![]() |
قصص الحب المستحيلة اتسجلت في التاريخ وافلام الكارتون وكلنا اتأثرنا بيهم.
لكن منهم قصص كتير حصلت في واقعنا بشكل مؤلم اكتر ومحدش سمع عنهم حاجة نهائي.. زي مثلًا قصة جميل وسلطانة الـ هزت ارض المنصورة سنة ١٩٦٠.
أهل المنصورة معروفين من زمان بأنهم بيمتلكوا چينات جمال مختلفة وخاصة بيهم بالتحديد في الإناث أكتر.
وعلى الرغم من وجود بنات كتير في قمة الجمال وقتها لكن كان في بنت اسمها "سلطانة" جمالها غير طبيعي، لدرجة أن كل الـ بيشوفها بيشكك في هويتها كمصرية.
سلطانة من شدة جمالها كانت معروفة جدًا في بلدها والعين عليها بزيادة ومفيش شاب من رجالة منطقتها حاول يتقدملها لأنهم شايفين أنها كتير على أي شخص وهيتم رفضهم بسهولة.
على الجانب الآخر بقا كان في شاب من المنطقة أسمه "جميل"، وبعيدًا عن أنهم بيقولوا كل واحد له نصيب من معنى إسمه، إلا أن جميل ده شكليًا ماكنش جميل نهائي.
كان شاب نحيل وقصير ووشه طويل من كتر الرفع وشعره أسود خفيف ودايمًا محلوق وحتى مظهره يمكن أقل من العادي.
لكن جميل كان بيمتلك الأهم من كل دول، وهما الاخلاق والدين.
كان إنسان مُلتزم وكل المنطقة بتنتظر صوته وقت الآذان والشباب الصغيرة بيلجأوله في أي استشارة دينية.
جميل كان بيحب سلطانة من طرف واحد بشكل مرعب، لدرجة تخليه بينام وبيقوم بيحلم بيها وبيدعي ربنا في كل آذان يكتبهاله من نصيبه، رغم أنه لا مقتدر ماديًا ولا في أي إشارة تقول إنه يستحقها، لكن هو كان متيقن أنها لو عرفت معدنه وقربتله هتحبه وترتاح معاه.
وفي يوم قعد جميل اتكلم مع شيخ الجامع عم حسن وسأله "لو أنا محتاج اتقدم لبنت وخايف ترفضني، اعمل ايه؟ اسألها الأول في اي فرصة تجمعني بيها ولا ادخل من الباب واتكل على الله؟".
الشيخ حسن كان راجل كبير في السن وقاله "بص يابني عن تجربة لو عايز تبدأ في طريق متلفش حواليه، ومفيش عبد اتكل على ربه وخاب ظنه.. ادخل البيت من بابه وتيقن لو ليك الخير في البيت ده ربنا مش هيخذلك".
اتشجع جميل جدًا بعد كلام الشيخ حسن، وتاني يوم جاب كيسين فاكهة وطلع اتقدم لسلطانة وقال لابوها "بص يا عمي أنا عارف أن سلطانة تستحق الاحسن مني مليون مرة، لكن تأكد إني لو أملك الدنيا بردو هشوفها قليلة عليها.. أنا دخلت البيت النهاردة وأنا عارف أنها مؤكد هترفضني، لكن حبيت اوضح حاجتين، الحاجة الأولى هي غرضي في طلب الحلال من سلطانة، والتانية إني مش جاي لأجل جمالها زي ما عرسان كتير هتيجي.. أنا جيت لأن ربنا جعل في قلبي الحب ليها ولو مفيش نصيب فأنا نصيبي من الدنيا خدته في حب سلطانة ومش عايز جواز طول عمري من غيرها خلاص".
بلغوه أهلها أن كمان اسبوع هيردوا عليه بعد ما يشوفوا رأي بنتهم، وخلال الأسبوع ده اتذاع في المنطقة أن جميل النحيف عشمان في موافقة سلطانة عليه والشاب بدأ ياخد في تنمر وسف رهيب من كل الجيران.
كان اصعب اسبوع يمر على جميل لدرجة أنه مبقاش حابب يخرج للشارع تاني ولا يشوف حد، لحد ما تفاجئ بوالد سلطانة جاي وبيبلغه بموافقة سلطانة عليه وتحديد موعد خطوبة علنية.
شباب المنطقة اتجننوا من الخبر.. إزاي المسخ ده توافق عليه سلطانة؟ أكيد مجبرة.. اكيد عملها عمل.. وبدأ الكلام والاشاعات تنتشر من هنا.
فرحة جميل بالخبر عوضته كل الضغوط الـ اتعرضلها، وتلاشى تمامًا كلام أهل المنطقة عنه وتركيزهم معاه.
وتمت خطبة جميل بسلطانة.
سلطانة خلال فترة الخطوبة شافت في جميل الـ مش في أي راجل غيره.. قدرت تفهم يعني إيه متحكمش على راجل من مظهره زي ما ابوها قالها وهو بيقنعها توافق وتشوف معدنه الأول.
وبدل ما كانت متوقعة أنها هتفركش من أول شهر، بقت تحكي لاصحابها وجيرانها عن قصة الحب الرهيبة الـ نشأت بينها وبين جميل.
سلطانة كان صوتها حلو هي كمان جدًا زي جميل، وكل ما تتجمع مع صحابها ماكنتش بتغني غير أغنية واحدة بس "حبيت جميل، ياريتني ضله" وصوتها بيملى الدنيا حب وبهجة.
فات سنة واتنين والناس الحقودة منتظرين خبر انفصال جميل وسلطانة، لكن بردو ربنا خيب ظنهم واكتملت الجوازة على خير وفاجئوا المنطقة بخبر كتب كتابهم.
يوم كتب الكتاب بعد ما رجع جميل وسلطانة الشارع بزفة بسيطة ومعاهم أهاليهم بيباركوا ويرقصوا، وفي وسط الفرحة الكبيرة دي كلها تيجي شعلة نار من حيث لا يعلمون تمسك في فستان سلطانة وتتحرق رغم محاولات جميل والمعازيم في إنقاذها، إلا أن النار كانت بتزيد بشكل غريب ومرعب!
جميل اغلب جسمه اتحرق وهو بيحاول يطفيها ويموت معاها وانقذوه بصعوبة هو كمان، لكن سلطانة متلحقتش.
عيون الناس وتركيزهم في حياة غيرهم بتأذي وبتدمر وهما معتقدين أن حياتهم اسوء ما يكون رغم أن يمكن حالهم أفضل مليون مرة.
عاش جميل بعد سلطانة زي الشبح.. بيتحرك في المنطقة ومبيتكلمش ولا كلمة فاقد النطق.
لكن الغريب في قصة جميل أن كل الـ شافوه كانوا بيشوفوا ضل بيتحرك جنبه وملازمه طول الوقت؟!.
مش بس جميل الـ صدق في وعده لما قال مش هتجوز طول عمري إلا سلطانة.
سلطانة كمان صدقت لما قالت "حبيت جميل، ياريتني ضله" وبقت ضله 🖤"