رواية آآن الفصل الثالث 3 بقلم ايمان صالح

 

رواية آآن الفصل الثالث بقلم ايمان صالح



                 -لن يدوم السر طويلًا-

-أنا كمان حاسة بنفس اللى انت حاسة بيه، لأ ومتأكدة ٱن فيه حاجة مش مظبوطة في المكان ده.

وقتئذ نظرت لها چانيت ونطقت بالقول:

-خلاص، يبقى توعديني.
حدقت بوجهها:
-اوعدك بإيه ياچانيت؟
-إنك هتساعديني.
-أيوة بس اساعدك في إيه؟
-نعرف إيه حكاية المنجم ده، ونوصل للسر اللي جواه.
-طب وإفرضي طلع إفتراضات مننا فقط؟
-الكاميرا بتاعتي.
-مالها تاني؟
-هي اللي هتبين كوووول حاجة.
-أنا مش فاهمة حاجة، إنت ناوية على إيه وهتتصرفي إزاي؟!

-هفهمك كل حاجة في وقتها، لكن دلوقتي ركزي في الشغل وبس، ولما أقولك اني محتجاكي تساعديني تعملي اللي هقولك عليه تمام، أوكي؟

حركت رأسها إيجابًا، لترد الأخرى:
-آردوو، جراتسي. يلا نكمل شغل.

عادتا إلى عملهن وبدأن ينهمكن في العمل، مرت الساعات والجميع منغمس في القيام بواجبه، لكن ممرات المنجم تإن، گانها ترفض استمرار العمل بداخلها وهي تحتوي على بعض الجثث التي لم يتم دفنها حتى الآن، فعلى حين غرة سمع الجميع صوت صرخات تأتي من القبو المنهار قبل عدة أيام، ترك الجميع ما في يده وانتبه للصوت، تشتت تفكير السيدة نعمة التي انزعجت حينئذ كثيرًا ثم قالت لهم:

-هو احنا هنقعد كل ماحاجة غريبة تحصل في المكان نسيب اللي في إيدينا وننتبه لها؟ من فضلكم كل واحد يشوف شغله. 

سرعان ما حركت كلماتها الجميع كقطع الشطرنج حتى عادوا إلى العمل، إنهمكوا جميعًا في عمل المنجم لكن على مايبدوا أن إحداهن تفكر في شيء ما، فبعد قليل من شرود چانيت رمقتها إنجي طويلا ثم حدثتها:
-بسس.
انتبهت لها سريعًا ثم حركت رأسها متسائلة:
-إيه؟
لترد الأخرى:
-سرحتي تاني، وبعدين ؟!
شردت چانيت مجددًا ثم أجابتها:
-بقولك إيه؟ إنت مش جعانة؟ 
أردفت:
-جعانة جدًا.
ردت قائلة:
-طب خديلنا إذن عشان نطلع نشتري أكل سوا.

هامستها بعصبية:
-مين قالك إن نعمة هترضى تطلعنا؟ إنت بتحلمي!!
ردت قائلة:
-خلاص خلاص إنچي، أسكتي إنت، أنا هتصرف.

هدهدت رأسها بروية دلالة على الموافقة ثم انغمستا في العمل، على حين غرة، امتعض وجه چانيت وتركت أدوات العمل من يدها، ثم أخذت تصرخ متألمة:
-آاااه، إلحقوني.
سرعان ما انتفض الجميع تجاهها وأخذوا يحذون حذوها، الجميع في حاله ذعر يتساءل ما الذي حدث لها،  إنها لم تكن بسوء منذ قليل، هرولت إنچي ناحيتها آنذاك وهي في هلع شديد، بتلك الآونة سقطت چانيت بين يديها قائلة بهمس:

-دي فرصتنا نطلع من هنا، انت فاهمة تعملي إيه؟

حركت رأسها بالإيجاب ثم أخذت تصرخ محدثة چانيت:

-چانيييت؟! ايه اللي جرالك انت كنت كويسة، فيكي إيه فهميني!
أجابتها: 
-كليتي يا إنچي، همووت إلحقيني.
-قومي، قومي نطلع على المستشفى.

في هذه اللحظة تدخلت نعمة متسائلة بخوف وتوتر:
-مالك يا چانيت فيه إيه، إيه اللي جرالك؟

-كليتي يامدام نعمه، همووت.
همت متوترة ثم استدارت حول نفسها قائلة:
-طب ثواني ثواني هستأذن من مدام رأفة وآجي معاكي.
في تلك اللحظة قاطعتها إنچي بصوت مرتفع:
-ودي تيجي ياريسة نعمه! مالوش لزوم تسيبي الشغل مين هيخلي باله مكانك؟ أنا هروح بيها على أقرب اسبتاليه. إعمليلنا بس انت الإذن.

لتجبهم نعمه:
-حاضر حاضر، على البيماريستان على طول يابنات.

ذهبت في طريقها لإحضار هذا الإذن وظلت الفتيات على حالتهن، هذه تتأوه وتلك تواسيها وتحاول أن تخفف عنها، بتلك الآونة وتحديدًا بعدها بلحظات أتت نعمه بالإذن وارتدت السيدتان معاطفهما الثقيلة ثم سارعتا بالخروج، كأنهن كن بالأسر، تنفست چانيت الصعداء حينما رأت الشارع ثم أمسكت بيدي إنچي وحدثتها قائلة:

-مستعدة!
أجابت:
-لإيه مش ناوية تفهميني؟
أردفت:
-للمغامرة اللي هنخوضها؛ 

قاطعتها:
-أنا بجد مش فاهمة حاجة، 
قاطعتها مجددًا:
-إحنا هنروح مشوار صغير لمصور أعرفه، هيعرفني الكاميرا دي ممكن يحصل فيها أي خلل من أي نوع ولا لأ.

انتهى حديث الفتيات وذهبتا في طريقهما للبحث عن إن كان الكاميرا السبب فيما يرون أم لا..
تعليقات



×