رواية سهم الهوى الفصل الخامس و الثلاثون الخاتمة 3 بقلم سعاد محمد سلامه


 

رواية سهم الهوى الفصل الخامس و الثلاثون الخاتمة 3 بقلم سعاد محمد سلامه


بمنزل والدة جاسر 
أصعب شيء هو أن تهرب من مكان يحمل بين شِعابه ذكرياتك، لكن مجرد تواجدك به تشعر بـالاختناق، كأن الجدران تضيق عليك والمساحات التي كانت يومًا مأوى لأجمل لحظاتك أصبحت عبئًا ثقيلًا على روحك... وكأن الزمن توقف عند تلك الذكريات، لكنه أفرغها من الدفء، وترك لك صدى المشاعر التي كانت يومًا تملأ المكان، لتصبح مجرد ظلال باهتة تذكّرك بما فقدته... فتتحول الذكريات من ملجأ يحتضنك إلى قيود تربطك بالماضي، تعيدك قسرًا إلى لحظاتٍ ظننت أنك تجاوزتها، لكنها تعود بكل قوتها لتنهش قلبك، تهمس لك بأن بعض الأماكن لا تُنسى، بل تظل تسكنك مهما حاولت الهروب... 
قد  يصير الهروب الآن هو ملجأك الوحيد ليس لتنسي لكن لتمنح روحك فرصة للتنفس بعيدًا عن وطأة الذكريات، لتلملم شتاتك بعيدًا عن الجدران التي تحفظ همسات ماضيك، لتبحث عن مكان لا يذكرك بمن كنت، بل يساعدك على اكتشاف كيف يمكنك أن تكون... 
بالرحلة الأولى كُنت تبحث عن ذاتك والآن تود الهروب من ذاتك.. وكأنك عالق بين نقيضين بين ذاتٍ تحاول العثور عليها وذاتٍ تحاول التخلّص منها... تسير في طرقاتٍ ليست جديدة مازالت تحمل داخلك كل ما تحاول الهروب منه، فتدرك أن الهروب ليس في المسافات، بل في القدرة على التصالح مع ما كان، والمضي قدمًا دون أن تكون أسيرًا لعذاب من تسكُن بين كل شُريان بجسده، كأنها سهمً مسموم نزعهُ أقسي من نزفه، وكأن الألم ليس في الفقد ذاته، بل في آثاره التي تسري بجسدك كندبة لا تندمل... تحاول انتزاعها، لكنك تدرك أن بعض الجروح حين تُفتح من جديد، لا تُغلق بسهولة، بل تترك خلفها فراغًا أقسي ألمً. 

تنفس بقوة وهو يجذب تلك الحقيبة الصغيرة، هي نفسها تلك الحقيبة الذي سافر بها قبل سنوات، خرج من الغرفة، غص قلبه حين رأي والدته تجلس بالرُدهة تضع يدها فوق وجنتها عيناها كانتا تنظران نحو الأرض، شاردة، وكأنها تحمل ثقل العالم فوق كتفيها... توقف للحظة، راقبها بصمت، ثم زفر بقوة، محاولًا تهدئة ذلك الاضطراب العاصف داخله.

أرادت أن ترفع رأسها، أن تبتسم له كما تفعل دائمًا، لكنها لم تستطع. لم يكن الوداع الأول بينهما، لكنه كان الأكثر وجعًا.

تقدم نحوها، وضع الحقيبة أرضًا وجثا على ركبتيه أمامها، أمسك يدها بحنان، فارتعشت أصابعها بين يديه، همس بصوت مبحوح:
محتاج تدعيلي، زي كل مرة.

أغمضت عينيها بقوة، تخشى أن تنهار أمامه، ثم ضغطت على يده وهمست بصوت مرتعش:
دُعائي معك دايمًا... لكن، قول لي، امتى هترجع. 

أطبق جفنيه للحظة، ثم فتحهما وهو يبتسم نصف ابتسامة، لكنه لم يُجب... فهو نفسه لا يعلم متي يستطيع العودة. 

امتدت لحظات الصمت بينهما، ثقيلة كأنها دهر، بينما كان يحاول جاهدًا أن يحفظ ملامحها في ذاكرته، أن يملأ عينيه بصورة والدته قبل أن يبتلعه الغياب مرة أخرى.

ضغط على يدها، كأن لمسته وحدها تستطيع أن تزرع الطمأنينة في قلبها، لكنه كان يعلم أن القلق سيظل جاثمًا على صدرها حتى يعود.

قال أخيرًا، بصوت هادئ لكنه محمل بثقل مشاعره:
هترجعيني بدعواتك، زي كل قبل كده. 

رفعت رأسها أخيرًا، التقت عيناها بعينيه، فابتسمت رغم الوجع، وكأنها تحاول تصديقه، تصديق أن دعواتها وحدها قادرة على إعادته إليها سالمًا... رغم يقنها أنه عاد سابقًا فقط من أجل تاج. 

رفع يديها إلى شفتيه، قبلهما برفق، ثم وقف وسحب الحقيبة، استدار نحو الباب بخطوات بطيئة، وكأن كل خطوة تبعده عنها تمزق جزءًا من قلبه.... وحين وصل إلى العتبة، استدار مرة أخيرة، نظر إليها نظرة طويلة أخيرة، ثم غادر، تاركًا خلفه وعدًا غير منطوق... وأملًا لم يخذلها يومًا.

سريعًا نهضت خلفه، لكن توقفت على عتبة الشقة وهي ترا ذلك الموقف 
هالة تقف على بداية الدرج وهو ينزل بخطوات ثقيلة، حاول إحادة النظر لها لكن صوتها المُختنق بالدموع وهي تتحدث بندم: 
خوفت أوصل متأخر وتكون مشيت.. جيت عشان أقولك سامحني.

توقفت خطواته عند درجتين فقط منها لكنه لم ينظر لها... أصابعه قبضت على مقبض الحقيبة بقوة، وكأنها الشيء الوحيد الذي يبقيه ثابتًا.

ظلت هالة واقفة امامه، وجهها غارق في الدموع، نظراتها تتوسل إليه، تنتظر منه نظرة.. كلمة... إشارة، أي شيء يدل على أنه سمعها.

زفر ببطء، ثم قال بصوت هادئ لكنه خالٍ من أي مشاعر:
في حاجات، حتى لو سامحنا فيها مبتتنسيش.

بتلقائية منها صعدت الدرجتين ورفعت يديها عانقته وهي تبكي،لوهله حَن قلبه وكاد يحتضنها لكن تذكر أن آخر سهم إخترق كان منها... ربما لو ظل ذلك الجنين بأحشاء تاج كان إختفي ذلك الألم المُضني الذي يشعر به، برفق أبعد يديها عنه وغادر، بينما هالة
رفعت يدها إلى فمها، تخنق شهقة كادت تفلت منها، بينما كان هو يكمل طريقه، يختفي تدريجيًا عن نظرها، تاركًا خلفه قلبًا مثقلًا بالندم... وقلبًا آخر لا يريد أن يلتفت للماضي بعد الآن.

تراجعت هالة خطوة للخلف، كأن كلماته ضربتها في الصميم... لم تتوقع أن يكون بهذه القسوة، لكنها أدركت أن الألم الذي سببته له لم يكن شيئًا يمكن محوه ببساطة.

وقفت والدته عند الباب، تراقب المشهد بصمت، قلبها ينقبض لرؤية ابنها يرحل بهذا الثقل في صدره....  تعرف تفاصيل ما حدث بسبب هالة، لكنها رأت الألم في عينيه، ورأت الندم في عينيها.

هالة مسحت دموعها بسرعة، ثم همست بصوت ضعيف، سمعه بوضوح:
أنا مش عايزاك تنسى... لأني مستحقش تسامحني، جيت عشان أقولك آسفة بس عارفة ان الآسف مش كفاية. 

وصله صوتها الباكي ونبرة الندم، لكن لم يُبالي ومضى في طريقه، دون أن ينظر خلفه.

عادت والدته إلى الداخل، أغلقت الباب بهدوء، بعدما دخلت هالة، استندت عليه للحظة، وكأنها تحاول استيعاب كل ما حدث... التفتت لهالة التي كانت لا تزال واقفة في مكانها، ثم قالت بحزن:
بتمشي الناس من حياتكِ بسهولة، بس الرجوع مش بنفس السهولة، يا بنتي.

لم ترد هالة، فقط أغمضت عينيها بقوة، تدرك أن الخسارة التي تجرعتها اليوم... أقسي خسارة بحياتها. 
❈-❈-❈
بالطائرة 
بينما كانت الطائرة تستعد للإقلاع، ظل جاسر يُحدق عبر النافذة، عينيه تائهتان في الأفق البعيد... ذلك الفناء الواسع الذي يراه أمامه لم يكن مجرد مدرج طيران، بل مساحة ممتدة من الأفكار المتشابكة والذكريات التي تطارده.

تنفس بعمق، محاولًا تهدئة نبضات قلبه التي تسارعت بلا سبب واضح... أغمض عينيه للحظات، مستسلمًا لثُقل الأفكار، قبل أن يُفتح حين سمع: 
من فضلك ممكن نبدل فى الأماكن أنا بحب أقعد جنب شباك الطيارة، عشان بحب منظر السحاب و... 

فتح جاسر عينيه ببطء كأن ذلك الصوت كان يتردد براسه ليس حقيقة يخشي أن يفتح عيناه على سراب، لكن إتسعت عيناه حين خفق قلبه بتسارع وهو يرا تلك البسمة على شفاه تلك الواقفه، وأستطردت حديثها بنبرة أخري نبرة عشق وهي تُخبره بـإشتياق: 
وحشتني يا جاسر. 

تجمد للحظة، وكأن العالم من حوله فقد صوته، لم يبقَ سوى صوتها يتردد في أذنيه... نظر إليها مطولًا، وكأنه غير مصدق لما يسمع ويرى...تاج تقف أمامه بابتسامتها التي لم تتغير، بعينيها اللتين طالما غرق فيهن، وبذلك الشوق الذي لم تستطع إخفاءه حتى وسط الزحام.

ازدرد ريقه، محاولًا استجماع كلماته، لكنه لم يجد سوى اسمها يخرج من بين شفتيه بصوت مبحوح:
"تاج الياسمين... حبيبتي" 

ابتسمت أكثر، وكأنها كانت تنتظر سماع اسمها بصوته... ثم تدللت قائلة: 
هتسيبنيي واقفه كده فى الممر الطيارة قربت...  وقف سريعًا غير مُهتم بوجود أحد جذبها يضمها بقوة، بادلته العناق وهي مُبتسمه، ثم قالت بهمس: 
جاسر إحنا فى الطيارة والرُكاب بداوا يبصوا علينا، بصعوبه ترك عناقها، أفسح لها المكان حتي جلست  جلس بجانبها،إبتسم  حين وضعت تلك الحقيبة الصغيرة على قدميها قبل أن تميل نحوه قليلًا وتهمس:
"مش قولتلك قبل كده إنك مش هتعرف تهرب مني".

إبتسم وهو يضمها لصدره قبل رأسها يتذكر متي قالت تلك الجملة قائلًا: 
مكنتيش وهم يا تاج إنتِ كنتِ جانبي ليلة ما كنت محموم. 

إبتسمت برقة تومئ برأسها تتذكر تلك الليلة

[بالعودة لليلة المرض] 
كانت تاج بحالة حزينه وهي تتذكر تنازل جاسر لها عن تلك الاسهم، تلوم قلبها على أنها مازالت تُحب جاسر، جاسر الذي إختصر حكايتهما فى قيمة تلك الأسهُم، هي لم تكُن تودها بل ودت أن يقول لها" أُحبك" لنعود ونبدأ من بداية قصتنا وننسي كل ذلك الفُراق كآنه لم يحدث، لكن هو ظن كعادته أنها تخلت عنه مقابل تلك الأشياء المادية... بوسط ذلك الضنين بقلبها صدح رنين هاتفها، جذبت الهاتف ونظرت له، تفاجئت بمن تتصل عليها همست بذهول: 
مامة جاسر... أول مرة تتصل عليا من سنين. 

بقلق تمكن من قلبها نحت التردُد والإندهاش وقامت بالرد عليها، لم يكُن هنالك مُقدمات بل تفوهت والدة جاسر بلهفة وقلق:
تاج جاسر مريض.

لم تنتظر وازاحت عنها الدثار ونهضت شغرت ببعض الألم فى جسدها الذي لم يُشفي بالكامل، فى ظرف دقائق كانت تطرق باب منزل والدة جاسر، التى فتحت  لها تحدثت تاج بإندفاع جاسر. 

أشارت لها بيدها نحو غرفته، دلفت مباشرة الى الغرفة وسط ذلك الضوء الخافت  الغرفة، كان جسد جاسر يحترق بالحمى، يتلوى بين وعيٍ وهذيان... أنفاسه ثقيلة، وقطرات العرق تبلل جبينه... حاول أن يفتح عينيه، لكنه لم يستطع، كل شيء كان ضبابيًا، مختلطًا بأصوات مشوشة.

لكن بين تلك الفوضى، كان هناك شيء ثابت… لمسة باردة على جبينه، يد ناعمة تهدّئ ارتعاشه، وصوت همس بالكاد وصل إليه:
جاسر… أنا هنا.

حاول أن يستوعب، أن يميّز الصوت… كان مألوفًا، قريبًا، دافئًا بطريقة لم يكن يتوقعها... حاول أن ينطق اسمها، لكن صوته خانه، ولم يخرج سوى همهمة ضعيفة... شعر بحركة خفيفة بجانبه، ثم بقطعة قماش مبللة تُمسح على وجهه، تُطفئ لهيب الحمى قليلًا وصوت دافئ يقول: 
هتكون كويس، بس لازم تهدى.

عقله يُخبره أنها تاج… لا مجال للشك.

حتى وسط الهذيان، حتى وهو يغرق في الحرارة التي تسلبه إدراكه، عرف أنها هي... لم تتركه، لم تتردد في البقاء بجانبه رغم كل شيء... قبل أن يغرق مجددًا في غيبوبة الحمى، لم يكن آخر شيء شعر به هو الألم… بل دفء لمسة يديها، وراحة وجودها قربه.

ظلت الى جواره حتى الصباح، دخلت والدة جاسر تنظر الى تاج التي وضعت يدها فوق جبين جاسر تنهدت براحة  قائلة: 
السخونية تقريبًا راحت ونام. 

نظرت لها لاول مرة تشعر بالندم، رؤيتها لملامح تاج وقت دخولها واضحة، تاج تعشق جاسر مثلها وأكثر، لكن هي إستسلمت لضغائن هالة وعاملتها بإزدراء رغم ذلك تاج لم  تُسئ لها، كل ما فعلته كانت تحاول تجنبها فقط، وهي تعتقد أن ذلك كان تعالي من تاج، لكن لحظة وضحت الحقيقة كانت تتعمد من زاوية واحدة،زاوية الغضب والحقد التى غرستها  هالة إبنتها  بقلبها، لكن هنالك حقيقة أخري واضخة بيانً أنامعا 
تقدمت ببطء، ثم جلست على طؤف الفراش بالقرب منهما، مترددة للحظات قبل أن تقول بصوت خافت، لكنه محمل بالكثير:
سهرانه طول الليل. 

رفعت تاج عينيها إليها، وكأنها تفكر في كيفية الرد وأختارت الصمت

تعمدت تأمل ملامح وجهها، لم يكن فيه غرور أو تعالٍ كما اعتقدت سابقًا، بل كان مليئًا بالقلق والحب الصادق... شعرت بأن جدارًا داخليًا بدأ في التصدع، لكنها لم تكن مستعدة للاعتراف بعد.
تحدثت بهدوء: 
جاسر شكله مرتاح، يمكن عشان إنتي هنا.

قالتها، ثم مدت يدها لتعدل الغطاء فوق جسد جاسر، وكأنها تعترف، ولو بصمت، بأنها أخطأت.

تنهدت تاج  وهي تنظر الى جاسر الغافي ونهضت غصبً حين صدح رنين هاتفها، جذبت حقيبتها من على الارض  وأخرجت الهاتف، سُرعان ما نظرت اليه ثم نظرت الى والدة جاسر مُبررة: 
ده فراس هطلع أكلمه بره عشان مقلقش جاسر. 

أومأت لها برأسها، حتى أنها خرجت خلفها توقفت والدة جاسر في مكانها، تراقب تاج التي كانت تتحدث بجدية مع فراس، نبرتها حاسمة لا تحتمل جدالًا... لم تكن مضطرة للبقاء، لم يكن أحد سيحاسبها لو رحلت، لكنها اختارت البقاء بجانب جاسر، رغم كل شيء.

قطبت حاجبيها وهي تستمع إلى بقية حديثها:
مش مهم أي حاجة دلوقتي غير جاسر، مش هسيبه وهو تعبان، فـ بلاش تحاول تقنعني، قراري نهائي.

صمتت للحظات، ثم زفرت بضيق، وكأن فراس كان يصر على رأيه، لكنها ردت بحزم:
قولت اللي عندي، خليني أقفل دلوقتي.

أنهت المكالمة وأخفضت الهاتف، ثم وضعت يدها على جبهتها بإرهاق... كانت تبدو مرهقة، لكن عينيها تحملان عزيمة لا تنكسر.

لم تستطع والدة جاسر منع نفسها من التقدم نحوها، قائلة بنبرة أكثر لينًا هذه المرة:
هتسبتي سفرك عشانه. 

رفعت تاج عينيها إليها، لثانية بدا وكأنها تفكر في إجابة دبلوماسية، لكنها في النهاية لم تحاول التهرب:
أيوه... مش هرتاح وأنا سايباها كده.

راقبتها بصمت، للحظات لأول مرة منذ زمن، لكت عاد رنين هاتف تاج، نظر الأثنين الى الهاتف... اغلقت تاج الهاتف، بينما تفوهت والدة جاسر: 
واضح إن الأمر مهم، رُدي عليه يا تاج، وبلاش تترددي.

ردت تاج بتلقائية:
أنا مش مُترددة يا طنط اهم حاجه عندي صحة جاسر  .. وأي حاجه تانية  تتعوض أو إنشاله ما إتعوضت. 

ندم أكبر يغزو قلب والدة جاسر، كيف لم ترا ذلك سابقًا، ساهمت بطريقة غير مباشرة بعذاب قلب جاسر مع تاج... 
ظنًا أنها لا تُحبه وتخلت عنه وتركته وقبل ذلك تسببت فى الأذي لـ هالة. 

تركتها تاح وعادت الى غرفة جاسر، جلست جواره فى صمت... بينما جلست والدة جاسر  بالردهة تزم نفسها... دقائق وسمعت جرس المنزل، نهضت تفتح نظرت الى فراس الواقف أمامها، رحبت به وهو تقبل ذلك بود منها ثم دلف سائلًا: 
تاج فين. 

أجابته وهي تُشير نحو تلك الغرفة: 
تاج مع جاسر جوه فى الاوضة. 

توجه الى نحو الغرفه تنحنح نظرت له تاج بغضب واشارت له بالصمت،ونهضت تسحبه من يده الى ان خرجا من الغرفة نظرت له بغضب قائلة:
قولتلك اجل السفر.

تنهدت فراس بتصميم قائلًا:
تاج أنا جهزت كل حاجه فى لندن ولازم نسافر إنتِ عارفة النظام هناك صارم مش هنا.

تنهدت تاج بتأفف:
مش مهم...مش هسافر وجاسر...

فهمت والدة جاسر ان هنالك أمر هام ولابد من سفر تاج...تفهمت ذلك وأقتربت منهما قائلة:
انا آسفه مش تدخل مني،بس واضح الامر هام،جاسر بقي بخير يا تاج،سافري ومتقلقيش عليه.

-مستحيل.  
قالتها تاج فإبتسمت والدة جاسر، وهي تُربت على كتفها وفراس يحاول إقناعها بالسفر طالما تحسنت حالة جاسر لكن تصميم تاج، بصعوبة أقنعتها والدة جاسر، تنهدت بموافقة مُرغمة قاىلة لـ والدة جاسر: 
أرجوكِ يا طنط  هتصل عليكِ إبقي ردي عليا وطمنيني على جاسر. 

إبتسمت لها  ولرجائها بالتأكيد ستظن أنها ستعود لجفائها القديم، لكن هي وعدتها وبالفعل سافرت تاج وعقلها وقلبها مع جاسر، وصدقت والدة جاسر  وتبدلت معاملتها مع تاج أصبحت لطيفة. 

عادت تاج  تنظر إلى جاسر حين شعرب به يضمها كأنها كنزه الثمين الذي يخشى أن يفقده..د شعرت بحرارة أنفاسه تلامس جبينها، وذراعيه تحيطان بها بحماية كانت تفتقدها من قبل... لم تقل شيئًا، فقط أغمضت عينيها للحظة، متذوقة ذلك الشعور المُميز الذي يتسلل إلى قلبها، مزيج من الأمان  الشوق والإحتواء.

همس جاسر بصوت خافت، لكنه كان كفيلًا بجعل قلبها يضطرب:
"تاج الياسمين" 

رفعت رأسها لتنظر إليه، إلى عينيه اللتين تفيضان بوهجٍ دافئ، كأنهما مرآة لمشاعره التي لم يعد يحاول إخفاءها...  في نظراته وعدٌ صامت، واعترافٌ غير منطوق، لكنه أكثر وقعًا من ألف كلمة.

حاولت تاج أن تحافظ على هدوئها، أن تتمسك بذلك الجدار الذي شيدته بينهما، لكنها شعرت به يتصدع أمام احتوائه لها... 
مدّ يده يرفع خصلة من شعرها أبعدها  عن وجهها، ثم همس من جديد، بصوتٍ خافت لكنه كان كالسحر الذي اخترق دفاعاتها:
ما تروحيش مني تاني، تاج.

تعلقت أنفاسها، وتعلقت عيناها بعينيه، لكن الكلمات ظلت عالقة بين شفتيهما...يكفي ذلك الدفئ بقلبيهما.  
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
هُنالك بشر فُقدان المال لديهم أصعب من فقدان الأبناء 
ها هي تسمع صافرة إنهاء تلك المُحادثة الهاتفية التى صدمتها بأن ذلك التى تبادلت معه بأسهمها بالشركة وليس هذا فقط بل أعطته ما كانت تمتلكه من أرصدة فى البنوك، أصبحت مُجردة من كل ذلك، فى مقابل خدعة، خدعها ذلك النصاب الذي نسج لها الفخ بإحكام، مدينة سكنية كاملة جاهزة على بيع الوحدات وجاهزة لتحقيق أرباح خيالية، لكن كل ذلك لم يكن سوى سراب... شعرت ببرودة تسري في أوصالها، وكأن الحياة انتزعت منها دفعة واحدة... لم تكن مجرد خسارة مالية، بل كانت ضربة في صميم كيانها، في قدرتها على قراءة الأشخاص، في ثقتها بنفسها... 
كيف لم تلاحظ؟ كيف لم تشك للحظة أن هذا كله كان مجرد خدعة مُحكمة؟ كانت تُردد دائمًا أن المال لا يُعوض، لكنه اليوم ذهب مع كرامتها، مع سنوات من الجهد والتخطيط. ضغطت على هاتفها بعصبية، عيناها مسمرة على الشاشة وكأنها تأمل أن يظهر اسمه مجددًا، أن يرد عليها، أن يُبرر، أن يُعيد إليها شيئًا مما فقدته... 
لكن الهاتف كان يرد بالصمت القاتل، ألقته على طول ذراعها فخبط بتلك المرآة التى تناثر زجاجها على ألارض
في كل مكان، تمامًا كما تناثرت أحلامها، كما تبعثر كل ما ظنت أنه ثابت في حياتها..  حدقت في شظايا المرآة الملقاة على الأرض، فرأت انعكاس وجهها المرتجف، وعينيها المتسعتين بصدمة لا تزال تعصف بها... شعرت بوخزة في كفها، نظرت لتجد قطرة دم تنزلق ببطء على بشرتها، لكن الألم الجسدي كان تافهًا أمام الطعنة التي تلقتها في كرامتها. جلست على الأرض وسط الفوضى، ويداها تتشابكان في شعرها كما لو كانت تحاول أن تستعيد توازنها المفقود... تلوم ذاتها بهذيان: 
كيف سمحت لهذا أن يحدث؟ كيف كنتُ بهذه السذاجة...
تمتمت بصوت مبحوح، بينما عقلها يستعيد المشاهد الأخيرة معه، كلماته الناعمة، وعوده المُحكمة، الخطط التي بدت مثالية، وكيف سحبها إلى فخ لا مخرج منه.

