رواية جنية الفصل الثاني والاخير
مرت الأيام والشهور والسنين علىٰ سعادة في منزل حمزة، تزوج حمزة آلاء دكتورة صيدلانية بنت جميلة ذات أخلاق عالية، فرحت جدًا بوجود ليلى معها كما أحبتها كثيرًا، وربت تيم وكأنها والدته التي أنجبته وأنجبت من حمزة ليلى ذات الثلاثة أشهر، أصروا علىٰ تسميتها باسم والدته، فكانت ليلى تعيش في سعادة لا تستطيع وصفها، وها الآن يوم عيد الأم وقام حمزة بترشيح والدته دون إخبارها، وأخذ أسرته من أجل هذا التكريم، بدأت الحفلة بقراءة القرآن الكريم ومن ثم عدة فقرات حتىٰ أتىٰ وقت التكريم...
المذيع: دلوقتي نعلن تكريم أول أم مثالية وهي السيدة «ليلى محمد الكيلاني» والتي تستحقها عن جدارة، فلتتفضل باستلام الجائزة.
ليلى(بزهول): أنا!
حمزة: طبعًا يا أمي ومين غيرك يستحقها.
°°ومن هنا وضعت يديها في يد حمزة وكأنها عروس تُزَف في ليلة عُرسها ، استلمت الجائزة ، وطلب حمزة المايكروفون من المذيع قائلًا...
حمزة : أحب أقول كلمتين..
أنا مش بالنسبالي إن النهاردة عيد الأم كل الأيام هي عيد لأمي، «أمي» عجزت كلماتي أمام وصفكِ، فأنتِ قمري وسط عتمة الليالي، وأنتِ شمسي التي تنير صباحي، بكِ أحيا دائمًا، لستِ تشبهين أحدًا يا أمي، أستعيذ بالله من عالم لا يوجد به أمي، لن أجد قلب مثل قلبك يا أمي، قلبًا يتسقبلني في كل حالاتي، ليس العالم كأمي ولكن أمي هي العالم بأكمله ، لا أجد وسادة ولا دفئ بالعالم أجمعه أنعم به غير حضنك يا أمي، تتساقط دموعي مقبلة يديكِ فلن أجد أحن من يديكِ يا أمي، فهكذا تكتمل رجولتي بين يديكِ، أمي بين يديكِ كبرت، وبقلبك احتميت، وبين ضلوعكِ اختبأت، ومن عطائكِ وحنانكِ ارتويت، ومن نظرتكِ شبعت، ياتاجًا أفتخر به أمام العالم بأكمله، فلو كانت روحي بكفة وأمي بكفة لاخترت أمي ولتسقط روحي أمام كرمكِ يا أمي، فليحفظكِ ربي العلي العظيم لي، ويديمك بلسمًا شافيًا يا نبض قلبي وبهجة عمري، يا بلسم روحي وشفاء جروحي، تزول الصعاب بفضل دعائكِ يا أمي الحبيبة فلتحيي لنا فخرًا يا أرق وأحن وأعظم وأفضل أم، حبي لا يكتب ولا يحكىٰ ، يكفيني يا أمي أني أحيا وأنا أحمل في داخلي دم أمي، اعذريني إن انحنيت مقبلًا قدمكِ قبل رأسك فأنا أجد فيها ريح الجنة... «بحبك يا أمي.»
°°ومِن ثمّ نزل حمزة أسفل قدم ليلى لينحني مقبلًا قدميها، حاولت ليلى منعه ولكن لم تستطع، ومن هنا نزلت دموعها من شدة فرحها، فما أجمل تلك السعادة التي تشعر بها، حيث قام حمزة بضمها لحضنه مقبلًا رأسها ويديها أمام مسمع ومرأىٰ الجميع، نزلت دموع الحاضرين بالإجماع من حولهم، فمنهم من تمنىٰ أن تكون ليلى والدته ومنهم من تمنت أن يكون حمزة ابنها...
المذيع: هنا سأسكت قليلًا احترامًا وتقديرًا لهذا الحب والحنان والعطاء، افرحي يا أمي فهذا ما زرعته أنتِ بالماضي وحان الوقت لكي تقطفي ثمار تعبك، فما أجمل الأمومة عندما تجد أم مثلك مهما مر الزمن فلن أنسىٰ تلك الأم فهي الأم المثالية حقًا.
«لو ڪان العالم بأكمله وبڪل أمنياتي في ڪفة وأمي في الڪفة الأُخرىٰ لاخترت أمي، أمي ومَن سواها يستحق عنائي وتعبي، فڪل ما أنا عليه الآن بفضل اللّٰه ثم أمي، لا أحد غيرها يستحق التقدير، لا يوجد مَن يستحق التتويج سواها، فهي مصدر ڪل جميل وما يخفق القلب به، فبدون أمي لا يوجد مَن يُعطيني الأمان، الحب الحقيقي، ولا حتىٰ الاحتواء، ومن أجل هذا فأمي تستحق دائمًا التضحية لأجلها حتىٰ لو ڪانت تلڪ التضحية.... ، تضحيتي بنفسي وبڪل ما أملڪ» "«♡أحبك أمي♡»"
تمت بحمد الله
