![]() |
اسكريبت انا وبنت اختي كامل بقلم رين
جوزي بعتلي الرسالة دي وبما أنه كان صاحِّب العمارة فهو كان بيحب دايمًا يعمل كده؛
كانت عادة عنده،
أي حد جديد بيسكن معانا كان بيحب يروح يرحَّب بيه، بنسلم عليه، لأنه صاحب العمارة وكده وهو متعود على الموضوع ده من زمان، وافقت، أصلًا بقيت متعودة على كده، إستنيتة لما يرجع من الشغل، عملت كيكة كده من باب الذوق بردو، مبحبش أروح لأي حد بإيدي فاضية زي كل مرة تقريبًا،
أول ما رجع كنت خلِّصت كل حاجة، أول مره يرجع بدري من الشغل، كان أوقات كتيرة بيبات برَّه البيت عشان شغلة في محافظة تانية وكده..
جهزت وظبطت الكيكة بقت تمام، ولما طلعنا من باب الشقة شاورلي أنها الشقة اللي في وش شقتنا، كان فيها ناس ساكنة قبل كده ونقلوا لعمارة تانية، وجت الست دي وبنتها وسكنوا في العمارة، عرفت من جوزي أن زوجها متـ.ـوفي وعندها بنت صغيرة، وصلنا، ورن الجرس ولما الباب فتحت لقينا بنت صغيرة هي اللي فتحت وقالت بصوت فيه إستغراب كان واضح أوي وهي مبرَّقة ليَّا من أول ما شافتني
"مـ.. ماما؟!!"
إبتسمتلها، وبعدين قولت "إزيك يا قمر؟!"
كانت مِبلِّمة ليا، عندها تقريبًا 5 سنين، واضح من كلامها، كنت ببتسملها وهي بتبصلي ببلاهه غريبة، وبعدين لقيت جوزي بيقولها "فين ماما؟!"...
شوية وجت واحدة، كانت كانت مغطية وشها بالطرحة، مكنش باين غير عيونها وقتها وكان واضح من عند عينها الشمال شئ مش طبيعي، عيونها نفسها مش طبيعية أوي بس معرفش ليه حسِّيت بشئ غريب وقتها لما شفتها شئ لمسني، ركزت في عيونها يمكن أفتكر شوفتها فين بس كانت تقريبًا وكأن الجلد اللي تحت عيونها مخليني مش عارفة أفتكر لأنه كان غريب.. بعدها قالت بصوت هادي جدًا :
"إتفضلوا.."
دخلت أنا وجوزي، أنا عارفة الصوت ده..
أو بيتهيألي إني عارفاه، طنشت، أنا فكَّرت زيادة عن اللزوم، دخلنا وقعدنا وهي كان واضح عليها أنها إنسانة خجوله شوية،
كلامها كان قليل، شوية وقالت هتقوم تعملنا حاجة نشربها، دخلت المطبخ، وجت بنتها وقعدت جنبي وهي بتبصلي بذهول زي ما هي، بتبتسم ليَّا، كأنها عارفاني، أو كأنها فرحانه أوي لما شافتني، شوية وجوزي قالي
"يلا عشان مش هنقعد كتير"..
كان غريب، معرفش ليه متضايق ومتوتر كده، كان بيبصلها وكأنه خايف منها، ومن شكلها، بصراحة أنا كمان كنت خايفة، بعدها قام ودخل الحمـ.ـام، بصيت للبنت وكنت ببادلها الإبتسامة وقعدنا نتكلم شوية وفجأة قالتلي في نص الكلام :
- إنتِ شبه ماما أوي.. كانت حلوة كده زيك..
= أ.. أنا؟!
- اه.. بس هي بتقول إن شكلها مش حلو بتعيط كل يوم بسببه.. بس أنا شايفاها حلوه لسه..
= ماما حلوه جدًا..
- ماما حلوه زيك.. كنت شوفتلها صورة قديمة.. حلوة أوي..
= لا زيك إنتِ.. إيه رأيك تعالي نشوف ماما لتكون محتاجة مساعدة؟!
- ماشي!!
قمنا ومسكت أيد البنت، وبعدين دخلنا على عليها المطبخ، أول ما شافتني إتوترت جدًا ووقعت من أيدها كنكة القهوة على الأرض وإتسمَّرت في مكانها، وبدأت تغطي وشها تاني، كـ.. كان وشها مشَّوه تمامًا.. زعلت، وفهمت ليه عيونها كانت عاملة كده، وفهمت كلام بنتها الصغيرة وقتها، أعتذرتلها لكن قالتلي مفيش مشكلة هي بس مش متعودة وكده، قولتلها إنها جميلة بكل حالتها بصدق،
يمكن وشها كان مألوف ليَّا لأني كان لينا جارة بردو وشها كان محـ.ـروق زمان كانت ساكنة في العمارة اللي قدَّامنا، المهم طلعت تاني وجوزي كان طلع من الحمـ.ـام، ويادوبك شربنا القهوة وقُومنا نمشي، وقبل ما أمشي قالتلي الست قبل ما تقفل الباب ورايا
"مكنتش عايزة تشوفيني كده.. كنت عايزاكِ تفضلي فكراني زي أول مره.."
فضلت أبصلها بحزن، ولسه هرد عليها بصتلي وقفلت الباب،
طول اليوم الزيارة دي مفارقتش بالي، حتى وأنا بحاول ألهي نفسي في السهرة وأنا بتفرج مع فيلم مع جوزي، دماغي في اللي حصل النهاردة، واللي شفته، وجملة الست، الست تعتبر في سني، الفرق بيني وبينها بس إني ربنا لسه مرزقنيش بطفل، وفرحت لما شُفت جمال بنتها، كنت كل ما أفتكر بنتها أقول إني في يوم ربنا هيرزقني أنا متأكدة، مع إني عندي شوية مشاكل في الحـ.ـمل بس ربنا كبير،
بدأت أتكلم مع جوزي وأحكيله عن البنت الصغيرة مكنش مركز معايا كالعادة، مركز مع الفيلم بس وبعدين قولتله
"ده حتى البنت الصغيرة بتقول إني شبه مامتها.."
لقيته ركز مره واحدة، وبصلي وقال :
- مين؟!
= البنت..
- لا.. قالت إيه ؟! شبه مين؟!
- إيه اللي حصل مالك؟!
= مين دي اللي شبهك؟!!!
لقيته فجأة قام من مكانه، أول مره أشوفه بالشكل ده، كان متعـ.ـصب، بدأ يقرَّب مني وبيسألني بشكل هستـ.ـيري وبيقول بصوته العالي
"شبه مين بقولك؟!! مين ده اللي شبهك؟!!"
رديت عليه بصوت عالي وقولت
"شبه مامتها.. مامتها.. في إيه ؟!! ليه بتعمل كده؟! أنا خفت!!"
سكت، ووقف في مكانه شوية، وبعدين بدأ يضحك وقال بتهتهه كانت واضحة في حروفة
"بـ.. بهزر معاكِ.. وشك قلب كده ليه؟! متزعليش مني قولت أهزر معاكِ عشان مزاجك مش رايق وكده!!"
بعدها قام وقالي أنه داخل ينام شوية، مش عارفة ليه النهاردة كان غريب كده،
حبيت الجارة الجديدة بصراحة، وأخيرًا هخرج من الوحدة اللي أنا فيها، قدري إني أكون وحيدة طول عمري، أختي الوحيدة إتوفـ.ـت في حـ.ـادث، أكتر يوم كان صعب في حياتي اليوم اللي إتلقيت فيه خبر وفـ.ـاتها، بس ربنا يخليه جوزي إهتم بكل شئ وقتها، إستلمها ودفـ.ـنها وكل حاجة كانت أختي الوحيدة، مقدرتش، كان الموضوع صعب ومؤلـ.ـم، دخلت في حالة من الصدمة والاكـ.ـتئاب بعدها لأنها كـ.. كانت أختي الـ..
ثواني الباب بيخبط.. مين هيجي في الوقت ده؟!
قُمت، وقفت عند الباب وقولت "مين؟!"
سمعت صوت البنت الصغيرة، هي صوتها، فتحت الباب، لما بصِّيت كانت هي سألتها :
- إيه يا حبيبي اللي جابك في وقت زي كده..
= هو أنا ممكن أسالك سؤال؟!
- طبعًا يا قمر..
= ينفع أناديكِ ماما؟!
= ...
وقفت قدامها وأنا مِبلِّمة، مش فاهمه إيه اللي جابها في وقت زي كده، وفجأة لقيت الست طالعة من شقتها بتجري، بتشد بنتها، وبتعتذرلي، بدأت تزعقلها، مسكتها من دراعها، شدَّت دراعها من أيدي وقالت "لو سمحتِ أدخلي بيتِك.."
بدأت أخاف منها، معرفش ليه طريقتها كانت كده وقتها،خدت البنت ودخلت وراها وقفلت الباب، فضلت واقفة مكاني شوية، بعدها دخلت وقفلت الباب، عذراها، يمكن خافت على بنتها، بس ليه البنت طلبت مني طلب زي كده؟! عمومًا مبقتش قادرة أفكر أكتر من كده، أكيد مش هفكر في تصرفات طفلة عندها خمس سنين..
دخلت، سمعت صوت رسالة جاية لجوزي، معرفش فضولي خادني عشان أشوف، لقيت رسالة من رقم مكتوب فيها
"بكره في نفس المعاد.. زي أول يوم بدأ فيه كل حاجة.."
وقفت قدام الرسالة شوية، بس لا، أنا بثق في جوزي، أكيد رسالة شغل، أنا حسَّاسة النهاردة زيادة عن اللزوم..
حطيت راسي على المخدة، وأجبرت نفسي على النوم، مش هفكر في أي حاجة النهاردة خلاص، لأن الوضع هيسوء أكتر كده..
تاني يوم صحيت، ملقتش جوزي جنبي، أكيد هو في الشغل النهاردة، أول شئ جه على بالي أول ما فتحت عيوني هو اللي حصل إمبارح، في شئ ناقص، الموضوع كله مش مقنع، أنا لسه مقتنعتش.. في حاجه ناقصة ومش مفهومه،
طول اليوم قلت هشغل نفسي بالشغل في البيت، وعلى الساعة 8 بالليل لقيت الجرس بيرن، رُحت وفتحت الباب، لقيتها هي.. هي الست جارتنا الجديدة كانت ماسكة بنتها في أيدها وبعدين قالتلي "ممكن أسيب أمانة عندك؟!"
بصيتلها شوية وأنا مستغربة، وبعدين قولت في ذهول :
- أكيد.. محتاجة إيه ؟!
= هسيب بنتي عندك.. ممكن؟!
- أ.. أكيد تشرفني..
= شكرًا..
- متقلقيش عليها هي في أمان عندي لحد ما تخلَّصي اللي وراكِ..
= عارفة إنك بتصوني الأمانة.. مش أول مره أسيب حاجة عندك..
- مش فاهمة..
= دلوقتي إنتِ هيجيلك خبر مـ.ـوت حد كنتِ مفكراه ميـ.ـت وهتعيشي ألـ.ـم فقدانه مره تانية بس المره دي هتكون حقيقية.. ومـ.ـوت حد تاني يستحق المـ.ـوت أوعي تزعلي عليه..
- ...
= إفتكريني زي زمان.. لو سمحتي..
سابت البنت عندي ومشيت علطول..
فضلت أنادي عليها مردتش عليا، مشيت بسرعة، حسِّيت إن البنت بدأت أخاف وتتوتر من اللي شافته، حاولت أهدى وأتماسك عشانها، دخلت وقفلت الباب، بحاول مبينش أي شئ للبنت،
قولت هسألها لما ترجع، هتروح فين يعني وبنتها عندي، كده كده هترجع، هتصل بيه، هتصل بجوزي أقوله اللي بيحصل، مين الست العجيبة دي ومين اللي هيمـ.ـوت تاني؟! مين؟!
