اسكريبت احد ابناء ابليس كامل بقلم حور حمدان



 اسكريبت احد ابناء ابليس كامل بقلم حور حمدان 


كنت قاعدة في أوضتي، دماغي مشغولة بمحمد، خطيبي اللي اختفى من فترة وماحدش عارف له طريق، واللي رغم كل حاجة لسه جزء مني مستنيه. فاجأة موبايلي نور بمسج، فتحت بسرعة ولقيت اسم سهى، أخته. استغربت جدًا، من زمان ما كلّمتنيش، ومن ساعتها وأنا حاسة إنهم مخبيين حاجة عني.


بإيد مرتعشة فتحت المسدج، وعيني وسعت من الصدمة وأنا بقراه:


"حور.. مش أخويا محمد رجع إمبارح..!"


قلبي دق بسرعة، مش قادرة أحدد مشاعري، فرحة؟ خوف؟ توتر؟ كل ده كان متداخل مع بعضه. كتبت لها بسرعة:


"أخوكي ازاي رجع؟! طب لو رجع مكلمنيش ليه؟!"


ردّت بعد لحظات، كأنها مترددة تحكي:


"مش عارفة يا حور، كنا قاعدين وفجأة دخل علينا، حاولنا نعرف منه حاجة بس مش بيتكلم، تصرفاته غريبة جدًا، اتغير جامد!"


حسيت بجسمي بيتجمد، محمد كان معروف عنه الهدوء والرزانة، عمره ما كان يتصرف بغرابة، فإيه اللي حصل له؟ كتبت لها وقلبي مقبوض:


"تصرفات غريبة؟ زي إيه يعني؟"


الرد اللي وصلني خلاني أحس برعشة في جسمي كله:


"إمبارح كان بياكل الفراخ من غير ما تتطبخ.. وبقى يرمي الأكل المستوي واللبن في الأرض، حور.. مستحيل دا يكون أخويااا.. مستحيل!"


اتسمرت مكاني، محمد كان دايمًا حريص في أكله، لو الأكل مش مستوي كويس ما كانش يلمسه حتى، فإزاي دلوقتي بيعمل كده؟ كتبت بسرعة:


"إيه دا؟ عمر محمد ما كان كده، دا كان لما نخرج والأكل يكون مش مستوي شوية كان يرفض يأكله، فإزاي دلوقتي بيعمل كده؟!"


سهى ردت بسرعة، كأنها محتاجة تفهم هي كمان:


"مش عارفة.. بقى غريب ومريب جدًا، كل شوية يزعق فينا من غير سبب، ومن غير حتى ما حد يتكلم!"


حسيت بخوف بدأ يزحف على قلبي، حاجة غلط، غلط جدًا، فكتبت لها:


"في حاجة مش طبيعية خالص!"


بعد لحظات، مسج جديدة وصلتني، مسج حسيت إنها كتبتها وهي مرعوبة:


"نسيت أقولك.. النهارده شوفته قفل على نفسه في الحمام وقعد حوالي تلات ساعات، ولما طلع.. لقيت كمية دم على المراية، مرعبة، مش عارفة أعمل إيه.. ساعديني يا حور بليز!"


قلبت الموبايل في إيدي وأنا مش قادرة أصدق، محمد رجع.. بس اللي رجع ده مش هو!


حسيت بجسمي بيتجمد، إيدي بتترعش وأنا ماسكة الموبايل، قلبي بيدق بسرعة مش طبيعية.. محمد رجع، بس اللي رجع ده مش هو! مش محمد اللي أعرفه، مش خطيبي اللي كنت بستناه كل يوم.. فيه حاجة غلط، غلط جدًا!


كتبت بسرعة لسهى، وأنا حاسة بكتمة على صدري:


"دم على المراية؟! طب وإنتِم ما سألتوهش إيه اللي حصل؟!"


ردّت بعد لحظات، وكأنها كانت مستنية تسألني نفس السؤال:


"سألناه.. بس كان واقف قدام المراية ساكت.. عينيه سودة جدًا يا حور، مش لونها الطبيعي! كان بيتنفّس بسرعة، كأنه مش هنا، وبعدها.. ابتسم!"


قريت الكلمة الأخيرة أكتر من مرة، وحسيت برعشة برد تجتاح جسمي.. ابتسم؟! محمد كان دايمًا رزين، مش من النوع اللي يبتسم كده بدون سبب، خصوصًا بعد حاجة زي دي!


كتبت وأنا حاسة بخوف مش مفهوم:


"سهى، محمد لازم يتكشف عليه، لازم تعرفوا إيه اللي حصله!"


ردّت بسرعة، كأنها كانت مستنية أقول كده:


"ماما قالتله نروح للدكتور.. تخيلي عمل إيه؟!"


استنيت تكمل، بس الخوف جوه قلبي كان سابقها، كأنني عارفة إن الإجابة هتكون أسوأ من أي حاجة سمعتها لحد دلوقتي. بعد لحظات وصلني مسج جديد:


"بصّ لها، وبهدوء شديد قالها: الدكتور مش هيقدر يساعدني.. اللي جوه مش مرض، واللي رجع مش أنا..!!


قلبي وقع في رجلي، حسيت بجسمي كله بيتكهرب وأنا بقرا الجملة الأخيرة. "اللي جوه مش مرض، واللي رجع مش أنا.." يعني إيه؟!


إيدي كانت بتترعش وأنا بكتب لسهى بسرعة:

إزاي يعني اللي رجع مش هو؟! قصدك إيه؟!


الدقايق اللي استنيت فيها ردها كانت أطول من أي وقت فات، وبعدين أخيرًا ظهر إشعار جديد:


حور.. أنا خايفة.. إحنا مش عارفين هو إيه، بس اللي متأكدة منه.. ده مش أخويا.. مبارح بالليل صحينا على صوت غريب جاي من أوضته.. لما بابا فتح الباب، لقيناه واقف وسط الأوضة، عينه سودا تمامًا، وكان بيتمتم بكلام مش مفهوم، كأن حد بيتكلم على لسانه..!!


حسيت برجلي بتترعش، دماغي مش قادرة تستوعب اللي بيحصل.. ده مش طبيعي، ده مش ممكن يكون محمد اللي أعرفه!


كتبت بسرعة:

لازم تشوفوا شيخ أو حد يفهم في الحاجات دي.. ده مش طبيعي، مستحيل يكون محمد!!


بس قبل ما تلحق ترد، الموبايل رن فاجأة، الرقم كان محمد.


الدم تجمّد في عروقي، إزاي بيتصل بيا دلوقتي؟! صباعي كان متردد وهو بيدوس على زر الرد، ولما حطيته على ودني، سمعت صوته.. صوت محمد، بس كان فيه حاجة غريبة، حاجة مش طبيعية:


حور وحشتيني.


صوته كان بارد مش دافئ زي كل مرة، مش محمد بتاعي، مش الشخص اللي كان صوته لوحده يطمني. بلعت ريقي وقلت بتردد:


إنت فين يا محمد؟! إيه اللي بيحصل؟!


ضحك، ضحكة خلت قلبي يقف لثواني. كانت ضحكة مفيهاش أي إحساس ضحكة حد عارف حاجة أنا مش عارفاها. وبعدها قال بهدوء غريب:


إنتي أكتر واحدة عارفة.. إن اللي في البيت مش أنا.


حسيت بجسمي بيتجمد، ركبي سايبة وأنا بمسك الموبايل بإيدي المرتعشة.. محمد الحقيقي مخطوف؟! طيب اللي في البيت ده إيه؟!


سمعت صوت نفسُه البطيء من السماعة قبل ما يقول جملة خلت دموعي تنزل:


حور.. ما تصدقيش أي حاجة هيقولها لك.. ده مش أنا.. ده بعتوه مكانـ


وفجأة الخط قطع!


