اسكريبت هبعت اخويا ياخد الدهب كامل بقلم الست نور
- هبعت أخويا ياخد الدهب.
- تمام وشوف لو ليك حاجة تانية أبعتهالك بالمرة.
- هشوف وهقولك.
اتخطبتله عكس رغبتي بس لأن المفروض قطر الجواز فاتني وعمري حاليًا 32 وحصل خلافات كتير بيننا انتهت بـ إنه عايرني بـ سني وإني ما صدقت اتخطبتله فبكل هدوء قولتله تعالى خد حاجتك.
- نور!
- نعم يا بابا.
- مصطفى برا هو وأخوه.
- تمام يا بابا خد اديله الدهب هو جاي علشانه.
- اطلعي اديهوله أنتِ.
- لأ مش هقدر.
- لأ أنا بقولك هتعملي أي مش باخد رأيك!
رفعت نظري لـ بابا ولقيته بيبصلي بـ إصرار ولا يقبل النقاش وفهمني أعمل أي، فلبست إسدالي وخرجت معاه وقعدت معاهم.
- عجبك اللي بنتك عملته يا عمي؟
- أنا بنتي مبتغلطش.
- ولما تعليّ صوتها وترمي الدبلة في وشي متبقاش غلطت؟
- مش هتعمل كده غير لو أنت كنت تستاهل.
- أنتوا قاصدين تهينونا وإحنا ضيوف في بيتكم؟
أخو خطيبي كان وقف بعصبية وبيكلم بابا بنبرة غضب فـ بصله بكل هدوء وهو قاعد عالكرسي متحركش.
- صوتك ميعلاش وأنت في بيتي ولو هتتكلم عن إنكم ضيوف فالضيف ييجي باحترامه وعينه في الأرض مش يبجح في أصحاب البيت! وبنتي دي اللي يبصلها بنظرة أقلع عينيه الاتنين!
نبرة لأول مرة أشوفها في بابا وقوة محضرتهاش قبل كده خلى مصطفى وأخوه يبلعوا ريقهم بتوتر وجابوا ورا وبدأوا يوطوا صوتهم ويحاولوا يصلحوا غلطهم بس بابا مسمحلهمش.
- يا عمي إحنا بس قصدنا خير وجايين نصلح اللي اتكسر.
- وبنتي مش فاظة اتكسرت وجايين تصلحوها ده قلب بنتي اللي اتكسر ولو فاكرين إني هعديهالكم تبقوا غلطانين.
- يعني أي؟ يعني هتاكلوا علينا الدهب؟
غريب طبع الإنسان، خصوصًا الطماع منه وهو ميهمهوش حاجة غير نفسه وماله ومصلحته، بس طبعه ولا هيجيبه من برا.
- دهب أي اللي بتتكلم فيه؟ الدهب ده ميكفيش تمن ربع اللي صرفته عليك أنت وأهلك من بداية معرفتكم لحد دلوقتي، بس لأننا ولاد أصول مش هنتكلم ولا نفتح في القديم لأن اللي يمسك في الفلوس ميطلعش غير من الناس الجعانة.
حاسة بتشفي وانتصار وحطيت رجل على رجل وأنا بشوف حقي بيتاخد تالت ومتلت قدام عيني، وفجأة حسيت بكرامتي وعزة نفسي بيرجعوا محلهم من تاني، لأن في ضهري راجل واللي ليه ضهر ميضربش على بطنه.
- حابة تقوليله حاجة يا نور يا بنتي؟
- أها يا بابا.
- قولي اللي في نفسك يا بنتي.
وقفت من مكاني وقربت خطوتي ورفعت جبهتي مقابلة لوشه وبصيتله بقوة استرديتها من قوة بابا:
- لو كنت فاكر إن بخطوبتك ليا فأنت كتير عليا تبقى غلطان، أنا اللي كتيرة عليك وكتيرة أوي كمان.
- بس ...
كان لسة هيقاطع كلامي هو وأخوه بس بابا بصلهم ومسمحلهمش يقاطعوني:
- أنا تعليم عالي وأنت تعليم متوسط وبرغم كده عمري ما حسستك بالفرق، أنا 32 سنة ومزعلك أوي سني مع إنك 35 سنة ومتكلمتش، جمال والكل بيحسدك عليا لما يشوفوني معاك ويسألوني إزاي وافقت عليك وإني أستاهل راجل أحسن.
- بقى أنا قليل للدرجادي في نظرك؟
بصلي بصدمة لأنه متوقعش القوة دي مني لأني كنت بحترمه وبقول حاضر افتكره ضعف مني:
- أنت صغرت في عيني لدرجة مبقتش شايفاك ولو شايف نفسك كتير أوي وألف مين تتمناك فأنا بالألف واحدة دول، لا عمري قللت منك ولا قليت أدبي عليك حتى بالهزار، تربيتي والكل يحلف بيها وفي الآخر تعايرني؟ خطوبتك كانت خطوبة الندامة والهم يوم ما وافقت عليك مكسبتش غير إنك هزيت ثقتي بنفسي من تقليلك ليا في الطالعة والنازلة ومعايرتك بـ سني ومغازلتك لأي بنت لمجرد إنها أصغر سنًا مني بس دي نهايتك معايا وأنا خلاص فاض بيا.
مسكت علبة الدهب وبكل قوة وتشفي حطيتها بين إيديه وبصيتله من فوق لتحت بقرف وسيبته ومشيت ولأول مرة أخرج عن صمتي وعن تربيتي وأقلل من ضيف كده، بس لأن اللي استحملته كتير، والست لما يفيض بيها بتفيض بكل ما فيها.
- نور بنتي صاحية؟
- أها يا بابا اتفضل.
كنت قاعدة سرحانة وبابا خبط على باب أوضتي ودخل في إيده شنطة هدايا.
- كنت ملاحظ حبك للغوايش وإكسسوارات البنات دي ومن يوم ما قلعتي دهب خطيبك بحسك بتسرحي وتحسسي مكان الغويشة اللي كانت في إيدك فجبتلك دي.
في الحقيقة أنا بحب الدهب مش لمجرد إنه دهب وطمع ولكن بحبه لمجرد إنه زينة وحِلية بتتحلى بيها البنات والستات، ولما اتعودت على صيغتي فبقيت بدون قصد أغيب وأحسس مكانهم.
- الله تحفة يا بابا.
- بصي مكتوب جواها أي؟
- ثواني أترجم.
"أبيكِ يُحبــك منذ 1993م وللأبد"
- أنتِ أول فرحتي وأنتِ بنتي وحبيبتي، وأنتِ مش قليلة أنتِ ست البنات كلهم مش عايزك تزعلي نفسك ولا أشوف دمعة منك.
صحيح مشاهد الأبـوة حنينة بس الأحن وجودهم، وأي الدنيا غير أب يحبك وتحبي الدنيا على حبه؟
"الست لما بيفيض بيها بتفيض بكل ما فيها، فأحسن فيضها و ارعَ مشاعرها"💗
#الست_نور