رواية ليالي رمضانية الفصل السادس والعشرون
التقط الشيخ أنفاسه وقال بصوت هادئ:
- الدنيا كالبحر ونحن فيها كالسفينة.. نحيا فيها حتى تنقلنا إلى بر الأمان.. تحملنا وتجرنا نحو مصيرنا الأبدي إما أن تأخذنا نحو الشاطئ أو تحملنا نحو المحيط الذي لا نهاية له وهناك لا مفر من الهلاك.. لو دخلت المياة بقدر صغير إلى السفينة ستصل لكنها ستتعرض إلى الخطر وكذلك لو دخلت المياة بقدر كبير إلى السفينة ستتعرض للغرق والهلاك.. كذلك نحن لو دخلت الدنيا قلوبنا وأصبحت أكبر همنا سنهلك لا محالة.. يجب أن نتذكر أن الدنيا ما هي إلا طريق للآخرة ولن نُخلد فيها أبدا.. الآخرة هي أبقى وأفضل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ»