اسكريبت ركز في الصوره كامل بقلم رين


اسكريبت ركز في الصوره كامل بقلم رين 

مش عارفة إذا كله هيشوف الشَّخص اللي واقف في الشمال جنب التليفزيون زيِّي بس أنا شايفاه؛


ومش عارفة بردو إذا كان تأثير الصيام عليَّا ولا إيه بس أنا بشوف حاجات ممكن أقول إنها مش ألطف حاجة في أي صورة والكلام وده من كام يوم،

يعني مثلًا الصورة دي..

أنا شُفت واحد واقف في الصوره اللي صاحبتي بعتتها ليَّا دي وهي بتتفرَّج على المسلسلات،

واحد زي ما بتشوفوا في الصور مثلًا، اللي بيكون طويل وأسود، وكأنه بيبص للي قاعد على الكنبة، بهدوء غريب، معرفش إذا كان ولد ولا بنت بس مش قادرة أحدد من المنظر اللي في الصورة، 

المشكلة إن الصورة مش بتفارق تفكيري، شوفتها مره وبعدها اللي في الصورة إختفى، حتى صاحبتي مقدرتش أنها تشوفه، اللي خوِّفني هو ردها لما بعتلها بتلقائية أول مره وقولت :


- مين اللي جنب التلفزيون طالما كلهم نايمين؟!


= لا مش وقت هزارك ده أبدًا!!


- مش بهزر.. بس في الصورة اللي بعتاها في حد واقف أهو.. 


= يابنتي رعبتيني والله..


- يابنتي ركزي كده..


= مفيش حد أهو تلاقي تليفونك فيه مشكلة!!


- تليفوني أنا.. لسه شـ.ـارياه من يومين.. جـ.ـديد يابنتي وحديـ.ـث!


= إستني هقوم أفتح النور عشان أنا حقيقي خفت!


قامت، إستنيتها، دقيقة ورا التانية، خمس دقايق مفيش أي رد بعتلها وبردو مردتش عليَّا، قلقت، وقفت في مكاني من توتري، بعت كتير في الخمس دقايق دول، حاسَّة إن في شئ حصلَّها، د.. ده مش تفكيري وبس وعقلي الباطن، لا، بدأت أحس أنه حقيقي، وفجأة لقيت رسالة كاتبة فيها :


- إلحقيني!!!


= حصل إيه.. إنتِ كويسه؟!!


- ...


= ردي عليا.. هتصل عليكِ طيب.. 


- لا يا بنتي إستني هحكيلِك.. ده كان في حد فعلًا بس جه بعد ما قُمت.. أخويا الطويل!!


= مـ.. مش فاهمة؟!


- بصي أخويا كان لسه راجع من برَّه.. ودخل محستش بيه.. ولسه رايحه أفتح النور لقيته واقف جنب التلفزيون.. إنتِ عرفتي إزاي؟!


= عرفت إيه ؟!


- إن في حد هيقف جنب التلفزيون ؟!


= مـ.. معرفش.. من الصورة..


- يا بنتي الصورة مفيهاش أي حاجة.. هو جه بعد ما قومت أصلًا يعني بعد الصورة!!


= خلاص يمكن حدسـ.ـي مش أكتر!


- بترعبيني كل يوم منك!!


= طب يلا إتسحري ونتكلم!!


- وأنتِ كمان..


قبل ما أطلع من المحادثة معاها،

رجعت عشان أبص للصورة لمره أخيرة وأتأكد، ملقتش أي حد في الصورة وكأنه إختفى من قدامي فجأة، الوضع بالنسبة ليَّا كان غريب، ومنكرش إنه مرعب، لأني مش عندي أي وسـ.ـواس ولا بشك إني شفته، أنا متأكدة إني شوفته ولو مكنتش شفته فأنا حسِّيت أو حدسـ.ـي هو اللي كان شغَّال وقتها..

إتسحَّرت يومها،

وكل شوية كنت ببعت لصاحبتي لحد ما الفجر أذن، المهم إني أتأكد تإنها بخير، معرفش بس كان قلبي خايف طول الوقت ومتوترة، ونمت اليوم ده وآخر شئ بفكر فيه هو خوفي من حدسـ.ـي لأني عمري ما حبيت أشوف أي شئ أو أحس بيه قبل ما يحصل.. معرفش المشكلة فين ومعرفتش وقتها لأني غفيت على نفسي وأنا بفكر..


تاني يوم صحيت،

كان يوم عادي، بس وأنا راجعة قرر ميبقاش يوم عادي، قرر يزوِّد شكوكي، وأنا طالعة من الشغل ومستنية أعدي الطريق سمعت صـ.ـراخ بنتين جنبي، قلبي إتنـ.ـفض، ولما بصِّيت لقيتهم خدوا بعض بالحضن، حضن المطـ.ـارات ده، 

فهمت أنهم مشافوش بعض بقالهم كتير، إرتحت، الغريب جت واحدة منهم ناحيتي، أول ما شُفتها إبتسمتلها، عرفتها، زميلتي في الشغل، لسه متعيـ.ـنه قريب، هي كمان عرفتني وبعدين سمعتها لما لقيتها بتقولي :


- معلش تصورينا؟! أصلي مبحبش أتصور سيلـ.ـفي..


= أ.. أنا ؟!


- أنا زميلتِك في الشغل عارفاني؟!


= ا.. اه أكيد..


= تسلمي.. أصل أنا وصاحبتي بقالنا كتير متقابلناش.. عايزه ناخد صورة حلوة وجودة حلوه كده!!


= أ.. أكيد..


- معلش ممكن طلب..


= أكيد..


- معلش تصورينا بتليفونك الكاميرا بتاعته حلوه.. الأصـ.ـدار ده حلو أوي وبالمرة تبقى حجة آخد رقمك وتبعتيها ليَّا ونبقى صحاب..


- أكيد.. ده شرف ليَّا!!


وقفوا في ڤيو حلو على الطريق، حسِّيت إن الصورة مهمه أوي ليها، وشكلهم صعب يتقابلوا تاني، فمحبتش أزعلها، وافقت وفعلًا صورتهم، شكرتني وإتبادلنا أرقام بعضهم وقولتلها لما أروَّح هبعتها..

بصِّيت للصورة أقبل ما أقفل التليفون، ولقيت نفسي مبرَّقة لما شُفت في الخلفية عربية سوده، وفي بنت طفلة واقعة قدامها وسايحـ.ـه في د.مها.. إ.. إزاي ؟! وإمتى حصل؟! عيني راحت على الطريق فجأة كله كان تمام.. بصِّيت على الصورة بتاعت الشاشة اللي في الشارع، شاشة الإعـ.ـلانات كان عليها وقت.. الساعة 3:22 ودلوقتي الساعة 3:19 .. باقي 3 دقايق.. سمعت خطوات مش مترتبة، خطوات طفلة، كـ.. كانت هي.. مع مامتها، وفجأة،


شنطة مامتها وقعت وهي فضلت تلم الحاجة اللي فيها، الإشارة خضرا للعربيات، الطفلة مركزة في المصـ.ـاصة اللي في أيدها، مامتها بتلم الحاجة في الشنطة بعد ما سابت أيد بنتها.. السـ.. الساعة 3:21، بتعدي الطريق، جريت ناحيتها ولحقتها قبل العربية السودة ما تخبطها، كان بيني وبين العربية ثواني.. كان سايق بسرعة رهيـ.ـبة مش مركز غير في التليفون اللي كان بيتكلم فيه..

خدت البنت في حضني وأنا بنهج، مامتها شكرتني، وعدى اليوم على خير، بس نظاراتهم ليَّا رعبتني وقبل ما أمشي مسكت أيدي مامتها وقالتلي بصوت هادي جدًا كان في نبرته خوف وقلق 

"عرفتي إزاي ؟!"..


مشيت، مردتش، أنا مش فاهمة،

روَّحت البيت، تفكيري كله في التليفون طول اليوم ببصلة وهو على مكتبي، قُمت من مكاني وبدأت أشيل الجراب، وأبص عليه، المشكلة فيه، أو فيَّا.. الغريب أن صورة البنتين رجعت تاني وكل اللي كان في الصورة إختفى الساعة والعربية والطفلة، هل كاميـ.ـرا التليفون بتصوَّر حاجات قبل ما تحصل ليَّا عشان أغيرها؟! ولا بتصوَّرها وبتصدف معايا أنها شئ مرعـ.ـب وشنـ.ـيع هيحصل.. ولا ده مجرد حـ.ـدس أو وسـ.ـواس جديد؟!

وفجأة جسـ.ـمي كله إتنفض على صوت ضـ.ـرب صـ.ـاروخ.. من الأطفال اللي بيلعبوا بيه في الشارع في كل رمضان ومعاه وقع التليفون من أيدي، ولما مسكته، لقيته في صورة، أصلي كنت فاتحاه على الكـ.ـاميرا، أكيد لما وقع خد صورة.. خد صورة لإنعكاسي في المرايا، مسكت الصورة وكنت لسه همسـ.ـحها.. شـ.. شفته.. إنعكاسه.. طليقي.. وشه كله غضـ.ـب، واقف ورايا، بصِّيت في ورايا بسرعة، ملقتهوش، رجعت وبصِّيت في المرايا بتوتر، لـ.. لقيته ورايا، والشباك مفتوح، حط أيده على بوقي، وقع من أيدي التليفون.. د.. دخل من الشباك.. نسيته، كنت دايمًا حاسَّة إنه هيعملها في يوم.. لأني في الدور الأول وظني فعلًا إتحقق.. بدأ يخنـ.ـقني، بدأت أصـ.ـرَّخ صوتي، كان عالي.. سمعت حد بيخبط على الباب بره، كـ.ـتم صوتي وقال 

"بنتي هتفضل عايشة معايا.. وعمرك ما هتربـ.ـحي القضـ.ـية مهما عملتي.. البنت هتفضل معايا للأبد.. ودلوقتي أنا جاي عشان أضمن ده بإيدي!!"


مبقتش قادرة أفتح عيني، نفسي بيتسحب مني، مدِّيت صوابعي لآخر مره.. و.. ولو هتطَّـ.ـمن بالوسيلة دي، مسكت التليفون، وخدت صورة أخيرة بالكاميـ.ـرا ناحية باب الأوضة.. خدتها بصعوبة.. عشان أشوفه وهو في أيده الكلابـ.ـشات وواقف.. معرفش إذا كنت عايشة وقتها ولا لا.. بس عرفت نهايته على الأقل.. طب وبنتي؟! بـ.. بدأت أشوف سـ.ـواد ووقع التليفون من أيدي..


سمعت صوت جاي من بعيد، كان واطـ.ـي، وبدأ يوضح، فتحت عيني، كنت على الأرض ولما بصيت كـ.. كانت جارتي، وجنبها أبنها الكبير أ.. أنا عارفاه.. والشـ.ـرطة في الشقة.. أ.. أنقذتني، بقيت كويسة قدرت آخد نفسي وإتطمنت عليَّا جارتي الكبيرة في السن بعد ما الشـ.ـرطة خدته وقالوا إنهم راجعين لما أبقى كويسة عشان ياخدوا إفـ.ـادتي وبعدين جارتي سألتني وهي حاطه أيدها على كتفي بعد ما قعدت على الكرسي وأنا ماسكة رقـ.ـبتي 

"سمعت صوت صـ.ـراخ وحاجة بتقع، خبطت عليكِ مفتحتيش.. ناديت.. وبردو مسمعتش صوتك.. قمت إتصلت بالشـ.ـرطة وخلِّيت أبني يكـ.ـسر الباب وأبني قدر يوقَّـ.ـف طليـ.ـقك في اللحظة الأخيرة.. كان جبـ.ـان الصراحة.."


طلبت منها تليفوني، 

ولما بصِّيت في الصورة فهمتها، وبعدين إختفى طـ.ـليقي من الصورة تاني، بعد ما خلاص إتحققـ.ـت، كالعادة، ووقتها معرفش مين اللي أنقـ.ـذني هل التليفون ولا جارتي وإبنها؟!

كنت فرحانه إنه عمل كده، حضـ.ـانة البنت هتكون ليَّا كده بالتأكيد، ولآخر مره حبيت أتأكد وأنا في بيتي.. فتحت الكـ.ـاميرا على الكنبة اللي في الصالة وخدت صورة..

إستنيت شوية وبصِّيت فيها،


إبتسمت تلقائي،

لما شُفت بنوته صغيرة جميلة أوي، كانت بنتي، قاعدة بترسم على الكنبة وأنا جنبها؛

شُفت ضحكتها في الصورة ولسه مختفتش بس كلها كام يوم وتختفي لما بنتي تبقى في حضني.


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×