رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل الثالث والعشرون
وللنفس وجهان : ما تُعلنُ، وما تسِرُّ. ولا صدقَ لإعلانها حتى يصدُقَ ضميرُها، ولا صلاحَ لجهرها حتى يصلُحَ السِّرُّ فيها، ولا يكون الإنسان الاجتماعي فاضلا بمشهده حتى يكون كذلك بغيبه.
تسمر صُهيب لتلك المُفاجأة الغير متوقعة.. ولكنها كانت كفيلة بـ حملهِ مُباشرةً إلى سحابة وردية بعيدًا عن نفوذ جاسر الصياد
وعند ذلك الهاجس إستعاذ بـ الله و إبتسم إبتسامة شملت وجهه كُله ثم إتكئ إلى المكتب أمامه وأجابها بـ مكر
-لو لون عينه فيروزي نادر يبقى أقدر أطلعه من وسط مليون…
رآها تُبادله الإبتسام بـ أُخرى مُتلاعبة ثم أردفت وهي تضع يدها أسفل ذقنها دون أن تحيد بـ نظراتها الشقية عن خاصتهِ المُتلهفة
-بس أنا مش قصدك أنت
-تصنع الإندهاش رافعًا حاجبه الأيمن:بجد؟.. فكرتك قصادني أنا…
كان الطلبة يُتابعون الحديث الدائر بينهما بـ عدم فهم ليتساءل شاب وهو ينظر إلى صُهيب ثم إلى جُلنار
-طب ودا إيه علاقته بـ سكشن النهاردة!
-أجابه صُهيب دون النظر إليه:لما تتخرج هتفهم
-بس أنا عاوز أفهم دلوقتي…
حاد بـ بصرهِ عن جُلنار على مضض لينظر إلى الطالب المُتساءل بـ ضيق ثم هتف بـ حنق
-واد يا جعفر يا دحيح إطلع من نفوخي بدّل أما أعمل معاك الصح
-رد عليه الطالب بـ دهشة:أنت بتهددني يا دكتور!.. طب والله لا أقول لدكتورة المادة…
نظر إليه صُهيب نظرة "خالد الصاوي" وأردف بـ تلاعب
-guess what!.. دكتورة المادة حماتي…
ضحكت جُلنار و قررت النهوض لتقف أمامه عاقدة لذراعيها أمام صدرها ثم أردفت بـ مكر أنثوي رائع
-هتستغل الواسطة من دلوقتي!...
ضحك صُهيب ثم قال وهو يتكئ إلى المكتب بـ كف يده وأردف بـ تلاعب
-مش كفاية مرمطة من جهة واحدة!.. هيبقى موت وخراب ديار!
-شاركته الضحك وقالت:معاك فـ دي…
بادلها صُهيب الضحك ثم دنى وهمس بـ أُذنها بـ عبث
-طب مش نروح فـ حتة مدارية عشان السبعين طالب بيبصولنا!
-غمزته بـ شقاوة ثم هتفت:أوي أوي…
حمحم صُهيب ثم نظر إلى ساعة يده ليقول بعدها وهو يُوجه حديثه إلى الطلبة
-طيب يا جماعة كدا السكشن خلص ومتنسوش المرة الجاية التحضير عليكوا
-هتفت إحداهن بـ إعتراض:يا دكتور صُهيب كدا مينفعش.. وبعدين حضرتك لسه راجع من إجازة وكدا فـ خف علينا
-ومحدش قالك يا دكتورة إنها كانت أجازة مرضي!...
أشار إلى جرح وجههِ ثم أردف وهو يُضيق عيناه
-و بـ النسبة لـ الديكور اللي فـ وشي دا مش عاجبك.. يعني المفروض تخلوا عندكوا شوية blood وتقولوا لي إقعد يا دكتور وإحنا نشرح بدالك
-ذمت الفتاة شفتيها وقالت:أوكيه.. هنمشيها بـ الحُب عشان خاطر خطيبتك بس
-يعني مش عشان خاطري!
-أردف طالب:هي جديدة علينا أما أنت مننا وعلينا و واخدين على بعض
-تمتم صُهيب بـ إستنكار:واخدين على بعض!.. دا مبقاش سكشن وعلاقة دكتور وطلبة أبدًا…
ضحكت جُلنار لينظر إليها ثم إلى الطلبة الذي شارك بعضهم ضحكها ليردف بعدها بـ مكر
-طب بما إننا واخدين على بعض بقى وأنا بحبكوا حُب أخوي يعني.. اللي تحضيره مش هيعجبني هخصم منه درجات و بـ الإتفاق مع دكتورة المادة اللي هي حماتي.. ويلا إتفضلوا السكشن خلص…
أشار بـ يدهِ ليخرج الطلبة ولم يُبالِ بـ شهقاتهم.. ثم جمع حاجياته الشخصية بينما جُلنار تهتف بـ إبتسامة
-مش ملاحظ إنك بتستخدم واسطة حماتك كتير…
أمسك يدها وقَبّلها بـ حنو ثم أردف بـ نبرةٍ عميقة ولكنها مازحة
-عصر الإضطهاد إنتهى يا زهرة الرمان…
شابك يده مع خاصتها ثم أردف وهو يخرج معها إلى الممر
-تعالي نروح لحماتي عشان عاوزها فـ موضوع مُهم وخطير ولا يقبل التأخير…
***********************************
-ناولني مُفتاح أصغر نمرة يا حمزة…
أردف جواد من أسفل السيارة الرياضية التي يُصلحها ليمتثل الآخر إلى حديثه ثم تساءل
-جواد أنت مُتأكد إنك كويس!.. أنت لسه مفكتش جبس إيدك حتى!!
-أجابها جواد:أُقسم بالله كويس والدُكتور قالي أقدر أعدي عليه بُكرة عشان أفك الجبس.. دا مُجرد شرخ
-طب ورجلك!
-رد عليه جواد بـ تهكم:هو أنا بصلح العربية بـ رجلي!...
ذم حمزة شفتيه بـ عدم رضا ثم قال وهو يميل قليلًا إلى السيارة
-مش عارف إيه وفائك العربية دي!
-وجاء رد جواد سريعًا:وأنت مالك
-حينها صرخ حمزة بـ حدة:مالي إني هتاخد معاك فـ الرجلين وأبوك هيعملنا محشي
-كوسة ولا ورق عنب!
-هتف حمزة بـ إزدراء:مش عاوز أقولك محشي إيه عشان متزعلش مني…
سمع صوت قهقه جواد من الأسفل ليضحك هو الآخر ثم ركل السيارة قُرب جسد المُلقى أسفلها وغمغم
-متضحكش عشان بتكلم جد.. إمبارح كان هيموتي مصروع والله.. حسيت قلبي وقف
-أحسن تستاهل.. وبعدين تعالَ هنا.. كُنت بتعمل إيه فـ الجنينة…
رغم التوتر الذي أصابه إلا أنه أداب بـ ضيق واضح
-ملكش دعوة يا أخي.. الله بيت عمي وملفش فيه كمان.. ثُم إنكوا بهدلتوا الراجل اللي كان عندكو إمبارح وبصراحة محبتش أكمل فـ الجريمة دي
-أردف جواد بـ جدية:أما نبقى نشوفك يا حمزاوي وأُختك يجي واحد متعرفوش ياخدها من حُضنك كدا
-غمغم حمزة بـ خشونة بالغة:ريتاچ لسه صُغيرة.. مش وقته الكلام دا أصلًا يعني…
تملكه الضيق المُفاجئ لفكرة أن شقيقته الصُغرى يومًا ما لن تكون معه كما إعتاد.. حمزة هو من قام بـ تربية ريتاچ و جويرية معًا.. مُكملًا لدور أبيه في تربية عمته نور في ظل غياب جديهِ.. ولكن هو من أراد أخذ هذا الدور على الرغم من صغر سنه.. إلا أنه كان أكثر من سعيد به
تأفف وقد بدأ الغضب يتملكه ليُغمغم بـ ضيق حانق
-كمل شُغلك وبطّل كلام فاضي…
ضحك جواد بـ قوة ولكنه أردف بعدها مُتساءلًا
-عرفت غريمي هيكون فين النهاردة!
-أجاب حمزة:أيوة فـ night club اللي بيتجمع فيه بتوع السباق
-إبتسم جواد بـ شيطانية:حلو أوي.. جه معاد طاري بقى…
لم يرد حمزة فـ هو يعلم جواد لن يتراجع عما يدور بـ داخلهِ لذلك صمت و إتكئ بـ ظهرهِ إلى السيارة ليلمح قدوم إيلاف إليهما.. كانت ترتدي بنطال أسود ثقيل تعلوه كنزة وردية كـ وجنتيها الخجلتين.. و خُصلاتهِا السوداء الغزيرة تركتها لـ الرياح لتُحركها كيفما تشاء
إبتسم حمزة بـ خُبث وهمس بـ شماتة
-جاتلك اللي هتربيك…
إقترب منها حمزة لتبتسم إيلاف قائلة بـ نعومة
-صباح الخير يا حمزة
-رد عليها بـ إبتسامة:صباح النور.. روحي إلحقي بقى سي جواد عمال ينادي بـ اسمك زي المجنون.. و يقولي هاتلي إيلاف هاتلي إيلاف.. مقدرتش ألهيه إلا لما إشتغل فـ العربية دي…
نظرت إيلاف إلى السيارة الرياضية الحمراء ومن أسفلها جواد الذي لا يظهر منه سوى ساقيه السليمة والمُجَبَرة.. لتبتسم بـ خجل ثم قالت وهي تبتعد عن حمزة بـ خفوت
-طب هروح أشوفه أنا
-غمزها عابثًا:وأنا هداري عليكوا…
حركت إيلاف رأسها بـ يأس لن يكون بـ إستطاعتها مواكبة وقاحة جواد و حمزة حتى جُلنار و جويرية وقاحتهم لا تُصدق.. لطالما أحبت رفقة چيلان الهادئة ليست خجولة ولكنها ليست بـ درجة وقاحة الجميع.. لولا أنها توأم جواد لما صدقت أنها من عائلة الصياد.. الوقحة
إقتربت من جواد وظلت واقفة جواره دون حديث عله يُلاحظها ولكن هيهات كان هو بـ عالم آخر.. عشقه لسيارات والسباقات تُماثل درجة عشقه لها
لم ترد الحديث وظلت بـ وضعيتها حتى سمعت صوته يقول بـ وضوح وبـ إعتقاده حمزة هو من يقف جواره
-هات يا حمزة المُفتاح والقُماشة اللي كانوا معايا من شوية…
بحثت عما أراد لتجدهما بـ الأرض جوار صندوق المُعدات.. جذبته ثم ناولته إياهم بـ صمت.. ليمد جواد يده وأمسك ما طلبه ولكن ما أن لمست يداه يد إيلاف حتى هتف بـ تعجب
-هي إيدك بقت طرية فجأة كدا ليه!...
نظر جواد إلى اليد الممدودة إليه ليجدها ناعمة، بيضاء عكس خاصة حمزة الخشونة، السمراء.. لتتسع عيناه بـ ذهول و سُرعان ما خرج من أسفل السيارة وحدق بـ إيلاف المُبتسمة بـ إتساع ليهتف بـ صدمة
-إيلاف!...
إنحنت إيلاف لتكون قريبة منه فـ لامست خُصلاتهِا المتطايرة وجهه فـ ضربته رائحتها المُغرية ليُغمض عيناه يستنشق بـ عُمق مُتلذذًا بـ تلك الرائحة الخلابة
وحينما إبتعدت فتح عيناه بـ بُطء وحدق بها قائلًا بـ صوتٍ مبحوح، أجش من فرط إنفعاله بـ رؤيتها
-صباح الورد على الورد
-وضعت خُصلاتهِا خلف أُذنها وقالت بـ خجل:صباح النور يا جواد…
حاول الجلوس لتُساعده فـ إبتسم بـ إتساع ثم جلست أمامه قائلة
-الأول حمد لله على السلامة
-الله يسلمك.. و ثانيًا!
-حمحمت وقالت:ثانيًا كدا عاوزة أقولك على حاجة…
إقترب بـ جلستهِ منها ولم يستطع تحديد ما يشعر به أيتحمس أم يتوجس فما عاد يتوقع منها شيئًا.. ولكنه إبتسم بـ إتزان إستعدادًا لما هو قادم
-إتفضلي يا ست البنات.. عنينا ليكِ…
إبتسمت بـ توتر ثم قالت بعدما أخذت نفسًا عميق وهي تُشبك يديها بـ إرتباك
-أخت واحدة صاحبتي كلمتني إنها محتاجة مُدرسة فـ حضانة هي فاتحها.. وعرضت عليا إني أكون معاها فـ أنت إيه رأيك!!...
أخرج زفيرًا حارًا، مُرتاح عقب سؤالها.. كونه إرتعب أنها قد تُخبره رُبما تعشق آخر فـ والله لن يُكفيه سفك دماء جميع الرجال
لذلك إبتسم وأمسك يدها قائلًا بـ حنو
-المُهم أنتِ عاوزة إيه
-هتفت بـ حماس:عاوزة جدًا أشارك
-تساءل بـ هدوء:و الدراسة!
-أسرعت تُجيب:هعرف أوازن بينهم.. هي قالتلي إنها مش هتضغط عليا…
أسعده حماسها ولهفتها للقيام بـ تلك الخطوة ولكنه قرر مُهاجمتها بـ سؤالهِ علَ وعسى أن تُعطيه ما ينتظره
-طب ليه جيتي ليّ الأول!.. ليه بتاخدي رأيي أنا!...
إرتبكت وتلعثمت لتخرج نبرتها مُتوترة، مُهتزة تحت نظراته الثاقبة لها التي تُحاول إختراقها
-عشان أنت اللي هتساندني وهتقنع بابا إنه يوافق
-حرك رأسه نافيًا:كان مُمكن تقوليله وتيجلي في حين إعترض وأنتِ عارفة كويس إني هقنعه…
أخفضت نظراتها عنه ليرفع يده المُصابة ووضعها أسفل ذقنها ثم همس بـ سؤالهِ وهو يُحدق بـ عينيها المُهتزة
-مش مُبرر يا إيلاف.. ليه جيتي ليّ.. من بين الكُل أنا.. يمكن عشان مشاعري مثلًا فـ تقدري تقنعيني!...
إتسعت عيناها بـ صدمة لحديثه والنبرته التي خرجت بها القليل من الإنكار إلا أنها نفت بـ قوة قائلة
-أبدًا
-أصر مُتساءلًا:أومال إيه!...
تمصلت من بين يديه ونهضت مفزوعة.. أما جواد لم يكن ليسمح لها بـ الهرب وحين حاول منعها هي أردفت بـ خوف هاربة
-مشاعري أنا!!!...
**************************************
طرق صُهيب باب المكتب ليأته صوت روجيدا سامحًا له بـ الدلوف.. ليُدخل رأسه ثم أردف بـ إبتسامة واسعة
-صباح الخير يا دكتورة روجيدا
-بادلته الإبتسامة وقالت:صباح النور يا دكتور صُهيب.. حمد لله على سلامتك.. إتفضل…
دلف صُهيب تتبعه جُلنار التي إبتسمت هي الأُخرى بينما روجيدا صُدمت بـ وجود إبنتها لتهتف بـ عدم إستيعاب
-جُلناااار!.. بتعملي إيه هنا؟!
-أجابت جُلنار بـ حذر:عاوزينك فـ موضوع يا مامي…
حولت أنظارها ما بين جُلنار و صُهيب ثم أردفت بـ شك
-يخصكوا!!
-أومأ صُهيب قائلًا:أيون يا حماتي
-توجست روجيدا هاتفة:ااااه طالما فيها حماتي يبقى الموضوع مش هيعجبني…
فركت عيناها بـ تعب ثم أشارت لهما بـ الجلوس ليمتثلا لها وبدأ صُهيب الحديث بـ نبرةٍ متوسلة
-والله ما حد هيساعدنا غيرك.. الموضوع وما فيه إني عاوز أكتب كتابي على جُلنار.. شوفتي الموضوع بسيط إزاي!!...
فغرت روجيدا شفتيها وهي تستمع إلى طلب صُهيب بينما جوارها جُلنار تبتسم بـ توسل لتردف بـ تردد
-ومطلبتش من جاسر نفسه ليه!
-أجاب بـ حرج:يا دكتورة هو تقريبًا.. مش تقريبًا.. هو طردني إمبارح من القصر يعني أنتِ شايفة بـ كُل الحُب اللي بيكنه ليّ جاسر الصياد باشا.. هيوافق على طلبي!
-ضحكت روجيدا وقالت:ساعتها مش هيكتفي بـ طردك.. دي هتكون نهايتك
-شوفتي بقى عاوز أوصلك إيه!...
صمتت روجيدا قليلًا تتفحص صُهيب ونظراته المتوسلة.. يتسول منها الموافقة ليكون مع أبنتها.. ثم إلى جُلنار التي نظرت إليه ثم إليها وبـ عينيها اللامعة نظرة لم تغفلها هي.. وكيف تفعل وهي كانت ذات يوم وما زالت تنظر إلى جاسر بـ تلك النظرة!
تنهدت روجيدا بـ إستسلام لترفه يديها الإثنتين وقالت بـ إبتسامة مُشرقة
-تمام.. تمام.. أنتوا كسبتوا…
تألقت عيني صُهيب بـ حماس وهتف بـ عدم تصديق
-بجد هتساعديني يا حماتي!
-رفعت كتفيها بـ بساطة قائلة:مش قدامي حل غير كدا…
نظر إلى جُلنار بـ سعادة ثم عاد ينظر إلى روجيدا التي تبتسم بـ حنو وأردف بـ نبرةٍ صارخة
-عشان كدا حبيتك من أول نظرة يا حماتي
-نعم يا روح أُمك!!...
علا صوته الصارخ بـ غضب أسود لينتفض صُهيب وهو ينظر إلى جاسر بـ ذهول ليهمس من بين أسنانهِ
-الراجل دا بيطلعلي منين!...
نظر جاسر إلى جُلنار التي إختبئت خلف والدتها والتي لا تقل عنهما ذعرًا ثم إلى صُهيب وأردف بـ قتامة
-سمعني قولت إيه تاني يا بن جابر!
-أجابه صُهيب بـ نبرةٍ شبه ثابتة:مش قصدي اللي فهمته.. بحبها زي أُمي يعني
-إقترب خطوة وهدر:وتحبها ليه من أصله!.. لا زي أُمك ولا زي ستك عشان متخسرش دُنيتك وأخرتك
-حمحم صُهيب وقال:خلاص مبحبهاش.. بكرهها جدًا…
نظر إليه جاسر بـ إزدراء ليكتم صُهيب عيظه وإستغفر الله بـ صوتٍ خفيض
ليعود جاسر بـ نظرهِ إلى جُلنار المُختبئة وتساءل بـ حدة مُخيفة
-وأنتِ بتعملي إيه هنا يا قلب أُمك!
