اسكريبت القبور المسحوره كامل بقلم حور حمدان



 اسكريبت القبور المسحوره كامل بقلم حور حمدان 

كل ليلة، إسراء كانت بتكلمني تقول إنها سامعة أصوات تحت البيت، وكل مرة أقول لها إنها بتتخيل، بس امبارح… امبارح حسيت إن الموضوع مش هزار.


بعتت لي رسالة:


"رحمة، أنا سامعة أصوات وحاجات غريبة تاني! في حاجة غامضة لازم أكتشفها… أنا مش مطمنة!"


بعدها الموبايل سكت. كلمتها كذا مرة، مفيش رد. قلبي اتقبض، حسيت إن في حاجة غلط. لبست بسرعة ونزلت على بيتها.


الشارع كان ساكت، العمارة كانت زي ما هي، بس باب القبو… كان مفتوح. دخلت وأنا بنادي بصوت واطي:


"إسراء…؟ إنتي تحت؟"


مفيش رد. بس في صوت… حاجة بتتحرك جوه الضلمة، كأن حد بيتنفس بصعوبة. قربت أكتر، الكشاف في إيدي بيرعش، وقلبي بيدق بسرعة.


وفجأة، شُفت موبايل إسراء واقع على الأرض، شاشته لسه منورة… بس هي مش موجودة!


جريت جوه القبو، فضلت ألف بين الصناديق القديمة، بس مفيش أي أثر ليها. المكان كان ضلمة وساكت، لحد ما سمعت حاجة خلت الدم يتجمد في عروقي…


"رحــــــمة…"


صوتها… كان جاي من جوه… من الباب الخشبي اللي في آخر القبو!


جريت ناحيته، بس قبل ما ألمسه، الباب اتفتح لوحده، وهوى بارد خرج منه، كأن المكان اللي وراه مش قبو… كأنه بوابة لحاجة تانية!


إسراء كانت واقفة هناك… بس مش بوشها! كانت لاففة ضهرها ليا، جسمها متيبس، ورأسها ميلة ناحية جنبها بشكل غريب، كأن رقبتها مشدودة زيادة عن اللزوم.


"إسراء…؟"


ماكنتش بترد.


خطيت خطوة لجوا… بس في اللحظة دي، الباب قفل مرة واحدة ورايا!


وآخر حاجة سمعتها… كانت صوت ضحكة مكتومة!


حاولت أفتح الكشاف اشوف الصرخة دي منين لان الدنيا كانت ضلمة جدًا وفعلًا فتحتة، بس فجأة النور بتاعه ضعف، كأنه مش قادر ينور المكان ده. قلبي كان بيدق بسرعة، وإيدي بتترعش وأنا بنادي بصوت مهزوز:


"إسراء… إنتي سامعاني؟"


مفيش رد. بس الصوت اللي سمعته كان أسوأ بكتير… صوت جر خشب على الأرض، كأن حد بيزحف في الضلمة!


الكشاف أخيرًا نور، بس ياريته ما نورش…


إسراء كانت لسه في نفس المكان، بس جسمها كان ملفوف أكتر، وكأنها بقت أقرب للجدار! عنيها ماكنتش باينة، شعرها كان نازل على وشها بالكامل، وصدرها بيطلع وينزل بسرعة كأنها بتنهج… أو كأنها بتحاول تمسك نفسها من حاجة!


"إسراء، ردي عليا!"


مافيش رد، بس الحاجة اللي كانت بتزحف… قربت أكتر!


لفيت بسرعة، وبصيت ناحيتها… بس مكنش في حد!


وفجأة، صوت تنفس حاد جه من ورايا، كان قريب… قريب أوي!


حسيت ببرودة بتلف رقبتي، وحاجة بتتحرك ببطء ورايا… مشيت خطوة لورا، بس رجلي خبطت في حاجة!


بصيت لتحت…


كان في كف… كف بني آدم، بس لونه رمادي كأنه متحلل، وأظافره طويلة وملطخة بحاجة شبه الطين… أو الدم!


صرخت ورجعت لورا بسرعة، بس إسراء… إسراء كانت واقفة قدامي دلوقتي، وشها باين لأول مرة.


عينها كانت واسعة جدًا، سودة بالكامل، ووشها شاحب كأنها ميتة بقالها سنين!


بس قبل ما أصرخ، رفعت إيدها وحطتها على بؤي… لمستها كانت باردة… باردة بطريقة مش طبيعية!


وفجأة، همست بصوت مش صوتها:


"مشيتِ ورايا… دلوقتي مش هتعرفي تخرجي!"


وللحظة اختفى كل شيء.


الدنيا كانت ضلمة… مش ضلمة عادية، دي ضلمة حسيت إنها بتبلعني جواها، كأنها بتخنق نفسي، بتسحب روحي بالبطيء!


إسراء اختفت… أو يمكن هي لسه هنا، بس مش بشكلها اللي أعرفه.


كنت حاسة بأنفاسي بتسرع، بس عقلي كان بيصرخ جوايا: إزاي أخرج من هنا؟!


حاولت أتحرك، بس الأرض كانت تقيلة، كأنها بتشدني لتحت، كأن القبو عايزني أفضل جواه!


وفجأة

نور خفيف ظهر من بعيد، شعاع ضعيف، كأنه جاي من باب مفتوح. جريت ناحيته من غير تفكير، رجلي كانت بتغرز في الأرض كأنها طين، بس فضلت أتحرك، فضلت أجري!


