رواية شقاء عاشق الفصل الثاني عشر والاخير
فاقت على ضوء النهار الذى تسلسل عبر النافذة فهى ظلت طوال الليل تقرأ ولم تدرى الوقت
قفلت ومسحت دموعها وعزمت على فعل شئ هو الذهاب لجاسر
نزلت من العمارة وأخذت تاكسى بعد وقت وصلت
طلبت من الطبيب أن تدخل له وبعد محاولاتها وتوسلها وافق
لبس منى الملابس المناسبة ودخلت وجودته وجوه شاحب وجسمه موصول بالاسلاك
قربت الكرسى منه وأخذت تلمس يده
انت ازاى قدرت تحبنى كده
بدأت الدموع تنزل منها انت عارف انى انا كمان كنت بحلم بيك اه والله كانوا بيقولوا عليا مجنون لكن أنا كمان كنت بحبك من غير مااعرف انت مين
عارف انى غفرت لسليم جوزه عليا كنت حاسة أن بخون سليم وانا بفكر فى شخص آخر حقيقة لم أراه لكن كنت اعتبرها خيانة
وكانت تتكلم دموع تنزل منها وهى تحول أن تمسك يده
منى فى سر كمان هقوله ليك يوم ما دخلت عليا فى مستشفى حاسة بيكى راحتك كانت حواليه كنت سماعك بس للاسف افتكرته حلم
انا حبيتك أكتر ما انت حبتنى
انا عارف انك سمعانى وحاسس بيه انا موافقة على انى اتكتب على اسمك يلا قوم
وهنا بداء جاسر بضغط بحركة ضعيفة على يدها
منى هنا فرحت جاسر حبيبى انت فوقت
وفجأة الباب انفتح دخل رامي كان وجه يعتليه الصدمة فهو سمع كل اخر كلمات والدته عندما كانت تتكلم عن الخيانتها لسليم
اخذ يقترب منها إلى أن واقف أمامها دون أى مسافة
أخرج صوته الذى كان يحمل نبرات كلها عدم تصديق : انت فعلا كنت بتخونى بابا معاه ازاي انا دلوقتي بس اقدر افسر سبب البعد إلا كان بينك وبين بابا هو تحامل على نفسه علشان خاطرى
كان يتحدث لم يعرف أن هذه الكلمات كانت بمثابة سكين تنغرز في قلبها فإنها التى تحملت وصبرت من أجله يصفها بالخيانة طب ازاى
أكمل رامى حديثه غير مراعاة لمشاعر والدته وطبعا انا جاءت وكملت وحبيبت بنته دلوقتى بس فكرت ازاى وافق عليا على طول وطبعا اكيد بنته مشتركة معه وقربت منى علشان تجمع بين ابوها وحبيبته
كان رامى يتكلم بصوت مهزوز ودموع تتساقط من عينيه إنت يا ماما انا متوقع ان أى ست ممكن تعمل كده الا انت انا مصدوم فيكى وفى الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها وللاسف هى بقيت مراتى دلوقتى
منى وهى غير مستوعبة أن ابنها وحيدها التى ربته يفكر فيها بشكل ده فهو يراها خاينة لزوجها ايعقل أن يتهمها فى شرفها لا مستحيل لم تدرى بنفسها الا عندما صفعته على وجه : اخرس انت ازاى تفكر فيا كده وسمعت وحكمت من غير ما تسمعني انا عمرى ما ربيتك على القسوة والظلم ده
وضع رامى يده على وجه مكان صفعتها له : كمان بتضربنى عايزانى اسمع ايه وانا سمعتك بودانى وانت بتتكلم عن خيانتك لابويا لا وكمان عايزة تتجوزيه مش محتاج اسال يا مدام منى عن اذنك
خرج رامي وهو مصدوم فهو لم يصدق أن والداته صفعته فهى لم تقوم بهذه الفعلة منذ أن كان صغير وحتى عندما كان صغير لكن لم تكن هذه صدمته الوحيدة فكانت صدمته الاكبر هي أن أمه كانت زوجة خائنة
أما منى فلم تفوق من صدمتها الا عندما خرج رامى وصافح الباب خلفها جلست على اقرب كرسى وظلت تبكى على ابنها الوحيد فهى لم تصفعه طيلة حياته لكن هو من أوصلها لذلك فكيف له أن يفكر فيها على أنها خائنة ظلت تبكى إلا أن سمعت همهمات بجواره
جاسر بتعب : م ن ى
انتفضت منى من مكانها واقتربت منه : جاسر انت فوقت صح انا. حسيت بيدك و دلوقتي قولت اسمى
جاسر بتعب : اااه
منى وهى تمسح دموعها : انا هخرج اشوف الدكتور
جاء الدكتور قام بفحصه و تأكدت أن جميع أعضائه لم تتضرر
خرج بعدها جريت عليه منى : طمنى يادكتور
الدكتور : الحمد لله هو فاق دلوقتى بس
منى بلهفة : بس ايه
الدكتور : المفروض اننا نجهز للعملية لأن أي تأخير زيادة مش فى مصلحته انا دلوقتى كتبت ليه على أدوية هتساعدوا ينام علشان الالم الذي يواجه
منى اكتفت بهز رأسها
استئذان الدكتور ومشى
طلبت منى نور علشان تبلغها وتبلغ ادم
دخلت منى على جاسر قربت منه : تعرف ياجاسر اول مرة احس انى ضعيفة اوى كده وانى محتاجلك لازم تقوم وتكون عزيمة انك تهزم المرض ارجوك حاول علشان خاطرى
بعد شوية وصلت نور كانت منى خرجت من عنده جريت عليها : ايه هو مش حضرتك كلمتنى وقولتى ان بابا فاق
منى : ايوه ياحبيبتى وهو كويس بس الدكتور أعطوا دواء علشان ينام
نور : وهو حضرتك تعبانه
منى : لا
نور : هو رامى مكلمش حضرتك اصل انا بحاول أكلمه مش بيرد
منى عند سماع اسم رامى تغيرت ملامح وجهها : لا مكلمنيش ممكن يكون مشغول
نور حاسة ان فى حاجة منى تحاول تخبيها : حضرتك ممكن تروحى ترتاحي وانا هستنى
وجدت منى أن هذا افضل حل وافقت على أنها تمشى بكره تيجى
خرجت من المستشفى فلم تجد مكان تقصده سواء بيت صديقتها لبنى فهى فى حاجة لشخص ترمى عليه همومها
-----------------------------------------
وصلت منزل لبنى ورنت الجرس فتحت لبنى وجدت منى أمامها فى حالة يرثى لها فوجه احمر وعيونها : مالك يامنى فى ايه
منى لم تقدر على الكلام فاندفعت فورا إلى حضن لبنى وأخذت تبكى
ظلت هكذا إلا أن أفرغت شحنتها كاملة
لبنى : ممكن اعرف حصل ايه
منى مابين دموعها : انا ضربت رامى
لبنى بشهقه : ايه ضربتي رامى ليه
منى قصت للبنى كل شئ منذ قراتها مذاكرات جاسر لحد ضرب رامى ماعدا طبعا موضوع نور
كانت لبنى تفرح تارة وتبكي تارة وهي تسمع من منى حكايتها التى تشبه حكاوى الحواديت أيعقل أن شخص يحب شخص آخر طيلة حياته ويضحى بنفسه علشان فكانت سعيدة لان صديقتها اتحبت حب الاسطورى ده وحزينة فى نفس الوقت انها مقدرتش تمتع بيه وعاش مع شخص زى سليم انانى وفرحت أيضا أنها سوف تسعد بجاسر لكن حزنت لموقف رامى ومرض جاسر
ممكن تهدى يا منى كل حاجة هتتحل انت عارف رامى بيحبك ازاى هو بس مصدوم واول مايعرف الحقيقة هيكون اول واحد يتمنى لك السعادة
منى بامل : يارب
لبنى : ادخلى خد حمام دافئ وحاولى تنام وسيبها على ربنا
مشيت منى من أمام لبنى
-----------------------------------------------------
أما عند رامى
فبعد خروجه من المستشفى ركب عربيته وأخذ يسير فى الشوارع بدون هدف كل الذي يتردد فى ودنه كلمة خيانة وصوت صفعة امه
