رواية انتقام عبر الزمن الفصل الواحد والثلاثون 31 والاخير بقلم الهام عبد الرحمن


 رواية انتقام عبر الزمن الفصل الواحد والثلاثون والاخير


مرت الأيام وبدأ يتعافى كرم، وكانت بسمة وجنة تتناوبان على مراعاته بالمشفى وبعد أن استعاد عافيته عاد إلى المنزل وكانت جنة خلال تلك الفترة تحلل كل أفعال كرم معها لمعرفة ما إذا كان يحبها بالفعل أم لا، ولكنه لم يظهر أي مشاعر لها وهذا ما أثار شكوكها فكيف للعرافة هيفين أن تجزم بأن كرم هو حب حياتها أيعقل أنها هي التي تحبه وتكن له المشاعر دون ان تدرى ولذلك استطاعت نقله إلى العالم السحري، فقررت أن تتحلى بالصبر لكي تعلم الحقيقة.

في الصباح الباكر استيقظ كرم واستعد للذهاب إلى عمله وكذلك بسمة والتي ذهبت إلى المطبخ لتعد له طعام الإفطار...

بسمة:« يلا يا حبيبي أنا جهزتلك بقا فطار ملوكي ما تقولش لعدوك عليه.»
كرم بابتسامة:« تسلميلي يا قلب أخوكي اقعدي يا بوسي عاوز أتكلم معاكي في حاجة.»

بسمة بحيرة:«خير يا كرم في إيه يا حبيبي عاوز تقولي إيه؟!»

كرم بتردد:«عاوز أتكلم معاكي بخصوص بابا الله يرحمه.»

ترقرقت الدموع في عيون بسمة ثم تحدثت بهدوء:« يا كرم هو خلاص بقا بين أيادى الله وأنا عشان خاطر ربنا سامحته لكن هو مش فارق معايا في حاجة كفاية اللي شوفته منه.»
كرم:«حتى لو عرفتى إنه مظلوم وإن مراته كانت لاغية عقله بالأعمال وإنه كان مذلول تحت تأثير السحر وإنه السبب في إن جنة لسة عايشة لحد دلوقتي.»

بسمة بحزن:« انت بتقول إيه يا كرم معقوله الكلام دا يعني بابا مظلوم بابا كان بيحبنا وعاوزنا في حياته والست دي هي اللي كانت منعاه عننا.»

كرم:« هي دي الحقيقة بالظبط وكان لازم تعرفيها عشان تقدري تسامحيه من قلبك.»

بسمة ببكاء:«اااه ياني يا حبيبي يا بابا الله يرحمك ما لحقتش أحس بإبوتك ليا ولا حنانك عليا ربنا يسامحك يا بابا والله أنا مسامحاك من قلبي ربنا يجعلك من أهل الجنة.»

كرم وهو يحتضنها:« خليكي دايما فاكراه بالخير يا بسمة وادعيله دا مهما كان أبونا الله يرحمه وكفاية إن إحنا حتى ما عرفناش نحضر دفنته واتدفن زيه زي أي مسكين ما لوش أهل يلا يا حبيبتي تعالي معايا عشان أوصلك في طريقي وكفايانا حزن لحد كدا.»

غسلت بسمة وجهها وذهبت مع كرم وركبا سويا وذهب كلا منه إلى عمله.

دخلت بسمة إلى السنتر وبدأت تباشر عملها وفجأة خرج يونس من مكتبه وهو غاضب بشدة ووقف أمامها وتحدث بحدة...

يونس بحدة:« تعالي معايا حالاً على المكتب.»

بسمة بقلق:« خير يا مستر يونس هو أنا عملت إيه؟!»

يونس وهو ينظر لها نظرة أرعبتها:«أنا قولت حصلينى على مكتبي دلوقتي فاهمة!!»

دخل يونس مكتبه وجلس على المقعد ودخلت بسمة خلفه وهى تشعر بالتوتر ولا تعلم ماذا فعلت لتجد كل هذا الغضب منه...

بسمة:« خير يا مستر إيه اللي حصل مخليك متعصب عليا أوي كدا؟!»

يونس بحدة:«ما هو حرام أفضل كدا العمر كله دا كتير بصراحة أنا مقدرش أستحمل كدا.»

بسمة باستغراب:«هو إيه اللي كتير أنا مش فاهمة حاجة؟!»

يونس:« ناااعم يا أختي كل دا ومش فاهمة ليه هو الذكائ انعدم من عندك ولا إيه يا ست بسمة دا أنا دايما بقول عليكي نبيهة وتفهميها وهي طايرة.»

بسمة بحيرة:« أنا والله مش فاهمة انت تقصد إيه ولا عاوز إيه يا مستر يونس.»

يونس بصراخ:« ما تقوليش مستر يونس دي تاني أنا اسمي يونس بس بلاش تعصبيني.»

بسمة بذهول:« نعم ازاي يعني عاوزني أندهلك باسمك كدا مينفعش طبعاً لالالالا أنا مقدرش.»

يونس:«تصدقي إنك هتجيبيلي جلطة انتي وأخوكي كرم يعني يا أخواتي أموت وأنا لسه في عز شبابي دا يرضي منين يا عالم.»

بسمة بذهول:«مستر يونس انت تعبان أجيبلك دكتور يشوفك؟!»

يونس وهو يجلس على المقعد الذي يقابلها:« اه يا بسمة أنا تعبان بس مش محتاج لدكتور يداويني أنا محتاج لمأذون عشان يجوزنا لبعض.»

هبت بسمة واقفة بصدمة إيه!! مأذون يجوزنا ازاي يعني؟!»

يونس:« يجوزنا زي الناس عشان بحبك يا شيخة وانتي ولا انتى هنا عمالة تعذبينى في حبك دا حتى أنا كلمت أخوكي كرم وطلبت إيدك منه قبل ما يجراله اللي جرى ودلوقتي الحمد لله بقا كويس وما ادانيش عقاد نافع أعمل إيه بقا يعني أخطفك واروح أتجوزك ولا أتصرف ازاى؟!»

بسمة وهي ما زالت مصدومة:«مين يتجوز مين؟!»

يونس:« إيه يا بسبوسة انتى هنجتى ولا إيه أنا يا ماما اللي هتجوزك.»

بسمة وقد جحظت عيناها:«هتتجوزني أنا!! انت نطقت يا أبو الهول أخيراً.»

يونس بدهشة:« أبو الهول!! إيه دا هو انت كمان كنتى بتحبيني وساكتة؟!»

نظرت له بسمة بصدمة ثم وضعت يدها على فمها والتفتت مهرولة لتهرب من أمامه لتداري خجلها منه.

يونس بفرحة:« بتحبني... البت طلعت بتحبني يا بركة دعاكي ياما أخيراً هتجوز.. هتجوز وهبقى عريس واتمختاري تاري تاري يا عروسة واتشخلع لع لع يا عريس إيه دا هو أنا اتجننت ولا أيه اعقل كدا يا يونس الهيبة يا ابني هتضيع حافظ على برستيجك بلاش بسبوسة لهطة القشطة دي تهبلك أنا بقول خير البر عاجله وأروح واخد في ايدي علبه شيكولاته والشبكة والمأذون وأروح آخدها من أخوها وأروح علطول كفاية تأخير لحد كدا أنا بصراحة مش قادرأصبر أكتر من كدا بس يا ترى كرم هيرضى يديهالي وأنا مروح ولا نأجلها لبكرا عشان يلحق يشبع منها أنا بقول أقوم أكلمه وأعرفه إن أنا جاي النهاردة ومعايا المأذون عشان يعمل حسابه.»

ثم أمسك هاتفه وقام بالاتصال على كرم و تحدث بهدوء وبدون مقدمات...

يونس:« ازيك يا كرم أنا جايلك النهاردة وجايب معايا المأذون عشان أتجوز بسمة فيا ريت تعمل حسابك على كدا لأنى هاخدها وأنا مروح إن شاء الله.»

كرم بذهول:« انت عبيط يا ابني مأذون إيه اللي هتجيبه معاك وبسمة مين اللي هتاخدها وانت مروح انت أكيد برج من نافوخك طار هو الحب لحس مخك ولا إيه يا ابني؟!»

يونس:«ما هو لازم يطير يا أخويا وانت حاطط إيدك في الماية الباردة ومش حاسس باللي جوايا بالله عليك يا كرم جوزني أختك وخليني آخدها وأنا مروح عشان خاطري وحياة حبيبك النبي وحياة أغلى حد عندك تجوزنى أختك.»

كرم:«بااااس خلاص تعالى النهاردة اتقدملها بس من غير مأذون ولو هي موافقة نحدد يوم تنزلوا تجيبوا فيه الشبكة ونعمل الخطوبة لكن مفيش جواز دلوقتي.»

يونس:« ليه بس كدا يا مفتري هو انت تخصص تعذيب؟!»

كرم:« دا اللي عندي لو عاجبك تعالى مش عاجبك يبقا خلاص ومن بكرا بسمة مش هتنزل الشغل اه ما هو بحالتك دي الواحد ما يضمنكش.»

يونس بصراخ:«لاااا والله كدا ظلم يعني لا أتجوزها دلوقتي ولا تفضل معايا في الشغل حرام عليك بجد يا كرم طيب قولي بس انت مش عاوز تجوزهالي دلوقتي ليه؟!»

كرم:« لما تيجي بالليل هتعرف يلا بقا ما تعطلنيش ورايا شغل.»

يونس بقلة حيلة:« ماشي يا كرم هاجي على الساعة 7:00 تمام بس هجيب الشبكة وأنا جاي كفاية إني مش هجيب المأذون أنا هاجي النهاردة وهلبس أختك الشبكة علطول ويلا مع السلامة عشان ما ترجعش في كلامك.» ثم أغلق الهاتف سريعاً قبل أن يرد كرم بأى كلمة.

فى المساء جلس كرم وقاسم ويونس حيث قام يونس بطلب بسمة للزواج واتفق معهم على كل التفاصيل وحينما علم بموافقة بسمة أصر على أن يكون اليوم هو الخطبة.

كرم:«طيب بس انت مستعجل ليه ماتخلى الخطوبة كمان شوية انت عارف إن والدى لسة متوفى وحتى كمان تكونوا اتعودتم على بعض وفهمتوا طباع بعض.»

يونس:«الله يرحمه ويغفر له ماهو عشان كدا بقول مانعملش حفلة خطوبة ونلبس الدهب بينا دلوقتي وبعدين انت بتهزر صح أكيد بتهزر نتعود على بعض ازاى أنا بحب أختك بقالى سنتين وحافظها وفاهمها أكتر من نفسها عارف هى بتحب إيه وبتكره إيه وقبل ماتتكلم أو أتفهم غلط أظن إنى وضحتلك قبل كدا إنى عمرى مااتعاملت معاها غير في إطار الشغل بس يبقا خلينا نتوكل على الله ونلبس الدهب دلوقتي.»

قاسم بضحك:«طيب مش كنت خليتها هى اللى تنقى الدهب بتاعها ولا انت كمان عارف ذوقها؟!»

يونس:«اطمن ياعمو أنا هخليها تجيب كل اللى نفسها فيه بعد الجواز لكن دا دلوقتي عشان أطمن إنها خلاص بقت على إسمي ومعلش بعد اذنكم أنا عاوز أكتب الكتاب كمان طالما الفرح هيتأجل بس انت مقولتليش ياكرم انت عاوز تأجل الفرح ليه وهتأجله لإمتى.»

