رواية خلف قضبان القلوب الفصل السادس عشر بقلم ميمي عوالى
زهرة : طب ارجوكى اهدى ، الدكتور لو جه دلوفتى و شافك بالشكل ده هيضطر يديكى حقنة تنيمك من تانى
بدر برفض : لا .. مش عاوزة انام ، خايفة انام و اصحى الاقينى كنت بحلم 🥺
سوزان ببكاء من بين احضانها : مش حلم يا ماما ، انا اهو بين ايديكى ، و هنفضل العمر كله سوا و مش هنفترق تانى ابدا
لتضمها بدر اليها مرة اخرى و هى تنظر ليونس و تقول : انت يونس مش كده ، وقت ما حصل اللى حصل .. كنت تقريبا اكبر من نور بكام شهر
يونس بابتسامة هادئة : حمدالله على السلامة يا مراة عمى
بدر برفض : مابقيتش مراة عمك
يونس بتردد : انا اسف ، مش قصدى
بدر باعتذار : انا اللى اسفة يا ابنى حقك عليا ، بس مش عاوزة اسمع سيرته بعد اللى عمله فيا
فاطمة : المهم انك وسطينا دلوقتى يا بدر ، انسى كل اللى فات و خليكى معانا هنا
بدر : هى نور عرفت مكانى ، ما جاتش معاكم ليه ، زعلانة منى ، ماقولتولهاش انه غصب عنى ، ماقولتولهاش انى ماكنتش اعرف ان هى و اختها بخير
زهرة و هى تزدرد لعابها بصعوبة : بصى يا ماما .. انا قلتلك ان اخواتى ماحصللهمش حاجة زمان زى ما بابا فهمك ، لكن نور ..
بدر برهبة : مالها نور يا زهرة
يونس : نور كانت مراتى و حب عمرى كله
بدر بترصد : كانت .. يعنى ايه كانت .. طلقتها
يونس : كان اهون عليا انى اطلق روحى و لا افارقهاش ابدا ، بس نور …
لتتلقف منه زهرة الحديث و اكملت قائلة : نور ربنا ما كتبلهاش تفضل فى الدنيا لحد دلوقتى يا ماما
بدر بشهقة صدمة و هى تضع كفها فوق شفتيها برهبة : ماتت
فاطمة : الله يرحمها.. بس سابتلك حتة منها .. همس بنتها و بنت يونس
بدر بدموع و استيعاب : ايوة صح .. زهرة قالتلى قبل كده ان البنت اللى بتشتغل معاها مامتها ماتت ، طب هى فين ، ماجيبتوهاش معاكم ليه
زكريا : ايه يا خالتى ، هو انتى فاكرة انك هتفضلى هنا العمر كله و اللا ايه ، انتى خلاص قرار الافراج عنك طلع ، و كمان الدكتور بيقول انك الحمدلله اتحسنتى خالص ، فقلنا الولاد يتعرفوا عليكى فى البيت احسن من المستشفى
بدر : ولاد .. هى همس ليها اخوات
زكريا : انا اقصد ولادى انا كمان ، انا عندى ولد وبنت ، و هم كمان مستنيين وصولك البيت عشان يتعرفوا عليكى زى همس تمام
بدر و كأنها تريد التأكد مما سمعته : مستنيينى انا فى البيت ، بيت مين
فاطمة : بيتى يا بدر .. بيت ابراهيم الخياط اللى ولادك كبروا و اتربوا فيه طول عمرهم
بدر : كبروا و اتربوا فى بيت عمهم ، طب ليه ، هو ابوهم …
فاطمة : ابوهم مات يا بدر
بدر : مات!
فاطمة : ايوة .. مات من سنين طويلة اوى ، بعد موضوع طلاقكم يمكن بسنة تقريبا
بدر بصدمة : يعنى حرمنى منهم و كمان هم كمان اتحرموا منه ، يعنى ولادى طلعوا يتامى من غير لا اب و لا ام
فاطمة : يشهد ربنا انى كنتلهم ام و ابراهيم الله يرحمه كان لهم و نعم الاب ، و عمرنا ما فرقنا ابدا فى معاملتنا ما بينهم و بين ولادنا
سوزان بتأكيد : حقيقى يا ماما ، انا طول عمرى ماعرفتليش ام غير ماما فاطمة ، و عمرى ما حسيت فى يوم من الايام انها مش امى الحقيقية
عمرها ما حرمتنا من حاجة و لا قالت لنا على حاجة لأ الا لو فيها ضرر لينا ، و عمرها مافضلت علينا مريم ابدا ، و عمى كمان الله يرحمه كان لنا و نعم الاب و الصاحب ، و كان فيه حنية الدنيا ، ولولا ان اسمه غير اسم ابونا اللى في البطاقه و شهادة الميلاد .. ما كناش نعرف انه مش ابونا
بدر بتأثر : انتى هتقوليلى يا بنتى ، الله يرحمك يا ابراهيم ، كان و نعم الاخ و السند ، الله يرحم ابوكى و يسامحه ، هو اللى وصلنا لكل ده بعمايله
فاطمة : انما يا بدر .. وقت ما حصل اللى حصل ، ماحدش فينا ابدا كان يعرف انك حامل
بدر : و لا انا نفسى كنت اعرف يا فاطمة
فاطمة : يعنى منير كمان ما كانش يعرف
بدر : لا
فاطمة بدهشة : ازاى الكلام ده
بدر : هحكيلك
زهرة : ممكن قبل ما تحكى تقوليلى انتى اتجوزتى بابا ازاى ، انا كمان عرفت ان اختك اللى تبقى مامة زكريا .. كانت متجوزة باباه ، اتجوزتوهم ازاى و فين اهلكم ، انا اكتشفت انى ما اعرفش عنك حاجة خالص ، قضيت عمرى ما بينك انتى و بابا حامد من غير ما اشغل نفسى بالكلام ده
بدر بشرود و هى تعود بذاكرتها لاعوام طويلة مضت : هحكيلك
انا و خالتك كنا من كفر الشيخ ، كنا غلابة اوى ، من اللى بيقولوا عليهم بيكملوا عشاهم نوم ، و ما كانلناش حد بعد ربنا ، ابونا كان اكبر من امنا بسنين ياما مانعرفش عددها ، و مات و سابنا ليها و احنا قطط مغمضة
امنا شقيت علينا ياما ، كانت بتشتغل فى كل حاجة ، بتنزل فى الغيطان باليومية ، و بتخبز و بتخدم و بتغسل ، عشان تقدر تاكلنا و تكسينا و تعلمنا كمان ، انا و خالتك سيادة اخدنا دبلومات بالعافية ، لكن جدتكم كانت طايرة بينا من الفرحة ، بس امى صممت اننا مانشتغلش ، كانت خايفة علينا لا حد يطمع فينا اكمننا غلابة و مالناش ضهر
بس من كتر الشقى و الهم .. ماعمرتش كتير ، المرض ركبها و ماسابهاش غير اما ماتت ، و سابتنا و كانت سيادة عمرها بتاع تسعتاشر سنة ، و انا كنت عشرين ، ما انا كنت الكبيرة
وقتها .. كان كبير بلدنا يبقى محمود الخياط الكبير
يونس : ده جدى الله يرحمه
بدر : ايوة هو .. الله يرحمه ، لما امنا ماتت ، صعبت عليه انا و سيادة و اخدنا شغلنا عنده فى المخزن بتاعه ، خلانا انا و سيادة نساعد البشكاتب بتاعه و عمللنا اجرة كويسة كانت ساترانا و مكفيانا ، و فضلنا ماشيين جنب الحيط لحد ما منير ابنه نزل البلد اجازة ، ماهو كان ايامها فى الجامعة فى اسكندرية عشان ياخد الشهادة الكبيرة هو و ابراهيم اخوه
ابراهيم اخد الشهادة و اتخرج ، لكن منير سقط .. رغم ان هو الكبير ، لكن كان مجنن ابوه من كتر عمايله و فضايحه اللى كانت سيرتها مسمعه فى البر كله
و لما نزلوا البلد .. منير شافنى و ابتدى يترصدلى و يعاكسنى و يشاغلنى ، و للامانة .. قدر يشغلنى بكلامه الحلو اللى لف دماغى بيه
