![]() |
اسكريبت ايام في المشرحه كامل بقلم رين
ده تالت يوم ليَّا هنا في المشـ.ـرحة، وفي جوايا شعور مش مريَّحني وخصوصًا البنت اللي كانت بتشتغل معايا فيها كانت غريبة..
كانت ساكتة طول الوقت،
مبتتكلمش..
بتيجي تقعد معايا وأول ما بتيجي بتفتح التليفون وتفضل مركزة فيه،
ده تقريبًا تالت يومي ليَّا، معرفش بس ذاكـ.ـرتي مش مظبوطة أوي بقالها يومين، والنهاردة قررت إني أكسـ.ـر الملل ده، وبصراحة الموضوع كان بيبقـ.ـى مرعـ.ـب ليَّا جدًا فقررت إني أول ما أشوفها هكلمها وهحاول أفتح أي موضوع معاها المهم إني مفضلش كده،
إستنيتها، وفعلًا جت..
وأول ما دخلت، إبتسمتلها، وبعدين حطت شنطتها ولسه هتقعد وتطلع تليفونها ناديت عليها وقولت :
- إنتِ جديدة هنا؟!
= ...
- بكلمك إنتِ..
= ا.. اه آسفة.. إنتِ بتشتغلي معايا؟!
= اه.. بقالي يومين وده التالت..
- بجد؟!!
= اه.. شايفاني؟!
- طـ.. طبعًا شايفاكِ..
= كويس.. أصل بقالك كام يوم بتيجي في الشيفت بتاعك وهو بيكون في نفس وقتي.. بتقعدي مركزة في التليفون وأنا كنت مكسوفة أكلمك بقالي يومين..
- صدقيني أنا آسفة.. بس أكيد مخدتش بالي منك..
= عـ.. عادي هو أكيد كان في شئ كان واخد إهتمامك..
- بالظبط.. كان في عندي كام ظرف كده..
= أنا.. عايزة مساعدتك..
- في إيه.. إتفضلي ؟!
= شايفة باب التلَّاجة رقم 13؟!
- ا.. اه.. ماله؟!
= في واحدة هتـ.ـموت النهاردة.. 7 مارس.. وهتيجي هنا بـ.. بس روحها مش هتبقى مستريَّـ.ـحه..
- إنتِ بتهزري صح؟! أنا بخاف أصلًا وقولت هشتغل هنا لأن المـ.ـرتب كويس مش أكتر وكل اللي بعمله هو أني بوافق على خروج الجـ.ـثث مش أكتر زيك..
= أ.. أنا بتكلم بجد.. هي روحـ.ـها مش مستريحه ونفسها تعرف مين اللي قتـ.ـلها..
- أنا مش مستوعبة.. إنتِ بتقولي إيه ؟!!
= باقي قدامي ساعتين أعرف فيهم قبل الساعة 9:42 دقيقه.. ده الوقت اللي هتمـ.ـوت فيه..
- أنا آسفه مش هقدر أساعدك..
= إنتِ مصدقاني.. لو مكنتيش مصدقاني كنتِ مستحيل هتسمعيني..
- بصراحة.. اه.. واضح من أسلوبك إنك مش بتهزري..
= طـ.. طب تعالي معايا..
وافقت إنها تساعدني،
حكيتلها، إني كل اللي أعرفه،
رُحنا سوا ووقفنا قدام العمارة..
إن في ست هتمـ.ـوت في الساعة 9:42 دقيقة.. وفي اليوم ده كانت إتخـ.ـانقت مع جوزها، خنـ.ـاقة عادية، أنا مش فاكرة تفاصيلها، وده نفس اليوم اللي إتـ.ـوفت فيه، بس هو جوزها كان بيحبها جدًا فهي رافضة تصدق أن جوزها هو اللي قتـ.ـلها، لأنها بكل بساطة مشافتش وش اللي قتـ.ـلها، روحها مش هتستريح غير لما تعرف هل القاتـ.ـل هو جوزها ولا هو إتقـ.ـبض عليه ظلم.. كانت بتحبه جدًا ورافضة إنها تصدق أنه هو اللي قتـ.ـلها، بدأت البنت زميلتي تبصلي بملامح بلـ.ـهاء وقالتلي :
- وأنا المفروض أعمل إيه ؟!
= تشوفي كل حاجة..
- إنتِ عارفه كل ده إزاي ؟!
= أنا عارفة لأني..
وفجأة لفتت إنتباهي خطوات بنت، لما كنَّا واقفين قدام العمارة، وفعلًا الساعة 7:44 جت أخت الست اللي هتتقـ.ـتل، أول ما شفتها، قولت لزميلتي :
- أخت الست هتقعد يجي تِلت ساعة وهتنزل وهي منهـ.ـاره في العيـ.ـاط..