إتصلت كتير مبيردش، الأدرنالين بقى في أعلى مراحله عندي وفجأة جالي إتصال.. كان جوزي رديت بلهفه، جسمي إتلبـ.ـش لما سمعت صوت راجل بيقولي :
- حضرتك مراته؟!
= أيوه.. هو فين؟!! حصل إيه ؟!
- جوزك إتوفـ.ـى مع الأسف.. كان في عربية عملت حادثـ.ـة من شوية.. وكانت في ست معاه في العربية.. في ناس شافتها وهي بتمسك في الدركسيون.. ست مشَّـ.ـوه زي ما بيقولوا هي السبب في مـ.ـوت جوزك.. الله يرحمه ويصبرك.. هي كمان نالت عقـ.ـابها ومـ.ـاتت..
=...
مقدرتش أتكلم.. كنت في صدمة تامة.. وقع التليفون من أيدي على الأرض وبعدها دموعي.. هـ.. هي اللي قتـ.ـلت جوزي.. هي راحت تقابلة لما جابت بنتها تقعد معايا.. مين الست دي؟! فجأة باب الأوضة فتح.. دخلت منه البنت الصغيرة، حاولت أغير ملامح وشي عشان متلاحظش بعدها طلَّعت ظرف من أيدها وقالت :
- جالك إتصال؟!
= ا.. اه يا حبيبتي..
- طيب خدي الجواب ده.. ماما قالتلي أدهولك بما يجيلك إتصال..
خدت منها الجواب، وأول ما البنت طلعت بدأت أقرأه بسرعة، لازم أفهم في إيه وفجأة لقيت مكتوب فيه
"أنا أختك التوأم.. اللي قالولك أنها إتوفـ.ـت في حادثـ.ـة من خمس سنين.. جوزك مدفنـ.ـيش ولا حاجة.. هو اللي قتـ.ـلني وأنا على قيد الحياة.. كان دايمًا مهووس بأنه مينفعش أي واحده شبهك أي حد يتجوزها غيره.. وأنا مع الأسف شبهك لأني توأمك.. إعتدى عليـ.ـا وشوَّهني بنتي متعرفش شكلي الحقيقي غير من الصور.. بيقولي إنك مِلكه ومينفعش يشوف أي حد تاني يلمس أي حد شبهك غيره.. أنا كنت ضحيـ.ـة واحد مريـ.ـض زيه.. بس من النهاردة قررت إني أنهي كل حاجة.. جابني في نفس العمارة عشان أكون تحت عينه بس أنا مش هقدر أستحمل حبك الأعـ.ـمى ليه.. سامحيني يا أختي.. وأنا صغيرة كنت سِبت عروستي أمانة معاكِ وعارفة أنها معاكِ لحد النهاردة.. وعارفة إنك هتصوني بنتي زيها.."
كـ.. كانت أختي من البداية، صوتها، عيونها، إزاي معرفتش، حتى ولو مشـ.ـوَّهه إزاي ؟! أنا كنت عايشة مع شيطـ.ـان طول الوقت، بدأت أقتنع دلوقتي.. هي دي النهاية الصح لبداية الأحداث الغريبة دي.. أختي المره دي فعلًا مـ.ـاتت.. كنت مفكره جوزي هو أقرب شخص ليا طلع أكتر شخص مرعـ.ـب في الدنيا لما فهمت إني كنت عايشة مع شيطـ.ـان، واللي كانت جارتي واللي المفروض غريبة عني طلعت أختي وتوأمي وأقرب حد ليَّا، كنت خايفة منها ودلوقتي هي اللي بتحميني؛
رجعت وحيدة مع صدمة مره تانية.. وحيدة بس المره دي مش لوحدي، بقينا لوحدنا في الدنيا دي أنا وبنت أختي.