![]() |
اسكريبت قرارات حياتي كامل بقلم رين
الرسالة دي جاتّلي من خطيبي في وقت متأخر جدًا على غير العادة ومكنتش متطَّمنه وقتها؛
مش من عادته يبعت ليَّا في وقت زي كده،
بس يمكن عشان النهاردة متكلمناش كتير، كنت مشغولة جدًا، مشغولة لأني كنت بحتفل بعيد ميلادي الـ 24..
طول اليوم كنت بعيدة عنه، غصب عني، كنَّا بنحتفل إحتفال عائلي النهاردة، أنا وماما وبابا وأخواتي، هو كان حابب يكون موجود وكان حابب أنه يشاركني في اليوم ده، لأنه شخص عنـ.ـيد بردو، بس عادي يعني، الظروف وقتها حكمت بكده، وإحتفلت مع عيلتي..
بس هو عصبـ.ـي،
كنت عارفة أنه مش هيعديها كده، هيزعل، وهيتصرف معايا بنفس طريقة كل مره، لأنه شخص عنيـ.ـد جدًا، هيفضل زعلان وأنا هفضل أحاول أصالحه لأكتر من مره، وخصوصًا لأني أنا المره دي السبب زي ما هيقولي..
كنت متوقعه غضـ.ـبه، لأنه كان حابب يشاركني كل شئ في حياتي، بس مكنتش متوقعه أنه ممكن يبعت ليَّا رسالة زي دي في وقت زي كده، بعت ليَّا الرسالة دي وبعدها دار بينَّا حوار :
- أنا خطيبِك ومن حقي إني أشوفِك!!
= مش هينفع النهاردة خلاص الوقت متأخر أوي والبيت كله نايم.. إنت عارف أننا بنَّام بدري وأخواتي عندهم إمتحانات وأحنا إحتفلنا من الساعة 12 ودلوقتي الساعة 1!
- إتصرفي.. مليش دعوة!
= طيب تعالى نتكلم ڤيديو كول!!
- عايز أشوفك.. أنا تحت البيت.. إنزلي!!
إتصدمت، عمره ما عمل شئ زي كده، إيه اللي جابه تحت البيت في معاد زي كده؟! أنا عارفه إنه عصـ.ـبي وعنـ.ـيد بس مش للدرجة دي، مش لدرجة أنه يجي تحت البيت في وقت متأخر كده..
قُمت من على السرير، فتحت الشباك، بصِّيت، كان الشارع ضلمة جدًا النهاردة، نور العمود محـ.ـروق من إمبارح ومحدش راضي يصلحه من شارعنا، كالعادة،
حاولت أشوفه، لقيته بيشاورلي بالتليفون، حددت مكانه عن طريق نور التليفون، إتصلت عليه ماسنجر، أنا كنت على التطبيق، أصلًا كنت بكلمه منه، وأول ما رد قالي :
- يلَّا إنزلي!!
= أهو.. إنت شايفني أهو.. عايز إيه تاني؟!!
- شايف إيه الدنيا ضلمة أوي!!
= إمشي بقى بكره تعالى البيت وهشوفك!!
- لو منزلتيش هطلع أنا.. مبهزرش خدي بالك!!
= ...
كنت بتكلم وبشاورله بصوت واطي، عشان محدش من البيت يسمع، وخصوصًا بابا، لأنه هو كمان كان شخص عصبـ.ـي جدًا، حاسَّة إني قدري هيكون مع الناس المتعـ.ـصبة طول الوقت..
