رواية قلوب ابت النسيان الفصل الثاني
تليفونه رن تاني المرة دي كان مساعده الشخصي بص للرقم وضغط على الزر:
=اتكلم
_باشمهندس، تم حجز التذاكر طيارتك بكرة الصبح
=تمام خلّي الفريق هناك يكون جاهز لاستقبالي، وما حدش يعرف بقدومي إلا الضروري
=حاضريفندم بس في حاجة تانية لازم تعرفها........
الفرع في مصر عامل حسابه إن المدير الجديد ممكن يكون حاد جدًا، وده مسبب قلق عند البعض
ياسين بحدة:
قلهم يجهزوا شغلهم بس، وأنا هكون هناك أسرع مما يتوقعوا
قفل المكالمة كان عارف إن كل حاجة هتتغير من اللحظة اللي هينزل فيها مصر
تاني يوم وبعد اعلان وصول الطائرة من إيطاليا
خطواته كانت ثابتة وهو خارج من بوابة المطار، نظراته باردة، مش باين عليه أي مشاعر
أمه بقلق:
مش كنت تستريح الأول من السفر وبعدين تشوف الشغل؟ أكيد مش هيحصل حاجة
قال بحزم:
معلش يا أمي هروح الشركة الأول عشان أشوف الأمور هناك، روحي انتِ مع السواق هيوصلك
ركب العربية اللي كانت مستنياه وجاهزة، والسواق فتح له الباب بدون كلام، ركب وسند ضهره وغمض عينه للحظة وهو بيقول:
على المكتب، حالًا
السواق أومأ برأسه وتحرك بالعربية بسرعة وسط زحمة القاهرة، ياسين حسّ بإحساس غريب… كان بعيد عن البلد دي بقاله سنين، لكن كل حاجة فيها محفورة في عقله
وصل أخيرًا لمقر الشركة، نزل وخطواته كانت تقيلة وهو داخل المبنى الموظفين كانت بتبص له بتوجس ووشوشهم كانت بتقول كل حاجة… المدير الجديد وصل وأكيد مش هيكون سهل
دخل الشركة
آية كانت واقفة وسط المكتب، بتشرح حاجة لسلمى اللي كانت بتهزّ راسها وهي بتحاول تفهم المصيبة الجديدة اللي وقعت عليهم
يعني إيه هو جاي النهارده؟
آية عقدت حواجبها وقالت:
أيوة النهارده! ولسه ما نعرفش هيبقى نظامه عامل إزاي
وفجأة الباب الرئيسي للمكتب اتفتح، موظف دخل بسرعة وقال بصوت واضح:
المدير وصل الكل يجهز نفسه
آية حسّت بتوتر خفيف لكنها رفعت راسها بتحدي استعداد لشخصيه الجديدة
دخل ياسين للمكتب وعيونه كانت بتبص للكل المكاتب، الموظفين، وكل تفصيلة حواليه كان لابس بدلة رسمية سوداء، ووشه مفيهوش أي تعبير واضح
مدير القسم جري بسرعة ناحيته بابتسامة متوترة:
أهلاً وسهلاً باشمهندس ياسين، نورت الشركة
ياسين ما ردش بس حرك عينه في المكان، لحد ما عيونه وقعت على آية… نظره سريعة كانت كفيلة إنه عقله يوقف للحظات
حسّ بحاجة غريبة إحساس مش مفهوم، كأن عينه شايفة حاجة مألوفة لكنه مش قادر يحددها
أما آية فكانت واقفة مش متوترة ولا خايفة
المكتب كان كله ساكت تمامًا، كأن الناس كلها واقفة على أطراف صوابعها، مستنية تشوف أول رد فعل من المدير الجديد
ياسين فاق من شروده في آية للحظة، وبعدها رجع ببصره لمدير القسم وقال ببرود:
التقرير اللي طلبته فين؟
مدير القسم ابتلع ريقه بسرعة وقال:
جاهز يا فندم، هجيبه فورًا
آية أخدت نفس طويل، حست إنه ركز معاها… أو مجرد نظرة عابرة مش أكتر راحت لمكتبها، حطت الملفات قدامها، وبدأت تشتغل وهي بتحاول تتجاهل التوتر اللي حست بيه
بعد ساعة كان كل المدراء متجمعين في غرفة الاجتماعات والكل مستعد يسمع قرارات ياسين
دخل ياسين بهدوء، سحب الكرسي وقعد، وبعدها بدأ يتكلم بصوت هادي لكنه حاسم:
الشركة دي حصلت فيها أخطاء كتير في الفترة اللي فاتت وده مش هيستمر
عيونه اتحركت على الوجوه، متابع كل تعبير صغير، وبعدها رمى القنبلة الأولى:
هعيد تقييم كل المشاريع اللي شغالة حاليًا، واللي مش هيثبت أهميته هيتوقف فورًا
الهمهمات بدأت، ومدير المشاريع اتكلم بحذر:
بس في مشاريع كتير هتكلفنا خسائر لو وقفناها دلوقتي لازم ن…"
_أنا مش طالب تبريرات أنا عايز نتايج
السكوت سيطر على المكان، وآية كانت قاعدة بتكتب ملاحظات لكن عقلها كان في حتة تانية… المدير الجديد واضح إنه مش بيدّي فرصة، وإن الشغل تحت إدارته هيكون أصعب بكتير
عيون ياسين طول الاجتماع كانت بتمر عليها لبسها شكلها إحساسه لكنه حاول يتجاهل أي حاجة
خلص الاجتماع وكل الموظفين بدأوا يخرجوا آية كانت آخر واحدة، ماشية بهدوء وهي بتفكر في الشغل اللي هيتضاعف عليها بسبب القرارات الجديدة
لكن قبل ما تخرج سمعت صوت ياسين وهو بينادي السكرتيرة:
"هاتِلي الملفات اللي اشتغل عليها الفريق في آخر ٦ شهور خصوصًا المشاريع اللي ماسكاها…" وقف للحظة وهو بيشوف اسمها على الأوراق وبعدها كمل ببطء:
"آية منصور"
آية وقفت مكانها لما سمعت اسمها قلبها دقّ أسرع بدون سبب واضح وبعدها كملت طريقها للخارج وهي مش عارفة إن دي مجرد البداية… وإن اسمها هيكون على مكتب ياسين
=واضح الأيام الجاية هتبقى على دماغي، ربنا يستر
خرجت من غرفة الاجتماعات وهي بتحاول تفصل عقلها عن الضغط اللي زاد عليها من القرارات الجديدة
دخلت مكتبها وقعدت قدام اللابتوب، لكن عقلها كان لسه مشغول بكلام ياسين من وقت ما وهي متوترة من نظراته تجاهها
في نفس اللحظة ياسين كان قاعد في مكتبه، قدامه الملفات اللي طلبها، وعينيه بتعدي بسرعة على كل التفاصيل
أول ورقة تخص آية كانت عبارة عن تقرير عن مشروع معقد طريقة تنظيمه وترتيبه للأرقام كانت مختلفة، واضحة ودقيقة، لكن في حاجة شدت انتباهه أكتر… الأسلوب كان فيه ذكاء في التحليل، طريقة مختلفة عن باقي التقارير اللي قراها
قلب الصفحة، لقى ملاحظة مكتوبة بخط إيد صغير في الهامش: "لو تم تعديل الخطة بنسبة ١٥٪ المكسب هيزيد والوقت هيتقلص"
اتسعت عيناه شوية، ورفع الملف قدامه وهو بيعيد قراءة الملاحظة، لأول مرة النهاردة حاجة في الشغل تثير اهتمامه بالشكل ده
ضغط على الزر وقال للسكرتيرة:
"اندهولي مديرة القسم المالي فورًا"
بعد دقايق دخلت مديرة القسم بتوتر واضح:
أوامر حضرتك يا فندم؟
رفع الملف وسأل بهدوء:
مين اللي كتب الملاحظة دي؟
اترددت للحظة وبعدها قالت:
دي آية يا فندم… بس هي مجرد موظفة، أحيانًا بتضيف اقتراحات، لكنها مش في موقع قرار رسمي
حرك ياسين رأسه ببطء، وعيونه اتعلقت بالورقة وبعدها قال بجملة حاسمة:
من هنا ورايح أي تعديل أو ملاحظة تكتبها آية منصور لازم توصل لي مباشرة
أما آية… فكانت لسه مش عارفة إنها مش مجرد موظفة عادية بالنسباله بعد النهاردة
آية المدير عايزك في مكتبه دلوقتي
رفعت راسها بصدمة بصت لزميلتها اللي واقفة بوجه مليان شماتة
أنا؟ ليه؟
"مش عارفة بس شكلك هتتبهدلي، يلا بسرعة!"
اتجمعت العيون عليها وهي بتتحرك ناحيته، مشيت بخطوات سريعة لكن جواها ارتباك، ليه هو عايزها؟ إيه اللي حصل؟
في مكتب ياسين
كان واقف عند الشباك ضهره للباب إيديه في جيوبه عيونه شاردة في المدى البعيد لكن عقله محاصر في دوامة من الأفكار التي لا مفر منها كل شيء حواليه كان ضبابي والشعور ده كان عميق لدرجة إنه مش قادر يتخلص منه همس بالاسم بينه وبين نفسه:
"آية"
الكلمة دي كانت سرًا مخفيًا في عقله السر الذي كلما حاول أن يبتعد عنه كلما جذبته أكثر الاسم ده كان عميق في قلبه كالحلم الذي يحاول نسيانه لكن كلما يسمعه يحس بشيء غير مفهوم يتسارع في صدره إحساس مستفز لدرجة إن قلبه بدأ ينبض أسرع فجأة… الباب اتفتح. عدل في وقفته بسرعة ولفّ بجسده ببرود شديد عيونه ثابتة وملامحه ما تدلش على شيء. لكن كان في عينيه لمحة شديدة التركيز بتفحص كل تفصيلة في الغرفة
البنت التي دخلت كانت مش زي أي حد. عيونها مليانة توتر لكن كان في حاجة فيها بتدفعه للمزيد من الفضول
قال بحدة شديدة:
"حضرتك طلبتني؟"
صوته كان حادًا وكأن كل كلمة تطلع من بين شفتين محشورين في لحظة حاسمة
التقرير اللي المفروض يكون على مكتبي الصبح فين؟ قال بلكنة متحفظة
قلت إنّي عايز كل المشاريع تتعاد تقييمها بس مشروعك موصلش كامل؟
آية حسّت بشيء ثقيل في صدرها. الإحساس ده كان زي الحجر اللي وقع فجأة في بئر عميق ومع ذلك ما قالتش كلمة واحدة لكنها مدت إيديها بالملف لكن قبل ما يمد إيده ليخذه قال بحدة شديدة:
"ليه متأخرة؟"
قالت بهدوء:
كان عندي تعديلات بسبب المشاكل الأخيرة
هو ما ردش في البداية لكنه رفع حاجبه بشكل يشبه التحدي. وبهدوء ابتدى يقلب الصفحات بسرعة عينيه بتسابق حروف الكلمات وكأنّه مش عايز يضيع ثانية واحدة بعد لحظات طويلة من الصمت نظر ليها بنظرة حادة وقال:
التعديلات دي مين قالك تعمليها؟
آية كان عقلها بيحاول يرتب الأفكار بسرعة وقلبها بيدق بشكل أسرع هو مش عاجبه إنها عدّلت على التقرير؟ كان ممكن يكون غضبان لكن هي كانت شايفة إنها بتعمل الصح. بس هو مش بيفكر زيها حاولت تحافظ على هدوءها وقالت:
=أنا شفت إنها ضرورية بناءً على البيانات اللي عندي
سكت للحظة قبل ما يقفل الملف ويرميه على المكتب كانت نظرته جافة وهو يقول بنبرة هادئة لكنها قاطعة:
أنا المسؤول هنا عن القرارات دي مش إنتِ. المرة الجاية أي تعديل لازم يمر عليا الأول
الدم غلى في عروقها، لكن حاولت تفضل هادية قد ما تقدر. ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت بهدوء:
أنا كنت بحاول أساعد
رد عليها بنظرة باردة وكأنها مجرد نقطة في بحر
قال بجفاف: لما أطلب مساعدتك، هقول ي انسه
الدموع كانت على وشك الظهور لكن آية سيطرت على نفسها في آخر لحظةأخذت نفس عميق وقالت بمرارة:
"تمام مفهوم يا فندم
كأنه مش مهتم باللي بتقوله
=تقدري تخرجي
آية خرجت من مكتبه وهي بتحاول تكتم الغضب والغيظ اللي جواها كانت فاهمة إن الفترة الجاية هتكون صعبة معاه طبعًا اللي حصل النهاردة كان بمثابة صفعة ليها.
لما خرجت كانت كل العيون في الشركة متجهة لها عيون فضولية بعضها مليان سخريةوكأنهم مستنيين منها الغلطة عشان يشمتوا فيهالكن آية حاولت ما تديهمش فرصة للفرحة
رجعت لمكتبها، رمت الملف قدامها وهي بتأخذ نفس عميق. وجلساتها كانت مشوهة بالارتباك اللي شعرت بيه. وبعد لحظة، جت نادين، زميلتها في المكتب اللي كان فيها شوية مكر في عيونها
آية... حصل إيه؟
آية حاولت تقاوم الاستفزاز وقالت:
مفيش... ناقشني في التقرير
نادين رفعت حاجبها بابتسامة استفزازية: "هو ناقشك بس؟ ولا هزقك برضه؟"
آية حاولت تهدي نفسها وقالت بجفاف: لو عندك شغل، ياريت تركزي فيه. هيكون أفضل على ما أظن
نادين ضحكت سخرية وقالت همسًا:
واضح إنك مش هتكملِ هنا كتير
آية تجاهلتها وبدأت تراجع ورقها. لكن في داخلها كان في شكوك كبيرة
هي فعلًا مش عارفة هتستمر في الجو ده إزاي
اليوم مرّ بتوتره وكل ساعة كانت متعبة أكثر من اللي قبلها.
---
بالليل كان ياسين جالس في بيته الجديد
استند على الكرسي وهو بيبص في الفراغ. فجأة غفى، وكان الحلم رجع تاني
ضوء أبيض، شخصية بعيدة واقفة قدامه ملامحها مش واضحة، لكن الصوت كان واضح جدًا وكأنه نداء من بعيد:
"ياسين... متسبنيش"
صوت ناعم وهادئ مليان مشاعر كأنه بيناديه من مكان بعيد... من ماضٍ أو يمكن حتى من الحاضر؟
شهق بسرعة وقام قلبه بيدق بقوة
مش فاهم ليه الحلم ده بيتكرر، ليه الصوت ده غريب ومعروف في نفس الوقت
نظر في المراية قدامه، مسح على وشه بعصبية كانت نظراته مشوشة
ولا يزال يردد في نفسه:
"آية..."
تمتم باسمها وهو بيحاول يفهم إيه اللي بيحصل له ليه الاسم ده مش قادر يهرب منه؟
مرت الأيام وآية بدأت تشعر بتأثير الحلم الغريب عليها. مع كل يوم كانت مش قادره تنام كويس وأصبحت العيون في وجوه الزملاء تجذب انتباهها بشكل غريب. كان فيه شيء مش مريح
في مرة من المرات حلمت حلم غريب. كان في مكان مظلم، وكان لازم تهرب... من مين؟ الصوت كان يقول ليها إنها مش هتقدر تخلص كان الصوت غريب ومخيف:
"محدش هيسمعك... متتعبش نفسك."
كانت بتصرخ، بس صوتها مش طالع، كانت حاسة بالخوف، وبتدور على حد ينقذها. في اللحظة دي، ايد قوية ودافئة وصلت ليها، قالت جملة حاسمة:
"أنا هنا... متخافيش مش هسيبك.
استفاقت من الحلم قلبها بيدق بسرعة حست إن الحلم ده مش مجرد رؤيا عابرة... كأنها كانت هناك بالفعل.
لكن قبل ما تفكر أكتر، رنّ منبهها
فتحت عينيها على واقعها، وافتكرت إن في يوم طويل قدامها في الشغل وإن المدير الجديد مش سهل.
لما وصلت الشركة، كان الجو مشحون العاملين كانوا مش مرتاحين كان في مشكلة في أحد العقود، وكان ياسين واقف في المنتصف، كلامه كان حاد طريقة حديثه كانت مؤلمة.
آية دخلت مكتبها وعرفت إن دورها جاي
راحت لمكتبها كانت عارفة إن دورها الجاي وإنها على وشك تدخل في العاصفة اللي شغالة جوه مكتبه
وفعلًا…
=آنسة آية الملف ده مش كامل
رفعت وشها لياسين، كان واقف قدامها بنظرة باردة، ملامحه مش بتقول كتير، بس صوته كان كفاية يولّع أعصابها
وقفت بتوتر
حسّت إن الأرض مش ثابتة تحتها دا جاي لحد عندها مخصوص؟
همست لنفسها
: "استر يا رب…"
وبصوت ثابت قد ما قدرت، ردت:
"أنا قدمت كل التفاصيل المطلوبة، لو في حاجة ناقصة يبقى المعلومات نفسها ماوصلتش لنا
حاجبه ارتفع بحركة خفيفة كأنه بيقيّم ردها، وكأنه بيقول من غير ما يتكلم:
"نشوف شطارتك"
رد ببرود:
ده مش مبرر. الشغل هنا مافيهوش مساحة للأخطاء. عديّها تاني
رمى الملف قدامها ولف عشان يمشي
بس...
=ماعتقدش إن دي غلطة شخصية ولو حضرتك شايف إن في تقصير، ممكن نراجع المصادر بدل ما نلوم الأشخاص
لحظة صمت...
نظرات تقيم...
وبعدين ابتسامة خفيفة، ظهرت على طرف شفايفه ابتسامة مافيهاش أي دفء
ماوصلتش لعيونه خالص
معاكِ نص ساعة راجعي كل حاجة... وأنا مستني التقرير الجديد
وسابها ومشي وهي فضلت واقفة مكانها
بتحاول تهدي الرجفة اللي بدأت تمسك في صوابعها.
كان تحدي واضح... يا إما تنجح، يا إما تنهار
النص ساعة اللي ادّاها ياسين كانت شبه الحرب عقلها شغّال بسرعة، عنيها بتجري على السطور وإيديها بتكتب وتحسب وتراجع، مافيش مكان للغلط
خلصت وأخدت نفس عميق، قامت واتجهت لمكتبه
كان واقف عند الشباك ضهره ليها، كأنه مش مستنيها، بس كان حاسس بوجودها وقال بصوت هادي بس قاطع:
انطقي
رفعت حاجبها من الأسلوب، حسّت للحظة إنه بيتعامل معاها كأنها آلة»أو مجرد نقطة في سطر طويل...
بس رفضت تحسّ بالإهانة
قالت بهدوء:
راجعت الملف كل التفاصيل موجودة والمشكلة كانت في تأخير البيانات من المصدر وعندي دليل على ده
لف ناحيتها، عيونه كانت بردة، كأنه مش فارق معاه الكلام، لكنه مدّ إيده وخد منها الورق، بدأ يقلب فيه.
لحظات مرت ببطء، وبعدين قال بهدوء مستفز:
مش وحش... بس متأخر
قبضت صوابعها في نفسها، حاولت تسيطر على الغيظ اللي بدأ يولّع جواها لكنها سكتت
بس قبل ما ترد صوت ضحكة سخرية قطّع اللحظة جاي من وراها:
مش مشكلة أصلها لسه جديدة ولسه بتتعلم... صح يا آية؟