رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل السادس بقلم مروة البطراوي
توجهت عائشه اليه و هي تقبل يده و هو يتذمر لتحتضنه بعنايه قائله
-طبعا يا بهيرة.محمد كان متعود يصحي يا يطلع ليكي يا ينزل عندي تحت.
وجدوا ثريا تظهر أمامهم بحاله أخرى غير حاله الانكسار و الحزن استغربوها
-العمارة اللي قدامنا فيها شقتين فاضيين ايه رأيكم تيجوا تسكنوا و بكده محمد يبقي بينا.
انشرح صدر بهيرة و تهللت أساريرها فهي من يوم ذهاب مريم تفتقد محمد الصغير و مداعبته
-تسلمي يا طنط ثريا. فعلا احنا هنسيب البيت لسالم و عروسته بس مسيرنا نرجع لأننا مش هنسيب حقنا.
ابتسمت ثريا بسخريه و هي ترى القوة في عيني بهيرة فقط التي لم يكن لها حق سوى أنها زوجه محمد فقط
-و انتوا هتعملوا ايه يا بهيرة. لو علي العمل كان يبقي من زمان.هريدي السبب في كل اللي بيحصل دلوقتي و مريم كمان.
فاقت مريم من شرودها حيث كانت مغيبه في اقتراح والدتها متذمرة منه حيث أن بعدها كان السبب الرئيسي له مصطفي و ليس سالم
-ها.أنا.أنا يا ماما مذنبه طب كنت أعمل ايه و هو شعال ضرب و اهانه و لما كنت أروح أشتكي لبابا قالي وافقي اللي هتعمليه ده هيرجعلي.
ردت بهيرة
-مريم استحملت كتير.
بكي الصغير من صوتهم
-بسم الله الرحمن الرحيم مش وقت عتاب.
نظرت ثريا الي عائشه باستهجان علي رفضها المعاتبه
-و لقيتوا بيتي ازاي يا عيشه و لا مصطفي هو اللي جابكم؟
ردت عليها بهيرة بهدوء و هي تهدد حفيدها بعنايه تعطيه لوالدته
-احنا عرفنا من مصطفي العنوان و مترددناش لحظة نجيلكم يا طنط .
وجدت عائشه أن وجودهم غير مرغوب فيه فتنحنحت قائله و هي تقبل حفيدها
-طب هنمشي احنا بقي يدوبك نلحق نشوف هريدي و شكرا علي العرض بتاعك يا ثريا.
شعرت ثريا أنها قامت بتتقيل العيار مع عائشه و هي لا ذنب لها سوى انجاب سالم الملعون
-ياريت يا عيشه تبقوا قدامنا هتلاقوا هنا كل حاجه الناس هنا بتحب بعضها أوى و أنا معاكم هنا.
بمجرد رحيل عائشه و بهيرة قامت ثريا باغلاق الباب و توجهت نحو المطبخ لتحضير العشاء في راحه تامه
-ياااه كان نفسي أملي عيني منه و أقوله ليه يا بابا ترفض اني أجيلك و نواجه سالم مع بعض.الظاهر كان قلبه حاسس.
نظرت ثريا أمامها بشرود و هي تعد الطعام لدرجه لفتت انتباه مريم فخشت عليها من هذه الحاله و جذبت الأدوات منها
-بجد هو مكنش بيفكر خالص يا مريم زمان كان بيعاير أخوه بعدم الخلفه ربنا قاله طب مفيش غير مريم انتي قبلك مات كتير و بعدك أصبح هو عاجز و من يومها افترى عليه أخوه و خربله بيته.
تذكرت مريم أنها كانت من ضمن اللعبه و وجودها في الحياه كان بمثابه صفعه لهريدي يود ردها لشقيقه و ما ان ردها حتي قام الأخر بتوالي الصفعات
-كده و لا كده أنا كنت عاصرة علي نفسي لمون و أنا عايشه مع سالم.
تنهدت ثريا براحه تامه تخشي أن تكون مريم حزينه لفراق سالم و لها الرغبه أن تعود
-أنا حاسه ان عروسه البيه دي اللي هتجيب لينا حقنا كلنا.دي أكيد البت اللي كان ماشي معاها.
ابتسمت مريم علي توقع والدتها لتتنهد بحزن حيث أن الموضوع مفهوم للجميع فكيف لها أن تكمل
-كنت زمان ببقي خايفه لا يتجوزها عليا.أتارى الهانم شارطه تكون زوجه له لوحدها من غيرى.يالا بالشفا.
