رواية أباطرة الغرام الخاتمة بقلم اية محمد رفعت
جاهدت ما يعتريها من شعورٍ مريب، وتلك الرائحة التي تجذبها من حيث لا تدري، فنهضت عن الفىاش وإتجهت لمكتبه تناديه باستحياءٍ:
_عصام!
ازاح بصره عن حاسوبه الخاص، وهو يجيبها :
_نعم يا روح قلبي!
ضمت شفتيها معًا وهي تردد بحرجٍ:
_في حاجة نفسي رايحالها.
ابعد عينيه عن حاسوبه وتساءل باهتمامٍ:
_حاجة أيه دي!
استجمعت شجاعتها المهدورة وصاحت:
_ أنا عايزة أكل رانجة!!
اتسعت عينيه دهشةٍ، وعلق بصدمةٍ:
_ تأكلي أيه!!
رددت ببراءةٍ:
_رانجة السمك الأصفر الطويل ده!
بسخرية قال:
_مش فاقد الذاكرة أنا، بس مستغرب لإن أنا أسف في اللفظ الطلب مقزز!
مطت شفتيها باستياء:
_ ماليش دعوة أتصرف.
اجابها بذهولٍ:
_ أتصرف أعمل ايه يعني استحالة ألقيها هنا بالقصر!
رددت بإصرارٍ :
_ إتصرف يا عصام.
نهض من مكانه، وجذب جاكيته وهو يردد على مضضٍ:
_خلاص هدي نفسك هتصرف أكيد الحيوان آسر يعرف أجيبها منين!
**********
إتجه لغرفة آسر، وطرق بحرجٍ، وما أن فتح الباب حتى قذف آسر إليه وابل من الاسئلة وأخرهما سؤال مربك:
_سكوتك مقلق، ما تتكلم يا عم قتلت مراتك ولا أيه!
وهمس لذاته مردفًا:
_لا أنت بتحبها مستحيل تقتلها.
وطرقع بيده:
_بس لقيتها يبقى بتولد وعايز مساعدة صح!
صرخ بوجهه ساخرًا:
_بتولد ايه ياحيون دي لسه في أول التالت!
مسح آسر على وجهه بضيقٍ، وقال بنعاسٍ:
_ أمال في ايه؟!
اجابه وهو يحاول التحكم في انفعالاته:
_عايزة تأكل رنجة! تخيل!!
واسترسل وهو يشير إليه بتعصب:
_اتنيل قولي أجبها منين خليني أخلص.
كبت ابتسامته الشامتة وهو يشير له بغرور:
_لا يا بوص مينفعش تدخل الأماكن المشبوهة دي أنا هروح أجبلك.
زمجر عصام بحنقٍ :
_مشبوهة ايه يامتخلف هو أنا بقولك هاتلي مخدرات.
رد آسر بسخطٍ:
_ما ده أمر الصبح هتلاقي خبر في الصحافة شاهدوا ولي عهد عائلة الدالي متلبس مع صندوق الرنجة شكلك هيبقي مسخرة!
رفع حاجبه بتريثٍ، فاستطرد آسر وهو يرتدي ملابسه، ويحمل متعلقاته:
_خد بالك أنت بس من البقرة اللي جوه دي عشان لو ولدت وأنا هروح أجبلك.
تمتم عصام بغيظٍ :
_ أنت بتقدم في الولادات ليه، سها لسه في السابع!!
رفع كفيه بالهواء، وهو يردف بقهرٍ:
_يارب تولد وأخلص من الذل ده أنا أتذليت ذل متذلوش أبو لهب أيام قريش، دي بتأكل في اليوم 66 مرة، نفسي أشوفها مرة ما بتاكلش وكل ما أسالها تقولي حامل!!
قاطعه عصام متمتمًا بحنقٍ:
_هتحكيلي قصة حياتك اخلص هاتلي البتاع ده وتعالى بسرعة.
هبط للاسفل وهو يردد:
_اعتبره حصل.
