رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع 4 بقلم ميمي عوالى

 

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع بقلم ميمي عوالى


كانت الخادمتان تضحكان دون تعليق تحت نظرات زهرة المندهشة ، و لكن دهشتها لم تطل .. عندما سمعت مريم و هى تقول بصوت وصل اليها بوضوح : يوه يا ماما ، مش انا قلتلك تنبهى عليهم مايعملوش الاصناف دى
زينب بامتعاض : ابتدينا 😏
لتنظر اليها زهرة و الفضول قد بدأ يسيطر عليها بشدة و لكنها ايضا لم تستطع السؤال ، و لكنها وجدت زينب تنظر اليها و تقول بامتعاض متزايد : البنت اللى المفروض تكون الحتة الحنينة اللى فى اخواتها زى ما تكون متسلطة علينا كلنا ، عاوزة كل حاجة على مزاجها هى و بس
زهرة : انا مش فاهمة حاجة 
زينب باستنكار و هى تتجه الى الخارج : اما تسمعى بقية الموشح هتفهمى 
و قبل ان تتسائل زهرة عن المزيد سمعت مريم تنادى بصوت عالى و تقول : يا دادة .. تعالى هنا لو سمحتى 
لتسمع فاطمة تقول : هو انا يا بنتى مش قلتلك ان انا اللى طلبت منها تعمل الاكل ده
مريم : بس انا قلتلك و قلتلها ماتعملهوش
فاطمة : الولاد بيحبوه و اخواتك كمان
لتقترب زينب من مريم دون حديث .. لتلتفت اليها مريم و تقول بحدة : شيلى الاكل ده من هنا 
لتنظر زينب الى فاطمة بمعنى .. الم اقل لكى ، فتقول مريم بغضب : انتى لسه هتبصيلها .. انا بقوللك شيلى الاكل ده من هنا ، قلتلك ستين مرة الاكل ده ما يتعملش و انا هنا .. حصل و اللا ماحصلش
و قبل ان تقول زينب شيئا .. ينتبهوا على صوت زكريا و هو يقول : معلش يا دادة انا عارف اننا تعبناكى قوى معانا .. اتفضلى انتى ارجعى المطبخ و كملى اللى بتعمليه و لو احتاجنا لحاجة انا هعملها
زينب بابتسامة رضا : ماشى يا ابنى ، لتستدير عائدة الى المطبخ مرة اخرى ، لتقول مريم بغيظ : هو انت مش بتاكل فوق مع يونس .. مالك و مالنا بقى 
زكريا : انتى اللى مالك فيكى ايه 
مريم بامتعاض : مالى مش فاهمة 
زكريا : مش فاهمة برضة و اللا سايقة الهبل على الشيطنة زى عادتك
مريم باستنكار : فى ايه يا زكريا .. حاطط نقرك من نقرى ليه انا مش فاهمة 
فاطمة بقلة حيلة : هو ماينفعش نتكلم باحترام و هدوء شوية 
زكريا : حاضر يا ماما .. حقك عليا ، ثم نظر لمريم قائلا .. ماشى يا مريم .. افهمك 
مريم بسخرية : و ايه بقى اللى انت هتفهمهولى 
زكريا : اننا كلنا هنا ضيوف على بيت يونس ، و الضيف مش من حقه ابدا انه يعمل اللى انتى بتعمليه ده
مريم بكبر : انا اخته و من حقى انى .. 