وأخيرًا… وصلت عند الباب.


مديت إيدي ألمسه… بس قبل ما أوصل، الباب قفل بكل قوته، والضلمة رجعت تبلع المكان تاني!


"لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا!"


صوتي كان بيصرخ، بس حتى صرختي كانت بتضيع في السكون المخيف ده.


وفجأة، سمعت صوت خطوات… حد جاي ناحيتي.


رفعت الكشاف بسرعة، ونورته قدامي…


ويا ريتني ما عملت كده!


كان واقف هناك… مخلوق طويل، جسمه أشبه بهيكل عظمي، بس بشرته كانت مترهلة وزرقا! عنيه… كانت كلها بياض، ومن بؤه كان بينزل لعاب أسود، كأنه مخلوق جاي من كابوس!


إيدي بردت، وجسمي تجمد مكاني، بس المخلوق ده… بدأ يتحرك ناحيتي!


"إسراء… ساعديني!"


بس ماكانش في حد يسمعني…


المخلوق قرب أكتر… إيده الطويلة ممدودة نحوي، وأظافره السودة شبه المخالب كانت بتلمع في ضوء الكشاف الضعيف!


حاولت أرجع لورا، بس ضهري خبط في الحيطة…


والمخلوق؟


وصل عندي


إيد المخلوق الغريب دا كانت بتقرب أكتر… عقلي كان بيصرخ، لكن جسمي متجمد، كأن روحي بتنسحب قبل ما حتى يلمسني!


كنت سامعة نفسي بأنهج، عيني مش قادرة ترمش، والبرد اللي طالع من جسمه كان بيدخل في عظمي.


وفجأة…


"رحـــــــــمة… اجـــــــــري!"


الصوت كان واضح، قوي، مليان خوف… كان صوت إسراء!


بصيت على مصدره، لقيتها هناك، واقفة عند باب صغير في آخر القبو، عينيها مليانة دموع، وبتشاور لي بجنون:


"اجري! دلوقتي!"


ما فكرتش… بس جسمي اتحرك لوحده!


اتزحزحت من مكاني قبل ما إيد المخلوق تمسك رقبتي، ولفيت ناحية إسراء، رجلي كانت بتتزحلق على الأرضية الرطبة، بس كنت بجري بأسرع ما عندي!


المخلوق صرخ… صوته كان زي صوت حاجة مش من الدنيا دي، كأنه تعويذة ملعونة بتتردد جوه دماغي، بس ما وقفتش!


إسراء شدتني من إيدي، ودفعتني جوه الباب، قبل ما تقفله بسرعة.


قلبنا كان بيدق بجنون، أنفاسنا متقطعة… بس كنا لسه جوه القبو!


"لازم نخرج من هنا!" قلتها بصوت عالي، وكنت بحاول أفتح الباب، لكنه كان تقيل، كأنه معمول من الحديد.


إسراء قربت مني، وشها كان شاحب، عينيها كانت مدمعة:


"رحمة… أنا عارفة إزاي نخرج، بس في حاجة لازم تعرفيها الأول!"


بصيت لها بخوف، قلبي كان بيخبط في ضلوعي:


"إيه؟!


"المكان ده… لعنة! واللي يدخل فيه… لازم يخرج قبل طلوع الفجر، وإلا… مش هيخرج أبدًا!"


الكلام كان زي السكينة اللي نزلت على قلبي… بصيت حواليّا، وأنا بسألها:


"طب إزاي نخرج؟ الفجر فاضله ساعة بس!"


إسراء بصت لي بعيون مليانة ندم، ومسكت إيدي بقوة:


"في طريقة… بس لازم تثقي فيّا!"


هزيت راسي، ماكانش عندي أي خيار تاني.

إسراء خدت نفس عميق، وبدأت تهمس بكلمات غريبة، كأنها تعويذة قديمة.


الدنيا بدأت تهتز، الأرض ارتجت تحت رجلينا، والباب اللي كنا واقفين قدامه اتفتح لوحده… لكن مش على القبو.


على بيتنا!


"يلا، بسرعة!" صرخت إسراء وهي بتشدني.


جريت معاها، رجلي بتتزحلق، بس عيني كانت مثبتة على النور اللي جاي من ورا الباب.


لكن… قبل ما نخرج، صوت المخلوق رجع تاني، أقوى، أقرب!


"مستحيـــــــــــــــــــــــل تهــــــــــــــــــــــربوا!"


مديت إيدي، مسكت إسراء، وقفزنا برا الباب في آخر لحظة…


وفجأة…


سكتت كل حاجة


صحيت على صوت أذان الفجر… كنت في أوضتي!


إسراء كانت جنبي، مغمضة عينيها، بس كانت بتتنفس.


قلبي كان لسه بيدق، دماغي تقيلة، بس الحقيقة كانت واضحة: نجينا!


بصيت للساعة… كانت 5:01 الصبح


قومت ببطء، قربت من الشباك… وبصيت للشارع اللي تحت.


كل حاجة كانت طبيعية، كأن اللي حصل كان مجرد كابوس…


لكن لما بصيت ناحية بيت إسراء…


باب القبو كان مفتوح…


والضلمة اللي جواه… كانت بتتحرك!


والسؤال الي جه في دماغي وقتها. النهاية… أم بداية جديدة؟


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1