*****************
ثلاثون دقيقة إستغرقها بشراء غايته، وعاد للقصر على الفور، ليقدم له الأغراض وهو يغمز له بمكر:
_عد الجمايل يا بوص.
أخذها باشمئزاز، قائلًا بحدةٍ:
_ أنا مش عارف هستحمل الريحة دي ازاي!
تمتم آسر بسخرية:
_ عادي وهتستحمل روايح أبشع، لما تدخل على مرحلو فسيخ.
نظر عصام للحقيبة وما بدخلها، ليتسأل عن شيءٍ أخر موجود جوارها :
_وأيه ده كمان؟!
اجابه آسر بفخرٍ:
_جبتلك فسيخاية بنت ناس ومحترمة عشان لو الحالة اتعسرت معاها متمشورنيش جنبك.
نظر إليه بتقززٍ وقال بغيظٍ ممزوج باشمئزاز من تلك الرائحة :
_طب اخفى من وشي.
وعاد لغرفته يحمل لها الأكياس، وما اقترب منها حتى تساءلت بذهولٍ:
_ ايه ده؟!
أجابها مشمئزًا:
_اللي طلبتيه.
وضعت يدها على فمها وانفها باشمئزاز هي الأخرى بعدما انتشرت رائحتها بالغرفة، فصرخت بجنون :
_شيلها بسرعة مش طايقة ريحتها همووت.
أسبل بعينيه مشدوهًا وصاح بذهول :
_مش أنتِ اللي طلبتيها يا بنتي!!
أجابته وهي تبعد وجهها عنه :
_ مش طايقة الريحة يا عصام شلها من قدامي وانزل هاتلي أي أكل تاني!
تنهد بتعبٍ، وسيطر على غضبه حينما ردد ببسمةٍ مصطنعه:
_حاضر.
****
بالأسفل
هبط خالد للمطبخ ليحضر عشاء سريع لزوجته وليصنع لذاته كوبًا من القهوة الساخن، عساه يتمكن من العمل بتركيزٍ، فصعق مما رأه وصاح مستنكرًا!
_ مش مصدق نفسي، البوص بيعمل أكل .
وانفجر ضاحكًا وهو يستطرد بسخرية:
_ شكلك مسخرة.
زمجره غاضبًا :
_جرجرني وأنا حابب أفش غلي في حد والضحية هتكون إنت إن شاء الله
رفع يده باستسلام، يردد بتساءل فضولي:
_وعلى ايه كمل يابوص بس أنت بتعمل ايه!!
اجابه ساخرًا:
_نفس اللي أنت نازل تعمله ياخويا.
غمغم خالد بحنقٍ من تهكمه:
_لا تعيرني ولا أعيرك الهم طيلني وطيلك.
تمتم باستهزاءٍ:
_خلاص ياختي متعمليش في نفسك كده
وأشار له وهو يغادر:
_سلام مؤقت!
*************
توالت الايام على قصر عائلة الدالي، يستيقظ كلًا من خالد وعصام بمنتصف الليل يعدان أطعمة لزوجتهما، وأيامًا أخرى يذهبون للماركت لاحضار بعض الأطعمة، في حين شعر آسر بالقهر مما تفعله سها به، إلى أن مرت شهور حملهم الاولى بسلامٍ، والآن يجتمع الشباب بالأسفل لقضاء بعض الوقت المنعزل عنهن، وكعادتهن يخترقن مجلسهم، فصرخ آسر بفزعٍ وهو يتتطلع لياسمين وندى، وصاح بتعصب:
_قولتلكم مية مرة متدخلوش عليا كده بتخض كل واحدة كرشها قدامها مترين أدخلوا بس واحدة واحدة.
زمجر عصام بحدةٍ:
_ أنت بتكلمهم كده ليه يا حيوان!
مط شفتيه بحنقٍ، ثم قال بتذمرٍ :
_الحق عليا بدل ما يجلكم سكتة قلبية.