أخذ يضرب على الدريكسون لعله يخرج شحنة الغضب الا احتلته
اخذ موبيله يرن برقم نور وهو لا يطيق أن يسمع صوتها أو يرد عليه
ظل هكذا إلى أن وصل الى منزله فتح الباب أخذ يتجول ببصره فكل ركن يبحث عن والدته لكي يرمي حموله عليها
لكن خاب ظنه ولم يجدها
حدث نفسه اكيد هناك طبعا ماهو حبيبها
وصل اوضته رمى نفسه على السرير ومش شدة التعب والتفكير ذهب فى نوم عميق
-------------------------------------------------
حاولت لبنى أن تتصل برامى فلم يجيب عليها
فقررت الاتصال بالمنزل ردت عليها الخادمة وعرفت منها أن رامى فى البيت اطمنى قلبها
----------------------------------------------
استيقظ رامى في الصباح وهو يشعر بتعب جسدي واتمنى الا مر به امبارح يكون مجرد كابوس لكن عندما نظر إلى هيئته وجد نفسه بملابسه تأكد أن ما مر به إلا حقيقة قام دخل الحمام فتح الماء وقف تحتها كان يريد أن يطفئ النار إلا بداخله
بعد شوية خرج بداء يلبس هدومه قرر أن لازم يعرف اصل الموضوع
جاءت الخادمة خبطت على الباب : بشمهندس رامى انسه نور بره
رامى وهو بينفخ الإجابة ده : طيب اقدم ليها حاجة وانا خارج
الخادمة : حاضر
وبعد شوية كان رامى يدخل الصالون وباين على ملامحه الضيق
نور لاحظت ده بس نفدت الأفكار من دماغها : رامى انت فين انا بكلمك من امبارح وكمان سالت عليكى ماما منى قالت انك مشغول
رامى وهو يجلس ببرود : انا فعلا مشغول خير
نور بلعت ريقها بصعوبة : خير مالك يارامى فيك ايه متغير
وهنا وقف رامي بصوت كله عصبية : ايه مش عارفة ليه انا اقولك انا ياستى اتخدعت من اكتر اتنين بحبهم فى حياتى وأكمل بنبرة فيها تهكم امى وحبيبتى
نور وقد علمت أن رامى عرف موضوع والداها ووالدته : رامى انا
رامى رفع يده أمامها وأكمل : انتى ايه انت خدعتني زيهم كنت فاكرك بتحبيني زي ما انا بحبك لكن للأسف لا أنت مثلت عليه علشان تقربى ما بين ابوكى وامى الست الا طول عمرى رسم ليها تمثال من البراءة والصدق لكن انكشفت تصوري اني سمعتها وهي تعترف بخيانتها لابويا وانا الي كانت بتصعب عليا شوفتى انا مغفل ازاى
وهنا نور لم تقدر على السكوت أكثر من ذلك : انت ازاى تفكر فى والدتك بشكل ده انت مش طبيعى مستحيل احب اعرفك يا بشمهندس أن والدتك مكنتش تعرف حاجة من مشاعر بابا ليها غير من يومين لما قرأت جواب من بابا يطلب فيه انى أسلموا لأكثر إنسانة أحبها فوجئت انها مامتك تصور انا عشت طول عمرى مفكره انى بابا كان بيحب ماما علشان كده رفض يتجوز بعدها لكن مش ده الحقيقة وكانت تتحدث دموع تتساقط من عينيها رغم كده لما عرفت موضوع بابا ومامتك جاءت وترجيتها أنها تقف جمب بابا فى أيامه الأخيرة وقولت انت هتساعدنى اننا نقرب من بعض لكن للاسف طلعت انسان انانى سمعت وفسرت وحكمت من غير ما تسمع اي كلام من حد لا وكمان بيتهمنى انى محبتكش انا فعلا محبتش رامى الا انا شايفه دلوقتى انا حبيبت رامى اا قلبه كبير مش الانانى
حاولت تمسح دموعها وتبان قوية على العموم الحمد لله انك اكتشفت انى مش مناسبة ليكى قبل ماتتورط اكتر من كده عموما قالت اخر كلامها وهى بتخلع دبلته من يدها وحطتها على الترابيزة دبلتك ايه وياريت ورقتى توصلنى يابشمهندس وانا اسفة قالت كده ومشيت قبل ما تنهار قدامه ازاى رامى الي حبته يفكر انها عملت مؤامرة علشان تقرب ما بين بابها ومامتها معنى كده أن محبهاش لن لو حبها بجد كان عارف انها صادقه في مشاعرها
خرجت نور من عند رامى بعد ما خرجت انهارات لحد ما وجدت يد بطبطب عليها
وكانت يد لبنى فقد جاءت للتحدث مع رامى وعندما وجدت حالة نور عرفت أن أمامها مهمة صعبة
انتفضت نور عند ملمسه لبنى ليها
لبنى : ماتخافيش ده انا
نور لم تجد غير أنها حضنت لبنى وأخذت تبكى : رامى ياطنط بقى شخص تانى تصور أن بتهم ماما منى بالخ ولم تقدر على نطق باقى الكلمة ويتهمنى انا اني مثلت عليه الحب
لبنى وهى تحاول. تهدئتها : أهدى وكل حاجة هتتحل
نور : انا خلاص سبت رامى
شهقت لبنى : مفيش حاجة من دى هتحصل روحى دلوقتى يا نور وانا هتكلم معه وياريت منى متعرفش حاجة حولت نور تعترض لكن لبنى اسمعى كلامى وامشى
مشيت نور وهى بتدعى أن تقدر لبنى تحل المشكلة
لبنى بعد ما نور مشيت أطلقت تنهيدة قوية ودعت ربنا أن يقدرها أنها تصلح الموضوع فمنى تستحق منها أن تقف بجانبها
دخلت لبنى للمنزل وعرفت بوجود رامى فى الصالون
دخلت وجدته يديه رأسه بين كفيه
لبنى : ايه يا بشمهندس يا ترى لقيت ليه تهمة انا كمان
رافع رامى رأسه وجد لبنى أمامه : خير
لبنى بذهول : خير ايه تطردنى زى نور
رامى بحدة : انا مردتش نور هي إلا
لبنى : هي إلا آية وماسكة الدبله اه صحيح هى إلا اتهمتها انها كدبت عليكى
رامى : من فضلك
لبنى : من فضلى ايه انت
قطع كلامها رامى قام وقف بنبرة حادة : اقولك انا ايه انا شخص عاش طول عمره وشايف امه ست عظيمة لكن اكتشفت انها خ وقطع الكلمة لا وكمان يضحك عليا لتانى مرة من البنت الوحيدة اللي حبيتها شوفتى انا ايه
لبنى مصدومة : انت ازاى تفكر فى امك كده تعرف ايه انت عن حياتها العذاب الا شافته امك الا بتتهمها بالخيانة ده عاشت مع رجل انانى مش بيفكر غير فى نفسه كان بيهملها طول الوقت احتاجته كتير حتى لو عملت الحادثة ودخلت المستشفى بين الحياة والموت متفكريش ينزل يشوفها عارف مين الا التبرع بجزء ومن جسمه جاسر وهنا بص ليها بصة معنى ازاى
لبنى كملت كلامها : طبعا احنا معرفناش وقتها من الا عمل كده لان الدكتور بلغنا أن المريض اتوفى وأهله حبه يعملوا كده
جاسر الا بتلومه ده مفكرش ثانية فضل طول السنين يحبها من غير ماهى تعرف حتى لو عرفت أن سليم اتجوز عليها كملت معه علشانك بعد كل ده مصدق انها خيانة انت مستحيل تكون رامى الا منى ربته على الحب
وبعدين هى لو ست خيانة الا جبارها بعد موت سليم انها تتجوز وانت كنت شايف أن جالها عرسان كتير شاورت بيدها على دماغه فكر يارامى قبل ماتخسر. امك وحبيبتك البنت طلعت منهارة صدقنى حكاية منى وجاسر محدش عارفاها الا بعد تعب كان سايب جواب يوصي فيه أن منى تعرف حقيقة مشاعره ومذكراته هي دي الحكاية عايز تصدق صدق مش عايز انت حر.