زكريا بحدة : لا مش من حقك
مريم : هو ايه ده .. هو انا لسه خلصت كلامى 
زكريا بتحذير : كلامك ده سبق و قلتيه قبل كده فى حياة نور و بعد موتها و برضة قلتلك انه غلط 
حاتم بحمحمة : اهدى بس يا زكريا .. ماحصلش حاجة لكل ده
زكريا بسخرية : كان اولى تقول لمراتك الكلمتين دول و هى عمالة تؤمر و تتأمر على الكل يا حاتم
حاتم : انا قلت هى و طنط مع بعض حرين و مايصحش اتدخل بينهم
لينظر له زكريا بسخرية ثم يعيد نظره الى مريم قائلا : لو مش هنحترم اننا ضيوف فى البيت ده ، على الاقل احترمى الست اللى فى عمر ماما تقريبا ، و انها مربيانا معاها
مريم برفض : مربية بنات عمك مش مربيانا احنا 
زكريا : يا ستى اعتبرى انها و لا ربتنا و لا نعرفها .. احترمى سنها على الاقل
مريم : طالما بتشتغل عندنا يبقى …. 
فاطمة بحزم : زينب عمرها ما اشتغلت عندنا يا مريم 
مريم : اومال هى ايه يا ماما
فاطمة : زينب يابنتى من يوم ما دخلت بيتنا و انا بعتبرها زى اختى 
مريم بسخرية : زينب اختك و نور و سوزان و مش عارف مين ولادك ، و الله اعلم هتدى حقنا فيكى لمين تانى و تخلى الكل يطمع فينا بزيادة 
زكريا ببعض الوجوم : لو تقصدينى انا بكلامك ده .. فانا عمرى ما طمعت فى حاجة مش ليا يا مريم و انتى عارفة ده كويس 
مريم بملل : انا ماجيبتش سيرتك على فكرة
لتنهض فاطمة و تقترب من زكريا و تربت على كتفه قائلة بحنان : ايه يا ابنى الكلام اللى انت بتقوله ده
زكريا : ماتشغليش بالك يا ماما ، انا بس بفهم مريم اللى هى مش عاوزة تفهمه 
فاطمة : هو انت تايه عن مريم يا ابنى و كلامها
زكريا : لا يا ماما ، بس برضة حبيت افكرها 
ثم التفت لمريم و قال : انا اللى طلبت من ماما المحشى و الرقاق يا مريم لانى بحبهم من ايد دادة زينب ، و مهما باكلهم فى اى مكان تانى مابيبقاش طعمهم زى اللى باكله من ايد دادة زينب و وسطكم ،
انتى بقى مش عاوزة تاكلى منهم عندك بقية الاكل اللى بتحبيه مالى السفرة ، او حتى اعملى لنفسك طبق و روحى كلي بعيد ، انما تعملى كل الهوليلة دى عشان فى صنفين مابتحبيهمش موجودين ، يبقى فى عندك مشكلة و محتاجة تحليها 
ثم عاد مرة اخرى باتجاه الدرج و هو يقول : و ياريت تاكلوا بقى .. الاكل زمانه هيتلج
لتشير فاطمة الى الجميع ليعودوا الى طعامهم و تنظر لمريم بعدم رضا قائلة : ياريت بقى لو كنتى فضيتى الشحنة بتاعة كل مرة .. تقعدى تكلى ، و كفاية نكد احد كده عشان الولاد
كانت زهرة تقف من على بعد و هى تراقب ما يحدث و تلاحظ ان همس توقفت تماما عن الطعام و هى تنظر لمريم نظرة يشوبها القلق ، بينما كانت ماجى تولى اهتمامها بطعامها و هى تراقب و تشاهد مايحدث دون اهتمام يذكر و كأنها اعتادت المشهد 
اما حاتم .. فقد شاب زهرة احساس ملئ بالضيق تجاهه ، فقد شعرت من داخلها انه شخص غامض و غير مريح ، بل شعرت بان نظراته يملؤها الخبث و اللوع بطريقة غير مفهومة 
لتعود الى جلستها بالمطبخ لتجد زينب تقول بانشراح : الله يباركلك يا زكريا يا ابنى ، طول عمرك زى المرهم ، هو و يونس الله يشفيه و يزيح من ما عليه يارب 
احدى الخادمات : يعنى الاستاذ يونس طيب كده زى الاستاذ زكريا
زينب : طيب بس ، ده الطيبة و الحنية كلها فى قلبه ، و لا يمكن يهون عليه انه يزعل منه حد ابدا 
لتتجرأ زهرة و تقول : اومال اشمعنى اختهم مش زيهم
زينب بتنهيدة تدل على عدم الرضا : الله يهديها .. طول عمرها بصة للى مش ليها .. انا هروح اقطف شوية نعناع طازة عشان الشاى
قالتها زينب و خرجت من الباب المؤدى الى حديقة صغيرة بالفناء الخلفي للفيلا و التى تزرعها زينب بنفسها ببعض النباتات العشبية ، و الخضروات البسيطة التى لا غنى عنها
اما يونس فعندما عاد إليه زكريا .. قال له باستفهام : حكاية كل مرة برضة 
زكريا بوجوم : ايوة
يونس : اومال طولت تحت يعنى المرة دى ، و مالك وشك متكدر ليه كده
زكريا و هو يزفر الهواء بحنق : يا اخى مريم هتفضل طول عمرها زى ماهى و مش هتتغير ابدا  ، هى الوحيدة فى الدنيا دى اللى بتقدر تفكرنى اننا مش اخوات شقايق 
يونس بدهشة : و ايه اللى جاب سيرة الكلام ده دلوقتى بس
زكريا و هو يحاول تغيير الحديث : بقولك ايه .. المحشى زمانه تلج و انا بحب اكله سخن ، ناكل بقى بنفس كده قبل ما عمك حاتم يرجعلنا باجنداته
ليضحك يونس بشدة و يقول : ياخى صدق اللى قال الطيور على اشكالها تقع 
زكريا و هو يدس بعض الطعام بفم يونس : ياخى انا ساعات ببقى محتار و اقعد افكر و اقول يا ترى مين فيهم اللى بهت على التانى ، و اللا مين فيهم اللى بيخلص ذنب التانى
يونس ضاحكا : و ياترى عرفت الاجابة 
زكريا : اجابة ايه يا عم ، ده احنا محتاجين شارلوك هولمز ذات نفسه على ما يوصل للاجابة و ده لو وصل كمان
يونس : و الله ماما بتصعب عليا ، بتبقى مستنياكم تتجمعوا بالولاد عشان تشوفكم و تفرح بلمتكم حواليها ، و كل مرة لازم تيجى مريم تعمل لها هوليلة من غير سبب
زكريا : سيبك انت من كل الكلام ده و ركز معايا 
يونس : عاوزنى اركز فى ايه
زكريا : فى صفقة معينة عاوزك تفكر معايا فيها ان كنا نقبلها و اللا لا ، لانى مقلق من ناحيتها
يونس : طب ما طالما مقلق منها .. بلاها 
زكريا : حاتم مصمم عليها و بيهاجمنى انى رافضها ، و شايف انى بضيع على الشركة مكسب كبير و طويل الاجل كمان
و عشان كده عاوز اعرض عليك تفاصيلها و اخد رايك فيها و نتناقش ، و يا تأيدنى و نخلص ، يا تأيد راى حاتم و اتطمن و نتوكل على الله
يونس : طب امتى 
زكريا : انا متاكد ان حاتم هيفتح معاك الحوار ده لما يطلع ، و لو كنت اتأخرت عليكم شوية كان زمانه قال لك
يونس : طب يعنى عاوز نتناقش النهاردة 
زكريا : لا .. عاوزك تدرس الليلة كلها
بونس : طب ازاى
زكريا : انا هبعتلك كل التفاصيل على الايميل ، و متهيالى انت تقدر تستعمل اللاب و اللا ايه
يونس بحيرة : ماجربتش ، و انت عارف ان ماما مالهاش فى الكلام ده
زكريا : ادينا هنجرب ، و ليها الف حل ان شاء الله ماتقلقش
عندما قارب الوقت من موعد انصراف زهرة .. اقتربت من فاطمة لابلاغها بالمغادرة ، لتقول فاطمة بابتسامة : ماشى يا بنتى .. انا متشكرة اوى على تعبك معايا النهاردة
زهرة : العفو .. انا معملتش حاجة 
فاطمة : الاسطى محمد مستنيكى برة .. مع الف سلامة 
لتقول مريم بامتعاض : ماشاءالله .. حتى الجليسة بتخلى السواق يوصلها
فاطمة بصبر : ما بيوصلهاش البيت يا مريم ، بيوديها بس لاقرب محطة مترو 
مريم : طب ماهو كده برضة بيوصلها ، مافيش فايدة ، دايما بتطمعى الناس فينا
كانت زهرة طوال طريق عودتها لمنزلها تحاول تحليل كل الشخصيات التى صادفتهم بيومها و هى تستعير بعض حديث زينب عنهم لتشعر ببعض الرهبة من مريم و زوجها و برغم عدم قدرتها على تكوين فكرة عن ماجى .. الا انها ايضا لم تشعر تجاهها بالراحة ، و لكنها شعرت بان زكريا هو رومانة ميزان العائلة ، و لم تنكر اعجابها بموقفه مع مريم و بحنانه ايصا على همس ، و لكنها ايضا استوقفها حديثه مع مريم و شعرت بان هناك سرا ما لا تعلمه
اما حاتم .. فعند عودته الى غرفة يونس ، كان زكريا و يونس قد فرغا من الطعام ، فقال لهم فور دلوفه الى الغرفة : كويس انكم خلصتم اكل .. انا قلتلهم يبعتولنا القهوة 
يونس : خير ما عملت 
زكريا : انا هدخل البلكونة ادخن سيجارة على ما القهوة تيجى 
و بعد مغادرة زكريا قال حاتم : الا زكريا قال لك على الصفقة بتاعة اللحوم المستوردة
يونس بدهشة : لحوم مستوردة ، و احنا من امتى بنشتغل فى اللحوم 
حاتم : احنا استيراد و تصدير مواد غذائية ، و اللحوم دى من المواد الغذائية و اللا انا غلطان 
يونس : لا طبعا مش غلطان ، بس اللحوم دى بتبقى محتاجة تجهيزات تانية خالص مش عندنا
حاتم : كل الكلام ده مقدور عليه
يونس : انت عارف ممكن نحتاج تلاجات بزيادة اد ايه ، عارف تكلفة التلاجات اللى ممكن نحتاجها دى لوحدها اد ايه ، عارف لو الكهربا قطعت مثلا عن التلاجات دى و فيها اللحمة ممكن يحصل ايه 
عارف كمان انك لازم يبقى عندك ناس تقف على تجهيز الحاجات دى من هناك عشان تتاكد انها مدبو.حة حسب الشريعة 
حاتم بتهكم : و هو انت فاكر ان كل الناس بتعمل اللى انت بتقول عليه ده .. ده انت طيب اوى 
زكريا و هو يعود الى الداخل مرة اخرى : مش طيبة يا حاتم .. لكن ضمير 
حاتم : و هو احنا هنقل ضميرنا برضة
لينظر يونس الى زكريا و يقول بحزم : لو هى دى الصفقة اللى كنت عاوز تاخد رايى فيها فأنا مش موافق
زكريا : طب مش لما تدرسها كلها الاول
يونس : يا عم دى فيها شبهة .. الله الغنى 
حاتم بغضب ملحوظ : انت عارف انت بترفض ايه ، انت بترفض ملايين
يونس : حلال على اللى يقدر يشيلها و يصونها
حاتم : بس مريم موافقة على الصفقة دى و مشجعاها جدا 
يونس : خلاص .. تاخدها لحسابها 
حاتم بامتعاض : للاسف و هى لوحدها امكانياتها مش هتقدر عليها
زكريا : خلاص .. يبقى تصرف نظر لحد ما امكانياتها تسمحلها بده
