رواية نفحات مضيئة الفصل السادس بقلم مريم عثمان
🔥نفحات الحكمة 🔥
يا من يسيرُ على الدروبِ بلا هُدى
قِفْ واسألِ الأقدارَ ما سرُّ النَّدى؟
تجري الحياةُ كموجِ بحرٍ هائجٍ
وتظلُّ حكمةُ عاقلٍ طوقَ النَّجَا
إن الحكيمَ على الحوادثِ صابرٌ
لا ينحني للريحِ إن عصفتْ بهَا
يمشي الهوينا في الزمانِ كأنَّهُ
بدرٌ تجلَّى في الدُّجى وتألَّقَا
لا يُغْرِهُ زخـمُ الحديـثِ وزيفُهُ
بل يستشفُّ الحقَّ من وهجِ السُّنَا
يخفي الدواءَ وراءَ صمتٍ هادئٍ
حتى يُداوي بالسدادِ ومن وَعَى
كم من فتى ظنَّ الصَّخابةَ قوَّةً
فإذا بحُلمِ الحُكْمِ يهدمُ ما بنَى
ورأى الحقيقةَ في سكونِ حكيمِهِ
كالبحرِ يخفي تحتَ أعمـاقٍ دُرَى
إنّ التَّروِّي للفتى عقلٌ وُهِبْ
ومن استقامَ بميزَةِ الحلمِ اعتلَى
والحلمُ سيفُ الحكماءِ بعزمهم
لا ينثني بالظلمِ، لا يخشى الأذى
قال الإلهُ لمن يشاءُ مَنَحتُها
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ
فإذا وهبتَ لغيرِ أهلِهَا هَدَرْ
وإذا حَملتَ بهَا الأمورَ فما سَقَى
هي نعمةٌ أسمى من المالِ الذي
يبقى قليلاً في المدى ثم انتَهَى
كم مالكٍ ضاعَ الغنى من جهلهِ
وكم فقيرٍ بالحكيمِ سما وسادَ
فاصبرْ على الأقدارِ واحتملِ الأسَى
واعلمْ بأنَّ اللطفَ يُحْدِثُ مَا بَدَا
إنَّ الحياةَ تروضُ كـلَّ مدبِّرٍ
حتى تريهُ مِنَ الحوادثِ ما كَفَى
يا سائلاً عن سرِّ حكمةِ عاقلٍ
اسمعْ وصايا اللهِ في ذِكرِ الهُدَى
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ" بالحكمِ الذي
نُورُ اليقينِ بهِ يُضيءُ لمن مشَى
الحكمةُ التاجُ الذي لا يُشْترَى
هي درَّةٌ تبقى وإن ذهبَ الغِنَى
فاغرسْ بنورِ العقلِ فكرَك وارتقِ
واسلكْ طريقَ المخلصينَ ولا تَنَا