لكن لا... لا يُمكن أن ينتهي الأمر هكذا. لن تكون ضحية سهلة. مسحت دموعها بعنف، نهضت ببطء، وألقت نظرة أخيرة على الشظايا المتناثرة حولها إلتقطت هاتفها قبل أن تخطو بحزم خارج الغرفة...نظرت الى هاتفها الذي تهشمت شاشته لكنه مازال، يعمل، قامت بإتصال على أمل ان تجد مخرجً... 
بالفعل أتاها الرد، حدثته بطريقة هجومية: 
إنت المحامي بتاعي، شوفلي حل في الكارثة اللي أنا فيها.

قالتها بصوت مرتجف لكنه مغطى بغلاف من الغضب، كأنها تحاول أن تتمسك بما تبقى لها من قوة.
جاءها صوته هادئًا لكنه متوجسًا: 
للآسف زي ما قولتلك إنتِ وقعتي فى فخ كبير، أرض المدينة السكنيه، أرض مملوكة للحكومة والمجرم قام بالسطو عليها بوضع اليد وفكر برشوة بعض الموظفين إن كده بقت ملكه بشكل قانوني وبنى عليها المدينة السكنيه، بس يظهر إختلف مع بعض الموظفين فقام بتحريك الحكومة ودخله فى نزاع مع الحكومة وإتحولت القضية للمحاكم المُختصة وإتحكم فيها، وهو قدم أكتر من إستىناف، وكان واضح إنه هيخسر القضية والمدينة هترجع للدولة، وفى الفترة دي للآسف قدر يقنعك، ومعرفش إزاي قدر يخدعك بسهولة. 

قبضت على الهاتف بقوة، وكأنها تحاول انتزاع إجابة مرضية، تفوهت بتعاسة: 
يعنى اللي حصل إن كل حاجة راحت! الأسهم، الأرصدة، المدينة السكنية... كل حاجة كانت باسمي، كل حاجة وثقت فيها... كانت خدعة! أنا اتنصب عليا. 

ساد صمت للحظات، ثم جاء صوته أكثر جدية: "للآسف ده اللى حصل. 

مررت يدها على جبينها في إحباط، تبحث في ذاكرتها عن أي ثغرة، عن أي شيء قد ينقذها من هذا المستنقع، ثم تمتمت: 
إزاي كل حاجة كانت قانونية على الورق... لكن الورق نفسه مزور، أنا متأكدة، بس ماعنديش دليل واضح! لازم تلاقيلي مخرج، لازم أرجع حقي. 

أطلق المحامي زفرة طويلة قبل أن يقول بجدية:
إسمعيني... الموضوع ده مش سهل، بس في حلول. لازم تقابلي حد مختص في الجرائم المالية، ولازم نتحرك بسرعة قبل ما يختفي النصاب ده من على وش الأرض."

ضغطت بأسنانها على شفتيها، إحساس المرارة يملأ حلقها: 
أنا مش هستسلم... حتى لو كانت معركة طويلة، أنا اللي هكسبها. 

والمحامي يخشي قول الحقيقه التي تحاول رفضها، أن الامل فى ذلك معدوم، وأنها فقدت كُل ما باعت من أجلهُ مبادئها وقبل من ذلك شرفها التي دنسته وفى النهايه ها هي الآن يصرخ عقلها وهي تشعر أنها إفتضح أمرها وأصبحت عارية على مرأى الجميع. 

