رواية احيت قلب الجبل الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ياسمين محمد


    رواية احيت قلب الجبل الفصل السادس والأربعون  بقلم ياسمين محمد


بين مد وجزر اخذت افكاره تأرجحه ..يزفر حانقا لما فعله بندم ..وبعد لحظات كلما تذكر ..تذكرها ..يتنهد كالبركان يشتهي المزيد من الحرائق ..الضمير مايزال مستيقظا ..يؤنبه ..والقلب مازال عاشقا ..يؤلمه ..والعقل توقف تماما ،عند رنين هاتف واجابة منه ..مكالمة من الطبيب الخاص بحالة جدته ..

: دكتور حمزة ..الحالة جالها نزيف مفاجئ في المخ ولازم تدخل العمليات فورا ..

لفظها الطبيب بنبرة صوت اخبارية متسارعة ..ليتلقاها هو بصدى بطئ ..متكرر وكأن اشخاص عدة تخبره به من جميع الجهات ..كانت تجري افكاره مندفعة في اتجاه واحد ..الآن تشتت ..تبعثرت ..تناثرت يكتسحها الندم .. وسؤال يطرح نفسه داخله ..( هل هذا هو العقاب ؟ ..هل هي عقاب فعلته ؟) ..ضيق عينيه بانزعاج وغضب ليس من احد سواه ..ضيق ما يجثم فوق صدره ..وخوف ..

: انا جاي حالا ..دخلوها..

_________________________

بانحناء مخزي ..وقهر يقسم ظهره دخل المنزل بخطوات كسيحة ..يملئ الرماد ما بين يديه ووجهه ..حالته يرثى لها ..استقامت فاطمة من حديقة المنزل تتجه اليه متحدثة بلهفة و حزن تتبعها حور ..

: ايه اللي حصل يا ولدي ؟ حد جراله حاجه ..؟

جلس على مقعد خشبي ما يطلق آه متعبه ..ذاب لها قلب الواقفة خلفهم تنظر له بألم وصمت ..استند برأسه إلى الوراء يتحدث بانهاك مغمض العينين ..

: لا ماحدش جراله حاجه ..بس هيجرى ..هيفتحوا بوقهم لما يجوعوا وما يلاقوش اللي يسد جوعهم ..

بحزن وحسرة نظرت إليه فاطمة تندب حظهم 

: انت اللي عملت كده ..

اعتدل برأسه ينظر إلى المتحدث بتعجب ..ليكمل اسماعيل بلوم قاسي 

: انت اللي جلبت لينا المصايب دي بسبب طمعك في وليه واكل مال يتيم ..كنا مستنين ايه ..ربنا يسيبنا نتمادى في الظلم ونتمرمغوا في حق مش حقنا ؟

استقام من مكانه كمن لدغه عقرب يصرخ ماسكا بتلابيب عبائة اخيه يهزه بعنف قائلا 

: انا ما اكلتش مال حد ..انا كنت بحافظ على ورث اجدادنا ..كنت عايزني اسيبهولها تضيعوا هي واخوها الخواجة ..انا ما عملتش حاجه غير اني حافظت على املاكنا ما عملتش حاجه ..

: لاء عملت ياسالم ..مش اكلاكنا انت اخدت حقها منها بالغصب واتجوزتها بالغصب بعد ما هددتها بالفيديو اللي صورتهولها وانت معاها عشان تمضيلك التنازل عن الورث ،يا اخي ملعون ابو الورث والقرابة والدم اللي يخلينا نفكر كده ..

بحدة رد عليه اسماعيل ..على مرأى ومسمع من قلب مازال يخفق " حلاوة روح" .. وأخرى تضع يديها على فمها شاهقة تقف بشرفة غرفتها تشاهدهم بعيون مصدومة ..وفاطمة تلطم خديها مما تتلقاه على مسامعها كالرصاصات ..

دفعه سالم بعنف يلكزه بصدره بقسوة متحدثا بسخرية وغضب ..

: بقيت دلوقت انا الشيطان وانت الملاك البرئ الطاهر اللي ما عملش حاجه ها ؟ ايش حال ماكنا طبخينها سوا يا اخوي وبموافقتك على كل حاجه ..

غامت عيني اسماعيل بحزن وندم ..يذدرد ريقه بغصة مؤلمه وبنبرة اخف غضبا رد بحدة ..

: معاك حق ..انا خططت معاك ايوة ..بس عند التنفيذ مااقدرتش ..ما قدرتش اجي على لحمي وعرضي وانفذ ..وما قدرتش كمان امنعك عنها ياسالم ..انا مابقدرش ابص لنفسي في المراية يا اخوي ياكبير ..ياللي خلعت توب رجولتك وعريت عرضك عشان الفلوس ..

ثلاث شهقات خرجت من صدورهن في آن واحد ..عندما صفعه سالم صفعة قاسية ..انكس اسماعيل رأسه بغضب فمهما فعل اخيه لن يجرء على رفع يده مثل ما فعل ..زعق سالم بغضب يتجه نحو مكتبه مناديا ..

: محرووووس ..انت يا زفت يا محروس ...

ليهرول احد الغفر يدخل راكضا باتجاهه 

: ايوة يا سالم بيه ..تحت امرك ياسالم بيه ..

امره سالم بغلق باب المكتب ليفعل محروس سريعا، ليشرع سالم في فتح خزنة مكتبه قائلا

: هديك الفلوس دي تروح طاوالي تديها للعمدة تقوله ان دي بقيت حق الفلاحين ويومين وهجيب فلوس التجار اللي دفعوها في المحصول اللي اتحرق ..

~~~~~~~~~~~~~

بينما خارجا اندفع بطوفان غضبه نحو غرفته .. وتلك الواقفة اللتي كانت تشاهد ما يحدث من الشرفة ارتعدت اوصالها تتجه إلى الداخل بارتجاف ..وما ان دخلت حتى استمعت إلى صوت فتح الباب وعاصفة تعصف شرا تدخل عليها فتنحت واقفة في ركن بعيد من الغرفة تراقب حركاته العنيفة بترقب مرتاع ولا تفقه ماذا يفعل ...

: هتمد يدك عليا ياسالم ..انا مش قاعد وياك في بيت واحد ..

اخذ يهتف بها من بين اسنانه يفتح جميع ابواب الخزانة معا بعنف وغضب يحضر من فوق ظهرها حقيبة كبيرة يعبئ بداخلها ملابسه بعشوائية ..وفي لمحة منه لتلك الواقفة بارتجاف تكاد تلتصق بالحائط خلفها خوفا ..حتى وجه جام غضبه إليها في نظرة ..غيرت العاصفة وجهتها تجاهها ..كادت تموت خوفا ..بينما هو معالم وجهه مخيفة بشكل مبالغ ..بخطوات سريعة اتجه إليها واشتعال حدقتيه موجه نحو عينيها اللتي امتلئت بسحابات دموع ماطرة تهطل فوق وجنتيها ..اقترب منها فسريعا رفعت كلتا يديها امام وجهها بصراخ مكبوت في شبه حماية واستعداد لضرب مبرح ..نظر اليهاوقد توقف فجأة وتر الغضب ماوال مشدود لكن يوازيه نظرة استغراب .. لم يكن ابدا ليضربها لتكون ردة فعلها بتلك الحالة ..احتضانها وطمئنتها فكرة تلوح بخاطره لكن نحاها جانبا ...

لتتفاجئ به يحضر حقيبة أخرى من فوق ظهر قطعة آثاث بجوارها ثم القاها بوجهها بغضب قائلا ..

: خدي ..حطي هدومك في دي ..هنمشي من هنا ..

سريعا بلهفة مسحت دموعها.. تومأ له ايجابا، تتنفس الصعداء بداخلها، تسرع بلملمة ملابسها واطاعة اوامره ...

~~~~~~~~

اعطى لمحروس النقود لياخذها خارجا يلبي أوامر رب عمله ..تنهد سالم بثقل ..ليفتح ذلك الباب الصغير بداخل الخزانة يطلع على وصية عمه الراحل اللتي يخفيها بإحكام ، وورقة الزواج العرفي "قسرا" بينه وبين ابنة عمه " سارة" ..ودلو ماء بارد يصبه احدهم فوق رأسه المستشيط غضبا ..لا وجود للأوراق ..بجنون اخذ يبحث ..يخرج كل محتويات الخزنة ..يفتش جيدا ..لا وجود لهما ..ليشرد لحظة ..فقط لحظة همس فيها الشيطان له بإسم اخيه ..سالم ..

: بتخوني يا سالم ..بتخوني ..

همس بها حقدا من بين اسنانه ليخرج بخطوات تكاد تزلزل الأرض من تحتها ..

~~~~~~~~

تتوالى السهام المسمومة مصوبة نحو قلبها ..والمميت ان من يصوبها هو ذاته من يسكنه ..ان لم يفنى من السهم ..سيفنى من السم.. وان لم يفنى من كلاهما سيموت حتما من مالكه ..في كل الحالات خافقها يحتضر ..استقامت تدخل وامها مهرولة إلى داخل المنزل عندما استمعا إلى صراخ سالم زاعقا ..

: اسماعيييل ..اسماعيييل ...

نزل اسماعيل الدرج يحمل حقيبته بين يديه ..التي لم يلخظها سالم قط ..هو فقط ينظر اليه ببركانية موحشة لا يرى من خلالها سوى شياطين غضبه .. نزل يقف امامه مباشرة ليتحدث سالم ..

: فين الوصية ؟ وعقد الجواز ...

رفع اسماعيل رأسه بتحدي يجيبه ببرود ..

: مع صحابهم ..

لكمة تتبعها اخرى واخرى، وجهها سالم لأخيه الصغير ..والتوقيت رجفة قلب وهعقة متألمة ..حيث كان خروجها من الغرفة تحمل حقيبة ملابسها موازيا للكمة .. فاطمة تصرخ تنهيه عن التمادي ..قمر تنظر إليه وكأنه من عالم آخر عالم غريبوا الاطوار ..

استقام يمسح تلك الدماء المتفجرة من انفه وفمه بظهر يديه .. 

: بتسرقني يا اسماعيل ، بتخوني ..بتستعماني وتغفلني يا اخويا ..؟

قالها سالم بعتاب لا يوضع موضع المعاتبة .. نظر إليه ساخرا يرد 

: عشان مايبقاش حد فينا احسن من التاني ..انت سرقت وخونت ..وانا كمان ..

دفعه ولم يلاحظ بعد الحقيبة بجواره قائلا يزعق بعنف ..

: اطلع بره مالكش قعاد هنا تاني ..بره ..

: لو كنت بصيت للصورة كاملة ..كنت هتلاقيني ماشي من غير ما تقول ..

ثم أشار إلى حور التي تتعلق عينيها بعينيه في تيه تام دون وعي منها ... إلى هنا وقد لاحظ سالم

الفصل السابع والأربعون من هنا 

شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1