قصة رعب كنت قاعد في اوضة مكتبي الفصل الاول عبد الفتاح عبد العزيز
كنت قاعد في أوضة مكتبي ببحث في ملف القضية الوحيدة اللي تحت إيدي لما سمعت صوت خبطات على باب المكتبفرفعت عيني عشان ألاقي واحدة واقفه قدامه وبتقول بصوت متلجلج
_آسفه جدا،، انا لقيت باب الشقة مفتوح ومالقيتش سكرتيرة بره
=اتفضلي يا فندم،، انا اللي آسف،، السكرتيرة سابت الشغل بقالها كام يوم
فقربت من مكتبي وقعدت على كرسي من الكرسيين المسنودين لمقدمته...
كان واضح انها في اوائل التلاتينات،، جميلة جدا،، بس على الرغم من كده كان باين على وشها خليط من التوتر والقلق والكآبة،، والخليط دا مش غريب على عميلة واضح إنها أول مرة تدخل مكتب محامي،،
لكن الغريب إني حسيت بإنقباض شديد مجرد ما قعدت قصادي،، أه طبيعي إني أحس بطاقة سلبية من هيئتها الكئيبة لكن مش بالفظاعة اللي حسيتها دي ...
فهوّيت الكرافت شويه وقلت=تحت أمرك يا فندم،، إيه الخدمة اللي ممكن أقدمها لحضرتك...
فبصت في الأرض بشرود بعدها رفعت عينيها ناحيتي وقالت_انا عايزة أرفع قضية خلع على جوزي،، بس ممكن أعرف الأول أتعاب حضرتك كام،، والقضية ممكن تاخد وقت أد إيه،، وإيه مطلوب مني غير الأتعاب...
الصراحة كنت متوقع إنها قضية خلع أو طلاق،، لكن سواء كانت خلع أو غيره،، فانا ماصدقت أصلا يدخل عندي عميل جديد،،
فابتسمت=الاتعاب دي آخر حاجه هنتكلم فيها،، لكن بصفة عامة القضية ممكن تخد ست شهور عشان الجلستين بتوع محاولة الصلح بينكم وباقي اجراءات القضية، لكن حضرتك مستعده تتنازلي عن النفقة بكل أنواعها ومؤخر الصداق،، وترجّعي المهر اللي هو متمثل في الدهب أو أي مهر تاني أمهرك بيه،، ولا نحاول نخليها قضية طلاق
_مستعده اتنازل عن كل حاجه،، ومش عايزه منه أي حاجة،، غير إني أخلص منه ومن بلاه
=طيب ممكن أعرف سبب رغبتك في الإنفصال،، أقصد طبعا السبب اللي ممكن نكتبه في عريضة الدعوى،،
_الضرب والإهانة وسوء المعاملة واستحالة العشرة
=طيب والكلام دا هنعرف نجيب عليه شهود؟؟
_مفيش غير أمي واخويا الصغير وممكن بردو حد من جيرانها، اللي كانوا بيشوفوني كل اسبوع ولا ١٠ ايام جايه عندها معيطه واقعد يومين تلاته غضبانه وبعدها ارجع تاني
=طيب مفيش حد من جيران مسكن الزوجية ممكن يشهد معانا؟؟
_ماظنش إن حد شافني او سمع بيا وانا بتضرب وبتهان
=لا انتي فهمتيني غلط،، انا ماقصدش انه يكون شافك بتضربي أو سمعك،، انا قصدي حد يشهد انه شافك أو سمعك وانتي بتضربي
_مش فاهمه،، هو هيشهد ازاي بكده وهو مشافش ولا سمع
فابتسمت ابتسامة واسعة=حد من الجيران يكون تبعنا ومستعد يشهد بكده حتى لو ماشافش..
فاتوترت وبدأت تلعب في صوابعها،، فقومت ناحية البويلر عشان أشغله لما اتسمرت مكاني ساعة ما سمعتها بتقول_أكيد في،، بس ندوّر..
اللي سمرني في مكاني ماكانش الجملة اللي قالتها،، لكن نبرة الصوت اللي قالتها بيها،، كانت نبرة صوت غليظة غير صوتها الناعم نهائيا كانت بتطلع الكلمات من زورها وكأنها مخنوقة فلفيت وشي ناحيتها لقيتها راجعه براسها لضهر الكرسي وباصه للسقف ومبرقه عينيها وجسمها مشدود
فقربت منها وانا حاسس إن قلبي بينتفض مش بيدق،، لغاية ما قعدت على الكرسي اللي قدام كرسيها وانا بقول_يا مدام،، يا مدام..
وقتها اللي وترني اكتر انها ماكانتش بترد،، زي ما تكون غايبة عن الوعي وفي نفس الوقت مبرقة عينيها وباصة للسقف وحاسس إن في صهد جاي من ناحيتها،، فروحت جيبت إزازة مياة من جنب البويلر واخدت شويه في غطا الإزازة وسميت الله ورميتهم على وشها،، فكحت وشهقت وبعد كدة اتعدلت وكأنها كانت في حلم،، لدرجة إنها إتفاجئت من كوني واقف جنبها وراشش مياه على وشها فوقفت بسرعة وقالت_هو إيه اللي حصل؟!
=انا مش عارف يا فندم،، انا لقيتك راجعه براسك لورا ومبرقة عينيكي لكن زي ما يكون مغمى عليكي وانتي مفتحة...
فهزت راسها بمعنى التفهم وقعدت تاني
فروحت قعدت على كرسي مكتبي وسألتها
_ممكن أفهم إيه اللي حصل دا؟؟
=هو جوزي الله يجحمه،، اللي عايز يموتني ولا إني اسيبه واهرب منه
_ماله جوزك ومال اللي حصل دا
= هو اللي عاملي عمل ولا ساحرلي سحر
_طيب وهو ممكن يعمل كده ليه؟؟
=انا وجوزي متجوزين من خمس سنين،، كان جواز صالونات لكن مع الوقت حبيته جدا لإنه كان طيب وحنين،، لكن بعد سنة من جوازنا تقريبا اكتشفنا إنه عنده مشاكل في الخلفة،، وبدأ ياخد علاج على أمل أنه يتحسن،، وفضل يخد العلاج دا سنه كاملة لكن ماكانش في جديد ولا كان في تحسن حتى لما جربنا الحقن المجهري مانفعش،،
وبعد السنة دي ابويا اتوفى وكان سايب بيت كبير وحتة أرض مباني ورا البيت ورثتهم انا واخويا الصغير وامي،، البيت بالارض اللي وراه تمنهم يدخل في تمانية مليون جنية،، يعني انا حقي فيهم اتنين مليون وتلتميت الف تقريبا،، فمن بعد ما ابويا مات وجوزي حس إني بقا معايا ورث،، ومع مرور الوقت وعدم تحسن حالته بقا شكاك بشكل غير طبيعي،، دايما حاسس اني هسيبه واتخلى عنه،، مع اني كنت مستحملة وراضية خاصة إني كنت لسه بحبه والدكاترة كانوا بيقولوا إن في أمل ،،
لغاية ما جالي في يوم بعد وفاة أبويا بسنة يعني بعد تلات سنين من جوازنا،، وقال لي إنه عايزني اتفق مع امي ونبيع حته الارض اللي ورا البيت ولو طلعلي منها مليون جنية اعطيهولوا يعمل مشروع قطع غيار سيارات وانه هيكتب المشروع باسمي...
ساعتها قاطعتها وقلت_وطبعا انتي رفضتي
=بالعكس والله،، انا فعلا روحت عرضت الموضوع على امي لكن هي اللي رفضت وقالت لي مش هتعرفي تثبتي لنفسك حق في المشروع دا وخلي فلوسك بعيد عن فلوسه،، ماحدش عارف الأيام مخبية إيه،، خاصة انه مبسوط ماديا وتجارته شغاله،، لكن هو زي ما امي قالت كان عايز يريطني برابطة غير الجواز،، عايز يخلي في خرم الإبرة كام خيط
_طب وانتي عملتي ايه؟؟
=رجعت له وقلت له إن أمي مش موافقة دلوقتي،، ولما أحمد أخويا يكبر شوية ممكن نبيع الأرض ويعمل المشروع وتبقى تساعده انت فيه او تشاركه
_ها وإيه اللي حصل بعد كده؟؟
=من بعدها بدأ يتغير بزيادة،، وبدأت علاقتنا تتوتر في السنة الرابعة وخناقاتنا تزيد لدرجة إني غضبت مرتين عند امي وهددته في المرة التانية بإني هرفع عليه دعوة خلع لكن بعدها اتصالحنا ورجع بقا كويس خالص لمدة كام شهر لغاية ما لقيته من تسع شهور كده جاي يقول لي إن إحنا غلبنا لف عالدكاترة ومافيش نتيجة وإن إحتمال يكون حد ساحرلنا عشان مانخلفش وإن في واحده شيخة اكتر من حد وصفهاله وبيقولوا سرها باتع
_وانتي وافقتي على الدجل دا؟؟
=للأسف وافقت عشان مايظنش بزيادة إني بتهرب منه
_ها وإيه اللي حصل؟؟
=روحنا للشيخة،، كانت في قرية قريبة،،
ف من أول ما دخلت صالة البيت اللي كان في الدور الأرضي وانا حسيت اني مش مرتاحة،، لكن هو كان بيطمن فيا،، واحنا قاعدين مع بعض على الكنبة اللي في الصالة لغاية ما دخلنا عندها أوضتها،،
كانت ست عجوزه قاعدة على الأرض وقدامها مجمرة طالع منها ريحة بخور مقرفة،، ومافيش في الأوضه غير المجمرة والفرشة اللي قاعدين عليها وصندوق خشب وراها وشمعايه واحده منوره
فسمعت شكوتنا وبعد كده رمت سبع حفنات بخور فوق النار وهي بتمتم وبعد كدة غمضت عينيها لثواني ورجعت فتحتهم وهي بتشهق كإنها طالعة من تحت المياة وقالت
_معقود عليكم سحر سفلي من واحدة طرفك...
وشاورت براسها ناحية جوزي اللي رد عليها بلهفة
=ماتعرفيش مين يا جدة؟؟
_مش مسموحلي أقول والا احترق مجلسنا وداب لحمنا في لمح البصر
=طب والحل يا جدة؟؟
ساعتها قامت من مكانها وقربت عليا وطلبت مني أكشف راسي،، وبعد ما كشفتها حطت إيدها على راسي ورجعت تتمتم تاني
وقتها حسيت إن لهب الشمعة إتهز ،، وبدأ يميل ناحيتنا وكإن في ريح بيتحرك فوقه متجه لينا،، بعدها بدأت أحس إن جسمي بيبرد لدرجة اني بدأت ارتعش واتنفض وللحظه حسيت اني غيبت عن الوعي واني مش شايفه غير سواد حواليا وصوت التمتمه بقا بيرن في ودني كإنه جاي من بعيد أوي،، لغاية ما خلصت تمتمه فراحت شدت شعرايه من راسي وقتها رجعت الرؤية لعيني فجأه،، كنت بنهج ونبضات قلبي سريعه وخالد جوزي بيهدي فيا فقلت له بصوت واطي عايزه امشي حالا وفعلا قمنا وقفنا فوقتها طلبت من جوزي حاجه معينه ماينفعش اقولها عشان تكمل حل السحر
وقتها قلت لها_مش مهم،، كملي..