صرخ عقلها تهزي وهي تضم يديها حول جسدها كآنها تستر بهما وهي تلوم وتزم فى تاج، لكن فجأة ضحكت بهستريا كأنها فقدت عقلها 
❈-❈-❈
بقاعة كبيرة وفخمة
أصبح الحِلم حقيقة، ها هو العدد الاول من تلك الجريدة  الهزلية يصدُر، ويحظي بصدى واسع
كذالك نشاط كبير للموقع الاليكتروني الخاص بالجريدة  ومشاهدات عالية، نجاح غير متوقع لـ آسر نفسه، تبسم لـ أمينة التى تُصفق له لمعت عيناه بوميض خاص 
في تلك اللحظة، شعر  بانتصار لم يذقه من قبل... وسط تصفيق أمينة، وتدافع التهاني من حوله، كان عقله يعيد شريط الأيام التي قضاها في التخطيط والعمل... لم يكن يتخيل أن هذا المشروع، الذي بدأ كفكرة ساخرة، سيتحول إلى صرخة مدوية تصل إلى هذا الجمهور الواسع... رمق أمينة بنظرة امتنان، عيناه تلمعان بذلك البريق الذي يسبق الإلهام، لكنه لم يسمح لنفسه بالغرق في لحظة النشوة...  يُدرك أن النجاح الأول ليس سوى بداية، وأن الحفاظ عليه سيكون التحدي الحقيقي.

اقترب منها هامسًا وسط الضجيج:
بدأنا للتو.. 

ارتفع حاجباه بثقة، بينما كانت أمينة تواصل تصفيقها، تشاركه الشعور بالنصر، لكنها تعلم جيدًا أن مع كل نجاح، هناك بداية لخطوة أكبر. 
❈-❈-❈

بـ إسبانيا… في أحد الفنادق الفخمة

فتح جاسر عينيه ببطء،  شعر بضغط خفيف على ذراعه، فحول نظره إلى تلك التي تُعطيه ظهرها، ما زالت غافية فوق يده، أنفاسها منتظمة كنسيم هادئ.

لم يحرك ساكنًا، فقط تأمل خصلات شعرها المبعثرة على الوسادة، وكتفها العاري الذي تسلل الغطاء عنه قليلًا. للحظة، شعر بانبساط خ في صدره… وهو مُستلقيًا جوارها 

حاول سحب يده ببطء حتى لا يوقظها، لكن مع أقل حركة، تمتمت بشيء غير مفهوم وهي تتشبث به أكثر، وكأنها تبحث عن الأمان بين ذراعيه حتى في غفوتها... تبسم بإستمتاع وإقترب منها أكثر يضمها بين يديه يُقربها لصدره واضعًا قُبلة رقيقة فوق كتفها العاري. 

همهمت تاج مُستمتعة بذلك وبذلك الدفئ
إستمتع استجابتها الناعسة، تلك الهمهمة الرقيقة التي بدت وكأنها اعتراف ضمني بقبولها قربه.. شعر بارتعاشة خفيفة تحت شفتيه، فابتسم بخفوت، مستمتعًا بتلك اللحظة التي بدا وكأن الزمن توقف فيها، لا شيء موجود سوى دفء جسدها الذي ينسجم مع أنفاسه... حرك أصابعه ببطء، يمررها على ذراعها العاري، يتلذذ بملمس بشرتها المخملية. لم يكن يريد إيقاظها، لكنه أيضًا لم يكن قادرًا على منع نفسه من استغلال تلك الثواني التي يبدو فيها أنها ملكه تمامًا، بلا حواجز، بلا كلمات، فقط شعور رقيق يُلامس روحه قبل جسده.

أحكم ذراعيه حولها أكثر، يدفن وجهه في خصلاتها الناعمة، يغمض عينيه مستسلمًا لذلك الإحساس الذي يتدفق داخله... لم يكن يريد أكثر، فقط أن تبقى هنا، قريبة منه، حيث ينتمي قلبه حتى لو لم تعترف بذلك بعد.

شعرت تاج بذلك الاحتواء، فتنهدت بعمق، وكأنها تطمئن لوجوده، ثم تمتمت بكلمات غير واضحة، قبل أن تتحرك قليلًا بحثًا عن وضعية أكثر راحة بين ذراعيه.

ابتسم جاسر، متابعًا كل حركة صغيرة منها كأنها لغز يحاول فك شيفرته. مرر أنامله فوق ظهرها برقة، وكأنه يحاول طمأنتها أكثر دون أن يُفسد غفوتها... لكنها، رغم سباتها، كانت تستشعر لمسته الجريئة.. تسلل بعض الخدر اللذيذ في أوصالها جعلها تتململ قليلًا، قبل أن تفتح عينيها بتثاقل.

للحظات، لتستوعب موقفها، تشعر بالدفء تنهدت قائلة بتحذير : 
جاسر 

إبتسم جاسر هامسًا: 
صباح الخير، "فارستي".
همس بصوته الأجش بجانب أذنها، نغمة صوته المبحوحة من أثر النوم تسللت لعقلها كالتيار، فأغمضت عينيها للحظة قبل أن تهمس بتلعثم:
صباح الخير

لكن قبل أن تفكر في قول شيء آخر، شعرت به يُضيق ذراعيه حولها أكثر، لتجد نفسها محاصرة بينه وبين صدره الدافئ. وكأنها سجينة بينهما... إبتسمت بصفاء، وإستدارت بوجهها له، تنظر الى ملامحه 
رفع جاسر رأسه قليلًا، وعيناه تجولان في ملامحها، وكأنه يحاول حفظ كل تفصيلة منها. مرّر أنامله ببطء على وجنتها، ثم وضع قُبلة على جانب شفتيها... وابتسم ابتسامة صغيرة قبل أن يهمس: 
صباح تاج الياسمين. 