المكالمة انتهت كأن حد قفلها غصب عنه. قلبي كان بيدق بعنف، ودماغي بتلف بألف احتمال مرعب. محمد الحقيقي مخطوف، واللي رجع مكانه مش هو.. مش بني آدم!


بإيد مرتعشة، فتحت الشات مع سهى وكتبت بسرعة:

سهى.. محمد الحقيقي كلمني! ده مش هو اللي معاكم! لازم تخرجوا من البيت حالًا!!


ما لحقتش أضغط "إرسال"، لأن موبايل اتطفا فاجأة!


الأنوار في الأوضة بدأت تتهز كأنها هتتحرق، لدرجة حسيت إني مش قادرة أتنفس. في اللحظة دي، سمعت صوت.. صوت باب أوضتي بيتفتح ببطء!


حسيت بجسمي كله بيتجمد.. أنا قافلة الباب من جوه!


التكّة البسيطة اللي عملها الباب وهو بيتفتح كانت كفيلة تخلي قلبي يقع في رجلي. رفعت عيني ببطء، ومن خلال الضلمة اللي ابتدت تتمدد في الأوضة، شُفت محمد واقف على العتبة.


بس ده مش محمد!


كان واقف ساكت، عيونه مش بني آدم، عيونه سودة تمامًا، ضلمة مطلقة، مفيهاش لمعة حياة. كان مبتسم، بس الابتسامة دي مكانش فيها أي دفء.. كانت ابتسامة حد بيتسلى.. حد عارف إنه بيخوفك ومتأكد إنك مش هتعرف تهرب


بصلي بهدوء وقال بصوت أقرب للهمس، بس كان مرعب بطريقة مش طبيعية:


مالك يا حور؟ خايفة مني ليه؟ مش وحشتك؟


حاولت أتكلم، حاولت أصرخ، بس في اللحظة دي، شُفت حاجة وراه


انعكاسه في المراية!


كان واقف مبتسم قدامي.. بس انعكاسه؟!


انعكاسه ماكانش موجود 


كان نفسي أصرخ، أتحرك، أعمل أي حاجة، بس رجلي كانت متسمرة في الأررض. كان واقف عادي، بس ملامحه ميتة.. باردة.. وعينه مش سودة زي اللي واقف قدامي!


أنا مش قدامي محمد.. أنا قدامي حاجة تانية.. حاجة متقمصة شكله!


بلعت ريقي بصعوبة، وقررت أواجهه، مهما كان. صوتي خرج مرتعش:

إنت مش محمد.. محمد الحقيقي فين؟!


ابتسم، بس الابتسامة دي كانت غلط.. مش طبيعية. مش ابتسامة بني آدم أصلاً.


اتقدم مني بهدوء، وقال بصوت أشبه بالهمس:

إنتِ ذكية يا حور، بس عرفتِ الحقيقة متأخر أوي.


حاولت أتحرك، بس مكنتش قادرة، كأن في قوة خفية مسمرة جسمي في مكاني. كان واقف قُدامي، بس عينه بقت أغمق.. سودا تمامًا


فين محمد؟! صوتي كان عالي المرة دي، متحدية الخوف اللي في قلبي


ضحك، ضحكة فيها استهزاء، وقال:

محمد.. تحت الأرض.. مستني اللحظة اللي يرجع فيها النور تاني.


اتسمرت، تحت الأرض؟! مستني النور؟! المقبرة!


المقبرة المسحورة


فجأة، الدنيا لفت بيا، والإضاءة في الأوضة اختفت، وكأني اتسحبت لمكان تاني. لما فتحت عيني، لقيت نفسي في مكان غريب، جدرانه حجرية، والمكان ريحته تراب عفن.. كان واضح إننا جوه مقبرة قديمة!


"إيه اللي بيحصل؟!" صوتي خرج مهزوز وأنا ببص حواليّا.


سمعت الصوت البارد ورايا:

أخيرًا وصلنا.


