رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم رباب حسين


رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الحادي عشر بقلم رباب حسين



كثيراََ ما نكره أن نكون مجبورين على شيئاََ ما..... فهذه طبيعة البشر نكره الأوامر ونكره تنفيذها..... وكثيراََ ما نتسائل هل نحن مُسَيَّرِين في هذه الحياة أم مُخَيَّرِين..... ولكن في حالتي هذه أكره أن عليَّ الأختيار بين حريتي وبين حبيبتي..... فهل أقبل أن أقوم بجرحها لأجل الخروج من هذا المأذق؟!

ظل زين يفكر وهو جالس أمام منصور وعقله يحاول البحث عن حلٍ ما ولكن أستوقفه ما كان يفكر به خلال الأربعة أيام الماضية..... كيف وعد لم تعود له في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها؟ فقد أمتلئت المدينة بأخبار تقييده وفضيحة الشركة..... كيف لم تأتي لتسانده في هذه المحنة؟! فإذا ما حدث بيننا هو خلاف ٍ ما فكان يجب أن تضعه جانباََ وتكون أول الحاضرين معي

طال الصمت ومنصور يجلس أمامه وينتظر جواب زين على العرض الذي قدمه له فقال : هتقولي رأيك دلوقتي ولا عايز تقعد يومين في السجن كمان؟!

حاول زين السيطرة على ما يشعر به وقرر أن يستغل الأمر للخروج من هذا السجن وبالخارج سوف يبحث عن طريقةٍ ما فتنهد مطولاََ ثم قال : موافق..... بس هتخرجني إمتى؟

منصور : المحامي بتاعي موجود مع المحامي بتاعك برا وبيحاولو يخرجوك بكفالة لحد ما تعمل تصالح

زين : طيب الورق؟!

منصور : لا الورق اللي هيثبت برائتك النهائية مش هتاخده إلا بعد كتب الكتاب

زين : طيب ما أنت بتقول هعمل تصالح..... إيه لازمة الورق ساعتها؟

منصور : التصالح هيتم مع الحكومة لكن الناس اللي هتفقد ثقتها في الشركة مش هتيجي تشتري من عندكم غير لما تبقى مطمنة إن الشركة نضيفة وورقها سليم وده بقى معايا أنا.... يعني إنت حتى لو خرجت من هنا بعد التصالح هتفضل سمعتك وسمعة شركة نصار جروب في الأرض لحد ما الورق اللي معايا يظهر وتاخد براءة وتصديق من الوزارة مرة تانية

زفر زين وقال : ماشي

نهض منصور وقال : كدة إتفقنا..... بعد ما تخرج هسيبك يومين تستعد وبعدين نكتب الكتاب

خرج نصار ثم دخل يامن الغرفة ورأى زين يجلس شارداََ ويبدو عليه الإرهاق الشديد فقال : فيه إيه يا زين؟..... منصور الراوي كان عايز إيه؟

زين : الورق معاه..... أنا هتجنن الورق راح لمنصور ده إزاي؟

صمت يامن قليلاََ ثم قال في تردد : أنا كنت عايز أقولك على حاجة مأجلها من فترة

نظر له زين وقال في ضيق : يامن أنا مش مستحمل أي مصايب تاني

يامن : لا ما هي تبع المصيبة اللي إنت فيها أصلاََ

زين : خير

يامن : جاسر راح إشتغل في شركة منصور الراوي

فتح زين عينيه في صدمة...... أما نصار فكان يقف مع المحاميان الأثنين يتحدثون بشأن كيفية إيجاد حل في هذه القضية وبعد قليل تم إستدعاء زين إلى مكتب وكيل النيابة ودخل محامي زين وقدم طلب التصالح الذي تم رفعه لوزارة الإسكان وطعنو بإتهام عامر نصار بإستغلال نفوذه مستشهدين بنزاهته المعروفة طوال سنين عمله بالوزارة ونظافة سجله العملي مما جعل أمر التصالح يبدو ممكناََ وطالب المحامي بإخراج زين نصار بكفالة مالية وهذا ما وافق عليه وكيل النيابة وتم دفع الكفالة وخرج زين من سرايا النيابة.... في الطريق كان نصار يجلس بجوار زين داخل السيارة ويبدو عليه السعادة بخروج زين أخيراََ وعودته إلى المنزل ويلحق بهما يامن بسيارته ولكن تعجب نصار من شروده وحزنه فظن أن غياب وعد هو السبب فأراد أن يبلغه بمكانها حيث أن وعد بحاجة إليه وأيضاََ محنته قد إنتهت ويكفي بعداََ بينهما حتى الآن فقال : مالك يا زين؟

