رواية مالم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني الفصل الرابع بقلم عائشة الكيلاني
_اسمعي يا حبيبتي مش هقولك تاني...انا سمحتلك تروحي من ورا أبوكي، آخرك ساعة بالظبط و ترجعي فاهمة؟ متعملناش مشا*كل معاه الله يرضا عليكي!
هزيت راسي بحماس قبل ما ارد:
_أيوا، ساعة واحدة بس، هسلم على مرنة و أديها الهدية و آجي...
فتحتلي ماما باب الشقة و اتكلمت قبل ما أمشي:
_خدي بالك من نفسك يا يمنى.
نزلت على السلالم بسرعة و انا بدندن بسعادة و بفكر هتبقى ردة فعل مرنة ازاي لما تلاقيني حضرت عيد ميلادها، كنت متحمسة لأنها كانت أول مرة في حياتي أطلع فيها برا البيت لوحدي.
وصلت هناك بعد حوالي ربع ساعة مشي، أول ما دخلت كل العيو*ن كانت عليا، حسيت بإحر*اج و حطيت وشي في الأرض و أنا ماشية لغاية ما لمحت مرنة أخيراً، ابتسمت و قربت منها، حضنتها قبل ما أقدملها الهدية و انا بتكلم:
_كل سنة و انتي طيبة يا مرنة، الكيك دا ماما عملتهولك بنفسها مخصوص.
مبتسمتش، بصيتلي بذهول قبل ما تتكلم:
_ايه اللي جابك هنا؟ انتي مش قلتي مش هينفع تيجي؟
اتك*سفت من ردها قدام الكل و اتكلمت بتو*تر:
_أ..أيوا، بس أنا اقنعتهم.
فضلت مبحلقا*لي لدقيقة قبل ما تبتسم ابتسامة مر*يبة و هي بتقرب مني:
_واو! حاجة جميلة انك قدرتي تيجي، تقدري تحطي الهدية في اوضتي فوق.
_بس انا معرفش مكان اوضتك!
شاورتلي ناحية السلالم و اتكلمت:
_اطلعي من هناك، اوضتي أول باب تلاقيه في وشك.
بلعت بتو*تر، حسيت بحاجة غ*لط و مع ذلك قررت أسمع كلامها، طلعت السلالم ببطئ و أول باب في وشي لقيته فتحته و دخلت، حطيت الهدية على السرير و أول ما لفيت عشان أطلع لقيت مرنة واقفة قدامي، ضر*بتني بالق*لم على وشي جا*مد قبل ما تتكلم:
_انتي عايزة مني ايه تاني؟ جاية الحفلة عشان تسر*قي الاهتمام كله ليكي؟ مش مكفيكي كل اللي سر*قيته مني لغاية دلوقتي؟!
حطيت يدي على خدي و اتكلمت بصد*مة:
_م..مرنة قصدك ايه؟ سر*قت منك ايه؟
_المركز الأول على المدرسة..اخدتيه مني، حب المدرسين و اهتمامهم...اخدتيه مني، اصحابي...اخدتيهم مني، حتى الولد االي انا معجبة بيه...معجب بيكي انتي! كل دا مش مكفيكي؟!
لو فاكرين اني بك*يت و خ*فت فانتوا غلطا*نين، مكنتش بشخصية ضع*يفة و مكنتش بحب الظ*لم، عذرها لكر*هي كان مقر*ف و خلاني حاسة إني عايزة أر*جع، خلال لحظة واحدة اخدت قراري اني هنهي علاقتي بيها للأبد، مديت يدي عشان أديها نفس الك*ف و انا بصر*خ بق*هر:
_انتي واحدة مر*يضة، انا حبيتك بجد و اعتبرتك صاحبتي الوحيدة، مكنتش متخيلة ان قلبك مليان بالح*قد و السو*اد دا كله!
فجأة حد فتح باب الأوضة و دخل علينا، مكانش غير أخوها الكبير اللي أول ما شافته اتحمأ*ت و بدأت تب*كي، بصت ناحيتي، و هو متكلمش، سح*بني من شعري و حطني في اوضة تانية، قعدت أصر*خ و أضر*ب الباب عشان يطلعوني لكن محدش فتح، قعدت على الأرض ساعة ورا التانية و..أخيراً...للأسف، الباب اتفتح!
ز*قوه عليا و قفلوه تاني...كنت شايفاه بيقرب ناحيتي بخطوات غير متز*نة، كنت عارفة ان فيه حاجة غل*ط، قرب عليا و حاول يخ*لع هدومي، صر*خت، ز*قيته و حاولت أبعد لكن هو سح*بني من شعري و ثب*تني على السرير...
صر*خت تاني بصوت أعلى:
_مرنة..خلاص أنا آسفة!
البلوزة اتر*مت على الأرض.