حاتم : بس المصاريف اللى زكريا عاوز يزودها محتاجة شغل يعوض التكاليف دى
يونس : مصاريف ايه مش فاهم 
حاتم : الزيادة بتاعة الموظفين و الارباح
يونس : و ايه الجديد ، ماحنا بنصرف لهم الزيادة السنوية بالنسبة القانونية ، ايه بقى اللى مزعلك
حاتم : اصل طالما بيزيدوا و بالقانون ، لازمتها ايه بقى الارباح اللى بتتوزع عليهم دى ، مش احنا اولى بفلوسنا 
يونس بهدوء : الفلوس دى اللى الناس بتستناها من السنة للسنة عشان تفرج بيها عن نفسها يا حاتم
حاتم : قانونا مش حقهم ، و انا و مريم مش موافقين عليها ، كفاية اوى الزيادة بتاعة المرتبات
زكريا : الارباح دى بتطلع من ايام بابا الله يرحمه ، و بقينا بنعتبر اننا بنحيي زكراه بيها و الناس بتدعيله ، و بعدين الفلوس دى عمرها ما هتنقص يعنى من فلوسكم حاجة 
يونس : خلاص يا زكريا .. خلى الارباح السنة دى من نصيبى انا و انت و ماما و سوزى و بلاش تطلع حاجة من فلوس مريم ، من حكم فى ماله ما ظلم
بعد انتهاء اليوم و عودة كل الى منزله ، كانت ماجى تجلس امام مرآتها و تصفف شعرها وهى تراقب زكريا الذى كان مسترخيا بالفراش و يضع حاسوبه على قدميه و يطالع عليه شئ ما باهتمام ، فاقتربت منه و قالت : يا ترى اتفقتوا تقبلوا صفقة اللحوم و اللا ترفضوها
زكريا : خلاص رفضناها
ماجى : بس مريم كانت بتقول ان ارباحها عالية اوى 
زكريا : و مخاطرها اعلى 
ماجى : انت ادرى .. انما .. انت مش شايف ان مريم عندها حق فى موضوع الجليسة بتاعة همس
ليمد زكريا يده مغلقا الحاسوب و يقول : على فكرة يا ماجى ، الكلام اللى انا قلته لمريم النهاردة موجه ليكى انتى كمان
ماجى : كلام ايه ده بقى اللى موجه لى انا كمان
زكريا : ان ماحدش يتدخل فى اللى مايخصوش
ماجى : و هو انا لما اكون بتكلم معاك عن وضع معين مش عاجبنى ابقى بتدخل فى اللى مايخصنيش
زكريا : الوضع اللى مش عاجبك ده لا هو عندك و لا فى بيتك ، يبقى اكيد ما يخصكيش
ماجى : و هو انت ناسى ان البنت تعتبر فى وصايتك انت فى الحالة بتاعة باباها دى ، و المفروض انت المسئول عن كل الفلوس اللى بتتصرف من غير لازمة دى 
زكريا : و رغم ان دى برضة ماتخصكيش ، الا انى هسالك يا ماجى .. هى ليه مالهاش لازمة 
ماجى : لزومها ايه جليسة و طنط معاها طول اليوم
زكريا : ماما معظم وقتها مع يونس ، يعنى مش فاضيالها كفاية ، و البنت نفسيتها ممكن تتعب بالشكل ده
ماجى بامتعاض : ايه الدلع ده
زكريا : خفى من قعدتك مع مريم شوية يا ماجى ، بتقليديها تقليد ا.عمى فى كل حاجة لحد  مابقيتى  تقريبا صورة تانية منها و الوصع ده مش عاجبنى
ماجى : مريم دى تبقى اختك على فكرة 
زكريا : و طول عمرى مابيعجبنيش تفكيرها و انتى عارفة ده كويس ، فياريت تحاولى تلحقى روحك لانى مش هتحمل ده كتير و اعتقد انى حذرتك من الحكاية دى اكتر من مرة ، و انتى بدل ما تصلحى من نفسك بتنساقى وراها اكتر و اكتر 
ماجى : كل ده عشان بتدور على مصلحتها
زكريا : مش لازم عشان مصلحتى اشوط فى كل اللى حواليا ، و المصلحة دايما فى انك تمشى صح مش العكس زى ما انتى بتعملى
ماجى بامتعاض : و هو انا بعمل ايه
زكريا : هو انتى فاكرة انى مش واخد بالى انتى بتتعاملى مع همس ازاى لما ماببقاش موجود قدامك ، و اللا فاكرة انى طالما بعيد ابقى مش واخد بالى ، و رغم انى حذرتك اكتر من مرة لكن انتى برضة مافيس فايدة 
ماجى : انا بتعامل معاها زى عمتها بالظبط
زكريا بحدة : و انا قلتلك مالكيش دعوة بمريم ، انتى بنفسك دايما تشوفينى بنتقدها على معاملتها مع البنت .. تقومى تتعاملى بنفس المعاملة ، هو مافيش تفكير خالص
لتنهص ماجى من فوق الفراش و تتجه الى باب الغرفة قائلة : انا سايبالك الاوضة خالص عشان اريحك منى 
و بعد ان خرجت من الغرفة شرد زكريا و رجع بذاكرته الى عشر سنوات مضت 
فلاش باك 
كان ابراهيم والد زكريا و يونس بمكتبه بالشركة و هو يمسك بيده بعض الصور الفوتوغرافيه و يقلب فيما بينهم بينما يونس يقول غاضبا : انا ما اعرفش حاجة عن الصور دى و مش انا اللى فيها وماليش بيها اى دخل ، انا عمرى فى حياتى ما مسكت كاس و لا قربت من حاجة تغضب ربنا ، اقوم اسكر و العب قمار كمان .. ده جنان رسمى
ابراهيم : عارف يا ابنى ، انت ناسى انهم حاطننى انا و زكريا جنبك فى نفس الصورة
يونس بذهول : و لما انت عارف ساكت ليه 
ابراهيم : انت مش فاهم
يونس : طب ماتفهمنى 
زكريا : افهمك انا يا يونس ، الصور دى مش اكتر من ورقة ضغط لتشويه اسمنا و سمعتنا و نظام العيار اللى مايصيبس يدوش 
يعنى يا نقرب و نقرى الفاتحة يا يتقال علينا بقى حكايات و روايات و يشككوا فى مصدر فلوسنا
يونس : طب هيستفيد ايه من النسب ده انا مش فاهم
زكريا : الاستفادة كبيرة اوى ، لما يتقال ان ابن ابراهيم الخياط اخد بنت مجدى مطاوع .. دى فى حد ذاتها تخليه يسافر لفوق اوى 
يونس : طب ما احنا مانهتمش بكل الكلام ده ، يقول اللى يقوله .. احنا عارفين كويس احنا بنعمل ايه
ابراهيم : احنا عارفين يا ابنى .. لكن الناس ماتعرفش
يونس : نقول للكل انها متركبة 
ابراهيم : واحد هيصدق و الباقى الله اعلم
يونس : انا لا يمكن اتجوز غير نور يا بابا ، و حضرتك عارف الكلام ده كويس
زكريا : ماتقلقش يا يونس ، انا كمان لا يمكن اوافق ان قلبك و اللا قلب نور ينكسروا بسبب الدناءة دى
يونس بحيرة : طب و الحل
زكريا : انا هتجوزها يا بابا
ابراهيم : ايوة يا زكريا ، بس انت يا ابنى كنت بتقوللى ان انت كمان فى حد فى حياتك
زكريا : خلاص يا بابا ماتشغلش بالك ، كل شئ قسمة و نصيب
يونس باستنكار : و تضيع حبك عشان ناس زى دى 
زكريا : اولا ماهواش حب بالمعنى ، ده كان يا دوب اعجاب ، و ماحصلش بيننا اصلا اى كلام ، ثانيا بقى .. انتو عندى اهم من الدنيا و اللى فيها 
و بالفعل .. يتزوج زكريا من ماجدة .. ماجى .. ابنة مجدى مطاوع و هو يهيئ نفسه بان العروس ليس لها اى وزر فيما فعله اباها ، و لكنه يصطدم بواقع طباعها الجشعة و تعاملاتها مع الجميع و التى تفتقر 
لعوامل البر و التراحم 
و لكنه لم يجرؤ على طلاقها حتى بعد موت ابيه ، قلقا من شر ابيها على عائلته
عودة من الفلاش باك
ليتنهد زكريا و هو يقول باحباط : مافيس فايدة فيكى يا بنت مجدى مطاوع .. بس خلاص هانت .. ربنا يصبرنى و يعيننى عليكى 
اما مريم فكانت بغرفتها تقول لحاتم بحدة : يعنى برضة الصفقة هتطير من ايدينا ، تلاقى سى زكريا هو اللى خلاه يرفض
حاتم بامتعاض : ده انا لسه ببتدى افتحله الموضوع لقيته راح مقفل عليا .. حتى ما ادانيش فرصة اقول له الارباح هتبقى اد ايه
لا و لما قلتلهم ان انا و انتى موافقين ع الصفقة و عاوزينها .. يقولولى طالما كده خدوها لحسابكم
مريم باستنكار : و لو حصل حاجة كده و اللا كده نلبسها لوحدنا و نبقى احنا اللى فى وش المد.فع .. لا طبعا 
حاتم : مانا كمان قلتلهم ان امكانياتنا لوحدنا ماتشيلهاش 
مريم بحسرة : خسارة كبيرة ، دى حتى ماجى لما سمعت المبالغ اللى اتكلمت عنها كانت هتتجنن
حاتم : طب ماتخليها تاثر على زكريا 
مريم بسخرية : مين دى اللى تاثر على زكريا ، انت ناسى زكريا متجوزها ازاى 
حاتم : مش ناسى ، بس خلاص بقى عدت و بقى فيه بينهم ولاد ، اكيد يعنى الوضع بقى غير 
مريم : تؤ .. و لا غير و لا حاجة ، ده انا حتى حاسة ان زكريا قالبها بزيادة ، دى حتى كانت بتشتكى النهاردة انه مش راضى يغير لها العربية 
حاتم : مانتى برضة ماتنسيش انها على طول بصالك ، و كل ما تلاقيكى عملتى حاجة تبقى عاوزة تانى يوم تعمل زيك
مريم بكبر : مهما عملت يا حبيبى ، هفضل انا التوب 
حاتم : طب ايه .. كده الصفقة راحت .. ماتيجى ناخد منها كمية لحسابنا
مريم برفض : انت اتجننت .. لا طبعا ، لو كانت الصفقة للشركة و حد حصل له حاجة او اكتشفوا حاجة ، كانت المسئولية هتبقى على زكريا ، لكن لو احنا اللى خدناها .. المسئولية كلها هتبقى علينا لوحدنا 
حاتم : طب و العمل 
مريم باحباط : مالهاش حل للاسف .. راحت علينا
اما زهرة .. فقبل عودتها لمنزلها .. مرت بالمحامى و طلبت منه استخراج إذنا بالزيارة لامها و ابلاغها بالموعد 
و باليوم التالى ابلغها المحامى بانه قد استخرج لها إذن الزيارة و ان موعدها بعد يوما واحدا ، فذهبت الى فاطمة و قالت : انا جاية استأذن حضرتك انى  اخد بكرة اجازة 
فاطمة : خير يا بنتى 
زهرة باحراج : خير .. هو بس المحامى طلعلى اذن الزيارة بتاعة ماما ، و هروحلها بكرة ان شاء الله 
فاطمة : ماشى يا بنتى ، و لو ان همس اخدت على وجودك كل يوم ، بس انتى اصلا ما اخدتيش اجازة من وقت ما جيتى عندنا
زهرة : صدقينى مش محتاجة اجازة ، هو بكرة بس ان شاء الله 
لتتفاجئ زهرة وقت انصرافها بزينب و هى تعطيها كمية وفيرة من الطعام و بان السائق سيقوم بايصالها الى المنزل ، و تبلغها انها اوامر فاطمة


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1