قطعت سها جدالهم حينما صرخت:
_آســـــــــــر.. الحقنـــــــــي.
أشار نحو مصدر الصوت، وهو يردد بتهكمٍ :
_أتفضل أمنا الغولة هتلاقيها عايزة أكل.
رددت ندى بسخرية:
_ طب إلحق أصل تتخد مخالفة
نهض آسر من مكانه، وهو يصيح بغيظٍ:
_ خليكِ في نفسك وفي بنتك اللي هتوريكي أيام سودة.
جذبه من تلباب قميصه وهو يصيح:
_مالك ببنتي ياحيوان!!
لاذ بالفرار قبل أن يفتك به.
لا يعلم كيف تمكن من اقناعها بالنوم وأنها كعادتها تتوهم، فما أن غفى لجوارها حتى انتفض بنومته حينما صاحت بصراخٍ عاصف:
_ آسر الحقني!!
انزعج بمنامته وهو يردف بنعاسٍ:
_ احنا مش هنام النهارده أنا عارف.
صرخت تلك المرة بقوةٍ أكبر وهي تتتمسك بذراعه :
_بولـــــــــــــد الحـــــــــقني همـــــــــــــوت آآآه.
جذب الغطاء من فوقه وهو يهمس بسخطٍ:
_ياشيخة أتهدي كل يوم تصرخي وناخد القصر كله ونجري ونجهز الترل ونرجع تاني، الدكتور المرة دي هيقتلنا مش هيطردنا.
صرخت وهي تركله بعنف:
_ يا حيوان الحقنــــــــــــي!!!
تمتم بنعاسٍ تاركًا إياها تستكمل ركلاتها:
_من الآخر كده أجبلك بيتزا وتنامي.
تهدجت انفاسها بقوةٍ واختلج صوتها:
_بيتزا ايه يابن المجنونة بقولك بولد آآآه.
انتفض آسر من مكانه بصدمةٍ، يردد بفزعٍ:
_رفصت تأكل بيتزا، نهار مش فايت البت بتولد بصحيح.
ووقف فوق الفراش وهو يحاول التفكير بصوت مرتفع:
_ طب أعمل ايه دلوقتي أجيب مية سخنة لا أنا أجيب عصام وخالد بسرعة.
وركض إلى غرفة خالد، يطرق الباب بقوةٍ متمتمًا بفزعٍ:
_ أفتح يا خالد بسرعة البت بتولد.
فتح الباب بعدما نهض بصعوبة من مكانه، يردف بنعاسٍ :
_في ايـــــــــــــــه!!
_سها بتولد.
قالها آسر بتوترٍ، ليردد خالد بعدم فهم :
_و أنا أعملك ايه يعني!!
صرخ بذعر:
_ أتصرف ياخالد بقولك البت بتولد يا أخي!
نهضت ياسمين ما أن سمعت آسر، تردد بقلقٍ:
_ياحبيبتي يا سها.
ركضت نحو غرفتها في حين استيقظ جميع من بالقصر على صوتها ليتوجهوا جميعًا للمشفى.
***************
_آآآه منك لله يا آسر أنت اللي عملت فيا كده
أمسك آسر بكفها محاولًا تهدأتها، فأردف بمرحٍ:
_ليه بس كده ياسو
صرخت بألمٍ وهي تبعد يده عنها:
_هموت بسببك ياحيوان اااااه يا ***....
جحظت عينيه من كم الشتائم التي سمعها، لينظر إلى الطبيب مرددًا بسرعةٍ:
_أديلها ثلاث أربع حقن بنج بسرعة قبل ما تفضحنا...
لم يكمل جملته وبدأ يصرخ بألمٍ :
_آآآه ايدي يا بنت العضاضة ألحقني يا دكتور البت هتاكل ذراعي آآآه.
اجابه الطبيب محاولًا كتم ضحكته :
_ماقدرش أديلها بنج دي بتولد طبيبعي!
حاول آسر نزع ذراعه منها، ليردف بصراخٍ:
_ يعني هتقف تتفرج وهي بتأكل دراعي!
***************
وقفت ندى بالخارج تستمع لصراخات سها بخوفٍ يعصف بها، فمررت يدها على بطنها المنتفخ برعبٍ من القادم، اقترب منها عصام يضمها إليه فقالت بتوترٍ ملحوظٍ:
_ عصام هي بتصرخ كده ليه؟!
اجابها بنبرة حنونة، ومازال يربت على كتفها بحنوٍ :
_متخافيش يا حبيبتي هتبقى كويسة.
تمتمت بسؤالٍ آخر مربك:
_ طيب آسر كمان بيصرخ كده ليه!!
ردد ضاحكًا :
_ دي بقا معرفهاش.
صاح خالد بمزحٍ :
_ عجبك كده أخوك فضحنا في المستشفى كلها!
اندفع آسر خارج الغرفة وهو يصرخ :
_ايدي يا بنت العضاضة.
لم يستطع خالد كتم ضحكاته فقال باستهزاءٍ :
_ تعيش وتاخد غيرها يا أسوره.
ردد آسر بفزعٍ :
_لا معتش هتتكرر تاني.
ربت على كتفه، ثم قال بضحكٍ:
_ أجمد الجايات أكتر من الرايحات
زم شفتيه بسخطٍ :
_غلطت مرة ومازلت بدفع تمنها غالي إلى الآن، المهم فكك مني وخاف على نفسك
تمتم خالد بغرورٍ:
_متقلقش عليا أنا جامد.
رمقه بنظرةٍ ساخرة ثم قال :
_هنشوف.
انتقل المصاب لخالد على الفور وكأن حديث آسر ملعون، فتمسكت ياسمين ببطنها بإلمٍ ضربها بكل قوته، فصرخت من شدته وهي تستغيث :
_الحقني يا خالد أنا تعبانه أوي آآآه.
اتسعت عينيه بصدمةٍ:
_نعم تولدي مين ياختي أنتِ في السابع!!
ازداد صراخها، وهي تمسك بيده بقوةٍ :
_آآآه مش قادرة همـــــــــوت آآآه
نظرت لها آمال بخوفٍ متمتمة:
_يا حبيبتي يابنتي اتصرف يا خالد وشوفلنا أي دكتور!
ركض بكل الاتجاهات كالمجنون حتى آتى بالطبيب سريعًا، الذي شخص حالتها بالولادة المبكرة، فنقلت ياسمين للعمليات سريعًا، وبالخارج وقف خالد محل آسر الذي ردد بشماتة:
_مطلعتش قدها ولا أيه.
منحه نظرة نارية، وهو يصيح بحدةٍ:
_ أبعد من وشي.
_ندى حبيبتي
قالها عصام وهو يتعمق بتطلعه إليها ، في حين اجابته بانتباه:
_نعم.
ردد بخوفٍ:
_ أنا بقول ترجعي القصر أصل ترجعي في كلامك أنتِ كمان مهو مش فاضل غيرك!
حرك خالد رأسه وهو يضيف بتأييدٍ :
_و أنا بقول كده بردو
_ أنا سمعت صوت بيبي بيعيط!
اتسعت عين أحمد فرحة وهو يصيح بما استمع إليه، فقبضت ندى بخوف على كف عصام متمتمة:
_عصام.
نظر لها باهتمام، ثم قال :
_نعم يا قلبي.
أجابته ببلاهةٍ ممزوجة بخوفٍ:
_ممكن أنت اللي تولد مكاني أنا خايفة
تطلع إليها قليلًا ثم انفجر ضاحكًا وهو يجيبها :
_ لو ينفع متاخرش عليكِ والله!
خرجت الممرضة من الغرفة، تردد ببسمة هادئة :
_ الف مبروك جالكم ولدين زي القمر.
ادمعت عين آسر بفرحةٍ، وفاه بشوقٍ:
_ده أنا أتبهدلت بهدلة ياجدعان عشان اللحظة دي
تقدم خالد نحو الممرضة يردد بقلقٍ :
_ياسمين عاملة ايه!!