-أجابت بـ إهتزاز:أبدًا مامي نست فردة الشراب وأنا كُنت بجيبه…
رفع جاسر حاجبه بـ إستهجان ثم أردف وهو ينظر إلى صُهيب بـ تهكم
-والباشا كان بيجيب الفردة التانية ولا إيه!
-هتفت جُلنار:عرفت منين!!
-هدر جاسر:إخرسي أنتِ يا غلطة عُمري
-هتفت روجيدا تُنهي الصراع:خلاص يا جاسر مفيش حاجة.. بنتك جات عشان نسيت فلاشة.. وصُهيب هو مُعيد المادة وكُنا بنتناقش فـ الشُغل
-لا والنبي؟!!…
زفرت روجيدا بـ حنق لتبتعد عن جُلنار و تتجه إلى جاسر الذي تعلو وجهه ملامح إجرامية ثم هتفت بـ همسٍ
-جاسر لم الدور.. كفاية اللي عملته فـ صُهيب إمبارح.. يا تهدى كدا وتعقل يا إما تمشي و تاخد جُلنار معاك…
علا صوت جاسر ولك يهتم إذا كان صُهيب يسمع أم لا
-همشي وهاخد روحه معايا
-هتفت بـ يأس:مفيش فايدة…
توجهت جُلنار إلى صُهيب و وقفت خلفه ثم همست بـ رُعب
-نهايتنا النهاردة يا صُهيب
-همس وهو يستدير بـ رأسهِ إليها:إهدي يا جُلنار.. أنا لسه مدخلتش دُنيا دا ظُلم…
تقدم خطوة ناحية جاسر الذي حدق به بـ خطورة ثم أردف بـ ثبات
-إسمعني يا جاسر باشا.. طول ما أنت مخنق علينا صدقني هنتقابل من وراك…
نظراته كانت رصاص قاتل أردته حيًا ولكنه لم يُظهر تأثره بينما جُلنار لطمت وجهها هاتفة بـ رهبة
-الواد هيضيع نفسه.. الواد هيروح مني…
أخذ صُهيب نفسًا عميق ثم أكمل حديثه بـ تروي و صدق
-بس أنا مش هسمح بـ كدا.. مش هقدر أخرج وأسرق لحظات من وراك.. أنا مقدر غيرة حضرتك على جُلنار وأنا بحبها ومش مكسوف أقولها قُدامك…
إلتفت ينظر إلى جُلنار المشدوهة وإبتسم بـ دفء ثم عاد ينظر إلى جاسر ونظراته تحرق عيناه وأردف بـ نبرةٍ واثقة، عميقة بـ مشاعرها كـ عُمق المُحيط
-بس مش هسمح بـ الغلط.. مش هقدر أمسك إيديها وهي خايفة إنك تشوفنا.. أنا معنديش مانع تشوفنا وتضربني غيرة عليها.. بس عندي مانع إنك مُمكن تأذيها عشان شافتني.. ودا المفروض حقي…
كاد جاسر أن يرد ولكن روجيدا ضغطت على ذراعهِ لتسمح لـ صُهيب لكي يُكمل فـ عاد يردف بـ قوة دون تردد
-مُستعد أعمل أي حاجة تثبتلك و دلوقتي إني أعمل أي حاجة عشان خاطر جُلنار.. عشان خاطر عيونها مُستعد أقف قُدامك و أنفذ كُل حرف هتطلبه.. أنا مش مُضطر أخبي أنا حاسس ناحيتها بـ إيه.. على الأقل أنت عارف لأنك سبق وعشقت…
المواجهة لم تكن سهلة بل كانت مُرهقة لأعصابهِ خاصةً وهو يعترف بـ كُل ما يعتمل داخله.. بـ مشاعره القوية تجاه جُلنار وجُرأته بـ إعترافهِ أمام جاسر لذلك أجمع كُل قوته وأخرج صوته مُهيمن، قوي، بالغ السيطرة
-و النهاردة وطالما أنت موجود فـ أنا هكتب كتابي على جُلنار.. مش طالب أكتر من موافقتك وبعدها أطلب مني اللي عاوزه وأنا هعمله لأني معنديش أغلى من روحي أقدمه لـ جُلنار…
**************************************
في المساء
إلتفت حمزة إلى جواد المُبتسم بـ إتساع ونظر له بـ ريبة والآخر لم يكن بـ العالم الحالي.. ولكن عقله قد تعطل عن العمل بعدما إعترفت تلك الفاتنة أنها ولو بـ طريقة غير مُباشرة أنها تُبادله المشاعر.. لن ينسى كيف إنتفض قلبه بين ضلوعه بـ تلك الطريقة المُؤلمة بـ سعادة لم يكن ليظن أنه سيحصل عليها بعد كُل هذا العشق
أردف حمزة بـ مُزاح وهو يعود بـ نظرهِ إلى الطريق
-اللي يشوفك وأنت مُبتسم كدا ميقولش إنك رايح تكسر عضم واحد
-أجابه جواد بـ ضحكة عالية:فرحان يا أخي…
إرتفع حاجبي حمزة بـ ذهول ثم أردف بـ همهمة خفيضة
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. الواد إتجنن…
حمحم حمزة ليُجلي صوته ثم تساءل بـ جدية
-طب وبما إنك فرحان هنعمل إيه!
