رواية مابين الحب و الحرمان الفصل الثانى 2 بقلم ولاء رفعت على


 رواية مابين الحب و الحرمان الفصل الثانى بقلم ولاء رفعت على



تسللت من النافذة و تتلفت من حولها لمراقبة الأجواء و حتي لا يكتشف أمرها، ولجت إلي البناء و صعدت خلفه علي أطراف أناملها، و حينما وصلت إلي السطح وجدت يد تجذبها بعنف و تدفعها إلي الجدار! 

شهقت بفزع و أخذت تلتقط أنفاسها و تردد بعض الأدعية حتي هدأت عندما أطمئنت إنه عمار و علي وجهه علامات الغضب يسألها: 
- أي اللي منزلك الشارع في الوقت المتأخر ده؟ 

ردت بخوف و علامات الذعر علي وجهها: 
-كنت جاية أطمن عليك لما لاقيتك ما بتردش. 

أبعد يده عن تلابيب عبائتها و أطلق زفرة نافرة فهذا ما كان ينقصه في تلك الحالة التي يمر بها. 
-مكنتش بترد ليه؟ 

أجاب بتأفف: 
-كنت في الشغل. 

ألقت نظرة علي ثيابه و مظهره المُزري فسألته مرة أخري: 
- و أي اللي عمل فيك كده؟ 

جلس علي أقرب مقعد خشبي بالي و أجاب بسأم: 
- أتخانقت و سبت الشغل. 

غرت فاهها بصدمة ثم قالت: 
- أنت لحقت ده أنت لسه مكملتش شهرين! 

رمقها من طرف عينيه و عقب علي كلماتها: 
-نصيبي كده أعمل أي يعني أبوس أيديهم و أتذل عشان أفضل أشتغل معاهم! 

أقتربت منه و جذبت مقعد شبيه للجالس فوقه و جلست عليه بجواره قائلة: 
-أنا ماقولتش كده، أنا قصدي يعني أي شغل فيه مشاكل و قرف و أنت محتاج لكل قرش عشان الشبكة و العفش و تشوف أوضة وصالة إيجار جديد . 

إبتسم بتهكم و قال: 
- شبكة و عفش و شقة إيجار، عايزاني أشتغلك حرامي! 

ضيقت ما بين حاجبيها و تضايقت من حديثه الساخر: 
- و هو كل اللي بيتجوز كده بيشتغل حرامي! 

- لاء، بس اللي ما بيشوفش من الغربال يبقي أعمي. 
أمسكت يده و بعينين مليئة بالرجاء و بنبرة توسل أخبرته: 
- عمار أنا بحبك و مش عايزة حاجة تفرقنا حتي لو كان أخويا، أنا هستناك مهما حصل، بس زي ما هاستحمل و أصبر و أجي علي نفسي لازم أنت كمان تعمل كده، عشان هو ده الحب، الحب تضحية عشان تسعد اللي بتحبه. 

ما زالت ضحكة السخرية علي ثغره و قال: 
- كلام أفلام كانو بيضحكو علينا بيه، الواقع بيقول عكس كده فيه فلوس يبقي فيه حب، مفيش فلوس، يبقي مفيش حب و لا كلام الأغاني اللي كنا بنصبر بيه نفسنا و نفضل عايشين في وهم. 

نهض و وقف أمامها و نظر نحوها من موضعه و أردف: 
-تقدري تقولي لي لو جيت تاني لأخوكي و أقول له طالب إيد أختك عشان بحبها و أصبر عليا عقبال ما أكون نفسي تفتكري هيرضي!، و لا هايصرف علينا أنا و أنتي! 

نهضت لتقف أمامه و بداخلها قد سأمت حالته الإنهزامية تلك، فبرغم حبها له لكن تمقت سلبيته المُفرطة و حالة اليأس المسيطرة عليه بالكامل: 
-طول ما أنت إنسان سلبي و شايف كل حاجة سودة قدامك عمرك ما هاتتقدم خطوة واحدة، ماتنساش وعدك ليا و أنت بتعترف لي بحُبك و أنك هاتعمل المستحيل عشان أكون ليك، بس الظاهر كان كله كلام في كلام. 