تنهد زين وقال : خروجي مش معناه إن الشركة هتقف على رجليها تاني..... أنا عارف إن إحنا خسرنا مبالغ كتير أوي في المصيبة ديه ومش ده اللي مضايقني..... أنا قلقان على سمعة الشركة والأسهم اللي بقت في الأرض

صمت نصار قليلاََ ثم قال : الناس بتنسي يا زين..... ولما يلاقو إن الشركة ليها مصدقية فعلاََ هيثقو فينا تاني ونرجع نقف على رجلينا

زين : أيوة بس ده هياخد وقت طويل أوي..... لكن لو الورق ظهر هتتحل المشكلة كلها

نصار : أكيد بس فين الورق؟

زين : مع منصور الراوي

فتح نصار عينيه في صدمة وقال : مع مين؟!

نظر له زين وتعجب من ردة فعله وقال : مع منصور الراوي.... مالك يا جدي إتصدمت كدة ليه؟!

صمت نصار وشرد بعيداََ كأنه يتذكر شيئاََ ما فتعجب زين وقال : هو الكلام اللي قاله صح ولا إيه؟

نظر له نصار وقال في تعجب : كلام إيه؟!!! هو قالك إيه بالظبط؟

زين : قالي إن مراته تبقى الست اللي بابا كان عايز يتجوزها زمان..... بص يا جدي مش هي ديه المشكلة دلوقتي

نصار في غضب : لا هي ديه المشكلة..... إنت متعرفش منصور ده زيي..... ده سم ملوش علاج ومش هيهدي غير لما يخرب حياتنا.... إيه اللي فكره بينا بس؟! 

زين : ما هو ده اللي بيعمله فعلاََ وقالي الورق قصاد إني أتجوز بنته وحدد معاد كتب الكتاب بعد يومين

فتح نصار عينيه في صدمة وظلا يتحدثان وغضب نصار يتصاعد إلى أن وصلا إلى القصر ودخل نصار والغضب يسيطر عليه وتبعه زين في خوف من ردة فعله وما أن دخل وقفن نساء المنزل جميعاََ وبدلاََ من الترحيب به صدمو من غضب نصار وزين يحاول أن يهدأ من روعه ويامن يقف خلف زين يحاول السيطرة معه على الوضع فقال زين : يا جدي معنديش حل تاني

نصار في غضب : حل وسطك منك ليه..... إنتو عايزني أوافق على المسخرة اللي إنتو بتقولوها ديه؟!.... على جثتي.... تغور الشركة باللي فيها ولا إني أسمحلك تنفذ اللي في دماغك وأخسر حفيدتي اللي ربنا رجعها لحضني بعد سنين

وقفت غادة وأمسكت بذراع زين وقالت في توتر : فيه إيه بس يا خالي..... ده بدل ما ترحب برجعته على البيت

نصار في غضب : رحبت.... بس شوفيه الأول البيه عايز إيه..... خارج من السجن بقاله ساعة وعايز يروح يتجوز بعد يومين

اقتربت سناء في سعادة ظناََ منها أنه سيتزوج شهد ولكن توقفت عندما قال زين في غضب : حفيدتك اللي مسألتش عليا وأنا مرمي في الحبس بقالي ٤ أيام..... حتى لو زعلانة مني ولا بينا مشكلة كان المفروض تبقى أول واحدة جنبي..... وبعدين يا جدي ما أنا قولتلك الموضوع كله مؤقت لحد ما أخد الورق وأثبت برائتي والشركة ترجع تقف على رجليها وبعدين هطلقها

إبتسم نصار في إستهزاء : بتحلم..... هو منصور الراوي هيرمي بنته من غير ما يأمنها..... تضمن منين إنه هيديك الورق أصلاََ..... يا إبني أنا عارف منصور كويس..... ده حية ملوش حاكم

زين : متقلقش يا جدي... أنا عارف أنا هعمل إيه

يامن : يا نصار باشا إهدي شوية وخلينا نتكلم بالعقل..... إحنا فعلاََ معندناش حل تاني..... لو فضلنا نسدد في مبالغ العملا ونكمل المشاريع ومحدش أشترى الوحدات هنخسر كل حاجة..... ده إحتمال كمان نشهر إفلاسنا لو فضلنا في الحالة ديه

صمت نصار ولا يجد حل أخر فقرر أن يبقي وعد بعيداََ عن القصر لفترة أطول حتى تنتهي هذه المحنة......أما سناء فكانت لها رأياََ أخر اقتربت شهد من زين ووقع نظر يامن عليها فبدت حزينة للغاية وخسرت بعض الوزن وذلك بسبب محاولاتها العودة إلى يامن مرة أخرى والتي باءت بالفشل فشعر يامن بالحزن أما شهد فلم تنظر إليه فقط اقتربت من زين وقالت : حمد الله على السلامة يا زين..... البيت كان وحش أوي من غيرك

زين : الله يسلمك يا شهد..... مالك شكلك زعلان كدة ليه؟

غادة : هو اللي عدينا بيه شوية..... أسبوع بجد وحش أوي..... إطلع يا حبيبي خد حمام وغير هدومك وأنا هخليهم يحضرولك الغدا..... أقعد يا يامن إتغدى معانا

نظر يامن إليها ورأى أنها فرصة لإصلاح ما أفسده في الفترة السابقة مع شهد فقال : طيب هتغدي معاكم وبعدين عايزك يا زين أقولك على شوية حاجات بخصوص الشغل

زين : تمام هطلع على ما تحضرو الغدا

غادة : تعالى أقعد وأنا هدخل المطبخ

ذهب زين إلى الطابق العلوي ودخل نصار إلى غرفة المكتب كي يتصل بمريم ليطمئن على حالة وعد الصحية وذهبت غادة إلى المطبخ أما سناء فنظرت إلى يامن نظرة حاقدة ثم زفرت في ملل وذهبت لتجلس بالبهو..... اقترب يامن من شهد ولكن إبتعدت شهد على الفور وصعدت إلي الطابق العلوي أيضاََ..... صاحت سناء به وهي سعيدة بما فعلته شهد الآن فقالت : تعالى يا يامن إتفضل

ذهب يامن وجلس أمامها وكانت سناء تجلس في شموخ وإحساس النصر بأن شهد قد قررت إنهاء هذه العلاقة يبدو جالياََ على وجهها فقالت : ماما وبابا عاملين إيه؟

نظر لها يامن بهدوء وقال : الحمد لله..... دايماََ بنقول الحمد لله...... أحلى حاجة في الدنيا إنك تبقى عايش في وسط ناس بيحبو بعض وبيحبوك وبيخافو على زعلك..... يعني أنا والدتي مثلاََ لو شافتني متضايق هتجيب نجمة من السما عشان ترجع ضحكتي على وشي تاني..... وده مش غريب على بيتنا عشان بابا دايماََ بيعمل معاها كدة وهي بتعمل معانا كلنا كدة وده المعنى الحقيقي لكلمة عيلة لكن النظرة اللي أنا شايفها على وش حضرتك ديه معناها إنك بعيدة خالص عن الحتة ديه

اعتدلت سناء وقالت له : إنت تقصد إيه؟!

يامن وهو مازال هادئ جداََ : قصدي إن حضرتك شايفة بنتك بالمنظر ده ومع ذلك مبسوطة إن العلاقة بيني وبينها وصلت لهنا...... عارفة حضرتك لو بنتك إتجوزت أي حد غيري عمرك ما هتشوفي الضحكة على وشها تاني لأنها ببساطة عمرها ما هتعيش مبسوطة من غيري

ضحكت سناء في إستهزاء وقالت : واثق في نفسك أوي

يامن : لا خالص..... بس واثق من حبها ليا..... إوعى تفتكري إني بعدت عنها عشان مش بحبها ولا بعدي معناه إننا مش هنرجع لبعض..... أنا بعدت عشان عايزها تبقى متأكدة من مشاعرها وهي معايا عشان لما نتجوز نبقى أسرة بمعنى الكلمة زي أسرتي كدة وعشان أقدر أسعدها وأنفذ وعدي ليها إني هخليها ملكة جوا البيت..... مش مهم البيت كبير ولا صغير المهم يبقى دافي وسعيد.... ياما بيوت زي القصور مفيهاش حياة ولا ضحكة واحدة من القلب.... فا إنتي قدامك الأختيار يأما تخلي بنتك تعيش معايا وهي سعيدة يا أما تعيشيها في قصر وتموتي ضحكتها جواه

 قطع حديثهما هبوط زين فذهب إلى يامن وجلس بجواره.... صمتت ولم تبالي بما قاله يامن وقررت أن تكمل ما شرعت به ولن ترتاح حتى تتزوج شهد من زين فهي ترى أن الحب والفقر لا يجتمعان.... تناولو الطعام معاََ عدا شهد التي رفضت أن تنزل إلى أسفل وجلس كلاََ من زين ويامن ونصار بغرفة المكتب يتحدثون في أمور العمل وأيضاََ ترتيب يوم الزفاف وقررو أن يتم بحديقة المنزل..... كانت وعد تتحسن كثيراََ ولكن مازال إشتياقها إلى زين يزداد يوماََ بعد يوم وهذا ما كان يؤلمها فكانت تبكي أحياناََ وتقرر العودة ولكن تعود عن قرارها بالأخير.... كانت مريم تهون عليها ما تمر به وهذا ما كانت وعد في حاجة إليه بأن تشعر بالأمان وتطمئن بعد كل هذه الصعاب التي مرت بها..... في المساء تجلس وعد بغرفتها لا تستطيع النوم تفكر بزين وتشعر بأن هناك خطباََ ما أما زين فدخل الجناح وظلت عينيه تبحث عنها وتذكر حديث يامن بأنه بحث عنها بكل مكان ولكن لم يجدها وأنه يظن أنها خارج القاهرة.... كان يشتاق إليها حد الجنون وما يؤلمه ما قرر فعله بالزواج من أخرى ولكن ما جعله مطمئناََ أنها إذا كانت من ممكن أن تعود لكانت عادت وهو في هذه المحنة وهذا يعني أنها تخلت عنه بعد كل هذا العشق.... نعم تظن أنني خنتها وهذا مؤلم حقاََ ولكن كيف لم تشتاق إلي كل هذه المدة وكيف لم تبالي بما أمر به الآن؟..... التخبط كان يسيطر على تفكيره وفي ظل كل هذه الصعاب يبحث عن ملجأه الوحيد ولم يجده..... خرج من الجناح فرفض النوم به دونها ثم ذهب إلى غرفة أخرى ونام

في اليوم التالي ذهب زين إلى العمل في الصباح الباكر ليباشر ما حدث في الشركة بغيابه ووجد أن الشركة في حالة فوضى وكل العاملين يعملون على قدمٍ وساق عدا جومانا التي لم تأتي إلى العمل وعاد زين إلى القصر متأخراََ كان جميع من في المنزل يرفضون إقامة هذا الزواج عدا سناء التي لا تهتم بما يحدث فزين سوف يطلقها وكل ما يهمها الآن أن تقضي على العلاقة بين وعد وزين نهائياََ وبرغم من الرفض إلا أن تم تحضير الحديقة لإقامة الزفاف به وما أن دخل زين القصر حتى تلقى إتصال من منصور يؤكد على موعد الغد وكانت جومانا تستعد لإقامة الزفاف غداََ فقد إشترت ثوب أبيض أنيق وقامت بتحضير ما يلزمها لتذهب غداََ لتصبح زوجة زين الذي لا يعلم أن جومانا هي العروس المنتظر..... في الصباح إستيقظت سناء باكراََ وظلت تنتظر خروج نصار من غرفته وما أن خرج حتى تسللت إلى الغرفة وبحثت بهاتفه عن رقم وعد الجديد ثم قامت بحفظه عندها وعادت إلى غرفتها.....جلست سناء لترسل بعض الرسائل إلى هاتف وعد

سناء : زين جوزك مش بيخونك ولا حاجة

كل ده من تدبير جومانا اللي عايزة تخطفه منك

متبقيش عبيطة وتضيعي جوزك من إيدك وارجعي بدل ما تخسريه خالص

إستيقظت وعد ووجدت بعض الرسائل على الهاتف فتعجبت حيث أن الرقم جديد ولا يعلمه إلا نصار.... فتحت الهاتف ورأت الرسائل ثم شردت قليلاََ تفكر.... بعد قليل دخلت مريم الغرفة ووجدت وعد شاردة الذهن فشعرت بالقلق عليها عندما وجدت الهاتف بيدها فقالت في قلق : مالك يا وعد؟

أعطت وعد الهاتف إلى مريم وعندما رأت الرسائل قالت : طيب مستنية إيه؟.... ولا عايزة جوزك يضيع منك؟

وعد في تردد : يعني..... أروحله

مريم : طبعاََ يلا قومي

نهضت وعد وقالت : بس أنا مش عايزة أسيبك.....إنتي صحبتي الوحيدة وأنا عايزاكي معايا

مريم : أنا كمان مش عايزة نفترق بس جوزك أهم..... أوعدك لو نزلت القاهرة هاجي أقابلك و إنتي لو جيتي هنا شرم تعالي

وعد : طيب أبعتيلي عنوانك لما تروحي عشان كل أما إجي هنا الشاليه أروحلك

ودعت مريم وعد في حزن على فراقها فقد تعلقتا ببعضهما كثيراََ وكانت تعلم مريم أن وقت الرحيل اقترب حيث أن قضية زين إنتهت وعلمت من الأخبار أن زين قد عاد إلى المنزل وأيضاََ حالة وعد الصحية تحسنت كثيراََ... حزمت وعد أغراضها وعادت بسيارتها إلى القصر الذي يعم بالأحداث الكثيرة والتجهيزات للزفاف وأتى يامن وزين مبكراََ كي يستعد زين إلى العرس و إستقبال المدعويين...... كانت غادة تشعر بالحزن وأيضاََ زواج زين بهذه الطريقة من فتاة لم يراها قط أمراََ سئ للغاية..... حالة نصار لم تقل حزناََ عن حالة غادة فقد كان يفكر بوعد فقط ويشعر بالذعر ولا يعلم ماذا سيحدث إذا علمت وعد بذلك الأمر..... وفي المساء جاء منصور بسيارة فارهة ومعه علي وجومانا.... خرجو من السيارة تباعاََ تحت نظرات زين حتى خرجت جومانا بالأخير وما أن وقع عليها نظر زين حتى فتح عينيه من الصدمة وقال بصوت مرتفع : جومانا!!

اقترب زين منها وقال : إنتي بنت منصور الراوي؟!!! إزاى؟!!! وجاية تشتغلي عندي ليه وإنتي بنته؟!!!

اقتربت منه جومانا وقالت : عشان عايزه يبقي ليا كارير لوحدي بعيداََ عن بابي ولما حبيتك بابا وعدني إنك هتكون ليا وأهوه وفى بوعده

نظر لها زين وهو مصدوم ثم وضعت جومانا يدها بيده وسارت معه إلى داخل القصر تحت تحية المدعويين عدا نصار الذي رفض تواجده بالأسفل والمشاركة في هذا الزواج.... ثم ذهبو إلى الطاولة بمنتصف الحديقة وبدأت مراسم الزواج..... كان زين ينظر إلى يامن دائماََ وكأنهما يتحدثان بلغة العيون وعندما يشرد عن ما يقوله المأذون يصيح بإسمه عالياََ كي ينتبه له ويردد خلفه..... كل هذا وزين ينظر إلى باب القصر وكأنه بإنتظار أحداََ ما..... بعد قليل تم عقد القران ووقف منصور يبارك ويهنئ وزين مازال يتابع باب القصر حتى وجد وعد تدخل من الباب.... نظر إليها ورأي علامات الدهشة والصدمة جالية على وجهها فرأت زين يقف يستقبل التهاني على زواجه واقتربت منه جومانا وهي ترتدي ثوب الزفاف وتتمسك بذراعه وعلى وجهها إبتسامة وتنظر إليه بعشق..... ظلت تنظر إلى زين وهو ينظر إليها أيضاََ وكأن كل من حولهما أختفو..... لاحظ يامن نظرات زين فنظر إلى الباب ووجد وعد تقف محلها ولا تتحرك أماء له زين أن يذهب خلفها ولكن خرجت وعد مسرعة والدموع تهرب من عينيها في صمت ولا ترى أي شئ أمامها ثم صعدت إلى السيارة وقادتها بسرعة ولم يلحق بها يامن وفجأة نظر يامن إلى الجهة الأخرى وجد سيارات الشرطة تقترب من القصر فدخل مسرعاََ وذهب إلى زين

الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات



×