اجابته الممرضة بهدوءٍ :
_كويسة يافندم والأولاد كمان كويسين.
نظرت ندى إلى الممرضة، وقالت بسعادة:
_عايزة أشوفهم!
اشارت لها بترحابٍ :
_طبعًا أتفضلي معايا.
************
ولجوا جميعًا للغرفة التي تم نقل سها وياسمين إليها، فقال أحمد بفرحةٍ:
_حمدلله على سلامتكم يابنات.
اجابته ياسمين بتعبٍ:
_الله يسلمك يا بابي.
تمتمت سها بإرهاقٍ هي الآخرى:
_الله يسلمك ياخالو بس لو سمحت طلقني من الحيوان ده.
صاح بها آسر وهو يحمل صغيره بين يديه، يداعبه بحبٍ :
_ليه كده بس ياسو، ما عدت وقومتي زي الوحش أهو!!
اجابته بغيظٍ حينما تذكرت ألم الولادة:
_هو كده معنديش استعداد أتحط في الموقف ده تاني!
ردد بتأكيد:
_متخافيش بعد اللي شوفته استحالة هحط نفسي في المواقف ده مرتين.
تطلع محمد إلى زوجة ابنه وقال ممازحًا :
_و أنتِ يا ياسمين متفقة مع سها ولا ليكي وجهات نظر أخرى!
اجابته بارهاقٍ:
_ولا متفقة ولا حاجة أنا كنت جاية أتفرج على اللي بيحصل من بعيد لقيت نفسي في قلب الحدث! .
انحنى إليها خالد وهو يحمل صغيره ويقبله قبلات صغيره حنونة :
_لا ده حبيب قلبي اللي مستعجل أنه يشوفني.
راقب عصام بطن ندى المنتفخ وهو يردد بحزن مصطنع :
_على كده مليكة مش طايقة تشوفني!
عبست ملامح ندى بضيقٍ:
_بنتي هتحبك زي ما أنا بحبك على فكرة.
ضحك بخفةٍ، وغمز بتسلية:
_محدش ينافسني على حبك يا جميل.
مد خالد الطفل بيده، ثم قام آسر هو الآخر بمد الطفل لعصام الذي رفع حاجبه يردف:
_نعم!!
أجابه خالد ببسمةٍ واسعة:
_اختارله إسم
حرك آسر رأسه بايجابية، وهو يؤكد بسعادةٍ:
_أنت ذوقك حلو.
ابتسم لهما، ثم حمل ابن خالد وهو يردد:
_عمر خالد الدالي..
وحمل بعدها ابن آسر متمتمًا بحبٍ وهو يقبله:
عصام:
_وده زين آسر الدالي.
اتسعت ابتسامة آسر بسعادةٍ، ثم قال بفرحةٍ :
_الله زين.
علقت ياسمين بصوتٍ ضعيف مبتسمة:
_عمر جميل أوي الاسم.
مدت آمال يدها للطفلان تردد بحب:
_ أنا عايزة أشيل أحفادي.
رددت سهير هي الآخرى بحبٍ :
_و أنا.
همس أحمد لآمال بخبثٍ:
_ما تيجي نخاوي العيال.
توردت وجنتي آمال بخجلٍ، متمتمة :
_ أحمد!
ردد ضاحكًا :
_ خلاص أيه أنا لسه شباب يا آمال.
نظرت سهير إلى زوجها تردد بحماسٍ:
_محمد أنا عايزة بيبي أنا كمان.
اتسعت عينيه بصدمةٍ:
_نعيب يا سهير احنا كبرنا علي الحاجات دي.
تطلع له أحمد بحنقٍ، متمتمًا بغيظٍ:
_أتكلم عن نفسك أنا لسه شباب زي ما أنا.
تمتم آسر بمكرٍ:
_آه بأمارة جاكلين.
_ تاني!!