كرم:«دا انت داخل حامى أوى ياسى يونس استنى ثوانى هنادى لبسمة وجنة وطنط علا عشان تلبس عروستك الشبكة وبالمرة أقول على المفاجأة اللى أنا وعمو قاسم محضرينهالهم.»

حضرت الفتيات وعلا حيث يجلس الجميع وجلست بسمة باستحياء بجوار يونس كما طلب منها كرم وقام يونس بإلباسها الشبكة وأطلقت جنة وعلا الزغاريد، ثم وقف كرم ليعلن أخيراً عن المفاجأة...

كرم:«ودلوقتى بقا ميعاد المفاجأة اللى أنا وعمو قاسم محضرينهالكم وأعتقد إن دا أنسب وقت ليها.»

علا:«خير ياابنى مفاجأة إيه دى؟!»

كرم:«تقول انت باعمو قاسم ولا أقول أنا؟»

قاسم بابتسامة:«لا أنا اللى هقول ياكرم، ثم وقف ونظر باتجاه جنة واقترب منها وتحدث بحب: جنة أنا عارف إنى ظلمتك كتير وخدتك بذنب حد ظلمنى لكن انتى أثبتى إن قلبك ابيض وطيبة الدنيا جواكى وغلبتينى بيها لكن أكبر ظلم ظلمته ليكى لما ماخلتكيش تكملى تعليمك وانتى كنتى ماشاء الله شاطرة وممتازة وعشان كدا أنا نويت أعوضك وأحققلك حلمك.»

جنة بعدم فهم:«حلم إيه اللي عاوز تحققهولى يابابا وبعدين أنا قولتلك إنى مش زعلانة منك والمفروض الكلام دا بينى وبينك مش قدام الناس.»

قاسم بابتسامة:«طيب استنى بس ياجنة لما تعرفي المفاجأة الأول بصى ياحبيبتي أنا سألت وعرفت إنك تقدرى تقدمى فى الجامعة المفتوحة واتفقت أنا وكرم إنك وبسمة تكملوا دراستكم فى كلية تجارة عشان كرم يقدر يساعدكم فيها ويمكن بكدا أكون كفرت عن ذنبى معاكى ياحبيبتى.»

جنة بذهول وفرحة:«أنا هكمل جامعة معقول يعنى خلاص هبقا طالبة جامعية مش ممكن أنا أكيد بكلم بسمة هنروح الجامعة سوا ونكمل دراستنا سوا ونروح ونيجى مع بعض ونذاكر تانى مع بعض أنا فرحانة أوى، ثم ذهبت واحتضنت قاسم بشدة وبكت بفرحة: ربنا يخليك ليا ياأحن أب فى الدنيا كلها.»

كرم بفرحة:«انتى تستحقى الفرحة دى انتى وبسمة ياجنة ربنا دايماً عوضه جميل.»

يونس بصراخ:«أيوا أنا بقا المفروض هأجل الفرح ليه حد يفهمنى.»

كرم بهدوء:«عشان بسمة تكمل تعليمها وتبقا تعليم عالى مش متوسط.»

يونس:«بردو مش فاهم ليه بردو التأجيل متكمل وأنا متجوزها.»

قاسم بضحك:«عشان الجواز ميعطلهاش يابنى تخلص دراستها وبعدين تتجوزوا.»

يونس بصراخ:«نااااعم انتم عاوزنى استنى أربع سنين بحالهم لااااا دا أنا شكلى هرتكب جناية وأخطفها وأتجوزها.»

ضحك الجميع بشدة على هذا العاشق الولهان الذى لايستطيع إخفاء مشاعره فجلس كرم على أقرب مقعد وتحدث بنبرة هادئة...

كرم:«خلاص رأفةً بحالك الفرح بعد سنتين لما تنجح فى سنة تانية وتبقا تكمل تالتة ورابعة عندك ولو زودت كلمة مش هيبقا فى جواز إلا لما تتخرج.»

وضع يونس يده فوق فمه وأومأ برأسه دليلاً على الموافقة وهو مغلوب على أمره.

مرت الأيام والأسابيع وبدأت الدراسة وكان كرم يذهب إلى عمله ويعود ليرتاح قليلاً ثم يبدأ المذاكرة مع جنة وبسمة حاولت جنة كثيراً لفت انتباه كرم أو جعله يبوح بحبه ولكن هيهات فهو يتعامل معها بجمود إلى أن بدات تفقد الأمل فى ذلك ولكن فى إحدى الليالى الممطرة فى بداية فصل الشتاء وقد قارب الفصل الدراسى الأول بالإنتهاء وأصبحت الامتحانات على الأبواب كانت جنة تجلس مع كرم وبسمة حيث يقوم كرم بالمراجعة لهم فى إحدى المواد وكانت تشعر ببعض التعب إثر ذلك البرد الذى يسكن جسدها حيث شعرت بأن حرارتها بدأت فى الإرتفاع وحينما لمست يد بسمة يدها بدون قصد نظرت لها بلهفة وهبت واقفة ووضعت يدها على جبينها....

بسمة بلهفة:«إيه دا ياجنة انتى سخنة كدا ليه شكل البرد زاد عليكى أوى أنا هروح أعمل كوباية ليمون سخن يدفيكى وانت ياكرم قوم هاتلها خافض لللحرارة من جوا بسرعة.»

جنة بإعياء:«مالوش لزوم يابسمة أنا كويسة أنا هقوم أروح وأنام شوية وهبقا تمام.»
وبمجرد أن وقفت شعرت بدوار يهاجمها فترنحت قليلاً وسقطت أرضاً فهب كرم وحملها بين ذراعيه وأدخلها إلى حجرة بسمة ووضعها على الفراش وصرخ ببسمة لكى تحضر زجاجة عطر حتى تساعده فى جعلها تستعيد وعيها وبالفعل بدأت جنة فى استعادة وعيها تدريجياً...

كرم بلهفة:«كدا ياجنة تخضينا عليكى مش تخلى بالك من صحتك.»

جنة:«بجد ياكرم اتخضيت عليا.؟!»

تنحنح كرم حرجا وطلب من بسمة أن تحضر لها كوباً من الليمون الدافئ وبعد أن خرجت بسمة نادت جنة كرم...

جنة:«إيه ياكرم لسة بردو مش عاوز تقولى اللى جواك أنا تعبت وأنا مستنياك تتكلم مش كفاية بقا كل الشهور دى.»

كرم:«مش عاوز أكون مجرد بديل ياجنة فى حياتك وقبل ماتستغربى أنا عارف موضوع خالد من زمان سمعتك وانتى بتحكى لبسمة انتى فى فترة تعافى منه مش عاوز أكون مجرد شخص بتنسى بيه حب قديم.»

جنة باستنكار:«ومين قالك إنه كان حب أصلاً أنا عمرى ماحبيته يمكن اتعلقت باهتمامه بيا شوية عشان كنت محرومة من النوع دا من الاهتمام لكن فوقت الحمد لله وعرفت بحبك ليا ومش هنكر إنى كمان حبيتك أنا أصلا طول عمرى بحبك انت ياكرم من وإحنا لسة صغيرين بس انت اللى بعدت وبقيت تتعامل معايا زى الآلة مفيش غير ازيك عاملة ايه ومذاكرتك بس هو دا الحوار اللى كان بينا ياكرم أنا عوزاك تبقا انت سندى وضهرى وأمانى عوزاك تبقا الحبيب والزوج والأخ والأب ياترى هتفضل ساكت بردو.»

كرم:«أنا محبتش غيرك فى حياتى بس دايماً مرعوب إنى أخسرك ولما اتشجعت عشان أعترفلك بحبى عرفت انك بتحبى واحد تانى لكن دلوقتي أنا بجد معنديش القدرة إنى ييجى يوم وتندمى على إختيارك ليا.»

ثم تركها وخرج خارج المنزل فدخلت بسمة التى كانت تقف على الباب واستمعت لكل الحوار الذى دار بينهما فوجدت بسمة تبكى بشدة فجلست بجوارها وأخذت تربت عليها وضمتها إلى أحضانها فتحدثت جنة من وسط بكائها...

جنة ببكاء:«هو أنا دايماً مكتوب على قلبى الوجع يابسمة ليه كرم مش عاوز يفهم إنى بحبه بجد وإن خالد كان مجرد هفوة فى حياتى ربنا فوقنى منها بسرعة.»
بسمة:«معلش ياجنة أعذريه كرم من النوع اللى كرامته بتنقح عليه اوى اديله وقته وهو من نفسه هيجيلك ويعترفلك إنه ميقدرش يعيش من غيرك.»

جنة بأسى:«لا خلاص يابسمة أنا مش هقلل من نفسي كدا تانى ولو هو بيحبنى فعلا هيعرف يوصلى ازاى لكن دى آخر مرة هدخل بيتكم أو أقابله بعد كدا ابقى تعالى ذاكرى انتى معايا.»

بسمة:«استنى بس ياجنة رايحة فين هو إيه القمص دا عشان خاطري اصبرى ياحبيبتي والله كرم بيحبك.»

جنة:«خلاص انتهينا يابسمة.» ثم ذهبت إلى منزلها.

بعد مرور عام ونصف انتهت الفتيات من الصف الثانى وبدات بسمة فى الاستعداد لزفافها وخلال تلك المدة لم تحاول جنة الاقتراب من كرم ولكنها كانت تختلس النظر أحياناً من شرفتها للإطمئنان عليه وكذلك كانت تعرف أخباره عن طريق بسمة أما كرم فكان كالعاشق الولهان يقف دائماً فى الشرفة لعل جنة تخرج إليها ويراها كما أنه كان يذهب أمام الجامعة حتى يتمتع برؤيتها خلسة ويطمئن عليها هو الآخر من بسمة.

وفى أحد الأيام كان كرم عائداً من عمله فقابله شاباً غريباً يسأله عن منزل قاسم فأشار له كرم على المنزل ثم ذهب هو الآخر إلى منزله وبعدما تناول الغداء خرج ليجلس فى الشرفة كعادته فسمع أخته وهى تتحدث فى الهاتف...

بسمة:«بتقولى إيه ياجنة مش معقول يعنى هو جاى بجد يطلب إيدك طيب أنا هلبس وجاية حالاً»

كرم بقلق:«فى إيه يابسمة جنة مالها؟!»

بسمة بتردد:«أصل... اصل... اصل خالد جه عشان يتقدملها.»

كرم بحدة:«ناااعم ياأختى بتقولى إيه خالد مين دا اللى يتقدملها دا أنا أطربق الدنيا فوق دماغها ودماغه.»

بسمة:«وجنة بس ذنبها إيه ماانت اللى صالبها بقالها سنتين ومش هاين عليك حتى تبل ريقها بكلة حنينة طالما مش عاوزها سيبها تشوف حالها.»

كرم بصراخ:«اتكتمى يابسمة بدل ما أروح فيكى فى داهية انتى كمان أنا رايحلها أما أشوف آخرتها معاها.»

ذهب كرم إلى منزل قاسم وبسمة خلفه وظل يطرق على الباب بشدة ففتحت له علا بقلق...

علا:«فى إيه ياكرم مالك يابنى؟!»

كرم:«انت عريس الغفلة؟!»

خالد باستنكار:«فى إيه ياأستاذ إيه الأسلوب دا؟!»

قاسم بحدة:«فى إيه ياكرم عيب كدا احترم وجودى وإن دا ضيف فى بيتى.»

كرم بحدة:«أنا عاوز أعرف انت ازاى جاى تخطب واحدة مخطوبة مش دا تعدى على الأصول بردو.»

خالد باحراج:«بس أنا مكنتش أعرف إنها مخطوبة.»
كرم بحدة:«وأديك عرفت يلا بقا من غير مطرود اتفضل شوفلك عروسة تانية قال جاى يخطب جنة قال أومال أنا هنا بعمل إيه.»

ذهب خالد وهو مكسور القلب فهو لم يستطع أن يحص عل جنة التى أحبها بالفعل والتى بسببها أصبح شاباً ذو أخلاق ويراعى الله فى بنات الناس.

جلس كرم وهو يشعر بالخجل مما فعله فنظرت له علا بضحك ونظر له قاسم بغضب شديد وسرعان ماانفجر ضاحكاً....

قاسم وهو يضحك بشدة:«يعنى كان لازم تحس إنها هتضيع من إيدك عشان تتلحلح ياقفل يلا أمرى إلى الله فرح جنة وبسمة فى يوم واحد الحق بقا شد حيلك ووضب شقتك بسرعة أصل ارجع فى كلامى.»

نهض كرم واحتضنه بشدة وأطلقت علا وبسمة الزغاريد.

بسمة لجنة:«أخيراً ياموكوسة هتتجوزى انتى وسى كرم دا انتم طلعتم عينى الفترة اللى فاتت يعنى كان لازمته إيه الفراق دا طالما الحب مولع فى الدرة كدا شاطرين تسألوا عن بعضمن ورا بعض وخلاص.»

جنة وكرم فى آن واحد:«بسمة.»

بسمة وهى تذهب وتتركهم:«بلا بسمة بلا نيلة.»

بعد علم آخر استيقظ كرم على صراخ جنة...

جنة:«قوم ياكرم اصحى منك لله بولد قوم ودينى المستشفى.»

كرم وهو حائر ويحاول تجهيز الحقيبة:«ثولنى ياحبيبتي بجهزلك الشنطة أهو.»

جنة بصراخ:«إخلص ياموكوس العيل هينزل قبل ماأروح المستشفى.»

قبل أن يرد كرم على جنة صدح صوت رنين الهاتف فقام بالرد عليه سريعا...

يونس:«إلحقنى ياكرم بسمة اختك بتولد وأنا مش عارف اعمل إيه؟!»

كرم:«وأنا كمانحنة بتولد ومحتاس على الآخر أقولك هات بسمة بسرعة ونتقابل فى المستشفى.»

دخلت الفتاتان حجرة العمليات بينما وقف يونس وكرم يأخذان الممر ذهابا وإياباً.

قاسم:«ماتهبط يابنى انت وهو خيلتونا.»

علا:«تفتكر البيبى شبهى ولا شبهك.»

قاسم:«احنا فى إيه ولا إيه يالولو أنا كل اللى شاغلنى دلوقتى ازاى البنات دى ظابطين كل حاجة مع بعض بالشكل دا يدرسوا مع بعض ويدخلوا نفس الكلية ويتجوزوا فى يوم واحد لا وكمان يخلفوا فى يوم واحد والاتنين يحملوا فى بنات زى بعض.»

علا بضحك:«دا عشان بس بيحبوا بعض بزيادة.»

بعد قليل انتقلت الفتيات إلى حجرتهم ومعهم أطفالهم فجلس كل زوج بجوار زوجته...

كرم:«حمدالله على السلامة ياقلبي البنوتة طالعة زى القمر شبهك اوى.»

جنة:«تتربى فى عزك ياحبيبى.»

يونس:«البنت جميلة اوى يابسبوسة اعملى حسابك أنا عاوز من الإنتاج دا أربعة كمان.»

بسمة بشهقة:«نعم ياضنايا انسى خلاص أنا قفلت بالضبة والمفتاح كفاية اللى جرالى بسببك.»

يونس:«ليه هو أنا كنت عملت حاجة غصب عنك ماكله كان بمزاجك.»

كان قاسم يقف وهو يحاوط علا بذراعه ويضحكان بشدة على هذا المشهد الكوميدى.

تمت بحمد الله 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1