- أعتبريه وعد حين ميسرة. 
رمقته من أعلي لأسفل بإزدراء و تذكرت كل ما تحملته من معاملة شقيقها السوء لها و ها هو الآن الإنسان الذي أحبته يتخلي بإستسلام بائس عنها،فقالت بغضب: 
-لاء و أنت الصادق الوعد ده للرجالة بس و اللي شايفاه قدامي مش راجل. 

تلقت صفعة قوية صاحبها صياحه بغضب: 
- أنا راجل غصب عنك. 

رمقته بصدمة غير مُصدقة ما فعله بها للتو،و كأن بداخلها بركان قد أندلع و أطلق حممه الحارقة: 
-لاء مش راجل، و لا أخويا راجل عشان مفيش راجل يمد أيده علي واحدة بنت أضعف منه، هقولك علي حاجة أنا بقي اللي مش عايزاك و لو جيت بوست أيدي عشان أسامحك هقولك مليون لاء. 

دفعته من أمامها و عادت إلي منزلها باكية ضائعة، شريدة القلب. 

ــــــــــــــــــــــ
تتعالي أصوات التواشيح التي تسبق آذان الفجر و هناك أعين نائمة و أخري يجافيها النوم، و هناك في إنتظار إحدهم علي أحر من الجمر. 
نهضت بتأفف من جوار زوجها الذي لا يجيد في حياته شيئاً سوي النوم، وقفت أمام المرآة تنظر لصورة إنعاكسها، تتأمل قدها الممشوق و المهمل من هذا النائم، و لما لا فقد أخذت علي نفسها عهداً بأنه لم يستسلم هذا الجسد بإرادتها سوي من سلب قلبها منذ سنين، و زواجها من جلال لأنها تريد القرب من حبيب القلب و الذي أختطف لُبها، أفتنها شيطانها الغاوي و سيجعلها تخرج في بئر من الوحل كلما إستسلمت لأهوائها كلما كان طريق التراجع صار درباً من دروب المستحيل. 

أنتفضت عندما سمعت صوت باب الشقة، قطبت حاجبيها و ذهبت لتوقظ زوجها: 
-ألحق يا جلال فيه حد بيفتح باب الشقة، قوم شوف ليكون حرامي. 

هز كتفه و يغمض عينيه قائلاً: 
-هتلاقيها أمي قامت تصلي الفجر و بتقفل باب الشقة، ما أنتي عارفها موسوسه. 

أشاحت بيدها له و قالت: 
-أمك زمانها في سابع نومة، فضلت مستنية أخوك لحد ما نامـ.... 
صمتت و هي تتذكر أمر ما ذكرته الآن، نهضت و أرتدت مأزرها و ألقت بوشاح فوق رأسها، و بمجرد خروجها أنتفضت عندما رأته يقف في منتصف الردهة، يكشف ذلك الضوء المنبعث من المطبخ نصف وجهه، تفوهت باللهفة و إشتياق: 
-معتصم! 

- أزيك يا مرات أخويا عاملة أي؟ 
و ها هو يذكرها بأكثر شئ تمقته و تريد نسيانه، أقتربت منه و بإبتسامة تشق ثغرها من الأذن للأذن الأخري: 
- بخير، حمدالله علي السلامة. 

جلس علي أقرب كرسي له و أجاب: 
-الله يسلمك، معلش بقي المفروض كنت جيت من ساعات بس حصل شوية حاجات كدة هي اللي أخرتني و عديت علي مطعم في طريقي أتسحرت فيه، كل سنة و أنتم طيبين. 

نظر من حوله ثم سألها: 
-هو جلال لسه نايم؟ 

هزت رأسها بالإيجاب: 
-اه، ما أنت عارف أخوك قدامه للضهر عقبال ما يصحي، شكلك طبعاً عايز تنام، أنا مجهزه لك أوضتك و مروقها لك بنفسي و مخليها لك بتلمع. 

- تسلم إيدك، أنا فعلاً كل اللي محتاجه دلوقت أريح و أنام. 
نهض و كاد يتحرك نحو غرفته أمسكت يده و سألته: 
-رايح فين؟ 

رمقها بتعجب من سؤالها و من ما فعلته، نظر نحو يدها التي تمسك بيده، و حين أدركت خطأ ما فعلته و قرأت ذلك في عينيه أبعدت يدها و أبتلعت ريقها: 
-قصدي يعني مش هتصلي الفجر؟

- داخل أتوضأ و بعد ما هيأذن هصلي،  أدخلي صلي أنتِ كمان خلي ربنا يهديكِ. 

تركها و ولج إلي غرفته و وصد الباب عمداً كرسالة إليها لعلها تدركها! 

ـــــــــــــــــــــــ

أستيقظت كالعادة علي صياح شقيقها و توبيخه لزوجته و هذا بسبب المصاريف التي لم تنته و متطلبات البيت من مأكل و أشياء كثيرة. 

-مش هاقدر أستني أسبوع كمان يا حبشي دي الولية أم إمام ممكن تيجي لنا قدام البيت و تفضحني، ما أنت عارفها معندهاش تفاهم في تأخير فلوس الجمعية. 

أخبرها بصوت هادر و دخان سيجارته يتطاير من فمه و أنفه، فلديه مبدأ عجيب بل و غريب بأن الصوم هو الإمتناع عن الطعام و الشراب فقط لكن تدخين السجائر و إطلاق السباب و الشتائم،كل هذا في قاموسه لا يبطل الصيام!

- ما قولتلك أصبري عليا كمان يومين، قولت لك معيش أنزل أسرق لك يعني! 

وضعت الأخري يديها في خصرها و قالت: 
-ماشي أنا هدفع لها من مصاريف البيت بس ما تجيش تسألني عن أكل. 

رد بصوت جهوري مُهدداً إياها: 
-طب و عليا الطلاق لو ما جيت لاقيت الفطار علي الطبلية لأخدك أرميكي عند أمك و أجيب واحدة بدالك. 

تركته و لم تجب عليه، دلفت غرفة ليلة و هي تتمتم: 
-يا شيخ روح هو في واحدة هاتستحملك زيي، ده أنا ليا الجنة و ربنا. 

نظرت إليها ليلة و سألتها بصوت ناعس: 
-أنا اللي نفسي تبطلو خناقة الصبح دي و لو يوم واحد،أو أقولك خليه يطلقني أنا و يرحمني أو يتبري مني. 

ضحكت هدي رغماً عنها و لكزتها في يدها: 
-اهو ده اللي باخده منك تريقة وبس. 

- حد قالك تتجوزي واحد إسمه حبشي . 

قهقهت الأخري و أخبرتها: 
- أهو قدري و نصيبي كده،يلا يا لمضة قومي اغسلي وشك و جهزي نفسك عشان رايحين السوق. 

ضحكت ليلة و هزت رأسها مُرددة: 
-صدق المثل اللي قال، الجبن سيد الأخلاق. 

ألقتها الأخري بوسادة في وجهها، تلقتها ليلة و هي تقهقه، من يراها يحسب تلك الضحكة نابعة من قلبها لا يعلم أحد إنها تضحك من فرط حزنها! 

ـــــــــــــــــــــ

-شهلي يلا يا عايدة عشان ما نتأخرش. 
كان صوت نفيسة التي ترتدي نعليها إستعداداً للذهاب للتسوق، ردت الأخري من داخل الغرفة: 
-حاضر جاية ثواني. 

كانت ترتدي وشاحها و تضع به دبوساً فقام بإختراق طرف إصبعها تأوهت، فقال لها زوجها: 
-ألف سلامة عليكي من الآهه. 

رمقته من خلال المرآه و قالت: 
-بدل ما أنت عمال تتمسخر عليا قوم أنزل أفتح المحل خلي ربنا يفتحها عليك بدل الفقر اللي ماسك فيك و عايش علي معاش أمك و فلوس أخوك. 

لوح لها بيده قائلاً: 
-و الله الفقر ده راكبنا من يوم ما أتجوزتك. 

أستدارت لتنظر إليه مباشرة: 
-و ليه ما تقولش الهباب اللي بتشربه هو ده السبب، و صرمحتك ويا أصحابك العرة اللي فاكرين تحت القبة شيخ!

نهض و أقترب منها ليجذبها من عضدها، و هسهس من بين أسنانه: 
-خليكي في حالك أحسن لك،  و لا عايزاني أمد  أيدي عليكي؟ 

رمقته بإزدراء جاذبة ذراعها من يده: 
-أبقي أعملها و شوف أنا هاعمل فيك أي وقتها. 

أتسعت عينيه بشر مستطير: 
-قصدك أي؟ 

- اللي علي راسه بطحة بيحسس عليها، خد بالك من بطحتك يا جلال . 
ألقت كلماتها ذات المغذي و تركته و ذهبت لتجد حماتها في إنتظارها و ذهبت كلتيهما للتسوق. 

ــــــــــــــــــــــ

و هنا يكثر الإزدحام حيث يتراص بائعين الفاكهة و الخضار علي جانبي الشارع و صوت البائعين و أفران عمل الكنافة و القطايف ، و تجد كل ما لذ و طاب، و هنا لدي بائع الدجاج تقف ليلة بعدما طلبت منها زوجة أخيها أن تنتظرها هنا حتي تشتري بعض الأشياء و تأتي إليها، و في الجهة المقابلة لها كانت تقوم عايدة بتعبئة ثمرات الطماطم فأخبرتها حماتها بصوت خافت: 
-مش دي ليلة أخت حبشي الميكانيكي؟ 

ألتفتت الأخري لتنظر نحو ما تشير إليها حماتها، و بعدما تحققت ردت: 
-اه هي. 

عقبت نفيسة بإبتسامة: 
-يا صلاة النبي، ماشاء الله البت كبرت و أتدورت و أحلوت، أي رأيك ناخدها للولاه معتصم. 

و هنا عند ذكر إسمه أضرمت نيران الغيرة بداخلها فقالت بإندفاع: 
-معتصم!،ماينفعش خالص إزاي، قصدي يعني دي لسه مخلصه ثانوي و هو قد أخوها، فيه فرق يجي ١٢ سنة ما بينهم. 

- و أي يعني ما حماكي الله يرحمه كان أكبر مني ب١٥ سنة، و بعدين أهو كده أحسن خليه يشكلها و يربيها علي إيديه . 

تخشي أن تستمر في مجادلتها و تظن الأخري ظناً أخر، قامت بشراء الثمرات و دفع المال، بينما ليلة كانت كالتائهة في عالم آخر لا سيما عندما أنتفضت لتوها عندما رأت عمار يقف مع بعض الشباب علي مقربة، تلاقت أعينيهما لكنها تصنعت عدم الإنتباه بل و أظهرت اللامبالاة إليه، أنتبهت إلي صوت زوجة أخيها: 
- يلا أنا خلصت و جبت كل حاجة. 

ذهبت كلتيهما في إتجاه إحدي الشوارع المؤدية إلي الحارة، و في الطريق تعرض إليهما شابين في الطريق. 
-كنافة بالمانجا ماشية علي الأرض و في نهار رمضان، كده كتير ! 

رد زميله بوقاحة: 
-كنافة أي يا صاحبي ده بطل. 

صاحت هدي بتوبيخهما: 
-جري أي يا أهبل منك ليه، أنتو ماتعرفوش إحنا نبقي مين! 

أقترب منها الشاب بكل جرأه قائلاً: 
- عايزين نعرف، و لا عارفينا أنتي. 

- لاء يا روح خالتك منك ليه، هاعرفكم أنا. 
كان صوت عمار الذي أنهال عليهم باللكمات، و هما كذلك يوجها إليه الكثير من اللكمات، أخذت ليلة تصرخ خوفاً علي عمار، تجمع المارة و تدخل الشباب في هذا العراك. 

و في مكان قريب يقبع حبشي أسفل السيارة يقوم بتصليحها، سمع نداء مساعده الصغير و هو يناديه: 
-ألحق ياسطا حبشي في خناقة كبيرة في الشارع اللي جمبينا. 

رد الأخر من أسفل السيارة و منهمك في إصلاحها: 
-خليك في حالك يا ولاه و ناولني مفتاح ١٠ من عندك. 

جاء إحدي الأطفال إليهما ليخبره: 
- ألحق ياسطا حبشي الخناقة اللي دايرة في الشارع هناك بسبب أن فيه عيال كان بيضايقو الست هدي و الآنسة ليلة أختك . 

دفع نفسه من أسفل السيارة و الغضب ينضح من ملامحه حينما سمع ما قاله الصبي، أخرج المُدية من جيبه و صاح بمساعده: 
- خلي بالك أنت من الورشة و أنا هاروح أشرح ولاد الـ......  دول. 

و حين وصل إلي المكان المنشود وجد شقيقته تجلس بجوار عمار الذي يلتقط أنفاسه، جذبها من يدها بعنف و دفعها نحو زوجته، و بأمر: 
-خديها و أرجعو علي البيت.  

أومأت له بخوف، فأمسكت بيدها و أسرعت الخطي إلي المنزل، أمسك حبشي بالشابين و أبرحهم ضرباً و قام بخدشهم بالمُدية ثم صاح بصوته الغليظ الجهوري: 
-عليا الحرام اللي هيقرب من حد يخصني لأكون معلقه زي الدبيحه علي بوابة البيت. 

و قبل أن يبتعد ألقي نظرة علي عمار، كانت نظرة تحذير أكثر من كونها وعيد لأنه أقترب من شقيقته مرة أخري. 

ـــــــــــــــــــــ

عادت عايدة و تحمل الكثير من الأكياس بعدما تركت حماتها تثرثر مع جارتها التي تنقل لها ماحدث من العراك منذ قليل، ذهبت و تركت ما تحمله فوق طاولة الرخام بداخل المطبخ و في طريقها بدون أن تنتبه أصتدمت به و كادت تسقط، فأمسك بها: 
-معلش مكنتش واخد بالي. 

رفعت وجهها و نظرت في عينيه و ظلت صامتة، تحمحم و تركها ثم سألها: 
- أومال فين أمي؟ 

أبتلعت ريقها بتوتر و أجابت: 
-خالتي تحت زمانها طالعة،محتاج حاجة؟ 

رمقها من أسفل لأعلي و قال لها بإقتضاب و نفور: 
- شكراً. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ

دفع باب المنزل علي مصراعيه كالثور الهائج يبحث عن زوجته و شقيقته، و شياطينه تتراقص أمام عينيه: 
-ليلة،هدي ،أنتي يا زفتة منك ليها. 

تختبئان بداخل الغرفة، قامت هدي باللطم علي خديها: 
-يالهوي، يالهوي خلاص ضيعنا. 

عقدت ليلة ساعديها أمام صدرها و أخبرتها: 
-بطلي خوف بقي، أنتي اللي بتخليه يعمل فيكي كدة. 

أشاحت الأخري بيدها و قالت بتهكم: 
-يا شيخة روحي ده أنا لسه حايشة عنك إمبارح لما كان هايموتك في إيده، مافكيش غير لسان و بس. 

و قبل أن ترد الأخري أنتفضت ذعراً حين قام الأخر بطرق الباب بقوة أفزعتهما: 
-أفتحي منك ليها بدل و ربنا لأكسر الباب فوق دماغكم أنتو الأتنين و أبقو صرخو لحد بكرة محدش هايحوشني عنكم. 

تفوهت زوجته بخوف و هي تبتلع ريقها: 
-طيب ممكن تسمعنا قبل ما تتهور و تمد إيدك و أنت مش عارف حاجة؟ 

زمجر كالوحش الضاري و قال بتهديد: 
- أنا هعد لواحد لغاية تلاتة و ديني و ما أعبد لو الباب ما أتفتحش بعدها لتكوني طالقة بالتلاتة. 

تعليقات



×