلته اللى حصلتله قبل كده وأثرت على دراعه، وقال انه لما راح المركز بتاع العلاج الطبيعي اتفاجيء انه مقفول وراح راجع بعد كده للورشه بتعته.
ومقدرش يثبت انه فعلا راح للمركز الطبي لانه كان مقفول زي ما بيقول، ولما خرج تقرير المعمل الجنائي اثبت ان عربيه المجني عليها ماكنش فيها بصمات غريبه غير بصمات علام، وطبعا كان علام هو المتهم الوحيد في نظر الشرطه، وان الجريمه تمت في العربيه بتاعتها.
دي كانت كل المعلومات اللى موجوده في ملف القضيه، وبعد ما قراءتها كلها قومت علشان اروح ابتدي تشريح الجثه، وفعلا وصلت لتلاجه حفظ الموتى وطلعت جثه عفاف وابتديت شغلي.
طبعا المجني عليها كان حامل، وكان فيها جروح وطعنات مختلفه، كل الطعنات كانت في الجنب الشمال، وفي طعنه في رقبتها من نحيه الشمال، ودي كانت اخر طعنه هي خدتها وواضح ان المجرم طعنهالها علشان يتأكد انها ماتت فعلا.
هنا انا وقفت وجه في دماغي سؤال مهم اوي، ليه كل الطعنات كانت في الجنب الشمال، وحتى الطعنه اللى في رقبتها في الجنب الشمال؟
حاولت اتصور المشهد بس كان صعب، خصوصا ان الجني عليها اتقتلت وهي جوه عربيتها، وبعد محاولات كتير لتفسير الموضوع ده اخيرا قدرت اتوصل للطريقه الوحيده اللى ممكن يتنفذ فيها جريمه القتل.
اول حاجه لازم المجني عليها تكون قاعده في الكرسي الل جنب السواق، علشان تطعن بالشكل اللى حصل، ولازم المجرم يكون قاعد في الكرسي الخلفي، ولازم يستعمل ايده الشمال علشان اتجاه الطعنات تبقى مظبوطه.
وفي اللحظه دي افتكرت معلومه ان المتهم علام بيعالج ايده الشمال من اثر جلته، يعني مستحيل يتمكن من ده، وغالبا لازم الشخص اللى يقدر يطعن عفاف بالشكل ده لازم يكون اشول وبيستخد ايده الشمال كويس اوي.
وبعد ما خلصت وكتبت التقرير سلمته للدكتور سمير اللى بعته للنيابه، وساعتها تقريري غير من احداث القضيه، حتى علام نفسه تم تبرأته وطلع من الحجز، ولما كثفت الشرطه تحريتها على نطاق اوسع، ساعتها لقت دليل قوي عن الجاني، وطبعا طلع زي ما انتم اتوقعته كان المهندس ايهاب.
ويمكن الصدفه هي اللى خلت الشرطه تلاقي كاميراه مراقبه في الشارع اللى كانت العربيه مركونه فيه، وشافوا عربيه المهندس ايهاب مرت من قدمها في وقت قبل وقوع الجريمه، ولما تم القبض على ايهاب ومع محاصرته بالدليل ساعتها اعترف وقال:
-ايوه انا اللى قتلتها، بقالي سنين مستحملها ومستحمل طوله لسنها لغايه لما زهقت، وماكنتش قادر اطلقها لان كل حاجه كانت مكتوبه باسمها حتى الشقه اللى عايشين فيها، ده غير شكوكي في تصرفتها، وعرفت انها على علاقه بواحد تاني، وعلشان كده قررت اقتلها، وكنت مجهز كل حاجه، ولما خدت عربيتها من عند الميكانيكي، ساعتها لقيتني مستنيها، واستغربت لما شافتني، وساعتها اتحججت ان البنزين بتاعي خلص واني هروح معاها، واتنقلت هي وقعدت في الكرسي التاني، وقبل ما نتحرك رجعت للكرسي الخلفي علشان اجيب المفتاح اللى وقع مني، والحقيقه انا اللى وقعته، واستغليت الفرصه وطعنتها وقتها اكتر من مره، هي كان لازم تدفع تمن خيانتها.
بعد كده اتأكدت الشرطه من اعترافات ايهاب، وفعلا قدرت الشرطه تثبت ان عفاف كانت على علاقه بمدرس زميلها، واتقدم المهندس ايهاب للمحكمه ومنتظر الحكم عليه.
تمت بحمد الله
انتهت احداث قصتنا نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا