رواية كبرياء الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم هناء محمود

 

رواية كبرياء الحب الفصل الثاني عشر بقلم هناء محمود



رَددت كِلامة بعدم فِيهم ...
_ذِمة راجل تاني؟!...

نَقلت نَظراتي بينهم وقول ...
_يَعني أيه يا آدم ؟...إحنا أطلقنا خلاص و ميعتبرش طلاق ده إنفصال...

قَعد علي كُرسية تاني و حط رِجل علي رِجل و هو بيرمق فارس بِبرود ...
_مِش هّتكلم طول ما الجَدع ده واقف كِده...

قَرب فارس مِنه و كأنه بيستعد للعِراك معاه!...
_ما تتكلم بإحترام و تُقعد عِدل....

حَطيت ايدي قُصاده من غير ما المسه حكاجز بينهم عَشان ميقربش و قولت بنبره حاولت اخليها ثابته...
_لو سَمحت يا فارس....

بَصلي بِصَدمة ممزوجة بالضِيق مِن كلامي أنا كِده بَبعده عشان آدم...

بَصتلة بعيون راجية عَشان ميعملش مُشكلة...
زَفر بِخَنق مِن نظراتي و تَنتهد ...
_ماشي يا هَنا براحتك...

اتكلمت بِسُرعة عشان ابرر موقفي مِش مُستعدة اخسرة...
_انا مِحتاجة أفهم يا فارس...

اومئ ليا و انسحب بِغضب مِن آدم...

رَطبت شفايفي و رسمت الجمود علي ملامحي...
_مُمكن تفهمني...ازاي متطلقناش؟...جدو كان وكيلي في القَضية.....

إبتسم بِسِخرية و هى بيسند علي الترابيزه الي قُصادة...
_و الله ما تروحي تخديه بالحضن و تتأسفيله..."

ضَربت بأيدي علي الترابيزه بغضب ...
_مستفزنيش ، فهمني يعني ايه احنا لِسه متجوزين؟...

رَيج ضَهره لورا وقال...
_بِبساطة جدي فِعلا رفع قضية عَشان الطلاق لتَنفذ رَغبِتك ، بَس أنا هددته بورق بخص الشِركة ورجع في كلامة و عَشان أحاول اخليكي ترجعي قولت لمامتك أن طلاقنا تَم بَس أنتِ برضو مرجعتيش 

قولت بعصبية مِنه ، أزاي يكدب كِدبة زي دي؟!..
_انتَ ازاي تكدب في حاجه زي دي؟!..و مين قالك اني كُنت هرجع؟...

قام وقف قُصادي بَصلي بنظراته الي عَرفاها نَظره الحُزن و الخِذِلان...
_هونت عَليكي تِسبيني و تِمشي كُل ده يا هَنا؟!..و من غير رَجعه كَمان...

حاولت أثبت قُصاده و أكمل الي بدأت فيه ...
_مِشيت عَشان خاطر نَفسي الي كُنت هخسرها لو كَملت في البيت ده ، هِنا أنا هَنا و بَس مِن غير قيود أو خوف...

بدأ يقرب مِني بِبطئ و انا عيني في الأرض بَتابع خَطواتة الي بِتقرب ....

رَفعت عيوني لما وقف ، عيوني اتسعت بِخضه خَفيفة لقُربه الكِبيره مِني ...كُنت حَسه بأنفاسه و هي بِتَضرب بَشرتي ...

أستغرق ثواني طَويلة في تأمل عيوني و قال بنبره يكسوها الآلم...
_و أنا كَمان كُنت موجوع يا هَنا بَس كُنت مِستانيكي أنتِ طيبي جروحي ...

أرتفع طَرف ثَغري بِسُخرية عَلي كَلماته و رَجعت خطوه لورا مديه لنفسي فُرصه عشان اتنفس هوا عادي مِش أنفاسة!...
_و أنا مِين كان هيطيب وجعي و انا بواسيك مِن آلم واحدة تانية يا آدم؟!...كُنت عايزني أعمل أيه؟...أفضل واقفة مِستنايك لَحد ما تاخد قرار و تختار؟...و ليه أصلًا أستناك تِختار و أنا مُمكن أبقا الإختيار الأول و الأخير عَند حَد تاني؟!...

نَفي ليا و هو بيقرب الخطوة الي بَعدتها ...
_مكنتش عايزك تواسيني مِن غيرك انا كُنت هتعافي بوجودك جَنبي و هعوضك بَس انتِ مِشيتي ...

زَفرت أنفاسي و انا ببعد تاني عَنه ...
_مَبقتش فارقة يا....

قاطعني صوت زين و هو واقف عَند الباب ...
_خلصتي يا هَنا و لا لِسه؟!...

كان باصص لآدم بتوتر و قَلق مِنه لانه شَخص غَريب...حاولت ابتسم ليه عشان ميقلقش ...
_استناني برا يا حبيبي هخلص و هجيلك...

اتكلم آدم بِغَضب ...
_و مين ده كَمان ؟...ده أبنه صَح؟...ايه علاقتك بيهم أساسًا؟...

لاحظت فزع زين مِنه فارمقة بِضيق...
_آدم بَس الولد خاف مِنك ...

_ما يخاف و لا يولع انا مالي 

متحملتش اسلوبة و لا خوف زين ، قَربت مِنه و رفعة عن لارض بصعوبة و انا برتب علي ضَهره...
_لو مش هتتكلم كويس مش هتكلم معاك...

رَكل الكُرسي بِغَضب لما شاف زين و هو بيحاوط رقبتي...
_ما أنتِ مجننيش أيه علاقتك بيه ؟...و الولا ده ماسكك ليه كِده؟...

قَرب مِني خطوات بَسيطة و الغَضب بَقا ظاهر علي مِحياه...
_سِيبي أبن الجَدع ده ملكيش دعوة بيهم...

تشبث زين زاد لما نبرة آدم زادت فقولت بِحَزم ...
_نتكلم بليل يا آدم في بيت جدي لما تكون هديت شوية ، خوفت الولد مِنك...

معطهوش فُرصة و طلعت برا خوفًا انه يقول حاجة توجع زين او تخوفه....

سَمعته و هو بيقول بِغضب...
_لو شوفتك مع الجدع ده و لا ماسكة ابنه هتشوفي هعمل ايه!...كُان نقصي سي فارس ده كمان....

وقفت قُصاد السكرترية...
_فين فارس؟...

_في الورشة فوق...

طبعت بوسة علي جبهت زين و انا بطبطب عليه عشان يهدي و نزلة علي الأرض...
_خدي زين لفارس فوق...

بَصت لأوضة الإجتماعات مكان آدم الي كان لسه بيتفوه بِعبارات غاضبة...
_سبيه لما يهدي هيروح ....

٠
قَعدت في البلكونة و انا بحاول أفهم نَفسي الأول عَشان أعرف أتصرف...
_و بعدين هنفضل قاعدين بنبص لبعض كِده؟....

ضَميت مج النسكافيه ليا و انا بحاوطة بِكفي و نقلت نَظراتي لِمَلك ....

استرسلت كلامها لما شاقت حيرتي...
_قوليلي الي جواكي عَشان نلاقي حَل...

رَفعت راسي للسما أستغرقت ثواني أستجمع زادي و أتكَلمت بالي جوايا...
_مكُنتش مُستعدة أني أشوفه تاني ، أنا رَتبت حياتي مِن غيرة هو مسألش فيا ليه أنا أهتم بيه؟....قولت هَكمل حياتي مِن بَعده عادي و ربنا بعتلي فارس انه يقدملي فُرصة شُعل زي دي و بقيت شريكة معاه و خلاص ....

رَطبتب شفايفي و وجهت نظراتي ليها...
_ظهوره تاني قُصادي لَغبطني و رَبكني فَكرني بِمشاعر مكُنتش عايزه أفتكرها و إحساس بالضَعف الي بيجيلي و هو جَنبي ، انا بكره نَفسي كِده...

قَربت مني أنها تِبقا قاعدة جَنبي ...
وفَتحت دراعتها ليا دَخلت جوا حُضنها و انا بحاول ارمي كُل تَعبي شعور مِن الراحه بيزورني في قُربها بَحس أن كُل حاجة هتتحَل....

_الفِكره هِنا أية مشاعرك من نحية ، بِتحبية و لا لِسه...

سَكت و صَمتي طال مِش مُتقبلة فِكرة أني لِسه بَحبه جاوبتها بِهدوء...
_كُنت فاكره عشان معرفش غيرة فا حبيته هو بَس انا شوفت أحمد مِش قصدي حاجة بس كان شاب و كنا بنتكلم بس و لا حاجة اتهزت فيا قابلت فارس و برضه و كأن مَفيش غير آدم...

هَمهمت ليا و هي بِتِمسح عَلي ضهري بِحنان...
_و انتِ مين قالك أنه مدورش عَليكي؟....آدم حالة كانت وحشه أوي مكنتش حابة احكيلك عَشان لو نَستيه مشتتش تَفكيرك ، علي كلامة مَع احمد بَعد ما نِسمه سابة بَعد عن كُل صحابة و بَقا لوحده لما مشتي مبقاش ليه حَد و هو و أحمد بقو صُحاب معرفش ازاي...

ضحكت بِمَرح و قالت...
_احمد مستفز و بارد و آدم الاتنين علي بعض ميكس رهيب...

بادلتها الإبتسام عشان عارفة أنها بِتحاول تِخَفف عَني إسترسَلت هِي حَديثها .....
_أنا شايفة أنك أتعذبتي أوي يا هَنا في قُربة أو بُعده عَنك المَره دي عايزكي تورية هَنا القوية مِش الضَعيفة الي بتنزل دمعتين و تترعش اول ما تشوفه عايزه او مِش عايزه في الحالتين لازم تِبقي قوية...

حركتي غَصب فَحاوطت وشي بين كفوفها و هي بتحاول تشجعني...
_لازم تقوي عَشان نَفسك يا هَنا ، كِفاية هروب انتِ هتروحي و هتخدي حَقك مِنهم كُلهم و مِنه بَس لو لِسه بِتحبية متغلطيش عشان متبقاش علاقتكم مُستحيله ...

قاطعنا رنة تليفوني برقم فارس...اول ما فتحت قال...
_انا واقف تحت مِستانيكي...
_ماشي

بَصيت لملك و انا بقف..
_فارس واقف تحت هشوفه عايز أيه ، داده سماح هِنا عَشان لو أحتجتي حاجة...

أومئت ليا و انا اخدت چاكت خفيف علي بيجامتي عشان كانت سودا فمغيرتهاش...

نَزلة كان وقف في دَخلة العُمارة ابتسمت ليه بخفوت و انا بقرب ليه...
_هَتِعملي أيه ؟...

بَصتله بعدم فِهم فَقال...
_بِخصوص آدم؟....

ضَميت السُترة عَليا بتحاما من نَسمات الهوي و قولت بتوهان...
_مِش عارفة....

وقف قُصادي وقال بهدوء...
_انا مِش عايزك تضعفي و تِنسي كُل مَره كان بيفضل اختك عليكي يا هَنا خليكي قوة وهتضعفي تاني مِن نحيته متنسيش هو وجعك قد أيه...

٠

كُنت في العربية السواق بيوصلني 
هَرجع تاني هِنا بَعد ما كُنت واعده نَفس مرجعش أو بالأخص مَرجَعش دِلوقتي!....

ترجلت بِخطي ثابت و وقفت أبص مِن بِعيد ...
علي قد ما فيه ذكريات حلوة كتير و خصوصًا مع بابا علي قد ما فيه ذِكريات مِش عايزه أفتكرها...

بَلعت ريقي بِتوتر و رنيت الجَرس ثواني و أتفتح الباب إبتسامتي الخادمة و علي وشها علامات الزهول مِن وجودي..
_سِت هَنا أنتِ رَجعتي؟!...

رَفعت ايدي و مَسحت علي كِتِفها برفق انا بحرك راسي بإبتسامة....

دَخلت جوا و انا بَبص حوليا ذِكريات كتير مِش عايزاها ترجَعلي وقفت و أنا بَبص قُصادي إبتسَمت بإرتجاف و أنا شايفة عَمي قُصادي ....

هي الي مولني عَشان أدخل شراكة مَع فارس كان بيسأل عَليا مِن غير ما يدخل تفاصيل حابب يحسسني بوجودة مِن غير ما يدايقني....

فَتح درعاتة ليا بإبتسامة الي تِشبه لِبابا....
هرولت بِخطواتي عشان اوصله أسرع و اترميت في حُضنه...

ضَمني ليه بِحنان وقال و هو بيمسح علي شَعري....
_اخيرًا رجعتي ، و حشتيني يا بِنت أخويا...

إبتسمت بِبشاشة و انا بشد علي العِناق بقالي كتير اوي متحضنتش كِده و حسيت بِحَنان ....

بَعدني عَنه و هو محاوط وشي بين كفوقة و قالي بِنبره حانية..:
_لو حَد مَزعلك قوليلي أوعي تترددي 

زمت بِشفايفي في مُحاولة لِكَبح دموعي وقولت..
_أيمن ....عامل أية؟..

حَتي وسط الدوشة دي منستهوش إحساسي بالذنب مِن نحية مَقلش 

مَسح علي و جنتي لكني قدرت اشوف الآلم في عنيه ، جاوبني بهدوء...
_قَرب يرجع هانت...

أومئنت ليه بدموع اتراكمت غصب عني معني انه هيرجع يعني اتعافي حتي لو بنسبه صُغيرة 

فِكرة اني شتت أسرة و كُنت السبب في بُعد إبنهم عَنهم بتوجع قَلبي 

نَزلت حياة بنت عمي و هي ماسكة ابنها بعد ما ولدت كُنت حَساها أتغيرت الأول كانت دايمًا حرينه و مهمومه بسبب جوازها و بتقارن نفسها بيا لأننا في نَفس العُمر 

و كأنها تَقبلت واقعها!....
عيونها كانت مصدومة مِن وجودي لكنها مبخلتش انها تظهر إبتسامتها الحَرجة ليا 
علاقتي بيها كانت منعدمة كانت بتشوف فيا أحلامها الي مقدرتش تحققها و أنا كُنت بشوف فيها مخاوفى أني أبقي زيها ضعيفة!....

_حَمدالله علي سلامتك يا هَنا 
بادلتها التحيه بإبتسامة عريضة ،و انا بَبص علي إبنها قَربت مِنها بتردد و بصيت عليه مِن بِعيد 

مَدته ليا ببطئ و أنا أخدته في حضني بتردد
_شاطرة انك مبقتيش زي يا هَنا...

إبتسامتي تلاشت بِبُطئ و انا ببص لعيونها و أفكرت قصدها لما جدو حكم عليا اتجوز أيمن قولت و قتها اني مِش هبقا زَيها

كُنت لِسه هَتلكم أبرر موقفي لَكنها سَبقتني...
_أنا كملت أخر سَنه و أتخرجت يدوبك لَحقت الإمتحانات...

و كأنها بتثبتلي إنها مِش وحشه زي ما أنا فاكره أسترسلت كلامها و هي بتتحسس و فروة إبنها..
_أنا متجوزة و مخلفه و متخرجة و قريب هبدأ أشتغل 

بوست راس إبنها و عيوني مليانة دموع وقولت..
_حقك عليا يا حياة

نَفت ليا بإبتسامة ...
_متعتذريش ، انا بشكرك لأنك فوقتيني و خلتيني أرجع لحياتي مِن تاني 

أسترسلت كلامها بدموع و نبرة خافته...
_أنا مِش فاشلة يا هَنا 

نَفيت براسي و انا بحرك شفايفي...
_انتِ أحسن واحدة، و أحسن مني كمان

_معيطة مراتي ليه يا هَنا؟...
إبتسمت أول ما شوفت آدهم أصغر شاب في الأحفاد و جوزها 

حاوط كتفها و هو لسه بيبتسم...
إبتسمتي إتسعت لما شوفت علاقتهم المتطوره و كأنهم اقتنعة أن مفيش مفر خلاص غير انهم يتأقلمة علي الوضع 

أدهم أكتر حفيد طايش هو أول حفيد أستقر
شاور علي أبنه وقال...
_ماسكة مهران الصغير ليه؟...

شديدة علي عِناق الرضيع و انا ببصلة بإستنكار...
_مَهران؟!...

أومئ ليا وقال بخفوت...
_جدك شبط عشان نسمي ابني علي اسمه انا خدته علي قد عقلة بس قولت لحياة ننادية بينا و بين بعض سَيد...

ضحكت غصب عني بصوت و انا شايفة عَمي بيضر علي دماغة عشان يسكت...
_احترم نفسك يا ولد و الا هقول لأبوك انك بتتريق علي اسم جدك...

تأفئف بِملل و هو بيقول بضيق...
_و ابني ذنبة ايه يبقا اسمة مهران...

بصتلة بِسُخرية ..
_و علي اساس أن سيد ده حلو؟...ده اسم واحد عنه ٥٠ سنه...

رفع حاجبة و سحبة مِن حُضني و هو بيحمله برفق...
_ملكش دعوة بيها يا حبيبي دي مش بتفهم....

ضحكت بِسُخرية علي الحوار الي داير بينا أسلوب أدهم معايا فكرني بطفولتنا كُنت ناقر و نقير مَع بَعض...

_هَنا؟!...

التفت للصوت و كانت ماما بَصالي بِعيون مُتسعة و هي شايفاني قُصادها و كأنها مِش مصدقة وجودي بعد غياب دام لأكثر مِن ٨شهور شوفتها 

أول مره أغيب عَنها كُل ده ، رعشة سارت في جِسمي أثر المشاعر الي أقتحمت قَلبي 

إشتياق ، فَرحة ، حُزن ، إستياء أحاسيس كَثير ثَقلت أيسري شاعرة بِقبضة تَضغط عَلي فؤادي 
دموعي مُتراكمة في عداستي رافضة الإنسياب للتخفيف عَما بِداخلي 

حاولت الحَديث لَكن صوتي أبا الخروج ....
الإشتياق كان صاحب النَصيب الأكبر مِما أشعر بيه 

وجهها الشاحب ، وزنها الذي فَقدتة أشعر و كأن إشتياقها ليه قد زادتها عُمرًا فوق عُمرها ....

_مَامَا....
كِلمة مِن أربع حروف كانت كافية أنها تديها دافع الإقتراب مِني...

_وحَشتيني..
فَتحت دراعتها و هي بِتقرب مِني ، كُنت مُترددة مظهرها قُصادي حاسسني بالذَنب أكتر أنا كُنت السَبب في وصولها للحالة دي!...

معطتنيش فُرصة للتفكير ضَمتني ليها و هي بتحاوط جِسمي بِدراعتها ، حَسيت برعشة جِسمها الداله علي سقوط دموعها وصوتها المُتمتم بِبَعض الكَلمات الآسفه...

رَفعت ايدي و بادلتها العِناق و أنا حاسه بِقبضة بِتعتصر روحي ، حاسه أني تسببت بالآلم لِناس كِتير بَس كان غَصب عَني عَكسهم!....

_هونت عَليكي ؟..، أمك هانت عَليكي كُل ده يا هَنا ؟...موحشتكيش؟....

فرت شهقة من بين ثَغرها زودت آلم روحي ربت علي ظهرها و انا بدخل جوا حضنها اكتر في مُحاولة أني أتمتع بالدفئ الي أنحرمت مِنه مِن وقفت طويل ....

رَطبت شفايفي و حاولت اتكلم بِثبات لكن نبرتي خانتني و ظهرت هامسة ...
_وجعي كان كِبير يا مَاما ، حَقك عَلي قَلبي...

بَعدت عَن حُضني و هي بتقبل جبهتي....
_كِفاية بُعد يا هَنا....

غمضت عيني و انا حاسه بلمساته الحنينه علي بَشرتي وقولت بخفوت...
_غَصب عَني يا ماما....، بَس متقلقيش مَفيش بِعد بَعد كِده....

ضمتني تاني ليها و كأنها مِش مصدقة أني بين أيديها!....

قاطعنا صوت الخادمة و هو بتتكلم بإحترام لعمي الي كان واقف بيتابعنا بسكون...
_آدم بية برا بيقول أنه جاي يِقابل مَهران بية...

أستغربت إنها بتبلغة بِحاجة زي دي مِش المفروض يدخول علي طول...

وجهه عَمي كلامة لآدهم...
_جِدك عارف أنه جَي يقابلة...

نَفي ليه أدهم...
_معرفش بس تقريبًا لاء...

أشار للخادمة وقال..
_طلاما مهران باشا مِش عايزه يبقا ماشية...

قَطبت حواحبي و انا ببعد عَن حُضن ماما وقولت...
_انا الي قولتله يجي عشان نقابل جدي ...

سألتهم بعدم فهم ...
_هو فيه ايه؟...ليه مِش هتدخلوه من غير آذن؟...

جاوبني أدهم بتريقة و هو بيشاور للخادمة تدخله...
_أصل آدم بعد ما مشيتي أتجن هددك جدك بأوراق في شُغل راح طرده و منعه من دخول القصر....

بصتله لثواني و أنا بفتكر كلام آدم أنه هدد جدو بأوراق عَشان الطلاق!...

_السلام عَليكم....
ألقي التحية بأدب و عنيه عَليا أنا بَس !...

اتكلم عَمي بِسُخرية و بيطلع فوق...
_و عليكم السلام يا روميو ...

لكنه أستدار تاني ليه وقال بتوعد و هو بيرفع سبابة كتهديد...
_مش عايزين مشاكل تاني يا آدم سامع !...كِفاية الي عملة....

زفر بِضيق و هو بيتقدم ويقف جنبي...
_متدخلوش في حياتي و الدنيا هتمشي....

سابنا آدهم و هو بيسحب حياة معاه و قال بملل 
_مِش عايزين صوت عالي زي كُل مره عشان ابني بتفجع ....

تجاهل كلامهم و سحبني مِن ايدي لمكتب جدي ....
شديت ايدي مِنه بغيظ ...
_متلمسنيش يا آدم....

تجاهل كلامي وطرق علي باب المكتب و بعد ما أخد الإذن دَخل ...

سَمعت صوت جدو الي بقا غاضب أول مشافة...
_أيه الي جابك؟....

دَخلت بِخطوات مُتردده جوا بَصيت لِيه كان زي ما هو بِهبتة المُهيبة و نظراته القاسية

لان مِحياه أول ما شفني و أرتسم عليه الصدمة...
_هَنا؟!....

قَربت مِنه بتردد و انا بدخل نطاق المَكتب و إبتسمت ليه بخفه...
_أزيك يا جدو؟....

حَسيت بِحرج أني أحضنه أو أمد أيدي ليه كَسلام أخر كام سَنه بِعدنا أوي أنا و هو ...

أرتسم في عيونة الحُزن بِسَبب حَركتي لكنه مَعلقش لأنه عارف أنه المُذنب 

قَعدت علي أبعد كُرسي عَن مَكان آدم و تسألت بآدب...
_انا دلوقتي عايزه افهم ازاي انا و آدم لسه مكتوب كتابنا؟!...مش انتَ رفعت قضية لَما رفض يطلق؟...

تغيرت نَظرات جدي لآدم و ظهر عليه السَخط...
_عَملت كِده لَكنه رَفض ده و أخد أوراق مِن الشُركة هددني بيها قليل الرباية مكنش قُصادي غير اني أتراجع و استناكي ترجعي او هو يزهق...

رَطبت شفايفي بِضيق و انا برجع خِصلاتي لورا ...
إسترسل جِدي بضيق...
_آدم مبطلش مشاكل لا في الشركة و لا القصر عشان يعرف مكانك ، بَس أنا إلتزمت بإتفاقنا و مقولتهوش حاجة...

ابتسم آدم بِسُخرية مِن حَديثة و وجه كلامه ليا...
_صدقتيني أخيرًا ....

فركت بين عيوني بتعب حاسة اني رجعت تاني لنقطة البِداية انا لِسه مراته و هضطر أشوفة !...
_و أخرتها ؟...انا مش فارقة معايا لو هدته خلاص انا الي هرفع القضية من غير وكيل المره دي...

عَدل سُترتة و هو بيقف قُصادي ..
_واحد ، انتِ أو هو الورق لِسه معايا 

قَرب أكتر و قال ...
_من الاخر كِده أنا مِش هطلق يا هَنا....

بعدت الخطوات الي قربها و الغضب اتحكم مِني مش هبقا بمزاج حد تاني...
_و انا مِش عايزاك يآدم...

ابتسم ببرود ..
_مش مهم أنا عايزك...

وجهه كلامي لجدي ...
_اتمني محدش يدخل بينا انا و هي هنعرف نحل مشاكلنا سوا انا مش هأذيها و انتَ متأكد مِن ده فا متحاولش تصلح غلطك علي حِساب علاقتنا....

نَهي كلامه و مِشي....
حركت نظراتي بينه و بين جِدي القاعد بِتَعب...
مِش هنسي انه حرمني مِن حلم حياتي و نقل ملفي من غير عِلمي 

نظراتة كانت كُلها آسف هو حاول عشاني خلال ٨شهور محرمنيش مِن حاجة أحنرم رغبتي بالبُعد و بَطل يراقبني بعد آدم عَني و وقف في وشه و خسرة عَشاني 

لكني مقدرتش أسامح!...

استأذنت مِنه و مِشيت سلمت علي ماما و بقيت العيلة و عَمتي الي رحبت بيا ...

لاحظت وجود مريم الي قابلتني بنظرات حرجة بِسبب اسلوبها معايا الفظ الي كان نابع مِن حُبها لأيمن و مقدرش الومها عارفها احساسها و انا تشوف الي بتحبه بيحب حَد تاني غيرها!...

_عاملة ايه يا هَنا؟...
بادلتها سلام الايد بهدوء...

_الحَمد الله...

ابتسمت ليا و التردد ظهر عليها ...
_انا غلطت في حقك كتير لكن عايزاكي تعرفه انه كان غصب عَني....

بادلة الإبتسام و انا بربت علي كتفها...
_و انا مِش زعلانه مِنك يا مريم...

بصيت حولينا تتأكد مِن عدم وجود حد وقالت..
_احنا عرفنا الي نِسمة عملة ، مامت نِسمة أتجوزت 

كلمت بِهمس...
_احب اقولك ان حقك بيرجعلك...

مفهمتش مرادها و مهتمتش اني أعرف همهمت ليها بهدوء و كملت طريقي لبرا 

عايزه انا علي السرير و احاول اتخلص مِن كُتر الضغط الي أتعرضتله.....
_هتروحي؟...

التفت لور كان ساند علي الحيطة الي جنب الباب ملاحظتهوش بسبب شرودي

جاوبة ببرود...
_ميخصكش ...

ضحك بصوت و هو بيبصلي بتسلية...
_هو كل ما اغيب عنك الاقي نسخه جديد نزلت مِنك؟!...

ضميت ايدي بضيق مِن كلامك فقرب مِني خطوة و قال...
_بس بيني و بينك كل مره بتبهريني...

ابتسمت بسخرية وقربت منه وقولت بتحدي..
_و لسه هبهرك اكتر لما نطلق...

همس بنفس اسلوبي..
_في المشمش...

ضحكت غصب عني من اجابة المش متماشية مع شكلة ...
وقولت بسُخرية...
_حد لعب في الاعدادات عندك ولا ايه فين آدم التنح و البارد؟...

_رح مشوار...

زفرت بخنق من رورده الباردة ...
_خليك بعيد عني ...

_انا عارف ده من ورا قلبك عشان كده هعمل العكس..
صوته كان عالي عشان اسمع لاني مشيت بغضب مِنه...

٠

روحت نمت بتعب بهدومي من كُتر تَعبي كُنت سامعة صوت دوشه برا ...

قمت بضيق و تعب و انا بشوف الساعه ٧ الصُبح...

فَتحت باب الشقة ، لقيت الشقه الي في الوش حد بينقل فيها ...

استغفرت ربنا و انا بحاول اتمالك غضبي ...
وقولت للعامل الي بينقل...
_هو في حد يتقل دلوقتي و يزعج الناس كِده؟!...

_طلاما عملت يبقا فيه...

عيوني أتسعت لما شوفة خارج من الشَقة قولت بعدم فهم...
_انتَ بتعمل ايه هِنا؟!...

سند علي الحيطة و قال بإبتسامة...
_انا جارك الجديد يا هنونه...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×