_لااا، اب*عد عني يا متحر*ش!
الجيبة اتخلعت.
_مرنة أرجوكي افتحي الباب...
س*حبه لشعري زاد أكتر.
صر*خت بأ*لم و فجأة...فجأة صحيت و انا كلي عرق و بن*هج جامد، اتلفتت حواليا عشان أشوف نفسي لسه في نفس الأوضة اللي أدهم كان حا*بسني فيها من امبارح و الشمس طالعة.
بصيت على يدي عشان ألاقي التيليفون لسه فيها من ساعة مكالمتي مع شهاب، حطيته في جيبي و وقفت، مش عارفة نمت امتى و لا ازاي!
دخلت الحمام، بصيت على نفسي في المراية، تحديداً على شعري اللي كان عمال يس*حبني منه كل ما حاولت أهر*ب و حسيت بالقر*ف، بدأت أفتح الأدراج بعص*بية لغاية ما لقيت مقص، مسكت شعري من عند ر*قبتي و قصيته كله، معرفش ليه الكا*بوس دا رجعلي تاني، كل اللي أعرفه إني كل مرة كنت بحلم فيها بالكا*بوس دا ملامح الشخص اللي بيغت*صبني مكانتش بتبقى واضحة، بس المرادي كنت شايفاه...كنت شايفة عيونه الزرقا!
________________
_كانت الخطة إنهم يد*اهموا المكان كلهم سوى، لكن في آخر لحظة الحر*امية اكتشفوا و مسكوا الرها*ين و هد*دوا إنهم يق*تلوهم، جاتلهم أو*امر انهم يتراجعوا بس عارفين خالو أدهم عمل ايه؟
كان مروان يتحدث بحماس عن أدهم بينما يجلس في منتصف الصف و يلتف حوله معظم الطلاب، صر*خت إحدى الفتيات من نهاية الصف بحماس:
_عمل ايه؟
على الفور لمعت عينا مروان بينما يكمل:
_د*اهم المكان لوحده! ضر*ب الحرا*مية و حرر منهم الرها*ين من غير و لا إصا*بة واحدة!
تكلم أحد الفتيان بانزعا*ج لم يتمكن من إخفائه:
_بس دا يعتبر خرق للأو*امر العليا و مخا*طرة ملهاش لازمة، كان ممكن حد من الرها*ين يت*أذي...
أشار مروان ناحيته بينما يتحدث:
_الحياة كلها مخا*طر و تحد*يات،احنا اللي بنختار نواجهها أو نهر*ب، و زي ما في مواقف لازم تبقى فيها حكيم و تنسحب، في مواقف تانية لازم تبقى فيها شجاع و تاخد أول خطوة لما الكل يتراجع...
ابتسم قبل أن يكمل:
_و دا اللي بيميز خالو.
ابتسم أنس الذي كان يستمع إلى الحوار كله بسخر*ية قبل أن ينهض من مكانه متحدثاً:
_انا مستغرب ازاي الظا*بط أدهم يبقى خالك و مع ذلك انت مخدو*ع بالمسرحية دي زيهم!
قلب مروان عينيه بملل:
_أنس، متبدأش!
تجاهله أنس بينما يكمل:
_انت يا حبيبي شخص مو*هوم، جرب تبعد عن مثالية الصورة و تشوف ورا الكواليس..
_ق..قصدك ايه؟
لم يجبه أنس، بل ابتعد ليخرج من الفصل بهدوء و كأنه لم يقل شيئاً، توجه ناحية الحمامات حتى يغسل وجهه لكنه تفاجئ بانعكاس مروان الذي كان يقف خلفه بغض*ب، تحدث ما إن لاحظ أن أنس رآه:
_انت ايه مش*كلتك معايا؟ متغا*ظ عشان خالي يبقى الظا*بط أدهم؟!
ابتسم أنس بجانبية قبل أن يلتفت إليه، تحدث بينما يتكأ بذراعه على الحوض:
_صدقني أنا مش*فق عليك عشان خالك يبقى المجر*م أدهم!
_ايه اللي انت بتقوله دا؟ احترم نفسك!
_خالك مجر*م يا مروان، عمل جر*ايم كتير و أنا كنت شاهد على واحدة منهم بنفسي.
_يا شيخ! و جر*يمة ايه دي بقى إن شاء الله؟
_خالك كان صاحب عمي الروح بالروح، و عارف عمل فيه ايه؟
_ايه؟!
_د*بحه!
وسع مروان عينيه بصدمة:
_ك..كداب!
موضع أنس يديه في جيوبه بينما يتجه إليه متحدثاً:
_و هكدب عليك ليه؟ مش مصدق اسأله...
نظر إليه مروان بغ*ضب قبل أن يد*فعه ليخرج و قبل أن يغادر سمع أنس يتحدث:
_صدقني هيجي يوم و تتف*ضح كل جر*ايمه و ساعتها هتند*م انك وثقت بيه.
تجاهله مروان ليخرج و يغلق الباب خلفه بقو*ة بينما عزم في نفسه أن لا يتسرع قبل أن يسأل خاله ذاته عن ذلك الأمر.
___________________
كان وقت الإستراحة في مدرسة السلام الإبتداية، د*فنت أروى وجهها في كتابها من الإحرا*ج في حين شهقت سلمى التي كانت تستمع إليها:
_كلمك بجد؟!
_أ..أيوا، و وطي صوتك احنا في الفصل!
اقتربت سلمى منها لتهمس:
_طب و ايه رأيك فيه؟
تحمحمت أروى قبل ان تجيب:
_ي..يعني، مطلعش زي ما كنت متخيلة.
_ازاي يعني؟
_حسيته شخص غريب.
ضحكت سلمى:
_مش مهم، أهم حاجة دلوقتي شكله حلو زي خاله الظا*بط فعلا و لا كلام و بس؟
_اممم، عيونه زرقا برضو لكن شعره بني مش أشقر زي خاله.
_رضا، حد لاقي عيون ملونة! هتعترفيله امتى بقى؟
نظرت إليها أروى بصد*مة:
_ايه..ايه اللي بتقوليه دا؟
_ايه؟ مش ناوية ترتبطي بيه؟
_لا طبعاً، عي*ب و حرا*م.
_اووه، انتي منهم؟ طيب خليكي لما واحدة تانية تكلمه و تاخده منك!
تنهدت أروى لت*كتف ذراعيها و تعدل نظارتها الطبية قبل أن تتحدث:
_سلمى،،أولا احنا لسه صغيرين قوي على الكلام دا، ثانيا اي حاجة بتتبني على حر*ام ربنا مش بيبا*رك فيها و آخرتها بتبقى و*حشة.
_طيب يا ست الشيخة.
ابتسمت أروى:
_أنا مش شيخة، دي أساسيات لو التزمنا بيها كلنا هنرتاح.
__________________
انهر*ت و أنا ببص على شعري اللي بقى يا دوب مغطي ودني، بدأت أسحب كل الحاجات و أر*ميها بعشوا*ئية و أنا بصر*خ بشكل هستيري قبل ما أقعد أخيراً على الأرض بت*عب.
دخل أدهم و ات*جمد مكانه و هو بيبصلي و بيبص على الشعر المرمي على الأرض:
_ي..يمنى! ايه اللي عملتيه في شعرك دا؟!
بصيتله بغ*يظ قبل ما أنطق:
_أنا بكر*هك...أنا بكر*هك و مستحيل أسامحك.
قرب مني و شالني، رجعني على السرير تاني و قبل ما يمشي وقفته:
_أدهم، احضني...
ابتسم بجانبية قبل ما يتكلم:
_فاكرة اني هق*ع في نفس الف*خ مرتين؟ مفيش مفاتيح في جيبي أولاً، ثانياً أنا قررت إني مستحيل ألمسك تاني قبل ما نتجوز، انا عايزك في الحلال..
_بس انت لسه حالاً شايلني!
_دا كان ظرف طا*رق مش أكتر.
ابتسمت بسخر*ية قبل ما أقف من مكاني و أحضنه أنا و أنا بتكلم:
_مين قالك اني عايزة مفاتيح؟ انا بس مش عايزة اشوف وشك و انا بعمل دا...
_بتعملي ايه؟ ايه اللي تقصديه؟ أنا مش ف..
سكت فجأة بعد ما غر*زت المقص اللي كنت مخبياه في يدي في ب*طنه، اتكلمت و أنا ببعد عنه:
_دا اللي أقصده..
بصلي بصد*مة، وقع على الأرض و أول ما شفت اللون الأ*حمر اللي بدأ يطلع من بو*قه و الجر*ح، حسيت كأن في جردل مياه ساقعة اتك*ب عليا و فو*قني، كان كأني فجأة استوعبت اللي عملته، شه*قت بصد*مة و نزلت جمبه على الأرض بسرعة:
_أ..أدهم، أنا...
قا*طعني:
_مع...مع إنك بتكر*هي كلمة آسف بس معنديش حاجة غيرها أقولها، أنا..أنا آسف يا يمنى...سامحيني!
عيوني د*معت:
_أدهم أنا مكانش قصدي! م..معرفش عملت كدا ازاي صدقني!
ك*ح بت*عب و ابتسم، مد يده عشان يمسك خصلة من خصلات شعري القصير قبل ما يتكلم:
_ش..شعرك كان جميل يا يمنى، م..مكانش يستاهل تقصيه عشان واحد زيي!
غمض عيونه و انا اتج*مدت في مكاني بصد*مة و دمو*عي بتنزل على خدي.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم