اسكريبت السر المدفون كامل بقلم حور حمدان


اسكريبت السر المدفون كامل بقلم حور حمدان

من يوم ما اجّرت الشقة وانا حاسة بحاجة غريبة الصريخ اللي بييجي من جارتي اللي فوقي مش طبيعي صوتها بيملى المكان بطريقة مرهقة حاولت اتجاهله لكن مع مرور الأيام بقيت بلاقي نفسي اتمتم بغضب وأحيانا اشتم من غير ما احس البيت كله دورين بس وانا في الأرضي وهي فوقي الصراخ كان كأنه طالع من حيطان البيت نفسه مش من حد عايش فيه


العيد كان قرب وقررت انضف شقتي كويس كل حاجة كانت ماشية عادي لحد ما لمحت حاجة غريبة بلاطة مش متركبة كويس وقفت مكاني قلبي بدأ يدق بسرعة وحسيت بإحساس غريب قلق خوف مش عارفة بس كنت متأكدة ان في حاجة مش صح


حاولت اشيلها بس كانت ثابتة جامد كأن حد عاوز يخبي حاجة تحتها حسيت اني مش قادرة اتعامل مع ده لوحدي فرنيت على بنت خالي سهيلة عايشة قريبة مني وكنت عارفة إنها هتيجي بسرعة


سهيلة انتي في البيت

اه يا حور في حاجة

سكت لحظة كنت مترددة اقولها ايه بس حسمت قراري

بصي انا لقيت بلاطة مش متركبة كويس في الأرض وحاسة إن تحتها حاجة وبصراحة البيت ده مش مريحني من يوم ما جيت الصريخ اللي بسمعه كل ليلة والأصوات الغريبة انا قلقة تعالي نشوف ايه الحكاية


سهيلة سكتت ثواني قبل ما ترد صوتها كان هادي بس واضح إنها متوترة

حاضر يا حور هنزل دلوقتي بس انا قلت لك تعالي عندنا وانتي ما وافقتيش خلي بالك


مش وقته الكلام ده يلا البسي وتعالي بسرعة


قفلت معاها ورميت الموبايل جنبي قعدت على الأرض تاني وحاولت اشيل البلاطة بكل قوتي بس لسه مش بتتحرك فضلت أحاول لحد ما سمعت جرس الباب قلبي قفز من مكانه


مين

انا يا حور


فتحت بسرعة لقيت سهيلة واقفة ووشها شاحب بتنهج كأنها كانت بتجري دخلت بسرعة وقبل ما اقول حاجة قالتلي بصوت مرعوب


الست الغريبة


اتجمدت مكاني ست مين


اللي قاعدة معاك في الدور ده


حسيت بقشعريرة باردة، عقلي مش قادر يستوعب بس انا عايشة لوحدي الدور الأرضي مفيهوش حد غيري اصلا


عيونها اتسعت أكتر ورجعت خطوة لورا يعني ايه انا شفتها بعيني قالتلي متحاولوش انتي وحور تكتشفوا حاجة مش هتعرفوا


بلعت ريقي بصعوبة حسيت أن المكان كله بقى ضيق كأن الحيطان بتقرب علينا حاولت أهدي نفسي لكن صوتي طلع متوتر


سهيلة البلاطة تعالي نفتحها دلوقتي


مشينا لحد البلاطة وقعدنا جنبها نحاول نشيلها سوا بعد معاناة أخيرا اتحركت وشيلنا وراها كمان بلاطتين لحد ما لقينا حاجة أغرب باب خشبي صغير مقفول بقفل صدي


سهيلة قامت بسرعة جابت سكينة من المطبخ وبدأنا نحاول نكسره أول ما اتفتح


صرخة مرعبة دوت في المكان كأنها جاية من جوه الحيطان نفسها الشقة كلها اهتزت والأنوار انطفت للحظة


سهيلة شهقت ايه ده يا حور


انا كنت متجمدة عيوني مسمرة على الباب اللي فتحناه واللي كان تحته حاجة ما كانش المفروض نشوفها أبدا



الصرخة كانت أشبه بزئير شيء قديم، شيء مدفون من سنين طويلة، حسينا بالهوا في الشقة برد فاجأة كأننا فتحنا بوابة لعالم تاني. بصيت لسهيلة، كانت عنيها مليانة رعب، وإيديها بتترعش وهي لسه ماسكة السكينة.


ببطء قربنا من الفتحة اللي تحت الباب الخشبي، لقينا سلم حجري ضيق نازل تحت، كأن البيت ده مبني فوق حاجة أقدم منه. بصينا لبعض من غير كلام، بس كنا عارفين إن مفيش رجوع.


نزلت أول درجة، والسكون كان قاتل، حتى أنفاسي كنت سامعاها بوضوح، سهيلة كانت ورايا بتتمتم بآيات من القرآن بصوت واطي


أخيرًا، وصلنا لقبو صغير، كانت حيطانى حجرية قديمة، وريحة الرطوبة معبأة في المكان. في نص القبو كان فيه دايرة مرسومة بدم أسود ناشف، وفي وسطها حاجة خلت الدم في عروقي يتجمد.


جمجمة بشرية.


كانت محاطة بسلاسل صدئة، وعليها نقوش غريبة محفورة كأنها تعاويذ بلغة مش مفهومة. عين الجمجمة كان محطوط فيها خيوط شعر متشابكة، وجنبها كان فيه قطعة قماش مبلولة بدم ناشف، وريحتها كانت مقرفة.


سهيلة شهقت وهي تحاول ترجع خطوة لورا:

حور... ده مش مجرد سحر، ده عمل معمول بجثة حقيقية.


قلبي كان بيدق بجنون، قربت بصعوبة من الجمجمة، لكن أول ما إيدي لمستها، البيت كله اهتز، والصرخة اللي كنا بنسمعها طول الأيام اللي فاتت خرجت منها مباشرة!


الحيطان بقت كأنها بتتشق، والصوت كان بيملا كل مكان، كان فيه خطوات جاية من فوق، خطوات تقيلة، بطيئة، كأن حد بيجر رجليه.


الباب اللي وراه السلم اتفتح، ونزلت منه الست اللي فوق، لكنها كانت مش طبيعية.


وشها شاحب بطريقة غير بشرية، وعيونها مسلطة علينا كأنها مش شايفانا. وقفت عند الدايرة اللي في الأرض، ووشها اتحول لابتسامة غريبة، وبصوت مش صوت بني آدم، قالت:

كان لازم تسيبوا الحاجة في حالها... دلوقتي... هتعرفوا الحقيقة.


صوتها كان مش طبيعي، كأنه طالع من جوف فارغ، صوت مش لإنسان. حسيت بجسمي كله بيتجمد، وقلبي بيدق بسرعة كأنه هيخرج من صدري.


الست كانت واقفة عند الجمجمة، لكنها ما كانتش بتتحرك... ولا حتى بتتنفس.


عيونها كانت سودة بالكامل، وكأن مفيش بياض فيها. فجأة، بصت ليا مباشرة، وابتسمت ابتسامة غريبة كشفت عن أسنانها اللي كانت شبه مكسورة، وقالت بصوت مليان همس:


إنتِ اللي فتحتِ الباب... يبقى إنتِ اللي هتتحملي اللعنة.


سهيلة شدتني من دراعي بقوة وهي بتتمتم أدعية بسرعة، وأنا كنت واقفة مش قادرة أتحرك، كأن رجلي اتسمرت في الأرض.


الجمجمة بدأت تهتز، وكأنها بتتنفس! السلاسل اللي كانت ملفوفة حواليها بدأت تصدر أصوات حديد بيصرخ، وقبل ما نلحق نتصرف، الجمجمة اتحركت لوحدها.


وبدأت تضحك.


ضحكة جافة


الهوابقى تقيل، الحيطان بقت كأنها بتتحرك حوالينا، والاوضة كلها لفّت بينا، كأنها دوامة بتحبسنا جواها. سهيلة صرخت:


لازم نخرج من هنااااااااااااا!!!


مسكت إيدي وجرينا ناحية السلم، لكن الخطوات اللي كانت جاية من فوق بقت أسرع. الست اللي فوقنا ما بقتش مجرد جارتي...


بقت شيء تاني تمامًا.


لمحت إيديها وهي بتتمد في الضلمة، صوابعها كانت طويلة بشكل مرعب، وكنت سامعة صوتها وهي بتهمس ورايا:


لسه فاكرين إنكم تقدروا تهربوا؟


حاولت أصرخ، لكن صوتي اتكتم. حسيت بحاجة بتلمس ضهري، إيد باردة زي التلج، قربت أكتر، وكأنها بتشدني لورا.


سهيلة قرت آية الكرسي بصوت عالي، والبيت كله اتشق من قوة الصرخة اللي طلعت.


الجمجمة وقعت على الأرض، واتكسرت نصين.


وفجأة... كل حاجة سكتت.


الهوا بقى ساكن، الست اللي فوق ما بقتش موجودة، وكأنها اختفت في الهوا. بصيت حواليا وأنا مش مصدقة، سهيلة كانت واقفة بترتعش، وعينيها مليانة دموع.


حور... إيه اللي حصل؟


لكن قبل ما نرتاح، سمعنا صوت حاجة بتتحرك تحت الأرض.


كأن في حد... لسه مدفون.


الجمجمة كانت مكسورة نصين، لكن الهوا اللي حوالينا كان تقيل، كأن المكان نفسه لسه عايش.


"حور، لازم نقفل الباب تاني!"


سهيلة قالتها بصوت عالي، لكنها كانت متأخرة…


الأرض اهتزت من جديد.


مش بس إيد طلعت من تحت الأرض… جسم كامل كان بيظهر!


شخص، أو… بقايا شخص!


جلده كان أسود متآكل، وعينه كانت فجوتين سودا مفرغة، لكنها كانت… بتبص علينا.


كانت شايفانا.


صرخت وأنا برجع لورا بسرعة، سهيلة شدتني وهي بتقرا قرآن بصوت عالي، بس الكيان ده… كان بيتحرك ناحيتنا.


"مش هتمشوا بسهولة…"


الصوت جه من جوه الأرض، كأن المكان نفسه بيتكلم. حسيت بألم شديد في راسي، كأن حد بيدق بمطرقة جوا دماغي


"أنتم اللي فتحتوا السرداب… أنتم اللي لازم تدفنوا مكاني."


رجعت خطوة تانية لورا، لكن رجلي خبطت في حاجة… كانت الجمجمة، لكنها ما كانتش مكسورة تاني.


كأنها رجعت سليمة!


كأنها بتتجمع لوحدها.


"حور، لازم نمشي!"


سهيلة شدتني، لكن قبل ما نتحرك، الأرض تحتنا تشققت أكتر… وبصيت لتحت، لقيت إيد تانية طلعت… وأكتر من إيد كمان!


كأن المكان كله مقبرة جماعية!


حد دفن ناس هنا… وبيحاولوا يخرجوا.


شهقت وأنا بشوف وش الجارة اللي فوقي…


لكن مش بشكلها الطبيعي.


كانت مرسومة على الأرض!


وشها كان منحوت في الخرسانة، عيونها مفتوحة وبوقها كان مفتوح كأنها بتصرخ 


"هي محبوسة هنا… واللي حبسوها عايزين حد غيرها!"


كل حاجة وضحت.


في حد دفنها هنا… سحرها… حبسها. لكن دلوقتي، حد لازم ياخد مكانها!


وإحنا كنا أقرب ناس.


"سهيلة… لازم نقفل الباب!"


قربنا بسرعة، لكن الأرض بدأت تخفي الجمجمة تاني، كأنها بتسحبها لجوا، والإيدين اللي طلعت كانت بتقرب أكتر وأكتر.


ما كانش في وقت!


رفعت الجمجمة بسرعة، وحطيتها جوه السرداب تاني، وبدأت أقرأ آيات قرآنية بصوت عالي، وسهيلة معايا، لحد ما بدأت الأرض تهتز بعنف.


كل حاجة بقت سودا!


صرخة أخيرة دوت في المكان… وبعدها، كل حاجة سكنت.


فتحت عيني، لقيت نفسي مرمية على الأرض، وسهيلة جنبي بتنادي عليا.


كل حاجة بقت هادية، السرداب كان مقفول بالكامل، كأنه عمره ما اتفتح.


الصراخ اللي كان بييجي من فوقي… اختفى.


مشيت من البيت وقتها ما قدرتش أبقى فيه دقيقة زيادة.


لكن قبل ما أمشي، سألت عن جارتي… سألت الجيران عنها.


قالوا لي إن الدور اللي فوقي فاضي من سنين، وإن محدش كان ساكن فيه أصلاً.


محدش كان فوقي.


بس أنا كنت بسمعها كل ليلة.


ومش عارفة… إذا كانت فعلاً راحت


ولا لسه مستنياني.


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×