![]() |
اسكريبت كل يوم في ليلة الامتحان كامل بقلم رين
صاحبتي من يوم ما بدأنا إمتحانات وهي يوميًا بتبعتلي الرسالة دي وبسببها بقيت بتوتَّر جدًا؛
كل يوم وأحنا بنذاكر بالليل،
لازم تبدأ محادثتها معايا بنفس الجملة دي، بصراحة في كل مره الجملة دي بتوتَّرني، لأني أصلًا بكون مراكمة المنهج كله عليَّا، وبحس إنها بيكون قصدها تعمل كده عشان توتَّرني معاها وخلاص وبكده معرفش أذاكر كويس وقتها..
برُد عليها في كل مره وبحاول أهدِّيها وبقول :
- ركزي بس وهتعرفي.. الخوف بيضيع كل المعلومات.. محدش بيركز وهو خايف..
= تمام.. هحاول.. بقولك فتحتي المذكرة اللي طلبتيها مني النهاردة أنا ملخصة فيها أول شابترين؟!
- لا لسه.. هفتحها كمان شوية..
= المذكرة دي مهمه أوعي مش تفتحيها الإمتحان هيجي منهم أكتر شئ زي ما الدكـ.ـتور قال.. تمام؟!
- حاضر!!
= وعد؟!
- يا بنتي وعد والله.. مش كفاية إنك وافقتي تخلِّيها معايا!
= أنا كنت ذاكرتها.. يلا نذاكر بقا!
بعد محاولاتي معاها، أخيرًا سكتت وقالت إنها هتركز وتكمل مذاكره، وأنا كمان، قُمت وعملتلي كوباية شاي وبدأت أكمل مذاكرة، وبعد ما خلَّصت المهم، وحسِّيت إن الوقت إتأخر أوي ومبقاش قدامي وقت كتير قبل الإمتحان ولازم أنام، قولت هفتح المذكرة اللي فيها أول شابترين، الأستاذ أكِد عليهم تمامًا..
جبت المذكرة ولسه بفتحها وبقرأ فيها.. نور الأوضة بدأ يرعش، كان يوم باين من أوله زي ما بيقولوا، قُمت من مكاني ورُحت عند مفتاح النور قفلته، صوت تكِّة مفتاح النور هو الصوت الوحيد اللي في الأوضة وكـ.ـسر الصمت الرهيب ده،
في اللحظة دي حسِّيت بالهدوء اللي في البيت وكله نايم، أنا بس اللي صاحيه،
سهرانه بذاكر للإمتحان، صوت الهوا البارد برَّه اللي جاي من الشباك سامعاه، كان هدوء غريب مكنش بيطمِّني على قد ما كنت خايفه منه، كل ده جه في بالي لمدة ٣ ثواني تقريبًا، بعدها فتحت النور تاني، بدأ يرعش مره تانية، مش وقته خالص أنا مش فاضية لسه هظبط النور، وفجأة لقيت في ظل واحده على الحيطه اللي قدام الشباك، بصِّيت ناحية الشباك بسرعة، لـ.. لقيت و.. واحده طويلة، شعرها طويل، عـ.. عندها عين واحده كبيرة في نص و.. وشها، وكل ما النور يرعش كانت بتقرَّب مني أكتر وأكتر، بتتحرك بدون ما تمشي، جسمها كله عـ.. عروق، عروق سوده، جسمي بكل تلقائيه كان بيرجع لورا،
صرَّخت، بس صوتي مكنش بيطلع، من هول المشهد نسيت مكان باب أوضتي تمامًا، بصيت حواليا وفي الرعشة التانية للنور قدرت أحدد مكانه، حطيت إيدي على الأوكره، ولسه هفتحه، لقيت في أيد بتتحط على كتفي، من ورا، يادوب أطراف إيدها الباردة قدرت تلمسني، بتهمس بشئ مش مفهوم، حروف كتيرة في كلامها مش فاهماها كأنها تعويـ.ـذة ما،
وبعدها فتحت الباب وخرجت،
وقِعت قدام باب الأوضة، والنور رجع وإشتغل تاني، الست الغريبة البشـ.ـعة دي إختفت تمامًا، كأني عايشة كـ.ـابوس بالظبط، لو حكيته لحد مش هيصدقني، قُمت وحاولت أهدى، يمكن بهلّـ.ـوس بسبب السَّهر، بقالي كام يوم منمتش بسبب ضغط الإمتحانات والمذاكرة، حطيت أيدي على وشي ومسحته من العرق، ولسه بحاول آخد نفسي، لقيت في أيد بتتحط على كتفي من ورا، لفِّيت بسرعة، وحاولت أبعد ولما بصيت، قدرت أشوف وشه لما نور أوضتي إنعكس عليه،
وهو واقف ومصدوم أيده ثابته في مكانها،
كان بابا بصِّلي بإستغراب وقال :
- إنتِ لسه صاحية يا بنتي؟!
