اسكريبت طلب من شخص مش غريب كامل بقلم رين
أنا مش هقدر أستحمل اللي بيحصل ده.. أنا كنت راجعة لوحدِّي وفجأة لقيت حد تاني معايا في العربية، شخص تاني أنا معرفهوش..
أنا بشتغل مُمرِّضـ.ـة ويومي النهاردة بدأ ينتهي بشكل غريب ومُـ.ـرعب لما في البداية كنت واقفة في الريسيبشن النهاردة وكان في طفل صغير واقف بصِّيتله،
لفت إنتباهي..
كان واقف لوحدة
بصراحة مقدرتش أسيبه لوحده كده فقررت إني أسأله وأشوف ماله فسألته :
- مالك واقف كده ليه؟! ماما فين؟!
= ماما هنا!
- فين؟!
= في الأوضة دي!
- حد من العيلة تعبـ.ـان؟!
= اه.. أنا!!
- طب إزاي سايبينك كده طالع من أوضتك.. تعالى إنت بردان كده ليه؟!
= خلِّي ماما تبطل عياط..
- وهي بتعيَّط ليه؟!
= عشان زعلانه..
- زعلانه عشان إنت تعبـ.ـان؟!
= لا!
- أمال زعلانه ليه؟!
= عشان أنا مُـ.ـت!
الابتسامه اللي كانت على وشي إختفت، رمشت بعيني وأنا مش مصدقة،
رجعت خطوة لورا وبصِّيت حواليَّا..
حسِّيت بقشـ.ـعريرة في جسـ.ـمي من الخوف، هل في طفل ممكن يهزَّر بكلام زي كده، مفيش ثواني وإتأكدت لما عيني جت على الأوضة،
شُفت واحد ميـ.ـت طالع منها على سرير، عرفت لأنهم مغطـ.ـين وشه، باين من جسمـ.ـه إنه ضعـ.ـيف وصغير، رفضت إني أصدق، الطفل إختفى، قرَّبت وكل خطوة من رجلي بتشد التانية، عايزة أفهم، وقفت الممـ.ـرضين، بصّولي بصَّه غريبة، مهتمتش، وبدأت أشيل الغطـ.ـى من عليه عـ.. عشان أشوف مـ.. ملامحه.. إ.. إزاي أنا لسه متكلمه معاه أنا متأكدة.. أيوه.. أنا شُفته،
وإتكلمت معاه أنا متأكدة..
كان باين على ملامحي خضتي، ده مش طبيعي، مسكتني إحدى زميلاتي لما لاحظت عليَّا ملامح الخوف، بصِّيتلها، اه نفسي أحكيلها، بس لا، أنا عارفاها هتروح تحكي عني يمين وشمال، وفي الآخر هخسـ.ـر شغلي أنا متأكدة، أصل الناس لما بتسمع القصص دي من أي حد، وخصوصًا لو أنت مصدقها أوي وبتحاول تقنع حد إنك شُفتها بيقولوا عليك مجنـ.ـون فقررت أسكت،
بس هو رجع تاني،
مكنش عايز يمشي، قعد جنبي، مسكني من أيدي، حسِّيت بيه، مقدرتش أفتح بوقي، عيونه كلها بقت سوده، لا مش بتخيل ده حقيقي، وشه بدأ يزرَّق، وإتحوَّل لصوت واحد عجوز، من بحِّته المحشـ.ـرجة وهو بيقولي آخر مره
"قولي لماما تبطل عياط"..
شفت أمه طالعة، هو اللي شاورلي عليها، قُمت جري من مكاني، مسكتها، معرفش عملت كده إزاي، بـ.. بس كنت خايفة جدًا، عايزة أنقـ.ـذ نفسي وفجأة قولتلها لما كانت منهـ.ـاره
"متعيطيش.. هو دلوقتي في مكانه أحسن.."
حاولت معاها كتير لحد ما هديِّت، بعد مجهود كتير، وحكيتلها عن تجاربي وفي نص الكلام قولت أنه هيرتاح لو بطلت تعيط وأنه نفسه يشوف إبتسامتها دلوقتي..
بدأت تهدى،
ما هي مش مستوعبة أنا بقول إيه وأكيد مش هتبقى مركزة في الوضع اللي هي فيه ده فكانت فرصة كويسة أنها متركزش في كلامي المجـ.ـنون، بس في آخر كلامها حطت أيدها على أيدي وقالت
"هو كان دايمًا كان بيقولي كل ما تفتكريني إبتسمي يا أمي.. معرفش عرفتي إزاي.. بس أنا لازم أسمع كلامه.. هو دلوقتي في مكانه أحسن.. هحاول يابنتي.. هحاول.."
عارفه انها هترجع تعيط تاني، بس على الأقل هتفتكر كلامه فهترجع تهدى تاني،
يمكن كانت محتاجة أنها تفتكر، الموضوع صعب وبالنسبالي مرعـ.ـب جدًا..
خلص الشيفت بتاعي، إرتحت شوية،
أخيرًا همشي من المكان ده النهاردة،
لبست الچاكيت بتاعي وخدت شنطتي وقررت إني هروَّح جري، هستريح في بيتي،
نزلت..
خدت عربيتي ومشيت، سمعت صوت، صوت عصافير بطنـ.ـي سامعاها في وسط الهدوء اللي في العربية وقفت قدَّام أحد المحلَّات، خدمتهـ.ـم كويسة شوية، يعني متاح لو أنت حابب تطلب بدون ما تنزل من عربيتك، عشان الجو بارد جدًا اليومين دول،
جالي واحد من أحد العـ.ـاملين في المحل أول ما شفني وقفت بعربيتي وسألني :
- تطلبي إيه يا فندم؟!
= هطلب حاجة خفيفة كده للسحور..
- شخص واحد ولا شخصين؟!
= شـ.. شخصين؟! مـ.. مين؟!
- اللي قاعد ورا في العربية يا فندم؟!
= بصِّيت لورا.. لقيت واحد قاعد.. شاب.. طويل.. بيبصلي وفي إبتسامة على وشه غريبة.. ساذجـ.ـة.. مكنش بيتحرَّك وعيونه بتراقـ.ـبني!
الأدرينالين عندي هو اللي خلَّاني أدوس بنزين، جريت بالعربية وهو معايا فيها، تصرف ملوش أي علاقة بالمنطق، كانت عيوني عليه، ببصله من المرايا، صدقني مش عارفة أجمع حروفي وأرد عليه.. رجعت لوعـ.ـيي لثواني،
وقَّفت العربية..
ولسه هفتح الباب
سمعت صوتها وهي كلها بتتقفل، أ.. أنا مقفلتهاش، حاولت أفتح الباب مش قادرة، حاولت مش قادرة..
في صوت.. صوت حاجـ.ـة بتتقـ.ـطع.. كـ.. كان جـ.ـلد الكرسي اللي قاعد علية، بدأ يغـ.ـرز صوابعة فيه..
حرَّكت عيني ناحيته بهدوء ولسه ببص في المرايا ملقيتهوش، ورجعت أبص ورا على الكنبة، إ.. إختفى حسِّيت بحاجة قدامي، كنت خايفة أرجع براسي، لـ.. لقيت راس مقـ.ـطوعة على ر.. رجلي بتتكلم، صـ.ـرَّخت ويكاد صـ.ـراخي وقتها يكـ.ـسر إزاز العربية من شدته، وقال بصوت مبحـ.ـوح
"أنا تايه وعايز أرجع لمكاني!!"
مكنتش قادرة أتكلم،
غمضت عيني وفتحتها كل شئ رجع لمكانه، وهو رجع تـ.. تاني وقعد ورا.. قالي بكل هدوء وقتها
"شوفي العربية.."
دوست بنزين وأنا مزهولة، وبنهج، شوية ونفسي هيتـ.ـقطع من اللي بشوفه،
فضلت ماشية والدركسيون حرفيًا بيروح في كل إتجاه بدون ما أحرَّكة، دخل كام شارع، وأنا أيدي بتتحرك مع الدركسيون وفجأة العربية وقفت.. وقفت قدَّام أرض أ.. أنا عارفاها.. أرض مقـ.ـابر.. وفجأة العربية إتفتحت، نزلت قبلة وبعدت عن العربية، وهو نـ.. نزل منها.. بدأ يمشي خطوة ورا التانية ناحية المقابر وفجأة إختفى..
جاتلي رسالة من أختي بعدها..
فتحتها وكتبت وأيدي بترجف الرسالة دي، فكَّرتني بهزر طبعًا.. قولتلها إني في الطريق وجايَّة..
مش فاهمة، أنا مش فاهمة..
بس دُوست وقتها بنزين بكل قوة، ومشِّيت،
دخلت البيت وقفلت الباب عليَّا، وأنا قاعدة على الكنبة قدامه، وأنا مش فاهمة اللي بيحصل ده إيه، قعدت أختي ومن حالتي عرفت إني عشت يوم مرعـ.ـب فحكيتلها.. أنا طول عمري بحكيلها، تقريبًَا صدقتني، مقدرش أتأكدت أنها صدقتني تمامًا.. محدش يقدر يصدق اللي شوفته ده.. عشان كده لما بيحصل معانا الحاجات دي ساعات بيسيبونا نعيش لأنهم متأكدين أن مفيش حد هيصدقنا لما نحكيلهم..
مين دول، هـ.. هل دول كانوا أرواح؟!
أرواح بتدوَّر على اللي يساعدها؟!
هل لأني مـ.ـمرضة وطبيعة شغلي إني أساعد المـ.ـرضى ودلوقتي بقى دوري إني أساعد الأمـ.ـوات.. مش عارفة
بس الأكيد،
إنه لو في يوم جالك حد أول مره تشوفه طلب منك طلب غريب أوعى تتجـ.ـاهله وخصوصًا لو كان ميـ.ـت لأنك أكيد هتساعده؛
لأنه بكل بساطة مش هيسيبلك حرية الإختيار.