وعلى فكره جاسر ده واحد مريض مش مريض عادى ده مريض بسرطان في مرحلة متأخرة كانت أمنيته أن الإنسانة الوحيدة الا حبها تكون جمبه أو بمعنى أدق تكون على ذمته بلاش الغيرة والأنانية تعميك مامتك محتاجلك وكمان نور الا هى مراتك
انا همشى واسيبك تحكم قلبك وعقلك وأنا متأكدة أن رامى الا ربيته هيختار صح
تركت لبنى ومشيت وهى بتدعى ليه بالهدايه
أما عند رامى فكان فى حالة تخبط كبير وصراع مابين قلبه الا مش مطوعه أن يخسر امه وحبيبته وبين عقله وكبريائه كرجل ممكن امه تتجوز بعد العمر ده
------------------------------------------------
فى المستشفى
كانت منى وصلت وعرفت ان جاسر اتنقل غرفة عادية وده فرحها
عرفت رقم الاوضه وصلت عندها وخبطت
اول ما جاسر شافها كان نفسه يقوم ياخده فى حضنه اخيرا حبيبته جمبه حتى لو كان عمر قرب ينتهى مش مهم المهم دلوقتى انها جمبه
منى شافت اللهفة الا فى عيون جاسر هى ده لهفه الا اتمنتها طول عمرها
شافت فى عيون حب وشوق يكفى العالم كله معقول انا الا عيشت عمرى كله بطمنى الاحساس ده
هنا حمحم ادم : احم اتفضلي يا مدام منى
منى اتكسفت من نفسها انها ازاى مخدتش بالها من آدم
آدم حس بكسوفها : انا هروح اشوف الدكتور
جاسر حس بكسوف منى : متقلقيش من ادم ده الوحيد الا عاش معايا الحكاية كلها من اولها لاخرها
منى وهى بتقعد على الكرسى : انا بس وساكته
جاسر فهم هى عايزة تقول ايه : انا عارف انتى بتفكرى فى ايه و عايزة تسالى ازاى حبيتك انا نفسى معرفش انا كنت بحلم بكى بس كنت دائما ملامحك مش واضحة لحد اليوم إلا خبطتى فى عربيته ملامحك ظهرت ساعتها عرفت انك نصيبه يعنى حبك تزرع فى قلبى قبل ما اشوفك
كانت منى تسمع جاسر وهى مبتسمة سعيدة بحب جاسر ليها طول السنين جعلها بطلة من أبطال الروايات الرومانسية الا لو اتكتب ناس كتير تحسدها
جاسر بص لمنى بحب : ساكته ليه
قبل منى ماترد دخلت نور وملامحها كل حزن اول ماشافت بابها كويس جريت عليه ورميت نفسها فى حضنها بدأت تعيط
جاسر أخذ يربت على كتفها : بلاش عياط انا كويس والله كويس
نور وهي تقوم من حضنه وتسمح دموعها : الحمد لله بابا لازم تقاوم المرض علشانى انا ماليش غيرك
منى شكت فى ملامحها بس بعد ما اتكلمت بنبرة الحزن اتاكدت أن حصل بينها وبين رامي مواجهة طبعا عرفت ايه الا حصل
جاسر : ياحبيبتى انا كويس وبعدين انت ليكى سند غيرى جوزك رامى
عندما نطق جاسر اسم رامى ظهرت ملامح الحزن على نور ومنى لاحظ جاسر كده عرف أن رامى حصل بين وبينهم مواجهة وده الا كان خائف منه
الدكتور خبط ودخل
استأذنت نور ومنى لحد الدكتور مايكشف
-----------------------------------
امام الاوضة
منى قربت من نور : انت شوفتى رامى
نور اكتفت بدموع إلا نزلت من عنيها
منى اخدتها فى حضنها : رامى بيحبك بس هو مصدوم مش مستوعب ان ممكن احب حد غيره وكملت بضحكة الرجالة الشرقين بغيروا بزيادة
نور خرجت من حضنها : رامى مش بيحبنى تصورى بيقول انى مثلت عليه الحب وان حضرتك خ وبلعت باقى الكلمة
منى حاسة بحزن بس حاولت تداري تحت ابتسامة بسيطة : هو معذور ومن واجبنا اننا نقف جنبه ونساعده اللى بيحب حد لازم يتحملوا فى كل حالاته خصوصا غضبه
قبل نور ماترد كان الدكتور خرج قربوا منه فى نفس واحد : طمنا يادكتور
الدكتور بعملية : الحمد لله لحد دلوقتي
منى بنبرة خوف وقلق : يعني ايه لحد دلوقتي
الدكتور : يعنى لازم نعمل العملية فى أقرب وقت عن اذنكم
نور : هنعمل ايه دلوقتى
منى : لازم يعمل العمليه
----------------------------------------
أما فى منزل لبنى
كانت تجلس ملك ولبنى
ملك وهى تشرب العصير : انا مش مصدقة لحد دلوقتى حكاية طنط منى وعمو جاسر معقول حد يحب حد المدة دى كلها متفقدش الامل
لبنى : الحب الحقيقة هو إلا يعيش
ملك : زيك انت وبابا
لبنى : بالظبط تعرفى ياملك انا حبيت باباك من قبل ماعرف يعنى ايه حب كل وجوده فى حياتى فرحة كان لم يضحك الدنيا كلها تضحك يوم مااتجوزت ده كان اسعد يوم فى حياتى
ملك : يعنى على الحب
وهنا دخل ليهم عمر الا كان باين على ملامحه الانزعاج
ملك : حبيبى حمدلله على سلامتك
عمر وهو يجلس بجوارها : الله يسلمك
لبنى لاحظت ملامح عمر : مالك ياعمر
عمر نظر ليها نظرة بمعنى بعدين : سلامتك بس مرهق شوية
لبنى فهمت محبتش تزود علشان ملك متلاحظ : ادخل استريح
عمر قام : بعد اذنكم
لبنى : ملك روحى شوفى جوزك
ملك : هسيبك لوحدك
لبنى : هتسبنى فين روحى شوفيه يلا
بعد ماقامت ملك لبنى لنفسها : ياترى ايه الا حصل
بعد مرور حوالى ساعتين كانت لبنى تجلس فى اوضتها تقرأ كتاب خبط باب ودخل عمر : طنط ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
لبنى وهى تغلق الكتاب : تعالى أنا مستنياك من بدري ملك فين
عمر وهو يجلس : ملك نائمة
لبنى : مالك ياعمر
عمر : بصراحة عندى ليكى خبر مش عارف ان كان هيفرحك ولا هيزعلك
لبنى بقلق : خير انت قلقتنى
عمر : احلام ياطنط
لبنى بقلق زائد : ايه رجعت تهددنا
عمر : لا هى ماتت
لبنى بصدمة : ماتت ازاى وامتى
عمر : واحد كانت متجوزه عرفى تقريبا اقتلها علشان الفلوس
لبنى : لاحول ولاقوة الا بالله ربنا يرحمها اانا حقيقة زعلت عليها
عمر : اخيرا الكوابيس ده انتهى هى ده النهاية الطبيعية لواحدة زى ده
لبنى بتنهيدة : فعلا يابنى يلا ما يجوز عليها غير الرحمة
عمر : فعلا عندك حق عن اذنك
-----------------------------------------
أما فى المستشفى
دخلت منى عند جاسر بعد خروج الدكتور
منى : الدكتور طمنى ولازم تعمل العمليه
جاسر : حاضر بس لم اطمن عليكى الاول
منى بعدم فهم : تطمنى عليا الاول
جاسر : انت فاكر انى مش شايف الحزن الا فى عنيكى
منى بتوتر : حزن حزن ايه
جاسر : انا سمعت كلامك مع رامى لم فوقت
منى : حطت وشها فى الارض
جاسر : كل حاجة هتتحل
منى بصت ليا نظرة كأنها اطمنوا
ودخل بعد كده نور وادم
حاولت نور تبان طبيعية علشان خاطر باباها مايحملش نفسه ذنبها
جاسر طلب من منى ونور أنهم يرجعوا يرتاحوا وادم هيستنى معه طبعا اعترضوا فى الاول لكن أمام إصرار جاسر وافقوا
وبعد ما مشيوا بص ادم لجاسر : قول الا عندك
جاسر ابتسم على ذكاء صديقه : عايز رامى يجى حالا
ادم بلع ريقه بصعوبة لأنه فهم من وضع نور ومنى موقف رامى ايه : ايه عايز ايه