شعرت ثريا بالوحشه و الحزن علي حالة ابنتها المستسلمه تود ارجاع الزمن و التدخل في هذه الزيجه و تزويجها بمن تريد
-و أنا زمان خوفت أدخل لا يرميكي في الشارع و أنا مش هقدر أصرف عليكي.صحيح يا مريم هتقدرى تعيشي معايا و أنا علي قد حالي؟
ردت مريم
-و أنا روحت فين؟
قطبت ثريا جبينها
-طب و انتي هتعملي ايه؟
ردت مريم بعزيمه و اصرار
-هشتغل و أعيش حياتي و أنسي.
اتسعت حدقه عيني ثريا بذهول قائله
-و أنا هسيبك . و بعدين ازاي و انتي معاكي دبلوم.
زفرت مريم بحنق و ضيق و لعنت سالم لاصراره علي تركها التعليم
-و أنا كان بايدي يعني يا ماما.هشتغل في أي حته ان شاء الله في مستشفي .
شفقت ثريا علي حالة ابنتها فهي تعلم من المذنب فهو والدها تمنت الراحه لها
-لا مش ذنبك بس انتي شايفه أنا بشتغل ايه.انا مش عايزاكي تبقي زيي أنا عايزاكي ترتاحي.
شردت مريم في أمر ما و زمت شفتيها بضيق فلها من الأموال ما يريحها و مع ذلك أصبحت متشرده
-طب و اللي راح ده كله يا أمي مش هيرجع علي الأقل ورثي من أبويا. تفتكرى أنا غلطت لما دافعت عن حق عمي.؟
-نهضت ثريا و جذبتها من ذراعها كمن تريد تلقينها الحكمة و الثبات في مثل هذه الأمور فثريا ليست كابنتها هي اذا أرادت شئ تأخذه
-بيني له و للكل انك مش عاوزه بس في دماغك حطي حاجه واحده انك مريم طاهر الحمش اللي مش هتسيب حقها أبدا و هتاخده و هتحط علي الكل.
طاف في خيالها
-أنا بس عاوزة أعرف مصطفي هيعمل ايه.
💗💗💗 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
عادت بهيرة و عائشه الي المنزل و بهيرة تزفر بضيق
-أنا همشي معاكم بس و الله ما هسيب له قرش يتهني بيه.
لوت عائشه شفتيها تحاول منع بهيرة من الانفعال قائله بهدوء
-طولي بالك يا بهيره مفيش حق بيضيع عند ربنا و الدليل عمك.
دلفت الي غرفه هريدي لتجده ينظر لها و هو يشير بعينيه نحو يده المشلوله
-يعني ايه خلاص يا عيشه كل حاجه راحت بلمحة عين الواد هيطردنا؟
دلف عليهم سالم و هو ينظر اليه بشماته و لا يهمه ما وصل اليه ليردف قائلا
-أنا ما طردتش حد غير محمد و مراته و مصطفي انما انت أبويا المعلم هريدي .
علم هريدي أن سالم يسخر منه و مع ذلك قام باستعاطفه لعله يلين من نحو أشقائه
-ده بيت اخواتك يا سالم و بعدين مصطفي هيتجوز نوال و دي صاحبة حلاوتهم .
ظهر مصطفي من خلفهم بقوة غير معهوده فيه يتحدث بطلاقه جيدا و هو مبتسم لأمه
-أنا روحتلهم النهارده بعد ما وصلت أمي لمريم فهمتهم ان كل شئ قسمه و نصيب يا والدي.
هريدي و هو يحاول النهوض من علي الكرسي المتحرك يشعر بالعجز في التحكم في أولاده
-أنا اتشليت علشان تقلبوا الدنيا فوق دماغي.بقيتوا عاقين.ياريتني فضلت من غير خلفه ياريتني مت.
ابتسم سالم بسخريه و شماته و هو يرى والده عاجزا مسرور من داخله و هو يهزمه مثل ما كان يفعلها
-و الله لما يجي أجلك هتموت محدش بيخلل و بعدين ده انت هريدي الحمش هتتعز عن اللي خلقك يعني .
نطق بتلك العبارات السخيفه و تركهم و رحل لينظر مصطفي الي والده بقلة حيله لا يريد تكريمه و هو دوما يستهزا به
-مصطفي يا ابني استني عايزة أقولك علي حاجه تعالي اطلع لم هدومك و أنا أحكيلك اللي حصل النهارده و أنا بزور مريم.
أفاق مصطفي من شروده و نظر الي والدته بألم عندما سردت عليه حالة مريم و ثريا و اقتراح ثريا بالعيش في البنايه أمامهم
-جيتي من عندهم امتي يا أمي؟عمال أتصل بيها مش راضيه ترد عليا.الظاهر اني بقيت شؤم عليها بقت تخاف ترد عليا.ازاي هروح أسكن قدامها؟
ربتت عائشه عليه
-متزعلش منها يا ابني.
تنهد مصطفي بحزن

-زعلان عليها ومفتقدها.
نظرت ثريا حولها بخوف
-هي طول عمرها بتحبك.
عقد مصطفي ما بين حاجبيه
-ازاي يعني تقصدي اتغصبت علي سالم؟
هزت رأسها بنعم و همست بصوت منخفض
-أنا أيامها كنت هربها لأمها بس مكنتش عارفه طريقها.
اتسعت عيني مصطفي بغضب غير مصدقا ما تقوله والدته
-ايييه بتقولي ايه ازاي الكلام و ليه مقولتليش يا أمي كان ممكن أتصرف.
نظرت اليه بألم فهو لا يدرك ما الذي سوف يحدث لو علم هو بذلك و تصرف
-كنت عاوزني أقولك الحق يا مصطفي دي بتحبك و انت مش مبين أي رده فعل؟
تنهد بضيق و زفر بحنق كانت زفرته أمنيه لارجاع الزمن الي الخلف و منع تلك الزيجه
-بس يا أمي ده مش مبرر.محدش منكم سأل نفسه أنا في قلبي ايه من ناحيتها صح؟ و لا عمركم هتفهموا.
أوقفته عائشه باشارة من يديها نحو فمه الذي ينطق بالأهوال التي لا يصدقها أحد و سوف تفهم بالخطا بالتأكيد
-لا مبرر.أنا كنت عارفه و متأكده ان حتي لو بتحبها مكنتش هتقدر تدافع عن حبك و كنت هتحترم رغبة أبوك.
نظر اليها باستغراب نعم هي حديثها صحيحا و لكن لا نعلم ما الذي كان سيتم فكلها غيبيات و مقدرة و مكتوبه علينا
-هي أخبارها ايه دلوقتي مرتاحه بعد ما أبوها راح و فلوسها و بقت مطلقه و معاها ابنها لا طبعا كان ممكن تبقي أحسن .
تذكرت عائشه مريم و نظراتها و ألمها النفسي منذ لحظة دخولها لتلك العائله شعرت كأنها ابنتها بكت و انتجحت لأجل خاطرها
-لا طبعا ترتاح فين يا ابني دي في يوم و ليله افتقدت كل حاجه صعبان عليها انها افتقدت لجو العيله رغم انها مع أمها كان نفسها في أبوها كمان.
بالأسفل عند هريدي
-ده خلاص بيموت مننا.
-بتقولي ايه يا أمي أبويا جامد.
ردت عائشه تنفي اعتقاد ابنها قائله
-ده عمك يا مصطفي لازم مريم تعرف.
لم تكن أحلام بل حقيقه نادي هريدي عائشه
-عيييشه أخويا طاهر مات يا عيشه صح الكلام؟
هرولت عائشه الدرج و ما ان وصلت اليه حتي تحدثت
-أيوووه بس علشان خاطرى اهدي دي أعمار و بيد الله.
ارتجف هريدي من اعلان وفاة شقيقه و علم أنها لا تدوم لأحد
-متخافش يا هريدي احنا معاك مش هنسيبك و هنعالجك هو كان تعبان.

فجأه قاطع حديثهم اتصال من ثريا فنهضت عائشه و كفكفت دموعها و خرجت
-البت عايزة تشتغل يا عيشه و أنا مش عارفه أعمل معاها ايه احنا ناقصين مرمطه؟
رفعت عائشه رأسها الي ابنها الذي كان يقف أعلي الدرج متوجسا من تلك المحادثه و بدموع
-محدش هيشتغل منكم يا ثريا ده و عد مني ليكم احنا خلاص كمان هنيجي نسكن قبالكم و معاكم.
حذرتها ثريا و هي تجيب عليها بصوت منخفض حتي لا تسمعها مريم و تتضايق من تدخلهم في حياتها
-خلي بالك يا عيشه مريم مش هطيق ان سالم يجيلكم كمان مش عايزاها تعرف اني اتصلت بيك فهماني؟
هزت عائشه رأسها باستجابة و موافقه علي طلبها و هي تنظر الي مصطفي بثقه أنه لن يخيب رجائها و سيتصرف
-حاضر يا ثريا و لا يهمك.أصلا سالم معناش لازمينه.ده بقي بيتمني لينا الموت ربنا يسامحه طول ما أنا عايشه مريم مش هتتمرمط.
هبط مصطفي
-طب و لو ردها؟
هزت عائشه رأسها
-لا معتقدش يعملها.
تركها مصطفي و خرج
💓💓💓 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
-ألو خير يا مصطفي حد مات؟
ابتسم بسخريه و رد عليها بحنو
-أخبارك ايه دلوقتي يا مريم؟عرفتي اننا هنسكن قدامكم؟
تعجبت من حنوه البالغ و طريقته في التحدث معها بدون حدود
-أنا كويسه. ماما اقترحت علي مرات عمي و دي حاجه كويسه.
ابتسم بسعاده لردها و سأل عن صغير العائله الذي اشتاق اليه كثيرا
-و ازاي أبو حميد الصغنن اوعي تقولي انه مدوخك أجي أملصلك ودانه.
طل علي وجهها ابتسامه مشرقه أصبحت كالورده التي أن اقتطافها فردت
-بخير يا مصطفي متقلقش عليه أنا هعرف أربيه كويس و هعلمه يبقي راجل .
تضايق من ردها عن عزمها علي تربيه صغيرها كأنها تقول له بمفردها و بدون مساعده
-انتوا اتنين ستات يا مريم مينفعش تعيشوا لوحدكم انتي بالذات لازم راجل في حياتك يصونك.
ابتسمت مريم بسخريه و تعالت ضحكاتها تود القبض علي رقبته ظنا منها أنه يريد عودتها لسالم
-في دي عندك حق بس مش هرجع لسالم يا مصطفي انسي و مش معني كده اني هبقي راهبه لا هتجوز.
استغرب من ردها العنفواني هو لم يقصد عودتها لسالم بل يقصد ذاته و لكن كيف بعد اندفاعها الحاد الغير متوقع
-متقلقيش يا مريم هو نفسه عمره ما هيردك هو خلاص هيتجوز حلاوتهم عقبالك بس خدي بالك حتي المرة دي مش بمزاجك.
ابتسمت مريم بمرارة فهو الأخر سيقوم بتزويجها رغما عنها.ترى من هذا الزوج المنتظر أيكون محمد لرغبته في الانجاب و ماذا عن بهيرة.
-و ماله.
ثم رمت هاتفها أرضا و ذهبت الي غرفتها لتأخذ والدتها الهاتف من الأرض و تستفسر من مصطفي ما حدث بينهم للتو جعلها تتعصب بهذا الشكل
-أنا ثريا يا مصطفي.
تضايق مصطفي قائلا
-كده برضه يا مريم؟
تنهدت ثريا بحيرة قائله
-قلتلك يا مصطفي موقفك صعب.
عض علي شفتيه بتفكير و فرك رأسه
-طب و العمل يا مرات عمي دي هتتجوز.
ابتسمت ثريا رغما عنها فهي تعلم راس ابنتها
-انت عارف كويس انها بتغيظك مش أكتر.
و استطردت ثريا قائله
-هي طول عمرها بتحب تغيظك...حط في دماغك يوم ما هتتجوز مريم هتتجوز من واحده مش عاديه...دي بنت عيلة الحمش فاستحمل بقي يا مصطفي.
كيف تطلب من رجل حرموه منها بالبحث عن الحكمه،الهدوء و القرار،هو علي استعداد الأن أن يهرس شقيقه و امراته بالكامل بأسنانه كي يقتص لها.
تابعت ثريا و هي ترمق ابنتها من بعيد باهتمام واضح علي عينيها
-عارفه كويس انك تقدرتصمد في مواجهه سالم و يمكن تقدر تنهيه و انت بس اللي تقدر...لكن الباقي لا.
مصطفي بابتسامه تتسع لها عينيه حيث أنه لأول مرة يشعر بالثقه من جانب شخص دائما ما يستهترون به
-ماشي يا مرات عمي.أنا هقدر و هاخد حقها تالت و متلت و هدفع سالم التمن بس لسبب واحد هي هي و بس.
بعد انتهاء المكالمه وجدت مريم عائشه تهاتفها و استغربت أهو يوم الاتصالات العالمي ماذا يريدون منها لقد انتهي نهائيا