رواية أنثوفيليا الفصل الثالث 3 والاخير بقلم يارا حسين


رواية أنثوفيليا الفصل الثالث بقلم يارا حسين

- العِيدُ آتٍ ..


على ماذا أغلقتِ الخزانة؟ 

ألباسُ نُورٍ أم لِباسُ ضلالة ! .."


ذڪر ابنُ تيمية انّ النِساء في عهد النبي ﷺ

كُن يلبسن القمص التي تصل إلى الڪعبين في القدمين وإلى الڪفين في اليدين

وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .

___________________________♡♡♡


فأردفت هو بهدوء: 

_بصي بعيد عن انه اخويا وبعيد عن اني مش هدخل القرابه في اللي بينا دلوقتي، بس شوفي قلبك هيقولك ايه


ابتسمت ببلاهه وقالت: 

_انا لو مشيت ورا قلبي، كنت خليته يكتب عليا مش يجي يتقدملي


دُهش من ردها هذا فقال: 

_هو إنتِ في مشاعر نحية "سديم"


_في سرك كدا يعني، انا بحبه من زمان اووي بس عندي حاجه في دماغي بتقولي بلاش دا مش ليكِ أنتِ مش حلوه عشان يبص ليكِ، دايمًا كنت بشوفه بعيد اووي عليا


بداخله فرح شديد ولكنه يحاول جاهدًا الا يظهر هذا: 

_سرك في بير عمومًا، ليكِ جلسه كمان الاسبوع الجاي وهتقوليلي قدرتي تتغلبي علي اللي جواكِ ولا ايه 


ابتسمت له ثم اخذت حقيبتها وغادرت العياده 

______________________________♡♡♡


مر ثلاثة أيام منذ اخر مرا فعلت ما قاله الطبيب "نديم" واليوم جاء "سديم" لكي يزورها في منزلها تركهم وحدهم في الصالة فاخبرته هي ما وصلت له مع الطبيب 


_باذن الله هتتغلبي علي المتلازمات دي اصل مش حبة متلازمات يعني هم اللي هيوقعوا "خلود" القويه. 


قالها بثقه كبيره فردت هي بخجل: 

_شكرًا علي ثقتك دي


مرت لحظات من الصمت فسالها بتفكير قائلًا: 

_قوليلي يا خلود، إنتِ عندك متلازمات كتير، أزاي مش عندك متلازمة أنثوفيليا؟!


لم تفهم ما كان يقصده فقالت: 


_اشمعنا المتلازمة دي يا "سديم"؟!


_أصل أنثوفيليا يعني هوس الورد، إزاي ميجيش للورد نفسه... 


خجل دهشه حيره فلم تعلم ماذا تقول له فهو قد ادهشها واحرجها ايضا


_إحم شكرًا 


_معلش غزل من طبيب نفسي فلازم يكون مختلف كده ومدهش


ضحِكت هي بصوت عال وكانت تلك هي المرا الاوله التي تضحكه من قلبها بحق


____________________________♡♡♡


تتوالى الاحداث حتى مر بقية الاسبوع وجاء اليوم الذي ستذهب فيه فيه خلود الى الطبيب نديم وعندما ذهبت وجدت العياده خاليه من المرضى فدقت على الباب ثم راته فاذن لها بالدخول


_ها قوليلي انجازتي ايه


_ في الاول مقدرتش اسيطر على دماغي بس بعدها تاني يوم بدات اني فعلا اثق ان كل اللي كاتبه ربنا هو اللي هيحصل، ومش محتاج ان انا اقعد افكر ولا محتاج اي حاجه من اللي انا بقعد اتخيلها، وقدرت بس احيانا دماغي بتغلبني بس انا قدها وهقدر ان انا اتغلب على المتلازمه البسيطه دي زي ما قال لي "سديم" 


ابتسم علي انجازها البسيط هذا: 

_ بصي يا "خلود" طول ما انتِ واثقه ان اللي كاتبه ربنا هو اللي هيحصل، ومقعدتيش تزنقي نفسك ولا تكتمي في نفسك في كل اللي بيحصل حواليكِ، هتلاقي كل حاجه بسيطه وهتلاقي نفسك بتعيشي حياه طبيعيه، ولا هتحسي بأي حاجه خالص بس لازم تثقي ان اللي كاتبه ربنا هو اللي هيحصل، وماتحاوليش تخلي دماغك تغلبك لان لو خليتِ دماغك تغلبك هتفضلي عايشه في متاهه، وكمان الامراض النفسيه عندك هتزيد، ومش هتعرفي تتقاومي، بس انا واثق فيكِ وواثق ان انتِ هتقدري انك تغلابي عليها، ودلوقتي في حاجه عاوزه تقوليها ولا نعالج القديم


_عندي مشكله كبيره اوي، اني مش بعرف اعبر عن اللي جوايا ومش حاسه بالامان ودايما حاسه بخوف، مش بعرف اقول للي قدامي ان انا فعلا واثقه فيه، او او ان انا فعلا بحبه مش بعرف ان انا اتعلم من غلطاتي، عاوزه اني اطلع من كل ده انا ماما خلتني واحده مريضه، ما بتعرفش تقول اي حاجه ما بتعرفش تتكلم ما بتعرفش ان هي تعبر عن اللي جواها دايما كاتمه كل حاجه جوايا


استمع لها جيدًا ثم هتف بهدوء وقال: 

_ بصي يا "خلود" دي متلازمه منتشره جدًا وسهل انك تتغلبي عليها واسمها social phobia syndrome الرهاب الاجتماعي، المتلازمه دي اعرضها نفس الاعراض اللي انتِ بتقوليها وتقدري ان انت تتغلبي عليها بانك تواجهي كل حاجه مثلا حصل موقف وضايقك تقولي ان الموقف ده ضايقك، مش تسكتي عليه لو حصل ان حد قدم لكِ حاجه قولي له شكرا وانكِ فرحتِ جدًا باللي انت عملته، ما تكتميش جواكِ فرحك او ما تكتميش جواك الحاجه اللي انت حسيتي بيها لان دل كل ما يزيد هيسبب ليكِ تعب اكتر


_انا حقيقي ياست من كل اللي عندي أنا، بس كنت عاوزة أتعافى، صدقني، مش عشان بعاند أبقى راضية بحالتي. أنا نفسي أتجوز وأخلف ويكون عندي أطفال. إزاي هقدر أكون أم من غير ما أكون سوية نفسيًا؟ أنا حتى مش قادرة أقول لخطيبي على اللي عندي، مش قادرة أقوله إني مطمئنة... مطمئنة في وجوده.


ابتسم ابتسامة بسيطة حاول إخفاءها، فقال:

_ إنتِ بتطمني في وجود "سديم"؟!


_ أنا بقا عندي أمل، لأن "سديم" بقا في حياتي.


_ اعترافك باللي عندك واعترافك ان انتِ عاوزه تتعالجي دي حاجه كويسه جدًا، واحنا في بدايه العلاج وان شاء الله قبل ما تتجوزي هتكوني سويا نفسيًا وهتقدري تتغلبي على كل اللي انت فيه دا وزي ما قلت لو في حاجه جواكي قوليها، اذا كان بقى لـ خطيبك بس اكيد يعني ما ينفعش ان انت تعترفي لو بتحبي ان انتِ بتحبيه علشان لسه ما بقاش زوجك، بس لما يبقى قولي له وعيشي وأنسي اللي فات، عشان اللي فات مش هتاخدي من وراه غير وجع وتعب وترومات وكل الحاجات المتعبه


علمت أن حديثه صحيح واصبح لديها امل بالغد فاضاف هو قائلًا: 

_ واقولك بقى على علاج نفسي مريح جدًا احسن من اي حاجه وهو القران والصلاه الاثنين دول لو قربتيهم لقلبك قوي هتلاقي نفسك في حته تانيه خالص، مش هتفكري في بكره مش هيكون في حاجه وحشه في حياتك، لانك واثقه ان ربنا كاتب لك كل حاجه كويسه وكل الخير فيما كتبه الله ثقي في ربنا، انتظمي على السنن والرواتب والقران وخلي ليكي برده ان القران ورده تسبيح وخلي قلبك دايما بذكر الله هتلاقي كل حاجه في حياتك مفتوحه وكويسه، كل الحاجات دي هتخليكِ احسن بكتير وهتخليكِ انسانه غير كل اللي البشر دول


_انا هعمل كدا الانسان بيقا تايه فعلًا وهو بعيد عن ربنا أنا كنت في غفله وكل اللي اتصبت بيه دا هو اللي فوقني، شكرًا ليك يا دكتور


_انا تحت امرك وبأذن الله المرا الجاي تيجي وميبقاش في حاجه تعباكِ. 


___________________________♡♡♡


مرت ثلاث اسابيع منذ ان كانت عند الطبيب عادت الى عملها واصبحت لا تفكر في اي شيء سوى الذي امامها فقط، علاقتها تطورت مع "سديم" واصبحت جيده كثيرا


في العمل وفي وقت الاستراحة كانت "روان" تجلس بجانبه وهم يمزحون


_قوليلي يا خوخه، اي سبب البهجه والتغير الرائع دا، هو الحب بيعمل كل دا


ابتسمت هي بمراح وقالت: 

_كله بفضل الله يا رورو، ودكتور "نديم" الحمدلله بقيت احسن وبتغلب علي الترومات والمتلازمات اللي عندي، وبقيت شايفه ان علاقتي ب"سديم" تستحق المحاوله وانه بجد انسان كويس


فسألتها في حيره: 

_مين دكتور "نديم" دا


فاجابت: 

_اخوكِ، تؤام "سديم" مش هو طبيب نفسي برضو 


دُهشت مما قالتها فصاحت بعدم فهم: 

_إنتِ اكيد متلغبطه، "نديم" مسافر بقاله تلات سنين، وغير كدا هو مهندس مش طبيب نفسي 


صدمه ألم خذلان لا تعلم ماذا تفعل حتى اخذت حقيبتها وذهبت إلى العيادة فوجدت كل شيء مختلف هناك مرضى كثيرون على عكس كلما اتت لم تكن تجد احدًا فتوجهت إلى الغرفة التي كانت تدخل لها مع إعتراض مساعدة الطبيب حتى اقتحمت عليه الغرفه فوجدته بدون النظاره فما ان راها صار يبحث عن نظارته فقالت هي بقهره والم


_بتدور علي ايه يا دكتور يا كداب ليه بتكدب عليا وتعمل انك اخوه ليه، ليه توجعني وتقهرني عليك قولي ليه تعمل كدا


_عشان خاطري اهدي واسمعيني، إنتِ مكنتش هترضي انا اعالجك حقك عليا انا اسف 


نظرت له بخذلان وحزن فقالت: 

_انا كنت بحبك كنت فاكره انك فعلًا شخص كويس بس للأسف رجعتني لنقطة الصفر تاني، انا عمري ما هسامحك. 


_أسـف والله غصب عني سامحيني يعيون "سديم"


نظره اخيره كانت تقول كل شيء 


فغادرت العيادة وتركته فنزل هو ورأها وصار ينده عليها ولكنها لم تسمعها حتى نزلت الى الشارع وكانت تمر من الطريق حتى اصطدمت بها سياره كانت تسير بسرعه لحظه من الصمت والخوف اقترب منها "سديم" وهو خائف عليها فوجد دماء تنزل منها وقال بالم: 


_لأ عشان خاطري بلاش تموتي، لأ انا اسف انا حقير وحيوان حقك علي قلبي، اوعي تسبيني بصي قومي وافسخي الخطوبه واعملي اللي نفسك فيه بس بلاش مش هتحمل وجع فراقك


لا صوت ولا اي شيء فنتقلت إلى رحمة الله 


#تمت

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×