جاسر : انا لسه بقول عليكى انك تفهمنى عايز رامى ومتفتكرش انى مش عارف انا زعلان من نور ومنى واكيد اتهمهم بالخيانة انا لازم اصلح الفكرة ده هتساعدنى ولا اتصرف انا
ادم : وافق ربنا يستر عايزه امتى
جاسر : دلوقتى
ادم طلع موبايله وطلب رقم رامى
-----------------------------------
ام عند رامى فكان يجلس شارد يفكر فى كلام لبنى عن موضوع جاسر و حبه لوالديه طول هذه السنين فهو أخذ يعيد التفكير كثير فلم يجد أي دليل يدل على معرفة والدته بحب جاسر فهو كان يرى معاملة والداه ليها طول السنين فكان مشغول عنهم بأعماله
وهنا رن هاتفه فتجاهله فى البداية لكن عاود الاتصال مرة أخرى
وعندما وجد رقم قائم بالرد : الو
ادم : الو ايوه يا بشمهندس رامى انا ادم صديق جاسر
رامى بجمود : اهلا خير
آدم وقد بلع نبرة رامى : ابدا جاسر كان محتاج يشوفك ضرورى
كان رامى سوف يرفض لكن تراجع لديه فضول يعرف مالديه
فاق على صوت ادم : بشمهندس رامى
رامى : مع حضرتك امتى
ادم بجدية : دلوقتى
استغراب رامى من الوقت لكن فضوله حركة : تمام نص ساعة وأكون عند حضرتك
اغلق رامى الخط وهو فى حيرة ما اين لايريد أن يرى هذا الشخص ؟ لكن لم يرفض بعد إرجاعه موافقته لفضيلة فقط
التقت مفاتيحه وخرج
-----------------------------------------
أما فى المستشفى
بعد ما آدم قفل التليفون مع رامى
بيكلم نفسه أسلوبه صعب انا مش عارف جاسر يتفاهم معاه ازاى
جاسر : متقلقش عليه بس اول مايوصل سبنى معه
ادم حركة رأسه بعلامة الإيجاب
وبعد مرور حوالى نصف ساعة كان رامى يدق باب الغرفة
فتح آدم لرامى : اتفضل
رامى وهو يجلس على الكرسى : ازاى حضرتك
جاسر : الحمد لله
طلب جاسر من آدم أن يساعده أن يعقد
وبعد ماساعده خرج ادم من الاوضه وترك رامى مع جاسر
جاسر : رامى انا عارف مستغرب من طلبى انى اشوفك بس انا عرفت انك اخدت موقف من والدتك ونور
رامى. حاول يتكلم لكن جاسر : على فكرة هم مايعرفوش حاجة عن مقابلة ليكى واطمن سواء قبلت كلامي ولالأ أنهم مايعرفوش برضه اسمعنى انا هدخل فى الموضوع على طول صدقنى يا بنى انا حبيبت والدتك من قبل ماشوفها حبها دخل قلبي من غير استئذان هو الحب كده يدخل فجأة وانت كمان اكيد لم حبيت نور مرتبتش لديه زيها بالظبط انا هحكيلك الحكاية كلها زمان وانا شاب كنت بحلم دائما ببنت فى الحلم بس للاسف ملامحها مكنتش بتظهر لحد مافى يوم بأن ملامحها وفي نفس اليوم ظهرت والدتك عرفت انها المقصودة جمعت كل حاجة عنها وفى يوم إلا قررت اعتراف بمشاعرى طلعت مأمورية واتاخرت فى رجوع الكل افتكرنى انى موت وطبعا والدتك مكنتش تعرف حاجة عنى واتجوزت والداك حاولت انساها معرفتش كنت بحمايها وكنت ولا مرة حاولت الفت نظرها لحد ما اتجوزت مامت نور وعشت بس كنت دائما بفكر فى مامتك وتوفيت مامات نور وبعدها رجعت على مصر كانت والدتك دخلت المستشفى ومحتاجة كلية اتبرعت بيها من غير مافكر واقنعت الدكتور أن يبلغهم إنها لحالة توفت وكان كل همى انها تقوم وجودها بالنسبة ليه حياة حتى لو هى متعرفش
ساعات كنت بشوف وجه عنيها نظرة حزن كان نفسى اعرف السبب وبعدها بابك اتجوز عليها وفرحت قلت هتطلب الطلاق وفرصة اتقدم ليها لكن فاجئتني واستمرت معه كنت ساعات بحسد والداك عليها وان ازاى مع واحدة زى ده وجوه عينيها حزن
وبعدها عدت سنين كتير واتوفى والداك وقولت فرصتى بس عرفت انها بترفض موضوع الجواز وقلت اصبر شوية فكرت تانى اتقدم ليها بس لتالت مرة القدر بيعاندنى عرفت بمرضي قولت خلاص ماليش نصيب بس بعد كده عرفت حبك لنور وقولت اكيد قدر رجع يصلحنى حتى لو متجوزتهاش كفاية انها بقت قريبى منى وكمان كنت مطمن على نور معاها
وكتبت مذاكرات وكنت ليه امنيتي أن لو موت قبل مااعتراف لمنى بحبى أن حد يوصل مذاكرات ليها وتبقى تقرأ ليه الفاتحة
او انى اتجوزها وتكتب على أسمى فى الدنيا عشان لما اموت تبقى مراتى فى الاخرة
إن كل ده بحكى ليكى علشان متظلمهاش هى ونور صدقنى يابنى انا مش عارف هعيش ولالأ بس نور أمانة فى رقبتك حافظ عليها هى بتحبك بجد
كان رامى يسمع الى كلام جاسر غير مستوعبة أن ممكن انسان يحب حد كل الحب ده وبعدد السنين كلها الحب ده يزيد
خرج رامي من عند جاسر من غير ما يعمل اى رد فعل
دخل آدم لجاسر : اهى عملت ايه
جاسر : حكيت ليه كل حاجة مش عارف هيعمل ايه
----------------------------------
أما فى منزل جاسر
فبعد خروج منى ونور أصرت نور على. أصحاب منى معها بحجة أنها متسبهاش لوحدها
لكن الحقيقة هى أن نور كانت بتحاول تخفف عن منى صدمتها فى رامى
وصلوا البيت. طلبت نور من منى انها تتدخل ترتاح فى اوضه جاسر
منى رفضت فى البداية لكن وافقت أو فضولها ارغمها على الموافقة حتى ترى اوضة جاسر
واول ما دخلت الاوضة شمت رائحته وكانت الاوضة ذوقها فى فرشها قريب من ذوق منى فهى تحب الزوق الكلاسيكى الهادى
شعرت منى بالفة بين جدران الغرفة
وأول ما غيرت هدومها ونامت على السرير راحت فى نوم عميق كأنها كانت تفتقد الأمان
فنحن لا نشعر بأمان الا مع من نحبهم فقط
-----------------------------------------
مر يومان على هذه الأحداث دون أى جديد
اليوم هو يوم عملية جاسر كانوا الكل معه فى المستشفى يحاولون أن يطمنونه أن العملية سوف تمر على خير
وفى هذه اللحظة انفتح باب الاوضة ودخل منه رامى الذى أخذ ينقل نظره مابين والدته ونور لكن رأى ملامحها حزينة فنور كبرت كثيرا بسبب حزنها لعن نفسه وغباء تفكيره
قطع الصمت صوت جاسر : تعالى يا رامى
اقتراب رامى منه وسلم عليه بود : ماانا لازم اجى ومش انا لوحدى انا ومعي ضيف اتفضل
وهنا انتقل كل نظر الموجودين الى الباب ليروا من هو ضيف الذى أتى مع رامى فوجده المأذون
رامى : اتفضل ياسيدنا دى العريس ده العروسة وكان يشاور على منى وجاسر وبضحكة مع انى المفروض أن حضرتك تشرفنا مع حد من أهلك لكن معلش أنا قلبى كبير
واقتراب من والدته وباس ايديها : سامحنى كنت غبى
ابتسمت منى وشاورت على نور
رامى فهم : أصلحك انتى الاول واطمن عليكى وبعدين اشوف نفسى ايه ياعمو جاسر حضرتك غيرت رايك
جاسر بلهفة : لا طبعا انا ماصدقت
وتمت مراسم كتب الكتاب وكان رامى وادم هم الشهود
الكل بارك ليهم ولبنى مليت أجواء المستشفى زغريط
رامى وهو يقترب من جاسر : حافظ عليها دى امى
جاسر : انا بحافظ على روحى
خرجوا كلهم حتى يتركوا المجال لمنى وجاسر
اقتربت منى منه
جاسر : انا مش مصدق انك اتكتب على اسمى لو مت دلوقتى هكون سعيد
وضعت منى يدها على فم جاسر : هتقوم منها وهي تحارب علشانى أنا واثقة فيك
أما فى الخارج
اقتراب رامى من نور وأخرج الدبلة ولبسها ليها : اول واخر مرة هسامحك تقلعيها مفهوم
نور حاولت تتكلم رامى : انسى يانور وانا اوعدك هعوضك عن كل الا فات
ابتسمت نور على رامى
وبعد شوية خرج جاسر على السرير الناقل وممسك بيد منى ولم يترك يدها الا عند باب العمليات وهتخرج لينا كلنا مستنينك
اخذت رامى ونور فى حضنها
وهنا انتهى شقاء العاشق
وتمت بحمد الله
قفلت ومسحت دموعها وعزمت على فعل شئ هو الذهاب لجاسر
نزلت من العمارة وأخذت تاكسى بعد وقت وصلت
طلبت من الطبيب أن تدخل له وبعد محاولاتها وتوسلها وافق
لبس منى الملابس المناسبة ودخلت وجودته وجوه شاحب وجسمه موصول بالاسلاك
قربت الكرسى منه وأخذت تلمس يده
انت ازاى قدرت تحبنى كده
بدأت الدموع تنزل منها انت عارف انى انا كمان كنت بحلم بيك اه والله كانوا بيقولوا عليا مجنون لكن أنا كمان كنت بحبك من غير مااعرف انت مين
عارف انى غفرت لسليم جوزه عليا كنت حاسة أن بخون سليم وانا بفكر فى شخص آخر حقيقة لم أراه لكن كنت اعتبرها خيانة
وكانت تتكلم دموع تنزل منها وهى تحول أن تمسك يده
منى فى سر كمان هقوله ليك يوم ما دخلت عليا فى مستشفى حاسة بيكى راحتك كانت حواليه كنت سماعك بس للاسف افتكرته حلم
انا حبيتك أكتر ما انت حبتنى
انا عارف انك سمعانى وحاسس بيه انا موافقة على انى اتكتب على اسمك يلا قوم
وهنا بداء جاسر بضغط بحركة ضعيفة على يدها
منى هنا فرحت جاسر حبيبى انت فوقت
وفجأة الباب انفتح دخل رامي كان وجه يعتليه الصدمة فهو سمع كل اخر كلمات والدته عندما كانت تتكلم عن الخيانتها لسليم
اخذ يقترب منها إلى أن واقف أمامها دون أى مسافة
أخرج صوته الذى كان يحمل نبرات كلها عدم تصديق : انت فعلا كنت بتخونى بابا معاه ازاي انا دلوقتي بس اقدر افسر سبب البعد إلا كان بينك وبين بابا هو تحامل على نفسه علشان خاطرى
كان يتحدث لم يعرف أن هذه الكلمات كانت بمثابة سكين تنغرز في قلبها فإنها التى تحملت وصبرت من أجله يصفها بالخيانة طب ازاى
أكمل رامى حديثه غير مراعاة لمشاعر والدته وطبعا انا جاءت وكملت وحبيبت بنته دلوقتى بس فكرت ازاى وافق عليا على طول وطبعا اكيد بنته مشتركة معه وقربت منى علشان تجمع بين ابوها وحبيبته
كان رامى يتكلم بصوت مهزوز ودموع تتساقط من عينيه إنت يا ماما انا متوقع ان أى ست ممكن تعمل كده الا انت انا مصدوم فيكى وفى الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها وللاسف هى بقيت مراتى دلوقتى
منى وهى غير مستوعبة أن ابنها وحيدها التى ربته يفكر فيها بشكل ده فهو يراها خاينة لزوجها ايعقل أن يتهمها فى شرفها لا مستحيل لم تدرى بنفسها الا عندما صفعته على وجه : اخرس انت ازاى تفكر فيا كده وسمعت وحكمت من غير ما تسمعني انا عمرى ما ربيتك على القسوة والظلم ده
وضع رامى يده على وجه مكان صفعتها له : كمان بتضربنى عايزانى اسمع ايه وانا سمعتك بودانى وانت بتتكلم عن خيانتك لابويا لا وكمان عايزة تتجوزيه مش محتاج اسال يا مدام منى عن اذنك
خرج رامي وهو مصدوم فهو لم يصدق أن والداته صفعته فهى لم تقوم بهذه الفعلة منذ أن كان صغير وحتى عندما كان صغير لكن لم تكن هذه صدمته الوحيدة فكانت صدمته الاكبر هي أن أمه كانت زوجة خائنة
أما منى فلم تفوق من صدمتها الا عندما خرج رامى وصافح الباب خلفها جلست على اقرب كرسى وظلت تبكى على ابنها الوحيد فهى لم تصفعه طيلة حياته لكن هو من أوصلها لذلك فكيف له أن يفكر فيها على أنها خائنة ظلت تبكى إلا أن سمعت همهمات بجواره
جاسر بتعب : م ن ى
انتفضت منى من مكانها واقتربت منه : جاسر انت فوقت صح انا. حسيت بيدك و دلوقتي قولت اسمى
جاسر بتعب : اااه
منى وهى تمسح دموعها : انا هخرج اشوف الدكتور
جاء الدكتور قام بفحصه و تأكدت أن جميع أعضائه لم تتضرر
خرج بعدها جريت عليه منى : طمنى يادكتور
الدكتور : الحمد لله هو فاق دلوقتى بس
منى بلهفة : بس ايه
الدكتور : المفروض اننا نجهز للعملية لأن أي تأخير زيادة مش فى مصلحته انا دلوقتى كتبت ليه على أدوية هتساعدوا ينام علشان الالم الذي يواجه
منى اكتفت بهز رأسها
استئذان الدكتور ومشى
طلبت منى نور علشان تبلغها وتبلغ ادم
دخلت منى على جاسر قربت منه : تعرف ياجاسر اول مرة احس انى ضعيفة اوى كده وانى محتاجلك لازم تقوم وتكون عزيمة انك تهزم المرض ارجوك حاول علشان خاطرى
بعد شوية وصلت نور كانت منى خرجت من عنده جريت عليها : ايه هو مش حضرتك كلمتنى وقولتى ان بابا فاق
منى : ايوه ياحبيبتى وهو كويس بس الدكتور أعطوا دواء علشان ينام
نور : وهو حضرتك تعبانه
منى : لا
نور : هو رامى مكلمش حضرتك اصل انا بحاول أكلمه مش بيرد
منى عند سماع اسم رامى تغيرت ملامح وجهها : لا مكلمنيش ممكن يكون مشغول
نور حاسة ان فى حاجة منى تحاول تخبيها : حضرتك ممكن تروحى ترتاحي وانا هستنى
وجدت منى أن هذا افضل حل وافقت على أنها تمشى بكره تيجى
خرجت من المستشفى فلم تجد مكان تقصده سواء بيت صديقتها لبنى فهى فى حاجة لشخص ترمى عليه همومها
-----------------------------------------
وصلت منزل لبنى ورنت الجرس فتحت لبنى وجدت منى أمامها فى حالة يرثى لها فوجه احمر وعيونها : مالك يامنى فى ايه
منى لم تقدر على الكلام فاندفعت فورا إلى حضن لبنى وأخذت تبكى
ظلت هكذا إلا أن أفرغت شحنتها كاملة
لبنى : ممكن اعرف حصل ايه
منى مابين دموعها : انا ضربت رامى
لبنى بشهقه : ايه ضربتي رامى ليه
منى قصت للبنى كل شئ منذ قراتها مذاكرات جاسر لحد ضرب رامى ماعدا طبعا موضوع نور
كانت لبنى تفرح تارة وتبكي تارة وهي تسمع من منى حكايتها التى تشبه حكاوى الحواديت أيعقل أن شخص يحب شخص آخر طيلة حياته ويضحى بنفسه علشان فكانت سعيدة لان صديقتها اتحبت حب الاسطورى ده وحزينة فى نفس الوقت انها مقدرتش تمتع بيه وعاش مع شخص زى سليم انانى وفرحت أيضا أنها سوف تسعد بجاسر لكن حزنت لموقف رامى ومرض جاسر
ممكن تهدى يا منى كل حاجة هتتحل انت عارف رامى بيحبك ازاى هو بس مصدوم واول مايعرف الحقيقة هيكون اول واحد يتمنى لك السعادة
منى بامل : يارب
لبنى : ادخلى خد حمام دافئ وحاولى تنام وسيبها على ربنا
مشيت منى من أمام لبنى
-----------------------------------------------------
أما عند رامى
فبعد خروجه من المستشفى ركب عربيته وأخذ يسير فى الشوارع بدون هدف كل الذي يتردد فى ودنه كلمة خيانة وصوت صفعة امه
أخذ يضرب على الدريكسون لعله يخرج شحنة الغضب الا احتلته
اخذ موبيله يرن برقم نور وهو لا يطيق أن يسمع صوتها أو يرد عليه
ظل هكذا إلى أن وصل الى منزله فتح الباب أخذ يتجول ببصره فكل ركن يبحث عن والدته لكي يرمي حموله عليها
لكن خاب ظنه ولم يجدها
حدث نفسه اكيد هناك طبعا ماهو حبيبها
وصل اوضته رمى نفسه على السرير ومش شدة التعب والتفكير ذهب فى نوم عميق
-------------------------------------------------
حاولت لبنى أن تتصل برامى فلم يجيب عليها
فقررت الاتصال بالمنزل ردت عليها الخادمة وعرفت منها أن رامى فى البيت اطمنى قلبها
----------------------------------------------
استيقظ رامى في الصباح وهو يشعر بتعب جسدي واتمنى الا مر به امبارح يكون مجرد كابوس لكن عندما نظر إلى هيئته وجد نفسه بملابسه تأكد أن ما مر به إلا حقيقة قام دخل الحمام فتح الماء وقف تحتها كان يريد أن يطفئ النار إلا بداخله
بعد شوية خرج بداء يلبس هدومه قرر أن لازم يعرف اصل الموضوع
جاءت الخادمة خبطت على الباب : بشمهندس رامى انسه نور بره
رامى وهو بينفخ الإجابة ده : طيب اقدم ليها حاجة وانا خارج
الخادمة : حاضر
وبعد شوية كان رامى يدخل الصالون وباين على ملامحه الضيق
نور لاحظت ده بس نفدت الأفكار من دماغها : رامى انت فين انا بكلمك من امبارح وكمان سالت عليكى ماما منى قالت انك مشغول
رامى وهو يجلس ببرود : انا فعلا مشغول خير
نور بلعت ريقها بصعوبة : خير مالك يارامى فيك ايه متغير
وهنا وقف رامي بصوت كله عصبية : ايه مش عارفة ليه انا اقولك انا ياستى اتخدعت من اكتر اتنين بحبهم فى حياتى وأكمل بنبرة فيها تهكم امى وحبيبتى
نور وقد علمت أن رامى عرف موضوع والداها ووالدته : رامى انا
رامى رفع يده أمامها وأكمل : انتى ايه انت خدعتني زيهم كنت فاكرك بتحبيني زي ما انا بحبك لكن للأسف لا أنت مثلت عليه علشان تقربى ما بين ابوكى وامى الست الا طول عمرى رسم ليها تمثال من البراءة والصدق لكن انكشفت تصوري اني سمعتها وهي تعترف بخيانتها لابويا وانا الي كانت بتصعب عليا شوفتى انا مغفل ازاى
وهنا نور لم تقدر على السكوت أكثر من ذلك : انت ازاى تفكر فى والدتك بشكل ده انت مش طبيعى مستحيل احب اعرفك يا بشمهندس أن والدتك مكنتش تعرف حاجة من مشاعر بابا ليها غير من يومين لما قرأت جواب من بابا يطلب فيه انى أسلموا لأكثر إنسانة أحبها فوجئت انها مامتك تصور انا عشت طول عمرى مفكره انى بابا كان بيحب ماما علشان كده رفض يتجوز بعدها لكن مش ده الحقيقة وكانت تتحدث دموع تتساقط من عينيها رغم كده لما عرفت موضوع بابا ومامتك جاءت وترجيتها أنها تقف جمب بابا فى أيامه الأخيرة وقولت انت هتساعدنى اننا نقرب من بعض لكن للاسف طلعت انسان انانى سمعت وفسرت وحكمت من غير ما تسمع اي كلام من حد لا وكمان بيتهمنى انى محبتكش انا فعلا محبتش رامى الا انا شايفه دلوقتى انا حبيبت رامى اا قلبه كبير مش الانانى
حاولت تمسح دموعها وتبان قوية على العموم الحمد لله انك اكتشفت انى مش مناسبة ليكى قبل ماتتورط اكتر من كده عموما قالت اخر كلامها وهى بتخلع دبلته من يدها وحطتها على الترابيزة دبلتك ايه وياريت ورقتى توصلنى يابشمهندس وانا اسفة قالت كده ومشيت قبل ما تنهار قدامه ازاى رامى الي حبته يفكر انها عملت مؤامرة علشان تقرب ما بين بابها ومامتها معنى كده أن محبهاش لن لو حبها بجد كان عارف انها صادقه في مشاعرها
خرجت نور من عند رامى بعد ما خرجت انهارات لحد ما وجدت يد بطبطب عليها
وكانت يد لبنى فقد جاءت للتحدث مع رامى وعندما وجدت حالة نور عرفت أن أمامها مهمة صعبة
انتفضت نور عند ملمسه لبنى ليها
لبنى : ماتخافيش ده انا
نور لم تجد غير أنها حضنت لبنى وأخذت تبكى : رامى ياطنط بقى شخص تانى تصور أن بتهم ماما منى بالخ ولم تقدر على نطق باقى الكلمة ويتهمنى انا اني مثلت عليه الحب
لبنى وهى تحاول. تهدئتها : أهدى وكل حاجة هتتحل
نور : انا خلاص سبت رامى
شهقت لبنى : مفيش حاجة من دى هتحصل روحى دلوقتى يا نور وانا هتكلم معه وياريت منى متعرفش حاجة حولت نور تعترض لكن لبنى اسمعى كلامى وامشى
مشيت نور وهى بتدعى أن تقدر لبنى تحل المشكلة
لبنى بعد ما نور مشيت أطلقت تنهيدة قوية ودعت ربنا أن يقدرها أنها تصلح الموضوع فمنى تستحق منها أن تقف بجانبها
دخلت لبنى للمنزل وعرفت بوجود رامى فى الصالون
دخلت وجدته يديه رأسه بين كفيه
لبنى : ايه يا بشمهندس يا ترى لقيت ليه تهمة انا كمان
رافع رامى رأسه وجد لبنى أمامه : خير
لبنى بذهول : خير ايه تطردنى زى نور
رامى بحدة : انا مردتش نور هي إلا
لبنى : هي إلا آية وماسكة الدبله اه صحيح هى إلا اتهمتها انها كدبت عليكى
رامى : من فضلك
لبنى : من فضلى ايه انت
قطع كلامها رامى قام وقف بنبرة حادة : اقولك انا ايه انا شخص عاش طول عمره وشايف امه ست عظيمة لكن اكتشفت انها خ وقطع الكلمة لا وكمان يضحك عليا لتانى مرة من البنت الوحيدة اللي حبيتها شوفتى انا ايه
لبنى مصدومة : انت ازاى تفكر فى امك كده تعرف ايه انت عن حياتها العذاب الا شافته امك الا بتتهمها بالخيانة ده عاشت مع رجل انانى مش بيفكر غير فى نفسه كان بيهملها طول الوقت احتاجته كتير حتى لو عملت الحادثة ودخلت المستشفى بين الحياة والموت متفكريش ينزل يشوفها عارف مين الا التبرع بجزء ومن جسمه جاسر وهنا بص ليها بصة معنى ازاى
لبنى كملت كلامها : طبعا احنا معرفناش وقتها من الا عمل كده لان الدكتور بلغنا أن المريض اتوفى وأهله حبه يعملوا كده
جاسر الا بتلومه ده مفكرش ثانية فضل طول السنين يحبها من غير ماهى تعرف حتى لو عرفت أن سليم اتجوز عليها كملت معه علشانك بعد كل ده مصدق انها خيانة انت مستحيل تكون رامى الا منى ربته على الحب
وبعدين هى لو ست خيانة الا جبارها بعد موت سليم انها تتجوز وانت كنت شايف أن جالها عرسان كتير شاورت بيدها على دماغه فكر يارامى قبل ماتخسر. امك وحبيبتك البنت طلعت منهارة صدقنى حكاية منى وجاسر محدش عارفاها الا بعد تعب كان سايب جواب يوصي فيه أن منى تعرف حقيقة مشاعره ومذكراته هي دي الحكاية عايز تصدق صدق مش عايز انت حر.