التفت ببطء، لقيته واقف على بُعد خطوات، بس كان مختلف.. ملامحه ابتدت تتشوه، جسمه بيتهز، وكأنه بيكافح عشان يحتفظ بشكل محمد.


سألته بصوت عالي:

إنتَ إيه؟! وعايز إيه من محمد؟!


ضحك، ضحكة غريبة، وقال:

مش مهم أنا مين، المهم إن المقبرة اللي بيحلمو يفتحوها مش هتتفتح إلا بدم محمد.


رجعت خطوة لورا، دم محمد؟! يعني هو مخطوف عشان يضحّوا بيه؟!


في اللحظة دي، سمعت صوت خبط بعيد، صوت مكتوم جاي من عمق المقبرة. جريت ناحية الصوت، وأنا حاسة بقلبي بيدق بجنون.


لقيت باب حجري قديم، وكان وراه الصوت.. صوت مكتوم، لكن واضح إنه صوت محمد!


صرخت:

محمد! محمد أنت سامعني؟!


صوته كان ضعيف، لكنه كان واضح:

حور.. ابعدي! المكان مش آمن!


بس أنا مكنتش هبعد، مستحيل! بصيت ورايا، لقيت الكائن اللي متقمص شكله بيبصلي، بس كان واضح إنه بيتعذب.. كأن وجودي هنا خلى قوته تضعف!


حطيت إيدي على الباب الحجري وبدأت أذقة بكل قوتي، كانت دموعي بتنزل من التوتر والخوف، بس كنت مصممة.. أنا مش هامشي من غيره!


وفجأة، الباب اتحرك، ومرة واحدة، محمد وقع بين إيدي!


كان ضعيف، هدومه متبهدلة، ووشه شاحب، بس كان هو! محمد الحقيقي!


مسك إيدي بقوة وقال بصوت ضعيف:

حور.. لازم نهرب.. المكان ده ملعون.


بصيت ورايا، لقيت الكيان اللي كان متقمص شخصيته بيتلوى، كأنه بيتحرق، عيونه السودة كانت مليانة غضب، ووشه بدأ يختفي تدريجيًا، وكأن المقبرة بتمتصه جواها.


محمد جرّني من إيدي، وبدأنا نجري وسط الممرات الحجرية.. كنت سامعة صوت صراخه بيملى المكان، لكني مكنتش ببص ورا.. كل اللي كان يهمني إننا نهرب!


وأخيرًا، بعد جري مرعب، شفنا فتحة في آخر الممر، نور الشمس كان داخل منها.. كنا قريبين من الخروج!


محمد شدني بقوة، وخرجنا بره المقبرة.. وبمجرد ما خرجنا، المكان كله اهتز بقوة، وكأن المقبرة بتنهار!


مرّت أيام، ومحمد بدأ يتعافى، لكنه كان دايمًا ساكت، وكأن اللي حصل ساب أثر جواه. لما سألته عن اللي حصل جواه، قاللي بصوت هادي:

حور.. أنا شفت حاجات عمري ما كنت متخيل إنها موجودة.. كان فيه لعنة، ولما ما قدرش يفتح المقبرة بسببي، سخر الكيان ده عشان ياخد مكاني لحد ما يقدروا يضحوا بيا.


حطيت إيدي على إيده، وقلت بحزم:

المهم إنك رجعت.. محمد حبيبي رجع لي.


ابتسم، ولأول مرة حسيت إن الابتسامة دي حقيقية.. دافئة.. ابتسامة محمد اللي كنت بحبه ومستنيّاه!


وبعد شهور قليلة، اتحولت القصة المرعبة لذكرى، وأخيرًا.. جت اللحظة اللي استنيتها من زمان..


كنت واقفة بالفستان الأبيض، وقلبي بيرفرف من الفرحة.. محمد نجا.. رجع لي.. والنهاردة، بقى جوزي.


مسك إيدي، وهمس بهدوء:

وعدتك زمان إني هرجع لكِ، وهنا قدام الكل.. بوعدك إني عمري ما هسيبك تاني.

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1