= ...
- معلش خضيتِك.. أنا بس عطشت قولت هجيب ميَّه بدل ما أناديكِ وإنتِ بتذاكري.. ربنا معاكِ خلصي ونامي شوية ماشي؟!
= حـ.. حاضر يا بابا.. تصبح على خير!!
- وإنتِ من أهله يا بنتي ربنا يعينِك..
فضلت واقفه في مكاني بحاول أتماسك، مرعوبة، بابا نظره كان ضعيف فأكيد مقدرش يشوف ملامح وشي المصدومه دي وقتها، إستنيت لحد ما دخل أوضتة، بعدها فضلت واقفة قدام باب أوضتي، خايفة أدخل، خايفة، أنا أول مره أعيش حاجة زي كده،
يعني لما كنت بسمع الناس بتحكي حاجات غريبة حصلت معاهم كنت بقول دول بيألفوا.. بـ.. بس هل اللي عشته ده أنا كمان ألَّفته من وحي خيالي، ومعقول ميكنش حقيقي، هل إرهـ.ـاق مش أكتر ؟!
إستعذت بالله من الشطـ.ـان ودخلت الأوضة.. سبت الباب مفتوح ولقيت نفسي بطلع على السرير وبغمض عيني وسِبت النور كمان مفتوح، وأنا ببص ناحية الشباك وكل ما أغمض عيني صورتها مبتفارقنيش لحد ما غِفيت، ولحد دلوقتي معرفش غفيت إزاي وقتها..
تاني يوم صحيت، كنت عايزة أقفل المنبة اللي بيرِن، بس أيدي اليمين مكنتش بتتحرك، وكأن، كأن في حد ماسكها، فتحت عيني، لقيت في أ.. أيد كلها عروق جاية من تـ.. تحت السرير ماسكاها، وبدأت العروق دي تـ.. تنتقل لإيدي، شدِّيت أيدي بسرعة وأنا في صدمة.. كنت لسه هصرَّخ، بس كل شئ أختفى، قفلت المنبة، وقُمت من على السرير وبصِّيت تحته، ملقتش حد، يمكن ده كان كابـ.ـوس وأنا مكنتش لسه صحيت..
بصِّيت حواليا، كان البيت صاحي، سامعه صوتهم، إتطمنت شوية، كنا بنصحى بدري دايمًا، ماما وبابا متعودين على كده، كلها صاحيين حتى أخويا الصغير، قُمت وكالعادة ببص حواليا في الأوضة، لسه متوترة، النور إتطفى، أكيد حد من البيت قفله..
دخلت الحمـ.ـام، مدِّيت أيدي اليمين عشان آخد فرشة سناني، إ.. إيدي لفتت إنتباهي، كان فيها ألـ.ـم رهيب، العروق كانت بتمتد من أيدي ولما شمَّرت الكُم لقيتها وصلت لحد كتفي اليمين، نفس المكان اللي إيد الست المرعبه مسكتني منه..
مرضتش أعمل أي حاجة وقتها غير إني أتأمل أيدي وأنا مصدومة ومن الصدمة مش قادرة أرمش عيني،
حاولت أغطِّي أيدي، طول اليوم، تجاهلت الناس كلها اليوم ده، ما أنا لازم أفهم اللي بيحصل، هل ممكن تكون هلاوس أنا بس اللي شايفاها، خصوصًا إني لما بيكون عندي دور برد عادي في حاجات مشابهه لكده بتحصلِّي، لا، مش هشارك أي حاجة من دي مع حد دلوقتي، عشان لو حتى حقيقية، ممكن هما كمان يتأذوا زي ما بيحصل وبنسمع،
دخلت الامتحان، كان صعب، بالنسبالي، لأني تقريبًا مذاكرتش كويس، وكل اللي ذاكرته طار بسبب اللي عيشته،
وأنا طالعة كنت في عالم تاني، مكنتش أتوقع إن في شئ كان ممكن ياخد عقلي ويرعبني أكتر من الإمتحان، ولسه بطلع من القاعة قابلت صاحبتي في وشي فسألتني السؤال المعتاد :
- ها ؟! عملتي إيه ؟!!
= حـ.. حليت الحمد لله!
- طيب الورق فادك؟!
= ... إ.. إيه؟!
- ألو ؟! يا بنتي بقولك الورق فادك؟!
= ا.. اه .. إستني.. خدي أهو شكرًا!!
- طيب يلا نروَّح شكلك تعـ.ـبانه..
= ياريت أنا تعبـ.ـانه جدًا..
- طبيعي..
مكنتش مركزه معاها، كانت بتبصلي بإستغراب، إستغراب وكأنها منتظره تسمع مني حاجه، أنا مخبياها عنها، معرفش كانت منتظره إيه، بس كنت حاسَّة كأنها منتظره تشوف نتيجة شئ معين أنا معرفهوش، بعدها ركبنا سوا، وقبل ما أنزل إدَّتني ورق المادة اللي جايَّة، رغم أني تعامُلي اليوم ده معاها كان وحـ.ـش هي بردو منسيتنيش، كنت طلبته منها الورق ده قبل كده، لسه فاكراني، خدته وشكرتها ونزلت،
أول ما روَّحت دخلت أوضتي وقولت لماما إني تعبـ.ـانه ومحتاجة أنام ضروري، دخلت رميت شنطتي على الأرض يادوبك غيَّرت هدومي، ورميت نفسي على السرير، نمت، رغم أني كنت مرعوبه من الأوضة من إمبارح، كنَّا العصر، بس صوت الدوشة اللي أخويا الصغير عاملها برَّه، مع نور النهار اللي منوَّر الأوضة كلها ودوشة الشارع خلَّتني أتطمن وأنام..
صحيت على صوت ماما الساعة 10 بالليل، ولما شُفت الوقت، وسألت ماما ليه سابتني أنام كل ده، قالتلي
"يابنتي كل ما أصحيكِ تقوليلي سيبيني شوية يا ماما"
صحيت، فُقت، أكلت أي حاجة، كنت جعانه جدًا، شوية وبدأت أذاكر وعلى الساعة 1 بدأوا يدخلوا يناموا، وهقعد لوحدي أذاكر تاني، وفي نفس الوقت صاحبتي بعتت ليَّا الرسالة المعتاده، وهي بتقولي إنها خايفة وأنا بطمنها، وبعدها بتقولي أذاكر المذكِّرة اللي خدتها منها واللي هي ملخصة المادة فيها..
المشهد كله بدأ يتكرر قدامي بطريقة مرعبه، في نفس الوقت، بنفس هول أول مره، من خوفي وغضبي ورفضي إني أصدق اللي بيحصل، بدأت أرمي في الورق وكل شئ يخص المذاكرة، تعبـ.ـت، مش قادرة أذاكر، مش عارفه أفهم اللي بيحصل، النوم راح من عيني تمامًا اليوم ده، وتاني يوم زاد الألم وزادت معاه العروق وبدأت توصل لرقبتي، ولما طلعت من الامتحان قولتلها إني مش هروَّح عشان رايحه مشوار مع بابا هيستناني قدام الكليـ.ـة،
مشيت بعد ما خدت منها الملخص الجديد، هي كانت بتحب تلخص المواد وأنا كنت بعتمد عليها، رغم أني تقديـ.ـراتي في الكلـ.ـية أعلى منها بس كانت دايمًا بتساعدني، بس معتقدش إني هجيب أي حاجة الترم ده أصلًا بسبب اللي بيحصلِّي ده،
إستنيت واحده زميلتي باباها بيفهم في الحاجات الغريبة اللي بتحصل دي، وقولت هروح أتكلم معاه، وفعلًا رُحت، أتكلمت معاه وقالي لما حكيتله
"إنتِ معمول ليكِ سـ.ـحر إسود في تركيزك ودراستك.. في عين بتراقبك وبتحقـ.ـد عليكِ.. وفي شئ بيدخل بيتِك وكل ما بتفتحيه وعمومًا كل ما بيتحرك بيتجدد وبيشتغل.. في حد باصصلك في طريقك"..
