رواية طوفان الدرة الفصل الخامس بقلم سعاد محمد سلامه
توقفت تتنفس بتسارُع للحظات حتى شعرت بهدوء تنفسها نظرت له بغضب وعيونها تتوهج بانفعال، بنفس الوقت رفعت يديها تدفعه بعيدًا، قائلة بإستهجان وهي تنهج:
مش هترتاح غير لما أموت بسببك، إنت إتجننت إيه اللى عملته ده.
لم يفك قبضته يده على مِعصمها ، بل إزدادت قوة،كذالك ركز نظراته على ملامحها بجمود مريب.
تعصبت عليه وعادت تدفعه بقوة قائلة:
إيه جابك هنا المستشفي، إنت بتراقبني.
غصبً أفلت يدها وعاد خطوات للخلف،يحاول أن يهدأ، لم تنتظر لحظة قبل أن تضغط على أسنانها بقوة،تتحدث بصوت خافت، تحاول الحفاظ على وقار المكان:
وقاحتك زادت عن الحد...بأي حق تجرني وراك بالشكل.
نظر إليها بحدة، كأنه غير قادر على احتواء الغضب الذي يعصف به، واقترب خطوة، لتشعر بأنفاسه الحارة قريبة من وجهها وهو يقول بصوت منخفض لكنه قاتل:
وإنتِ إزاي تسمحي لنفسك توقفي مع الحيوان اللى كنتِ واقفه معاه فى المَمر قدام الخلق اللى فى المستشفى، مين ده.
اتسعت عيناها بدهشة،عادت خطوة للخلف، لكن لم يكن لديها ذرة استسلام... رفعت ذقنها بتحد، قائلة ببرود:
وإنت مالك... مش من حقك تسألني... أنا حُره أقف مع اللى عايزاه فى أي مكان، قدام الناس او حتى فى أوضة مقفولة علينا.
نهشت الغِيرة عقله، لمعت عيناه بتوهج غاضب ، وكأن كلماتها كانت الوقود الذي أشعل آخر فتيل غضبه ... اقترب منها أكثر، حتى كادت المسافة بينهما تتلاشى، ثم قال بصوت مُنخفض مشحون بالتهديد مُباشرةً:
يبقى خليني أخلق حقي بنفسي...
نظرت له بريية وهي تعود للخلف حتى إصتطدم ظهرها بالحائط، رغم ذلك تمثلت بالقوة الزائفة ورفعت ذقنها بتحدٍ، تحاول ألا تُظهر ارتجافة أنفاسها أو رعشة يديها التي أخفتها خلف ظهرها....، لكن سُرعان ما رفعت إحداهن تُشير له بإصبعها بتوعد:
لو قربت مني هصرخ وألم عليك المستشفي وهخلى الامن يعمل لك محضر تعدي، وكمان تحرُش.
غصبً ابتسم ابتسامة طفيفية، مُستهزءًا بسخرية مُكررًا كلمتها بإستقلال:
تعدي وتحرُش.
خفق قلبها بقوة من الريبة من ملامح وجهه،التى كانت أشبه بشفرة حادة تُهدد بجرحها دون أن تلمسها... مدّ يده إلى جوار رأسها، محاصرًا إياها تمامًا، ثم قال بنبرة أكثر عمقًا، أشبه بوعيد مكتوم:
بلاش تستفزيني يا دُرة، بلاش توصليني إني افقد أعصابي.