-هتف جواد بـ إبتسامة:هتعرف لما نروح هناك…
مط حمزة شفتيه بـ عدم إكتراث.. حقيقةً لا يهتم بما سيحدث
مرّ الوقت حتى وصلا إلى ملهى ليلي يرتاده لاعبي السباقات والذي يبدو على قدر من الرُقي والإهتمام ولكنه بـ زقاق ضيق مُختفي بـ أحد المنازل أسفل الأرض بـ قليل بعيدًا عن الضجيج والأنظار نظرًا لما يبيعه الملهى من مُخدِرات و أنواع كُحولية ممنوعة
ترجل حمزة من السيارة ودار ليُساعد جواد الذي أردف هو ينظر إلى الخلف
-في فـ شنطة العربية مضرب بيسبول.. هاته وتعالَ
-إبتسم حمزة بـ حماس وقال:إشطة.. الموضوع مُثير جدًا…
فتح الحقيبة الخلفية لسيارة وأخرج مضرب البيسبول وإتجه إلى جواد.. حرك المضرب بـ حركة دائرية ثم قال بـ عبث
-جاهز يا بوس!
-جاز يا حمزاوي…
كان يقف حارسين أمام الباب الخارجي وما أن رآى جواد و حمزة ثم إلى ما يحملانه حتى وقفا يسدا المدخل وأردف أحدهم بـ غلظة
-مش مسموح الدخول…
إبتسم جواد بـ تهكم ثم إقترب بـ عرج إلى الحارس وهتف بـ فحيح مُفزع وخشونة إكتسبها من جينات جاسر الصياد
-أحسنلك إبعد عن طريقي…
نظر إليه الحارس بـ إستهجان ثم أردف هو الآخر بـ تهديد
-حالتك متسمحش بـ التهديد دا.. فـ إبعد بدل أما أكسرلك رجلك التانية…
حرك جواد رأسه بـ إعجاب و على حين غُرة أخرج مُسدسه المُرخص وضرب الرصاص بـ ساقهِ فـ صرخ الحارس بـ ألم وهو يسقط أرضًا.. ليقول جواد بـ خُبث
-حذرتك…
وعندما كاد الآخر أن ينهال على جواد بـ الضرب.. عاجله حمزة بـ ضربة قوية بـ المضرب أصابت معدته و أُخرى فوق ظهره.. ليسقط أرضًا فـ ضربه مرةً أُخرى ليسقط فاقدًا الوعي
دلفا إلى الداخل ليردف حمزة وهو يسير بـ الممر
-عجبتني أوي اللعبة دي
-هنكررها متقلقش…
سارا بـ الممر حتى وصلا إلى صالة الملهى.. كانت تعج بـ الزوار ما فوق السن القانوني وما تحته.. لذلك الملهى موقعه بـ ذلك الزقاق الضيق أسفل المنازل
الرقص والمشروبات الممنوعة مُنتشرة بـ غزارة.. الأدخنة الناتجة عن تدخين الممنوعات تملأ الهواء والأجساد تتمايل ثملًا
دارت عيناه بحثًا عنه ليجده جالسًا فوق أريكةٍ ما وجواره فتاة في وضع مُخل بـ قذارة ليُبعد وجهه سريعًا عن ذلك المشهد الذي أثار إشمئزازه
إقتربت فتاةً ما من جواد بـ إغراء ولكنه دفعها بعيدًا عنه بـ إزدراء.. ليُظهر مُسدسه مرةً أُخرى وصوب ناحية مُخرجات الصوت ليُطلق الرصاص مُسببًا تلفها ليعم الصمت
هدر جواد بـ صوتٍ جهوري قاتم وهو يُطلق رصاصتين أُخرتين بـ الهواء
-بره.. كله بره حالًا…
سادت صرخات الفتيات وهرعن سريعًا إلى الخارج وكذلك من أراد النجاة بـ حياتهِ
لمح جواد ذلك الأرعن وهو يُحاول الهروب ليُشير إلى حمزة فـ توجه إليه وضرب رُكبته من الخلف ليسقط أرضًا متأوهًا
حينما خلت الصالة.. إنحنى جواد وأمسك غريمه من تلابيبهِ وهمس بـ هسيس خطير به من الرُعب ما يُذيب الحديد
-أنت وقعت ولا الهوا اللي رماك…
إبتلع الآخر ريقه بـ صعوبة ثم هتف بـ إرتجاف
-هـ.. هفهمك
-رد جواد بـ هدوء وهو يرفع حاجبيه:تؤ مش عاوز أفهم.. أنا جاي أخلص طاري وأمشي
-أردف الآخر بـ فزع:فكرك محدش هيبلغ البوليس وهيجي
-ضحك جواد وقال بـ تهكم:يبقى عمل خير.. وأظن محدش هيبلغ البوليس عن مكان مش مترخص وبيبيع خمرا مش مسموح دخولها مصر…
تعرق الآخر حينما عَلِم أنها نهايته.. إبتعد جواد ليقترب منه حمزة وينهال عليه بـ ضربة أُخرى موجعة فـ صرخ بـ ألم
أطلق جواد صفير وهتف بـ إستمتاع
-حظك إني مبسوط النهاردة ولولا كدا والله كُنت إتوصيت بيك شوية
-صرخ بـ جزع:والله مليش ذنب.. دا هما.. قصدي هي اللي طلبت مني كدا…
إلتفت إليه جواد بـ ملامح وجه تُشبه الوحوش التي على وشك الإنقضاض على فريستها وهتف بـ صوتٍ مُرعب
-طلبت إيه ومين!.. إحكي…
هدر بها جواد لينتفض الآخر رُعبًا ليتألم من ألم رُكبته ولكنه هتف بـ توتر
-طلبوا مني أتقدم لـ.. لـ حبيبتك عشان عارفين أنت هتعمل إيه.. وحصل إنك ضربتني وهي قالتلي إن دا سبب عشان أنتقم منك و طلبت مني إني ألعب فـ فرامل العربية.. كانوا عاوزين يخلصوا منك…
تنفس جواد بـ حدة وتيقن أن هذا الأمر أكبر من مُجرد مُراهق أحمق ينتقم لكرامتهِ المهدورة.. نظر إلى حمزة العاقد لحاجبيهِ بـ عد فهم ليعود وينظر إلى المسجي أرضًا وتساءل بـ صوتٍ قاتل، حاد
-مين اللي طلب منك!
-أجاب سريعًا:أنا معرفش اسمها إيه.. بس هي واحدة يظهر إنها عارفة جاسر الصياد من زمان
-همس بـ صوتٍ خطير:كمل
-إبتلع ريقه وأكمل:قالت هي كمان عاوزة تنتقم من جاسر الصياد بس وعهد الله ما أعرف ليه.. بس كُل اللي أعرفه إن اسم واحد بيكره عيلة الصياد سمعته بـ الصُدفة…
إنحنى إليه جواد من جديد وجذبه من تلابيبهِ ثم عاجله بـ لكمة قوية لا تتناسب مع ضعفهِ وهدر بـ قسوة مُفزعة
-إنطق مين…
مسح الدماء عن شفاه المكدومة وهمس بـ خفوت مُرتعب
-سـ.. سليمان الهواري…
*************************************
"مش ناوي تقولي أنت مين!"
قرأ الرسالة النصية بـ إبتسامة ثم كتب رادًا عليها
"ليه مُصرة أوي كدا؟"
أتاه الرد بعد دقائق يتبعه رمز تعبيري يُعبر عن عبوسها
"مش عارفة.. بس عندي فضول"
ضحك يزن ثم كتب
"اممممم"
أتاه الرد عبارة عن رموز تعبيرية غاضبة ثم رسالة تُعبر عن غضبها يكاد يسمع صوت أصابعها تضرب شاشة هاتفها فـ تُحطمها
"مش بحب الكلمة دي وبلاش تقولها عشان بتعصبني"
ضحك أكثر ثم كتب لها مازحًا يتبعه رمز على هيئة قلب
"آسف"
إنتظر عدة لحظات ليجدها تكتب فـ إبتسم بـ دفئ لرسالتها المُستغيثة
"بُص أنا معرفكش بس محتاجة حد غريب أحكيله شوية عن حاجات مش هقدر أتكلم فيها مع أهلي.. تسمعني! "
ليرد عليها دون تفكير أو إطالة الوقت
"ولو الدُنيا كُلها مسمعتكيش.. أنا هسمعك.. يمكن ربنا خلقني عشان أسمعك وبس"
تأمل الرسالة ولم يندم على فحواها بينما هي تكتب
"مُمكن بلاش كلام زي دا!.. أنا خايفة"
حدق بـ عبوس بـ رسالتها وحينها أحس بـ الندم يضربه لذلك كتب مُجددًا
"إعتبري مقولتش حاجة.. وأه هسمعك"
ردت سريعًا
" تمام.. مُضطرة أقفل دلوقتي.. سلام.. وأه شُكرًا"
لم يرد وأغلق الهاتف ليسمع صوت دلوف رمزي من الخارج و إتجه ليجلس جواره
تساءل يزن دون إضاعة وقت
-عملت إيه!.. وشهاب فين!!
