رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث و العشرون بقلم ميمي عوالى
زهرة : زكريا ضحى بنفسه .. ليه .. ايه اللى حصل
سوزان : دفن حبه بايده و قرر انه يتجوز ماجى لمجرد انه يريح عمى و يطمنه و يطمننا كلنا معاه 😒
زهرة بفضول : هو زكريا كان مرتبط قبل جوازه من ماجى
سوزان : ماكانش ارتباط بالمعنى المفهوم ، بس كان بيحب بنت من النادى و معجب بيها ، و كان خلاص هيفاتحها و يحدد معاد مع باباها عشان يتقدم لها ، لكن لما حصل اللى حصل رمى كل ده ورا ضهره و اتجوز ماجى
زهرة : و ده اللى خلاكى ماسافرتيش
سوزان بابتسامة : ده اللى خلانى اتقوى شوية
زهرة : مش فاهمة
سوزان : الحقيقة لما فكرت فى اللى زكريا عمله ، و قارنت بين حكايتى و حكايته .. لقيت اننا نفس الخيبة بس مع اختلاف التفاصيل ، بس زكريا اختار خيبته بايده
زهرة : بس انا مش شايفة ابدا ان اللى انتم عملتوه ده خيبة ، بالعكس .. دى قمة القوة
سوزان : ما اقصدش اللى عملناه ، اقصد كسرة قلبنا و خيبة املنا فى كل اللى بنيناه فى خيالنا و اتهد فى لحظة
بس فى يوم .. لقيتنى بلوم زكريا و بقول له .. ازاى تضحى بحبك و قلبك بالسهولة دى
زهرة : و قال لك ايه
سوزان : قاللى حبى ده ممكن اوى تحصل اى ظروف تخليه يموت او ينتهى زى مابيحصل فى حالات كتير اوى
لكن حبى لابويا اكبر من اى حب تانى ، حب ابويا هو اللى باقى ، لا ابويا هيبطل يحبنى ، و لا انا عمر حبى ليه و ليكم كلكم ما هيتغير مهما حصل
فقررت انى اعمل زيه بالظبط و صممت اخلى حبى لاختى اقوى من اى عاطفة تانية جوايا ، و حطيت قلبى ورا قضبان عريضة فى اوضة ضلمة
زهرة : و بعدين
سوزان : على ما يونس و نور اتجوزوا ، و زكريا و ماجى كمان اتجوزوا .. كنت خلصت سنة تالتة
زهرة : ياااه .. يعنى ما اتجوزوش على طول
سوزان : لا .. زكريا صمم ما يتجوزش غير بعد جواز يونس و نور بحجة انه مش عاوز ينشغل عنهم و هم بيحضروا لجوازهم
المهم .. مريم كمان اتجوزت
زهرة : هو صحيح .. ليه ماحدش بيجيب سيرة عيلة جوز مريم ابدا
سوزان : تقدرى تقولى كده ان حاتم مقطوع من شجرة زى ما بيقولوا
زهرة : طب اتقدم لمريم ازاى
سوزان : بعد جواز يونس و نور .. عرفت من ماما فاطمة ان مريم جايلها عريس ، حاتم كان زميل مريم فى الجامعة و كانت اتوسطت له عند عمى انه يشغله فى الشركة بعد ما اتخرج ، والده كان بحار و والدته ماتت و هو صغير ، و والده مات قبل ما يتخرج بحاجة بسيطة بعد ماخسر فلوسه كلها فى البورصة و بقوا على الحديدة
و الحقيقة عمى الله يرحمه كان دايما يقول عليه انه شاطر و شغال و ذكى
زهرة بدهشة : و عمى وافق عليه بظروفه دى
سوزان : عمى كان طيب اوى ، و حس ان مريم عاوزاه و هو كمان متيم بيها و ما بيتنيلهاش كلمه و لا رغبة .. يمين يمين شمال شمال فوافق و قال انا اللى يهمنى سعادة بنتى ، رغم ان زكريا مكانش موافق
زهرة : و يا ترى ليه
سوزان : مش لسبب معين ، بس سمعته مرة و هو بيقول لماما فاطمة انه مش بيستريح له
زهرة : و اتجوزوا
سوزان : ايوة ، بعدها مافضلش فى البيت مع عمى و ماما فاطمة غيرى ، صعبوا عليا اسيبهم انا كمان .. ففضلت لغاية ماخلصت الجامعة
زهرة : و بعدين
سوزان بخفوت : نور و يونس قرروا ييجوا يعيشوا مع عمى فى البيت الكبير عشان نور كانت حامل ، وقتها قررت انى اسافر ، و فعلا سافرت خدت الماجيستير و كنت بفكر افضل برة ، لحد ما كلمونى و بلغونى بخبر وفاة عمى الله يرحمه ، و كان لازم ارجع
و فضلت هنا فى مصر فترة لحد ما حصلت الحادثة بتاعة يونس و نور ، وقت ما اتعرفت على جثة نور من هدومها .. حسيت ان الدنيا كلها اسودت فى وشى
اختى اللى كانت بقيالى ماتت ، و حب عمرى اللى برغم انى سجنته ورا قضبان قلبى و قفلت عليه الا انى ماقدرتش ابدا اتحمل شكله وقت مافاق من الحادثة و عرف بموت نور
كانت حالته درب من دروب الجنو.ن و الانكار ، ما كانلوش لا حول و لا قوة ، كان عاجز حتى انه يعبر عن حزنه ، صورة دموعه و هو حابس نفسه قدام صورتها طول الوقت ماكانتش بتغيب عن عينى
وقتها قررت انى اهرب من تانى بحجة الدكتوراة ، و كنت خايفة ان ماما فاطمة تزعل منى ، لكن لقيتها بتقولى .. روحى يا بنتى ، يمكن مع الوقت ربنا يبعت الدوا لكل الجروح
كنت كل يوم بكلم زكريا و بتطمن عليهم و اعرف اخبارهم بالتفصيل ، و كنت بكلم ماما فاطمة و بتابع معاها تطور حالته و نصايح الدكتور بتاعه
لحد ما زكريا قاللى انه الحمدلله خرج من حالة الصمت اللى كان فيها ، و ان الدكتور قال انه لازم يخرج من الاوضة و لازم يغير مناظر و انه مش قادر عليه و لا عارفة يقنعه ، لا هو و لا ماما فاطمة
يومها قررت انى ارجع مصر و ان لازم يبقى لى دور اقدر اساعده من خلاله ، و لما بلغت زكريا على اللى بفكر فيه .. حذرنى
زهرة : حذرك من ايه
سوزان : من انى انجرح من تانى ، قال لى ان يونس لو كان حب نور زمان .. فحبه ليها ماقلش قيراط واحد ، و ان فوق حبه ده .. احساسه بالذنب من ناحيتها خلاه حاطط قلبه جوه قضبان و بيحاكمه و يجلده فى كل لحظة شايف صورة نور قدامه ،
قاللى مش هتتحملى
بس انا صممت و راهنت على تحملى ده ، و قلت له انى عاوزة اساعد يونس انه يرجع زى ماكان .. من غير ما افكر لحظة واحدة انه ممكن يبقى ليا فيه نصيب فى يوم من الايام
مش هنكر انى لسه بحبه و انى عمرى ماحبيت فى حياتى راجل غيره ، و انى كنت دايما اجلد نفسى و افتكر انه جوز اختى الوحيدة و انه ما بقاش من حقى انى افكر فيه فى اى لحظة وقت ما كانت نور لسه عايشة
و حتى بعد الحادثة .. ماجاش فى بالى لحظة انى ممكن احل محلها فى قلبه
زهرة : و عشان كده مافكرتيش تتجوزى لحد دلوقتى
سوزان بسخرية : اوعى تفكرى انى ما اتجوزتش عشان مستنية فرصة منه
زهرة : مش قصدى كده ، انا خلاص فهمت كل اللى قلتيه و استوعبته ، انا اقصد ان حبك ليونس اللى لسه جواكى هو اللى مانع انك تفكرى تتجوزى
سوزان : مش هكدب عليكى و اقول لك انى بكنس فى العرسان و لا انهم واقفين طوابير ، و ماتنسيش انى اتغربت فترة مش قليلة ، و الحقيقة طول فترة سفرى .. كنت دا.فنة روحى فى المذاكرة و الشغل و ماكانليش صداقات و لا علاقات لحد غير فى اضيق الحدود ، و طبعا كان فى اكتر من حد اتقدملى من قبل وفاة عمى الله يرحمه و بعدها ، بس ماكانش فيهم حد مناسب ، اللهم ان واحد زميلى فى الفترة الاخيرة حاول كتير انه يتقرب منى .. بس انا برضة ماقدرتش اتقبله
زهرة : يعنى لو دلوقتى اتقدملك حد مناسب ممكن توافقى
سوزان : مش عارفة
زهرة : طب انتى ناوية على ايه مع يونس
سوزان بحيرة : مش عارفة ، طول عمرى كنت و مازلت مقاوحة ، و مش بيأس ابدا بسهولة ، بس امبارح ..
زهرة : سكتتى ليه .. كملى ، ايه اللى حصل امبارح
سوزان بحزن : لاول مرة فى حياتى احس انى فارضة روحى على حد ، حسيته زهق من اهتمامى ذات نفسه ، لدرجة ان يمكن لو ماكانش ظهورك انتى و ماما فى حياتى .. يمكن كنت فكرت ارجع برة من تانى
زهرة : تقصدى تهربى من تانى
لتنظر لها سوزان و هى تتمتم بخفوت بكلمة الهروب ، لتقول زهرة : ايوة يا سوزى .. تهربى لمجرد انك ماتحسيش بالفشل
سوزان : مش حكاية فشل ابدا
زهرة : اومال حكاية ايه
سوزان : يونس بالنسبة لى مش مجرد الراجل اللى حبيته من طرف واحد ، و لا حتى مجرد ابن عمى اللى متربية معاه ، و لا حتى مجرد جوز اختى الله يرحمها
يونس كان عامل حماية كبير بالنسبة لى لحد مابقى عندى حوالى عشرين سنة ، مش بالسهولة ابدا انى احس انى بقيت تقيلة عليه ، او انى اصبحت شخص غير مرغوب فيه بالنسبة له
عاوزة احافظ دايما على ذكرياتنا الحلوة سوا من غير ما تتعكر باى حاجة مهما كانت صغيرة .. فهمانى يا زهرة
زهرة : فاهماكى حبيبتى ، بس انتى كده بتعملى لود جامد اوى على اعصابك ، و مهما اتحملتى ده الا ان هييجى عليكى وقت .. هتبقى محتاجة تزيحى كل ده من على اكتافك ، و بعدين هو كمان واخد تصرفك ده على انك بتعاقبيه
سوزان : بس انا مابعاقبهوش
زهرة : طب سيبك من حكاية هو اخدها ازاى ، انتى منين جيبتى انه زهق منك
سوزان بخفوت : الكلام اللى قالهولى
زهرة : طب هو ممكن اعرف هو قال لك ايه بالظبط خلاكى تاخدى قرارك ده
سوزان : قاللى .. انا ابتديت ازهق من الحصار اللى انتى عاملاه حواليا ، و ان كل شئ و له حدود
زهرة بتردد : هتزعلى منى لو قلتلك ان عنده حق
سوزان : تقصدى انى فعلا كنت مزوداها زى ما هو حاسس
لتبتسم زهرة ابتسامة ممتعضة و هى تومئ برأسها ايجابا ، فتقول سوزان : يبقى فعلا لازم ابعد
زهرة : يونس عارف و متأكد ان حصارك ده حب ليه و اهتمام ، و حتى لو هو قال لك الكلام ده ، فأعتقد ان هو نفسه لام نفسه بعدها ، و انه مش هيبقى مبسوط ابدا لو بعدتى زى ما انتى عاوزة
سوزان : هو فعلا اعتذر لى .. بس انا لما قعدت مع روحى .. لقيت انى مش قادرة اتعامل معاه زى الاول
، مش هعرف اتعامل بطبيعتى ، و هفضل فى كل حركة او تصرف أسأل روحى ان كنت كده بتطفل عليه و اللا عادى
زهرة : هو حلو انك تبقى حساسة ، بس برضة مش للدرجة دى ، و بعدين يونس طيب اوى و بيحبك و بيخاف عليكى زى ما انتى بتخافى عليه بالظبط ، و اللا ماكانش اعترض على اننا ننزل القاهرة و انتى تفضلى هنا انتى و ماما لوحدكم
سوزان : مش جديدة على يونس ، طول عمره معانا كلنا و هو كده ، هو و زكريا طول عمرهم و هم بيخافوا علينا من الهوا
زهرة : يبقى ناخد الموضوع ببساطة اكتر من كده شوية ، و اهو كمان هيفضل معاكى هنا عشان مايسيبكيش لوحدك انتى و ماما ، يعنى لو كان اتخنق منك للدرجة دى .. كان ماصدق سابك هنا و سافر
سوزان : طب اعمل ايه
زهرة بابتسامة : دورى على جسر تتقابلوا عليه مع بعض ، جسر تقدرى من خلاله تحافظى على العلاقة اللى عاوزة تحافظى عليها من غير ما حد فيكم يزعل من التانى
لتومئ سوزان برأسها ايجابا .. فتقول زهرة بفضول : انما انا سمعت زكريا بيقول لك انك كده كده لازم ترجعى القاهرة بعد يومين بالكتير و قبل مايكمل كلامه انتى احتديتى عليه ، ياترى ايه الحكاية
لتهرب سوزان بعينيها بعيدا و تقول ببعض التردد : ما انتى عارفة ان الدراسة قربت و انى ….
زهرة : لو مش عاوزة تقوليلى الحقيقة عادى ، بس بلاش تكذبي عليا
لتنظر لها سوزان ببعض التشتت ثم تقول : لو قلتلك .. توعدينى ان كلامنا ده يفضل سر بيننا و ماحدش يعرفه ابدا
زهرة : من غير ما تقولى .. اكيد هيفضل سر
سوزان : و لا حتى ماما يا زهرة
زهرة ببعض القلق : فى ايه يا سوزان .. قلقتينى
سوزان ببعض التردد : هو مافيس اى حاجة تقلق ، بس كل الحكاية انى مش عاوزة اقول قدام ماما دلوقتى عشان ماتعارضنيش
زهرة : انا برضة مش فاهمة حاجة ، هو ايه ده اللى ماما هتعارضك فيه
سوزان : الاسهم بتاعتى اللى فى الشركة
زهرة : مالها
سوزان : طلبت من المحامى انه ينقلها كلها بإسم ماما
زهرة بدهشة : بإسم ماما .. طب ليه
سوزان : لانى عرفت من ماما فاطمة ان ده كان جزء من تمن الارض اللى جدى الله يرحمه كان كاتبها لماما قبل مايحصل كل اللى حصل زمان ، و عمى الله يرحمه قسم الفلوس دى مابينى انا و نور ، و حط نصيبى فى الشركة ، و دلوقتى بعد رجوع ماما .. اصبحت الاسهم دى من حق ماما مش من حقى انا
زهرة : بس انا ما اعتقدش ان ماما هتوافق على الحكاية دى
سوزان : لازم توافق ، لانها بقت فلوسك انتى كمان زيى بالظبط
زهرة بتوجس : بلاش يا سوزى الحكاية دى هتعمل مشاكل مالهاش لازمة
سوزان : و مين بس اللى هيعمل المشاكل
زهرة : متهيالى مريم لو عرفت حاجة زى كده ممكن تقلب الدنيا ، خصوصا انها لحد دلوقتى يعنى الكل مخبى عنها حكاية سجن ماما
سوزان : مريم طول عمرها صداع ، فحتى لو هى عملت حاجة .. يبقى بجملة المشاكل اللى بتعملها .. مش هتبقى جديدة عليها يعنى
زهرة : تعرفى انها اوقات بتصعب عليا
سوزان ضاحكة : مين دى .. مريم
زهرة : انا يوم ما دخلت وسطهم و عرفتهم .. كان بسبب همس و خوفى عليها ، و بعدين ابتديت اتعامل مع الكل و اتابعهم من بعيد و انا حساهم اد ايه طيبين ، لحد ما شفت مريم و جوزها ، و من اول ما شفتها حسيتها اد ايه نرجسية
سوزان ضاحكة : طب ماتعتبريها حالة من الحالات اللى اتعاملتى معاها و عالجيها
زهرة : للاسف .. الانسان النرجسى مالوش علاج غير نادر جدا .. و ده كمان فى حالة ان لو الشخص ده حصل له استبصار بحالته
سوزان : مش فاهمة
زهرة : الترجسية دى من الامراض النفسية .. و علاجها الوحيد ان المريض يفهم و يقتنع انه مريض و محتاج للعلاج ، و علاجه ده بيبقى بانه يتبصر عيوبه ، يعنى يفهمها و يستوعبها و يحاول انه يبطل يعمل الحاجات دى
سوزان باستيعاب : اممم .. جاية من البصيرة يعنى
زهرة : بالظبط
سوزان بامتعاض : و مريم اخر حد ممكن يحصل له ده
زهرة : مافيس حاجة بعيدة على ربنا
سوزان : و نعم بالله العلي العظيم ، بس ياترى بتصعب عليكى ليه بقى
زهرة : لانها رغم كل اللى هى فيه ده الا انها محرومة من اجمل احساس ممكن يوصل البنى ادم لذروة السعادة .. احساس الرضا ، لان للاسف الانسان النرجسى بيفضل طول عمره قى حالة حر.ب عشان يحقق حالة اكبر من الحالة اللى هو فيها ، و كل ما يوصل لمرحلة .. و يا دوب .. يبقى لسه بيفرح بنجاحه ده ، تلاقيه على طول ادرك ان لسه فى مرحلة اعلى لازم يوصل لها و دايما فى مقارنة بين اللى بياخده و بين اللى حواليه و باستمرار شايف انه احق من اللى حواليه فى كل حاجة
سوزان : ده حقيقى فعلا .. دايما مريم كانت شايفة ان انا و نور الله يرحمها مش من حقنا العيشة اللى كنا عايشنها ، حتى زكريا اللى برغم انه اخوها ، بس برضة لمجرد انه اخوها من الاب بس ، الا انها شايفة انه فى مكانه مايستاهلهاش ، بس ده كده ساقية ما بتفصلش ، و معنى كده انها هتفضل طول عمرها بالشكل ده
زهرة : يعنى .. تقدرى تقولى كده الا لو ربنا هداها
سوزان : طب قومى بينا بقى نرجع احسن زكريا زمانه مستنيكى عشان تسافروا
زهرة : انتى برضة ناوية تفضلى هنا ، مانرجع كلنا سوا زى ماجينا و خلاص
سوزان بتردد : طب و ماما ، انا وعدتها اننا نفضل هنا كمان يومين
زهرة : بينى و بينك انا مش عاجبنى انها تفضل هنا ، خايفة بقى تقعد تفتكر فى كل اللى حصل زمان و نفسيتها تتعب من تانى
سوزان بقلق : تفتكرى
زهرة : غالبا هو ده اللى هيحصل
سوزان : طب و العمل
زهرة : هقول لك
اما يونس .. فقد ذهب بصحبة زكريا لزيارة قبر نور مرة أخرى ، و عندما عادا بعد مرور فترة من الوقت .. وجدا الجميع بانتظارهم لتقول فاطمة : ها يا اولاد .. هنتحرك امتى
زكريا و هو ينظر تجاه سوزان : قررتوا ايه
سوزان : انا كمان هرجع معاكم .. جالى تليفون من الجامعة محتاجينلى بكرة
يونس : احسن .. اهى جت من عند ربنا
بدر : رغم ان كان نفسى اقعد هنا كام يوم كمان
فاطمة : ياستى ملحوقة ، شوية كده و نيجى تانى
سعداوى : ده انتو نورتوا البلد كلها اليومين دول و ياريت فعلا تكرروها من تانى كل شوية
حسنية : احنا مالحقناش نشبع منكم
بدر : ان شاء الله نتقابل من تانى على القريب
زكريا : خلاص .. طالما كله تمام ياللا بينا نتوكل على الله ، و نتقسم على العربيات زى ما جينا
اما بمنزل مجدى .. فكانت ماجى تجلس باهمال و هى تطالع شاشة هاتفها عندما قال لها ابيها : ماقلتيليش رايك يعنى
ماجى : رايى فى ايه
مجدى : فى العريس
ماجى : انت ايه رايك
مجدى : سامى تاجر كبير و مقتدر
ماجى : بس حساه بلدى شوية
مجدى بسخرية : الله يرحم جدك
ماجى بامتعاض : احنا مش قلنا بلاش الطريقة دى و ننسى بقى القديم باللى فيه
مجدى : سيبك من القديم و خلينا فى سامى ، عشان انا عارف انى هلاقيه بيكلمنى فى اى وقت يسالنى عن رايك
ماجى بطمع : هى ثروته يعنى .. فى حدود كام كده
مجدى ضاحكا : كتير .. كتير اوى
ماجى : ماشى .. موافقة ، بس ماتديلوش موافقتى على طول ، قول له انى عاوزة اقعد معاه الاول
مجدى : طب و انتى عاوزة تقعدى معاه ليه
ماجى : عشان اعرفه شروطى كلها من اولها ، و لما يوافق عليها كلها .. انا كمان ابلغه انى موافقة على جوازى منه
مجدى : حاتم كلمنى و بلغنى ان الشحنة الجديدة وصلت التلاجات
ماجى : و انا التجار حولوا لى الفلوس ، و ابتدوا الاستلام فعلا
مجدى : الشهادة لله الحكاية دى مكسبها زى الرز
ماجى : ماهو احنا مش عاوزينها تبقى اخر عملية بيننا و بينهم
مجدى : انا كنت قلقان فى الاول لا حد يحصل له حاجة ، كانت تبقى مصيبة
ماجى : اللى زى حاتم و مريم دول بيبقوا حاسبين لكل حاجة الف حساب ماتقلقش
مجدى : و مريم قالتلى اننا من الشحنة الجاية عاوزين نرفع السعر
ماجى : عادى .. كل حاجة بتغلى و سعرها بيعلى ، و اديك شايف الدولار بقى بكام ، فاى زيادة فى السعر طبيعية جدا و من حقنا
مجدى : ماشى .. ظبطى حالك بقى مع التجار و عرفينى
ماجى : اول ما يحددوا معاد الشحنة الجديدة .. هظبط كل حاجة
اما مريم .. فكانت تجلس بغرفتها و هى تراجع بعض المستندات عندما سمعت طرقا صغيرا على بابها ، و عندما سمحت بالدخول .. وجدت رامى يقول : مامى .. كنت عاوز اقول لك على حاجة
مريم : انت ليه مانمتش لحد دلوقتى ، مش معاد نومك جه من شوية
رامى : ايوة يا مامى هنام .. بس كنت عاوز اقول لك ان المدرسة عاملة كامب اسبوع ، و انا كنت عاوز اروح و زين كمان
مريم و هى تعود بعينيها الى المستتد الذى بيدها : و الكامب ده امتى و مدته اد ايه
رامى : هيبتدى من بعد بكرة و لغاية الويك اند
مريم : داكور .. روحوا
رامى : طب ممكن تبلغى النانى تنزل معانا نشترى شوية حاجات محتاجينها و كمان تحضرلنا الحاجات اللى عاوزينها معانا
مريم : خلاص بقى يا رامى .. روح نام ، و انا هبقى اقول لها الصبح قبل ما انزل
رامى و هو يعود ادراجه : داكور .. بونوى
مريم : بونوى
ليصطدم بأبيه اثناء مغادرته ليقول : بردون يا بابى ماخدتش بالى
حاتم : انت كنت عاوز حاجة
رامى : لا خلاص .. قلت لمامى و هروح انام
حاتم : داكور .. بونوى
و بعد انصرافه يقول حاتم : رامى كان عاوز ايه
مريم : المدرسة يا سيدى عاملة كامب و عاوز يروح هو و زين
حاتم : و فين الكامب ده
مريم : مش عارفة .. نسيت اسأله
حاتم : طب و وافقتى انهم يروحوا
مريم : ااه .. عادى بقى ، يقضوا كام يوم مع اصحابهم احسن قبل الدراسة
حاتم : طب ما تيجى انا و انتى نكت احنا كمان اليومين دول
مريم بفضول : نروح فين
حاتم : ايه رايك لو نروح نتفق على كام صفقة جديدة
مريم : طب مش لما نستلم اخر شحنة و بعد كده نبقى نشوف
حاتم : يا حبيبتى الحكمة بتقول اطرق على الحديد و هو ساخن ، و لو استنينا على ما اخر شحنة توصل ممكن الصفقة اللى بعد كده تروح لحد تانى
مريم : طب مش نشوف الاول مجدى نظامه ايه ، و هيكمل معانا و اللا لا
حاتم ضاحكا : هو مين ده اللى ما يكملش ياحياتى ، مجدى بقى يتعامل مع دفعات التجار زى جرعة المخد.ر اللى لو اتأخرت عن معادها تجيله الحالة
مريم : بس برضة المفروض نقول له
حاتم بسخرية : طبعا لازم نقول له .. على الاقل يدفع نص تكاليف السفر
مريم بانبهار : انت بجد چينياس .. مابيفوتاكش حاجة ابدا
حاتم : كلمتيه فى حكاية رفع السعر
مريم : ااه كلمته ، و لما سالنى غن السبب قلت له ان الاسعار هتزيد من عند المورد
حاتم : برافو عليكى .. فرق السعر ده احنا اولى بية ، احنا اللى عملنا كل ده ، و احنا اللى بنتابع و بنتعامل .. يبقى حقنا احنا
مريم : بس تفتكر المورد ممكن فعلا يرفع السعر علينا
حاتم : حتى لو رفع .. فرق السعر .. التجار هم اللى بيشيلوه .. مالناش دعوة ، و ده اللى مجدى لازم يفهمه و يفهمه للتجار ، انما لو الكلام ليكى انتى .. فالمورد مابيصدق يلاقى حد يخلصه من الشحنات الفاسدة دى و عشان كده مابيدقش معانا فى الاسعار
مريم : طب ايه رايك لو حاولنا نجيب حاجة تبقى صلاحيتها لسه شغالة ، الشحنة امبارح كانت ريحتها فظيعة
حاتم : ماقلتلك عشان التلاجات فصلت عليها فى الطريق ، و اهو التجار دخلوها مصنعات و الدنيا خلصت
مريم : و تفتكر ريحتها راحت
حاتم : التوابل و البهارات اللى بيحطوها بتضيع اى اثر لاى ريحة ممكن تبقى موجودة
مريم : طب ما برضة نحاول نجيب حاجة تبقى صلاحيتها لسه شغالة
حاتم : نبقى عملنا ايه .. هتبقى غالية و ربحها مش زى ما انتى فاكرة
مريم : يبقى خلاص .. خلينا زى ما احنا
حاتم : يعنى احجز التذاكر بكرة
مريم : ماشى