![]() |
اسكريبت لمسه طيبه ولمسه شريره كامل بقلم الست نور
- لو حكيتي لحد من أهلك همـ ـوتك!
كانت نقطة فارقة في حياتي وصدمة اتعرضتلها في طفولتي خلتني عمري كله أحذر من القريب قبل الغريب.
- اكتمي اوعي تقولي لحد على اللي حصل.
- بس أنتِ قولتي أحكيلك.
- وكويس إنك حكيتي بس متحكيش لحد تاني علشان محدش يتكلم عليكِ!
- بس عمي هو الوحش.
- الرجالة مش بتتعاب بس سمعة البنت بتتعاب.
- ولو كرر اللي عمله تاني!
- متقعديش في مكان هو فيه واوعي تقولي لأبوكِ ده يقتل عمك فيها والعيلة تولع.
من طفولتي واتعلمت إن سمعة البنت زي الجنيه الدهب لازم تفضل بتبرق، لكن الراجل سمعته بتتكتب بقلم رصاص لو اتكتبت بذم فـ بأستيكة تتمسح ويتكتب بدالها مدح، علشان كده اتعودت أدعم نفسي بنفسي محدش هيسندني.
- أنتِ عارفة إنك أشطر طالبة عندي يا نور!
- إحم ... شكرًا يا مستر.
- وكمان بنت جميلة.
نظرة في عينه شوفتها بعد سنين في عين المدرس بتاعي، والنظرة دي عمرها ما تتمحي بأستيكة، وإيديه بدأت تقرب مني ووقتها إيديّا كانت أسرع وزقيته بكل ما أملك وهربت ورا زمايلي.
- مش هتروحي الدرس ليه؟
- غيّرت المدرس
- ليه؟
- أحكيلك ولا هتقولي الراجل ميبعوش حاجة؟
- أنتِ ليه بتحاسبيني على نظرة المجتمع؟
- أنا ماليش إني أحاسب المجتمع بس أنتِ أمي وليا حق عليكِ.
- هو عمّلك إي؟
- مأذنيش متخافيش أنا حميت نفسي.
- متعوديش تروحي ليه تاني واوعي تحكي لأبوكِ.
أمي بتخاف على الراجل من الراجل مع إن أوقات كتير الراجل مبيقفلوش غير راجل يرده عن عمله وسوء خلقه، وعلشان كده بقيت أهرب من كل الرجالة وفي نظري كلهم نفس عمي ونفس المُدرس بتاعي مُتحرشــ ين!
- تعرفي إني أول مرة أقعد القعدة دي!
- قعدة أي؟
- قعدتنا دي وآجي أشوف عروسة وتشوفني وكده.
- أها وأنا كمان.
- أيوة مانا عارف حتى وصلني رفضك كذا مرة.
- وأنت عارف سبب رفضي؟
- مانا جيت لأجل أعرف.
- دمك حامي لحد فين؟
- يعني أي؟
- غيرتك ... غيرتك على أهل بيتك.
- هي دي بتتقال!
- أومال أي؟
- بتتشاف والمواقف تحكم.
منكرش أديته فرصة مش لأجلي قد ماهو لأجل الطفلة اللي هتتكتب باسم راجل واجب عليه يحميها وتتحامى فيه ومتخافش منه بل بالعكس تستقوى بيه إن في ضهرها راجل، علشان كده قبل ما أختاره زوج أخترته أب لولادي.
- اسمعني بس مينفعش تخرج بعصبيتك دي.
- ادخلي جوا بقولك.
كنت خارجة معاه بشتري حاجة لجهازي وإحنا ومروحين واحد سرسـجي عاكسـ ني فـ اتفاجأت إنه سكت، لحد ما لقيته روحني واطمن عليا ورجعله يتخانق معاه فبعت وراه بابا وأخواتي يلحقوه قبل ما يتهور.
- بالهداوة يابني الأمور متتاخدش كده.
- إلا العرض يا عمي وبنتك عرضي وشرفي.
- ده أنت دماغك ناشفة!
- ده الواد كان هيموت في إيده يا بابا لولا ربنا ستر ولحقناه.
- أنا كنت بعرّفه تمامه بس.
- تمامه! ده أنت دشملت أم تمامه.
قلبوا القعدة ضحك وهزار وأنا نظرتي ليه اتغيرت 180 درجة، لدرجة بقيت شايفاه بنظرة عمري ما شوفت بيها راجل قبل كده، واللي بدور عليه عمري كله لقيته فيه راجل أتحامى فيه، فـ اطمنت على مستقبلي ومستقبل ولادي.
- بتعلمي الولاد أي؟
- تعالى اقعد جنبي درس مهم لأزم نعلمه للولاد.
- درس أي؟
- اللمسة الطيبة واللمسة الشريرة.
أول ما الطفل يبدأ يستوعب ببدأ معاه درس التحـ ـرش وإزاي تعرف إن دي لمسة طيبة ولا لمسة شريرة.
- يلا يا نوح دي لمسة أي؟
- طيبة يا ماما.
- تعالى في حضني يا قلب ماما.
قعدنا حوالي ساعة نعلّم في نوح ووعد وبعصاية فيها كف إيد ورق كنت بلمس على جسمهم وأسألهم ده لمسة أي وبطريقة بسيطة علمتهم يفرقوا بين اللمسة الطيبة واللمسة الشريرة.
- دي لمسة أي يا وعد؟
- شريرة يا ماما.
- مين مسموحله يلمسك هنا؟
- ماما بس.
- شطورة يا روح ماما، وأي حد يلمسك هنا حتى لو واحد في مقام بابا لاقدر الله ترفضي وتيجي تحكيلي فورًا أنا وبابا.
هو كان ساكت وحسيت في عيونه بنظرة فخر استشفيتها منه ومن عينيه، فكمل هو واحتواهم بدعمه ووصلهم إنهم أغلى من ضي عينيه.
- قبل ما تحكوا لماما تجولي أنا وأنا أي حد يقربلكم هتعامل معاه.
- حاضر يا بابا.
اللي اتمنيته يتعمل معايا عملته مع ولادي واللي ملقتوش في بيت أهلي بدأته من جديد في بيتي ومع ولادي وأنا اللي يبصلهم نظرة مش ولا بُد آكله بسناني.
- ماما هو قالي لو حكيتي لحد من أهلك همــ ـوتك.
- احكيلي يا وعد متخافيش.
"لمسة طيبة ولمسة شريرة والنية مش دايمًا سليمة"
لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا