رواية حبل الوريد الفصل الثالث عشر
أغلق بإهتزاز الأرض، كل شيء من حولها يمنع... تشوش أذن عينيها، أجتهدت لتتمسك بأي شيء قبل روايه) أن تدخل ولكنها تفعل ... فقط أرمي شقيقها أمسكت بها لتحول يشمل وبين السقوط أرضا .. هزها بخفة وهو ينطق بـ إسمها، بينما مسح والده على رأسها وهو يقول بذعر :
وديها على أوضتها ياكريم ، بسرعة يابني لحد ما أشوف دكتور كريم وهو يتطلع لوجه شقيقته الشاحب :
كارمن ، ردي عليا ياحببتي
تشعر بأيديهم الممسكة بها ، وأصواتهم حولها ... تدركهم جيدا ، ولكن ثمة شئ ثقيل منحط على جفنيها ليجعلها عاجزة عن فتحهما مجددًا ...
رواية
هامت في عالم آخر تمنت لو إنه موجودا فيه ، وتخيلت كفيه وهما يمسحان على بشرتها الباردة ليدفئها .. ينادي عليها من بعيد ، تود أن تنهض وتذهب إليه راكضة.. فارة من المصير الذي كتب عليهم أن يعايشوه.. ولكن الواقع الذي حشرت به كما هو ، لن يتغير ..
أحست بتحرك ساقيها وذراعيها في الهواء ، وكأنها محمولة بين ذراعين
مطبقين عليها .. نعم ، فكان شقيقها يحملها لينتقل بها نحو غرفتها حتى يأتي والدها بالطبيب .. فقد دب الرعب بقلوبهم عقب رؤيتها تنهار بهذا الشكل ولأول مرة وايه .. فا لطالما كانت قوية تتحمل الأخبار السيئة وتقابل الفواجع بصلابة ، ولكنها خارت هذه المرة..
ضرب طاهر كفيه سويا وهو يقول بصوت مرتفع
يابني مش فاهم منك حاجة ، جوازة إيه اللي وقفت بسببي !
ريان وقد تملك الجنون من عقله ، فـ صح بـ : إيه اللي قولته مش مفهوم يابابا ! بقولك في إيه بينك وبين أبوها خلاه يرفض الجوازة بسببك أقترب ريان من والده لتكون المسافة شبه منعدمة ، ثم نطق بترقب تعرف جلال اللدغيدي منين يابابا ! طاهر وقد أنعقد حاجبيه بذهول : جلال ! وإيه علاقة جوازك ....... الآن بدأت الأمور تتصل ببعضها في عقله ، يبدو أن تلك الفتاة التي وقع ابنه في حبها هي إبنة " جلال اللدغيدي
أحد عدو القدامى .. تقلص المسافة
بين حاجبي طاهر وهو يتسائل:
هي البنت دي بنته !
ريان وهو يبتلع ريقه بتخوف : آه
روايه
طاهر وقد قست تعابير وجهه : يبقى
أصرف نظر عن الجوازة دي ، وأنا هجوزك أحلى بنت في مصر كلها
ريان بنبرة جهورية : بابا ، مطلبتش
تجوزني ، أنا مش هتجوز غير كارمن أنا بسأل في إيه بينكو واقف بيني وبين أبوها وخلاه يرفضني بالشكل ده
لكن المرة دي مش هتريح نفسك على حسابنا .. أنا مش عايز البت دي ، متنفعش تدخل عيلتنا ولا تشيل أسمك ، طالما هي بنته وابوها رفضك يبقى انتهى وايه .. أنا أبني ميترفضش
ريان وهو يمنع بثورة شديدة : حقي
أعرف الراجل رفضني بسببك ليه ! طاهر ريجينا غير مكترث : خناقة قديمة ، شركته وقعت وفلست واتهمني إني السبب .. بس
ريان بنبرة متشككة وهو يحدج والده
عدم تصديق : بس !