وعلى فكره جاسر ده واحد مريض مش مريض عادى ده مريض بسرطان في مرحلة متأخرة كانت أمنيته أن الإنسانة الوحيدة الا حبها تكون جمبه أو بمعنى أدق تكون على ذمته بلاش الغيرة والأنانية تعميك مامتك محتاجلك وكمان نور الا هى مراتك
انا همشى واسيبك تحكم قلبك وعقلك وأنا متأكدة أن رامى الا ربيته هيختار صح
تركت لبنى ومشيت وهى بتدعى ليه بالهدايه
أما عند رامى فكان فى حالة تخبط كبير وصراع مابين قلبه الا مش مطوعه أن يخسر امه وحبيبته وبين عقله وكبريائه كرجل ممكن امه تتجوز بعد العمر ده
------------------------------------------------
فى المستشفى
كانت منى وصلت وعرفت ان جاسر اتنقل غرفة عادية وده فرحها
عرفت رقم الاوضه وصلت عندها وخبطت
اول ما جاسر شافها كان نفسه يقوم ياخده فى حضنه اخيرا حبيبته جمبه حتى لو كان عمر قرب ينتهى مش مهم المهم دلوقتى انها جمبه
منى شافت اللهفة الا فى عيون جاسر هى ده لهفه الا اتمنتها طول عمرها
شافت فى عيون حب وشوق يكفى العالم كله معقول انا الا عيشت عمرى كله بطمنى الاحساس ده
هنا حمحم ادم : احم اتفضلي يا مدام منى
منى اتكسفت من نفسها انها ازاى مخدتش بالها من آدم
آدم حس بكسوفها : انا هروح اشوف الدكتور
جاسر حس بكسوف منى : متقلقيش من ادم ده الوحيد الا عاش معايا الحكاية كلها من اولها لاخرها
منى وهى بتقعد على الكرسى : انا بس وساكته
جاسر فهم هى عايزة تقول ايه : انا عارف انتى بتفكرى فى ايه و عايزة تسالى ازاى حبيتك انا نفسى معرفش انا كنت بحلم بكى بس كنت دائما ملامحك مش واضحة لحد اليوم إلا خبطتى فى عربيته ملامحك ظهرت ساعتها عرفت انك نصيبه يعنى حبك تزرع فى قلبى قبل ما اشوفك
كانت منى تسمع جاسر وهى مبتسمة سعيدة بحب جاسر ليها طول السنين جعلها بطلة من أبطال الروايات الرومانسية الا لو اتكتب ناس كتير تحسدها
جاسر بص لمنى بحب : ساكته ليه
قبل منى ماترد دخلت نور وملامحها كل حزن اول ماشافت بابها كويس جريت عليه ورميت نفسها فى حضنها بدأت تعيط
جاسر أخذ يربت على كتفها : بلاش عياط انا كويس والله كويس
نور وهي تقوم من حضنه وتسمح دموعها : الحمد لله بابا لازم تقاوم المرض علشانى انا ماليش غيرك
منى شكت فى ملامحها بس بعد ما اتكلمت بنبرة الحزن اتاكدت أن حصل بينها وبين رامي مواجهة طبعا عرفت ايه الا حصل
جاسر : ياحبيبتى انا كويس وبعدين انت ليكى سند غيرى جوزك رامى
عندما نطق جاسر اسم رامى ظهرت ملامح الحزن على نور ومنى لاحظ جاسر كده عرف أن رامى حصل بين وبينهم مواجهة وده الا كان خائف منه
الدكتور خبط ودخل
استأذنت نور ومنى لحد الدكتور مايكشف
-----------------------------------
امام الاوضة
منى قربت من نور : انت شوفتى رامى
نور اكتفت بدموع إلا نزلت من عنيها
منى اخدتها فى حضنها : رامى بيحبك بس هو مصدوم مش مستوعب ان ممكن احب حد غيره وكملت بضحكة الرجالة الشرقين بغيروا بزيادة
نور خرجت من حضنها : رامى مش بيحبنى تصورى بيقول انى مثلت عليه الحب وان حضرتك خ وبلعت باقى الكلمة
منى حاسة بحزن بس حاولت تداري تحت ابتسامة بسيطة : هو معذور ومن واجبنا اننا نقف جنبه ونساعده اللى بيحب حد لازم يتحملوا فى كل حالاته خصوصا غضبه
قبل نور ماترد كان الدكتور خرج قربوا منه فى نفس واحد : طمنا يادكتور
الدكتور بعملية : الحمد لله لحد دلوقتي
منى بنبرة خوف وقلق : يعني ايه لحد دلوقتي
الدكتور : يعنى لازم نعمل العملية فى أقرب وقت عن اذنكم
نور : هنعمل ايه دلوقتى
منى : لازم يعمل العمليه
----------------------------------------
أما فى منزل لبنى
كانت تجلس ملك ولبنى
ملك وهى تشرب العصير : انا مش مصدقة لحد دلوقتى حكاية طنط منى وعمو جاسر معقول حد يحب حد المدة دى كلها متفقدش الامل
لبنى : الحب الحقيقة هو إلا يعيش
ملك : زيك انت وبابا
لبنى : بالظبط تعرفى ياملك انا حبيت باباك من قبل ماعرف يعنى ايه حب كل وجوده فى حياتى فرحة كان لم يضحك الدنيا كلها تضحك يوم مااتجوزت ده كان اسعد يوم فى حياتى
ملك : يعنى على الحب
وهنا دخل ليهم عمر الا كان باين على ملامحه الانزعاج
ملك : حبيبى حمدلله على سلامتك
عمر وهو يجلس بجوارها : الله يسلمك
لبنى لاحظت ملامح عمر : مالك ياعمر
عمر نظر ليها نظرة بمعنى بعدين : سلامتك بس مرهق شوية
لبنى فهمت محبتش تزود علشان ملك متلاحظ : ادخل استريح
عمر قام : بعد اذنكم
لبنى : ملك روحى شوفى جوزك
ملك : هسيبك لوحدك
لبنى : هتسبنى فين روحى شوفيه يلا
بعد ماقامت ملك لبنى لنفسها : ياترى ايه الا حصل
بعد مرور حوالى ساعتين كانت لبنى تجلس فى اوضتها تقرأ كتاب خبط باب ودخل عمر : طنط ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
لبنى وهى تغلق الكتاب : تعالى أنا مستنياك من بدري ملك فين
عمر وهو يجلس : ملك نائمة
لبنى : مالك ياعمر
عمر : بصراحة عندى ليكى خبر مش عارف ان كان هيفرحك ولا هيزعلك
لبنى بقلق : خير انت قلقتنى
عمر : احلام ياطنط
لبنى بقلق زائد : ايه رجعت تهددنا
عمر : لا هى ماتت
لبنى بصدمة : ماتت ازاى وامتى
عمر : واحد كانت متجوزه عرفى تقريبا اقتلها علشان الفلوس
لبنى : لاحول ولاقوة الا بالله ربنا يرحمها اانا حقيقة زعلت عليها
عمر : اخيرا الكوابيس ده انتهى هى ده النهاية الطبيعية لواحدة زى ده
لبنى بتنهيدة : فعلا يابنى يلا ما يجوز عليها غير الرحمة
عمر : فعلا عندك حق عن اذنك
-----------------------------------------
أما فى المستشفى
دخلت منى عند جاسر بعد خروج الدكتور
منى : الدكتور طمنى ولازم تعمل العمليه
جاسر : حاضر بس لم اطمن عليكى الاول
منى بعدم فهم : تطمنى عليا الاول
جاسر : انت فاكر انى مش شايف الحزن الا فى عنيكى
منى بتوتر : حزن حزن ايه
جاسر : انا سمعت كلامك مع رامى لم فوقت
منى : حطت وشها فى الارض
جاسر : كل حاجة هتتحل
منى بصت ليا نظرة كأنها اطمنوا
ودخل بعد كده نور وادم
حاولت نور تبان طبيعية علشان خاطر باباها مايحملش نفسه ذنبها
جاسر طلب من منى ونور أنهم يرجعوا يرتاحوا وادم هيستنى معه طبعا اعترضوا فى الاول لكن أمام إصرار جاسر وافقوا
وبعد ما مشيوا بص ادم لجاسر : قول الا عندك
جاسر ابتسم على ذكاء صديقه : عايز رامى يجى حالا
ادم بلع ريقه بصعوبة لأنه فهم من وضع نور ومنى موقف رامى ايه : ايه عايز ايه
جاسر : انا لسه بقول عليكى انك تفهمنى عايز رامى ومتفتكرش انى مش عارف انا زعلان من نور ومنى واكيد اتهمهم بالخيانة انا لازم اصلح الفكرة ده هتساعدنى ولا اتصرف انا
ادم : وافق ربنا يستر عايزه امتى
جاسر : دلوقتى
ادم طلع موبايله وطلب رقم رامى
-----------------------------------