-أجاب رمزي دون مُماطلة:شهاب فـ شقة كاريمان لسه متحركش…
أومأ يزن ليُخفض رأسه بعدها وحك مُؤخرة عُنقهِ ثم تساءل بـ خفوت
-عرفت تجيب عنه حاجة…
لم يأته رد من رمزي لفترة طويلة ليرفع رأسه ويتساءل وهو مُقطب لجبينهِ
-فيه إيه يا رمزي!
-أخرج رمزي زفرة حارة وهتف:فيه إن الموضوع أكبر مما تتخيل.. بلاش تسمع أحسن
-تملكه القلق ليتساءل:فيه إيه!...
تنهد رمزي ثم مسح على خُصلاتهِ وأردف بـ نبرةٍ خافتة، حزينة
-شهاب مش ظابط يا يزن…
هربت الدماء من وجه يزن وتساءل بـ صوتٍ مبهوت، ضائع
-يعني إيه مش ظابط!
-هتف رمزي بـ ضيق:يعني شهاب بيلعب من زمان.. اللعبة كبيرة ومن قبل حتى معرفتك بيه
-مسح يزن وجه وقال بـ تعب:أنا مش فاهم حاجة…
ربت رمزي على ساقهِ وعلى الرغم من قساوة الحقيقة يجب عليه إخبارهِ ليعلم يزن من يواجه
-الموضوع إنتقام.. اللي ساعد شهاب إنه يكون ظابط ويضرب الورق لأ وكمان يغير نسبه لعيلة على أد حالها وافقت إنه يكون واحد منهم مُقابل مبلغ مادي كبير…
أخرج رمزي ورقة بالية و وضعها أمام يزن ولكنه لم يقربها فـ أكمل رمزي
-متسألش أنا جبت المعلومات دي منين.. لأن اللي جاي فعلًا هو صعب…
إضطر يزن لرفع رأسهِ إلى رمزي الذي أكمل بـ نبرةٍ مُبهمة وملامح صخرية
-حياة شهاب كُلها كدبة.. أمه مصرية اسمها نيرة وأبوه برضو مصري بس كانوا عايشين في أمريكا تحديدًا فـ هاواي.. بس الأب مش الأب البيولوجي.. دا هو اللي رباه مع أخوه التوأم…
مسح رمزي على وجههِ وأكمل
-شهاب هرب من أهله بـ مُساعدة واحد اسمه سليمان الهواري ومحدش عرف عنه حاجة.. وأشك إن اسمه الحقيقي شهاب.. الأم يا سيدي كانت متجوزة عُرفي لواحد شغال مع مافيا كبيرة فـ أمريكا…
إبتسم رمزي بـ تهكم ليقول بـ سُخرية
-طبعًا مش عاوز أقولك مين فـ مصر هو اللي واجه المافيا دي
-أداب يزن بـ آلية:جاسر الصياد
-صح.. شهاب عاوز ينتقم من جاسر الصياد لأنه بـ بساطة قتل أبوه
-هدر يزن بـ حدة:مين أبوه!
-أجاب رمزي بـ هدوء:إقرأ الورقة دي…
ثم تركه رمزي ورحل لتمتد يد يزن وعلى الرغم من الصدمة التي شلت حواسه فـ جعلته مُذبذب أو يعيش أحداث لا تخصه بـ النهاية ليلتقط الورقة البالية
كانت على ما يبدو رسالة كُتبت بـ عشوائية أو إعتراف من والدة شهاب المتوفاه.. كتبت عن لقاءها بـ والدهِ ونذالته.. محاوله لقتله هو و توأمه ولكنها هربت لتلتقي بـ ذلك الطبيب و تزوجته ليُصبح والديهما.. الحياة أعطتنا فُرصة لتعيش وحينما علمت أن والده الحقيقي مات شعرت بـ أنها تحررت وتشكر الله في كُل وقت لقاتلهِ وهو جاسر الصياد
وضع يزن أصابعه فوق شفتيهِ وحكها بـ توتر ثم أكمل قراءتها.. وبعدها إعترفت بـ والدهِ الحقيقي.. أدار الورقة ليجد ملحوظة أن تلك الرسالة لم تصل لصاحبها بل شخصًا آخر لم تُحدد هويته بعد
قرأ المُتبقي من الرسالة حتى وصل إلى اسم الوالد وقاله بـ صوتٍ مسموع
-مُصطفي الشهاوي!!!...