قالتها آمال بغيظٍ، في حين تمتم آسر بايجابيةٍ:
_تاني وعاشر لحد ما جوزك يتلم!
******************
مرت سبعة أعوام على عائلة الدالي، مليئة بحبٍ ومشاجرة ومشاكسة الأولاد، حتى تلك اللحظة التي يصرخ بها عصام بحدةٍ:
_ولد أنت بتعمل ايه؟
ابتعد زين عنها وهو يجيبه بضيقٍ:
_عايز أتجوزها يا أنكل.
حدجه بنظرةٍ نارية، وأردف بحنقٍ:
_تتجوز مين عشان كنت ولعت فيك أنت و أبوك.
ركضت مليكة نحو والدها تردد:
_ بابي.
حملها عصام بحبٍ، وهو يردد بنبرة حنونة:
_نعم ياروح قلب بابي.
تمتمت مليكة بصوتٍ طفولي متحمس:
_ أنا مش عايزة أتجوز زين الغبي ده، أنا عايزة أتجوز عمر ابن أنكل خالد.
رفع حاجبه بصدمةٍ :
_نعم!!
ضحك آسر بسخرية :
_ البس يا معلم.. بنتك بتنقي وبتتآمر من دلوقتي!
آتى عمر نحوه راكضًا نحو، وقال بحماسٍ:
_أنا هتجوز مليكة و أحنا اتفقنا على كده بس أتخرج الأول من المدرسة و أشتغل وأجيب شركة كبيرة أكبر من بتاعتك أنت وبابي عشان أنافسكم
اتسعت عين عصام بصدمةٍ، ثم قال بغيظٍ:
_ أنت عندك كام سنة يالا.
أجابه عمر بثقةٍ وكأنه راشد:
_7سنين وشهر.
ردد خالد بفخرٍ:
_حمش ياض احم طالع لابوك.
نظر عصام إليهما، وردد بنبرة حادة :
_ أسمع يالا أنت وهو اللي هيجي جنب بنتي هقتله هو و أبوه.
ردد آسر بفزعٍ:
_وأبوه ذنبه أيه بس خلص عليه هو و أمه.
هبطت كلًا من ياسمين وندى وسها ببطءٍ وإرهاقًا يبدو عليهم بأشهرهم الأخيرة من الحمل، فسألت ندى ابنتها حينما لاحظتها حزينة:
_مالك يا مليكة!!
اجابتها بضيق:
_م بابي مش عايز يجوزني عمر.
ضحكت سها متمتمة من بين ضحكتها:
_لا يا حبيبتي أنا هجوزك زين بلا عمر بلا بتاع!
حركت مليكة رأسها بنفيٍ، وقالت بتصميمٍ غريب:
_لا أنا هتجوز عمر ابن طنط ياسمين.
منحتها ياسمين قبلة عبر الهواء، مرددة بحبٍ:
_قلبي أنتِ.
أمسكت سها بطنها المنتفخ وهي تكز على أسنانها بألمٌ، فهمست بسخط:
_أنا عارفة الوجع ده!
وصرخت بصوتها المزلزل:
_ آســــــــــر.. الحقني!
فزع آسر وهرع إليها يردف بذعرٍ :
_لا أبوس ايدك.
تمتمت بألمٍ :
_بولد مش قـــــــــــــادرة.
نظر نحو خالد قائلًا بخوفٍ:
_ خالد خدها على المستشفى وإحمي إيدك على قد ما تقدر
رفع أحد حاجبه وهو يردف بسخط:
_وإنت متودهاش ليه إن شاء الله؟!
اجابه آسر بحنقٍ:
_ لسه الإصابة بتاعت إيدي مخفتش يا غبي.
لم يكملا الحديث حينما قاطعهما صرخات كلًا من ندى وياسمين حينما ضربهما ألم الولادة ، لينظر الثلاثة إلى بعضهما بصدمةٍ، في حين رددت مليكة بسعادة:
_هيجيلينا three بيبي!
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا