رواية مالم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم عائشة الكيلاني

 

 

 

رواية مالم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر بقلم عائشة الكيلاني

_ايه دا يا أدهم؟ دا مش حقيقي صح؟ قولي إن دا مش حقيقي...قولي إنك مش أبو يارا الحقيقي يا أدهم!

تحدثت بينما تصر*خ فيه بغ*ضب ليحني وجهه ناحية الأرض قبل أن يجيب:

_للأ*سف....دي الحقيقة، يارا تبقى...بنتي.

نظرت إليه بعدم تصديق قبل أن تنخرط في ضحك هستير*ي، ظلت تضحك بصوت مرتفع حتى انها*رت على الأرض أخيراً و تحولت ضحكاتها إلى بكا*ء و نح*يب.

اقترب منها ليحاول تهدئتها لكنها صر*خت فيه ما إن لاحظت اقترابه:

_اب*عد....اب*عد عني، إياكش تقر*ب!

_يمنى اسمعيني، أنا مكنتش أقصد أعمل كدا، أنا....

قاطعته متحدثة:

_دا أنا..أنا اللي في يوم كان عندي أحلام، أنا اللي في يوم حطيت راسي على المخدة و أنا بتخيل مستقبل جميل، أنا في يوم من الأيام كنت شخص طبيعي...

_يمنى...

_اخر*س! انت د*مرت حياتي و سر*قت طفولتي، حملتني مسؤ*ولية طفلة كنت بعا*ني كل يوم عشان أوفرلها أساسيات الحياة و انت كنت فين؟ قاعد بتلعب و عايش حياتك زي ما انت عايز...

_بس يا يمنى أنا....

_أنا مش عايزة أسمع صوتك....

رفعت وجهها لتنظر إليه قبل أن تنهض لتكمل:

_مش عايزة أسمع صوتك يا أدهم و لا أشوفك، أنا حاسة بالاشمئز*از منك، حاسة اني عايزة أر*جع...كل شئ متعلق بيك بقى مقر*ف و مث*ير للاشمئز*از....

_بصي يا يمنى أنا عارف إنك..

_لا، انت مش عارف حاجة، إياكش تجرؤ تفكر إن يارا بنتك! يارا بنتي أنا بس...أنا اللي اتط*عنت في شر*في بسببها و مع ذلك اخترت أحتفظ بيها، أنا اللي كنت مر*مية في الشار*ع و أنا حا*مل فيها و مع ذلك استحملت وشلتها، انا اللي اتضر*بت كل يوم و اتعا*يرت بيها و مع ذلك حبيتها، أنا...أنا أمها، و انت ولا حاجة بالنسبالها فاهم!

ألقت الورقة في الأرض بعد أن قامت بتمز*يقها، مسحت دمو*عها ثم تخطته إلى خارج الغرفة.

نادى عليها بينما يراها تسير مبتعدة و تمسك بيد يارا:

_يمنى! رايحة فين؟!

_ملكش دعوة رايحة فين، انت آخر واحد ليه علاقة بيا.

تنهد أدهم بنفا*ذ صبر قبل أن يقترب منها و يفعل شيئاً كان يعرف جيداً أنه سيند*م عليه فيما بعد، لكنه رأى أن سلامتها هي أولويته في الوقت الحاضر.

قام بحملها على كتفه لتصر*خ بفز*ع:

_بتعمل ايه؟ نزلني....انت مش سامع بقولك ايه؟ نزلني حالاً!

كانت أروى تراقبهم بخو*ف بينما بدأت يارا بالب*كاء، تأوه أدهم بملل قبل أن ينزل يمنى في غرفته و يغ*لق عليها بالمفتا*ح من الخارج ثم التفت ليوجه حديثه إلى الأطفال:

_متخا*فوش، طنط يمنى تعبا*نة و محتاجة تستريح شوية، عايزين حاجة حلوة؟

طالعه أنس الذي كان واعياً بما يجري نسبياً بحاجب مرفوع بينما استمرت يارا في الب*كاء:

_أنا مش عايزة حاجة حلوة، أنا عايزة ماما...

حملها أدهم ليقوم بمسح دمو*عها متحدثاً:

_حاضر، أول ما ماما تستريح هجبهالك علطول، ماشي؟

نظرت إليه الصغيرة بحيرة من أمرها قبل أن تقرر الاستسلا*م في النهاية، أومأت برأسها ليمسك أدهم بيد أروى و يتبعهم أنس في صمت إلى الأسفل.

أدخلهم أدهم إلى السيارة و من ثم قاد بهم نحو شقة أيوب و عندما وصلوا تأكد من وضع كل من أروى و يارا في الفراش قبل أن يخرج و يجد أنس لا يزال في الصالة لذا تحدث:

_أنس، أنا عارف إن يارا و أروى مت*عبين بس حاول تاخد بالك منهم لغاية ما آجي، ماشي؟

تحدث أنس بينما يراقبه و هو يأخذ مفاتحيه و يلتف ليغادر:

_و انت رايح فين؟ راجع لطنط يمنى؟

توقف أدهم ليطالعه قليلاً قبل أن يجيبه:

_هيفرق معاك أنا رايح فين؟ اسمع الكلام و متحاولش تتدخل في مو*اضيع الكبا*ر، لما تصحى يارا و تسأل على مامتها قولها ان عمو أدهم راح يجيبها...

__________________

_أدهم، افتح الباب...عارفة انك برا و سامعني، افتح الباب بقولك...

كانت تضر*ب باب الغرفة بقب*ضتيها و قدمها بغ*ضب بينما تستمر في الصر*اخ، منذ سمعت صوت قفل باب الشقة يفتح هي لم تتوقف عن الصر*اخ و مطالبته بتحر*يرها، تحدث أدهم بينما يقف على الجانب الآخر من الباب:

_مش هفتحه لغاية ما تهدي عشان نعرف نتكلم.

_أنا مش عايزة أتكلم، هنتكلم في ايه؟ الكلام معاك خلص خلاص افتح الباب!

_عايزاني أفتحه عشان تروحي فين؟ هترجعي شقتك تاني؟ قولتلك ياسر هيح..

قاطعته في ثو*رة:

_ملكش دعوة هروح فين، و ياسر اللي انت بتتكلم عليه دا انت أح*قر منه بمليون مرة.

_معاكي حق، أنا أح*قر منه و مع ذلك مش هسيبك ترجعي تاني.

_يعني مش هتفتح الباب؟

_لا مش هفتحه.

_كدا؟ طيب ماشي، أنا هوريك هعمل ايه...

أنهت حديثها ليسمع أدهم صوت تك*سير الأشياء داخل الغرفة لكنه لم يأبه لذلك إلا بعد أن سمع صوت زجاجٍ ين*كسر و صر*خة متأ*لمة لذا هرع ناحية الباب بسرعة و قام بفتحه.

كانت يمنى تجلس على الأرض و تغلق عينيها بأ*لم بينما تض*غط على كفها بيدها الأخرى، إلى جوارها زجا*ج المرآة المكسو*رة و الدما*ء تس*يل في كل مكان من يدها.

انحنى أدهم ليجلس إلى جوارها، مد يده ليتفقد كفها لكنها ما إن أحست بوجوده حتى سحبت قط*عة زجا*ج حا*دة من على الأرض و و*جهتها نحوه بتهد*يد:

_لو مسيبتنيش أط*لع هتحصل حاجة مش كو*يسة صدقني...

تنهد أدهم بينما يقترب منها أكثر متحدثاً:

_مش هس*يبك تط*لعي يا يمنى قبل ما تسمعيني.

_قولتلك مش عايزة أسمعك و متقر*بش أكتر أحسنلك لإما....

_لإما هتعملي ايه؟ لو فاكرة إنك هتقدري تعمليلي حاجة بح*تة الإز*از اللي في يدك دي تبقي غلطانة.

ابتسمت يمنى بجانبية قبل أن تنز*ع خمارها لتضع س*ن الزجا*جة المدبب على عر*ق رق*بتها متحدثة:

_مش هقدر أعمل حاجة ليك، بس هعمل في نف*سي....

تفاجئ أدهم من صنعها ليتراجع على الفور بينما يتحدث محاولاً إثنائها عما تنوي فعله:

_طيب خلاص ه...هسيبك تطلعي بس سيبي الإز*از من يدك...

_ابعد عن باب الأوضة لإما صدقني مش هتردد أعملها...

تحدثت بينما تض*غط بق*طعة الز*جاج على ر*قبتها أكثر لتخرج بضع قطر*ات د*م.

_ط..طيب، أديني بعدت أهو تقدري تعدي بس أرجوكي نزلي الإز*ازة من يدك...

تنقلت يمنى بنظراتها بين باب الغرفة المفتوح و أدهم الذي يقف بعيداً و يرفع يديه في الهواء باستسلا*م، ترددت قليلاً قبل أن تنزل قع*طة الزجا*ج و تنهض لتجري بسرعة ناحية الباب و ما إن أوشكت على عبوره حتى تفاجئت بأدهم يس*حبها من معصمها و يلو*يه للخلف قليلاً مما أج*برها على التأ*وه بأ*لم و إسقاط قط*عة الزجا*ج منها.

سحبها إليه قبل أن يتحدث:

_كان لازم أخمن من البداية إنك مجنو*نة و ممكن تعملي حاجة زي كدا.

ز*مجرت بغ*ضب بينما تحاول الإفلا*ت منه لكنه أح*كم إمسا*كها بينما يج*رها خلفه إلى الداخل مجدداً و يغلق باب الغرفة خلفهما.

___________________

الساعة الثانية ظهراً في منزل أيوب:

_فرحانين كدا؟ خلصتوا و لا لسه؟!

تحدث أنس بينما يحاول النهوض من على الأرض قبل أن تسحبه يارا ليجلس مجدداً و تتحدث بتحذ*ير:

_متقومش، لسه مخلصناش!

تأوه أنس بملل بينما يعود للجلوس مكانه مجدداً، لقد كان يجلس هكذا منذ نصف ساعة بينما تقوم كل من أروى و يارا بتصفيف شعره و وضع أنواع دبابيس الشعر المختلفة فيه.

_ايه رأيكم تسرحوا شعر بعض أحلى؟

نفت أروى برأسها بينما تجيبه:

_شعرك لونه أصفر و لايق مع التوك أكتر.

لم يتمكن أنس من الإعتراض خشية أن تتذكر يارا أمر والدتها و تعود للبكا*ء مجدداً.

مرت خمس دقائق أخرى قبل أن تنتهيا أخيراً و تناوله أروى مرآة صغيرة ليستطيع رؤية نفسه فيها.

ما إن طالع أنس شكله في المرآة حتى توسعت عينيه بذهول، لقد حولا شعره إلى كار*ثة بالمعنى الحرفي، ابتلع بينما يراهما تتطالعناه برجاء أن تعجبه التسريحة المفترضة، لذا كا*فح ليرسم ابتسامة على وجهه بينما يتحدث:

_ا..ش..شكله جميل، تسلم إيديكم، أنا هروح بقى أرج...

_لا لسه هنعمل تسريحة تاني!

تحدثت يارا ما إن لاحظت أنه على وشك النهوض ليعود للجلوس مجدداً باستسلا*م بينما يدعو أن يعود أدهم قريباً و ينق*ذه منهما.

____________________

استيقظت يمنى ظهراً بسبب أشعة الشمس التي تعا*مدت على وجهها.

فتحت عينيها بصعو*بة بينما تعيد استرجاع أحداث الأمس في ذاكرتها سريعاً، لقد حاولت الهر*ب قبل أن يمسك بها أدهم و يعيدها للداخل مجدداً، حاولت ضر*به و التحر*ر منه مراراً قبل أن يج*برها على ابتلاع ح*بة ما لتف*قد الو*عي مباشرة بعد ذلك.

بدأت بالتلفت حولها في أرجاء الغرفة بق*لق، نظرت نحو يديها لتجدها مضمدة بعناية، طالعت باب الغرفة لتجده مفتوحاً و لا أ*ثر لأدهم في أي مكان لذا نهضت عن الفراش لتسير ببطئ ناحية الخارج لكنها و قبل أن تعبر من عتبة الباب تفاجئت بشئ ما يع*يق تقدم قدمها اليمنى، رفعت الثوب لتوسع عينيها بذهول عندما رأت سل*سلة حد*يدية تحيط كا*حلها و نهايتها مث*بتة في قدم السرير الخشبية!

_________________

النهاية،،،

هه بهزر طبعاً ، البارت كان طويل جداً فاتضطريت أقسمه عشان يتقبل، لو لقيت تفاعل كبير هنزلكم الجزء التاني منه بكرا بدري و لو لقيته قليل زي بتاع امبارح كدا هنزله في نفس المعاد المتأخر بالليل و خلاص🙂


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×