رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثانى عشر بقلم ميمي عوالى
زكريا : مش عاوزك تقلقى .. انا هكمللك على الفلوس اللى معاكى
زهرة برفض : لأ طبعا .. انا لا يمكن اقبل حاجة زى دى ابدا 🙄
زكريا و هو يشير اليها بالهدوء : هو انتى بس ممكن تهدي شويه وتسيبيني اكمل كلامي
زهرة : انا اسفه .. بس اللي حضرتك بتقوله ده انا لا يمكن اقبل بيه ابدا ، و كمان ….
زكريا بمقاطعة : انا ما قلتش ان انا هديكى الفلوس دي كده ، انا اقصد ان انا هديهم لك سلفه وتقدري انك تسديهم من مرتبك .. كل شهر جزء زي ما اماكن كثير بتعمل مع الموظفين بتوعها ، ايه المشكله في كده ، فكري فيها هتلاقي ان ده هيقصر مده الحبس بتاعة والدتك
زهرة بتفكير و تردد : ايوه بس حضرتك المبلغ كبير قوي معنى كده انه محتاج مني فتره طويله على ما اقدر ان انا اسدها والمفروض كمان انى متواجده معاكم هنا على ما بس فتره الاجازه بتاعه الصيف تنتهي ، لان بعدها همس والولاد هيرجعوا على طول المدارس بتاعتهم
زكريا : ممكن ما تفكريش في الموضوع ده دلوقتي ، لان الحقيقه انا وماما ويونس لما لاحظنا التطور اللي حصل على سلوك الولاد كلهم .. مش على همس بس على فكرة ، لأ .. و على ولادى انا كمان ، فقررنا اننا مش هنستغنى عنك بعد كده
زهرة : ايوة بس حضرتك عارف ان انا هحتاج بعد كده اني اكمل تحضير الدكتوراه بتاعتي يعني مش هقدر انى استمر كثير رغم ان انا كمان اتعلقت بالولاد يمكن اكثر ما هم اتعلقوا بيا ، لكن اكيد مش هفضل معاهم على طول
زكريا بتفهم : انا فاهم ده كويس ومقدره بس يا ستي على ما تبقي تكملي الدكتوراه وتناقشيها وتاخذيها ان شاء الله نبقى نتكلم في الموضوع ده اعتقد ان انتى لسه قدامك وقت على ما ده يحصل مش اقل من سنتين او تلاتة على الاقل ولا ايه
زهرة باقتناع : حضرتك عندك حق فى دى
زكريا : وعلى ما ده يحصل ان شاء الله .. فاحنا مع بعض ، واعتقد ان والدتك لما ان شاء الله تخرج بالسلامه برضه هتبقي محتاجه ان انتى يبقى معاكي فلوس ، فمش هينفع انك تدفعي مرتبك بالكامل علشان بس تخرجيها ، و اللا انتى ايه رايك
ده غير ان ماما بتقول كمان انك المفروض هتنقلي في شقه جديده ، وبالمناسبه يا ترى لقيتي فعلا شقه جديده ولا لسه
زهرة بامتعاض : الحقيقه لسه .. الشقه اللى السمسار جابهالي كانت في دور عالي قوي ما اعتقدش ان ماما هتقدر على السلم بتاعها بحكم سنها وظروفها الصحيه اللي بقت فيها ، فطلبت منه انه يشوف لي حاجه ثانيه تكون في دور اقل من كده و بسلالم اقل من كده
زكريا : ان شاء الله خير ، وزي ما قلت لك ما تحمليش هم الفلوس ، انتى بس حضري الفلوس اللي معاكي وانا ان شاء الله هدي للمحامي الفرق اللي فاضل على فلوس التاجر علشان نقدر نخرجها فورا باذن الله
زهرة بابتسامة خجل و امتنان : انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ، بس عاوزاك تتاكد انى عمري ما هنسى جميلك ده ابدا في يوم من الايام
زكريا : يا ستي و لا جميل ولا حاجه ، وتقدري بقى تروحي تشوفي الولاد احسن انا اخرتك عليهم اوي
زهرة : بعد اذنك
زكريا باستدراك : ماتتسيش بقى .. لما ترجعي البيت بكرة ان شاء الله تبعتي لي على طول صورة الرقم القومي بتاع مامتك على تليفونى ، و ممكن تبقى تسيبى البطاقة نفسها لما تيجى مع ماما لو ما قابلتينيش