= ليه؟!
- لأنها هتعترفـ.ـلها إن جوزها معجب بيها وعايز يتجوزها..
= إيه ؟!!
- أنا بردو إتصدمت..
= إنتِ؟!
- أ.. أقصد الست إتصدمت وقتها..
فضلنا واقفين،
مكناش ظاهرين، كنا واقفين ورا سور قديم قدام العمارة بنراقب اللي نازل واللي طالع للست دي، وشوية نزلت فعلًا بعد تِلت ساعة أخت الست وهي منهـ.ـاره في العياط، زميلتي عيونها برَّقت في صدمة، مش مستوعبة أنا إزاي عارفة كل ده..
شوية لقيتها بتطلَّع ورقة وبتكتب فيها اللي بيحصل، ولما سألتها عن السبب قالتلي لأنها مصدومة وبتحاول تقارن كلامي باللي بيحصل بالظبط.. لأنها رافضة تصدق اللي بيحصل ده،
شوية وسألتني :
- إحنا بقالنا ساعة واقفين..
= باقي بالظبط ربع ساعة وهتـ.ـموت دلوقتي..
- ومين هيقتـ.ـلها؟!
= ده اللي أنا عايزة أعرفه.. مفيش وقت.. مفيش وقت قبل 11 مارس..
- إنتِ؟!
= إيه ؟!! ا.. اه.. أنا عشان يمكن لما نمسك القـ.ـاتل الحقيقي روحها ترتاح.. لأنهم مش لاقيين سـ.ـلاح الجريـ.ـمه لحد دلوقتي..
- طب وإيه اللي هيحصل دلوقتي..
= هي إتَّصلت بجوزها.. وجوزها قالها أن كل الكلام ده كـ.ـدب وأن أختها كدابـ.ـه وأنه جاي في الطريق وهيقولها الحقيقة كلها دلوقتي أول ما يرجع..
- و.. وبعدين؟!
= أول ما رجع.. كان ده وقت مـ.ـوتها.. مع إنه بيقول أنه مقتـ.ـلهاش.. وهي روحها نفسها تعرف مين اللي قتـ.ـلها.. وده لأن وشه كان متغطي والكامـ.ـيرات معرفتش تجيبه..
- بصي.. هناك حد.. جاي ومغطي وشه بماسك إسود..
= فـ.. فين؟!!
بعدها شُفت راجل، لابس أسود وبنطلون إسود.. سمعت خطواته وهو بيتلفِّت حوله، دخل العمارة، بعدها بدأت آخد كام خطوة وهي كمان بدأت تتّبع خطواتي، وأنا برجف وزميلتي لما شافتني قالت :
- رايحه فين؟! مالك؟!
= هطلع أشوف مين ده.. كملي كتابة..
- مـ.. ماشي جايَّة معاكِ..
= لـ.. لا.. أوعي تطلعي.. خليكِ مكانك..
= لـ.. ليه؟!
- صدقيني.. خليكِ هنا.. ولو مرجعتش روحي على المشـ.ـرحه تاني..
بدأت أجري، طلعت وراها، إتأخرت..
ولما فتحت باب الشقة على المشهد اللي كنت مستنّياه، شفت الست وهي ميتـ.ـه على الأرض ومذبـ.ـوحه وسايحة في د.مها، شفت القـ.ـاتل، شفته وهو بيمسح الـ.ـدم اللي على السكـ.ـينه في كُم التيشيرت الأسود بتاعه.. بـ.. بس جسـ.ـمه مش زي هيكـ.ـل جوز الست اللي أنا عارفاه.. الهـ.ـيكل ده شبه جـ.ـسم أختها اللي شوفناها من شوية.. وفجأة شالت الماسك.. عشان أشوف وشها كـ.. كانت أخت الست.. مش جوزها.. يعني إحساس الست كان صح.. مش جوزها اللي قتـ.ـلها أختها هي اللي قتـ.ـلتها لأنها هي اللي كانت بتحب جوزها وجوزها كان صادق طول الوقت ده.. معرفتهاش من هدومها الرجـ.ـالي اللي كانت لابساها..
شفتها،
شفتها وهي بتخـ.ـفي السـ.ـلاح تحت بلاطة مكسورة تحت سرير أوضة أختها.. فعلًا مستحيل أي حد ياخد باله منها، ومحدش يخطر على باله.. لأنها واضحة إنها سليمة.. فضلت واقفة ومبلَّمه، شفت كل حاجة وهي خرجت، بس مكنتش شايفاني نهائي،
وفجأة..
كنت في صدمة، مقهورة، مش مصدقة، ياريتني ما عرفت، ياريتني.. بس أنا دلوقتي إرتحت.. حتى لو كنت حزينه على نفسي..
سمعت خطوات، خطوات حد طالع على السلم لما شفتها كانت.. كانت زميلتي، وأول ما شافت الجثـ.ـة اللي على الأرض وخصوصًا وشها وقفت مصدومة، مِبلِّمة وقالت :
- ثـ.. ثواني.. دي أختك التوأم ؟!!
= لا..
- د.. دي ملامحها هي ملامحك.. إ.. إزاي ؟! كل ده إزاي ؟!!
= دي أنا.. من البداية وده كله أنا.. أنا اللي روحي مش مرتاحة وعايزة أعرف مين اللي قتـ.ـلني.. كنت عارفة أنه مش جوزي.. ويارتني ما عرفت أنها أختي..
- عـ.. عشان كده عارفة كل ده.. بـ.. بس ازاي ؟!!
= جوزي هيرجع دلوقتي وهيكتشف جثـ.ـتي.. معرفش إمتى بس هيرجع.. هيقبـ.ـضوا عليه.. معرفش ليه بس مكنش في أي دلـ.ـيل ببـ.ـراءته وأكيد أختي شهـ.ـدت ضـ.ـده عشان تنـ.ـتقم منه..
- ...
= هتلاقي السكـ.ـينه تحت السرير ده.. بصـ.ـامتها عليها.. دايمًا كانت بتنسى أهم التفاصيل.. كانت مهمـ.ـله.. ساعديني..
- أ.. أنا.. عشان كده مش كنتِ عايزاني أطلع..
= اه.. لأنك أول ما هتصحي.. مش هتلاقيني.. بس أنا متأكدة إنك هتساعديني..
- أصحى؟!
= أول ما هتصحي من النوم هيكون التاريخ 11 مارس.. لكني في حلمك رجعت التاريخ لثلاثة أيام ورا عشان أقدر إني أساعد روحي ترتاح.. أي ميـ.ـت بيقدر يعيش آخر ثلاثة أيام في حياته من تاني في حلم أي حد بيستـ.ـجيب معاه.. وإنتِ لما كلمتك شوفتيني ورديتي عليَّا..
- إشمعنا ثلاثة أيام ؟!
= أي حد بيمـ.ـوت الـ.ـعزا بيكون ثلاثة أيام.. أو ساعات بتحـ.ـتجز جـ.ـثته في المشـ.ـرحه ثلاثة أيام بتكون مهله وقت للمـ.ـيت عشان يودَّع حبايبه أو روحه تستـ.ـريح لأي أسئله عنده قبل ما يمشي.. عشان ميرجعش تاني.. ووقتها لما بيرجع بيكون مـ.ـرعب..
- ليه متأكدة إني هساعدك؟!
= لأني لما ناديت عليكِ رديتِ عليَّا وشوفتيني..
- هـ.. هساعدك..
= شكرًا..
- هل ده طبيعي أنه يحصل معايا ؟!
= لا.. ولو في يوم لقيتي حد في المشـ.ـرحه.. إتأكدي إنه شغال فيها ولو لا.. فأكيد هتكون دي روح مش لاقية السلام زيي..
- و.. ودلوقتي؟!
= إصحي من النوم..
وفعلًا صحِّيت البنت من النوم..
في البداية البنت كانت مفكَّرة أنه مجرد كابـ.ـوس وفضلت مش مستوعبة لفترة، الغريب أنها لما حطَّت أيدها في جيبها لقت الورقة فعلًا، كانت مصدومة ومبلِّمه، قدرت أشوفها، محدش يقدر يشوفني دِلوقتي لكن أنا موجوده وشايفه كله وطول ما أنا في تلَّاجة المشـ.ـرحة بقدر أشوف كله وأسمعه، بس بعد آخر يوم ليَّا مبقدرش أشوف أي حاجة..
في نفس اليوم عرفت أنها بلَّـ.ـغت عن أختي وعن مكان السـ.ـلاح، بلـ.ـغت بطريقة ذكية، معرفش إزاي، بس لو في يوم إتقابلنا تاني هسألها..
أختي إعـ.ـترفت بكل شئ،
أختي هي اللي كانت بتحب جوزي.. وإنتقمـ.ـت منه وقتلـ.ـتني قبل ما يحكي ليَّا عشان يتقـ.ـبض عليه وتكون خلصت مننا.. كانت كول عمرها بتحـ.ـقد عليا كانت شايفة إني مستحقش جوزي يحبني..
جوزي بقى حُر، روحي إرتاحت، رغم أني زعلانه..
ودلوقتي سامعاهم وهما بيفتحوا باب التلَّاجة، تلَّاجة رقم 13.. تلَّاجتي اللي فيها جـ.ـثتي؛
شفتها وهي بتخرَّجني وعيونها كلها دموع وكانت ملامح وشها هي آخر حاجة أنا شُفتها.