حاولت تاج التظاهر بالتماسك، لكنها شعرت أن وجهها يُحترق، فعضت شفتها دون أن تجيبه حاولت الفكاك من حصار يديه... ضحك بخفوت، ثم اقترب أكثر حتى كاد أنفاسه تلامس شفتيها، وهمس بصوته المبحوح:
أنا مش ناوي أسيبك تفلتي، فبلاش تحاولي تهربي.

إبتسمت وهي ترل  نظرة  عيناه الصادقة تشدها إليه كأنها مغناطيس... ابتلعت ريقها  وهمست بصوتٍ خفيض:
وأنا مستحيل أهرب منك. 

رفع حاجبًا وكأنّه يختبر صدقها، ثم فجأة، وبحركة سريعة، انقلب بها ليجعلها تحته، مُحاصرًا إياها بجسده... شهقت تاج، رفعت يديها تُعانق بهما عُنقه، تحولت ابتسامته الماكرة، هامسً بشغف: 
إنتِ متأكدة

لم تجد ما ترد به، فأغمضت عينيها للحظة تستجمع شتات نفسها، لكنها شعرت بأنفاسه تقترب أكثر، وكلماته تتسلل كهمس دافئ:
إنتِ فارستي… وسهم الهوى اللي صابني. 

إبتسمت بدلال وهي تُمسد على عُنقه باناملها قائلة: 
على فكرة لازم نرجع مصر فى أقرب وقت، خلاص فايا وصهيب زفافهم آخر الشهر، كمان خطوبة فِراس. 

إبتسم لها وإدعي العبوس قائلًا: 
بصراحة بفكر نفضل هنا بعيد لوحدنا. 

ضحكت وهي تُمسد بخفة على صدره قائلة:
ـبطل دلع بقى، إحنا هنا شبة فى منفى لوحدنا. 

ثقل عليها  أكثر، يُحاصرها بجسده ، وعيناه تتأملان ملامحها العاشقة قبل أن يهمس بمكر:
ـ وإيه المشكلة  منفى جميل؟! منفى أنا وإنتِ وبس. 

تنهدت بتسليم، لكنها رفعت حاجبها بمكر مماثل:
ـ يعني إنت ناسي إن "تاج فريد مدين" عليها التزامات... المزرعة، الشركة، العيلة…

ضحك بخفوت وهو يلامس أنفها بأنفه:
ـ مش ناسي… بس بردو مش ناسي إن "تاج فريد مدين"  مراتي، ولازم أكون أكتر شخص تهتم بيه وبس.

ابتسمت وهي تُمسد على وجنته، ثم همست برقة:
طيب نرجع مصر، وبعدها أشوف ههتم بيك  إزاي.

تنهّد بعبث مستسلمًا، لكن تخابث بثُقل جسده فوقها، شدها أكثر تحت وطأة جسده، يراقب ملامحها التي توهجت بالاعتياد على لخظات جنونه، ثم همس بصوت أجش، يعبث بصبرها:
مش مستعجل، بس عايز أعرف.. هتهتمي بيا إزاي. 

حاولت أن تتحرر قليلًا من حصاره، لكن يده كانت أسرع، تُحكم قبضتها على خصرها، لتستسلم، قائلة بمرح:
جاسر... كفايه  دلع بقي. 

ضحك بخفوت وهو يلامس طرف شفتيها بأنامله:
إنتِ مش فاهمة.. أنا مش بدلع، أنا بس بطالب بحقوقي، ولا نسيتِ إنك مراتي دلوقتي. 

أغمضت عينيها للحظة، تتنفس بعمق قبل أن تفتحها وتغمز بمكر، تدفعه عنها برفق وهي تنهض:
مراتك اللي لازم تفكر معاها في تجهيزات فرح أختها، وخطوبة أخوها، بدل ما تفكر في حقوقك وبس. 

ضحك بإستمتاع وصفو وهو يأثرها بغمرة مشاعرهُ التى تحررت وأجبرت مشاعرها هي الاخري على التحرُر، بعد وقت 
فتحت عينيها ببطء، ووجدته يُحدّق بها بنظرة جعلت قلبها يغمره الدفئ... لم تستطع النطق، فقط اكتفت بالنظر إليه… تشعر بنبضات قلبه فوق قلبها الذي لم يعد لها وحدها مُنذ أن تعرفت على ذلك الصبي الذي علمها ليس فقط الفروسية بل مبادئ العشق. 
تعليقات



×