ام عند رامى فكان يجلس شارد يفكر فى كلام لبنى عن موضوع جاسر و حبه لوالديه طول هذه السنين فهو أخذ يعيد التفكير كثير فلم يجد أي دليل يدل على معرفة والدته بحب جاسر فهو كان يرى معاملة والداه ليها طول السنين فكان مشغول عنهم بأعماله
وهنا رن هاتفه فتجاهله فى البداية لكن عاود الاتصال مرة أخرى
وعندما وجد رقم قائم بالرد : الو
ادم : الو ايوه يا بشمهندس رامى انا ادم صديق جاسر
رامى بجمود : اهلا خير
آدم وقد بلع نبرة رامى : ابدا جاسر كان محتاج يشوفك ضرورى
كان رامى سوف يرفض لكن تراجع لديه فضول يعرف مالديه
فاق على صوت ادم : بشمهندس رامى
رامى : مع حضرتك امتى
ادم بجدية : دلوقتى
استغراب رامى من الوقت لكن فضوله حركة : تمام نص ساعة وأكون عند حضرتك
اغلق رامى الخط وهو فى حيرة ما اين لايريد أن يرى هذا الشخص ؟ لكن لم يرفض بعد إرجاعه موافقته لفضيلة فقط
التقت مفاتيحه وخرج
-----------------------------------------
أما فى المستشفى
بعد ما آدم قفل التليفون مع رامى
بيكلم نفسه أسلوبه صعب انا مش عارف جاسر يتفاهم معاه ازاى
جاسر : متقلقش عليه بس اول مايوصل سبنى معه
ادم حركة رأسه بعلامة الإيجاب
وبعد مرور حوالى نصف ساعة كان رامى يدق باب الغرفة
فتح آدم لرامى : اتفضل
رامى وهو يجلس على الكرسى : ازاى حضرتك
جاسر : الحمد لله
طلب جاسر من آدم أن يساعده أن يعقد
وبعد ماساعده خرج ادم من الاوضه وترك رامى مع جاسر
جاسر : رامى انا عارف مستغرب من طلبى انى اشوفك بس انا عرفت انك اخدت موقف من والدتك ونور
رامى. حاول يتكلم لكن جاسر : على فكرة هم مايعرفوش حاجة عن مقابلة ليكى واطمن سواء قبلت كلامي ولالأ أنهم مايعرفوش برضه اسمعنى انا هدخل فى الموضوع على طول صدقنى يا بنى انا حبيبت والدتك من قبل ماشوفها حبها دخل قلبي من غير استئذان هو الحب كده يدخل فجأة وانت كمان اكيد لم حبيت نور مرتبتش لديه زيها بالظبط انا هحكيلك الحكاية كلها زمان وانا شاب كنت بحلم دائما ببنت فى الحلم بس للاسف ملامحها مكنتش بتظهر لحد مافى يوم بأن ملامحها وفي نفس اليوم ظهرت والدتك عرفت انها المقصودة جمعت كل حاجة عنها وفى يوم إلا قررت اعتراف بمشاعرى طلعت مأمورية واتاخرت فى رجوع الكل افتكرنى انى موت وطبعا والدتك مكنتش تعرف حاجة عنى واتجوزت والداك حاولت انساها معرفتش كنت بحمايها وكنت ولا مرة حاولت الفت نظرها لحد ما اتجوزت مامت نور وعشت بس كنت دائما بفكر فى مامتك وتوفيت مامات نور وبعدها رجعت على مصر كانت والدتك دخلت المستشفى ومحتاجة كلية اتبرعت بيها من غير مافكر واقنعت الدكتور أن يبلغهم إنها لحالة توفت وكان كل همى انها تقوم وجودها بالنسبة ليه حياة حتى لو هى متعرفش
ساعات كنت بشوف وجه عنيها نظرة حزن كان نفسى اعرف السبب وبعدها بابك اتجوز عليها وفرحت قلت هتطلب الطلاق وفرصة اتقدم ليها لكن فاجئتني واستمرت معه كنت ساعات بحسد والداك عليها وان ازاى مع واحدة زى ده وجوه عينيها حزن
وبعدها عدت سنين كتير واتوفى والداك وقولت فرصتى بس عرفت انها بترفض موضوع الجواز وقلت اصبر شوية فكرت تانى اتقدم ليها بس لتالت مرة القدر بيعاندنى عرفت بمرضي قولت خلاص ماليش نصيب بس بعد كده عرفت حبك لنور وقولت اكيد قدر رجع يصلحنى حتى لو متجوزتهاش كفاية انها بقت قريبى منى وكمان كنت مطمن على نور معاها
وكتبت مذاكرات وكنت ليه امنيتي أن لو موت قبل مااعتراف لمنى بحبى أن حد يوصل مذاكرات ليها وتبقى تقرأ ليه الفاتحة
او انى اتجوزها وتكتب على أسمى فى الدنيا عشان لما اموت تبقى مراتى فى الاخرة
إن كل ده بحكى ليكى علشان متظلمهاش هى ونور صدقنى يابنى انا مش عارف هعيش ولالأ بس نور أمانة فى رقبتك حافظ عليها هى بتحبك بجد
كان رامى يسمع الى كلام جاسر غير مستوعبة أن ممكن انسان يحب حد كل الحب ده وبعدد السنين كلها الحب ده يزيد
خرج رامي من عند جاسر من غير ما يعمل اى رد فعل
دخل آدم لجاسر : اهى عملت ايه
جاسر : حكيت ليه كل حاجة مش عارف هيعمل ايه
----------------------------------
أما فى منزل جاسر
فبعد خروج منى ونور أصرت نور على. أصحاب منى معها بحجة أنها متسبهاش لوحدها
لكن الحقيقة هى أن نور كانت بتحاول تخفف عن منى صدمتها فى رامى
وصلوا البيت. طلبت نور من منى انها تتدخل ترتاح فى اوضه جاسر
منى رفضت فى البداية لكن وافقت أو فضولها ارغمها على الموافقة حتى ترى اوضة جاسر
واول ما دخلت الاوضة شمت رائحته وكانت الاوضة ذوقها فى فرشها قريب من ذوق منى فهى تحب الزوق الكلاسيكى الهادى
شعرت منى بالفة بين جدران الغرفة
وأول ما غيرت هدومها ونامت على السرير راحت فى نوم عميق كأنها كانت تفتقد الأمان
فنحن لا نشعر بأمان الا مع من نحبهم فقط
-----------------------------------------
مر يومان على هذه الأحداث دون أى جديد
اليوم هو يوم عملية جاسر كانوا الكل معه فى المستشفى يحاولون أن يطمنونه أن العملية سوف تمر على خير
وفى هذه اللحظة انفتح باب الاوضة ودخل منه رامى الذى أخذ ينقل نظره مابين والدته ونور لكن رأى ملامحها حزينة فنور كبرت كثيرا بسبب حزنها لعن نفسه وغباء تفكيره
قطع الصمت صوت جاسر : تعالى يا رامى
اقتراب رامى منه وسلم عليه بود : ماانا لازم اجى ومش انا لوحدى انا ومعي ضيف اتفضل
وهنا انتقل كل نظر الموجودين الى الباب ليروا من هو ضيف الذى أتى مع رامى فوجده المأذون
رامى : اتفضل ياسيدنا دى العريس ده العروسة وكان يشاور على منى وجاسر وبضحكة مع انى المفروض أن حضرتك تشرفنا مع حد من أهلك لكن معلش أنا قلبى كبير
واقتراب من والدته وباس ايديها : سامحنى كنت غبى
ابتسمت منى وشاورت على نور
رامى فهم : أصلحك انتى الاول واطمن عليكى وبعدين اشوف نفسى ايه ياعمو جاسر حضرتك غيرت رايك
جاسر بلهفة : لا طبعا انا ماصدقت
وتمت مراسم كتب الكتاب وكان رامى وادم هم الشهود
الكل بارك ليهم ولبنى مليت أجواء المستشفى زغريط
رامى وهو يقترب من جاسر : حافظ عليها دى امى
جاسر : انا بحافظ على روحى
خرجوا كلهم حتى يتركوا المجال لمنى وجاسر
اقتربت منى منه
جاسر : انا مش مصدق انك اتكتب على اسمى لو مت دلوقتى هكون سعيد
وضعت منى يدها على فم جاسر : هتقوم منها وهي تحارب علشانى أنا واثقة فيك
أما فى الخارج
اقتراب رامى من نور وأخرج الدبلة ولبسها ليها : اول واخر مرة هسامحك تقلعيها مفهوم
نور حاولت تتكلم رامى : انسى يانور وانا اوعدك هعوضك عن كل الا فات
ابتسمت نور على رامى
وبعد شوية خرج جاسر على السرير الناقل وممسك بيد منى ولم يترك يدها الا عند باب العمليات وهتخرج لينا كلنا مستنينك
اخذت رامى ونور فى حضنها
وهنا انتهى شقاء العاشق
وتمت بحمد الله