اسكريبت من النهاردة انت بواب العماره كامل بقلم الست نور
-من النهاردة أنت بواب العمارة.
-يعني أقدر أعمل أي حاجة؟
بتحذير:
-في أيدك صلاحيات البواب وبس.
-استعننا بالله.
بدأت أنفذ خطتي وروحت جبت الحاجة ومارست مهنتي كبواب مُحب لمهنته.
-الساعة 12 و خمسة اتأخرت ليه يا أستاذ معندكش ست وولاد يقلقوا عليك!
-أي ده! أنت هتاخد دور مراتي في النكد ولا أي؟ بوابين آخر زمن.
-ششش امسك بوكيه الورد ده وصالح بيه المدام يا أستاذ وأهو تنام في بيتك متهني ولا بنكدها متغني.
ابتسم بعد تفكير -عندك حق، بكام الورد؟
-ب 200 جنيه بس.
-مش خسارة فيك، أنت اسمك أي؟
-محسوبك مُعاذ بن محمد أفندي.
-أي اسم تلاتينيات القرن الماضي ده!
-لأ ده لزوم الاعتزاز بالنفس وباسمي.
-أممم أحييك.
بالفعل أخدت الورد ومشيت طلعت شقتي وأنا بدعي دعاء الشهيد اللي داخل حرب، وبفكر في وصلة النكد اللي هتبتدي، خبيت الورد ورا ضهري ودخلت الشقة لقيتها قاعدة قدام التليفزيون.
-يميل ليكي الورد ياللي قلبي ليكي ميال.
بصتلي وبصت للورد بذهول- واوو أي المفاجأة الحلوة دي!
اتفاجأت وفرحت وعملتلي عشاء كمان وحضرتلي الحمام الدافي ولأول مرة أحب بيتي كده وهو من غير نكد، معقولة الورد عمل كل ده؟
-راجعة في نص الليل يا هانم! أي مش وراكي بواب عايز يقفل باب العمارة! ولا خلاص مبقاش فيه دم!
بصتلي بصدمة:
-أيه!
-سوري سرحت في المشهد، قوليلي كنتي فين؟
-وأنت مالك يا حشري؟
-وأنا مالي! طبعًا ما خلاص قلبك مات بعد ما حسيتي نفسك كبيرة ومسئولة وراجعة في نص الليالي.
-أنت عبيط يالاا؟ أنا كنت في شغلي.
-شغل! شغل أي اللي يقعد لنصاص الليالي؟
-لااا ده أنت حالتك صعبة أوي.
-خدي هنا إزاي سايباني أتكلم وتطلعي كده!
دي طلعت فعلًا؟ دي حكاية ميتسكتش عليها خالص ولازمها حل.
-افتح الباب ده لو سمحت.
-مالك بس يا مدام وبتعيطي ليه؟
-بقولك افتح الزفت ده.
-حاضر بس اهدي علشان البيبي.
-بيبي مين؟
-مش عارف هي بتتقال كده.
-يخرب مطنك يواد ضحكتني وأنا على دماغي مشاكل الدنيا كلها.
-وليه نشيل الهم والورد موجود؟
-بمعنى؟
-رجعي ولادك بيتهم ومتخرجيش بيهم في نصاص الليالي وخدي البوكيه ده صالحي بيه زوجك.
-هو اللي المفروض يصالحني.
-ده في قانون مين؟ وقبل ما تتعصبي بس مينفعش المحايلات والطبطبة تيجي دايمًا من الزوج، وبعيدًا عن أني معرفش سبب المشكلة ومين الغلطان؟ بس الست الشاطرة تقعد على قلب جوزها ومتسيبهوش يتهنى بالبيت من غيرها.
بتفكير:
-عندك حق يا اسمك أي.
-محسوبك مُعاذ بن محمد أفندي.
-ينفع أجيبلك الحساب الصبح يا مُعاذ؟
-على مهلك خالص يا هانم.
رجعت بشنطتي وبوكيه الورد وفتحت باب الشقة بهدوء لقيته قاعد في الصالون ومطفي الأنوار ومشغل مزيكا حزايني.
ركنت الشنطة جنب الباب وشاورت للولاد يدخلوا أوضة نومهم بهدوء:
-طيب طالما أنت متأثر أوي كده مجريتش ورايا ليه ووقفتني؟
قام وقف بعدم تصديق:
-ريهام! أنتِ جيتي!
-أهاا مهانش عليا أسيبك في مشاكلك مع أخواتك مش هبقى أنا وهم عليك.
أديته الورد وهو لأول مرة أشوفه بيبكي من فرحته ومزيج من الحزن والهَم وأن الدنيا جاية عليه، وكمان الفرحة أني رجعت ومسيبتوش لدماغه لوحده.
-يا اسمك أي! يا بياع الورد.
-محسوبك مُعاذ بن محمد أفندي.
ابتسمت:
-ده حساب الورد وزيادة لأجل أن بوكيه الورد صلح علاقتي بجوزي ونهى الخلاف اللي بيني وبينه.
-وهو الورد بيعمل كل ده؟
-لو مكنش الورد أومال مين؟
ابتسم بكل ثقة:
-الرسالة الخفية اللي ورا الورد ومضمونها " أنت مش لوحدك اطمن"
ابتسمت بارتياح:
-عندك حق.
يوم ورا يوم والعلاقات بتتصلح والنفوس بتتصافى، البلكونات بقت كلها مزهرة والورد محاوطها، بقوا يستشعروا طاقة الحب اللي في الورد فزرعوه قريب منهم.
-راجع بدري يعني يا بيه؟
ضحك- يمكن لو حد سألني السؤال ده غيرك كنت بصتله بقرف ومجاوبتوش بس بالك أنت يا مُعاذ بن محمد أفندي هقولك راجع بدري ليه وأرضي فضولك.
-كلي آذان مُصغية.
-بيتي ولله الحمدلله بقى أهدى ومراتي ربنا صلح حالها بعد اليوم اللي خدتلها فيه الورد وشوية اهتمام شقلبوا كيانها، فبقيت أنا كمان بزود اهتمامي وبقلل نكد وعصبية وبقيت برجع بدري علشان أقعد معاها وأجيبلها حاجات حلوة أنا وراجع زي ما بتحب.
-شيء هايل شيء مبهر.
-البركة فيك بقى.
-ده تأثير الورد.
-وزارع الورد اللي هو أنت.
-الله يكرم أصلك يا بيه.
-امسك دول علشانك.
-بس ده كتير.
-مفيش كتير عليك أنت أحسن بواب عدا علينا في العمارة دي.
-الله يكرم أصلك كمان مرة يا بيه.
ابتسامتي مفارقتش وشي، خطتي نجحت بنسبة كبيرة ويظهر أني نجحت في دوري كبواب أمين ومُحب للي حواليه ببنشر الحب بلغة الورود.
-يسعد مَساك يا مُعاذ بن محمد أفندي.
-يسعد مَساكِ يا دكتورة.
-مش ملاحظ أني راجعة بدري!
-علشان بنات عمارتنا محترمات مصونات محافظات.
ضحكت -لأ يا مُعاذ علشان التأخير ملوش علاقة باحترام البنت من عدمه، بالعكس فيه بنات كتير المسئولية والشغل بيجبرها ترجع في ساعة متأخرة، بس أنا كان في أيدي أقدم ساعة رجوعي البيت فقدمتها علشان أقعد مع ماما وبابا وقت أكتر، لأن لو الشغل بيقدملي احتياجات مصاريف فهو أخد مني وقت وسهرة حلوة أسهرها مع عيلتي.
ابتسم:
-ربنا يهدي سرك ويوسع رزقك يا هانم.
-حلوة هانم دي يا مُعاذ.
-مُعاذ بن محمد أفندي.
ضحكت -خلاص خلاص عرفنا يلا بنسوار.
-بنسوار يا مدموزيل.
غريب مُعاذ ده تحسوه طالع من أفلام أبيض وأسود والزمن بتاع الهوانم وبنسوار واعذرني وميرسي وشيء جميل مليان دفا وحنان، وصوت عبد الحليم ورقة الست أم كلثوم، ده البوابين بقوا مثقفين عننا يولااد.
-سيداتي سادتي، آنسات ومدامات ولكم مني خير مقام، وللرجال منكم أطيب المقامات، يسعدني النهاردة أشوفكم متجمعين ودايمًا في الفرح متهنيين، خالص المباركة للهانم الصغيرة على الخطوبة واللي كانت بترجع في إنصاص الليالي من شغلها.
كزيت على سناني وهمست بغضب مكتوب- الله يخربيتك يا مُعاذ بن محمد أفندي.
ابتسم وبعدين نزّل الكاس واتكلم بحب أخوي جميل شرح قلوبنا كلنا:
-بنت مسئولة وناضجة ومن الشغل للبيت ومن البيت للشغل لا ليها في خروجات البنات ولا طيشهم، بتحب أهلها وشايلة مسئولية نفسها، لأجل كده مبارك للكريم الدكتور خطيب مدموزيل آية حضرتك معاك جوهرة فحافظ عليها ومتطفيش بريقها، وبنسوار عليكم ليلتكم سعيدة تقدروا تستمتعوا.
الحفلة كانت في حديقة العمارة الخلفية وبعد كلام مُعاذ بن محمد أفندي كلنا كملنا سهرتنا بفرحة وروقان وهو كان اختفى من الجو خالص.
"بعتذر يا جماعة إن لحد الآن موصلش ليكم بواب برغم أني وعدتكم أنه جاي من أسبوعين بس الراجل حصله ظروف اضطرته ميقدرش ييجي وخلاص بكرة هيبقى عندكم"
10 دقايق كانوا كافيين كلنا ننزل الدور الأرضي ونتجمع الستات بالإسدالات والرجالة بالترينجات البيتي وكل واحد تليفونه في أيده.
-شوفتوا الرسالة اللي على جروب سُكان العمارة! يعني أي مفيش بواب!
سألت- أومال مين مُعاذ؟
-بن محمد أفندي.
كذا حد قالها تلقائي في صوت واحد وأننا حفظناه وحفظنا أسلوبه بس يبقى السؤال! مين مُعاذ بن محمد أفندي؟ وده إنس ولا جان؟ وملاك ولا وَهم! ولو وَهم فإزاي يطلع لينا كلنا مرة واحدة ويعيش معانا عادي!
"إهداؤك لي وردة يحمل رسالة خفية هي أني أهتم لأمرك ولربما قلبي ينبض لك، آه حسنًا وقد أكون وقعت بالحب"🤎🫶
#الست_نور