زهرة : حاضر .. بعد اذن حضرتك
بمساء اليوم التالى .. حضرت مريم بصحبة زوجها حاتم لزيارة يونس الذي كان في انتظارهما وكان بصحبته والدته وسوزان وايضا زكريا وكان جميع الصغار فى غرفهم بالاعلى حيث يستعدون جميعا للنوم
و قالت فاطمة ببعض العتاب : ليه ما جيبتيش الولاد معاكي يا مريم ده انا ما بصدق انك تيجي علشان اشوفهم .. بيوحشوني يا بنتي
مريم : معلش يا ماما .. ما انا شايفه ان الوقت اتاخر المفروض انهم دلوقتي بيستعدوا انهم يناموا ، ده ان ما كانوش ناموا اصلا انا قلت اجي اقعد معاكم شويه انا وحاتم و ابارك ليونس واشوف ناوي يعمل ايه بعد كده الفتره اللي جايه
يونس : هعمل ايه فى ايه
مريم : اقصد يعني هتفضل مع نفس الدكتور ولا هتروح لدكتور ثاني ولا ناوي مثلا تسافر بره ، هتعمل ايه بالضبط
زكريا : ويغير الدكتور ليه يا بنتي اذا كان الدكتور هو اللي مشي معاه كل المشوار اللي فات ده كله لحد ما وصلنا للنتيجه دي ، ليه بقى بعد كده يسيبه ، طالما انه فعلا ابتدى يجيب معه نتيجه الحمد لله
حاتم : مريم تقصد ان ممكن يكون في دكتور بيفهم اكتر في المرحله اللي هو داخل عليها ويفيده اكثر من الدكتور اللي هو ماشي معاه
يونس : لا طبعا انا مستريح مع الدكتور بتاعي وهكمل معاه ان شاء الله
مريم : يعني انت حاسس انه هيوصلك لنتيجه احسن من كده ، واللا شايف انه خلاص هتوقف على كده والحمد لله
سوزان : بعد الشر يا مريم .. يوقف على كده ايه بس يا بنتي ، ان شاء الله هيبقى احسن من كده بكثير وهيوصل انه يرجع زي ما كان واحسن كمان
مريم ببعض الامتعاض و هى تتجاهل سوزان : يعني مثلا يا يونس ما قالكش على تكنيك معين هتكمل بيه بقيه العلاج بتاعك ، ماهو المفروض انه اكيد حاطط في دماغه خطه معينه ان انتوا تكملوا عليها
يونس : ما بحاولش اتدخل في شغله يا مريم ، انا مش دكتور عشان افهم اساسا الكلام ده ولا حد فينا اكيد برضه هيبقى فاهم الكلام ده زيه فانا دايما بحب انى دايما ادي العيش لخبازه لان هو اللي هيبقى فاهم هو بيعمل ايه
سوزان : بس الدكتور دايما بيشجعه انه يغير جو ويغير مناظر ويتحرك وعلشان كده احتمال اننا نروح يومين نغير كلنا جو في شالية راس البر
مريم بحماس : و زكريا هيروح معاكم
زكريا ببعض الدهشة : اكيد مش هسيبهم لوحدهم .. لازم ابقى معاهم
مريم و قد ارتسمت على معالمها علامات الحبور : وناويين تقعدوا قد ايه هناك
فاطمة : والله يا بنتي لسه مش عارفين ، ده احنا حتى كمان كنا عايزين نشوف طريقه ان الشالية يتنضف قبل ما احنا نروح
مريم : انا ابعت حد من عندى ينضفه
فاطمة : ايه … هتيجى معانا
مريم : يا ريت يا ماما بس ما انتى عارفه مش هينفع .. الشغل والولاد
يونس ببعض الاستغراب : يعني مش هتيجي معانا وانتى اللي هتبعتي من عندك حد ينظفه علشانا
مريم بحمحمة : ااه عادي فيها ايه يعني يا يونس
يونس : مافيهاش
مريم : اديني انتى بس يا ماما نسخه من المفتاح بتاع الشاليه ومن بكره ان شاء الله هتصرف وابعت حد ينظفه لكم و يخليلكم كل حاجة تمام
فاطمة : ماشى يا بنتى كتر خيرك .. هطلع اجيبهولك
زكريا : هتبعتي مين يا مريم
مريم : ماتشغلش بالك .. هتصرف
زكريا : يعني ايه يا بنتي ما اشغلش بالي ، بلاش تبعتي بنات لوحديهم هناك ، اي حد هيبقى هناك لو لا قدر الله حصل له اي حاجه كده و اللا كده هيبقوا تحت مسؤوليتنا
مريم دون اهتمام : قلت لك ما تشغلش بالك يا زكريا انا هتصرف يا سيدي وانا المسؤوله
زكريا : انتى حرة .. انا نبهتك
سوزان : اصل انا كنت هروح واخد البنات معايا ننظف الشاليه قبل ما ماما ويونس يحصلوني ، بس يونس وزكريا ما رضيوش و قالوا لي لأ ما تروحوش وانتم بنات لوحديكم وعشان كده زكريا بيقول الكلام ده
حاتم : ما اكيد مريم فاهمه الكلام ده واكيد هتاخد بالها ما تقلقوش
وعند عودة فاطمه بالمفتاح اخذته مريم و وقفت استعدادا للرحيل مع زوجها وهي تقول : انا هسيبكم و همشي بقى علشان نلحق ننام ، عندنا شغل كثير بكره في الشركه وانتى يا ماما ابقي عرفيني انتم هتسافروا امتى بالظبط ، ويا ريت تقولوا لي برضه انتم هتقعدوا قد ايه ، علشان لو انا عرفت بالظبط .. اقدر احضر لكم هناك شوية حاجات من اللي انتم ممكن تحتاجوها في الفتره دي
فاطمة : ماشى يا حبيبتى .. كتر خيرك
و بعد ذهاب مريم و حاتم .. يتبادل يونس و زكريا نظرات تحمل الدهشة المقرونة بالسخرية ، و عندما لاحظتهما فاطمة قالت بفضول : انتم مالكم عمالين تبصوا لبعض كده ليه .. في ايه ما تفهمونى
يونس : اصل بصراحه يعني يا ماما طقم الحنيه بتاع مريم ده غريب شويتين ولا انتى مش معايا
فاطمة : والله يا ابني ما انا عارفه ، انا نفسي استغربت بس قلت يمكن ربنا يكون هداها .. ادعوا لها
زكريا بتساؤل : هو انتى يا ماما قلتي قدامها ان انا وماجي اتطلقنا
فاطمة : لا يا ابنى .. ماقلتش
زكريا و هو ينظر لسوزان و يونس : و لا حد فيكم طبعا
سوزان : ما انت عارف اللى فيها
يونس : وانا ما اعرفش حاجه عنها من ساعه ما كانت هنا اخر مره
زكريا : غريبة اوى
فاطمة : ايه اللى غريب ماتفهمنى تقصد ايه
زكريا : اقصد انها جايه في وقت متاخر هي وجوزها وشايفاني وانا قاعد بالترينينج عادي وسطيكم وبنقول ان الاولاد نايمين فوق وهي حتى ما فكرتش انها تسال احنا هنا ليه ، معنى كده انها عارفه ، فيا ترى بقى عرفت ازاي ، و كمان ما حاولتش انها تتكلم ولا تجيب سيره ماجي ، مش غريبه دي شويه
يونس : الحقيقه مع مريم … غريبه .. لانها ما بتسيبش اي حاجه تحصل قدامها الا لما تبقى عايزه تعرف تفاصيل التفاصيل عنها ، فحتة انها تشوفك فعلا هنا في توقيت زي كده وانت قاعد بهدوم البيت وسطينا وتعرف كمان ان الاولاد بايتين فوق وما تسالش .. يبقى فعلا هي عارفه ان انت وماجى انفصلتوا
سوزان : يمكن عرفت من ماجي نفسها يا زكريا
زكريا : الله اعلم .. ماشي .. انا عامة هسيبكم وهطلع احاول انام شويه عشان عندي شغل كثير بكره ان شاء الله في الشركه ، هتطلع معايا يا يونس و اللا حابب تقعد شوية كمان
يونس : لا يا حبيبى .. انا كمان حاسس انى محتاج استريح
فاطمة : هى زهره بعتت لك البطاقه بتاعه مامتها و بعتتها للمحامى خلاص زي ما كنت متفق معاها يا زكريا واللا نسيت
زكريا وهو ينظر الى شاشه هاتفه بامتعاض : يا خبر ابيض يا ماما ده انا اللي نسيت خالص الحكايه دي
ثم ما لبث ان قال و هو يتصفح الرسائل : اهى بعتتها ، هبعتها للمتر قبل ما انسى
وبعد ان ارسل زكريا الرساله الى المحامي ظل ينظر باهتمام وتركيز الى شاشه هاتفه ثم قال بذهول : مش ممكن اللي انا شايفه ده .. ده حقيقي ولا تشابه اسماء ولا بيتهيالي ولا ايه بالظبط
يونس : فى ايه يا ابنى ، مالك
ليمد زكريا يده بالهاتف الى فاطمه وهو يقول : شوفي كده انتي يا ماما وقولي لي ان كان ظني صح ولا لأ
لتلتقط فاطمه الهاتف من يد زكريا وتنظر الى الشاشه وما هي الا ثوان معدوده الا وصدر عنها شهقه ذهول وهي تضع كفها على شفتيها وتقول بصوت قد يكون غير مسموع : لا إله إلا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله .. مش ممكن ابدا
يونس : ماتفهمونا فى ايه
لتنظر فاطمه الى يونس ثم الى سوزان و تقول : مامة زهرة
سوزان : مالها يا ماما .. تعرفيها
فاطمة : تبقى مامتك يا سوزان و خالة زكريا
لتسحب سوزان الهاتف من بين يدى فاطمة بذهول ، و تنظر الى الشاشة و تقول : بدر على سليمان الحاوى
يونس : طب مش يمكن تشابه اسماء
فاطمة و هى تهز رأسها يمينا و يسارا بنفى : من اول ما عيني وقعت على زهره وقلت لي انها فيها شبه كبير من نور الله يرحمها وانا قلت لكم انها بتفكرني بحد تاني وكنت اقصد بالحد الثاني ده بدر
زهره فيها كتير اوي من امها .. من بدر امك يا سوزان امك انت ونور
سوزان : وازاي امنا تبقى عايشه طول السنين دي كلها وعمرها ما فكرت انها تحاول اساسا تشوفنا ولا تتطمن علينا ، ازاي جابها قلبها انها تبعد عني انا ونور السنين دي كلها ، ازاي ما فكرتش حتى انها تتطمن علينا ولا تسمع صوتنا ، دى عمرها ما سالت عننا ولا مره
فاطمة بتنهيدة ثقيلة : هتسال عنكم ازاي بس يا بنتي وهي فاكرة ان انتم بعد الشر عنك يا حبيبتي .. موتتم .. انتى واختك من سنين زى ما ابوكى الله يسامحه فهمها
سوزان : ايه الكلام ده يا ماما
فاطمة : كنت فاكره يا بنتي ان الكلام ده عمره ما هيطلع مني ابدا لحد ما اموت و يبقى السر مات معايا و مع عمك الله يرحمه ، لكن ربنا رايد غير كده ما كنتش عايزه ابدا انكم تعرفوا اللي حصل من ابوكم ، ما كنتش عايزه اشوه صورته قصادكم ، لكن ربنا مش رايد ان الحقيقه تفضل مدفونه العمر كله ، آن الاواني ان انتم تعرفوا ايه اللي حصل
سوزان : انا مش فاهمة حاجة .. ازاى ماما تفكر اننا متنا ، و بابا عمل ايه خلاها تفهم كده
فاطمة : اهدى و انا هحكيلكم
ابوكي الله يسامحه ويرحمه ويغفر له كان هو وترابيزه القماار نادر لما بيفارقوا بعض ، لدرجه انه ساعات كان لما بيجوع .. كان ياكل وهو قاعد بيلعب عليها
كان بيرجع البيت بس علشان ينام او يغير هدومه خسر كتير اوى بسبب تصرفاته دى ، و امكم تعبت معاه كثير ، وكانت دايما تشتكي لعمكم من استهتار ابوكم وعدم احساسه بالمسؤوليه ناحيتها وناحيتك انتى واختك وكانت والدتك يا زكريا مر على وفاتها الله يرحمها حوالى خمس سنين ، و كنت اتجوزت ابوكم و ولدت يونس اللى كان عمره وقتها اربع سنين و مريم هى كمان كان وقتها عمرها سنتين ، و رغم حزن بدر على وفاة والدتك يا زكريا اللى ماكانلهاش حد فى الدنيا غيرها ، الا انها كانت بتحبنى و انا كمان كنت بعتبرها اختى لانها كانت جميلة و طيبة اوى
لحد ما جه في يوم و كان ابوكى يا سوزان مش موجود فى البيت كالعاده ، وكانت نور عيانه وسخنه مولعه وبدر كانت محتاسه بيها ومش عارفه تعمل ليها ايه وخصوصا ان انتى كمان كنتى عمرك كام شهر ، يومها بدر كلمت عمك واستنجدت بيه راح لها بالدكتور وفضل موجود لغايه ما الدكتور مشي وجاب لها العلاج واداهولها و فضل معاها ع ما اتطمن ان حرارة نور ابتدت تستقر ، وقبل ما يرجع على البيت كان ابوكى راجع قرب الفجر و هو بيتطوح من الخمرة اللى ماكانش بيفارقها هى كمان للاسف ، و لما ابراهيم شافه بالحالة دى .. اتخانق معاه جامد ، بس طبعا منير كان فى دنيا غير الدنيا
ابراهيم سابه و مشى و هو ناوى يتكلم معاه تانى يوم لما يفوق ، و لما راحلهم تانى يوم الضهر ، اتفاجئ ببدر و هى مضر. وبة و متبهدلة ، و عرف منها ان منير هو اللى عمل فيها كده بعد ما سابهم بالليل و مشى
ابراهيم طلع صحاه و اتخانق معاه ، و طلب منه انه يفوق لبيته و بناته و عرفه ان نور كانت تعبانة و حكاله اللى حصل
وقتها منير طبعا فى البداية ماكانش عاجبه كلام ابراهيم و بقى اللى طالع عليه انه ندمان على جوازه من بدر و انه مش عاوزها ، و انه اتعرف على واحدة تانية و بيحبها و هيتجوزها ، فابراهيم فكره بولاده و انه المفروض يدور على بيته و سعادة مراته و بناته ، و انه لو طلق بدر هتاخد بناتها و تبعد عنه و البنات هتكبر من غير ماتعرفه .. على اساس بيحنن قلبه عليهم
و بعد كلام كتير .. منير وعد ابراهيم انه هيلاقى حل لكل الكلام ده
اتاريه كان بينيمه على ما يعمل عملته اللى اتفاجئنا بيها بعد تلت ايام ، لما اتفاجئنا بالمصيبة اللى عملها
يونس : عمل ايه يا ماما
فاطمة : اخد بدر و البنات على شالية راس البر ، على اساس انه بيصالحها و بعدين …..
لتصمت فاطمة و كأنها لا تستطيع الحديث
سوزان بذهول : ماتكملى يا ماما .. عمل ايه
فاطمة بحزن : الاول لازم تعرفوا ان انا و ابراهيم ماعرفناش حقيقة اللى حصل غير بعدها بسنة ، لو كنا عرفنا الحقيقة من وقتها ماكناش سكتنا ابدا
زكريا : و ايه هى الحقيقة دى
فاطمة : منير حط منوم لبدر فى الاكل ، كان منوم قوى ، خلاها نامت حوالى اتناشر ساعة متواصلة ، و لما نامت .. اخد نور و سوزان اداهم لنانى .. الست اللى كان ملموم عليها و اللى اتجوزها بعد كده ، اخدتهم و رجعت بيهم على القاهرة
و بعد ما اتطمن ان نانى خلاص سافرت بيكى انتى و اختك يا سوزى .. حر .ق الشالية
سوزان برهبة : حر .ق الشالية و ماما جواه
فاطمة : ما تخافيش .. ما حصللهاش حاجه خطيرة ، ابوكي كان عامل حساب كل حاجه قبل ما النار تأذيها بالاوى كان متصل بالاسعاف اللي وصلت ونقلتها على المستشفى ، والمطافي هي كمان وصلت وطفت الحريقه وابوكى فضل جنبها في المستشفى لحد ما فاقت ، واللي اول ما فتحت عينيها كانت مستغربه طبعا ايه اللي جابها المستشفى وايه اللي هي شايفاه وسالت عليكى انتى واختك ، وقتها ابوكى بص لها وقال لها بزعيق .. اهمالك اتسبب في موت عيالك
كانت هتتجنن لانها مش فاهمه حاجه لانكم لاخر لحظه كنتم مع بعض ، و لغايه ما نعست و نامت وانتم في حضنها وفي قلب الشاليه ، بس طبعا كانت قبل ما تنام ابوكي كان طلب منها انها تعمل شاي فكانت سايبه البراد على البوتاجاز فابوكي فهمها ان هي اللى اتسببت في حر. يقه في الشاليه وان الحر.يقه كانت كبيرة و النا.ر اكلت كل الشاليه وانتى واختك كنتم في قلبه ، ورمى عليها يمين الطلاق وقال لها انه مش عايز يشوف وشها مره ثانيه وانه لو عرف انها بس هوبت ناحيه البيت او ناحية بيتي انا وابراهيم هيقدم فيها بلاغ في النيابه ان هي السبب في موت البنات وفي الحر. يقه
اترجته انها تشوفكم وتحضنكم رفض وقال لها هيرجع يدفنكم في مصر وسابها في المستشفى و مشى
سوزان برفض : ازاي كان بالقسوه دي ، ازاي قدر يعمل فيها كل ده ،ازاي قدر يحرمنا منها ويحرمها مننا .. ازاي
طب انتى و عمى .. ماحاولتوش تدوروا عليها و لا تعرفوا راحت فين
فاطمة : وقت ما منير اتجوز ناني واتفاجئنا بيه داخل علينا وهي معاه وانتى ونور كمان ، استغربنا جدا وسالناه عن امك وقتها قال لنا .. ان بدر لما عرفت علاقته بناني رمتكم ليه وطلبت الطلاق واول ما رمى عليها يمين الطلاق سابت البيت ومشيت وما يعرفش عنها حاجه
زكريا : اومال عرفتم الحقيقة ازاى يا ماما
فاطمة : يوم الحادثه اللي منير مات فيها هو ونانى ، اول ما التليفون جه لابراهيم جري على المستشفى كانت ناني ماتت و منير كان في الرعايه وكان بيلح انه عايز يشوف ابراهيم ، الدكاتره سمحوا له انه يشوفه واول ابراهيم ما دخله حكى له على اللي حصل وقال له ان بدر ما عملتش اللي هو حكى عليه وقال ان هو اللي عمل فيها اللي عمله ده كله و قال له انه لو عتر فى بدر يطلب منها انها تسامحه
و لما منير مات .. ابراهيم جابك انتي واختك عندي هنا يا سوزان ، و حاول يدور على بدر .. سنة بحالها و هو بيدور فى كل مكان ، بس ماعرفناش نوصللها ابدا
سوزان : معنى كده ان زهرة تبقى اختى
فاطمة : ايوة
سوزان و هى تنظر لزكريا برجاء : ماما لازم تخرج من السجن يا زكريا ، ارجوك كلم المحامى خليه يتصرف و بسرعة
زكريا : حاضر ، انا بعتتله صورة بطاقتها و هكلمه افهمه ان الفلوس كلها هتبقى معاه الصبح بدرى عشان يخلص كل حاجة
سوزان : عاوزة اروحلها ، و عاوزة اروح لزهرة دلوقتى ، انا ممكن اخودها و اشوف شقة و …
يونس : حيلك حيلك ، مين هيسمحلك انك تسكنى لوحدك
سوزان : مانا اكيد مش هسيبها هى و ماما يتبهدلوا ، و خصوصا و احنا عارفين الظروف اللى كانوا فيها
فاطمة بعتاب : و هو انا يا بنتى عمرى كليت بحد غريب لما هكل بيكم
سوزان باعتذار : انا اسفة يا ماما .. ما اقصدش ابدا ، بس انتى اكيد لاحظتى ان زهرة نفسها عزيزة اوى ، و اكيد مش هتقبل انها يعنى تقعد معانا هنا
فاطمة : و انتى طالما رجعتى مصر ، انا لا يمكن اسمح انك تبعدى عنى الا لو هتتجوزى و هتسيبينى عشان تروحى بيت جوزك
زكريا : طب طالما ان ماما و خالتى يا سوزان علاقتهم كانت كويسة ، نقدر نقنعها انها تعيش معانا و بالتالى زهرة كمان هتوافق
سوزان : طب ماشى . خلونا نأجل الكلام ده لما اشوف ماما فى الاول ، بس حاليا انا عاوزة اروح لزهرة
فاطمة : يا بنتى الساعة داخلة على واحدة ، و على ما تروحيلها هتبقى تلاتة ، اصبرى .. ده هم كام ساعة و هتبقى هنا
سوزان بدموع : مش هقدر اصبر كل ده و مش هيجيلى نوم ، مش قادرة استوعب ان ربنا بيعوضنى عن نور ، و كمان رجعلى امى اللى طول السنين دى كنت فاكراها بين الاموات ، انا معترفة انى عمرى ما حسيت باليتم و انا معاكى يا ماما ، بس اكيد طعم وجودى معاها هيبقى حاجة تانية .. فاهمة قصدى
فاطمة بابتسامة و هى تربت على يدها : اكيد يا بنتى ، الله يكون فى عونها هى كمان لما تعرف الحقيقة
زكريا : اعتقد ان الحقيقة هتبقى مش سهلة ابدا لا عليها و لا على زهرة 😒