بس كان فاكرنى لقمة سهلة و هيقدر ياخد غرضه منى بالساهل ، لحد ما فى يوم كنا فى الشتا و الرجل هادية بسبب المطر و البرد ، بس انا كان عندى شغل كتير
البشكاتب سابنى اراجع الحسابات و راح يسلم فلوس للحاج محمود مع الغفير ، و سيادة يوميها كانت عيانة و ما جاتش معايا الشغل
و فى وسط ما انا مشغولة فى شغلى .. بصيت لقيت منير قدامى فجأة ، و قعد يسمعنى فى كلامه المعسول ، و و انا وسط كسوفى و سرحانة فى كلامه .. لقيته بيمد ايده ناحيتى فجأة و بيمسكنى ، و لما لقانى ببعد عنه و بحاول ابعده عنى ، ابتدى يتهجم عليا و قطعلى هدومى ، كان فاكرنى هضعف و هخاف من الفضيحة ، بس ما كانش عامل حسابه انى هصرخ و ازعق بكل قوتى ، و هو كمان لما لقى كده اتخض .. و حاول يكتم صوتى بعزم ما فيه لدرجة انه كتم نفسى لحد ما اغمى عليا بين ايديه ،
و من خضته و خوفه .. فكرنى موتت .. جرى بعزم ما فيه و سابنى مرمية مكانى من غير حتى ما يحاول انه يتأكد ان كنت عايشة و اللا ميتة
و اما البشكاتب رجع و لقانى مرمية على الارض و هدومى متقطعة ، ساب الغفير جنبى و رجع جرى على الحاج محمود ندهله و جابه و رجع بيه من تانى ، ماهو كمان فكرنى موتت و حب يستشهد بالحاج عشان ينفى التهمة عن حاله
الحاج هو اللى عرف انى عايشة ، فوقنى و هدانى ، و سألنى على اللى حصل ، فى الاول خفت احكيله لا مايصدقنيش ، و اللا يطردنى انا و سيادة من الشغل
لكن الفرج جالى من عند ربنا فى لحظة واحدة من ابراهيم .. لما لقيته جاى علينا و بيقول لابوه بقلق انه شاف منير و هو راجع من ناحية المخزن و هو زى ما يكون خايف من حاجة و سال عن اللى حصل
وقتها الحاج بصلى بصة حسيت منها انه فهم كل اللى حصل من غير ما اتكلم
و طلب من الباشكاتب انه يخرج برة هو و الغفير وسألنى و قاللى ..
فلاش باك
محمود : قولي لي يا بدر وما تخافيش ، مين اللي عمل فيكى كده
لتنظر له بدر بارتباك و دموع وهي تزدرد لعابها بخوف ثم قالت : ما انا لو قلت لك هتقطع عيشى ، وانا محتاجه الشغل ، و انت عارف ظروفي انا وسياده اختي .. احنا غلابه وما لناش غير ربنا
محمود : قلت لك قولي لى مين اللي عمل فيكى كده وما تخافيش انا معاكي
بدر بتردد : سي منير ، بس و الله انا ما ليا ذنب ، و لما حاولت بكل قوتى انى ابعده عنى قطعلى هدومى ، و لما لقانى صرخت بعزم مافيا .. كتم نفسى لحد ما وقعت و مادريتش بالدنيا كلها
محمود بغضب كامن : ااه منه الكلب ده
ابراهيم و هو يحاول تهدئة ابيه : اهدى بس يا بابا بالراحه كل شيء وله حل
لينظر محمود الى بدر ويقول : تروحي على بيتكم وعاوزك انتى وسياده تبقوا عندي في البيت بكره الصبح ما تجوش الشغل .. تيجوا على عندي في البيت على طول قبل عشرة الصبح الاقيكم عندي مفهوم
بدر بتوسل : جنابك وعدتني انك ما تقطعش عيشنا
محمود : وانا قلت لك ما تخافيش ، المهم ان الاقيكى عندي بكره انتى واختك .. يلا روحي دلوقتي ، ثم قال باستدراك و هو يخلع عبائته و يمد بها يده اتجاه بدر : استني ، حطى دى عليكى تسترك ، و مش عاوز اللى حصل ده يطلع لمخلوق غيرنا .. مفهوم
لتلتقطها بدر و تضعها عليها و تقول بامتنان باكى : كتر خيرك ، و حاضر ، اللى تؤمر بيه هنفذه
محمود و هو ينادى الغفير بصوت عالى : روح مع بدر وصلها لحد دارها ، ماتسيبهاش لحد ما تدخل و تطمن عليها
و عند وصول بدر الى دارهم قابلتها سيادة ببعض الاعياء نتيجة مرضها و قالت بفضول : جيتي بدري يعني النهارده يا بدر ، وايه العباية اللي عليكي دي ، بتاعة مين
بدر بدموع : بتاعة محمود بية ، و تبدأ فى قص ما حدث على شقيقتها ، لتقول سيادة بذعر : يعني عمل فيكى حاجه ، قدر يعمل فيكى حاجه ، اوعى يكون اذاكى يا بدر وانت مش عارفه ، انتى متاكده ان هو ما جاش ناحيتك وانت مغمى عليك
بدر بايجاب : ايوة متأكدة ، بس انا خايفة دلوقتى لا ابوه يطردنا
سيادة باستنكار : ويطردنا ليه .. هو احنا عملنا حاجه ، يروح يربي ابنه ، ابنه هو اللي قليل الربايه والدين ، اللي يفكر يعمل كده في اي بنت يبقى ما بيخافش ربنا ، و يبقى ابوه هو اللي ما عرفش يربيه
بدر : لا يا سيادة ، الشهادة لله محمود بية راجل امير ، حتى ابنه ابراهيم مؤدب و اخلاق
حتى منير ، عمرى ماشفت منه حاجة عفشة غير النهاردة ، كان دايما لسانه حلو معايا
سيادة بسخرية : لسانه حلو و نيته سودة ، ربنا ينتقم منه
بدر : ربنا يهديه
سيادة بذهول : انتى بتدعيله بعد كل اللى عمله ده ، اوعى تكونى متشعلقة بيه
لتخفض بدر عينيها ارضا و هى تبكى بحسرة ، فتتقدم منها سيادة و تضمها بحنان و تقول : مش انتى اللى كنتى دايما تقوليلى .. اللى يحاول يكسرك دوسى عليه بمداسك ، احمدى ربنا انه مالحقش يأذيكى يا قلب اختك
بدر : الف حمد و شكر
سيادة : انا هروح احطلك البستلة على الوبور لجل تتسبحى كده و تفوقى على ما احضر لنا لقمة ناكلها سوا ، و ما تقلقيش من حاجة ، ان شاء الله ربنا مش هيسيبنا
اما بمنزل محمود فما ان عاد بصحبة ابراهيم حتى دلف الى حجرة منير و هو يناديه بحدة ، فوجده يجلس برهبة و ترصد ، فقال محمود بغضب : هو انت مش ناوى تعقل ابدا و تبقى راجل ، ايه العملة المهببة اللى زى وشك دى
منير بانكار : انا ما عملتش حاجة
ليقترب محمود من منير بغضب و يجذبه بقوة من ملابسه و يقول : ماعملتش حاجة برضة .. عاوز تضيع مستقبلها و شرفها و تبقى ماعملتش حاجة يا ندل يا 🐕
منير بنفى و خوف : انا مالمستهاش ، اقسملك انى ماعملتش فيها حاجة ، اول ما وقعت سيبتها و مشيت و ماقربتلهاش ، قلتلك ماجيتش ناحيتها
منير بترصد : كل ده و ماجيتش ناحيتها يا واطى ، و لو ما كانتش صرخت كنت ناوى تعمل ايه
منير بتردد : ااانا بس كنت بتكلم معاها ، فيها ايه دى
ابراهيم بامتعاض و هو يحاول افلات يد محمود من فوق أخيه : و هو اللى بيتكلم بيتكلم بطريقتك دى برضة يا منير
منير و ما ان ابتعد غن قبضة ابيه : انتو مكبرين الحكاية اوى كده ليه ، ايه يعنى ، انتو ناسيين انها بتشتغل عندنا و لحم اكتافها من خيرنا
محمود بحدة و استنكار : خيرك ! هو فين خيرك ده ، ياخى نفسى اشوفك مرة واحدة تفلح فى حاجة ، انما انت لا نافع فى دراسة و لا نافع فى شغل ، لا و انا اللى صدقتك اما قلتلى انك عاوز تنزل بنفسك تتابع الارض و الشغل ، اتاريك نازل تبصبص للبنات
منير بامتعاض : يووه بقى ، هو انت مش هتبطل تقطيم فيا كل شوية ، انا مابقيتش صغير على الكلام ده
محمود : فى دى عندك حق .. انت فعلا مابقيتش صغير ، و عشان كده قدامك اختيارين مالهمش تالت و تقوللى ردك حالا ، يعنى حتى ماعندكش وقت تفكر
منير بفضول و هو يختلس النظرات لشقيقه باستفسار عما ينتويه ابيه : اختيارين ايه دول
محمود بجمود : يا اما تاخد بعضك و تمشى من هنا و ما اشوفش وشك تانى لحد اما اموت ، و ماتطلبش منى مليم واحد حتى لو هتموت من الجوع
منير بذهول : انت بتطردنى يا بابا
محمود : مانا مش ناقص فضايحك اللى كل يوم و التانى بتتفنن فيها
ابراهيم : اهدى بس يا منير و اسمع بابا للاخر
منير بحدة : اسمع ايه تانى ، الا اول القصيدة عاوز يطردنى من البيت ، هيكون فاضل ايه تانى .. يسلمنى لعشماوى بقى
ابراهيم بمهادنة : برضة اسمعه للاخر و بعدين قول رايك
منير بامتعاض : ادينى سامع ، ايه بقى الاختيار التانى
محمود بحزم : احنا لحقنا البنت فى اخر لحظة و ربنا سترها لجل يسترنى انا كمان و ما اتفضحش على اخر الزمن
منير : و لما هى كويسة .. ايه بقى لزمة الدوشة دى كلها
ابراهيم بامتعاض : و بعدها معاك بقى ، يا اخى اسمع بابا للاخر اومال
منير بتهكم : اشجونى
محمود بامر : تكتب كتابك على بدر بكرة
منير بغضب : ايه التخريف ده ، على اخر الزمن اتجوز حتة فلاحة
محمود بغضب : بقى انا بخرف يا 🐕 ، و لما هى حتة فلاحة .. بتجرى وراها ليه ، و بتشاغلها ليه ، و اللا كنت فاكرها لقمة سايغة تتسلى بيها وقت ماتحب
انا قلتلك اللى عندى ، لو مش عاجبك انك تتجوزها بكرة .. قبل مايطلع النهار تكون مشيت و سيبت البلد كلها و تنسى نهائى انى ابوك او انك من عيلة الخياط
منير : بس ده ظلم
محمود : و اللى انت كنت عاوز تعمله فيها ده ما كانش ظلم ، انا رايح اصلى العصر فى اوضتى ، و على ما اخلص صلاة يا تيجى تقوللى انك موافق ، يا اخرج من اوضتى الاقيك مشيت من هنا و ماشوفش وشك لحد ما اموت
ليغادر محمود الغرفة تاركا وراءه منير يستشيط غضبا ، ليسرع ابراهيم بغلق الباب وراء ابيه و يلتفت الى منير قائلا بعتاب لاذع : انا نفسى اعرف دماغك كانت فين و انت بتعمل عملتك دى
منير بامتعاض : نقطنى بسكاتك انت راخر مش نقصاك
ابراهيم : طب ناوى على ايه
منير بغضب : هو ابوك سابلى حتى زاوية افلفص منها
ابراهيم : عموما يا منير البنت مش وحشة ابدا ، جميلة و هادية و طيبة ، و انت بنفسك كنت معجب بيها
منير : بس ماهياش لدرجة انها تبقى مراة منير الخياط ، دى بتشتغل عندنا و ماكملتش تعليمها كمان
ابراهيم : و هو انت يعنى اللى كملت ، على الاقل هى معاها شهادة
منير : انت هتعايرنى عشان انت نجحت و انا سقطت
ابراهيم : انا مش بعايرك ابدا .. انا بس بفكرك بحالك عشان ماتتغرش على البنت بزيادة
منير : لازم ابوك يفهم ان انا لو اتجوزتها بجد هسيبها هنا ومش هاخدها معايا مصر و لا اسكندرية ابدا ولا في اي حته ، هتفضل هنا في البلد مش هتخرج منها
ابراهيم : وليه يعني
منير : انت عاوزني اعرف صحابي عليها انها مراتي وهي حته فلاحه لا راحت ولا جت
ابراهيم بتنهيدة ممتعضة : مافيس فايدة فيك ابدا ، بس عاوز اقول لك ان لا انا و لا بابا هنوافق ابدا على كلامك ده ، و خصوصا ان سيادة اخت بدر هتبقى مراتى
منير بدهشة : يا نمس .. امتى حصل الكلام ده
ابراهيم : انا كلمت بابا عليها من كام يوم و هو رحب بالفكرة
منير باستغراب : و وافق كده على طول ، طب هيقول للناس ناسبت مين
ابراهيم : انت عارف انا بابا طول عمره مابيفرقش معاه الكلام ده ابدا
ليقترب ابراهيم من منير ويقول بشيء من الود الهادئ : اسمع يا منير .. بدر وسياده الاثنين يتامى وما لهمش حد ، و مؤدبين ومحترمين ، ما فيش زيهم كثير اليومين اللي احنا فيهم دول ، واديك شفت شلتك في الكليه عاملين ازاي
المفروض ان انت لما تتجوز تتجوز واحده تقدر تامنها على بيتك ومالك وعرضك ، واعتقد ان كل ده هنلاقيهم في البنتين دول ، اتقي الله فيها عشان ربنا يبارك لك ، وياللا .. بابا زمانه خلص صلاته ، روح اعتذرله وصالحه وقول له انك موافق على كتب الكتاب وشوف بقي هيحدد لنا ميعاد الفرح على امتى
منير : فرح ايه و كلام فاضى ايه ، الكلام ده مالوش لازمة
ابراهيم : ما لوش لازمه ازاي .. ده احنا ولاده الاثنين ولازم يفرح بينا ، والبلد كلها لازم تعرف ان سياده وبدر بقوا على اسامينا ، بابا بكره هيكتب كتابنا و البلد كلها هتعرف لما نحدد معاد الجواز
عودة من الفلاش الباك
بدر : لما رحت تاني يوم لمحمود الخياط فاجئني انه بيطلبني انا وسياده للجواز من ولاده الاثنين ولقيت سياده فرحانه ومبسوطه وبتشجعني انى اوافق وقالت لي ان ده كده اكثر حاجه ممكن ترد كرامتي بعد اللي منير عمله
يومها .. محمود الخياط كبر في نظري اوي رغم اني طول عمري كنت بحبه وبحترمه لكن احترامي ليه زاد وكبر بزيادة من موقفه معايا انا و سيادة
وقبل اذان العصر كنا كاتبين الكتاب والبلد كلها عرفت ، وتانى يوم الخياط الكبير اخدني انا وسياده جاب لنا حاجات كثير اوي ، فرحنا وما خلاناش محتاجين حاجه لحد ما تم الجواز
اول ما اتجوزت منير كان بيعاملني وحش اوي و كان على طول قاسي معايا وكلامه معايا ناشف وانا كنت بداري وما كنتش بحب ابين ، لكن في يوم ابوه سمعه وهو بيزعق لي وسمعني وانا بقول له انت ليه بتعمل معايا كده وعرف انه بيعمل معايا كده من يوم ما اتجوزنا ، و دى كانت تاني مره ابوه يقف قصاده عشاني ، بس المره دي كان القلم اكبر بكثير لما ابوه هدده انه لو فضل يعاملنى بالشكل ده .. هيكتب نصيبه في الميراث بالكامل باسمي ويسيبه على طول محووجلى
وقتها بس منير ابتدى يتعامل معايا كويس وابتديت احس انى فعلا متجوزه واني بني ادمه ، بس يافرحة ماتمت .. الصدمة كانت كبيرة اوى علينا كلنا ، لما سيادة ماتت و هى بتولد زكريا
وقتها نفسيتي تعبت اوي وتقريبا دخلت في اكتئاب و فضلت فتره ما بتكلمش و ما باكلش و ما بحبش اتعامل مع حد ولا اتكلم مع حد ، وللامانه وقتها منير اتغير و بقى حد ثاني خالص عن وقت ما اتجوزنا .. كان حنين .. بيراعيني و بياخد باله مني وشويه شويه ابتديت ارجع لحالتي الطبيعيه من تاني
و بعد ما عدى على موت سياده حوالي ست شهور وقتها الخياط الكبير طلب من ابراهيم انه يتجوز ، في البدايه .. ابراهيم ما كانش موافق وكان صعبان عليه زكريا عشان لسه صغير ، بس ابوه قال له ان الولد عشان لسه صغير محتاج ام تربيه وتاخد بالها منه ، وفعلا ابراهيم اتجوزك يا فاطمه .. على قد ما انا وقتها كنت زعلانه وحزينه ان في واحده جت بسرعه خدت مكان سياده الله يرحمها الا ان فاطمه كانت بالنسبه لي ونعم العوض ونعم الاخت ، وقدرت بطيبتها انها تكسب قلوبنا كلنا
لحد ما مات الخياط الكبير ، و صمم منير وقتها ان الميراث يتقسم بحجة ان هو و ابراهيم كل واحد يقدر يكيف حياته بطريقته
اتارى شلة الفساد اول ما سمعوا بموت ابوه جريوا اتلموا عليه عشان ياخدوا نصيبهم من التورتة و اللى فضلوا وراه اكنهم حالفين مايسيبوهوش الا و هم مخلصين عليها لاخر نقطة 😒