: طاهر : آه ، والكلام لحد هنا خلص
تحرك طاهر ليغادر المكتب .. بينما بقى هو بداخل متاهات عقله يفكر ويبحث عن الأجوبة ، لم يقتنع بحديث والده والأكيد إنه سيجد جد لديها ، كارمن
روايه
تلوت في الفراش ، وأنها ألما مبردا هاجم جسدها .. كان بكاءها مستمرًا لا يتوقف ، وصوت أنينها يستفيد أكثر وأكثر حاول شقيقها أن يُهدئ من روعها ولكن دون جدوى ، حتى أنها توافق أن يتفحصها الطبيب و
مش عايزة حد معايا ، سيبوني لوحدي ، سيبوني
الطبيب بتفهم : طيب يا آنسة كارمن ، ممكن تهدي
روایه
كارمن بنبرة يختلغها النشيج : سيبوني وانا هكون كويسة، اطلعوا برا
جلال وهو يضم شفتيه بحرج : بعتذر منك
الطبيب : أنا مقدر حالتها ، عن أذنكم صاحب والدها الطبيب ، بينما بقى
شقيقتها جوارها ، حيث رمت رأسها على صدره وهي تقول:
أنا مش فاهمة حاجة ياكريم ، please خلي بابا يحكيلك وفهمني
كريم وهو يربت على ذراعها بحنو :
متقلقيش يا كارمن ، أنا هتصرف كارمن بنبرة متقطعة امتزجت بها الشهقات : مش ممكن بابي يعمل معايا كدا ! أنا مش مصدقة .. في حاجة معرفهاش
كان جلال يستمع لحديثها وداخله يتمزق .. هو لم يعتاد أن يعاملها بتلك القسوة ، ولا يقو على رؤيتها تبكي وتتألم
تنهد بثقل ثم ولج لحجرتها .. نظر لها
قبل أن يقترب من الفراش ليجاورها جلستها، ثم هتف:
كارمن، أنتي واخوكي أغلى ما ليا في الدنيا، بس ده مش مبرر إني أسلمك بأيدي لأبن الراجل ده
روايه)
كارمن وهي تتدل في جلستها : طول عمرك بتقولي ان مامي ماتت فجأة ، أشمعنا دلوقتي !
جلال وهو يطبق جفنيه بحزن : مكنش ينفع أوجعك انتي وكريم بهمومي
كريم وقد أثاره الفضول : فهمني يابابا ، إزاي ده حصل
جلال وهو يخفض يخفض بصره بصره للأسفل للأسفل متحسر القلم
: سلسلة مشاريع دخلت فيها بكل راسمالي .. أدمرت ، وكنت هروح في حديد عشان أدوات البنا غير مطابقة للمواصفات .. كان طاهر هو اللي ورا تبديل المونة ( أدوات بناء بأنواع ثانية غير اللي متفقين عليها ... خسرت كل حاجة ، أمك لما عرفت جالها ذبحة صدرية ورقدت في السرير أسبوعين .. أتقبض عليا ساعتها لكن شريكي الله يرحمه ( والد قصي) فضل جمبي لحد ما أثبت برائتي وأكتشفنا الخاين اللي كان وسطنا وسلمناه ...
لما دخلت من السجن عرفت إن ريم ماتت
_خانته عبرته وراحت تنزل بهدوء من عينيه ، بينما تابع هو بصوت مقهور (وايه) لما عرفت إني دخلت السجن مستحملتش ، نامت والصبح أكتشفو إنها ماتت بسكتة قلبية
أبتسم بسخرية من نفسه ثم رد: ماتت وسابتني لوحدي ، سابتك وانتي خمس سنين .. ساعتها حسيت إني عجزت ، وكبرت على عمري 20 سنة
رفع بصره بإنحناءه لينظر نحوها
فوجد فيض من الدموع يسال منها ،
ليهتف بـ لهجة عدائية:
هو السبب ، هو اللي خد ريم من حياتي وايه وعيشكوا من غير أم
كريم وهو يبتلع مرارة فقدان والدته :
ریان ملهوش ذنب يابابا
جلال وقد أظلمت نظراته : ولا انا يابني ليا ذنب ، ذنب أبوه هيفضل عايش معايا طول العمر .. وكل ما ابص على المخدة وملاقيش أمكم جمبي هفضل افتكره دفنت كارمن رأسها بالوسادة ، ثم
نطقت
سيبوني لوحدي
أشار جلال لابنه لكي يمنع ويغادر الحجرة ، ثم نهض هو الآخر .. أنحنى ليقبل رأس ابنته ثم همس: قالها وتحرك ليدلف خارج الحجرة بينما زاد نحيبها وعلت شهقاتها لتكون أعلى وأعمق.
سامحيني يابنتي
هذا الليل بظلامة الأسود .. لم يكن عاديًا على أي منهم ، فقد سهر الأب وخاصم النوم عينه .. وظل كريم أيضًا
مستيقظًا غير قادر على النوم .. فقد أرتبط مصيره مع تاج بمصير شقيقته وريان ، وكذلك كارمن .. التي لازمت الفراش وتناثرت حولها المناديل الورقية المطوية والمستخدمة .. عينان منتفختان حمراوتين وأنف محمر .. وشعر فوضوي ، هكذا كانت
(وايه)
في الصباح .. مر والدها أمام حجرتها ، أسترق السمع للداخل فلم يستمع لشيئا فتنهد وغادر القصر ليكون بمقر شركته .. بسهولة شديدة ، وصلت أصداء الأمر لقصي .. الذي عاد للتو من الخارج وعلم مؤخرًا زار ريان وما تبعها من أحداث
عن طريق جلال .. فقد لجأ إليه جلال ليكون عضدًا لها حتى تمر من محنتها
العاطفية و:
جلال : أنا لولا ثقتي فيك مكنتش هطلب منك تقرب بنتي ياقصي
قصي وقد راق الأمر لمسامعه كثيرًا :
ياعمي انت عارف مدى حبي لكارمن
واللي حصل كان ليصدق ، أوعدك إني هكسب ثقتها في أقرب وقت ، وهخليها تنساه وتكرهه كمان
جلال وهو يهز رأسه بعدم إقتناع : صعب
قصي بثقة شديدة : مفيش حاجة صعبة ،
معايا كل حاجة ليها حل
أستسلم جلال له .. فليس أمامه سوى مساعدة قصي بحكم حبه الشديد لكارمن ، هو تمناه لها من البداية منذ أن لاحظ تعلق بها ، ولكنه توقف عن التفكير بهذا روايه الأمر ظنا بأنه سيوافق على أرتباطها بمن اختارته ، ولكن الأمر أختلف الآن فبات حبيبها هو أبن أحد المنبوذين لديه.
يومان يحاول فيها أن يتصل بها أو يتوصل إليها ، ولكنه فشل .. فقد أغلقت هاتفها عقب العديد من الأتصالات المتكررة منه ، ولم تغادر منزلها منذ تلك
الليلة
كان يهبط الدرج وهو يحاول الأتصال بها ولكن دون جدوى ، تأفف بتذمر وهو
ينطق
برضو يا كارمن ؟ بقّا كدا .. بتختفي من قدامي بالشكل ده !
ریان
ألتفت خلفه ليجد والده وعمته يقف
سوا ، حيث بادر طاهر
رايح فين في ساعة زي دي ؟
ريان وهو يحي ببصره عنه : مشوار
مهم
طاهر وقد احتدت نظراته : رايح ليها
ريان : حاجة تخصني
طاهر بلهجة غليظة : ريان !
مايسة وهي تضغط على ساعد شقيقها :
أهدى بس يا طاهر ، متنساش إن الولاد
ملهمش ذنب في خلافات قديمة
ريان بلهجة تهكمية : قوليله ياعمتي ،
وياريت تسأليه بالمرة عن السبب
الحقيقي اللي خبا عني
تركهما وخرج من القصر .. ضغط على
جهاز التحكم لفتح رخصة ثم جلس خلف المقود مستعدا للقيادة ، ولكنه شعر
بالإختناق ، فزفر أنفاسه بحنق وترجل
عن سيارتها ليغلقها مرة أخرى .. ثم بحيث لم أرته ليغلقها مرة أخرى . .
بعينه عن دراجته النارية ، وراح يطلقها ليقودها وينطلق
كانت كارمن تجلس ممددة على فراشها ، يتناثر شعرها على وجهها .. وعلبة المناديل الورقية فارغة بجوارها وقد انتشر محتواها حولها .. أضاءة الغرفة مظلمة ، بحيث ترى الضوء الخافت المنبعث من الخارج ... ضربت عينها ولاحظت ضوئية تظهر وتختفي ، لم تنتبه لها بالبداية ولكنها انتبهت بعد ذلك .. حيث تكررت نفس الإشارات أكثر من مرة ، فقادتها حاستها لتنهض وتنظر من الشرفة عما يدور
بالخارج .. فـ لمحته ، هو .. يقود بدراجته النارية خارج القصر وبصره مرفوعا نحو حجرتها .. أدمعت عيناها شوقًا ، فقد أشتاقت لصوته ، وجهات النظر ، ملمس كفه المميز .. فتنهدت بشوق لتجده يشير إليها كي تهبط به ... أختفت خلق الستائر الشفافة وهي تفكر فيما ستفعل ، ولكن كانت رغبة قلبها أقوى من إن تعارضها .. أنت قلت نحو خزانة ملابسها لترتدي ما يناسب لكي تذهب إليه ..
وبحذر شديد هبطت الدرج ، لتستمع لصوت ... والدها آتي من الداخل .. أطبقت
جفنيها بضيق ، ثم تحركت لتخرج من القصر .. تلفت يمينا ويسارا للتأكد من عدم رؤية أحد لها ، ثم خطت بسرعة لخارج البوابات
روايه
وما أن وقعت أعينها عليها ، حتى تحرك من مكانه نحوها .. كادت تمد يدها لمصافحته ، ولكنه جذب ساعدها لتسقط بداخل أحضانه .. ضغط بأصابعه على ظهرها لتكون أقرب إليه ، ودفن وجهه بين شعرها وهو يهمس بوعظة وحشتيني أوي ، أوي
كارمن وقد بدأت الدموع تتجمع في
مقلتيها : وانت واحشني جدا ياريان انا
آسفة
ریان : ششش ، متفكريش في حاجة ، أنتي في حضني وبس
ود سرقة دقائق معها ، ولكنها لم تشارك تجاوز كل ما حولها لتنسى من هي في أحضانه ، تشبثت به وغرزت أصابعها في قميصه لئلا يتركها .. ثم
هتفت
وبعدين ياريان !
ريان وهو يمسح على شعرها بحنو : أكيد
هنلاقي حل ، خليكي جمبي
أبتعد برأسه للخلف ثم ردد والحب يغمر عينيه
متبعديش ، خليكي واقفة معايا ، أنا مش هحارب لوحدي .. وملناش ذنب فـ أي حاجة قديمة بينهم كارمن وهي تهز رأسها بالموافقة : حاضر رفع كفيها وأغرقهما تقبيلا .. وما بقى تركة لعينيه ، حيث أشبع عيناه برؤيتها عقب ليلتين بائستين لم يراها بهما. قصت عليه ما علمته من أمر العداوة القديمة بينهما ، وإصرار والدها على عدم إتمام زيجتهم بفضل والده ... ف إزداد حنقه عليه وتمسك بالأمر الأكثر
دقائق مرت كاللحظات ، وحان وقت
ذهابها على أمل أن يراها مرة أخرى
ولجت كارمن للقصر لتتفاجأ بوالدها
واقفا أمامها بصلابة ، ويحدجها بنظرات
مخيفة لم ترها على والدها من قبل..
ومن خلفه يقف قصي بهدوءه المعتاد ، أجفلت بصرها بإستحياء منه ، وحاولت
أن تنطق بلسانها الثقيل و:
آ.. انا
جلال بنبرة حازمة : قابلتيه !
كارمن وقد صدر عنها تنهيدات مريرة :
اه.. اه
منه وانفلتت زمام أعصابه : بتعصيني !
بتخالفي كلامي يا كارمن
كارمن وقد بدأت تثور على تعند والدها : بابي أنا بحبه ، من فضلك تفهمني وتحس بيا
أقترب منها جلال على حين غرة ، وجذب رسغها بعنف وهو يقبض عليه
بقسوة ، ثم صح فيها:
وأنا قولت لأ ، الواد ده لا
كارمن وهي تتلوى لتسحب ساعدها من يده : أنا من حقي أختار حياتي زي ما انا
عايزاها ، محدش ليه الحق ده غيري
صدمها بصفعة على وجهها جعلت خيط من الدموع ينسال على وجنتيها غير مصدقة ما حدث للتو .. هذه المرة الأولى التي يقوم فيها جلال بضرب إبنته أو معاملتها بهذا الشكل .. نظرت إليه غير مصدقة ، بينما وقف قصي حائلا بينهما وهو ينظر نحو جلال قائلا بإعتراض جلي
- عمي ! دي كارمن
جلال وهو يمد يده نحوها : هاتي موبايلك ، ومفتاح عربيتك .. مفيش حركة هتتحركيها من غير علمي
ياعمي ....
جلال وهو يشير إليه بكفه ليصمت :
متدخلش ، سيبني أتصرف مع بنتي أخرجت كارمن هاتفها من جيب بنطالها ، ومفاتيح سيارتها أيضا .. ومدت يدها بهم لوالدها الذي التقطهم سريعا ، ثم راحت تركض لتبتلع المسافات بينها وبين غرفتها .. في حين نظر قصي بإستنكار له وهو يردد
دي أول مرة أشوفك في الحالة دي معاها
جلال وقد بدأ داخله يؤلمه : غصب عني ، لازم الموضوع ده يتقطع من جذوره
قصي وهو يهز رأسه رافضا أسلوبه :
مش بالشكل ده ، من فضلك تديني
الموبايل والمفاتيح
جلال وقد أنعقد ما بين حاجبيه بضيق : الأولية
قصي : عمي ، سيبني أخلص الموضوع ده بطريقتي من فضلك .. صدقني وثق
فيا
كانت أنفاسها تتبادل الأدوار بصعوبة ما بين شهيق مختنق وزفير متألم .. والبكاء
في وسطهم ،
هي لا تصدق تغيير والدها معها بهذا
الشكل الكبير ، غرق وجهها في دموعها
وحبات عرقها .. ولم تجد سبيلا للخروج من تلك المعضلة التي وقعت هي وحبها ضحيتها ، وأثناء ذلك .. ولج إليها قصي عقب أن طرق الباب عدة طرقات ، لتنتفض من مكانها سريعًا وتنظر نحوه
بإزدراء ، ثم صرخت فيه: لو سمحت تطلع برا
قصي وهو يمد يده إليها بهاتفها : أنا جاي أساعدك ، موبايلك أهو
كارمن وهي تشيح بوجهها عنه : مش عايزة منك انت مساعدات ، سيب الزفت واطلع برا
أنا مكنتش أعرف إنك بتحبيه أوي كدا ، لو كنت أعرف كنت هبعد عن طريقك من أول لحظة
:. كارمن ...
قصي وهو يقترب منها : كارمن ، حبي ليكي بيجبرني أمد ليكي أيدي ، ومستعد أقف معاكي واساعدك لحد ما تتجمعوا سوا
التفتت كارمن لتنظر نحوه غير مصدقة ما يتفوه به ، بينما نطق هو ليدعم موقفه ب
أنا بحبك ، وسعادتك عندي تساوي كنوز الدنيا كلها ، بإشارة واحدة منك ، اهد
الأرض دي ، وبإشارة برضو هتلاقيني في ضهرك
كارمن وقد بدأت تصدق حديثه
مش هينفع ، آ ...
قصي وهو يمنع ليقف أمامها مباشرة : هينفع ، كفاية أكون جمبك وانتي مبسوطة مع غيري ، هديتي إنك تضحكي في وشي وتبصيلي برضا مرة واحدة ملعون هذا الحب الذي أمامك تتمنى سعادة من تحب وإن كان مع غيرك تكاد تكذب أذنيها !
كيف له أن يعشقها هكذا ويعرض عليها المساعدة من أجل الوصول لحبها
أطرقت رأسها بتفكير ، فلم يخطر بمخيلتها إنه يخادعها من أجل كسب الوقت الذي سيجعله يتمكن من عمل فجوة بينهما فيه ...
تنهدت بضيق بينما كان يُرضي هو شغف عينيه برؤيتها ، وصل حبه حد المرض بها .. أجل ، مريض هو بحبها.
ولج جلال في هذه اللحظة ليكتشف هدوء ثورة إبنته .. فأرتدى قناع القسوة المزيف وهو يقول:
بعد يومين في مناقصة ، هتحضريها معايا
كارمن وهي تخفض رأسها بتهذيب
حاضر
قصي وهو يغمز له بعينيه : أكيد مش يا عمي! هيهون عليك كارمن تفضل زعلانة
أبتعد قصي خطوات ليتقدم " جلال " ،
رواية
طوق ذراعي ابنته بعاطفة وهو يقول بصوت خفيض
كارمن ، أنا مش مصدق إنك بقيتي تعارضيني وتقفي قدام قراراتي !
كارمن وقد بدأت الدموع تتسلل لعينيها
من جديد : بابي أنا ....
جلال وهو يمسح على وجهها بحنو : أنا
عايزة تتجوزي واحد هيفضل خيال أمك واقف بيني وبينه لحد ما اموت
جلال متابعًا بنبرة دافئة : مينفعش يابنتي ، حتى لو ملهوش ذنب
وايه)
ربت على ذراعها وهو يتابع: 1 بكرة تعرفي وتشوفي بنفسك ، إنه لو أتحط في خيار بينك وبين أهله هيختار أهله
كارمن وقد أثار حديث والده شاغل ........يرها
ضمها لأحضانه وهي يتنهد بأسى ، بينما أوماً قصي برأسه وكأنه يحثه على متابعة ما يقوم به..
ثم خرج عن الحجرة ليمسك بهاتفه ويطلب الإتصال بأحدهم ، فجاءه الصوت
..... المقابل و
رواية
ألو ، عرفت شركة النعماني داخلة المناقصة ولا لا ؟
أنفرج ثغره بـ إبتسامة متحمسة وتابع :
جميل ، لا خلاص دورك خلص أغلق هاتفه ليدسة في جيب بنطاله ،
ونظر أمامه بعقل منشغل يفكر في كيفية
الأمر .. غمغم بخفوت وقد راق له ما جال بمخيلته:
ياترى بقا هتقف مع مين ياروميو ؟
أكيد مش هتسيب أبوك لوحده ! ساعتها
بس كارمن هتفكر فيك بشكل تاني