مكنتش عارفة أعمل إيه، فضلت أبصّلة ببصه كلها ضـ.ـيق، بص ناحية الأرض، وفجأة لقيته بياخد كام خطوة ناحية بوابة العمارة، عرفت أنه عنيـ.ـد لدرجة أنه فعلًا هينفـ.ـذ اللي بيقوله، كنت لسه هنادي عليه بس هو مش عايز يبصّلي أصلًا، وفجأة لقيت في بنت طالعة من العمارة، أول ما شافها وقف، إستغربت، وإستغربت أكتر لما لقيته مسكها من إيدها، وبدأ يشد ويجذب معاها في الكلام،
مكنتش سامعه الحوار، كانوا بيتكلموا بصوت واطي، تقريبًا مش عايزني أسمع هما بيتكلموا في إيه، بدأ يبقى عنـ.ـيف أوي معاها، شدَّها من أيدها تقريبًا، قدرت أفسر ده كله من حركة جسم البنت، لأن الدنيا كانت عتمه جدًا،
إزاي يعمل حاجة زي كده؟! ومين دي؟! هو مش خايف إني أشوفه أصلًا..
بعدها لقيته بيشِد البنت ومشي معاها، بيحاول يبعدها عن المكان، كانت بتحاول تشِد إيدها منه بس مكَنِتش قادرة، كان هو أقوى منها، بدأت أخاف منه، جريت وخدت الچاكيت بتاعي من على كرسي المكتب، ونزلت وراهم، مكنش قدامي غير الحل ده، على الأقل أفهم اللي بيحصل، الوضع كله غريب جدًا..
خدت قرار كنت حاسَّة إني هنـ.ـدم عليه، ما أنا كل قراراتي لحد النهاردة ندمـ.ـت عليها،
أنا معرفش مين البنت بس كنت خايفة عليها جدًا، وكنت مرعوبه منه ومن تصرفاته جدًا وقتها،
كنت لسه هطلع من بوابة العمارة حسِّيت بصُداع رهيب جدًا، مكنتش قادرة أفتح عيني منه، دام لثواني، بعدها قدرت أفتح عيني، خف شوية، بصِّيت ناحية الطريق اللي مشيوا منه، رحت ناحيتة،
مكنتش شايفاهم، بس كملت في الطريق، فضلت ماشية لحد ما وصلت عند حديقة مهـ.ـجورة أنا عارفاها كويس، جنب بيتنا، وقفت عندها شوية لأني وصلت لمفترق طرق ومعرفش ممكن يكونوا راحوا فين ومن أي طريق..
بعدها سمعت صوت جاي من الحديقة دي، صوت واحد بيزعـ.ـق، لما ركزت شوية كـ.. كان صوته وهو بيقول
"إزاي يعني.. وتتخلي عني عادي كده؟! أنا كل الناس إتخلِّت عني في الدنيا دي!!"
بدأت أقرَّب برَّاحة، مش عايزاهم يحسّوا بيَّا، وفجأة لقيت في رسالة جت على تليفوني كـ.. كانت من رقم برايڤيت مقدرتش أعرفه، فتحتها لقيتها مكتوب فيها
"أوعي تيجي.. إمشي.. مينفعش تشوفي اللي هيحصل"..
بدأت أتوتر تمامًا، وفجأة سمعت صوت خطيبي وهو بيزعق تاني وبيقول
"إنتِ ماسكة التليفون وأنا بكلمك؟!!!"
بصِّيت ناحيتهم، لقيت البنت ماسكة التليفون وبتبصلي، مش قادرة أشوف ملامحها، حاسَّة إني أعرفها، هل هي من سكان العمارة، أكيد، لأنها طلعت منها، بس مين؟!
بدأت أقرَّب أكتر، فلقيت رسالة تانية جاية ليا من نفس الرقم البرايڤت ده، مكتوب فيها
"غيري قرارك المره دي.. إمشي.. إنقذي نفسك!!"
بدأ يتعـ.ـصب عليها، فهمت ده من صوته العالي ونبرته، الرسايل موتراني، حاسَّة إن البنت دي اللي بتبعتهم ليَّا وكأنها شايفاني، أكيد عارفاني ما هي معايا في نفس العمارة، بس بتحذرنـ.ـي من إيه ؟!
صوته العالي، خلَّى جسمي كله يتنفض بالتزامن مع الرسايل، بدأت أقرَّب، يعني إيه اللي ممكن يحصل، ما أنا كل قراراتي كانت غلط مش هتيجي على دي،
وفجأة لقيتها بتشاورلي بتليفونها وهو منوَّر وبتصـ.ـرَّخ وبتقول
"إمشي.. إمشي من هنا بسرعة.. أوعي تيجي!!!"
بعدها بدأ خطيبي يهدِّيها، ولما مسكتتش خبط راسها في الشجرة اللي كانت وراها بإيده بكل قوة، وقعت البنت على الأرض، ووقع التليفون من إيدها ونوَّر الكشاف بالغلط بعدها بدأ خطيبي يبص عليها في صدمه، حط إيده على رأسه وهو بيقول
"أ.. أنا عـ.. عملت إيه.. إيه اللي أنا هببـ.ـته ده.. بـ.. بس تستاهلي.. أنا محدش يتخلَّى عني ولو حتى يوم.. إ.. إنتِ سامعاني؟!!"
قعد بعدها على الأرض، ومسك طوبه وبدأ يكسَّـ.ـر راسها.. كنت سامعه صوت جمجمتها وهي بتتفـ.ـرم من قوة الضـ.ـرب، نفَسي كان بيروح، بحاول آخده، معدتي قلبت عليَّا ولما حاولت أبص للمره الأخيرة قدرت أشوف المتبقى من ملامح وشها لما نور الكشاف عكس على وشها.. ملامحها كانت قريبة.. قريبة جدًا من ملامحي.. وكـ.. كأنها أنا.. لا د.. دي أنا.. أنا كنت بحـ.ـذَّر نفسي من البداية؟! إزاي؟! أ.. أنا مش فاهمة أي حاجة..
كل الأفكار والصدمة دي راحت من راسي، لما بدأ يبص ناحيتي، وإيده كلها د.م، بدأت أرجع لورا، كانت رجلي تقيله وأنفاسي أتقل.. بدأت أجري، بحاول إني مش أقع ورجلي بتخبط في بعض، قدرت أوصل، كان سريع أوي، بيجري ورايا، وقبل ما أوصل لبوابة العمارة،
حسِّيت بـ.. بصُداع رهيب جدًا في راسي،
غمضت عيني مش قادرة أتحرَّك ولا أفتحها وفجأة فتحت عيني لما الصُداع بدأ يخف، لما فتحتها لقيت نفسي لسه جوَّه العمارة، سانده بإيدي على الحيطه اللي جنب بوابة العمارة..
ولما بصيت برَّه البوابة، شُفته كـ.. كان خطيبي واقف مستنيني، يعني أنا وافقت إني أنزل وأقابله طـ.. طب وكل اللي حصل ده كان إيه ؟! هل كل ده لسه محصلش أصلًا؟!
إفتكرت إني النهاردة في عيد ميلادي إتمنيت أمينة
"إتمنيت إني لو أقدر آخد قراراتي صح في حياتي"
قالوا إن أي أمنية بتتمنيها في عيد ميلادك بتتحقق خلال الـ 24 ساعة، بدايةً من منتصف الليل لتاني يوم..
يعني أنا أمنيتي إتحققت لأني أنا اللي كنت بحـ.ـذر نفسي، إني لو وافقت ورُحت معاه هتنتهي حياتي على أيده بسبب أنه مبيعرفش يسيطر على نفسه وقت ما بيكون غضـ.ـبان؟!..
فهمت كل المشهد اللي شفته في اللحظه دي، بعدها سمعت صوت خطوات رجل حد داخل العمارة ولما بصِّيت كان هو وهو داخل العمارة،
بصيت ناحيته والمره دي عرفت قراري هيكون إيه.. قراري هيكون إني هرفض ومش هروح معاه مهما حصل؛
والمره دي كانت أول مره آخد فيها قرار كان السبب في إنه ينقذ حياتي.