مكنتش مقتنعه، نهائي، حاسَّة إني إتجنـ.ـنت خلاص، دخلت أوضتي ورميت شنطتي على كرسي المكتب، كانت مفتوحة، وقع منها ورق، إتعصـ.ـبت ورحت عشان ألِمّه، أنا معرفتش أدي صاحبتي ورقها بتاع إمبارح لأني من نرفزتي إمبارح بعثرته في كل حته في الأوضة، كان شكله مش مظبوط ومش مترتب، قولت هظبطه وأديهولها بكره مع الورق الجديد، وأنا بلِم الورق لفت إنتباهي رسمه، ر.. رسمة عين، مرسومة في كل الورق حواليها حروف غريبة، فكرتها رسمه عادية زي ما أي حد بيسرح وهو بيذاكر بيرسمها، بـ.. بس لا.. كانت نفس عين الست الغريبة اللي بتظهرلي، طلَّعت ورق إمبارح كـ.. كان عليه نفس الشئ.. الراجل قالي إني لما بفتحه، أو بعمل أي حاجة بيشتغل فورًا.. فـ.. فعلًا في كل مره فتحته حصل كده.. قُمت من مكاني وأنا مصدومه..
دخلت المطبخ وجبت ولَّاعـ.ـه.. لأنه قالي أول ما تشوفيه إحرقـ.ـيه كله، وبكده السـ.ـحر هيتفـ.ـك، بشكل هستيـ.ـري جمّعت الورق في سلـ.ـة حديـ.ـد وبدأت أولَّـ.ـع فيه فوق سطح بيتي، حسِّيت بشعور راحه غريب وقتها، إتحـ.ـوَّل لشعور صدمة عمري زي ما بيقولوا، وقت ما كنت معتقده إن صاحبتي بتساعدني طول الوقت كانت هي أول حد بيتمنى ليَّا الدمـ.ـار.. عرفت حقيقتها وواجهتها بس هي مأنكرتش وده اللي جرحـ.ـني أكتر،
دايمًا الخذلان والخيـ.ـانه بيّجوا من أكتر مكان بنثق فيه..
عدت الأيام، إتخطيت، أصل الإنسان لسه ياما هيشوف، كنت بخلِّي أخويا الصغير يقعد معايا في الأوضة يلعب ويرسم في بورقي وأقلامي، المهم ميسيبنيش لوحدي، باقي إمتحانين وأخلَّص..
كنت متطمنه، والألـ.ـم راح، وراحت معاه العـ.ـلامات، بعدها أخويا بدأ يعمل مراكـ.ـب من ورقي، لقيته بيعمل من ورق مادة لسه همتحنها، نبَّهته، ناديت عليه قولتله ياخد أي ورق تاني بس المادة دي لا، وخدت الورق من أيده وحطيته على المكتب، كان شقِّي، بعدها لقيته بياخد ورقه من تحت المكتب جوَّه أوي شكلها قديمة، وبدأ يجري برَّه الأوضة، ضحكت وبعدين رجعت أكمل مذاكرة جسمي إتلبـ.ـش وقلبي وقع في رجلي لما سمعته بيقول لماما بعد ما سمعت صوت رعشة لمبة النور برَّه
"يا ماما مين دي اللي واقفة عند الشباك ؟! شكلها وحـ.ـش أوي ؟!!"
وقع القلم من أيدي وأنا ببص ناحية أوضة المعيشة، من باب أوضتي..
الورق إتحرَّك، والسـ.ـحر إشتغل مره تانية، أكيد دي كانت ورقة من الورق اللي بعثرته ومن يومها أنا مَلمتهوش كله، وأكيد أنا محرقـ.ـتش كل الورق وقتها؛
بدأت أستوعب كل ده بتزامن مع ألـ.ـم رهيب بدأت أحسّ بيه في أيدي اليمين.