فكملت كلامها وقالت=جوزي رجعلها تاني يوم بالحاجه اللي طلبتها منه وعطيت له حجابين واحد ليا وواحد ليه وقالت إن سحرنا إتحل لكن الأحجبه دي ماتفارقناش ولا صبح ولا ليل،، وفعلا بقا الحجاب معايا على طول
_وحملتي؟؟
=لا ما حصلش،، وعشان كده جوزي رجعلها بعد شهرين،، ففهمته ان الشيطان اللي كان معقود علينا راح لكن الموضوع هيخد شوية وقت على ما أثاره في جسمنا تختفي ويحصل الحمل
_ها وبعدين؟؟
=من بعدها بدأت أحس بجفاء شديد بيزيد بينا،، غير اي جفاء حصل قبل كدة،، علاقتنا بدأت كل ما يمر الوقت كل ما تدبل،، خناقاتنا بدأت تكتر وبقا يمد إيده عليا وكنت ساعتها ببقى زي المجنونة وأرد عليه الضرب بأي حاجه تيجي في إيدي واوقات تانيه لما كنا نيجي نتخانق كان يحصل لي نفس الحاله اللي انت شفتها،، اغيب عن الوعي،، وماعرفش ايه اللي حصل وبعد ما افوق الاقي اثار ضرب على جسمي،،
حتى بالنسبة للعلاقة الزوجية بقت في النادر ان تحصل وبقا معظم الوقت بينام في أوضه وانا انام في اوضه،، في حين بقيت بحلم أحلام غريبه واقوم مفزوعة من نومي احس ان كان في حد معايا .....
ساعتها رديت عليها_فاهم فاهم،، كملي...
= في التسع شهور دول غضبت اكتر من مره عند أمي وعلى قد غيظي منه كنت أروح عندها أهدى شويه وبعد كده تصالحنا على بعض وارجع تاني ليه ازاي مش عارفه،،
وطلب مني كام مرة نرجع نروح للدجالة فكنت برفض رفض تام،،
لغاية ما اكتشفت من كام يوم انه بيتردد عليها كل فترة،، واكتشفت ان بقا معاه بدل الحجاب خمسه او سته،، بقا بيلجأ لها بخصوص شغله،، لو عايز يأذي منافس،، او عايز يحبب عميل فيه،، بقا بايع دماغه ليها،، ويوم ما اكتشفت الموضوع دا كانت اكبر خناقة بينا،، واللي مش فاكره بالظبط إيه اللي حصل فيها،، وكل اللي فاكراه إني لما فوقت مالقيتوش في البيت فلميت هدومي وروحت عن امي وانا ناويه تكون روحه بلا رجعه،، ومجرد ما وصلت عندها نزلت على أقرب محامي اللي هو انت،، انا مش عايزه ارجعله تاني،، وحاسه انه عاملي عمل او سحر عشان كده برجعله كل مرة،، ساعدني ارجوك انا عايزة اتحل منه وهعملك التوكيل اللي انت هتطلبه وترفع القضية واوعى ترجع فيها حتى لو جيت لك وقلت لك الغيها،،
ساعتها هديتها وقلت لها_خلاص احنا هنتقابل بكره تعمليلي توكيل التقاضي وتوكيل خاص عشان بعض المسائل في دعوى الخلع،، وهتجيبيلي الاوراق اللي هكتب لك عليها،، وحاولي تتماسكي لغاية ما نخلص القضية دي وتخدي الطلقة البائنة وفي نفس الوقت حاولي تروحي لشيخ محترم يقرأ عليكي ويرقيكي...
وساعتها استأذنت وسابتني بعد ما سابتلي عربون ورقم تليفونها،، وانا عمال افكر في الحوار الملغبط دا كله وبفكر هعمل ايه في القضية دي قصاد راجل ابن سوق وكمان بتاع سحر واعمال،، وشكله راجل مؤذي،، كنت بفكر حتى ارفض القضية وارجعلها عربونها،، انا بردو لسه يدوب فاتح المكتب ومش حمل سحر وشعوذة من اولها وقبل ما استرسل في تفكيري لقيت تليفون المكتب بيرن برقم غريب فرديت وقلت
_صلاح اسماعيل المحامي،، مين معايا
لقيت صوت غليظ بيقول= انا جوز الست اللي كانت معاك من شويه،، ومحتاجين نقعد مع بعض قبل ما تفكر تعمل أي حاجه
الفصل الثانى من هتا